عصفورة تحدت صقر /للكاتبه فاطمه رزق

الفصل الثالث :

فى منزل ما بـ منطقة المهندسين ،،،،،

فتح بيجاد عينيه بتثاقل ، وهو يعتدل بجلسته قبل أن يمط جسده بتكاسل ..
نظر بيجاد الى فتاة ما عارية لا يفصل بين نظره وعراها إلا الغطاء ، وحتى أنه لم يحجب جسدها كلياً ، بينما كانت قدماها مكشوفتان كلياً ، وقد وكانت ممددة على الفراش بجانبه …
ظل بيجاد لبرهة يتفرس جسدها بعينيه المحدقتين بنظرات شهوانية ، الى أن سمع رنين الهاتف بجانبه ..
إلتقط بيجاد الهاتف الذى كان على الوسادة بجانبه ، ونظر الى إسم المتصل بضجر ، وبشمِ واضحين على محياه ثم ..
بيجاد بنظرات زائغة ، وبنبرة محتقنة :
-يادى القرف ، على الصبح كده ؟
ضغط بيجاد على زر الإيجاب قبل أن يردف بنبرة هادئة بـ :
-كاثرن ، ازيك يا حبيبتى ، وحشتينى أوى
كاثرن هاتفياً بنبرة حادة :
-حبيبتك ! ، أنا والله عارفة إنك مش مسافر ، وعارفة إنك مع واحدة من الـ swingers (العاهرات) بتوعك
بيجاد بإنفعال مزيف :
-مين إلى قالك كده ؟ ، ده كله كدب والله أنا مسافر وهرجع النهارده …
كاثرن هاتفياً بإختناق :
-بليز بيجاد بليز لو مش حابب تقضى وقت معايا ، ومش طايقنى ، وعاوز تروح لغيرى أوكى مفيش مشاكل ، بس فى الحالة دى محتاجة الطلاق ، عشان أنا واحدة مبتحبش تقيم علاقة على علاقة غيرها …
تنهد بيجاد بتأفف ، وأبعد الهاتف عن أذنه قليلاً فى منتصف حديثها لكي لا يستمع الى تلك الجمل اليومية ، وما إن توقف صوت صراخها عبر الهاتف قربه من أذنه و …
بيجاد بنبرة محتجة :
-حبيبتى إيه إلى إنتى بتقوليه ده بس ؟ أنا بحبك جداً وإنتى عارفة كده ، ومستحيل أعمل إلى إنتى بتقولى عليه ده ، ومستحيل أخونك …!
كاثرن هاتفياً بنبرة غاضبة :
-ممكن تبطل تستغفلنى شوية ! .. يا بيجاد انا مش غبية I’m Sure ( انا متأكدة ) إنك معاها الوقت ، وصدقنى مش يفرق معايا ….
بيجاد بنبرة ضيق مصطنعة :
-انا متصورتش إن إلى حبتها ممكن فى يوم تـ …
كاثرن مقاطعة بنبرة ساخرة :
-هــه !! really ( حقاً ) .. إنت بتحاول تخدع نفسك ولا تخدعنى ، أوكى على راحتك بس أنا عند كلمتى المرادى ، وهنطلق يعنى هنطلق …
ثار بيجاد جراء تلك الطرقة التى لم يعهدها منها و …
بيجاد بنبرة محذرة :
-كاثرن على فكرة انا صبرت عليكى كتير ، والظاهر إنك نسيتى نفسك و …
كاد بيجاد أن يكمل بلكنته المحذرة ، الا أنه صدم بسماع صوت انهاء المكالمة .. رمش عدة مرات ، و ظل ينظر إلى الهاتف قليلاً بذهول ليحاول إستيعاب ما فعلته زوجته تواً
-ههههههههههه ده انت شكلك بتحبها حب !
قالتها تلك الفتاه الممددة بجانبه ، بنبرة ساخرة ، ممزوجة ببعض الدلال ..
بيجاد وهو يقترب منها ، و بنبرة هادئة :
-سيبك منها ياحبيتى ، هى بتحب تعكر الجو وخلاص ، حتى اليوم الأجازة الى اخدتو عاوزة تضيعواْ عليا بعكننتها دى ، المهم خلينا فى الى احنا فيه بقى …
وإزداد دنوّه منها ثم ……..
…………………….

