رواية كيف لي ألا أحبك
الفصل الثاني عشر
وقف مسنداً ظهره علي حائط المقابل لغرفة العمليات يرفع رأسه لأعلي ليناجي ربه لكي ينجيها هي وأبنه فأقترب منه مصطفى أمد كَفيهِ الذي يحمل علبة عصير ليناول هيثم أياه لكي يتذوق القليل فأن وجهه لا يوحي بالخير من شدة شحوبه ولكنه رفض أن يدلف شئ جوفه حتي يطمئن عليها حاول مصطفى أن يطمئنه بأنها ستصبح بخير فتنهد الأخر وهو يقول بتمني:
– يارب
عندها خرجت الطبيبه من غرفة العمليات فهي فتاة قصيرة بدينة نوعاً ما عيونها بنيه شعرها أسود كالليل فأتجه الجميع ناحيتها فسئلها هيثم بلهفة :
– خير يا سارة طمنيني؟
قالت له بتأسف :
– بص يا هيثم انا مش هكدب عليك حالتها صعبة
أمتلئ عينيه بالدموع وهي تكمل :
-غير انها بتنزف جامد ومش قادرين نوقف النزيف مش هننفع نستني عليها طبيعي فأحنا هنضطر نولدها قيصري علشان ننقذ البيبي بس احنا محتاجينك معانا .
أبتلع ريقه فأتت الممرضه تركض قالت لها بوجه فزع :
-تعالي يا دكتورة بسرعه .
فهرولت ورائها فتابعها قائلاً بلهفة علي زوجته :
– الاء
أحتضن مصطفى زوجته وأخذ يهدئها بينما ظل أبيه يفرك بكفيه بتوتر ،ارتدي ملابس العمليات ودلف لعندها فوجدها نائمه يضعون التنبيب بفمها حتي تستطيع أن تتنفس وقف بجانبها وسارة تقوم بشق بطنها لتوليدها
ظلت سامية تقرأ قرآن كما فعلت فاطمةأما صبري فقد كان قلق بشدة وأخذ يفرك بكفيه بتوتر
أخرجت سارة الطفلة من بطن الاء أتسعت حدقة عينين هيثم وهو يري صغيرته تصرخ لنزولها الحياة أستغرب كيف أتت طفلة وقد أخبرتهم انه ولداً ولكنه فرح فأخذتها الممرضه لتنظفها من الدماء المتعلقة بها
قال بإرتياح :
-الحمدلله
فقالت له سارة وهي تكمل ما تفعل:
– مبروك يا دكتور
أبتسم لها هيثم وقال :
– الله يبارك فيكي انا هروح اشوف البيبي واطمنهم عليها وانتي خلي بالك منها
اومأت بإيجاب فخرج هيثم وذهب للطفله كانوا قد نظفوها من الدماء الملتصقة بها أمسك يديها الصغيرة كم هي صغيرة للغاية بين أصابعه الكبيرة أبتسم بفرحة قبل أن يمسك سماعة طبية ليفحصها بإهتمام فقال للممرضة :
– حطيها في الحضانه وخلي بالك منها
فقالت له الممرضة وهي تمسك حفاظة الصغيرة :
– حاضر مبروك .
وقف قليلاً بجانب الصغيرة وهو لا يريد الأبتعاد عنها حتي حملتها نحو الحضانة فخرج هو من العمليات فأحاطه الجميع فقال بفرح :
– الاء جبتلي بنوته زي القمر .
نظر له محمد بشده وقال :
-بجد
تغيرت ملامح والدته عندما أخبرها بنوع المولد فقالت له :
– جابت بنت
احتضنه مصطفي وقال له :
-مبروك يا ابو نسب تتربي في عزك
أجابه هيثم :
– الله يخليك يا مصطفي عقبال ما تخاوي جودي
بارك له الجميع علي مولودته فمازحه محمد قائلاً:
– هجوزها ابني متقلقش .
أردف هيثم مازحاً :
– ابنك مين عمر لا انا معنديش بنات للجواز
فضحك الجميع
فقالت أخته :
-هتسميها ايه
حك فروة رأسه وهو يقول :
– مش عارف انا مكنتيش اعرف اننا هنجيب بنت
عندها أردفت مريم قائلة :
-سموها غيت
عندها قال لها مصطفي :
-غتغتوكي انتي واللي جابوكي
ضمت شفتيها وهي تتابع قائلة :
-ليه كدا يا مصطفي دا اسم حلو وبطلة المسلسل الهندي اسمها غيت
ضحك هيثم فوجه مصطفى كلامه لزوج أخته :
– هيثم متسمعش كلامها دي هبلة زي اختي هي فين صحيح اختي
انتبه هيثم لتأخر الاء بداخل غرفه العمليات لفترة طويلة فقال لهم مستأذناً :
– انا هدخل اشوفها
كاد أن يدلف الغرفة ولكنه وجد الممرضين يحركون الترول النائمه عليه الاء فأنشغل الجميع بها وبالصغيرة حل المساء فذهب الجميع متوعداً بأنهم سيأتون لهم باليوم التالي
أحست به يمسح لها قطرات العرق المتواجدة فوق جبهتها، فتحت الاء عينيها بتثاقل فوجدت هيثم ممسك بيديها فقال مبتسمٍ :
-حمدالله علي سلامتك يا حبيبتي
نظرت له حاولت الأعتدال ولكنها شعرت بألم شديد يجتاح جزء السفلي من جسدها فتأوهت ألماً فقال لها وهو يجبرها علي التسطح :
– خليكي مكانك يا حبيبتي
نظرت حولها بإستغراب وهي تتحسس بطنها فلم تعد كبيرة كما أعتادت :
– انتم عملتوا فيا ايه أبني؟
أمسك كفها ليقترب منها أكثر وهو يخبرها :
-انتي ولدتي جبتلنا اجمل بنوته في الدنيا
أمتلئ عينيها بالدموع بفرحة قبل أن تردف :
-جبت بنت هي فين انا عاوزة اشوفها
أجابها هيثم قائلاً :
-هي في الحضانه علشان الصفرا عندها عليا أوي
أمسكت يديه وأزاحت الغطاء عنها وهي تقول :
-قوم معايا وريهالي
رفض هيثم قائلاً :
-بكره هوريهالك انتي انهارده ترتاحي خالص
صمتت فتركها واتجه ناحية غرفة سارة لكي يخبرها بأن الاء قد استفاقت
دلف لعندها بعدما استاذن بالدخول
فقال :
– الاء فاقت تعالي بصي عليها
اؤمات بإيجاب فتابعته للخارج بعدما أطلقت تنهيدة مطولة وهي تفكر أتخبره أم لا
اتجهت خلفه وحسمت امرها فقالت له :
– هيثم
التفت لها وقال مجيباً:
-نعم
فركت كفيها ببعضهم البعض أردفت قائلة :
– انا كنت عاوزة اقولك حاجه بس بليز حاول تفهمني
قال لها بإهتمام :
-فيه ايه يا سارة قلقتيني
كادت أن ترد عليه لتخبره بما تخفي بصدرها ولكنها وجدت الاء تستند علي الحائط عندما لاحظ أنها تنظر خلفه فوجد زوجته خرجت من الغرفة المتواجدة بها فهرول نحوها وأسندها قائلاً:
-ايه اللي قومك
أمسكت بطنها بتألم قائلة :
– مش قادره اقعد من غير مااشوف البيبي
أسندها هيثم وذهب بها للحضانه المتواجدة بها طفلتهم أقتربت منها فنظرت الي شعرها الكثيف فهي تشبه هيثم في شعرها وملامحها الصغيرة ،أمسكت يديها ففرحت بها كثيراً ففرح أنها أبتسمت مرة أخري عندما رأت صغيرته
رن هاتف سارة فأخذت هاتفها بعيد عنهم
لم يعرف هيثم ما أرادت أن تخبره سارة فأن فرحته بالاءجعلته ينسي أسمه أيضاً
أمسك كف يديها ولف ذراعيه حول خصرها فسيطر عليها ليمنعها من السقوط حتي أوصلها لغرفتها أنامها وغطائها جيداً فقال لها :
– أديكي شوفتي البيبي ممكن بقي حبيبتي ترتاح شوية.
