لعنة العادات |للكاتبة بسمة مجدي
_ الفصل الثاني _
_ زائر _
بعد مرور 10 أعوام
تسللت بحذر الي الغرفة وهي تضحك بخفوت من فعلتها رفعت بصرها لتصدم بكونه مستيقظ يطالعها باستمتاع وهو يدعي الحزم قائلا :
– لماذا تتسللين كالسارق يا مريم ؟!
لتجيبه بخوف وهي تطالعه ببراءة بأعينها الدامعة :
– لقد رأيت حلماً سيئاً يا أبي وانا خائفة من النوم وحدي أيمكنني النوم بجانبك اليوم فقط ؟!.
يالله كم تأسره ببراءتها المحببة لقلبه ليهتف بحنان :
– هيا صغيرتي اصعدي بجواري فليس هناك حلماً سيئاً قد يراودك بين احضان والدك !
لتبتسم بسعادة وتصعد بجانبه وهي تدس نفسها بأحضانه كالقطط ليبتسم بحب وهو يربت علي خصلاتها السوداء الطويلة كسواد الليل ، غفت بين أحضانه كعادتها منذ ولادتها تلك الصغيرة المتعلقة به لينظر لزوجته النائمة بجواره بحب وهو يدعو الله ان يحفظ له كلاهما……
استيقظ صباحاً علي ملمس قبلات ناعمة رقيقة فادرك صاحبها ليهتف بنوم :
– مريم اتركيني انام قليلا فاليوم عطلتي…
لتجيبه بتذمر طفولي :
– اجل أبي اليوم عطلتك وانت وعدتني بأن تقضي اليوم بأكمله معي وانا لن افوت ثانية في هذا اليوم !
ابتسم وهو مغمض العينين ثم نهض فجأة ليحملها وهو يقبل وجنتيها ويدغدغها بمرح قائلاً :
– صغيرتي الشقية التي لا تكف عن العبث لا ترغب بتضييع ثانية واحده أليس كذلك ؟!
لتضحك بمرح ويخرج من الغرفة وهو يحملها ليقابله وجهه زوجته العابس قائلة :
– كنت قادمة لإيقاظك لكن سبقتي مدللة أبيها كالعادة…
ليميل يقبل وجنتها باسترضاء وهو يهتف بحب :
– ولكنك ستبقين مدللتي الاولي يا عزيزتي …
لتبتسم بخجل وهي تقول :
– حسناً يكفي حديثاً الان هيا اجلس لتتناول فطورك !
ليجلسوا وكعادته يجعل صغيرته “مريم” تجلس علي ركبتيه ويطعمها بنفسه لتهتف زوجته ” أميرة ” :
– عزيزي كنت أرغب بالذهاب لأمي اليوم وربما ابيت لبضع ليالي فقد علمت أنها مريضة …
ليجبيها بنبرته الرزينة :
– حسناً… يمكن الذهاب أميرة ، ولا تنسي ان تبلغي سلامي لوالدتك وأتمني لها الشفاء العاجل …
انتهت من طعامها ، لتنهض وتهتف :
– هيا بنا صغيرتي مريم لتغيري ثيابك لنذهب لجدتك !
لتتذمر ” مريم ” وتنفي برأسها وهي تتشبث بوالدها قائلة بعبوس :
– لا ارغب بالذهاب الي جدتي اود البقاء مع أبي !
– لا مريم اتركي ابوكي وشأنه اليوم…
لتدس رأسها بأحضان والدها ليربت علي خصلاتها قائلاً بابتسامة حنونة :
– لا مشكلة يا أميرة اتركيها فانا ارغب بقضاء بعض الوقت مع صغيرتي الشقية !
لتجيبه بحنق يظهر غيرتها :
– عن اي وقت تتحدث يا خالد فانت منذ ولدت مريم لا اذكر انك تركتها للحظة حتي الان انت فقط من تطعمها وتحممها وحتي تغير لها ثيابها بل وتنام بجوارك أيضاً !