فى مطعم زهران Fishes ( للأسماك ) ،،،،،

فى غرفة الطهو ،،،،،،

كانت جويرية تضع اللمسات الأخيرة على طبقها
لفت أنظارها ذاك الشاب الذى يعمل فى تنظيف الصحون ، وإذا به يلقى بالكثير من بقايا الطعام التى يطلبها الزبائن فقط ليتفاخرواْ بأموالهم ثم يتركوها ليتم التخلص منها فى القمامة بكل بساطة …
مر بذاكرة جويرية بعض من تلك الذكريات البعيدة ….

……………………

كانت جويرية ممسكة بطبق به بعض بقايا الطعام النظيف ، وكادت أن تلقيه بالقمامة إلا أن …
هتفت به سيدة ما يبدو على وجهها الوقار ، بنبرة ناهية :
-لا مترميهوش ، حرام لما ترمى الأكل وهو لسا زى ما هو كده ..
جويرية بنبرة محتجة :
-بس يا ماما الأكل ده إتحط على الغدا ، ومتاكل منه ..
ميادة بنبرة طبيعية :
-طب وايه يعنى ، فيه ناس كتير غيرنا بيتمنوا اللقمة الى إحنا بنرميها دى ، وإحنا بكل بساطة بنفرط فى الحاجة إلى غيرنا بيتمناها ، وكأننا بنحسس الناس دى انهم ملهمش قيمة عندنا …

…………………….

افاقت جويرية من ذكرياتها ثم تابعت النظر الى الطعام الذى تعده قبل أن تردف بحزن بـ :
-ربنا يرحمك يا ماما ، وحشتينى اوى ..
فزعت جويرية حين وجدت أحدهم يضع يده على عينها ، ويعصبها ، ولكنها قد هدأت من روعها حين سمعت ذلك الشخص يردف بمرح بـ :
-أنا ميييين ؟
إعتلى ثغرها إبتسامة صغيرة قبل ، أن تهتف بـ :
-فيروز !
نزعت فيروز يدها من على عينها ، ثم وقفت أمامها وهى تعقد يداها و …
فيروز بنبرة منزعجة :
-حاولت اغير صوتى ، لازم تعرفينى بسهولة كدة كل مرة !
جويرية بغرور مصطنع :
-مش جويرية عبد القدوس الى يتضحك عليها ، إصحى يا ماما
فيروز بنبرة هادئة :
-طب إسكتى يا ختى ، انتى اصلاً مبيلقش عليكى الغرور ده ..
جويرية بنبرة متسائلة :
-المهم انتى جيتى هنا ازاى ؟ و مين قالك إنى هنا ؟؟
فيروز بنبرة طبيعية :
-روحتلك البيت وعمو عبده قالى إنك هنا ، ودلنى على المكان ، فادخلت الطمعم واتسحبت لحد ما وصلتلك ، اصل عارفة الـ leader ( المدير ) الى عندكواْ ده بارد ، ومش هيرضى يدخلنى بسهولة ..
جويرية بنظرات هادئة ، و بنبرة سعادة :
-المهم إنك جيتى ، إنتى متتصوريش انتى وحشانى ازاى
فيروز بنبرة مشتاقة :
-وانتى والله جداً .. طب وقت الـ rest بتاعك امت ؟
تنهدت جويرية ببطئ قبل أن تردف بـ :
-لسا شوية ، ساعة كدة ولا حاجة
فيروز بتأفف :
-أوف طيب حاولى تنجزى عشان نقعد نتكلم شوية …..

……………………..

