رواية كيف لي ألا أحبك
الفصل الثالث
ظل ذلك الرجل يبحث عنها بكل مكان بداخل الخزانه وأسفل السرير كان كالمجنون فقد سمع صوت الهاتف فدلف الاخر لعنده ليقول :
– يالا يا عمرو شكلها مش موجودة .
فأجابه :
-ازاي انا سمعت صوت موبايل بيرن .
قال الاخر بخوف :
– ياعم دا اكيد بسم الله الرحمن الرحيم عفريت الدنيا ضلمة يالا بينا ليطلعولنا
خرجوا من الشقة ، فخرجت من جانب خزانة الملابس ترتعش بشدة وترتجف أخذت تبكي ولكن في دقائق كان النور قد اضيئ المكان وجدت مصطفي عندها أقترب منها وحاول تهدئتها ولكنها كانت تبكي بهستريا فضمها اليه وظل يرتب علي ذراعيها بحنان الأب حتي نعست فحملها من الأرض ليجعلها تنام علي الفراش…
خرجت الاء من الجامعة ومعها مريم فهي فتاة طويلة القامه ملامحها هادئه وجهها مستدير كبيض الثلج عينيها خضراء جسدها ممتلئ بعض الشئ فهم بالفرقة الاولي بكلية الأعلام صاحت الاء بمريم قائلة :
– قولتيله ليه ؟
أردفت الأخري :
– ما إنتي عارفة موبايلي بايظ ولازم اشغل الاسبيكر علشان اسمع وهو سمع بالصدفة والله.
ضربتها بكتفها قائلة :
– قولتلك أنزلي أقعدي معايا قعدتي تدلعي ومنزلتيش أدعي عليكي بي ايه .
عندها وقف أمامهم سيارة محمود الحمراء فترجل منها فظهر طول قامته فكان يرتدي قميص أسود يداري عينيه بنظارة شمس سوداء نزع نظارته فنظر لها بغضب أمسكت يد مريم فقال أمراً:
– أتفضلوا اركبوا.
كادت ان تركب بالخلف في سيارته فقال لمريم :
– أقعدي انتي وراه يا مريم .
عندها نظرت الاء لها وجلست بجانبه دون أن تتفوه بكلمه واحدة ظل طوال الطريق صامت أخذت مريم تتحدث معه وتحكي له عن يومهم في الجامعة فلم يستمع لها بل ظل صامتاً وصل للبيت فقال لمريم :
– أنزلي أنتي يا مريم ولو خالتو سئلتك عن الاء قوليلها راحت تجيب حاجة وجاية.
قالت له بتضايق وخوف من رد فعله لها :
– لا أنا جاية معاكي أنت عاوزني في ايه؟
عندها صاح بمريم :
– أنزلي.
نزلت مريم فأغلق أبواب السيارة قبل أن تخرج الاء هي الاخري، وأنطلق بسيارته وقف أمام اقرب كافيتريا ففتح السيارة فنزلت وأجبرها علي الجلوس علي أحدي الطاولات قالت :
– انت جايبني هنا ليه .
تنهدت قبل أن يجيبها :
– علشان نتكلم شوية .
نظرت له بتضايق :
-انا مش عاوزة اتكلم أنا عاوزة أروح.
عندها أستئنف قائلاً :
-تروحي وتخبي علي الكل ان قلبك تعبك صح ؟
قالت له :
قولتلك مش عاوزة اعرفهم اني بموت
عندها اكمل بغضب :
-انتي مجنونه أنا هقول لخالتي أنا مش هسيبك تفضلي كدا .
أزاحت وجهها عنه قائلة :
– يبقي دا اخر يوم أكلمك فيه .
-لحد أمتي هتفضلي مخبية عن الدنيا كلها كدا
قالها محمود وهو يبعد نظره عنها
أجابته قائله :
– يارتني ما كنت عرفتك دا .
ضحك محمود فنظرت له بتضايق وجدته يخبرها :
– انتي متخلفة يابت انتي ولا هبلة انتي ناسية اني الدكتور بتاعك .
أبتلعت ريقها قائلة :
– انا عاوزة امشي دلوقتي لو سمحت .
وقفت وكادت أن ترحل فأمسك يديها وأستحثها علي الجلوس مرة أخري معه :
-خلاص اقعدي انا اسف حقك عليا .
أكملت :
-بتتدخل في حياتي بقمارة ايه؟
نظر لها قبل أن يجيبها
– علي أساس أنك مش عارفه مش عارفة أني بحبك وبتمناكي تكوني مراتي أم عيالي.
أشاحت وجهها قبل أن تكمل :
– علي أساس أني لو عملت اللي في دماغك وعملت العملية هعرف أخلف وابقي أم عيالك.
أجابها بثقة :
– نسبة النجاح فيها كبير وبعدين أمك عملتها علي كبر فكان صعب عليها لكن انتي لسه صغيرة وتقدري تستحملي .
أستيقظت وجدت مصطفي بجانبها نائم علي الكنبة المجاورة للفراش فتقدمت ناحيته تاركه فراشها ووضعت يديها علي وجهه فأستيقظ وأبتسم لها أنها أصبحت بخير بعدما نامت قليلاً فقالت له :
– ربنا يديمك في حياتي يا مصطفى.
أمسك يديها وقال :
– ويخليكي ليا ويهديكي ويصلحلك حالك .
وقف رئيس الحرس أمام ماهر ومعه مجموعة من الرجال الذين ييحثون عنها وأخبره أنه لم يعثر عليها وأنها هربت مجدداً عندها صفعه ماهر بقوة فنزف دماً وأمسك كوب الخمر الذي أنتهي للتو من أحتسائه ليضرب به رئيس الحرس قائلاً بغضب :
– حته عيلة معرفتوش تجيبوها ما انا مشغل عندي شوية……
أخفضوا رأسهم معتذرين فتساقط الدماء من رأس رئيس الحرس فلم يتكلم فصاح بهم أن يغربوا عن وجهه فأتت أمه وهي تسخر منه أنه ليس برجل فكيف تهرب منه زوجته ولا يعرف أين ذهبت وأخذت تخبره :
– دي محتاجة علقة علشان تتربي.
