عصفورة تحدت صقر /للكاتبه فاطمه رزق
عصفورة تحدت صقر /للكاتبه فاطمه رزق
الفصل الاول :
ازداد صوت الصراخ والعويل فى ارجاء القصر ، حتى صار الصوت أشبه بصوت مذبحه دامية …
من إحدى الغرف كان شق باب يظهر منه عينان صغيرتان تشاهد كل ما يجدث برعب ..
صرخت تلك السيده التى كانت مسجاه على الأرض وبدأت تحاول الزحف حتى تصل الى الرجل الذى كان يتجمع حوله عدد مهول من الحرس ، ويكبلون حركته ، وحين إقتربت منه أمسكها حارسان بقوه
فصاحت فى الرجلان بأعلى صوتها :
-سيبونى أروح لجوزى سيبووونى
نظر لها ذاك الرجل الذى كان يوجه المسدس نحو زوجها ، وهدر بها بنبرة غاضبة :
-مش دا جوزك حبيبك برضوه !!! أنا هعلمك إزاي تسيبينى وتروحيله …
أعطاه احدى رجاله سكين كبير ، وحاد ، وثبته خمس رجال على الأرض بقوه حتى لا يتحرك
فقال زوجها وهو ينظر له بكل كـره :
-طيب إقتلنى أنا بس يا معتز ، و سيب نوران وصهيب أرجوك
قهقه معتز وقال بنبره تهكميه :
-هـه أرجوك !! متتصورش كان نفسى تقولهالى قد ايه ، كان نفسى أشوفك مذلول قدامى ، بس لو مراتك رضيت تتجوزنى من بعدك مش هقتلها …
لم يمهله أن ينطق كلمة أخرى حتى إستقرت السكين فى رقبته وبات يذبحه كما الخراف ،،،،
صرخت نوران وهى ترى زوجها يذبح أمامها ودمه قد بات يجرى على الأرض كما يجرى الماء فى النهر :
-جلااااااااااااااال
أفاق الشاب من نومه ، وقد اختفت الدماء من وجهه ، وشحب لون بشرته حتى صار كما الأشباح ، وأخذ يتنفس بصعوبه شديدة ، تناول كوب الماء الذى على الطاولة بجانبة وإرتشف منـه رشفتان وأخذ يردد :
-إهدى يا صهيب محصلش حاجة ده كابوس بس ، إهدى
فجأه إنتبه الى الهاتف الذى يرن بجانبه ، أمسك الهاتف ونظر الى الإسم ومن ثم …
صهيب بنبرة محتقنة ، بعد أن ضغط على زر الإيجاب :
-ألـو
أجاب المتصل من الجانب الآخر :
-صهيب انت لسا نايم ! أول مره تتأخر فى النوم كده !!
-بيجاد أنا مش جاى الشغل
النهارده ، مشّى إنت الشغل لوحدك …
أردف بها صهيب ، بنبرة هادئة ، وهو يعبث بشعره …
بيجاد بنبرة محتجة :
-إنت بتهزر يا صهيب النهارده مينفعش ..
قاطعه صهيب ، بنبره غضب :
-أنا قولت مش جاى ، ومش عاوزه نقاش انت عارف انا بتدايق من النقاش ازاي !!!
زفر بيجاد بضيق قبل أن يتشدق بـ :
-طيب المهم المندوبين الى جاين من …
صهيب مقاطعا ، بنبرة حادة :
-لو قولت المندوبين الإسترالين أنا قسما بالله هزعلك ، عشان انا قولتلك مليون مرة إنى مش هتعامل معاهم …
-يا صهيب إفهمنى بس ، دا هجيب ضرر لينا إحنا كمان …
هدر بها بيجاد بنفاذ صبر :
-نخسر مش مهم يا بيجاد بس عشان تعرف مش احنا الى هنخسر هما الى هيخسروا عشان إحنا رفضنا التعاقد معاهم ، وقفل على الموضوع ده ولما يجوا متقابلهمش أتاه صوت بيجاد هاتفياً ، بنبرة ممتعضة :
-حاضر يا صهيب عاوز حاجه !!