فى المقر الرئيسى لشركات صهيب للسيارات ،،،،،،

فى مكتب صهيب ،،،،،،

كان صهيب جالساً على مقعده ، ممسكاً بقلم ، و يمضى بـه على الأوراق التى أمامه …
وفجأة ، دخل أحدهم مكتبه بدون أن يطرق الباب ، ثم أغلق الباب من جديد بعد أن دخل
نظر صهيب غاضباً وكاد أن يتكلم ، قبل أن يطالعه ذلك الوجه المحبب
صهيب بنبرة هادئة :
-الباب ..
رحيل بنبرة تحدى :
-ايه يا واد هتكبر على عمك برضوه …!!
تقدم رحيل عدة خطوات الى أن جلس على المقعد المقابل له ثم …
صهيب بنبرة رخيمة ، وهو يحرك يده بتعجب :
-إيـه وحشتك ؟
إعتدل رحيل فى جلسته قليلاً ليجعلها أكثر ، راحة قبل أن يردف بنزق بـ :
-المفروض إن الأب الى بيربى ، ولا انت ايه رأيك ؟
صهيب بنبرة طبيعية ، يشوبها السخرية :
-أاااه يعنى وحشتك !
رحيل بضحكة عالية :
-لا طلعت ذكى ، عاوز قهوة من بتاعة فيروز ، من زمان مشربتش واحدة …
-امممم ما كنت تقول إن قهوة فيروز هى الى وحشتك من الأول ، بس للأسف فيروز مجتش ومن غير ما تاخد إذن كمان …
قالها صهيب بنبرة شامتة ، وهو ينظر إلى عمه بهدوء
رحيل بدهشة ، بعد أن عقد حاجبيه ، وإستطر جليساً :
-فيروز مجتش ! ومن غير ما تعتذر .. !! غريبـة …
صهيب بنبرة تهكم :
-أنا أصلاً مش واثق إذا كانت ناوية تيجى تانى ولا لا …
رحيل بتساؤل :
-ليـه ؟
صهيب بنبرة هادئة :
-ما إنت عارف بيجاد ، مش سايبها فى حالها ، ولولا إنى لحقته امبارح كان هيعمل فضيحة للـ الشركة
وضع رحيل يده بين خصيلات شعره وجذبها للخلف بعنف ، قبل أن يردف بغضب بـ :
-مينفعش كده خالص يا صهيب ، الى إتبنى فى سنين صاحبك ده هيهدواْ فى ثوانى …
صهيب بنبرة متغطرسة :
-ليه يعنى ، وهى بنت زى دى تقدر تعمل حاجة اصلا !! ، متخافش كله تحت السيطرة …
رحيل بنبرة محتقنة :
-البنت دى مسكينة يا صهيب و …
صهيب مقاطعا ، بنبرة حادة ، بعد ان ضرب على مكتبه بيداه الاثنتان بقوة :
-مفيش بنات مساكين ، كلهم كده فى الأول بيتمسكنوا لحد ما ياخدواْ الى هما عاوزينه ، وبعدين يبيعواْ فى ثوانى ، ولا إنت ناسى ، تحب أفكرك ……!!!!
أطرق رحيل رأسه فى خزيّ بيّن ، ثم حدق بـه بأعين قاتمة ، بعد أن صمت قليلاً ، قبل ان يتشدق بـ :
-لا مش ناسى ياصهيب وعمرى ما نسيت ……!!