أراحت جسدها وأمسكت كف يديه وقالت بأعتذار :
– سامحني يا هيثم أني انفعلت عليك بس انا مجروحة علي أبني
أقترب منها وقبلها من رأسها قبل أن يردف قائلاً :
– حقك انتي عليا أني مجبتلكيش حق حمزة
أخفضت رأسها قبل أن تمتلئ عينيها بالدموع فتابع :
– أنا مش عاوز حاجة في الدنيا غيرك أنتي وبنتنا
أبتسمت له وهي تدمع فمسح لها دموعها بأطراف أنامله فامسكت يديه فأنحني برأسه ليقبلها
سئلتها بإهتمام :
-عملتي أيه في أتففنا
ألتقطت أنفاسها وقالت :
-ولدتها وجابت بنوتة
-هز رجليها بتوتر فتابعت بتضايق متسائلة :
– فرح بيها
أجابتها الأخري :
– اوي بس انا قلبي مش مطمني لو عرف باللي عملته ودا مسيره يبان
حاولت مي أن تطمئن سارة علي فعلتهم فقالت :
– سيبك منه بكره يتحرق قلبه زي ما حرق قلبي وحرمني منه ويتحرق قبلها هي كمان الواطية اللي خطفته مني
أغلقت المكالمة وأبتسمت بفرحة بأن خطتها قد نجحت وأنها أنتقمت منه فأتصلت بمحمود كي تخبره لتجعله يفرح بما فعلت
أردف محمود وهو يضع بضع من المشروب بالكوب :
-خير اللهم اجعله خير
أبتسمت وهي تقول له :
– خدتلك حقك من اللي ما تتسمي
ضاقت عينيه وهو يتسائل قائلاً :
– عملتي ايه ؟
تابعت قائلة :
– الاء ولدت انهارده
أبتلع ريقه قبل أن يردف قائلاً:
-عرفت
أكملت بلؤم مصطنع :
– دا اللي تعرفه بس اللي سيادتك متعرفهوش أنها شالت الرحم
أتسعت حدقة عينيها فصاح بها بصدمة :
– ايه
قالت له والفرحة تملئ عينيها قائلة :
– زي ما بقولك كدا شلته يعني متقدرش تخلف منه تاني ابداً
سئلها محمود قائلاً:
– انتي ليكي دخل بالموضوع دا
أدعت كذباً أنها لا تعرف شئ عما حدث وأنه كان صدفة :
– انا وانا مالي انا قاعدة في بيتي ولا روحت ولا جيت
أنهي مكالمته معها فأمسك كوب المشروب قبل أن يحتسيه مرة واحدة فظهر شبح أبتسامة بعفوية من ثم ضحك بشدة وبصوت عالي فرحاً كمن أنتصر بمعركة مهلكة
مكثت بالمشفي ثلاث أيام حتي أستردت صحتها فخرجت ولكنها كانت حزينه لأن صغيرتها مازالت في الحضانه حاول هيثم أن يعرف من سارة ما تخفيه عنه ولكنها خافت ان يثور عليها ويرفع عليها قضية بالإهمال بالعمل فحاولت تجاهل ذلك لحين يقل الأمر خطورة بعد فترة من العملية حتي لا يعرف أن يؤذيها هكذا ماأقنعتها به مي وبالفعل فعلت
سئلته الاء :
– هتجيبهالي امتي
أجابها هيثم قائلاً :
-اول ما الصفره تروح منها هجيبهالك علي طول
أخفضت عينيها عنه قبل أن تردف معتذرة :
-هيثم انا اسفة
سئلها قائلاً بإستغراب :
-علي ايه يا حبيبتي
أبتلعت ريقها قبل أن تتابع قائلة :
-اني مجبتيش ولد ما الدكتورة كانت قايللنا ولد معرفش ازاي جبت بنت
جلس بجانبها وامسك يديها فأبتسم لها ليثبت لها أن فرح بما وضعت :
-انا فرحان انها بنت كفاية انك مامتها وهي حته منك
نظرت لعينيه قبل أن تكمل قائلة :
-يعني انت مش زعلان
أجابها بإستنكار :
– وهزعل ليه وانا ربنا رزقني بنوته زي القمر شبه مامتها دا انا ربنا بيحبني رزقني باتنين الاء
ابتسمت الاء فاحتضنها هيثم وقال بتنهد:
– ايوة كدا واحشني ابتسمتك الحلوة دي
ابتعدت عنه قليلاً لتحتضن كفيهم ببعضهم البعض وهي تقول :
-هتسميها ايه
أجابها :
– رؤي
أبتسمت له بفرحة وقالت :
-الله اسم جميل ربنا يخليهالنا
أنكسرت أبتسامتها حين تذكرت صغيرها فقالت بتضايق :
-وميحرقش قلبي عليها كفاية اللي راح
قال لها بحزن :
-ربنا يرحمه
أستئنفت كلامها قائلة :
– ان شاء الله نجيب لرؤي اخ يلعب معاها ويكبروا مع بعض ونسميه حمزة
ترك هيثم يديها وهب واقفاً قبل أن يقول :
– هقوم اعملك الاكل
أوقفته قائلة :
-مش عاوزة اكل دلوقتي عاوزاك تروح تشوف البنت انا قلبي مقبوض خايفة يبدلوها ولا حد ياخدها
ضحك هيثم بشدة علي قلقها الغير منطقي علي طفلتهم :
-انتي هبلة يا الاء يبدلوا ايه يا حبيبتي وياخدوا مين والله ضحكتيني
عقدت حاجبيها وهي تقول بتضايق من سخرية هيثم لها :
– انا بتكلم بجد
قضي بضع من الوقت يفهمها كيف يولد الطفل ويوضع بيديه ورقة وتكتب بها بيانات أهله حتي لا يحدث خطأ عندها تذكرت ماهر وما فعله حين ولدت حمزة
ابتلعت ريقها وقالت بتضايق :
-لما ولدت حمزة ماهر خده وهرب بيه من غير ما حد يعمله حاجة في المستشفى
تضايق حين رأي الدموع تترقرق بمقلتيها فحاول أن يهون عليها قائلاً :
-انسي كل دا هترتاحي
أجابته قائلة بإستنكار:
– هنسي سنين ضيعتها من حياتي الحمدلله علي كل شئ
أقربها أليه ليحتضنها قائلاً :
-المهم اننا مع بعض وربنا كرمنا باحلي رؤي في الدنيا
فرحت حين أحتضنها ورتب علي ظهرها بحنان كأب يواسي طفلته حين تفقد عروستها الغالية