فأقسم بأنه عندما يجدها سوف يجعلها تبكي بدل الدموع دمٍ فأبتسمت أمه بداخلها بفرحةولكنها خطر ببالها فكرة فقالت :
– هقولك انا أزاي ترجعها تاني.
أنتبه لوالدته وهي تخبره ماعليه فعله، أمسك مصطفي المكنسة الكهربائية والجردل المنظف وقام بتنظيف لها الشقة ومسحها لانها لا تقدر أن تفعل ذلك فعندما أنتهي أجلسها علي الفراش وأحضر لها فاكهة وأجبرها علي أكلها فظل يطعمها حتي اكتفت فذهب لغرفته القديمة ونام متعب من التنظيف فتحت الكومود المجاور لها فأخرجت ألبوم صورها وهي صغيرة أخذت تبتسم وهي تتطلع علي صورها كم كانت جميلة وبريئه إن لم تكن تغيرت حياتها هكذا منذ أن أتي للعيش معهم حتي سكن قلبها لم تكن تحبه من طرف واحد بل كان يخبرها كم يحبها ويخاف عليها أما عنها فكم كرهت أقتراب فتاة غيرها منه تقتلها الغيرة ولم تبات الا أن توبخه وتغضب عليه تدعي بكل صلاة لها أن يجمعها به في حلال كلما أستيقظت بالليل تدعي له وتتتمناه من ربها ، كان الفرق بينهم ليس بكثير فهو يكبرها بعشرة أعوام أي بعمر مصطفي ولكنه مختلف عنه فإن أخيها أحب مريم بصدق ولم يتلاعب بحبها له كما فعل أخيها وعندما أنتهت من الجامعة قام بخطبتها وكتب كتابه عليها ولكنه لم يتزوجها فقد اتفقت معه انها ستكمل الماجستير وتتزوجه بعدها حتي تصبح مؤهلة نفسياً لذلك أما عن أخيها فهو يحب أن تتجمع حوله الفتايات يعبرون عن أعجابهم بخضرة عينيه لم تكن لتعرف ذلك عنه وأنه يخدعها هكذا حتي أتي ذلك اليوم ..
كان أخر يوم لها بإمتحانات الجامعة فأخبرت مريم أنها تريد أن تذهب لمحمود بعمله وتصنع له مفاجأة فهو منذ فترة الامتحانات لم يتحدث معها بل تاركها كي تذاكر بجد ولكن مريم أصرت أن تذهب معها فإن غادرت البيت بمفردها ستسألها فردوس عن الاء وبالفعل ذهبوا لعنده بحثوا عنه فلم يجدوه فوجدوا هيثم مكانه فأخبرهم كذباً أنه بأحدي العمليات فقالت لها مريم :
– تعالي نقعد في الكافتيريا لحد لما يخلص العملية بتاعته.
أوقفها هيثم :
– لا أستنوا أنا هجيبلكم عصير أقعدوا هنا في الأستراحة عقبال ما أروح بسرعة وأرجعلكم تاني.
عندها ألتقط هيثم هاتفه فردت الاء عليه :
– لا متتعبش نفسك أحنا هنروح يالا يا مريم.
اومأ بالإيجاب فأخبرهم أنه سوف يخبره بزيارتهم له.
كادوا أن يرحلوا فقال لهم هيثم :
– مبروك علي الأجازة أن شاء الله بالنجاح ليكم.
نظرت له الاء فأسرعت مريم بالرد عليه قائلة :
– شكراٍ يا دكتور هيثم.
خرجوا من عنده فأمسك هاتفه وظل يتصل بمحمود وهو لا يجيب عليه فشعر بالتضايق أنه كذب عليها أنه بغرفة العمليات وهو يعلم أنه صديقه يجلس مع زميلتهم بسمة في كافتيريا المشفي ألتقط أنفاسه وتقدم بطريقه الي الكافتيريا لم تعلم لما شعرت الاء بعدم راحة بحديث هيثم فقالت لمريم :
– بقولك ايه انا هستني أخوكي يعني هستناه لحد ما يخرج من العمليات
أردفت مريم قائله :
– أنتي هبلة يا بت أفرضي قعد لحد المغرب هنفضل برة البيت دا كله هنقول لامك ايه؟
أجابتها الاء :
– نقول أي حاجة بس أنا عاوزة أشوف محمود.
زفرت مريم بخنق وقالت :
– أتفضلي قدامي نروح نستناه في الكافتيريا. ذهبوا اليها وقبل أن يدلفوا بها رن هاتف مريم فاذا بمصطفي يتصل بها فقالت الاء لها :
– أوعي تقوليله أننا هنا بصي روحي بعيد كلميه وانا هستانكي جوه .
أبتعدت الاء عنها ودلفت فتقدمت ناحية احدي الطاولات وجلست عليها فأذا هي تري محمود يجلس مع فتاة جميلة بشدة عيونها سوداء مسحوبة برموش كثيفة شفتيها صغيرة وردية،شعرها قصير أشقر تضع الكثير من المساحيق التجميل تجعلها أكثر جمالاً مسك محمود يديها أمتلئ عينيها بالدموع .
فتقدمت ناحيتهم فدلف هيثم الكافتيريا هو أيضاً وجد الاء تتجه ناحية محمود فوقفت أمامه متسائلة بإستنكار :
– هي دي العملية المهمة يا محمود .
هب محمود واقفاً وتلجلج بالكلام فأجابها :
– الاء انتي ايه اللي جابك .
