أحببت الوريث
<<أحببتُ الوريث>>❤
الباب الحادي عشر:-
############
فتح عينيه ،ثم نظر لعينيها ، رفعت عينيها الى عينيه فأستجمعت شجاعتها…هو كان ينتظر ان تبادله الكلمة..ام ان مشاعرها التي بادلتها له كانت خدعه!!
الاء بجمود: وانا مش بحبك….
نظر لعينيها بعينيه الصادقة …اما هى كانت خائنة للمشاعر…تحبه لكن كرامتها فوق كل شيء ،ابتعد عنها بهدوء ونظر لعينيها بجدية ،وعلامات الاستفهام في عينيه!!!! ،اكملت: انا مش غبية عشان ابادلك نفس الكلمة…فاكر بعد ماقسيت عليا اكتر منهم انا هحبك!!…وكمان هعترف!…بأي منطق عايزني اعترف بحبي ليك وانت اتعاملت معايا بقسوة اكتر منهم….انا عمري ما هنسى اللي عملته فيا وعمري ….
وريث مقاطعاً: عملت فيكي ايه؟
الاء بجدية: انت عارف عملت فيا ايه كويس يا استاذ وريث العمار ،وماتتوقعش مني اني هقولها في يوم.
ثم تركته وخرجت من غرفة المكتب بضيق ،بينما هو واقفاً في مكانه يحاول ان يقنع نفسه بما حدث الان….لقد ضغط على كبريائه كي يعبر لها عن مشاعره ،بادلته القسوة وكأنها ترد عليه…بل جرحته اكثر مما جرحها في السابق!!
#########################
وفي صباح اليوم التالي:
في قصر العمار:
في غرفة علاء:
طرقت والدته الباب ثم دخلت ،رأته واقفاً بضيق وفي يده حقيبته التي بها ملابسه…نظرت للحقيبة بتعجب!..ثم نظرت له.
والدته بتعجب: على فين؟…وايه الشنطة دي!
علاء بجدية: مابقاش ليا مكان هنا….مش البيه عمل اللي هو عايزه.
والدته بضيق: علاء..اخوك ملهوش دعوة.
علاء بضيق: كل حاجة بتاعته هو و….
والدته مقاطعة بضيق: سيب الشنطة…دة فرح اختك انهاردة..المعازيم هتقول علينا ايه!!
علاء باختناق: دة اللي بتفكري فيه منظرنا اودام الناس وبس!!
والدته بضيق: سيب الشنطة… احضر فرح اختك ،وبعد كدة نشوف حكاية السفر دي.
نظر للناحية الاخرى بضيق ثم ترك الحقيبة ،وخرجت والدته.
#########################
وفي المساء:
في حديقة قصر عز:
كان المعازيم جميعهم واقفين…وكانت هناك ( سجادة) من اللون الاحمر يسير عليها وريث وفي يده شقيقته …بعينيه البنية الجافة ،ملامحه الجامدة ، بصدره العريض ،وحلته السوداء ،بشعره البني ،وبجواره شقيقته..بفستانها الابيض، ….وصل امام أمير بحلته السوداء والابتسامة الخفيفة على ملامحه الجدية ،ثم اعطاه شقيقته ،وذهب أمير وياسمين معاً ناحية اماكنهم وخلفهم المعازيم ،اما هو واقفاً في مكانه…ثابتاً ،بملامحه الجادة …لا يشعر بسعادة…لايشعر بدقات قلبه…لا يشعر بأي شيء ،يكفي ما تعرض له اليوم حتى يؤثر اكثر في شخصيته…الشيء الوحيد الذي كان يظنه ان قلبه على قيد الحياة ،لكنها جرحته بخنجر مسموم …يتذكر الان قولها” انا مش بحبك” ،ثم جاء اليه عماد.
عماد بجدية: وريث..وريث…..
نظر له بجمود ، واكمل بمزاح: مالك؟…شكلك بقا غريب!
وريث بجمود: مفيش.
ثم نظر امامه بجمود وثبات.
عماد بابتسامة هادئة: بصراحة الفرح مبهج جداً…وكلاسيكي..اجمل ليلة في العمر.
وبعدما انهى كلماته ابتسم بهدوء.
وريث وهو ناظراً امامه بخفوض: اه…اجمل ليلة.
ثم نظر له عماد…ولاحظ ما هو عليه صديقه.
عماد بتعجب: انت بتروح فين؟!
وريث بجدية: عندي مشوار مهم .
ورحل ،نظر له عماد بتعجب.
عماد بتعجب: ماله دة!!!