-لا غور يلا
ضغط على زر انهاء المكالمه قبل أن يسمع دراً إضافياً ، وألقى الهاتف من يده على الفراش ، ووضع إحدى يداه على شعر رأسه وهو يرجعه للخلف يكاد يقتلعه من جذوره ، ثم وقف وسار متجهاً الى الحمام ..
……………………..
صهيب ، شاب وسيم يبلغ من العمر 25 حولاً ..
شاب ذو عينين بنيتين ، وبشره سمراء ، وشعر مسترسل بنفس لون عينيه ، صهيب شابٌ غابت ضحكته فى الطفوله ، وطيف ضحكاته هى من تغازله بين الحين والآخر ، بينما لا تجرأ الضحكه ان تمر على شفتيه .. تعلم منذ الطفوله أن الصرامهة والقسوة هى ما يستحقه البشر ، ليس إلا ، فليس هناك بشريّ صادق ، وبالأخص “النساء” فقد ترعرع على كرههم والحقد عليهم جميعاً ، لذا فهو شاب عنصري بطبيعته
……………………..
فى إحدى جامعات مدينه القاهره ،،،،،
خرجت فتاه من بوابه الجامعه وهى تنظر بالأوراق التى معها فى يدها ، فاجئتها احدى الفتيات تركض من خلفها هاتفه :
-جـــویریة !
استدارت جويرية لها وحدجتها بنظرات غير راضيه وإنتظرت حتى صارت الفتاه الأخرى بمحاذاتها ثم قالت بنبره محتقنه :
-نيرة انا كام مره اقولك بلاش تندهيلى بصوت عالى فى الشارع !
زاغت نظرات نيره الساخرة ، قبل ان تردف بـ …
-يعنى مين الى سمعنى أوى !
تنهدت جويرية ثم قالت بهدوء :
-الشارع كله سمعك يا قلبى ، انتى صوتك مسرسع يا ماما ولا انتى ناسيه ؟؟؟
نيرة بنبرة مرحة :
-هههههههههه يابت انتى قافله أوى كده ليه ؟؟
نظرت لها بضيق وقالت بنفاذ صبر :
-كنتى عاوزه ايه يانيرة ؟
نيرة بنبرة طبيعية :
-عاوزه المحضرات بتاعه امبارح ، محتاجاهم وملقتش حد معاه المحضرات دى
عبثت بالأوراق بين يديها ، ثم قالت لها وهى تبتسم :
-حظك حلو أنا جبتهم النهارده عشان نجدة بس هى مجتش
ثم تابعت وهى تمد يدها لها بالأوراق :
-اتفضلى
ابتسمت الفتاه ، وأخذت الاوراق وهى تقول :
-هبقى ارجعهملك بكره بقى
-ماشى خلصيهم وإبقى رجعيهم بكره ، انا ماشيه الوقت بقى
قالت نيره غير مكترثه وهى تنظر فى الأوراق :
-اوك حبيبتى see you soon ( أراكِ قريبا ً)
سارت بضع خطوات بعيداً عنها وهى تتمتم بحنق :
-ربنا يهدى
وسارت بضع خطواط الى أن وصلت الى الشارع الرئيسي ، ومنه إستقلت سيارة أُجرة ، وركبتها عائدة الى المنزل …
……………………..
فى المقر الرئيسى لشركات صهيب للسيارات ،،،،،
كان بيجاد جالساً على مكتبه ، وكانت عيناه تتحركان بإتجاه الحاسوب المثبت أمامه وإحدى يديه مثبته على الفأرة ، كان منغمسا تماماً فى عمله ، حتى أنه لم يلحظ الباب الذى يطرق منذ عدة ثوانى ، بعد أن يأس صاحب الطرقات من فتح الباب ، طرق بصوت أعلى حتى انتبه بيجاد و…
نظر بيجاد تلقاء الباب ، ثم أردف بنبره محتقنة :
-إدخل
دلفت السكرتيرة وهى ممسكه ببعض الأوراق ، التى تنظر لها وتقول بصوت رزين :
-لو سمحت يافندم ، الورق دا محتاج لتوقيع صهيب باشا ، بس هو مجاش النهاردة
دقق بيجاد بالأوراق التى تحملها بين يديها بإهتمام و ..
يبجاد وهو يمد يده لها لتعطيه الأوراق :
-هاتى الورق وأنا هتصرف
أعطته السكرتيرة الأوراق ، ثم قالت وهى تبتعد خطوتان عنـه :
-ياريت حضرتك تاخد توقيعه قبل بكرة ، لأنه مهم جدا ، وبالنسبه للشركه الاسترالية هنـ ..
إحتقن وجهه ، وظهرت بعض علامات الحيرة جلية عليه، قبل ان يقاطعها مردفاً بـ :
-لا مش هنتعاقد معاهم صهيب لغى العقد ..
السكرتيرة بنبرة جادة :
-إزاي كده الشركه ممكن تتعرض لخساره كبيره …!!!
رفع رأسه لها قليلاً ، وهز كتفه بحيره وهو يلوى فمه فى إمتعاض قبل أن يردف ببشمٍ بـ :
-أنا مالى هو مسمعش كلامى ، إنتى بس إسمعى الى بقولك عليه وإلغى التعاقد معاهم ، وبعدين صهيب ذكى ، وعمره ما بيخسر أبداً أكيد فيه حاجه فى دماغه
-حاضر يا بيجاد باشا ، المهم التوقيع على الورق دا يتم فى أقرب وقت
أردفت السكرتيرة بها بنبرة جادة ، وهى تنظر للأوراق فى يده …
تأفف بيجاد وقال بنبره منفعلة :
-إنتى هتعلمينى شغلى !
نظرت هى له بضيق ، بعد أن أرجعت أرسها للخلف ثم …
السكرتيرة بنبرة حادة :
-العفو يا فندم مقصدش ، بس كل الحكاية التوقيع مهم جداً النهاردة
وقف بيجاد ، وأمسك بسترته التى على المقعد خلفه ، وبدأ يرتديها و ..
بيجاد بنبرة محتقنه :
-أنا رايح عنده خلاص ..
ثم أمسك الأوراق قبل أن يمسك بحقيبته ووضعهم بداخلها وخرج من المكتب ..
تنحت السكرتيره قليلاً ليعبر هو ثم خرجت بعد خروجه مباشره وهى تقول بتبرم :
-فى ألف داهية
……………………..
فى منزل عائله عبد القدوس ،،
خرجت جويرية من حجرتها بعد أن بدلت ثيابها لملابس البيت المريحة ، وإتجهت نحو المطبخ ، وفتحت الثلاجة لتخرج منها بعض الخضراوات لتبدأ بطهي الطعام واعداده
جويرية لنفسها ، وهى تقطع إحدى حبات البصل :
-الحمد لله إنى طبخت الأكل امبارح ومش هعمل الا الخضار عشان ألحق أروح على الشغل
وحين انتهت من تقطيعها أشعلت النار على إناء الطهو ووضعت بداخله بعض قطراط الزيت ثم اضافت له البصل وأخذت تقلبهم
وبعد عدة دقائق ، خرجت من المطبخ ، وذهبت الى الحمام ، وأخرجت الثياب التى كانت موضوعه فى دلو كبير به ماء ، وبدأت تعصرها جيدا ، وتضعها بداخل طبق كبير الحجم ، ثم أمسكت الطبق وخرجت من الحمام لتضعه على الأريكه التى بجانب النافذه الكبيره ، وبدأت بنشر الثياب
وبعد عدة دقائق سمعت جويرية صوت الباب ، يُفتح وكان بيدها اخر قطعه من الثياب ، فتركتها وتوجهت ناحيه الباب الذى دلف منه والدها
بمجرد أن دلف عبد القدوس حتى قال :
-السلام عليكم
جويرية بإبتسامه ، وهى تمد يدها حتى أمسكت بيده وقبلتها :
-وعليكم السلام ، اتأخرت كده ليه يابابا ؟؟
تنهد عبد القدوس بإرهاق ، وهو ينظر لإبنته قبل ان يردف بـ :
-والله يابنتى الشغل قليل خالص نعمل ايه بس ، نحمده ونشكر فضله
جویریة بنبرة إشفاق :
-بابا حبيبى إنت كبرت وهرمت ، والشغل دا كتير عليك وعلى صحتك ، إنت اقعد من الشغل وأنا بشتغل أصلا وأسيب الجامعه وأشتغل شغلانه كمـ ..
