((مُغرَم بك))ِ (صَغِیرة ولَکِن..القيادي)

الفصـل الرابع
مُغـرَم بـكِ
ـــــــــــــــ

فتح عينيه على خفوت أنوار الغرفة لتسلُل بعض من ضوءِ النهار عبر النافذة، انتبه زين لها وهي في أحضانه ثم وعي لوجودها، ابتسم عفويًا وهو يراها في أحضانه بعدما رحبت بذلك دون أن تخجل منه، بلطفٍ شديد مرر يديه ليمسح على شعرها الناعم الذي وجد في رائحته طفولة اخترقت أنفه، أحس زين بأنها منه وهو مسؤول عنها، اعتزم الإعدال في التعامل معها حتى وإن كان زواج صوريًا فقط، في نفسه ردد بندمٍ:
– هي ملهاش ذنب لما تزعلها وإنك تقولها مش عاوزك!!
ثم انتبه لها تتنمّل في نومتها وهي تأن دليل إفاقتها، تمطت نور بذراعيها وهي ما زالت تضع رأسها على صدره لتتنبه بأنها معه وليس ذلك فقط، هي غفت في أحضانه الليل بأكمله، سعدت حين وجدته يتعامل معها بحنان وبقبولٍ لوجودها، تلقائيًا وجهت أنظارها إليه لتجده ليحدق بها فابتسمت بخجل وهي تعض على شفتيها، قال زين مبتسمًا بهدوء:
– صباح الخير
ردت بنبرةٍ متوترة:
– صباح الخير
أرجع شعرها المتدلي على عينيها خلف أذنها متسائلاً:
– مبسوطة يا نور إننا إتجوزنا؟
اومأت برأسها عدة مراتٍ مؤكدة وهي تبتسم باتساع، ضحك زين بخفوتٍ ليتابع حديثه بمعنى:
– على فكرة إنتي هتفضلي معايا هنا على طول، وهتنامي جنبي كمان!
استحت نور قليلاً كونها لم تعتاد عليه، رغم أن بداخلها سعادة لم تقدر بثمنٍ لوجودها فقط معه في مكانٍ واحد، نظرت له لتسأله بحيرة:
– يعني إنت مش زعلان إنك إتجوزتني؟
رد بنفي:
– هزعل ليه، المفروض إنك بنت عمي ولازم أخلي بالي منك.
قطبت نور بين حاجبيها قائلة:
– بس إنت امبارح قولتلي إنك مش مبسوط وزعلتني
ابتسم قائلاً بمغزى اربكها:
– طيب مش أنا صالحتك ونمتي في حضني وإنتي مصدقتي
ابتسمت باستحياء قائلة بتردد:
– علشان باحبك!
مجرد نطقها بتلك الكلمة جعلته ينظر لها من منظورٍ آخر، تأمل وجهها عن قُربٍ وقد شعر بشيءٍ ما بداخله ناحيتها، نفض زين ما يُخالجه من أفكار موبخًا نفسه، سألها ليخرج من صراعه الفكري:
– هتروحي المدرسة النهاردة؟
تأففت نور حين تذكرت ذلك وهيئتها جعلته يبتسم، ردت بفتور:
– أووف، عندي إمتحان مهم قوي ولازم أحضره
رد باستنكار تضايقها:
– وفيها أيه لما تروحي، لازم تهتمي بدراستك علشان تجيبي درجات كويسة وتدخلي ثانوية عامة
ردت بكسل وهي تعاود وضع رأسها على صدره:
– خليني معاك أحسن، مش عاوزة أروح في أي مكان، وكمان مذكرتش كويس!
هتف زين معارضًا وهو يجعلها تعتدل:
– نور مش هينفع، يلا قومي علشان متتأخريش
ثم نهض وهو يسحبها معه فنفخت بتقاعسٍ ونفور، جعلها تقف أمامه ثم قال ليعطيها جرعة حماس:
– خليكي نشيطة كده، لو صحصحتي هوديكي يوم الأجازة الملاهي
هتفت بتصفيقٍ فرح وقد تيقظت:
– بجد هتوديني الملاهي؟
رد مؤكدًا:
– هتروحي، بس يلا إلبسي علشان الباص زمانه جاي……!!
________________________________