#########################
على الجانب الأخر:
كانت الاء واقفة ذات الاعين البندقية الواسعة بملامحها الطفولية ،واحمر الشفاه الذي على شفتيها ،لم تضع شيئاً من مساحيق التجميل سوى هذا فقط ،بفستانها البنفسجي والساري من كتفيها بشكل مميز من الخلف ،بحجابها واقفة والابتسامة على ملامحها، بينما هو كان يسير فنظر لها يا لها من جميلة الملامح …لكن ما خفى كان أعظم ،لم تبتعد نظراته عنها عندما وقف في مكانه ،ثم جاء اليها شاب في سن ٢٤ بابتسامة هادئة فبادلته الابتسامة …ووريث ناظراً لهم بغضب…كيف تبادله الابتسامة!!..ثم جاء اليهم سريعاً..وازاحه بيده اليمنى القوية على صدر ذلك الشاب بكل غيرة وغضب .
وريث بغضب: ياريت تحترم نفسك.
الشاب مدافعاً عن نفسه: وانا عملت ايه؟!
اقترب وريث منه بغضب وعينه بعينين الشاب كالصقر.
وريث بضيق مكتوم: امشي.
الاء بضيق: وريث كفاية.
وريث بضيق: اسكتي.
ثم نظر للشاب بغضب ،ولم ينطق بكلمة اخرى ، ثم امسكها من معصم يدها بعنف وجرها خلفه وهى تحاول ان تجذب يدها من يده.
الاء مسرعة بضيق: ااه.. سيب ايدي.
جذبها خلفه بغضب والشاب ناظراً لهم ..حتى اختفوا عن الانظار ،وصل الى الحديقة بعنف الخلفية التي لا يوجد بها احد…وجذبها من معصمها كي تكون امامه.
الاء بضيق: انت قليل الذوق.
وريث بغضب: ماتتكلميش….
صوته الرجولي جعلها تصمت وتنظر له ،وكاد ان يضع يده عليها…
وريث بغضب: تحترمي نفسك انك متجوزة عشان….
ازالت يده سريعاً بعنف قبل ان تلمسها، ونظرت له بضيق ثم نظر لفعلتها ،ثم امسك سريعاً يديها وكبلهما خلف ظهرها بعنف ،وهو ناظراً لعينيها بغضب…انفاسهم تتعانق بغضب ،وعينين كلاً منهم لم تفارق الاخر.
#########################
في الحديقة الامامية:
كان أمير جالساً وبجواره ياسمين..ثم باركت لهما رؤى ونزلت على السلم ..ورأت عماد وهو واقفاً واتياً لها…ابتمسمت بخجل ثم نظرت للأرض.
رؤى بابتسامة: نورت…يافندم.
عماد بهدوء: دة نورك…بصراحة في كلام حابب اقوله لو مش هزعجك.
رؤى بهدوء: اتفضل.
عماد بابتسامة: طب نقعد الاول.
بادلته الابتسامة بهدوء ..ثم ذهبت معه.
#########################
في الحديقة الخلفية:
وريث بضيق: لتاني مرة بقولهالك…تحترمي نفسك عشان ممدش ايدي عليكي.
الاء بحزن: ما انت عملتها مرتين ،تقدر تعملها الف مرة.
وريث بغضب: اعمل اللي انا عايزه مش انت اللي هتراجعيني..غبية.
الاء بهدوء: المغرور الغبي…
نظر لعينيها بغضب وفي عينيه البركان ،فأكملت بابتسامة ساخرة: مش دة اسمك ؟ ولا انا غلطانة…يا “وريث العمار”!!
وضع يده في رقبتها فالتصقت رأسها بالحائط وهى ناظرة للأعلى …وهو ناظراً لها بغضب.
وريث بضيق: مراتي…نفيتي دة لكن مش هعمل فيكي حاجة ،اعترفتلك بمشاعري…ونفيتي بردو مش هعمل فيكي حاجة….لكن توقفي مع واحد غيري… وتبادليه نفس الابتسامة يبقا اقتلك وسعتها مش هيمني… بنت الوزير او الوزير نفسه.
ثم ازال يده بغضب ،فأخذت انفاسها بهدوء ونظرت لعينيه.
الاء بجدية: وانت فاكرني اني هحبك من الاساس!!…انا بكرهك.
بادلها نفس نظرات الغضب والقسوة.
وريث بجدية: وانا كمان بكرهك.
كلمتين جعلت بينهما مايسمى ب” خيانة مشاعر” ،تنتظر ان يقول لها احبك بعد تلك الكلمة! ..حمقاء.
الاء بجدية: خلاص طلقني.
اقترب منها حتى اصبحت انفاسها تعانق انفاسه وهو ناظراً لعينيها بقسوة.
وريث بغضب: دة في احلامك…محدش هيقدر ياخدك مني.
ثم اخرج من جيبه منديل واعطاه لها بغضب.
وريث بضيق: امسحي..دة.
نظرت الى ما أشار اليها بعينيه.