في المساء دلف محمود الحضانه وظل يقرأ الورق المتواجد علي يد الأطفال حتي عثر علي أبنة هيثم فقال بغلٍ :
-هو انتي بقي بنت الاء
أمسك يدي الصغيرة فصرخت بشدة كمن رأت شيطان وليس ببشرٍ فتضايق محمود وهو يقول للصغيرة :
-: بومة زي اللي خلفتك
أتي هيثم من خلفه وأبعد يديه الممسكة بصغيرته قبل أن يردف بلؤمٍ :
– طلبتها مني علشان تمسك ايديها كدا
أبتسم له محمود قبل أن يقول :
-مبروك
نظر له هيثم قبل أن يجيبه :
– الله يبارك فيك عقبالك لما تتجوز باذن الله اللي تشبهك
تضايق من تلميحات هيثم ولكنه لم يكترث لما يقوله :
-انت مش كنت قايلي انك هتجيب ولد
قال له هيثم وهو ينظر لصغيرته التي تنظر له وتحرك يديها بطريقة عشوائية :
-وجيه بنت هرجعها يعني اهي نعمه كبيرة من ربنا يارب يديمها عليا نعمه
قال له محمود بخبث وهو يعلم أنه لن ينجب مرة أخري من الاء :
– عقبال ماتخويها
أبتسم له هيثم وقال :
– باذن الله ادعيلي
تركه محمود مداعياً أنه لديه الكثير من العمل فوقف هيثم يداعب صغيرته
وضعت والدته الطعام أمامها فقالت :
-كلي يا حبيبتي علشان تتغذي
أسندت ظهرها علي ظهر الكنبة وهي ترفض الطعام فألحت عليها سامية قائلة:
– انتي نفسه ولازم تتغدي
لم ترد الاء الطعام فرفضته أيضاً فزفرت سامية بتضايق قائلة :
– وبعدين معاكي تَعبتيني الله يكون في عون ابني بجد
ضحكت الاء فقالت والدته :
-أقول ايه بس
نظرت لها الاء فقالت بحرج لما تسببته في الأيام الماضية :
-ماما انا كنت عاوزة اعتذرلكم عن موقف السخيف اللي عملته بس انا مكنتيش في وعي
أبتسمت لها ساميو ومسكت يديها قائلة :
-ولا يهمك حبيبتي ربنا يصبر قلبك ويعوضك خير عنه وان شاء الله تخلفي اورطه عيال وتخلفي لهيثم ولد علشان يفرح به
أجابتها الاء بوعدٍ :
-ان شاء الله هيحصل
رن هاتفها فاحضرته لها فاطمة فنظرت لمن يتصل وجدت رقم هيثم فقالت له :
– ايوة يا بابا
سئلها قائلاً :
– عامله ايه يا حبيبتي دلوقتي
أجابته :
-بخير
أردف هيثم قائلاً :
– يارب دايماً بقولك انا هبات هنا كام يوم علشان ابقي جمب رؤي وهرجع بيها ان شاء الله
تضايقت الاء من بعده عنها في تلك الظروف الصاعبة التي تمر بها فقالت :
-وهتسيبني لوحدي
تابع :
– معليش يا حبيبتي كله علشان رؤي ادعي الصفرا تروح منها وهجيبها وهاجي
تنهدت وقالت :
– ان شاء الله ابقي طمني عليكم
أنهي هيثم مكالمته معها فأخذت منها سامية الهاتف وقالت :
-اديكي اطمنتي عليهم كلي بقي لقمة كدا
اؤمات بإيجاب قبل ان تردف :
– حاضر بس تنادي بابا وزينب وتاكلوا معايا
أبتسمت والدته لها وقالت :
– بس كدا عنيا الاتنين
جلسوا جميعاً علي السفرة ووضعت صبرين وزينب الطعام فنظر صبري للاء وهي تحاول أن تظهر لزوجته أنها تأكل ولكنها لم يكن لديها شهية لذلك الطعام .
وقف الصغير جمزة وهو يرتدي بنطال جينز وقميص أبيض اللون نادي عليها بصوتٍ عالِ :
-ماما
أمتلئ عينيها بالدموع وقالت :
-حمزة حبيبي أنت لسه عايش
هرول ناحيتها فأحتضنته بشدة وبفرحه أنه مازال علي قيد الحياة فرت الدموع من مقلتيها وتابعت :
– انا قلبي بيقولي انك عايش ماموتيش تعالي معايا متقعدش مع ماهر أنا هجيبلك حاجات حلوة كتيرة
شعرت بشئ لازج يسيل علي ظهره فرفعت يديها التي تلطخت بذلك الشئ ولكنه كان دماء فصرخت وقالت وهي تحمله علي يديها وهو يفقد وعيه :
-انت بتنزف حمزة
أستيقظت تصرخ بشدة فأمسكت بها فاطمة وهي تحاول تهدئته :
-مالك صلي علي النبي
دمعت الاخري قائلة:
– حمزة
أمسكت فاطمة يديها وقالت :
– اهدي يا الاء لا اله الا الله
طرق باب غرفتها ففتحت فاطمة باب الغرفة فدلفت سامية وصبري الغرفة قالت بلهفة :
– فيه ايه ؟
نظرت لهم وبكت بشدة وهي تعتذر :
– انا اسفة صاحيتكم ارجعوا ناموا تاني
جلست بجانبها سامية وهي تقول:
-هنام ازاي وهنسيبك كدا
أراحت جسدها علي الفراش وهي تقنعهم أنها سوف تنام مرة أخري ولكنها ظلت تبكي فنام جميع من بالبيت غيرها فكرت كثيراً قبل أن تهاتفه فربما نائم في تلكالساعة المتأخرة من الليل ،فأمسكت هاتفها وطلبت هيثم ظلت تتصل به ولكنه كان نائماً فأستيقظ وأجابها
فقالت بدموع وصوت محتنق :
-هيثم
قال لها :
– الو يا حبيبتي
دمعت وقالت :
– انت فين انا محتجالك أوي
ضاق صدره حينما سمع صوتها المحتنق فقال متسائلا ً :
-فيه ايه صوتك ماله ؟
خرجت من الغرفة وتركت أخته نائمة فأخبرته ببكاء:
– حلمت بحلم وحش اوي
سئلها بإهتمام لسماع ما حلمت :
– حلمتي بي ايه ؟
أخذت تحكي له عن ذلك الحلم فقال وهو يحاول أن يهدئ ثورتها :
-معليش يا حبيبتي كابوس وراح لحاله متحطيش في دماغك.
قالت بدموع :
– تعالي دلوقتي.
أردف قائلاً وهو ينظر للساعة الحائط التي تشير الي الثالثه صباحاً :
– مش هينفع يا حبيبتي أجي دلوقتي.
بكت فأعتصر قلبه عليها فقالت له :
– طيب نتكلم فيديو
وافق هيثم وشغل مكالمة بالصوت والصورة فأخذ وقتاً ليهدئ من أنفعالها وبكائها
فمسحت دموعها و فقال :
– بقي العنين الحلوة دي تتبهدل معاكي في الدموع اخص عليكي
أبتسمت وقالت :
-هيثم انت بتهزر وبعدين أقفل مش معايا رصيد أكلمك أشحنلي ونكمل المكالمة
ضحك بشدة قبل أن يردف :
– بخمسين صح ناوية علي ايه بقي
ضحكت بخجل وهي تقول :
– أنت بتقول ايه اتصدق أنا غلطانة اني اتصلت
ضحك وهو يكمل :
– بتتصلي بيا الساعه 3 الفجر في عز البرد وانا نايم ومستغطي وعمالة تقوقي وصحيتي اللي جابويا وأشحنلي ومش أشحنلي وبتقوليلي بهزر وبعدين حد يكلم جوزه الساعه تلاته الفجر فيديو ايه قلة الادب دي انا شكلي معرفتيش اربي روحي يا بنت الناس انا راجل متجوز وبحب مراتي
ضحكت الاء فقالت :
-خلصت رغي
نظر لها بشدة وقال لها :
– انتي عاوزة تقفلي في وشي ولا ايه يا بت
تابعت بمزاح قائلة :
-مش معقول كدا هعملك بلوك
أبتسم لها وهو يغمز قائلاً :
-واهون عليك يا جميل
أحمر وجنتيها فقالت بخجل :
– اه تهون
قال لها بإستنكار :
-واطية
ضحكت قبل أن تقول :
-اقفل بقي علشان اروح انام الرصيد هيخلص
أوقفها هيثم قائلاً :
-استني لحظه الكرسي دا انا عارفه كويس انتي بتكلميني من البلكونه
تلجلجت قائلة :
– ايه لا استني
ضغطت علي زر قفل الكاميرا فجلست بالصاله وشغلتها مرة أخري
قبل ان تتدعي البراءة :
-انا في الصاله
عندها أكمل قائلاً :
– وحياة امك عليا انا انتي دخلتي لسه دلوقتي
مطت شفتيها الصغيرة بطريقة طفولية وهي تقول :
– معليش يا هيثومه مش هتتكرر تاني
قال لها بتوعد :
– لما اشوف وشك بس حسابك معايا عسير
نظرت له وقالت بميوعة :
– هتعمل ايه يعني
ابتسم وهو يقول :
– هشحنلك بخمسين علشان نتكلم فيديو للتعارف الجاد
ضحكت الاء فضحك هيثم هو الأخر :
– بقيتي كويسة
اومأت بإيجاب فقال وهو بفرك بعينيه بناعس :
– تصبحي علي خير خلي بالك من نفسك
أبتسمت له وقالت :
– أصبح علي وشك
تبسم قائلاً :
-سلام عليكم
اجابته قائلة :
-وعليكم السلام
أغلقت المكالمه فكاد أن يعود للنوم ولكنه سمع صوت أذان الفجر قبل أن يزيح الغطاء عنه معتدلاً بجلسته وهو يستغفر ربه ليذهب الي الصلاة
أتجهت للحمام هي الأخرى وتوضأت لتصلي الفجر فصلته وقرأت قليلا ً بالقرآن واتجهت لغرفتها لتنام مرة اخري
أمسك صبري يدي زوجته فأنتفضت زعراً كحرامي أمسك بيديه الضابط وهي واقفة تختلس النظر من وراء الباب :
-واقفة عندك ليه
أمسكت صدرها قبل أأن تقول :
-بشوف الاء خلصت كلام مع هيثم وصَلت ودخلت تنام
قالت له :
– انا هقوم اصلي انا كمان
قالت له سامية وهي تفرك بذقنها :
-غريبه
أستنكر صبري من ردها البارد معه :
-ايه هو اول مره تشوفيني بصلي
أجابته :
– مش عليك يا ابو هيثم انا قصدي علي الاء ازاي تبقي ولدة مبقلهاش كام يوم وتقدر تصلي
امسك يديها وهو يقول :
-قومي اتوضي وصلي انتي كمان ربنا يهديكي
أنتهي من صلاته في مسجد المشفي فهو في طريقه للغرفه النائم بها بسكن الأطباء أحب أن يذهب ليرى صغيرته فذهب ولكنه لم يكن ليفعل فأنه صعق عندما وجدها …..
أقتربت ممرضة من الصغيرة وهي تحمل حقنه بها عشرة مل من الماغنسيوم أمسكت يد الصغيرة التي أخذت تصرخ بشدة وكأنها تريد أن تنام
وكادت ان تحقنها لولا انه أمسك يديها قائلاً :
– انتي بتعملي ايه
قالت بتلجلج :
– ها مفيش
كادت ان تتركه لتغادر لولا أنه دفعها علي الحائط بقوة ألمتها ومسك يديها بيد واليد الاخري أمسك يديها التي تحمل الحقنه
قائلاً بغضب :
-ايه دي
حاولت أن تفلت قبضته علي رسخها :
-دكتور هيثم سيبني لو سمحت
ضغط علي رسخها اكثر فقال:
-وربنا مانا سيبك غير لما اعرف عاوزة تحقني بنتي بايه
بكت بشدة فقال بنبرة صارمة دبت الرعب بداخلها :
– مش عاوزة تقولي اوك انا هتصل بالبوليس وهو يعرف بطريقته
شحبت بالبكاء وانحت لتقبل يديه ولكنه سرعان ما سحب يديها فقالت :
– ابوس ايديك يا دكتور متبلغش البوليس
قال بغضب وصوت مرتفع أيظ الأطفال فصرخوا :
-اقسم بالله هسجنك لو مقولتيش دي ايه
قالت بدموع معترفة:
-دي حقنة ماغنسيوم
أتسعت حدقة عينيه وقال وهو يكور قبضة يديه بغضب :
-مين اللي قالك تعملي كدا
قالت بدموع قد أنسابت علي وجنتيها :
-معرفش
عندها صفعها هيثم بقوة فوقعت بالارض فأنحني ليمسكها مرة اخري ليصيح بها ويسبها :
-أنطقي يا بنت*** مين اللي قالك اعملي كدا
أنحنت مرة اخري لتقبل يديه قائلة :
-ابوس ايديك يا بيه سيبني امشي وانا اقسم بالله ماهوريلك وشي تاني
ضحك بسخرية وهو يقول :
– انتي فاكره يا روح أمك اني هسيبك بسهولة كدا وانتي عاوزة تموتي بنتي
أبتلعت ريقها فأكمل :
-انا هتصل بالبوليس وهوديكي في ستين داهيه دا
قالت بدموع وترجي :
– لا يا دكتور بلاش البوليس انا عندي عيال
فكر هيثم قليلاً قبل أن يقول :
– هسيبك بس بشرط اعرف مين اللي مسلطك أنك تقتلي بنتي
وقف مسنداً ظهره علي حائط المقابل لغرفة العمليات يرفع رأسه لأعلي ليناجي ربه لكي ينجيها هي وأبنه فأقترب منه مصطفى أمد كَفيهِ الذي يحمل علبة عصير ليناول هيثم أياه لكي يتذوق القليل فأن وجهه لا يوحي بالخير من شدة شحوبه ولكنه رفض أن يدلف شئ جوفه حتي يطمئن عليها حاول مصطفى أن يطمئنه بأنها ستصبح بخير فتنهد الأخر وهو يقول بتمني:
– يارب
عندها خرجت الطبيبه من غرفة العمليات فهي فتاة قصيرة بدينة نوعاً ما عيونها بنيه شعرها أسود كالليل فأتجه الجميع ناحيتها فسئلها هيثم بلهفة :
– خير يا سارة طمنيني؟
قالت له بتأسف :
– بص يا هيثم انا مش هكدب عليك حالتها صعبة
أمتلئ عينيه بالدموع وهي تكمل :
-غير انها بتنزف جامد ومش قادرين نوقف النزيف مش هننفع نستني عليها طبيعي فأحنا هنضطر نولدها قيصري علشان ننقذ البيبي بس احنا محتاجينك معانا .
أبتلع ريقه فأتت الممرضه تركض قالت لها بوجه فزع :
-تعالي يا دكتورة بسرعه .
فهرولت ورائها فتابعها قائلاً بلهفة علي زوجته :
– الاء
أحتضن مصطفى زوجته وأخذ يهدئها بينما ظل أبيه يفرك بكفيه بتوتر ،ارتدي ملابس العمليات ودلف لعندها فوجدها نائمه يضعون التنبيب بفمها حتي تستطيع أن تتنفس وقف بجانبها وسارة تقوم بشق بطنها لتوليدها
ظلت سامية تقرأ قرآن كما فعلت فاطمةأما صبري فقد كان قلق بشدة وأخذ يفرك بكفيه بتوتر
أخرجت سارة الطفلة من بطن الاء أتسعت حدقة عينين هيثم وهو يري صغيرته تصرخ لنزولها الحياة أستغرب كيف أتت طفلة وقد أخبرتهم انه ولداً ولكنه فرح فأخذتها الممرضه لتنظفها من الدماء المتعلقة بها
قال بإرتياح :
-الحمدلله
فقالت له سارة وهي تكمل ما تفعل:
– مبروك يا دكتور
أبتسم لها هيثم وقال :
– الله يبارك فيكي انا هروح اشوف البيبي واطمنهم عليها وانتي خلي بالك منها
اومأت بإيجاب فخرج هيثم وذهب للطفله كانوا قد نظفوها من الدماء الملتصقة بها أمسك يديها الصغيرة كم هي صغيرة للغاية بين أصابعه الكبيرة أبتسم بفرحة قبل أن يمسك سماعة طبية ليفحصها بإهتمام فقال للممرضة :
– حطيها في الحضانه وخلي بالك منها
فقالت له الممرضة وهي تمسك حفاظة الصغيرة :
– حاضر مبروك .
وقف قليلاً بجانب الصغيرة وهو لا يريد الأبتعاد عنها حتي حملتها نحو الحضانة فخرج هو من العمليات فأحاطه الجميع فقال بفرح :
– الاء جبتلي بنوته زي القمر .
نظر له محمد بشده وقال :
-بجد
تغيرت ملامح والدته عندما أخبرها بنوع المولد فقالت له :
– جابت بنت
احتضنه مصطفي وقال له :
-مبروك يا ابو نسب تتربي في عزك
أجابه هيثم :
– الله يخليك يا مصطفي عقبال ما تخاوي جودي
بارك له الجميع علي مولودته فمازحه محمد قائلاً:
– هجوزها ابني متقلقش .
أردف هيثم مازحاً :
– ابنك مين عمر لا انا معنديش بنات للجواز
فضحك الجميع
فقالت أخته :
-هتسميها ايه
حك فروة رأسه وهو يقول :
– مش عارف انا مكنتيش اعرف اننا هنجيب بنت
عندها أردفت مريم قائلة :
-سموها غيت
عندها قال لها مصطفي :
-غتغتوكي انتي واللي جابوكي
ضمت شفتيها وهي تتابع قائلة :
-ليه كدا يا مصطفي دا اسم حلو وبطلة المسلسل الهندي اسمها غيت
ضحك هيثم فوجه مصطفى كلامه لزوج أخته :
– هيثم متسمعش كلامها دي هبلة زي اختي هي فين صحيح اختي
انتبه هيثم لتأخر الاء بداخل غرفه العمليات لفترة طويلة فقال لهم مستأذناً :
– انا هدخل اشوفها
كاد أن يدلف الغرفة ولكنه وجد الممرضين يحركون الترول النائمه عليه الاء فأنشغل الجميع بها وبالصغيرة حل المساء فذهب الجميع متوعداً بأنهم سيأتون لهم باليوم التالي
أحست به يمسح لها قطرات العرق المتواجدة فوق جبهتها، فتحت الاء عينيها بتثاقل فوجدت هيثم ممسك بيديها فقال مبتسمٍ :
-حمدالله علي سلامتك يا حبيبتي
نظرت له حاولت الأعتدال ولكنها شعرت بألم شديد يجتاح جزء السفلي من جسدها فتأوهت ألماً فقال لها وهو يجبرها علي التسطح :
– خليكي مكانك يا حبيبتي
نظرت حولها بإستغراب وهي تتحسس بطنها فلم تعد كبيرة كما أعتادت :
– انتم عملتوا فيا ايه أبني؟
أمسك كفها ليقترب منها أكثر وهو يخبرها :
-انتي ولدتي جبتلنا اجمل بنوته في الدنيا
أمتلئ عينيها بالدموع بفرحة قبل أن تردف :
-جبت بنت هي فين انا عاوزة اشوفها
أجابها هيثم قائلاً :
-هي في الحضانه علشان الصفرا عندها عليا أوي
أمسكت يديه وأزاحت الغطاء عنها وهي تقول :
-قوم معايا وريهالي
رفض هيثم قائلاً :
-بكره هوريهالك انتي انهارده ترتاحي خالص
صمتت فتركها واتجه ناحية غرفة سارة لكي يخبرها بأن الاء قد استفاقت
دلف لعندها بعدما استاذن بالدخول
فقال :
– الاء فاقت تعالي بصي عليها
اؤمات بإيجاب فتابعته للخارج بعدما أطلقت تنهيدة مطولة وهي تفكر أتخبره أم لا
اتجهت خلفه وحسمت امرها فقالت له :
– هيثم
التفت لها وقال مجيباً:
-نعم
فركت كفيها ببعضهم البعض أردفت قائلة :
– انا كنت عاوزة اقولك حاجه بس بليز حاول تفهمني
قال لها بإهتمام :
-فيه ايه يا سارة قلقتيني
كادت أن ترد عليه لتخبره بما تخفي بصدرها ولكنها وجدت الاء تستند علي الحائط عندما لاحظ أنها تنظر خلفه فوجد زوجته خرجت من الغرفة المتواجدة بها فهرول نحوها وأسندها قائلاً:
-ايه اللي قومك
أمسكت بطنها بتألم قائلة :
– مش قادره اقعد من غير مااشوف البيبي
أسندها هيثم وذهب بها للحضانه المتواجدة بها طفلتهم أقتربت منها فنظرت الي شعرها الكثيف فهي تشبه هيثم في شعرها وملامحها الصغيرة ،أمسكت يديها ففرحت بها كثيراً ففرح أنها أبتسمت مرة أخري عندما رأت صغيرته
رن هاتف سارة فأخذت هاتفها بعيد عنهم
لم يعرف هيثم ما أرادت أن تخبره سارة فأن فرحته بالاءجعلته ينسي أسمه أيضاً
أمسك كف يديها ولف ذراعيه حول خصرها فسيطر عليها ليمنعها من السقوط حتي أوصلها لغرفتها أنامها وغطائها جيداً فقال لها :
– أديكي شوفتي البيبي ممكن بقي حبيبتي ترتاح شوية.
أراحت جسدها وأمسكت كف يديه وقالت بأعتذار :
– سامحني يا هيثم أني انفعلت عليك بس انا مجروحة علي أبني
أقترب منها وقبلها من رأسها قبل أن يردف قائلاً :
– حقك انتي عليا أني مجبتلكيش حق حمزة
أخفضت رأسها قبل أن تمتلئ عينيها بالدموع فتابع :
– أنا مش عاوز حاجة في الدنيا غيرك أنتي وبنتنا
أبتسمت له وهي تدمع فمسح لها دموعها بأطراف أنامله فامسكت يديه فأنحني برأسه ليقبلها
سئلتها بإهتمام :
-عملتي أيه في أتففنا
ألتقطت أنفاسها وقالت :
-ولدتها وجابت بنوتة
-هز رجليها بتوتر فتابعت بتضايق متسائلة :
– فرح بيها
أجابتها الأخري :
– اوي بس انا قلبي مش مطمني لو عرف باللي عملته ودا مسيره يبان
حاولت مي أن تطمئن سارة علي فعلتهم فقالت :
– سيبك منه بكره يتحرق قلبه زي ما حرق قلبي وحرمني منه ويتحرق قبلها هي كمان الواطية اللي خطفته مني
أغلقت المكالمة وأبتسمت بفرحة بأن خطتها قد نجحت وأنها أنتقمت منه فأتصلت بمحمود كي تخبره لتجعله يفرح بما فعلت
أردف محمود وهو يضع بضع من المشروب بالكوب :
-خير اللهم اجعله خير
أبتسمت وهي تقول له :
– خدتلك حقك من اللي ما تتسمي
ضاقت عينيه وهو يتسائل قائلاً :
– عملتي ايه ؟
تابعت قائلة :
– الاء ولدت انهارده
أبتلع ريقه قبل أن يردف قائلاً:
-عرفت
أكملت بلؤم مصطنع :
– دا اللي تعرفه بس اللي سيادتك متعرفهوش أنها شالت الرحم
أتسعت حدقة عينيها فصاح بها بصدمة :
– ايه
قالت له والفرحة تملئ عينيها قائلة :
– زي ما بقولك كدا شلته يعني متقدرش تخلف منه تاني ابداً
سئلها محمود قائلاً:
– انتي ليكي دخل بالموضوع دا
أدعت كذباً أنها لا تعرف شئ عما حدث وأنه كان صدفة :
– انا وانا مالي انا قاعدة في بيتي ولا روحت ولا جيت
أنهي مكالمته معها فأمسك كوب المشروب قبل أن يحتسيه مرة واحدة فظهر شبح أبتسامة بعفوية من ثم ضحك بشدة وبصوت عالي فرحاً كمن أنتصر بمعركة مهلكة
مكثت بالمشفي ثلاث أيام حتي أستردت صحتها فخرجت ولكنها كانت حزينه لأن صغيرتها مازالت في الحضانه حاول هيثم أن يعرف من سارة ما تخفيه عنه ولكنها خافت ان يثور عليها ويرفع عليها قضية بالإهمال بالعمل فحاولت تجاهل ذلك لحين يقل الأمر خطورة بعد فترة من العملية حتي لا يعرف أن يؤذيها هكذا ماأقنعتها به مي وبالفعل فعلت
سئلته الاء :
– هتجيبهالي امتي
أجابها هيثم قائلاً :
-اول ما الصفره تروح منها هجيبهالك علي طول
أخفضت عينيها عنه قبل أن تردف معتذرة :
-هيثم انا اسفة
سئلها قائلاً بإستغراب :
-علي ايه يا حبيبتي
أبتلعت ريقها قبل أن تتابع قائلة :
-اني مجبتيش ولد ما الدكتورة كانت قايللنا ولد معرفش ازاي جبت بنت
جلس بجانبها وامسك يديها فأبتسم لها ليثبت لها أن فرح بما وضعت :
-انا فرحان انها بنت كفاية انك مامتها وهي حته منك
نظرت لعينيه قبل أن تكمل قائلة :
-يعني انت مش زعلان
أجابها بإستنكار :
– وهزعل ليه وانا ربنا رزقني بنوته زي القمر شبه مامتها دا انا ربنا بيحبني رزقني باتنين الاء
ابتسمت الاء فاحتضنها هيثم وقال بتنهد:
– ايوة كدا واحشني ابتسمتك الحلوة دي
ابتعدت عنه قليلاً لتحتضن كفيهم ببعضهم البعض وهي تقول :
-هتسميها ايه
أجابها :
– رؤي
أبتسمت له بفرحة وقالت :
-الله اسم جميل ربنا يخليهالنا
أنكسرت أبتسامتها حين تذكرت صغيرها فقالت بتضايق :
-وميحرقش قلبي عليها كفاية اللي راح
قال لها بحزن :
-ربنا يرحمه
أستئنفت كلامها قائلة :
– ان شاء الله نجيب لرؤي اخ يلعب معاها ويكبروا مع بعض ونسميه حمزة
ترك هيثم يديها وهب واقفاً قبل أن يقول :
– هقوم اعملك الاكل
أوقفته قائلة :
-مش عاوزة اكل دلوقتي عاوزاك تروح تشوف البنت انا قلبي مقبوض خايفة يبدلوها ولا حد ياخدها
ضحك هيثم بشدة علي قلقها الغير منطقي علي طفلتهم :
-انتي هبلة يا الاء يبدلوا ايه يا حبيبتي وياخدوا مين والله ضحكتيني
عقدت حاجبيها وهي تقول بتضايق من سخرية هيثم لها :
– انا بتكلم بجد
قضي بضع من الوقت يفهمها كيف يولد الطفل ويوضع بيديه ورقة وتكتب بها بيانات أهله حتي لا يحدث خطأ عندها تذكرت ماهر وما فعله حين ولدت حمزة
ابتلعت ريقها وقالت بتضايق :
-لما ولدت حمزة ماهر خده وهرب بيه من غير ما حد يعمله حاجة في المستشفى
تضايق حين رأي الدموع تترقرق بمقلتيها فحاول أن يهون عليها قائلاً :
-انسي كل دا هترتاحي
أجابته قائلة بإستنكار:
– هنسي سنين ضيعتها من حياتي الحمدلله علي كل شئ
أقربها أليه ليحتضنها قائلاً :
-المهم اننا مع بعض وربنا كرمنا باحلي رؤي في الدنيا
فرحت حين أحتضنها ورتب علي ظهرها بحنان كأب يواسي طفلته حين تفقد عروستها الغالية
في المساء دلف محمود الحضانه وظل يقرأ الورق المتواجد علي يد الأطفال حتي عثر علي أبنة هيثم فقال بغلٍ :
-هو انتي بقي بنت الاء
أمسك يدي الصغيرة فصرخت بشدة كمن رأت شيطان وليس ببشرٍ فتضايق محمود وهو يقول للصغيرة :
-: بومة زي اللي خلفتك
أتي هيثم من خلفه وأبعد يديه الممسكة بصغيرته قبل أن يردف بلؤمٍ :
– طلبتها مني علشان تمسك ايديها كدا
أبتسم له محمود قبل أن يقول :
-مبروك
نظر له هيثم قبل أن يجيبه :
– الله يبارك فيك عقبالك لما تتجوز باذن الله اللي تشبهك
تضايق من تلميحات هيثم ولكنه لم يكترث لما يقوله :
-انت مش كنت قايلي انك هتجيب ولد
قال له هيثم وهو ينظر لصغيرته التي تنظر له وتحرك يديها بطريقة عشوائية :
-وجيه بنت هرجعها يعني اهي نعمه كبيرة من ربنا يارب يديمها عليا نعمه
قال له محمود بخبث وهو يعلم أنه لن ينجب مرة أخري من الاء :
– عقبال ماتخويها
أبتسم له هيثم وقال :
– باذن الله ادعيلي
تركه محمود مداعياً أنه لديه الكثير من العمل فوقف هيثم يداعب صغيرته
وضعت والدته الطعام أمامها فقالت :
-كلي يا حبيبتي علشان تتغذي
أسندت ظهرها علي ظهر الكنبة وهي ترفض الطعام فألحت عليها سامية قائلة:
– انتي نفسه ولازم تتغدي
لم ترد الاء الطعام فرفضته أيضاً فزفرت سامية بتضايق قائلة :
– وبعدين معاكي تَعبتيني الله يكون في عون ابني بجد
ضحكت الاء فقالت والدته :
-أقول ايه بس
نظرت لها الاء فقالت بحرج لما تسببته في الأيام الماضية :
-ماما انا كنت عاوزة اعتذرلكم عن موقف السخيف اللي عملته بس انا مكنتيش في وعي
أبتسمت لها ساميو ومسكت يديها قائلة :
-ولا يهمك حبيبتي ربنا يصبر قلبك ويعوضك خير عنه وان شاء الله تخلفي اورطه عيال وتخلفي لهيثم ولد علشان يفرح به
أجابتها الاء بوعدٍ :
-ان شاء الله هيحصل
رن هاتفها فاحضرته لها فاطمة فنظرت لمن يتصل وجدت رقم هيثم فقالت له :
– ايوة يا بابا
سئلها قائلاً :
– عامله ايه يا حبيبتي دلوقتي
أجابته :
-بخير
أردف هيثم قائلاً :
– يارب دايماً بقولك انا هبات هنا كام يوم علشان ابقي جمب رؤي وهرجع بيها ان شاء الله
تضايقت الاء من بعده عنها في تلك الظروف الصاعبة التي تمر بها فقالت :
-وهتسيبني لوحدي
تابع :
– معليش يا حبيبتي كله علشان رؤي ادعي الصفرا تروح منها وهجيبها وهاجي
تنهدت وقالت :
– ان شاء الله ابقي طمني عليكم
أنهي هيثم مكالمته معها فأخذت منها سامية الهاتف وقالت :
-اديكي اطمنتي عليهم كلي بقي لقمة كدا
اؤمات بإيجاب قبل ان تردف :
– حاضر بس تنادي بابا وزينب وتاكلوا معايا
أبتسمت والدته لها وقالت :
– بس كدا عنيا الاتنين
جلسوا جميعاً علي السفرة ووضعت صبرين وزينب الطعام فنظر صبري للاء وهي تحاول أن تظهر لزوجته أنها تأكل ولكنها لم يكن لديها شهية لذلك الطعام .
وقف الصغير جمزة وهو يرتدي بنطال جينز وقميص أبيض اللون نادي عليها بصوتٍ عالِ :
-ماما
أمتلئ عينيها بالدموع وقالت :
-حمزة حبيبي أنت لسه عايش
هرول ناحيتها فأحتضنته بشدة وبفرحه أنه مازال علي قيد الحياة فرت الدموع من مقلتيها وتابعت :
– انا قلبي بيقولي انك عايش ماموتيش تعالي معايا متقعدش مع ماهر أنا هجيبلك حاجات حلوة كتيرة
شعرت بشئ لازج يسيل علي ظهره فرفعت يديها التي تلطخت بذلك الشئ ولكنه كان دماء فصرخت وقالت وهي تحمله علي يديها وهو يفقد وعيه :
-انت بتنزف حمزة
أستيقظت تصرخ بشدة فأمسكت بها فاطمة وهي تحاول تهدئته :
-مالك صلي علي النبي
دمعت الاخري قائلة:
– حمزة
أمسكت فاطمة يديها وقالت :
– اهدي يا الاء لا اله الا الله
طرق باب غرفتها ففتحت فاطمة باب الغرفة فدلفت سامية وصبري الغرفة قالت بلهفة :
– فيه ايه ؟
نظرت لهم وبكت بشدة وهي تعتذر :
– انا اسفة صاحيتكم ارجعوا ناموا تاني
جلست بجانبها سامية وهي تقول:
-هنام ازاي وهنسيبك كدا
أراحت جسدها علي الفراش وهي تقنعهم أنها سوف تنام مرة أخري ولكنها ظلت تبكي فنام جميع من بالبيت غيرها فكرت كثيراً قبل أن تهاتفه فربما نائم في تلكالساعة المتأخرة من الليل ،فأمسكت هاتفها وطلبت هيثم ظلت تتصل به ولكنه كان نائماً فأستيقظ وأجابها
فقالت بدموع وصوت محتنق :
-هيثم
قال لها :
– الو يا حبيبتي
دمعت وقالت :
– انت فين انا محتجالك أوي
ضاق صدره حينما سمع صوتها المحتنق فقال متسائلا ً :
-فيه ايه صوتك ماله ؟
خرجت من الغرفة وتركت أخته نائمة فأخبرته ببكاء:
– حلمت بحلم وحش اوي
سئلها بإهتمام لسماع ما حلمت :
– حلمتي بي ايه ؟
أخذت تحكي له عن ذلك الحلم فقال وهو يحاول أن يهدئ ثورتها :
-معليش يا حبيبتي كابوس وراح لحاله متحطيش في دماغك.
قالت بدموع :
– تعالي دلوقتي.
