رواية نصف البدر بقلم / د. إيلاف أحمد
بقلم / د. إيلاف أحمد
الفصـل الأولترن ترررن ترن، تقفل المنبه تفتح عيونها وتتمطى (أخييييرا أنا من بتين مستنية اليوم ده)، بعد اجازة طويييلة الليلة أول يوم لبدور في الجامعة، تقوم من سريرها نشييطة ومتحمسة وتمشي على اتجاه الحمام تلقى امها واقفة في المطبخ تحضر الشاي ….صباح الخييير فاطمتي…. صباح البرالمة هههههه ….أخيييرا يا أمي بقيت برلومة هههههبعد ما طلعت من الحمام جرت على غرفتها تلبس لبستها المجهزاها وكاوياها من بالليل، تطلع من الغرفة لابسة اسكيرتي اسود اسكيني وقميص كبدي مخصر زرايرو مفتوحة عشان تظهر البودي الاسود، مطلعة خصل من شعرها وجادعة الطرحة البيجية على كتفها، بدور اسما على مسمى فتاة جميلة وأنيقة بمعنى الكلمة لدرجة أنهم بشبهوها بممثلة هندية من جمالها، جسمها متناسق ومقسم واي حاجة تلبسها تطلع حلوة عليها، ده غير لونها القمحي وملامحها الأنثوية الناعمة، عيونها الكحيلة الواسعة برموش ربانية طويلة وعدسات بنية وشعر أسود طويل، خدودها موردة وشفايفها ممتلئة والروج الأحمر بارز جمالهم، و غمازات عمييقة زايداها جمالا فوق جمال ومانحاها ابتسامة سااحرة?
بدور بت وحيدة من عائلة وضعهم المادي كويس شديد ابوها اتوفى وسايب ليهم عقارات ورأس مال كبير وعندها اخو واحد لكن من ذوات الاحتياجات الخاصة بعد ما اتشل في حادث حركة حماكم الله، وعائلتهم من النوع الفريي ما
ملتزمين بحاجة ماعدا اخوها ده كان أحمق و صعب شديد وأخلاقه ضيقة ومكره اختو في الدخلة والطلعة قبل ما يتشل ويفقد النطق, لمن جات طالعة بهيأتها دي أخوها ما عجبو الحال وبقى يحمر ليها ويهز في الكرسي بتاعه وهي عاملة رايحة منو لمن امها التفتت عليه: أحمد يا ولدي اكب ليك معانا شاي، أحمد ما شال عينو من بدور وزي بقول لي امه شوفي بتك لابسة شنو،
فاطمة: واااو دي شنو القشرة والحلاوة دي كلها شكلك حتكسري اولاد الجامعة من اول يوم هههههه بدور تضحك: السماحة دي شلتها منك يا جميل انت، أحمد يهز في الكرسي ومافي زول شغال بيه او فاهم قصده ….. اخوك ده من قبيل بعاين ليك ما عارفاه عايز شنو …. يا امي ما تشتغلي بيه كتير اظنه مكسر فيني ههههه،….المهم اعملي حسابك وخلي بالك من الشارع… حاضر يا امي، بدور تشرب الشاي وتشيل شنطتها وتطلع
بدور لمن تجي مارة بشارع كل اللي في الشارع بعاينوا ليها وبتلفت نظرهم من جمالها وأناقتها ولبسها الضيق ،وأثناء ما كانت واقفة في الموقف منتظرة مواصلاتها البتوديها جامعتها لمحت راجل عجوز جايي ناحيتها، بدور كانت متخيلة انه جايي يشحد لمت شنطتها عليها وقبلت عايزة تمشي
العجوز: يا بتي يا بتي أقيفي… نعم عايز شنو، أنا ما جايي أشحد عشان تلمي شنطتك عليك بالطريقة دي عملتيها ظاهرة….مالك ومالي شنطتي ألمها زي ما عايزة…. أنت حرة انا بس كنت عايز اديك نصيحة لوجه الله وانت زي بناتي وما ينفع أشوفك كدة وما انصحك، الدنيا ما مضمونة يا بتي استري حالك قبل ما يستروك الناس، انت جميلة ما شاء الله بس الحشمة اجمل….بدور طول ما هو بتكلم رافعة عيونها للسماء وبتتلفت يمين وشمال ولمن زهجت منو قاطعته….. افففف خلصت خطبتك خلاص دي حاجة ما تخصك ما تدخل في اللي ما بيعنيك وانا طلعت من بيت ابوي كدة انت مالك عن اذنك عندي محاضرة ماشة الحقها وتقبل وشها وتمشي، العجوز: لا حولا ولا قوه الا بالله
بدور كلام الراجل ده نرفزها شديد وقلب مزاجها بعد ما كانت مبسوطة وعلي العليها ما لاقية مواصلات توصلها، شافت بتاع ركشة قطع الزلط واقف قالت احسن اركب ركشة توصلني سريع ما ممكن من اول يوم التلتلة دي، ماشة بسرعة وتنقنق ومن غير ما تنتبه إنه الشارع اتجاهين فجأة..
زييييييييك طااخ… عربية ضربت بدور،
بدور فتحت عينها لقت نفسها راقدة في سرير أبيض مركبين ليها الفراشة وحوالينها أجهزة كتييرة لمن خافت، لقت أمها قاعدة جمبها متكية على يدهاشبه نايمة…. يا امي انا ويين؟… فاطمة صحت مخلوعة والدموع مالية عيونها: بدور بدور يا بتي انت كويسة……انا الجابني هنا شنو يا ماما؟….. فاطمة تقش دموعها:انت عملت حادث ضربتك عربية وصاحب العربية طلع ود حلال اتصل علينا من تلفونك وجابك لحدي هنا أنا من امبارح بوصي فيك تخلي بالك من الشارع انتي ما بتسمعي الكلام
أثناء ما بدور بتتكلم مع أمها يسمعوا صوت طرق الباب… اتفضل… السلام عليكم… وعليكم السلام يا ولدي اتفضل ادخل… اها بتك بقت كيف يا خالة…. الحمد لله فتحت عيونها كتر خيرك والله يكتر من امثالك، بدور منططة عيونها ما مصدقة القمر الطلى عليهم ده،، شاب في منتصف العشرينات أسمر طويل عريض حواجبينه غزيرة وعامل سكسوكة ، علامة الصلاة واضحة على جبينه ووشه يشع بالنور من الوجاهة والنضافة، لابس جلابية ناصعة البياض وخاتي الطاقية المشغولة بخيوط ذهبية زي التاج على راسه، لمن جا داخل ريحة العطر حقته فاحت و ملت المكان
بدور أول مرة تلمح شاب بالوجاهة دي وشكلو عجبها من أول نظرة ونست كل الالام الفيها بس لسة ما عارفة ده منو وجايي لييه، وطول حديثو هو وأمها ما اتكلمت ولا كلمة وما شالت عينها منه
خلاص يا خالة ألف حمد لله على السلامة وأنا بتأسف تاني منكم وان شاء الله بعد يطلعوها البيت انا تاني بديكم زيارة…. ما بتقصر يا ولدي تسلم كتييير وان شاء الله نجاملك في الافراح، فاطمة قدمت الشاب لحدي باب الغرفة وبدور متابعاهم لحدي ما طلعوا والشمار حارقها ده منو
اول ما طلع صلحت قعدتها وبقت زي الحصان بعد ما كانت راقدة وتعبانة….أمي تعالي هنا ده منو…. هههههه يا بت اسي مش كنت عيانة ارقدي المقعدك شنو…. ما عليك مني انا كويسة بس وريني ده منو… عجبك و لا شنو النصيحة الولد وجييه…… عليك الله وريني ده منو من قبيل الشمار حارقني….. ده الولد الضربك بالعربية وضرب لينا وجابك لحدي هنا…. بدور اتبسمت وسرحت بعيييد وبقت تتكلم في سرها ( يا ابن اللذين براااك وقعت نفسك في الشرك يا بختك يا بت بدور لميتي ليك في قطعة نااادرة اليومين ديل انا ما لازم اخليها تروح مني)… امها طقطقت بأصابعها سرحت وين يا بت… ها لا ما سرحت… ما وريتيني الولد كسرك صح…. ده منو البكسرني ده أنا بكسر بس ما بتكسر هههههه لكن النصيحة طلع ظريف ما قال ليك اسمو منو… ما سألتو والله بس أداني رقم تلفونو عشان لو حصلت ليك اي حاجة يتصرف، ما شاء الله الولد طلع خلقة وأخلاق….. بدور تاني سرحت واتكلمت في سرها ( بسسس احسن حاجة عملها انه خلى رقم تلفونه انا لمن اخت زول في راسي بجيبو وح اعرف اجيبك كيف ومافي حاجة بتغلبني