……………………..……

فى مكان ما قريب من مطعم زهران Fishes ،،،،،

جحظت عينا جويرية بصدمة ، ووضعت يدها على فمها لتمنع شهقتها التى أردفت بعدها بصوت بنبرة غاضبة بـ :
-إنتى لازم تسيبى الشغل ده حالاً ، المرة دى ربنا سترها أما المرة الجاية منعرفش إيه الى ممكن يحصل !
اغرورقت عينا فيروز بالدموع ، وزفرت ببطئ محاولة السيطرة على إنفعالاتها و ..
فيروز بنبرة شبة باكية :
-طب أعمل إيه يا جويرية ، انتى عارفة إن بابا الله يرحمه مات ، وأنا الى بصرف على البيت من بعده ، وماما كمان تعبانه ولازم اجبلها الدوا كل شهر ، أعمل ايه يعنى ، ولو سبت الشغل ده مش هلاقى غيره الوقت خالص ، لأن نسبة البطالة عليت جداً ، وفرصة إنى ألاقى شغل ، شبه منعدمة ؟
ثم إختلط صوتها بشهقاتها التى علت ، ودموعها التى تزايدت بشكل لا إرادي على وجنتيها ، بعد إنخراطها فى البكاء …
أخذتها جويرية فى أحضانها وهى تربت على ظهرها بحنو و ..
جويرية بنبرة حزينة ، ونظرات مشفقة :
-طب اهدى بس يا حبيبتى ، كل حاجه وليها حل إهدى إنتى بس ..
فيروز بنبرة متقطعة من بين شهقاتها :
-المشكلة انه حاططنى فى دماغه معرفش ليه ! ، ومش راضى يسينى فى حالى ابداً
ربتت جويرية على ظهرها بحنان أكثر ، قبل أن تردف بـ :
-علشان انتى مش عطياله وش ، هو مش متعود ان حد يرفضه ، هما الناس دول كدة ، وأنا عارفة إنك طيبة ومش فاهمة ، بس إنتى بكرة روحى للمدير واحكيله على كل حاجة ، وهو هيتصرف معاه
إبتعدت فيروز عن جويرية قليلاً ، ونظرت لها بحزن و ..
فيروز بنبرة منفعلة :
-المشكلة إنهم صحاب ، يعنى أكيد مش هيضر صاحبه عشانى !
جويرية بإبتسامة حانية ، وبنبرة متفائلة :
-لا اكيد هو أول ما يعرف هيقوله يبطل أو يحذره ، أكيد هو مش هيستغنى عن سمعة شركته بالبساطة دى ..!!!
فكرت فيروز قليلاً قبل ان ..
فيروز بنبرة قد عاد اليها بعض الأمل :
-تفتكرى ده هيخليه يحل عنى بقى ، أصل انتى متعرفيش الـ leader بتاعى عامل إزاي و ..
جويرية مقاطعة ، وبنبرة هادئة :
-متخافيش إن شاء الله هيجيبلك حقك ، او حتى يبعدوا عنك ، لو مكنش عشانك ، هيبقى عشان اسم شركته !
تنهدت فيروز بتمهل شديد ، وظهر على وجهها بعض علامات الإرتياح قبل ان تردف بإمتنان بـ :
-شكراً يا بنت خالتى ، والله مش برتاح إلا لما بكلمك ..
رفعت جويرية يدها ووضعتها على شعرها ، وعبثت به و ..
جويرية بنبرة دافئة :
-الإخوات لبعضيهم ، وافتكرى انا معاكى دايما لو حصل إيـه ..
صمتت قليلاً وهى تنظر لها نظرات ذات مغزى ثم …
تابعت جويرية ، بنبرة هادئة :
-مش ناوية بقى تلبسى الحجاب ، يمكن لو لبستيه يبطل يخنقك
فيروز بإبتسامة مودة ، وبنبرة طبيعية :
-انا برضوه كنت ناوية ألبسه وخصوصاً بعد الى حصلى امبارح ده …
إتسعت إبتسامة جويرية أعلى ثغرها قبل ان تردف بنبرة متحمسة بـ :
-بجد والله …!!!
فيروز وهى تومئ رأسها باسمة :
-اه والله ، يمكن فعلاً يحل عنى بعد أما ألبسه ….!!!!

……………………..…..

فى إحدى المنازل الفارهة ، القريبة من شارع المعز – لدين الله – الفاطمي ،،،،،

ضمت تلك الشابة ساعديها إلى صدرها ، وتنفست عدة مرات بإختناق قبل أن ….