قالت له الفتاة وهي تنظر لملابس الاء الواسعة والخمار التي ترتديه وعينيها التي علي وشك أن تنفجر من الدموع :
– مين دي يا دكتور محمود.
فقال لها وهو يشير للاء :
– دي الاء بنت خالتي يا بسمة .
عندها أمتلئ عيونها بالدموع وقالت معتذرة :
– أسفة اني قطعت كلامكم بعد اذنكم.
كادت أن ترحل فأمسك يديها وقال :
– أنتي جاية ليه .
أزاحت يديه عنها ودمعت قائلة:
-ابداً يا دكتور بعتذر تاني أني قطعت كلامكم نظر لها هيثم وتضايق من رد فعل صاحبه ورائها تهرول خارجة من المكان ولم يتحرك محمود ليذهب خلفها فلحقها هو .
امسكت يد مريم وقالت بغضب :
– يالا.
حاولت مريم أن تعرف منها ما حدث ولكنها لم تعطيها الفرصة لذلك فأسرعت للخروج من المشفي حاول هيثم ان ينادي عليها ويوقفها ولكنه لم يستطيع بل كانت أسرع منه وركبت مع أبنت خالتها سيارة الأجرة ورحلت أمتلئ صدره بالهواء وهو يتنهد محاولاً التقاط انفاسه من ركضه خلفها لوي ثغره لما فعل به صديقه وأتجه لعنده مرة أخري ولكنه كان غاضباً بشدة.
ظلت تخبرها ما فعله منذ قليل معها ومقابلته الباردة لها فأخذت تبكي بشدة لم تكن تشعر بشئ سوا بقلبها المجروح ، أمسك هيثم معصم محمود وهو يجبره علي التحرك من أمام بسملة معتذراً لها وأنه يحتاجه في أمراً هام دلف به بقسم جراحة القلب عندها أزاح محمود يديه بغضب وأردف :
– أنت ساحب جاموسة فيه ايه.
قال له هيثم بمتضاض :
– أنت يابني معندكش دم ايه قله الزوق دي البنت جايلك مخصوص علشان تفرحك تلاقيك قاعد ماسك أيد بسمة عيني عينك كدا .
– أنت اللي قولتلها مكاني.
قالها محمود متسائلا ً
أجابه هيثم وقال :
– أتصدق البنت دي خسارة فيك أنت عاوز واحدة اشكال بسمة.
تابع محمود :
– خلاص بقي مكنش ماسكة ايد دي اللي هتعملولي فيها فيلم.
كاد محمود أن يتركه ولكن هيثم أوقفه قائلاً :
– لو مش عاوزها متعملش فيها كدا وسيبها ألف مين يتمناها.
– لا عاوزها الاء دي بتاعتي أنا محديش ياخدها غيري وانا دلوقتي هكلمها أعتذرلها والموضوع هنتهي .
قالها محمود قبل أن يغادر بعيداً عنه فكور هيثم قبضة يديه وحاول إمساك أعصابه عنه.
قطع شرودها صوت هاتف مصطفى الذي ظل يرن وهو نائم بعمق تقدمت ناحية الهاتف وجدت أسم أخيها الأكبر أخذ تفكر أتجيبه أم تترك الهاتف كما هو ولكنها حسمت قرارها وأجابته فعندها أردف وقال :
– أنت فين يا مصطفى أنت سايب الدنيا مقلوبة هنا وأنت ولا علي بالك عندها أمتلئ عينيها بالدموع عندما سمعت صوت ماهر يكلم والدتها ويحظرها أن لم تظهر فسوف يؤذيهم جميعاً أبتلعت ريقها وقالت :
– أبيه أنا الاء.
أتسعت حدقة عينيه وقال لها :
– أنت فين بس تعالي
صمت قليلاً وأكمل وهي لم ترد عليه :
– بتقول ايه سافرت الغردقة طيب خلي بالك من نفسك في حفظ الله.
أغلق الهاتف فنظر له ماهر بخبث وعدم تصديق لما يقوله محمد :
– أيه اللي سفر اخوك الغردقة هي الاء معاه مش كدا.
عندها أجابه محمد ببرود :
– الله اعلم بس أعتقد انها معاه في الغردقة روح شوفها
تركه ماهر وغادر الشقة فسئلته فردوس :
– أيه اللي ودي اخوك الغردقة.
تركها محمد وغادر ركب سيارته الزرقاء وظل يتصل بمصطفي ولكنه لم يجيب
جلست الاء بخوف من معرفة ماهر لمكانها مع مصطفى فأنه يمكن أن يؤذيه عندها أتجهت ناحية الخزانة وأخرجت الفستان التي كانت ترتديه عندما جاءت الشقة وبدلت ملابسها به عندما أنتهت دلفت غرفة مصطفى ألقت عليه نظرة وهو نائم بثبات بسريره قبل أن ترحل من الشقة لتذهب ألي مكان لا يعرفه أحد
ظل محمد يتصل به حتي أستيقظ وأجابه فصاح به محمد وقال له :
– مش بترد ليه يا زفت؟
فرك مصطفي بعينيه وأخبره أنه كان نائماً فعندها أخبره محمد بما فعله ماهر معه ومع والدته وأنه يبحث عنه ويعلم أن الاء معه فظل يخبره أن يعتني بها حتي يأتي لعندهم خرج مصطفي من الغرفة ودلف غرفة الاء لم يجدها به فوضع يديه علي رأسه وظل يبحث عنها بالشقة بأكملها فلم يجدها عندها قال لمحمد :
– محمد ألحقني الاء مش موجودة .
أوقف محمد السيارة وصاح بغضب :
– أيه ؟!
ركبت القطار فجلست بجانب الكرسي المجاور للنافذة فداعب الهواء وجهها لم تعرف أين ستذهب ببلد والدتها فأنها لم تذهب لهناك من قبل ولكن مريم كانت تجلس من حين للأخر مع محمود بشقتهم بالبلد نظرت للطريق فدمعت لما تذكرته من ذلك الحلم الذي ذكرها به فرجعت بذاكرتها لذلك اليوم، لم تأكل شئ حينها كلما كلمها محمود لا تجيب عليه كان قلبها يؤلمها من كثرة البكاء حاولت مريم أن تجعله يصالحها ولكنها رفضت ذلك مر يومين ثلاث حتي وصل لأسبوع لاحظت فردوس أنها لم تعد تجلس معها وتضحك كعادتها فقط تجلس بغرفتها إما نائمة أو تصلي حتي أتي نهاية الأسبوع وبالتحديد بمنتصف الليل تسندت علي كرسي غرفتها وخرجت من الغرفة تتصبب عرقاً تمسك صدرها لم تعد قادرة علي الصمود اكثر طرقت باب غرفة مصطفي فهي تعلم انه يظل مستيقظاً يتحدث مع مريم بالهاتف فتحت الباب فلم تعد تنتظر أن يسمح لها بأن تدلف غرفته فوقعت بالغرفة امامه انتفض ذعراً عندما وجدها هكذا وترك الهاتف و اقترب منها أخذ يحرك وجهها المتعرق بدون فائدة صاح بها وجدها عينيها زائغه أمسك هاتفه وقال لمريم :
– أخوكي فين الاء تعبانه اوي ؟
قالت له بلهفة :
– الاء مالها أستني أنا نزله ؟
لم ينتظرها هيثم بل حملها وهرول بها ناحية باب الشقة اغلق الباب خلفه بينما وضعها بالسيارة كانت مريم وصلت لعنده مرتدية أسدال الصلاة ركبت بجانبه لم يمر سوي دقائق معدودة حتي وصلوا للمشفي
فتحت عيونها فرأت سقف الغرفة البيضاء هناك قناع التنفس الصناعي علي فمها أزاحت عينيها بالغرفة وجدت مصطفي يمسك يديها ونائم علي كرسيه ومريم نائمة بالسرير للمجاور لها أزاحت ذلك القناع الاكسجين ألتقطت انفاسها وجدت اخيها يستيقظ قال لها متلهفاً :
– الاء انتي كويسة ؟
اومأت بالايجاب طرق باب الغرفة ودلف بها محمود وهو يرتدي بذلته الطبية أزاحت وجهها بعيداً عنه فاقترب منها وأمسك يديها نزلت دموعها ولكنها سرعان ما مسحتها
سئله مصطفي عن صحتها فطمئنه محمود وأخبره أنها ستصبح بخير فشكره مصطفي عما فعله معها فأبتسم له محمود وأبتسم لها هي الاخري وكأنه متوقع أنها ستسامحه ولكنها أزاحت وجهها بعيداً عنه أخذها مصطفي ومريم وذهبوا للبيت فتابعها هيثم من بعيد وهي ترحل من المشفي فنظر لها بفرحة أنها أصبحت بخير فتقدم هو الاخر ليساعد أحد الرجال العجائز بالدخول للمشفي.
في المساء نزلت مريم عند الاء لتطمئن عليها ولكي تؤنسها وأخبرتها أنها ستنام الليلة معها فأن محمود لن يعود الليلة وسيبيت بالمشفي فعندها قالت لها مريم :
– مش هترجعي تكلميه تاني بقي ولا ايه مشوفتيش أنهارده كان قلقان عليكي ازاي؟
أجابتها الاء بتضايق :
– بقولك ايه يا مريم سيبك من الموضوع دا لما أخوكي يحترم نفسه ويحترمني أبقي ارضي عليه وبعدين عاوزاكي تشكريهولي أنه فوقني من الإغماء امبارح.
عندها أستئنفت مريم قائلة:
– محمود مش هو اللي فوقك امبارح.
أجابتها بإستغراب متسائلة :
– أومال مين؟
دلف شقته فالقي مفاتيحه علي المنضدة المجاورة للباب وجلس علي اقرب كرسي فزفر بشدة من الارهاق والتعب طوال اليوم أسترخي عضلات جسده وأغمض عينيه فعندها تذكرها كم كانت شاحبة ليله أمس عندما دلف بها اخيها المشفي بوجهها متعرق و عينيها التي كانت لا تمت بالحياة صله
كم تمزق قلبه عندما غرس الحقنه بصدرها عدة مرات حتي يستطيع ان يخرج عدوي غشاء التامور وجعلها تتنفس من جديد وضع يديه علي قلبه يحاول أن يخفف من دقاتها المتزايده.
بعد اسبوع أرادت الاء أن تكيد محمود وتحرق قلبه كما فعل بها من قبل فذهبت للمشفي وجدت هيثم يتحدث مع أحدي المرضي
فذهبت اليه وقالت :
– ازيك يا دكتور
أبتسم لها هيثم قبل أن يجيب :
– الاء ازيك .
نظرت الاء للرجل المريض فهو رجل شعره أبيض طويل القامة جسده يليق مع طوله فهو ليس بنحيف وليس ببدين :
-انا اسفه قطعت كلمكم .
قال الرجل بقبول :
-لا عادي يا بنتي .
أردف هيثم :
– احب اعرفك علي بابا
أبتسمت الاء له وقالت مرحبه به :
– اهلا وسهلا يا عمي
بادلها الابتسامة وقال :
– الله يسلمك يا بنتي
ثم أستئنف كلامه :
– دي الاستاذة الاء طالبة بكلية الاعلام وبنت خالة محمود
أخذ يدعي لها بالنجاح وأن يصلح الله لها شئنها فقالت :
– أمين.
نظر لها هيثم وتابع :
– انتي عاوزة دكتور محمود هو كان لسه هنا من شوية.