الدكتور: بتكم الحمد لله كويسة شديد مافيها حاجة بس الخلعة الخلتها تفقد الوعي واسي ممكن تطلعوا على البيت طوالي … فاطمة : الحمد لله الله يطمنك يا دكتور تسلم كتير ، دخلت الغرفة عشان تطمن بتها وتسوقها بس ما لقت زول وبقت تتلفت… سجمي البت دي مشت وين ،وهي طالعة لقتها في وشها …. مشيتي وين يا بت قطعتي قلبي … كنت بس بتمشى شوية برة …. غايتو مغلباني معاك في اي حتة
بدور اول ما عرفت انه امها شالت الرقم من الزول داك استغلت فرصة كلامها مع الدكتور وسرقت رقمه من تلفونها وطوالي طلعت برة ضربت ليه ومع كل رنة جرس قلبها كان بدق…. الو السلام عليكم ….رد بصوت كلو حنية ورجولة وعليكم السلام منو معاي … معاك بدور الضربتها امبارح بالعربية ههههه …..اهلا بدور جد انا متأسف واعتذرت كتييير لوالدتك وحاولت اصلح غلطي واعمل الواجب بقيتي كيف؟….. كويسة الحمد لله ويمكن اطلع الليلة وانا حبيت اشكرك على شهامتك وكل العملتو معاي ….. الف حمد لله على السلامة وانا ما عملت الا المفروض يتعمل .. جد تسلم كتيير ولازم تدينا زيارة عشان نرد ليك جمايلك دي … ان شاء الله
كلام الشاب اللبق واسلوبه الراقي وصوتو الحنين الرجولي خلى بدور تتعلق فيه زيادة، قفلت الخط وقلبها عايز يطير من الفرحة ما قادرة توصف شعورها وحست انه ده الانسان الكانت مستنياه من زمان وعايزة تكمل حياتها معاه بس نست حتى انها تسأله عن اسمو وبقت مستنية اليوم الحيجي عندهم في البيت عشان تلمح القمر تاني.
طول الطريق كانت سرحانة بتفكر في الزول الاخد عقلها وقلبها من بين كل الرجال وتفكر في طريقة عشان توصل ليه وتوقعه في شركها ، اول ما وصلوا دخلوا البيت لقت أحمد اخوها مستنيها وبعاين ليها من فوق لي تحت في لبسها…. بتعاين لي كدة مالك حمد لله على السلامة مافي يا كافي البلا، اصلا شكلو الحصل لي ده كلو من نظراتك الحاقدة دي لا واقف مريحني لا قاعد مريحني حسبي الله ونعم الوكيل…. كلام بدور جرح أحمد شديد وما قدر يرد عليها واكتفى بأنه نزل راسو ورجع عجلته لي ورة يفتح ليها الطريق لانه ما كان بيعمل ليها كدة الا لانه بحبها وخايف عليها من اولاد الحرام بس هي وحدة جافية وعنيدة وما بتفهم أو تحس وهمها كلو تعمل الهي عايزاه
بدور اخدت اجازة اسبوع عشان ترتاح وبداية الاسبوع الثاني الصباح صحت من النوم متحمسة وكلها نشاط عشان تمشي الجامعة، طلعت من البيت انيقة وقاااشرة كعادتها بس الحادث ما خلاها تتعظ برضو طلعت لابسة تيشيرت ضيق ابيض مورد واسكيرتي جنز مبين كل مفاتنها مع طرحة حمراء مجدوعة على الكتف والخصل السوداء الجميلة نازلة على عيونها، مع انها ما بتجتهد شديد في المكياج بسبب ملامحها الجميلة بس الروج الاحمر ما بفارق شفايفها، لبست نظارتها الشمسية ومشت واثقة من نفسها وجمالها
بدور واخيرا وصلت الجامعة،حست بشعور غريب اول مرة تحس بيه، وجوه جديدة ومجتمع جديد ومكان جديد، اختلطت عندها مشاعر الحماسة و الفرحة والخوف والقلق من المستقبل
إلي اللقاء ..