رمقها بنظره غاضبه ، قبل ان يتشدق بـ :
-هنتكلم فى الموضوع دا كام مره ؟؟ أنا مفضلتش أعلم فيكى عشان فى الأخر تسيبى الجامعه بتاعتك ، وأنا مرضتش أشغلك إلا عشان تحوشى لنفسك قرشين
-يابابا بس ،،
عبد القدوس مقاطعا ، بنبره غاضبه :
-مفيش بس ، انتى تسمعى الى بقولهولك وبس ، وبعدين أنا زي الفل أهو الحمد لله
جويرية وهى تتنهدت بإستسلام :
-حاضر يابابا ، يلا عشان احضرلك الأكل
ثم دلفت الى المطبخ تحضر الطعام ، بدون أن تضيف حرفاً آخر
……………………..
جويرية ، هى الإبنه الوحيد لعبد القدوس ، تبلغ من العمر اثنا وعشرون حولا ، فى السنه الأخيرة لها من جامعه الآداب ، والدها رجل فقير ، وقد توفيت والدتها منذ عام
جويرية فتاه ذكية ، عنيدة ، متمردة ، قوية من الخارج كالفولاذ ، ومن الداخل ضعيفة ، حساسة ، نقية
كينبوع الماء الصافى
شعرها شديد السواد ، كسواد ليله غير مقمره ، عينيها رماديتان ويتبدل لونهما بلون حالتها النفسية ، فإذا إزداد غضبها تبدلا من اللون الرمادي ، الى اللون الاخضر ، لون تموج البحر حين المغيب ، بشرتها بيضاء ، تملك قوما نحيفا يزيد من جاذبيتها
……………………..
دقائق معدودة وكان الطعام محضراً على الطاولة وبدأوا بتناوله ، بالأحرى ، بدأ والدها يتناول الطعام بينما هى كانت تعبث بمحتويات الطبق امامها
إنتبه لها عبد القدوس فقال بنبره متسائله :
-جويرية ، مبتاكليش ليه ؟
نظرت له وهى تحاول التركيز على كلماته ، قبل ان تردف بـ :
-ها باكل أهو
ثم وضعت الملعقه داخل فمها بعد أن ملئتها بالأرز
عبد القدوس بنظرات متفحصة :
-مالك النهارده يابنتى ؟
ظهر شبح ابتسامه على محياها و ..
جويرية بنبرة هادئة :
-مفيش ياحبيبى أنا كويسة ، بس مكنتش جعانة ، عن اذنك هروح انا أغسل الإطباق ، عشان اروح الشغل بعدها
وقفت هى وأمسكت الطبق الذى أمامها ودلفت الى المطبخ بدون ان تضيف حرفا آخر وما إن دلفت حتى وضعت الطبق مع باقى الاطباق المتسخه على طاوله المطبخ و ..
جويرية لفسها بإنزعاج :
-لو بابا يسمع الكلام بس ، أنا خايفه عليه شكلو تعبان أوى والشغل دا كتير عليه و ،،
فزعت فجأه من صوت الطبق الذى وقع على الأرض وأصبح حطاما نظرت له ورمشت بعينيها عدة مرات قبل ان تنحنى على الأرض و تنتزع قطع الزجاج المكسور
جاء والدها على وقع الصوت وقال وهو ينظر لها :
-فيه إيه ايه الى حصل يا جويرية ؟
جويرية وهى تنتزع قطعة أخرى من الزجاج الحطم :
-معلش يا بابا مكنتش مركزه والطبق وقع منى ، روح إنت إرتاح بس وانا هشيلوا
-يعنى مفيش حاجه متأكده ؟
قالها وهو يقترب منها عدة خطوات
رفعت رأسها لتنظر له ، ثم قالت بنبره هادئة :
-أيوا يا بابا روح إنت يا حبيبى إرتاح
عبد القدوس ، وقال وهو يسير عده خطوات مبتعدا عن المطبخ :
-ماشى الى تشوفيه أنا رايح أنام شويه عشان صاحى من بدرى
انتشلت جويرية باقى قطع الزجاج ووضعتهم فى سله القمامه وبدأت تغسل الأطباق بسرعة أكبر
……………………..
فى المقر الرئيسى لشركات صهيب للسيارات ،،،،،
دلف صهيب داخل المبنى الضخم بشموخ ، وسار بخطوات متمهله داخل المبنى ، يرمق العمال بنظرات متفحصه ، حتى اقترب من مكتبه ، و ..
صهيب للسكرتيره ، وهو يدلف الى داخل المكتب ، وبنبرة طبيعية :
-فيروز عاوز كل الأوراق والعقود تكونى على مكتبى حالاً ، وقولى لبيجاد يجى عندى حالاً …
رفعت فيروز عينيها من على الحاسوب الذى كانت منشغلة به ، وأحاطته بنظرات شبه مدهوشه ، قبل ان تردف بـ :
-صهيب باشا ! ، بس بيجاد بيه قالى إن حضرتك مش جاى ، وراح علشان ياخد توقيع حضرتك على بعض الأوراق المهمه
صهيب بتأفف ، وهو يسير خطوتان بعيدا عن مكتبه ، وبنبره غير مكترثه :
-إتصلى بيه وعرفيه إنى جيت
فيروز بنبره شبه طبيعيه :
-حاضر يا باشا
دلف صهيب الى مكتبه وجلس على مقعده الخاص ، وحدق قليلاً فى الفراغ …
زفر بحنق بعد أن تذكر مقتطفاتٍ من الحلم الذى ساوره اليوم ، ثم نظر إلى الأوراق أمامه قبل أن …
طرقت فيروز الباب فأردف هو بصوت محتقن ونظره مثبت على نقطه ما فى الا شئ :
-ادخلى
دلفت فيروز الى المكتب ممسكه برزمه كبيرة من الأوراق ، ثم وضعتها أمامه على المكتب بهدوء وهى تقول بنبره طبيعيه :
-دول الأوراق يافندم ، دول أوراق التعاقد مع الــ Companies (الشركات) المسؤلين عن التزويد بالمواد الازمة للتصنيع ، ودول أوراق الإستمارات المطلوب توقيعها عشان الموظفين الجداد يقدرو يباشروا فى العمل ودول …
صهيب مقاطعاً بنبره حادة :
-خلاص يا فيروز أنا عارف الباقى ، المهم اطلبى بيجاد حالاً و عاوز كوبايه قهوه …
-حاضر يافندم
قالتها فيروز وهى تخطو بعيداً عن مكتبه
نظر صهيب للأوراق التى أمامه وأمسك إحدى الرزم الموجوده وبدأ يتفحصها بإهتمام …
……………………..
فى مطعم زهران Fishes ( للأسماك ) ،،
أمسكت جويرية بتلك الصينيه الكبيره المحمول عليها أصناف مختلفه من الأسماك وحملتها الى صاحب الطلب و ..
جويرية بإبتسامه مجامله :
-اتفضل
الرجل مبادلا اياها الابتسامة :
-شكرا
أومأت هى رأسها فى صمت ، ثم حملت الصينيه وذهبت بها الى مطبخ المطعم ، أسندت رأسها قليلا الى زاوية الحائط ، وأخذت تتنفس بصعوبه ، فرأتها إحدى الفتيات التى تعمل معها ، وإقتربت منها وهى تقول بنبره متسائله :
-جويرية مالك ؟
أبعدت جويريه ظهرها عن الحائط و ..