الاء بعند: لا…عايزني امسحه ليه؟
وريث بضيق: مش راجل…عشان تحطي دة ..انا مش غبي.
ابتسمت بسخرية وكتمت ضحكتها، ثم نظرت للأرض…نظر لها بضيق ،ثم نظرت له.
الاء بسخرية: ماتقولش الكلام دة عشان مش لايق عليك.
صفعة على وجهها ..لم يخرج صوت بعدها ،كانت صفعة قوية ..جعلتها تميل للناحية الاخرى ،ثم اخذت شجاعتها لتقف من جديد…هى لن تنتحني له!!
الاء بسخرية: مش قولتلك انها مش هتليق عليك.
جذبها من يدها بغضب خلفه ..حتى وصل الى سيارته وركب كلاً منهم وذهبوا.
#########################في قصر العمار:
في غوغل وريث والاء:
دخل الغرفة ثم القاها وارتمت على الارض ،ثم تأوهت ونظرت له.
وريث بضيق: مفيش خروج من الاوضة…ولما ارجعلك …ماتطلبيش مني الرحمة.
ثم أغلق الباب بقوة ،نهضت سريعاً واخذت تطرق على الباب.
الاء مسرعة بحزن: لا…استني…افتح الباب.
لكنه لم ينصت لها أغلق الباب بالمفتاح وذهب بضيق.
#########################
في الحديقة الامامية:
جالسين على مقاعد الطاولة.
عماد بجدية: شوفي انا مش عارف ابدأ ازاي….بصراحة اول مرة اتحط في الموقف دة…احم احم… ااا…
وكاد ان يتحدث قاطعه صوت والدة رؤى.
والدة رؤى : رؤى..تعالي عايزاكي لحظة.
نظرت لها رؤى ثم نهضت.
رؤى بجدية: عن اذنك.
اومأ برأسه كي تذهب ،ثم سمع صوت رنين هاتفه..امسكه ثم فتح المكالمة.
المتحدث: ها؟…الموضوع خلص؟
عماد بخبث: متقلقش هيخلص…انا لسة في الاول.
المتحدث: اتكلم واخلص…عايزين ندخل في الموضوع..انا لازم أئذيه عن طريق اخته.
عماد بخبث: ثق فيا…انا فاهم بعمل ايه.
ثم اغلق الهاتف عندما جائت اليه ،وجلست امامه بابتسامة بريئة بادلها الابتسامة بخبث الى مايدبر له و….
#########################
في الصعيد:
امام الدوار:
وصل وريث بسيارته ثم نزل منها …وتقدم الخطوات بحلته السوداء ..بعينيه القاسية ..فجاء اليه جده وعانقه ولم يبادله وريث العناق …ثم ابتعد عنه جده.
جده بابتسامة: إتأخرت كَتير؟
وريث بجمود:المهم اني جيت.
جده بجدية: تعال…تعال…العروسة فوج.
نظر وريث امامه بجمود وفي عينيه الضيق.
#########################
Flach back:
##########
في الدوار:
وريث بضيق: انا موافق.
وقف جده بضيق.
جده بضيق: يعني ايه مش موافج؟!…وهو دة حرية…دة أمر.
وريث بضيق: انا مش هعمل حاجة غصب عني.
جده بضيق: لكن دي كلمتي…وانت لازم تتچوز..من بلدياتنا..ودة امري…ولو رفضت كده انت….
وريث بضيق: عارف…لكن انا مش موافق ولا هوافق.
جده بضيق: لاول مره عم تتحدت في حاچة انا عاوزك تعملها.
وقف وريث بضيق وفي عقله تشويش كبير…تذكر عندما اعترف بحبه لآلاء رغم ذلك رفضت حبه…وهو الان امام جده يجب ان يستمع لأمره…لكنه يفكر ان يستقبل الزواج ليس تحت امر جده…بل لرغبته في رد مافعلته به الاء …كسرت قلبه وحطمته امام عينه…يريد ان يرده لها…يرد لها قسوتها في عندما قالت لا أحبك..سيعلمها الان التربية وكيف تخون مشاعرها تجاهه ،اصبح على ملامح الجمود مصطحباً بالخبث .
وريث بجمود: خلاص انا موافق…مش عشان انا تحت الامر…عشان انا عايز كدة.
#########################
نعود للوقت الحالي*******
دخل وريث الدوار ثم صعد الدرج ووصل امام الغرفة …ثم وضع يده على المقبض وفتح الباب…نظر لها رآها جالسة على الاريكة بفستانها الابيض..نظرت له الى ذلك الوسيم ،نظر لها وكل خطوة يأتي اليها يرتجف قلبها!!..كأن كل خطوة تجعل قلبها يدق اليه!!
#########################
بقلم: فاطمة رأفت