كاثرن لنفسها بنبرة مختنقة :
-أنا الى غلطت ، مامى ياما قالتلى بلاش تتجوزيه وأنا عمرى ما سمعت كلامها ، ما أنا لو كنت سمعت الى قالت عليه ، مكنش فاتنى متجوزة حيوان .. كل يوم مع واحدة شكل
جلست على الأرض بجانب المكتب ، وضمت قدماها الإثنتان الى صدرها وأخذت تنتحب قبل ان تردف باختناق بـ :
-ياريتنى ما طلعت من أمريكا كنت أخده راحتى هناك ، Oh my god ( يا إلاهي )
سمعت هى هاتفها يرن فتنهدت بأسى ومسحت عبراتها الباردة التى انسابت بهدوء على وجنتيها .. مدت يدها لتصل إلى الهاتف فوق المكتب ، وما إن إستطاعت الوصول إليه .. أمسكته ونظرت الى إسم المتصل ومن ثم زفرت عدة مرات على مهل ليبدو صوتها طبيعياً و ..
كاثرن وهى تضغط على زر الايجاب وتضع الهاتف على اذنها ، وبنبرة شبه طبيعية أردفت بـ :
-Hello Mom ( مرحبا أمى )
صمتت قليلا لتسمع الرد ثم قالت بنبرة هادئة :
-Why do my voice, my mother ??! ( ماذا به صوتى يا أمى ؟ ) …
-don’t worry, I am fine ( لا تقلقى أنا بخير )
زفرت ببطئ ، وتمهلت محاولة إظهار صوتها طبيعياً ، قبل أن تردف بـ :
-How’s Dad ? ( كيف حال أبى ؟ )
ظهرت شبه إبتسامة على ثغرها ، بعد أن أتاها الرد فتابعت بهدوء بـ :
-Really, my mother doesn’t believe me, I’m fine !! ( حقا يا امى لما لا تصدقينى ، أنا بخير )
بدأت الدموع تنذرف من عينيها ، وإحتقنت عيناها ثم ..
كاثرن بصوت مختنق من البكاء :
-Well, Mom will not be able to hide you more ( حسنا أمى لن أستطيع أن أخفى عليكِ أكثر )
شهقت عدة مرات قبل أن تتشدق بـ :
-I’m tired I can’t stand and might was with you right in everything talk from those marriages ( لقد تعبت ، لم أعد أحتمل ، ولقد كان معك حق فى كل ما قولتيه عن تلك الزيجة )
زفرت بإنفعال وهى تمسح تلك العبرة التى سقطت عنوة من عينيها و …
كاثرن بنظرات قاتمة ، وبنبرة محتقنة :
-Every day that passes, curse myself a thousand times to straighten it and wonder how you are blind to that degree …!!!!! ( كل يوم يمر ألعن نفسى ألف مرة على ما قومت به ! ، وأتسائل كيف كنت عمياء لتلك الدرجة )
تنهدت لتخرج تلك الأنفاس الملتهبة بداخلها ثم …
-Yes, I want a divorce, my mother ( نعم ، أريد الطلاق يا أمى ) …..!!!

……………………....

فى متجر عبد القدوس للبقالة ،،،،،،

إستند عبد القدوس على ذاك المقعد الذى يضعه غالباً أمام المتجر ، وتمهل حتى جلس مستوياً وهو يتأوه قبل أن يردف بـ :
-اااه يا ركبتى ، يا رب عينى يارب
ناداه الرجل الذى يجلس فى متجر الأقمشة المقابل لمتجره بـ :
-يا حج عبد القدوس ..
نظر له عبد القدوس ثم اردف بإبتسامة مجاملة بـ :
-نعم يا أبو كريم ..!!
ترجل الرجل الآخر من على مقعده وخطى بعض الخطوات البسيطة التى تفصل بين المتجرين ، ثم سحب المقعد الذى بجانب عبد القدوس و جلس عليه ثم …
أبو كريم بصوت أجش ، وبنبرة خفيضة :
-إلا صحيح يا حج قولت لبنتك على الى أنا قولتهولك ؟
عبد القدوس بنبرة ضيق يحاول اخفائه :
-لا والله لسا مقولتلهاش ، اصل مفيش مناسبة جت علشان أحكى
ابو كريم بنبرة محتجة :
-ليه كده بس يا حج ، دا حتى خير البر عاجله ، وبنتك مفيش احسن منها دين وأخلاق وتعليم ما شاء الله …

إحتقنت عينا عبد القدوس لثوانٍ وأخذ نفساً طويلاً قبل أن یردف بـ :
-ما انا قولتك من الأول يا ابو كريم إن بنتى مش عاوزة تتجوز قبل ما تخلص تعليم …!
أبو كريم بنظرات ساخطة و بنبرة ساخرة :
-وانت سمعت كلامها !!! البنات ملهمش يحكمواْ ويقرروا احنا الى بناخد قرارتهم بنفسنا
رمقه عبد القدوس بنظرات إزدراء ، وقد احتقن وجهه بشدة قبل أن يردف بحنق بـ :
-لا طبعاً انا بنتى ليها كامل الحرية فى تحديد مستقبلها ، وتحديد الوقت الى عاوزة تتجوز فيه ، ومين تتجوز ، وانا لو فاتحت جويرية بموضوع إبنك كريم ، هترفض ، لأن انا فاهم بنتى كويس ، وعن إذنك بقى لأن الظهر أذن وأنا عاوز ألحقه
ثم وقف عبد القدوس على عجالة وهو يزفر بشدة ، فوقف ابو كريم بجانبه ووضع يده اليسرى على كتفه و ..
أبو كريم بإصرار :
-أنا مش قصدى أضايقك يا حج ، وحقك عليا ، انا بس كنت عاوزك تكلملى جويرية فى الموضوع بس
عبد القدوس بهدوء :
-إن شاء الله
ثم تركه وتوجه إلى المسجد ليصلى …
بينما وقف ابو كريم ينظر له بسخط وهو يضرب كفاً بكف ويحدث نفسه بـ :
-هو مفكر نفسه ايه ده ؟ .. أنا بس اجوز الواد كريم للبت جويرية ، يمكن يبطل صياعة مع كل بنت شوية وحاله يتعدل …