ليتفهم غيرتها فهو يعترف انه أهملها كثيراً ليقبل صغيرته بحنان قائلا :
– صغيرتي اذهبي لغرفتك واللعبي بألعابك وانتظريني…
لتومأ بابتسامة ، لتهرع لغرفتها ، التفت لزوجته الغاضبة ليضمها لأحضانه رغم رفضها قائلاً بحب :
– عزيزتي انتي تعلمين جيداً كم عانينا للإنجاب ومريم كانت عوض الله لنا لذلك أنا ادللها ادري اني اصبحت اهملك كثيراً ولكني أعدك ان اعوضك الايام القادمة
استسلمت لدفيء احضانه وهي تهمس بخفوت :
– انا أعلم يا حبيبي انها طفلتك ومدللتك وانا أيضاً احبها فهي ابنتي علي الرغم من كونها اقرب اليك ولكني أغااار… أغار فانت عودتني علي الاهتمام والدلال فلا اطيق ان تأخذه غيري حتي لو كانت ابنتي…
ليبتسم بحب ويقول :
– اعلم ذلك عزيزتي اعلم ولكنك لا تعلمين اني اعشق مريم لأنها جزء منك نعم تشبهني كثيراً لكنها تشبهك ايضاً !
لتبتسم من قدرته علي مراضاتها فزوجها يمتلك قلباً حنوناً ودائماً ما يغمرها بحنانه وعطفه لتخرج من أحضانه وهي تهتف بهدوء :
– لقد تأخرت علي أمي سأذهب لأبدل ثيابي…
ليومأ لها بهدوء فتدلف لتغير ثيابها ، غادرت زوجته بعد قليل ليقضي يومه وهو يلعب مع صغيرته استمع لصوت ضحكاتها العالية وهو يحملها ليدور بها كأنها ألحان يرفرف لها قلبه فرحاً عندما تبتسم وتضحك ليقطع سعادتهم جرس الباب لينزل صغيرته ويفتح الباب ، ليجد امه تدلف وهو ترمق ابنته بسخط كعادتها فهي لم تحبها حتي الأن ليأمر صغيرته بالانصراف لغرفتها بهدوء قبل ان ترميها امه بكلمة تحزنها ، جلس بجوار والدته وهو يهتف بابتسامة :
– اشتقتك يا أمي…لقد أسعدتني بزيارتك
لتجيبه بلوم :
– اذا كنت قد اشتقت الي كما تزعم لكنت قدمت لرؤيتي…
ليتنهد بعمق وهو يهتف بضيق :
– انت تعلمين جيدا سبب عدم مجيئ يا أمي انتي لا ترغبين برؤية طفلتي وانا لن ادخل منزلك بدونها !
لتجيبه بتوتر وحزن زائف :
– يا بني انا لا اكرها فهي ابنه ولدي في النهاية لكنها فتاة شقية ولا تكف علي تخريب اشيائي لذلك اطلب منك عدم إحضارها !
ليضغط علي كفه بقوة كي لا يصرخ علي أمه فهو يدري انها تكذب فهي تكره صغيرته بشدة ودائماً ما تؤذيها او تضربها لأتفه الأسباب ولذلك قاطعها وتوقف عن زيارتها ليقول بحنق :
– امي توقفي عن ذلك انتي تعلمين جيداً ان مريم بالفعل شقية لكن حين أطلب منها الجلوس وعدم إثارة الشغب تفعل وتعلمين انها لا تعصي لي امراً بل مريم طفلة مطيعة جداا !
لتهتف بمكر وهي تبتسم :
– لا انت مخطئ انا احبها ولأثبت لك ذلك انا جئت اليوم لمصلحتها ليس الا !
قطب جبينه باستغراب فما الذي قد تأتي به أمه بخير لمصلحة ابنته ليقول بحيرة :
– لا أفهمك مصلحة ماذا ؟!
لتجيبه بخفوت وخبث :
– اسمعني جيداً يا بني ابنتك فائقة الجمال وقد بلغت العاشرة من عمرها وهذا الزمن كثرت فيه الفتن لذلك اود الحفاظ علي ابنتك…
لم يفهم ما تود الوصل اليه ليقول بعفوية :
– ولكن مريم لا تخرج من المنزل سوي لمدرستها انا اوصلها واحضرها بنفسي ولا تخرج من المنزل بدوني !
لتزم شفتيها وتقول بصراحه مطلقة :
– انا لا أقصد ذلك يا بني أقصد انه يجب عليك ان تجري لها ختان ……… !
#يتبع….
#لعنة_العادات
#بسمة_مجدي