ابتلعت ريقها وقالت بحرج أن تخاطبه أمام والده :
-لا انا كنت جاية لحضرتك
شعر والده بالحرج فستأذن بالرحيل وأخبرع أن لا يتأخر علي ميعاده معه وسلم علي الاء مرة أخري وغادر
سئل هيثم الاء :
– خير يا الاء ؟
أردفت بحرج وقد أستشعره من تلون وجنتيها بالأحمر :
– أنا كنت عاوزة أشكرك علي وقفتك جمبي يوم ما تعبتك بجد جزاك الله خيراً
أبتسم لها وقد أزدادت دقات قلبه بالخفقان فقال :
– لا أبداً مفيش حاجة أنتي زي فاطمة أختي.
بادلته الأبتسامة وقالت :
– ربنا يخليهالك أنا همشي بقي بعد أذنك .
كادت أن ترحل ولكنها وجدت محمود أمامها فأكملت طريقها وكأنها لا تعرفه أوقفها قائلاً بتضايق :
– علي فين أنا محضرتيش المقابلة دي .
ثم نظر لهيثم فوجده يقول له :
– أنت فاهم غلط.
تركه وأمسك رسخها وتحرك بها خارج المشفي دلفوا الحديقة الملتصقة بها
صاحت الاء به بأن يترك يديها ووضع يديه علي خصره قبل ان يردف :
– انتي ايه اللي جابك المستشفى
نظرت له وكأنها لم تسمع شئ وكادت أن تتركه أوقفها وجدته يكمل :
– ايه اللي وداكي عند هيثم .
ازاحت وجهها بعيداً عنه وقالت :
– كدا أنا حرة.
أمسك بمعصمها بقوة وتابع بغضب :
– لما اكلمك تكلميني عدل
ازاحت يديها عنه بقوة وقالت :
– ملكش دعوة بيا انا حرة أكلم اللي يعجبني .
عندها صفعها بقوة جعلت شفتيها تنزف دمٍ أمتلئ عيونها بالدموع وتركته وهرولت مبتعدة عنه ورحلت
عندها تكلم مع هيثم وقال له بغضب :
– بنت خالتي ملكش دعوة بيها أنت سامع تشوفها تقولها عن مكاني بس ومتتدخلش في اللي ملكش فيه أن شاء الله حتي أخنقها أنا حر معها هي مسيرها هتبقي مراتي…
دمعت وهي تتذكر فمسحت دموعها وكأنها أحست بضربته لها علي وجهها مازالت تؤلمها وكأنه ضربها في هذه اللحظه وصلت لذلك البلد فنزلت من القطار وأتجهت لخارج المحطه.
وصل محمود ومعه مريم لمطار القاهرة وقد استقبلهم هيثم بالمطار فأحتضنه محمود بشدة وظل يخبره كم أشتاق له ولمصر فقد اتي بمفرده ولم تكن معه زوجته وقد تغير ملامحه أصبح اكثر وسامة عن ذي قبل بتطويل شعره
سئله محمود عن الجميع فصمت هيثم ولم يجيب فشعر محمود بالقلق :
– هما كويسين ؟
ذهبوا لمنزلهم فستقبلتهم فردوس ومحمد بأشتياق لهم أما عن مصطفي فقد أحتضن مريم بشدة وأخبرها كم أشتاق اليها وأنه أصبح محتاج لها أكثر من ذي قبل فسيلهم محمود عن الاء فأخذ مصطفي يحكي له عن جميع مع حدث لها منذ أن سافر ،
دلف محمود غرفته وقد القي بجسده علي الفراش وهو متضايق لما سببه بتلك الصغيرة فقد أختارت شخص أحمق جعلها تفقد برءاتها وتهرب خوفاً من بطشه كل ذلك لاجله هو فأنه يعلم أنه عاندته وتزوجت ذلك الرجل لكي تحرق قلبه كما فعل من قبلها
خاطب نفسه :
– لما يا الاء لما لم تنتظريني فاني احبك كما سبق واحببتك بل أكثر مما تتخيلين فقد عرفت قيمتك بعدما عشت ببلاد لا يعرفون الحياء الذي كان تاج فوق رأسك ولكني سابحث عنكِ مهما كلفني الامر وسأطلقك من ذلك الرجل لتصبحي ملكي للابد …
ظل هيثم يبحث عنها طوال الليل حتي غلبه النوم في الطريق فنام بسيارته كانت مي تتصل به كل ساعة تطمئن عليه وهو لا يجيب عليها فظل هكذا لمدة اسبوعين لا يذهب لعمله ويبحث عن الاء بكل مكان يمكن أن تتواجد به ليس وحده فأهل الاء يبحثون عليها وبالتاكيد ماهر فهو لم يياس وصنع مكافئه مالية كبيرة لمن يعثر عليها
سارت بخطوات ثابته ناحية بيت قديم بالبلد قالوا لها انه منزل طبيب البلد فهو يساعد الغرباء ومن يضل الطريق طرقت باب البيت وهي تلهث وتضع يديها علي بطنها حتي فتحت لها فتاة جميلة عينيها سوداء وشعرها طويل أسود تبدو بالمرحلة الثانوية فقالت لها متسائلة :
– بيت دكتور صبري .
قالت الاخري :
– ايوة مين حضرتك .
فأخبرتها انها تريد أن تري والدها فعندما أتي أليها نظرت له بشدة فاذا هو والد هيثم تذكرها منذ اليوم الذي قابلته بالمشفي لم يتغير في تلك السنوات :
– الاء أتفضلي ادخلي .
أجلسها بغرفة الضيوف فأمتلئ عيونها بالدموع وقالت له كم أن الدنيا صغيرة فأبتسم لها وسئلها ماذا تريد أن تشرب فرفضت شرب شئ بل أخبرته أنها تحتاج الي غرفة تبيت بها قبل أن تسافر فإن الناس شكروا به وقالوا أنه يمكنه مساعدتها فقال :
– أكيد نتعشي مع بعض وتنامي شوية في أوضة أختك فاطمة وبكرة يحلها ربنا واشوفلك مكان كويس .
خرج من الغرفة بعدما أخبر مريم بأن تعطيها ملابس لكي تغير ملابسها
فأوقفته زوجته سامية فهي سيدة بسيطة ترتدي جلباب منزل وعينيها سوداء بيضاء البشرة سمينة :
– مين دي وايه اللي جابها ؟
– البنت تعبانه اوي نرميها في الشارع ياام هيثم ؟
قالها صبري بغضب فصمتت سامية ولم ترد عليه فأخبرها أن تحضر الطعام لها تركته فأمسك هاتفه ليكلم هيثم ويخبره بأن الاء عنده لم يتوقع هيثم أنها يمكن أن تتذهب لعند والده أغلق المكالمة
وقد طار فرحاً انه عثر عليها بدل ملابسه في ثواني وهرول لينزل من شقته لم يركب سيارته بل اوقف سيارة اجرة ورحل بها
وصل للبلد بعد حوالي ثلاث ساعات تقدم ناحية بيت والده كان الفجر قد أوشك علي ان يؤذن
دلف بيت ابيه أحتضنه والده وكان اشتاق له وعندها سئله عنها :
– هي فين يا بابا ؟
ضربه صبري بكتفه مداعباً :
-مش تسئل عن امك واختك الاول يا واطي ؟
أبتلع ريقه وقال بداخله :
– أريد أن يطمئن قلبي.
أخبره عن أنها تنام بجانب أخته الصغري فأخبره أنه يريد أن تستيقظ ويراها فأخبره أبيه أنه يمكنه رؤيتها بالصباح فسئله صبري عن مي فأجابه :
– كويسة يا بابا بعد أذنك هدخل أغير هدومي.
أمسكه صبري من يديه وقال :
– رايح فين تعالي نتوضا ونتوكل علي الله ونروح الجامع الفجر قرب يأذن
ابتسم هيثم وقال بفرحة :
– يالا يا بابا
شعر صبري بفرحة أبنه بعودة تلك الفتاة فأن عينيه تضحك وكأنها حصلت علي السعادة سجد ربه وحمده أنها بخير أنهي صلاته ورحل مع والده فأتي الصباح سريعاً أستحثته عندماسمعت صوت صياح الديك وزقزقة العصافير ونور الشمس الذي ملئ جميع اركان المكان
أعتدلت بجلساها وأرتدت الحجاب وخرجت من الغرفه فأذا وجدته يجلس يشاهد التلفاز :
– صباح الخير
أتسعت حدقة عينيها عندما رأته وقالت :
– أنت ايه اللي جابك.
أبتسم وقال ببرود :
-ابويا
قالت بغضب :
-افندم
وقف وتقدم منها ليقف أمامها مباشرة :
– والله ابويا أتصل بيا وقالي أنك هنا جيت علي طول.
دلفت الغرفة مرة أخري فجلست علي الفراش فأتبعها وقف أمامها وسئلها وكأنه حضر ذلك السؤال لكي يقوله لها :
– ممكن اعرف هربتي من الكل ليه وليه جيتي هنا ؟
أزاحت وجهها بعيداً عنه ولم تجيبه فقال بغضب :
– لما أكلمك تردي عليا أنا مش بكلم نفسي
أجابته بتضايق :
– حاجة ملكش دعوة بيها لو مضايق أني قاعدة هنا فأنا همشي
كادت ان تقف ولكنه امسك معصمها واجلسها بغضب :
– اقعدي بقي رايحه فين ببطنك دي
أردفت بغيظ :
– أنت أيه اللي جابك أكيد ماهر بيرقبك أنا لازم أمشي
أستئنف :
-لا طبعاً وبعدين عاوزة تمشي وانا مصدقت لاقيتك .
نظرت له الاء فدلف صبري لعندهم وجلس معهم وأطمئن عليها فقالت له :
-عمي ممكن تقول لدكتور هيثم يخليني اروح .
عندها قال لها بغضب وبنبرة تهديد قد ضايقتها :
– تروحي فين عند جوزك .
أمتلئ عينيها بالدموع وأبتلعت ريقها قائله :
-ملكش دعوة اروح فين .
أبتعد هيثم عنها وكان غاضب بشدة فضرب بكفه خشب الخزانه الملابس قبل أن يقول لها مهدداً :
-بقولك ايه يا بنت الناس انا مش هسيبك تمشي من هنا غير لاتنين لاما لبيت جوزك
وعندها شعر برجفتها فأكمل :
-لاما اوديكي لاهلك وطبعاً انتي عارفة رد الفعل في الحالتين يعني هتكوني عند جوزك قومي غيري
امتلئ عيونها بالدموع فبكت بشدة فجلس صبري بجانبها وأخذ يرتب علي كتفها مهدئاً لها فقال له هيثم :
– بقولك قومي غيري هننزل مصر.
فأزدادت دموعها وعندها نظر له صبري بغضب كي لا يعاملها هكذا فزفر هيثم بشدة وتركهم وخرج من الغرفة ودلف غرفته وضع كلتا يديه علي خصره فطرقت اخته باب غرفته فامرها بالدخول فقالت له :
-هيثم فيه ايه ؟
أجابها :
– مفيش يا رنا روحي انتي زكري .
فأردفت قائلة :
-ابوك خد البنت دي ومشيوا.
أبتعد عنها وخرج مهرولاً ليبحث عنها حاول ان يتبع ابيه ولكنه لم يجد له اثر
دلف بها عيادته فأخذت تنظر بها فهي مستوصف صغير به خمس غرف غرفة الفحص وغرفة الانتظار وغرفة العمليات وغرفة للإفاقة :
-شكراً اوي يا عمي دا جميل عمري ما هنساه
أبتسم لها صبري وقال :
– متقوليش كدا بصي يا بنتي انتي هتقدي في الاوضة جوه دي اوضة استراحه هيثم لما بيبقي فيه ناس كتيرة جاية بيدخل يرتاح فيها
شكرته الاء وطلبت منه أن تعمل معه ولكنه رفض فكيف تكون خريجة كلية إعلام وتعمل ممرضة فأخبرته أنها ستكون سعيدة بالعمل معه فسوف تتعلم مهنة التمريض سريعاً وستكون قد تلك المسئولية فوافق ولكن الا تحمل علي نفسها بالحمل، تركها وغادر بعدما أخبرها أنه سيعود اليها مره أخري
خرج صبري واقفل خلفه الباب بالمفتاح فخاف ان ياتي احد من الممكن ان يؤذيها وتفتح له الباب
وصل لبيته فوجد ابنه يجلس منتظره وسئله عنها فأجابه أنه أوصلها لمحطة فغادرت
فرد هيثم عليه بغضب :
-ليه يا بابا كدا .
فقال له بغضب وصياح :
– هيثم صوتك ميعلاش ترجع شغلك دلوقتي وعيش حياتك وملكش دعوة بيها هي مسيرها ترجع لجوزها سامع ولا لا.
أخفض هيثم صوته وقال :
– يابابا دا حيوان ميستهلهاش
أخبره صبري :
– ملناش دعوة بيها .
زفر هيثم ودلف غرفته أخذ يفكر بها ماذا يمكن ان تكون ذاهبت ،جلست علي فراش هيثم واخذت لحافه ووضعته عليها ظلت تفكر ماذا هي بفاعله ماذا اذا عرف ماهر بمكانها نزلت دموعها عندما تذكرت صياحه بها أنه يريد أن يعيدها لزوجها مرة أخري في اليوم التالي اتي صبري لعند الاء واعطاها معطف طبي كان طويل عليها بشدة واخذ يشرح لها طبيعة العمل واسماء الادوية وجدها تستقبل منه سريعاً علمها كيف تعطي حقن وتركب كانولا
بينما هيثم قد ذهب لمصر ورجع لمشفاه مره اخري وحياته مع مي ،ظل ماهر يبحث عن الاء ولكنه اتي اليه دعوة للطلاق اسبابها التعدي بالضرب والسب أشتد غضباً وقال :
– الااااااء
وصلت مي للعند هيثم ودلفت الغرفة عنده فقالت :
– ايه يا حبيبي عامل ايه .
قال لها :
– بخير ازيك انتي وعمي عامله ايه .
وضعت حقيبة الطعام علي الطاولة :
-انا جيالك علشان نتغدي مع بعض اكيد مكالتيش .
ابتسم هيثم وقال :
-عرفتي منين اني ماكلتيش .
نظرت له بهيام قائلة :
– قلبي قالي.
أخبرها بأن تنتظره بالكافتيريا وسوف يأتي لعندها بعدما ينتهي من عمله
مر شهر ونصف علي مكوث الاء في عيادة صبري فقد تعلمت منه الكثير وشعرت بالراحة معه فهو يعاملها كأبنته فأصبحت بأول شهر التاسع ، قالت سامية لفاطمة وهي تضع الطعام بالحقيبة :
-واحنا مجبرين كل يوم نبعتلها اكلها مع ابوكي
أجابتها فاطمة :
– حرام يا ماما هنبصلها علي اللقمة مهي طفحانه الدم مع بابا في العيادة وراعي كمان انها حامل وعلي وش ولادة .
زفرت سامية ووضعت الطعام بحقيبة الطعام من ثم اخذتها فاطمه وذهبت بها لعند عيادة ابيها لكي تأكل معهم
قاد هيثم سيارته ناحية محطة مصر أوقف سيارته في الجراج نظر علي الكرسي المجاور له وجد مجموعه من الاشعة والتحاليل لأحدي ابحالات التي ترتاد للمشفي أمسكها بيديه ونزل من سيارته بإتجاه المحطة
وقفت والتقطت انفاسها من الوقوف طوال اليوم بجانب صبري فأمرها صبري بأن تخرج لتجلس وتستريح قليلاً
لهاخرجت الاء وجلست بوسط المرضي اخذوا ينظرون
وصل هيثم للقرية وقابل امه واحتضنها وقبل راسها ويديها واحتضن فاطمه وقبل راسها فسئل عن والده فقالت له فاطمة أنه بعيادته ولكن وابدته أصرت أن يجلس ولا يذهب لهناك
أمسكت سامية يديه وقالت :
-ياحبيبي انت لسه جاي من سفر اقعد ارتاح عقبال ما احطلك تاكل شكلك هفتان وخاسس شكلك مش بتاكل كويس في مصر.
أخذت فاطمة تقلدها وهي تقول :
– خاسس وهفتان.
فضحك هيثم عليها وأردف :
– ياماما هفتان ايه بس انا عاوز بابا في موضوع مهم
أكملت سامية :
– مش هيحصل حاجة لو استنيته ياهيثم
تركها قائلاً :
– معليش بقي ياست الكل انا لازم اروحله علشان يشوف الاشعة دي علي الجهاز .
أبتسمت فاطمه ولكن صبرين تضايقت
فقالت له فاطمه :
– أستني يا هوبه انا جايه معاك استني هلبس العبايه
قال صبري للاء :
– يابنتي انتي بتعندي ليه .
أردفت قائلة وهي تحاول أن لا تظهر تعبها :
– ياعمي انا كويسة والله يبقي ليه مشتغلش
زفر صبري بشدة وقال :
-مفيش فايدة فيكي دماغك ناشفة اوي .
ساعدت الاء مريضة في الصعود علي سرير الفحص
ولكن باب الغرفة طرق فتركت المريضة وذهبت لعند الباب لتفتحه ولكنها وجدت هيثم أمامها أتسعت حدقة عينيه وعينيها فقالت له :
-اتفضل .