……………………..….

فى المقر الرئيسى لشركات صهيب للسيارات ،،،،،،

فى مكتب صهيب ،،،،،،

اطال رحيل النظر الى صهيب ، الذى كان كل تركيزه منصب على الحاسوب النقال أمامه ..
زفر رحيل مرة أخرى ببشمٍ قبل أن يردف بـ :
-صهيب !
نظر له صهيب بنظرات غير مكترثة ثم أعاد النظر الى حاسوبه بعد ان …
صهيب بنبرة شبه طبيعية :
-نعم !
رمقه رحيل بنظرات غاضبة على عدم إكترثه ثم …
رحيل بنبرة محتدة :
-صهيب بصلى وانا بكلمك …
ابعد صهيب الحاسوب النقال من أمامه قليلا ليطالعه رحيل بجسده البهيّ كاملاً و ..
صهيب بنظرات متأففة ، وبنبرة متبرمة :
-كده إرتحت !
رحيل بنظرات شبه راضية :
-يعنى ، المهم انا عاوزك ترجع البيت
إنعقد حاجبي صهيب بشدة ، وضيق حدقتا عينية قبل أن يردف بإستنكار بـ :
-ارجع البيت !!
رحيل بنبرة تحمل الحماسة :
-أيوة ، ترجع بدل ما كل واحد فينا قاعد لوحده
-لأ مش عاوز أرجع ، انا قاعد فى بيتى أحسن ، وسيبتلك انت البيت كله تمارس فيه الى انت عاوزه ، اما انا ….
زفر رحيل بضيق وقال بنبرة تحمل اللوم :
-يعنى مجرد انك شوفتنى مع واحدة حكمت عليا انى آآآ …
صهيب مقاطعاً بإستهجان :
-رحيل بطل شغل الإستعطاف ده انت عارف إنى مبجيش بيه ! .. ثم انى شوفتك فى المناظر دى كتير قبل كده فامتحاولش تظهر نفسك سيد الأخلاق السامى قدامى ..!
رحيل بإمتعاض ، ونظرات زائغة :
-أوكى انا عارف إنك شوفتنى كده كتير بس انا عاوزك ترجع البيت الوقت ، انت عارف ، مبحبش أقعد لوحدى كتير
صهيب بنبرة طبيعية :
-بس انا مش بقعد فى البيت كتير ، مش هفيدك وحتى لو .. مش هتشوفنى كتير …
رحيل بنبرة راجية :
-عادى ، على الأقل هشوفك كل يوم ولو لدقايق ، وبعدين انا مش بحب قاعدة البيت دى لوحدى …
وقف صهيب ، وإنتصب فى وقفته ثم توجه الى احد الأرائك الوثيرة فى مكتبه وجلس عليها بتعالٍ و ..
صهيب بنبرة هادئة :
-اممممم عاوزنى ارجع مش كده ! ، انا موافق بس على شرط
رحيل بنبرة حانقة :
-قول ، اتفضل
-ما اشوفش ستات عندنا فى البيت ابداً ، ولو رغبتك بلغتك تقدر تروح اي مكان **** تشوف الى انت عاوزه فيه ، ها اتفقنا ؟
زم رحيل شفتيه بإمتعاض ، ونظر له بإستهجان كليّ ، ثم خرج صوته يعارض تماماً ما تشير إليه ملامح وجهه المستنكرة بـ :
-موافق ……!!!

error: