رواية الجرم الأكبر
_____________( أنت بتتكلم جد جد يا استاذ مروان.. سمر وافقت على زواجنا ؟!!!)
ضحك هاتفًا: اهدى كده احسن عقلك يطير وساعتها نقولك معندناش بنات للجواز يا ابو الفوارس!_ لأ حرام عليك انا ماصدقت توافق.. دي غلبتني! بجد مش عارف اشكرك ازاي يا استاذ مروان!_ اولا بلاش استاذ دي، احنا خلاص هنكون اهل واخوات بإذن الله ..وانا مبسوط إن سمر وافقت لأني فعلا يافارس شايفك إنسان كويس جدا وجدير بيها وهتحافظ عليها.. وعايزك تعرف إنها فعلا بمثابة اخت ليا وانا المسؤل عنها.. يعني لا قدر الله لو حصل اي شيء بينكم هتلاقيني انا قصادك.. اوعي تزعلها ابدا
وان كان على الأتفاقات المادية فأنا……… .
قاطعه فارس: ماتكملش يا مروان.. وطبعا انا بقيت فاهم كويس إنك فعلا معتبر سمر اختك.. واوعدك إني هكون ليها ونعم الزوج والسند بعد ربنا.. انا بحب سمر بجد يامروان.. محدش خطف قلبي كده غيرها.. وعارف إنها يمكن مستغربة لأن تعارفنا قصير.. بس المشاعر ولا بتحتاج زمن ولا معرفة.. هي سهم وبيصيب القلب.. وانا قلبي مبقاش فيه غيرها.. اما الأمور المادية.. فأنا مش محتاج حاجة.. أنا بجهز فيلا صغيرة كده ليا انا وهي وحاتم وهستقل بحياتي معاها ومش محتاج حاجة اكتر من إنها تنور حياتي.. واوعدك إن حاتم هيكون أخ صغير ليا ومش هقصر معاه ابدا..! ثم واصل:
وفي حاجة مهمة لازم اكلمك فيها يامروان!
_ اتكلم يافارس انا سامعك!
أجاب: أنا عارف إنك اشتركت لسمر واخوها في النادي، بدافع من اخوتك ليهم.. بس سمر هتبقي مراتي واي حاجة تخصها بقيت في رقبتي انا..!
ثم اخرج من جيبه شيك صغير: دي قيمة العضوية اللي دفعتها ليهم، وطبعا بديهي إن ده بقي دوري وواجبي.. ولو سمحت تقبل تاخد حقك عشان اكون مرتاح!
لمعة إعجاب ضوت بحدقتي مروان بذاك الفارس الذي حمل نصيبًا وافرًا من اسمه..! حقًا خير رجل حظت به سمر.. وربما أخٍ رُزق هو الأخر به.. فمعرفة أمثال فارس مهما اختلفت شكل العلاقة.. هي رزق!
________________________
فارس: واخيرًا فوزت بمقابلة رسمية من غير رفض وتكشير وتوبيخ من البربسيسة سمر!
_ امال يعني كنت اقابلك واكلمك على أي اساس وصفة! لكن دلوقت………
وصمتت فأكمل هو: دلوقت انتي قاعدة مع خطيبك صح ياسمورة؟!
تخضب وجهها حمرة: لسه مش خطيبي على فكرة.. انا حبيت استوضح منك حاجة مهمة!
_ ولو إني معترض علي نفيك ده ،وزعلني! بس اتفضلي!
هتفت بنبرة لينة: أنا مقصدش ازعلك ولا انا بتدلل يافارس كل قصدي إن…… .
وقاطعها ثانيًا وهو يردد بتلذذ: الله على فارس من شفايفك ..عثل يا ناس!
بلغ منها الخجل مبلغه فهتفت بغضب تواري به خجلها: على فكرة أنا هقوم واما تتكلم جد وتبطل تكسفني ابقي اقعد معاك!
وهمت بالنهوض فهتف سريعا:
خلاص خلاص والله هسكت اهو واسيبك تتكلمي لوحدك.. استهدي بالله بلاش جنان يا استاذة سمر.. حلو الاحترام ده؟؟؟
أخفت ابتسامتها، ولكن ادركها هو من حركة ثغرها، فتغاضى حتى لا يخجلها ثانيًا وتمتم بجدية: اتفضلي ياستي انا سامعك!
استجمعت شجاعتها وهتفت وهي توزع نظراتها حوله وتتحنبه حتى لا يخجلها:
سبب أني اخدت وقتي في التفكير هو خوفي من الفرق اللي بنا في المستوى الاجتماعي.. انا مش محتاجة غير شخص يحبني واستند عليه في ايامي الصعبة.. خوفت اكون بالنسبالك زي حاجة مختلفة عن اللي اتعودت عليه وعايز تجربها وخلاص.. بس الغريب إني كل اما اصلي استخارة لربنا اطمن اكتر وارتاح من ناحيتك، وكأن ربنا بيقولي متخافيش وامشي ناحيته من غير خوف.. لحد ما شوفت رؤيا خلتني اعيش إحساس خلاني طايرة ومبسوطة واتأكدت إنك خير ليا يا فارس.. واتمنى أكون انا كمان خير ليك ..بس فاضل حاجة واحدة مخوفاني!
منحها نظرة متسائلة، فأجابت :
والدتك.. موافقة ليا؟ ومقتنعة؟
أجاب: أولا أنا أسعد انسان في الدنيا بعد كلامك وربنا يقدرني واخليكي دايما مبسوطة وسعيدة.. وبالنسبة للرؤيا طبعا لازم تحكيها ليا عشان اعرف جيتلك فيها ازاي.. لكن بخصوص ماما، أنا هكون صريح معاكي وهقولك بالأول ماوافقتش ولا رحبت بيكي گ اقتراح إنك تكوني زوجة ابنها.. وزيها زي أي أم من وسطها اتمنت لابنها زوجة من نفس المستوى المادي.. وذكرتلي بنات كتير وحاولت تدبسني فعلا في مقابلات معاهم عشان التفت لواحدة منهم وانشغل عنك.. بس خططها فشلت.. لأني وضحتلها بشكل قاطع إني عايزك انتي بالذات.. وان الفرق المادي مش الاساس عندي، ولا هو جوهري اصلا في حالة زواج بين اتنين، خصوصا أن الطرف اللي المفروض يكون متيسر ماديًا هو انا مش انتي، لأن التكفل المادي واجب الزوج مش الزوجة.. لكن لو العكس كان الوضع اختلف تمامًا..ولأنها زي أي أم ياسمر بتتمنى سعادة ولادها قدرت اقنعها. في الأخر.! وواثق إنك مع الوقت هتكسبي حبها ورضاها عنك!
دمعت عيناها رغمًا عنها ، فهتف بقلق:
انتي بتبكي ياسمر؟ طب ليه انا قلت حاجة جرحتك بدون قصد؟ مش انتي اللي طلبتي تعرفي، وانا فضلت اكلمك بصراحة و………
قاطعته بنبرة باكية: لا بالعكس ده انا احترمتك اكتر يافارس واحترمت مامتك كمان، لأن ده الطبيعي، يجوز لو انا مكانها كنت اتصرفت كده.. انا ببكي لأني اتأثرت بدفاعك عني وحسيت قد أيه بتحبني ومتمسك بيا.. وبكايا تقدر تقول بكاء شكر لربنا لأنه غفرلي ورزقني بيك.. أنا كان عندي ذنب بستغفر عنه دايما.. ودلوقت بقيت متأكدة انه اتغفر…
ثم هتفت بنبرة حب صادقة طغت على كل خحل داخلها: أنت نعمة من ربنا يافارس.. واوعدك أكون الزوجة اللي تشرفك وترفع قدرك وتصون عرضك وتحفظ غيبتك وتعينك على الدنيا ونوصل سوا لصحبة الأخرة في الجنة..!
تأملها بحنان وفرحة، ولعن قيده الذي يمنعه عن بثها مشاعره وفرحته بحديثها، فتمتم بخبث: للأسف مش هعرف ارد عليكي دلوقت بالطريقة المناسبة واللي تليق بيكي.. ثم اقترب وأحنى أكتافه للأمام وهو يحوطها بنظرة تقطر عشقًا: بس قريب اوي مافيش حاجة هتمنعني اعمل اللي انا عايزه!
صار الوضع لا يحتمله قلبها، فنهضت هاتفة تهربًا من سيطرة اجتياح مشاعرهما الوليدة معًا:
أنا كده خلصت كل كلامي، وفاضل بس طلب أخير!
اعترض على نهوضها قائلا: انتي وقفتي ليه انا لسه ما خلصتش كلامي على فكرة!
_ لأ خلاص المهم كله اتكلمنا فيه.. وطلبي الأخير.. عايزة منك ترتب بكرة لقاء هنا في النادي مع مامتك لأني محتاجة اكلمها ضروري!
تمتم بقلق: ليه ياسمر عايزاها في أيه، بلغيني اللي محتاحة تقوليه وانا………… ..
قاطعته: لأ… معلش يافارس.. زي ما اطمنت من ناحيتك.. محتاجة اطمن ان والدتك فعلا قابلة وجودي وسطيكم وراضية عني گ زوجة ليك..وشرط أساسي نتكلم لوحدنا بدونك.. وماتقلقش أنا هقدر اقنع والدتك بيا.. وهقدر اطمنها من ناحيتي..! أنا عايزة ادخل في عيلة ع الأقل تكون مامتك متقبلاني من قلبها يافارس.. اما حبها ليا ده هايجي بعدين.. وانا بردوا كفيلة اطور علاقتي بيها.. ومش هتنازل عن إنها تعتبرني في يوم ابنة ليها زي ما انا بتمناها تعوضني عن أمي!
ابتسم ضافت عيناه وهو يتأملها بفخر ورضا وحب ، وتمتم بخفوت:
_ طب ممكن اقولك كلمة أخيرة قبل ماتمشي!
قالت وهي تنهض من أمامه بشكل مثير للضحك وهي تتحرك في طريقها للمغادرة:
والله ما انت قايل حاجة تاني.. أنا مش حمل ده كله اصلا.. خليني امشي عشان انا بقيت شبه محصول الطماطم.. و يدوب اروح اجيب حاتم من مدرسته!
ضحك عاليًا رغمًا عنه وصاح وهو يتابع هرولتها بعد ان وضع سريعا بعض النقود علي الطاولة گ سداد لفاتورة العصير الذي طلبه: طب استني هوصلك لحاتم وهكون مؤدب والله ومش هتكلم تاني.. انتي يابت استني! انتي مركبة عجل في رجلك! يا سمرررر!
______________________
نشأت بذور صداقة بين حسناء وليلي التي مازالت تجهل أنها ضُرتها السابقة.. واحبت كريم وتعلقت به وصارت تلاعبه وتقضي معه الكثير من الوقت، أما حسناء كانت تجهل من هي في أول الأمر.. ولكن مع بعض الحديث من ليلى عن حياتها السابقة وذكرها ساهين وتفاصيل كثيرة، علمت أن تلك هي من كانت زوجته الأولى..وتأكدت أكثر حين استفسرت من ملك وتعجبت داخلها من ضيق الدنيا التي جعلتهما اصدقاء وشبه مقيمون ببيت واحد بشكل مؤقت.. تمعنت بها وادركت كم هي سيدة فاضلة، وضحية لشاهين الذي ظلمهما معًا..ولم توضح قط شخصيتها ليقتربا أكثر، وبوقت ما ستخبرها عن من هي وتتمنى أن لا تحدث فجوة بينهما وان تنمو بذور صداقتهم ويكونا حقًا اصدقاء دون قيود أو خبايا..!
______________________
هي طنت ليلى هتيجي بكره؟
أومأت حسناء برأسها مرددة: أيوة يا كيمو.. هو انت بتحبها أوي كده؟
_ ايوة لأنها طيبة وحنينة وبتحب تلاعبني وبتحيبلي شيكولاتة دايما.. ثم هتف ببراءة: بس انا والله يا ماما بحبها من غير الشيكولاتة عادي”
ضحكت لبراءته: عارفة ياحبيبي وهي اصلا تتحب!
دثرته جوارها لينام، لكنه فاجأها بسؤله: عمو غسان أمتى راجع بقي يا ماما وحشني!
تنهدت بحزن وتمتمت: معلش ياحبيبي قريب هنكون سوا.. هو عنده شغل واضطر يسافر..!
بدا علي ملامحه التوتر وهتف بتلعثم:
ماما… هو عمو غسان مسافر زي بابا ساهين ومس هشوفوا..
دبت على صدرها وهتفت سريعا: بعد الشر!