قال لها بلهفة :
– الاء .
تابع :
– بتعملي ايه كدا.
نظرت لصبري وقالت :
-انا بشتغل مع عمي هنا .
أكمل بستغراب :
-ايه !
تنحنح صبري فقال :
-ايه يا دكتور نسيت انك جي علشان ابوك وهتسلم عليه .
اشاح هيثم عينيه من عليها وتقدم ناحية اباه واحتضنه
فقال له متسائل :
– جاي ليه خير .
– كان فيه مريض كنت عاوز استشارتك الطبية ليا
قالها هيثم وهو يعطيه اوراقه وهو مازال ينظر للاء ولكنها قالت :
– بعد اذنك يا عمي انا هستني حضرتك برة
خرجت فلحقتها فاطمة
ظل صبري يخبر هيثم ما سوف يفعله مع ذلك المريض ولكنه كان شارداً
قال لنفسه :
-لما هربتي من الجميع حتي مني انا وانت يا أبي لماذا أخفيت عني أنها هنا معك
فلاحظ صبري انه شارد فقال بخبث :
– فهمت يا دكتور .
أبتلع هيثم ريقه وأستئنف :
– اسف يا دكتور أنا راجع تعبان من السفر نتناقش في حالة المريض بكرة باذن الله .
صبري : هو انت مش هتسافر
هيثم : لا هقعد اسبوع هنا اغير جو وبعدين هسافر
كاد ان يقف ليرحل فأوقفه صوت ابيه وهو يسئله وكأنه يعلم ما يخفيه الأخر عنه :
-خلصت شقتك ولا لسه
ألتفت اليه هيثم فقال له :
– لسه يا بابا فاضلي كتير اوي لازم اعمله
أمسك صبري القلم المتواجد علي المكتب واخذ يحركه باصابعه بإتجاه راسي ليخبطه علي المكتب :
-لازم تخلص شقتك بسرعه عاوز افرح بيك انت والدكتورة مي
أبتلع هيثم ريقه فقال :
– باذن الله يادكتور بعد اذنك
خرج هيثم فوجد الاء تجلس علي مكتب الممرضة ترتدي ملابس التمريض وتجلس بجانبها فاطمة فقال لفاطمه :
-يلا بينا .
فنظر ل الاء ولم يقول لها شئ بل تركها وترك العيادة ورحل…..
القي بجسده علي الفراش وهو يصارعه الافكار ماذا سيفعل هل سيتزوج مها التي لم يحبها قد حبه لفتاة متزوجه تهرب من زوجها وعائلتها وهي حبلي
خاطب نفسه قائلاً :
-فان طلقها زوجها لن يسمح له والده بان يتزوجها فان كان كذلك لما كذب عليه وقال انه لا يعلم اين مكانها ولكنها لا تحبك ايها الاحمق فانها تحب ابن خالتها صديقك الحميم فرك بشعره عده مرات وهو يتذكر ان صديقه بعدما اتي من السفر
جلس محمود بجانبه فقال له :
-انا ندمان عليها ولسه بحبها .
نظر له هيثم وازدادت ضربات قلبه فقال مستغرباً :
-ايه بتحبها ؟
أردف محمود :
– ملاقتيش بنت زيها انا فعلاً غبي اني ضيعتها من ايدي وسافرت وبعتها .
هيثم وهو يحاول ان يخفي عينيه من التقاء بعين محمود :
-بس هي دلوقتي متجوزة .
تابع بثقة :
– بس انا متاكد انها مش بتحبه ولسه بتحبني انا لولا كدا مكنتيش عازت الطلاق من جوزها علشان هي من نصيبي انا
ضاق صدره وهو يستمع له فقال متسائلاً :
– هتتجوزها .
شرد محمود وهو يقول :
– بس الاقيها وانا هبيع كل حاجة علشانها .
أغمض هيثم جفنيه وحاول ان يلقي قسط من الراحه ،
ترك صبري الاء لوحدها وغادر العيادة كالعادة ولكنه ليس ككل يوم فقد احس انها غير عادتها في ذلك اليوم تبدو مضطربة عندها أمسك هاتفه ونظر به فرفع رأسه التقط انفاسه وطلب أحدي الأرقام وأنتظر الطرف الأخر ليجيب
دلف لشقته فسأل سامية :
-فين ابنك .
أجابته :
-نايم ياخويا اصحوهولك
أوقفها قائلاً :
– خليه نايم وانا كمان هدخل ارتاح
دلف غرفته فتابعته زوجته نامت الاء وهي تتذكر نظرات هيثم لها شعرت بالتضايق أمسكت بطنها التي كانت تؤلمها فلم تستطيع أن تنام من التألم ولكنها أوهمت نفسها أنه لا يوجد ألم حتي يقلل ألمها فأستطاعت أن تنام بعد صعوبة بالغة حتي أشتد المساء كانت الساعه الثالثه صباحاً
طرق باب العيادة بقوة فستيقظت الاء فزعة من نومها أزدات ضربات قلبها وقفت بمكانها وأتجهت ناحية الهاتف في قلق فأتصلت بهاتف منزل صبري
فأستيقظ هيثم من نومه وكأن هناك شئ أيقظه أقوي من صوت الهاتف فاتجه بتثاقل ناحيه الهاتف امسكه وفرك بعينيه وقال :
– الو .
قالت الاء بلهفة وهي تلتقط انفاسها فأستمع لصوتها تلهث :
-الو يا دكتور صبري فيه مريض عمال يخبط جامد باينه مش قادر يستحمل الالم بالله عليك متتاخر وتعالي بسرعه .
ولكن باب العيادة انكسر وتقدم ناحيتها ماهر ورجاله فوقف أمامها وهو يبتسم تلك الإبتسامة الخبيثة التي لطالما ابتسم لها بها :
– لولو وحشتيني أوي .