جويرية بنبره مرهقه :
-مفيش يا روز أنا كويسه ياحبيبتى
أمسكتها روز من يدها وسحبتها الى إحدى المقاعد القريبة و ..
روز بنبره محذره :
-على فكره إنتى مش بتسمعى الكلام أبدا أنا قولتلك إن كل دا كتير عليكى وعلى صحتك وخصوصا إنك مبتعرفيش تتنفسى كويس فى الاماكن الحر ، وإنتى مفيش سمع كلام
جلست جويريه حيث سحبتها روز و ..
جويرية بإتسامة :
-يابنتى أنا كويسه والله ، بس تعبت شويه بس ، وبعدين أنا قولت للمدير إنى مش عاوزه أقدم الطلبات بنفسى ، بس هو مش بيرضى وأنا إتخنقت
روز بنظرات حانيه ، وبنبره جاده :
-خلاص سيبى الموضوع دا عليا إنتى بس اطبخى هنا وانا الى هقدم الطلبات بدالك
جويريه بنظرات ممتنه ، وبنبره شبه محتجه :
-بس انتى مبتحبيش ،،
روز مقاطعة ، بنبره منفعله :
-ومش عاوزه نقاش خلاص انتى هتطبخى وانا هقدم الطلبات ، هاتى الصنيه دى
مدت يدها وأخذت الصينيه منها ومن اليد الأخرى أخذت الدفتر المدون به الطلبات وسارت نحو الطهاه لتحضر ما كتب
……………………..
فى المقر الرئيسى لشركات صهيب للسيارات ،،،،،
بداخل مكتب صهيب ،،،،،
كان صهيب جالساً منشغلاً بالتوقيع على بعض الإستمارات ، وباليد الأخرى أمسك بكوب القهوه الذى امامه وإرتشف منه رشفه ثم أعاده لمكانه على المكتب …
طرق باب مكتبه ..
صهيب وهو ينظر للأوراق ، و بنبره طبيعيه :
-ادخل
دلف بيجاد وهو ممسك بحقيبته الصغيره ، وقد إكتست ملامح وجهه الضيق والحنق ..
بيجاد وهو يزفر ويقول بنبره منزعجة :
-انت مش قولت مش جاى ؟
صهيب بنظرات مستفزه ، وبنبره غير مكترثه :
-أهـا
حدجه بيجاد بنظرات غاضبه ، قبل أن يردف بنبره غاضبة بـ :
-وايه الى جد بقى ان شاء الله ؟
لم يبدل صهيب تلك النظرات ، وقال بنبره طبيعيه :
-عادى جداً يعنى زهقت فجبيت ، فيه عندك مشكله ؟
اقترب بيجاد وسحب المقعد الذى امام مكتبه ثم ..
بيجاد بنبرة مغتاظه يشوبها الحدة :
-لا أبداً أجيلك البيت لحد عندك ، وبعدين أرجع هنا تانى عشان مش لاقيك ، ومفيش أي مشكله ….!!
صهيب بنبره غير مكترثه وكأنه لم يسمع ما قيل تواً :
-المندوبين الى الى أنا قولتلك مشيهم ، مشتهم ؟
بيجاد بنظرات محتقنه ، وبضيق جليّ فى نبرة صوته :
-فيروز لغت العقد زي ما أنا قولتلها ، بس مقولتليش ليه عاوز تلغى التعاقد معاهم ؟
صهيب بنبره طبيعيه :
-هما الى يستحقو كل الى يجرالهم ، مش ذنبى انهم شركة ضعيفة …
بيجاد بنبرة مندهشة :
-ضعيفة !! دى من أقوى شركات الانتاج حالياً
صهيب بنبرة ماكرة :
-دا كان زمان ….!!!!! ……………………..