ثم تداركت أمرها: لا ياكريم بابا شاهين بعيد اوي صعب نشوفه تاني.. لكن عمو غسان موجود ربنا يحفظه لينا.. وأوعدك قريب هنكون تاني وهتكون مبسوط..! ويلا بقى نام عشان الوقت اتأخر أوي!
أطاعها واحتضنها بذراعه الصغيرة وغفى بعد دقائق قصيرة.. فاستندت بظهرها وحررت عبرات حبيسة حزنًا وندمًا وشوقًا لزوجها الذي لم تجد منه سوى الهير والحب والحنان، فكان جزاءه منها مافعلت.. هي المسؤلة الوحيدة عن تعاسة ثلاثتهم.. ويجب عليها إعادته مرة أخرى ..حتمًا ستفعل..!
أما ليلى فآن الآوان كي تكشف لها حقيقتها في الماضي حتى تتخلص من ذاك الغبء.. فهي لا تريد أن تخسرها بعد أن ذاقت حلاوة صداقتهما الوليدة وباتت ليلي لها شخص قريب وغالي على قلبها.. فلتوضح لها الأمور مبكرا.. هذا افضل لكليهما..!
______________
باليوم التالي!
بإحدى الأطراف الهادئة في النادي.. جلست سمر مقابل السيدة صفاء والتي هتفت بذوق نم عن طيب أصلها وفهمها للتقاليد والأصول رغم كل شيء:
أنا المفروض كنت هجيلك انا وفارس ومريم ونطلب أيدك رسمي من استاذ مروان.. بس ابني قال إنك عايزة تكلميني ضروري قبلها.. خير ياسمر؟
كانت بالفعل يؤذيها شعور أنها هي من طلبت تحادثها، وانها گ أي عروس هي من يسعى إليها اهل زوجها المنتظر، ولكنها تغاضت عن. تلك الوشاية الشريرة من عقلها بأنه لا يصح.. وبكلمات السيدة صفاء، شعرت بالراحة، فعلى الأقل السيدة عززتها بتلك الكلمات البسيطة، وهتفت بتهذيب جم:
أنا عارفة إن حضرتك اهل الأصول والذوق كله.. واني وسطيكم هكون معززة مكرمة.. بس انا حبيت ابتدي علاقتي بيكي بشكل تاني.. انا عارفة إن حضرتك رفضيني في البداية، ويمكن لسه مش مقتنعة لحد دلوقت أني مناسبة لأبنك، لكن عايزة تسعديه گ أم..!
صمتت السيدة صفاء ولم تتحدث، فأن تحادثها بذوق شيء.. وان تنافقها بالنوافقة النابعة من القلب والعقل شيئًا أخر بحساباتها.. فواصلت سمر:
زي ماحضرتك شايفة.. أنا بنت بسيطة جدا وخالي متواضع جدا جدا.. ولولا إن استاذ مروان زوج صاحبتي هو اللي اتكفل بعضوية النادي ده، كان مستحيل ادخله ابدا..!
عقدت السيدة حاجبيها باندهاش واستنكار لم تخفيه..كيف زوج الصديقة يتكفل بهذا ولماذا؟!!!
فقالت سمر: ليكي حق تستغربي طبعًا..وعشان كده حابة حضرتك تتحمليني شوية وتسمعيني.. وتعرفي انا مين وعملت ايه واخطأت في ايه. واني مش ملاك بس مش شيطان.. وان الحاجة وضيق الحال كانوا سبب اللي عملته!
وبدأت استرسالها بشجاعة وصدق.. لن تخفي عنها شيء.. منذ تحملها بوقت مبكر مسؤلية شقيقها، ثم حادثته التي جعلته يفقد المشي لفترة.. ثم تعرفها حينها بشاهين، واتفافها المخجل بخداع مروان واخذ معرضه بالكذب والاحتيال.. حتى انتهت إلى كيف أصبحت علاقتها بمروان ذاك الرجل الطيب الذي غفر لها ومنحها مكانة الشقيقة هي وحاتم! قصت كل شيء حتى ترددها بقبول فارس لخوفها من عدم التكافؤ بينهما.. ولكن لم يكن بحسبانها قط.. ان تنموا داخلها تلك المشاعر القوية تجاه فارس.. وانها اصبحت تتمناه زوجًا لها.. كمان تتمنى ان تنال شرف أن تكون ابنة لها وليست زوجة الأبن..!
منذ اللحطات الأولى لجلستها معها.. وعيناها تقيمها گ عروس لابنها، وبالفعل لم تعدم سمر شطر وافر جدا من الجمال والملامح الهادئة الناعمة.. أما الشخصية ذاتها بدأت بنيل بإعجابها من أول حديثها عن الرغبة في المصارحة والتقارب گ ابنة لها وليس زوحة ابن! كونها تفصح عن كل خباياها بتلك الصراحة المفرطة.. لا يدل هذا سوى على نقاء روحها التي أرادت أن تبدأ صفحتها معهم بيضاء خالية من أي خفايا.. وكم تنحني داخلها إجلالًا لذكائها.. هي استطاعت كسب إعجابها ورضاها وبركتها عن تلك الزيجة بالفعل.. وعلى مايبدو أن وفارس كان محقًا بتمسكه بها ورؤية ما لم تستطع هي رؤيته..!
سمر فتاة صالحة وستكون زوجة أيضًا كذلك!
وبينما السيدة صامتة تتأملها، بدا على سمر التوتر من صمتها.. فاجأتها صفاء بالنهوض لمنحها عناق دافيء عبرت به عن تقبلها گ زوجة لفارس.. وابرمت اتفاقًا جديدًا ..سمر ستكون گ مريم ابنتها.. ودعى قلبها لهما بالتوفيق! فماذا تحتاجة هي أكثر من سعادة أولادها؟!!
__________________________
_ مروان، تعالي خد بالك من يامن ، علي ما اغسل البيبرونة واجيب باكيت البامبرز الجديد”
اتي إليها وألقى نظرة على صغيره: وهتسيبي الواد عريان كده قدامي؟
_ معلش ما انت ابوه مش غريب!
…………
انحنى مروان يداعب يامن الذي صار يضحك ويحرك قدمية ويديه متفاعلا مع حركات أبيه المضحكة، وفجأة فعل شيء جعل الأخير يصرخ:
الحقيني يا ملك.. ابنك عمل بيبي في وشي??
أتت مسرعة على صراخه، وما أن ابصرت هيئته الممتعضة من ” تبول” الصغير، حتى جلجلت ضحكاتها وتراخت قدميها ارضا : خلاص مش قاردة شكلك يموت من الضحك.. اخيرا دوقت مقلب من مقالب ابنك.. انا لو حكيتلك على نوادره هتتبرى منه! واستمرت تضحك دون سيطرة!
فاستفزته: انتي بتضحكي؟! بقى انا “مروان امين” رجل الاعمال المخضرم.. يتعمل في وشي بيبي ?
ماشي يا ملك هوريكي انتي وابنك!
وتركها ليغتسل، وظلت هي تضحك وهي تنظف الصغير وتبدل ملابسه وتطعمه!
……………………
بعد أن نام الصغير، ذهبت لمروان الواقف قرب النافذة يتصنع العبوس واحاطت عنقه: أنت لسه زعلان يا ميرو؟
لم يجيبها حتى ينهل من فيض دلالها وحنانها الذي يعشقه، فهتفت بقلق: انت بجد زعلان من يامن؟ ده تصرف طبيعي وياما عمل معايا كده!
رمقها بغيظ: وانتي اتعمدتي تسيبيه كده عشان يعملها صح؟
تذكرت ثانيًا مظهره، فلم تتمالك نفسها وضحكت!
ورغم حنقه المصطنع، إلا إنه بالحقيقة كان مستمتعا بضحكاتها متأملا وجهها وتفاصيله، فتمتم وهو يضم خصرها أكثر: بقيتي شقية، متأكد إنك قصدتي المقلب ده..!
هزت رأسها ببراءة دون التفوه بشيء، فرفع حاجبيه تعجبا: بقى كده يا ملك؟!!”
طب اتفضلي صلحي غلطتك وصالحني!
شبت على اصابع قدميها ولثمت وجنتيه برقة، فقال بغير رضا: أنتي بتصالحي ابن اخوكي؟؟؟؟
ابتسمت وابتعدت قليلا، ثم نزعت روب قميصها الزهري القصير جدا، فطافت عيناه بنهم على هيئتها المهلكة، فاقترب وانعدمت المسافة بينهما:
أيوة بقى كده الليلة تحلو.. وشكلنا هنقول كلام زي الفل!