أردف قائلاً وهو ينظر للساعة الحائط التي تشير الي الثالثه صباحاً :
– مش هينفع يا حبيبتي أجي دلوقتي.
بكت فأعتصر قلبه عليها فقالت له :
– طيب نتكلم فيديو
وافق هيثم وشغل مكالمة بالصوت والصورة فأخذ وقتاً ليهدئ من أنفعالها وبكائها
فمسحت دموعها و فقال :
– بقي العنين الحلوة دي تتبهدل معاكي في الدموع اخص عليكي
أبتسمت وقالت :
-هيثم انت بتهزر وبعدين أقفل مش معايا رصيد أكلمك أشحنلي ونكمل المكالمة
ضحك بشدة قبل أن يردف :
– بخمسين صح ناوية علي ايه بقي
ضحكت بخجل وهي تقول :
– أنت بتقول ايه اتصدق أنا غلطانة اني اتصلت
ضحك وهو يكمل :
– بتتصلي بيا الساعه 3 الفجر في عز البرد وانا نايم ومستغطي وعمالة تقوقي وصحيتي اللي جابويا وأشحنلي ومش أشحنلي وبتقوليلي بهزر وبعدين حد يكلم جوزه الساعه تلاته الفجر فيديو ايه قلة الادب دي انا شكلي معرفتيش اربي روحي يا بنت الناس انا راجل متجوز وبحب مراتي
ضحكت الاء فقالت :
-خلصت رغي
نظر لها بشدة وقال لها :
– انتي عاوزة تقفلي في وشي ولا ايه يا بت
تابعت بمزاح قائلة :
-مش معقول كدا هعملك بلوك
أبتسم لها وهو يغمز قائلاً :
-واهون عليك يا جميل
أحمر وجنتيها فقالت بخجل :
– اه تهون
قال لها بإستنكار :
-واطية
ضحكت قبل أن تقول :
-اقفل بقي علشان اروح انام الرصيد هيخلص
أوقفها هيثم قائلاً :
-استني لحظه الكرسي دا انا عارفه كويس انتي بتكلميني من البلكونه
تلجلجت قائلة :
– ايه لا استني
ضغطت علي زر قفل الكاميرا فجلست بالصاله وشغلتها مرة أخري
قبل ان تتدعي البراءة :
-انا في الصاله
عندها أكمل قائلاً :
– وحياة امك عليا انا انتي دخلتي لسه دلوقتي
مطت شفتيها الصغيرة بطريقة طفولية وهي تقول :
– معليش يا هيثومه مش هتتكرر تاني
قال لها بتوعد :
– لما اشوف وشك بس حسابك معايا عسير
نظرت له وقالت بميوعة :
– هتعمل ايه يعني
ابتسم وهو يقول :
– هشحنلك بخمسين علشان نتكلم فيديو للتعارف الجاد
ضحكت الاء فضحك هيثم هو الأخر :
– بقيتي كويسة
اومأت بإيجاب فقال وهو بفرك بعينيه بناعس :
– تصبحي علي خير خلي بالك من نفسك
أبتسمت له وقالت :
– أصبح علي وشك
تبسم قائلاً :
-سلام عليكم
اجابته قائلة :
-وعليكم السلام
أغلقت المكالمه فكاد أن يعود للنوم ولكنه سمع صوت أذان الفجر قبل أن يزيح الغطاء عنه معتدلاً بجلسته وهو يستغفر ربه ليذهب الي الصلاة
أتجهت للحمام هي الأخرى وتوضأت لتصلي الفجر فصلته وقرأت قليلا ً بالقرآن واتجهت لغرفتها لتنام مرة اخري
أمسك صبري يدي زوجته فأنتفضت زعراً كحرامي أمسك بيديه الضابط وهي واقفة تختلس النظر من وراء الباب :
-واقفة عندك ليه
أمسكت صدرها قبل أأن تقول :
-بشوف الاء خلصت كلام مع هيثم وصَلت ودخلت تنام
قالت له :
– انا هقوم اصلي انا كمان
قالت له سامية وهي تفرك بذقنها :
-غريبه
أستنكر صبري من ردها البارد معه :
-ايه هو اول مره تشوفيني بصلي
أجابته :
– مش عليك يا ابو هيثم انا قصدي علي الاء ازاي تبقي ولدة مبقلهاش كام يوم وتقدر تصلي
امسك يديها وهو يقول :
-قومي اتوضي وصلي انتي كمان ربنا يهديكي
أنتهي من صلاته في مسجد المشفي فهو في طريقه للغرفه النائم بها بسكن الأطباء أحب أن يذهب ليرى صغيرته فذهب ولكنه لم يكن ليفعل فأنه صعق عندما وجدها …..
أقتربت ممرضة من الصغيرة وهي تحمل حقنه بها عشرة مل من الماغنسيوم أمسكت يد الصغيرة التي أخذت تصرخ بشدة وكأنها تريد أن تنام
وكادت ان تحقنها لولا انه أمسك يديها قائلاً :
– انتي بتعملي ايه
قالت بتلجلج :
– ها مفيش
كادت ان تتركه لتغادر لولا أنه دفعها علي الحائط بقوة ألمتها ومسك يديها بيد واليد الاخري أمسك يديها التي تحمل الحقنه
قائلاً بغضب :
-ايه دي
حاولت أن تفلت قبضته علي رسخها :
-دكتور هيثم سيبني لو سمحت
ضغط علي رسخها اكثر فقال:
-وربنا مانا سيبك غير لما اعرف عاوزة تحقني بنتي بايه
بكت بشدة فقال بنبرة صارمة دبت الرعب بداخلها :
– مش عاوزة تقولي اوك انا هتصل بالبوليس وهو يعرف بطريقته
شحبت بالبكاء وانحت لتقبل يديه ولكنه سرعان ما سحب يديها فقالت :
– ابوس ايديك يا دكتور متبلغش البوليس
قال بغضب وصوت مرتفع أيظ الأطفال فصرخوا :
-اقسم بالله هسجنك لو مقولتيش دي ايه
قالت بدموع معترفة:
-دي حقنة ماغنسيوم
أتسعت حدقة عينيه وقال وهو يكور قبضة يديه بغضب :
-مين اللي قالك تعملي كدا
قالت بدموع قد أنسابت علي وجنتيها :
-معرفش
عندها صفعها هيثم بقوة فوقعت بالارض فأنحني ليمسكها مرة اخري ليصيح بها ويسبها :
-أنطقي يا بنت*** مين اللي قالك اعملي كدا
أنحنت مرة اخري لتقبل يديه قائلة :
-ابوس ايديك يا بيه سيبني امشي وانا اقسم بالله ماهوريلك وشي تاني
ضحك بسخرية وهو يقول :
– انتي فاكره يا روح أمك اني هسيبك بسهولة كدا وانتي عاوزة تموتي بنتي
أبتلعت ريقها فأكمل :
-انا هتصل بالبوليس وهوديكي في ستين داهيه دا
قالت بدموع وترجي :
– لا يا دكتور بلاش البوليس انا عندي عيال
فكر هيثم قليلاً قبل أن يقول :
– هسيبك بس بشرط اعرف مين اللي مسلطك أنك تقتلي بنتي