جلست برفقتهم على طاولة الطعام بعدما عادت من الأعلى دون جديدٍ، تنهدت ثريا بحزن على ابنتها، نظر لها منصور مستفهمًا باهتمام:
– أخبارها أيه يا ثريا؟
نظرت له مجيبة بتعابيرٍ مكفهرة:
– زعلانة قوي، ومش عاوزة تروح جامعتها أو تخرج حتى!
هتف منصور بلوم:
– كله منك يا ثريا، فضلتي تقوليلها زين مش هيتجوز غيرك لحد ما علقتيها على الفاضي
دافعت عن نفسها قائلة باستنكار:
– المفروض كان فعلاً يتجوزها، بس فاضل علشان الورث جوّزه لنور، أنا مش عارفة أصلاً إزاي يجوّزه لعيلة قد ابني الصغير!
هتف منصور بعدم اكتراثٍ وهو ينهض:
– ملناش دعوة، بنت أخوه وهو حُر، أنا هروح الشركة عندي اجتماع، عن إذنك
ثم تحرك دون أن تعلق ثريا فهي بالفعل من علّقتها بذلك، انتبهت لهبوط ابنها الدرج وهو يحمل حقيبته المدرسية على ظهره، تقدم مالك منها وقد بدا عليه التكشير، لوت فمها للجانب قائلة بتهكم:
– وإنت كمان فيك أيه إن شاء الله؟!
وقف بجانبها قائلاً بعبوس:
– يعني مش عارفة يا ماما!، نور اتجوزت، يعني خلاص عُمرها ما هتكون ليا
رمقته والدته بنظرةٍ ساخطة معبرة عن غيظها من هذا السمج، ردت باستهجان:
– جواز أيه يا حيوان اللي بتفكر فيه، مش لما تنجح يا فاشل الأول!
اغتاظ مالك منها هادرًا:
– إفضلوا كده مش حاسين بيا، حرام عليكوا على فكرة
لم تهتم ثريا بحالته ولا بما يشعر به، سمع مالك ابواق حافلة المدرسة فقال بكمدٍ وهو يتحرك ليُغادر:
– عن إذنك
تأففت ثريا ولم ترتاح لما حدث، ناهيك عن حالة ابنتها وجلست تفکر كيف ستخرُج من حبستها تلك……!!
_________________________________

وقف أمام المرآة يُمشط شعره وهو يضحك بخفوت من دورانها من حوله وهي تتحدث وتشرح دون أن تمل، بكل جراءةٍ حاوطت نور خصره من الجانب حيث بحديثه العطوف معه جعلها تعتاد عليه ولم تخشاه فتوقف زين عما يفعله، مسح على شعرها البني ثم ضمها قائلاً وهو ينظر لعينيها:
– إنتي طلعتي شقية قوي
ضحكت نور بمرحٍ مرددة:
– علشان إنت مش زعلان إنك إتجوزتني!
رد وهو يضمها لصدره:
– لا مش زعلان، يلا بقى علشان متتأخريش
ثم ابعدها لتمتثل لأمره، توجهت لتجلب حقيبتها ثم تقدمت منه مرة أخرى، أمسك زين بيدها ثم تحركا نحو الخارج وهي متهللة من رقته معها….
هبطوا الدرج ليجدوا الجميع يتناولون إفطارهم ثم تقدموا منهم، انتبهن مريم وسلمى لهما ثم وزعن أنظارهن عليهما بشيءٍ من الغرابة، حيث الأُلفة المتبادلة بينهما، جلس زين على مقعده وعفويًا جلست نور بجانبه، قال زين بلطافة:
– صباح الخير
رد فاضل بنبرته الحانية ونظراته الودودة قائلاً:
– صباح الخير يا حبيبي!
لكزت مريم اختها لتنتبه لوضعهما، نظرت لها مريم بأنها تعي كل ذلك، همست لها بنبرةٍ أراحتها:
– عادي لما يهتم بيها، مظنش حصل بينهم حاجة
هزت سلمى رأسها متفهمة، ثم شرع الجميع في تناول الطعام، بعض وقتٍ من صمتهم جاءت حافلة المدرسة، انتبهت نور فرددت بعجالة:
– الباص وصل برة
ثم نهضت لتهندم ملابسها وتعلق حقيبتها في كتفها، قال زين وهو ينهض:
– استني هوصلك
سعدت نور بذلك وانشرحت، قال فاضل بتحنن:
– خلي بالك من نفسك يا حبيبتي
هزت رأسها بطاعة ثم أمسك زين بيدها ليتحركا نحو الخارج، تقدمت عزيزة منهما قبل خروجها ممسكة بعلبة طعام صغيرة، قالت ببشاشة:
– خدي يا حبيبتي الأكل دا معاكي في المدرسة
تهللت نور من اهتمامها بها ثم قالت بامتنان:
– ميرسي يا دادة
ثم وضعت في حقيبتها لتخرج هي وزين لتستقل الحافلة، كان مالك قد ترجل منها لينتظرها أمام باب الحافلة، ابتسم حين رآها لكنه عبس فجأة من رؤية زين معها، تأفف في نفسه ولم يُعيره اهتمام، نظر لنور وهي تتقدم منه قائلاً بسعادة:
– حبيبتي يا نانو صباح الخير
ثم أمسك بيدها وحالته تلك وتصرفاته معها لم تعجب زين ليشك في أمره، ردت نور باقتضاب وهي تسحب يدها:
– صباح الخير، يلا علشان منتأخرش
ثم نظرت لزين قائلة ببسمة رقيقة:
– باي يا زينو هتوحشني
ثم قبلت خده فابتسم لنطقها اسمه بهذا الشكل، قال باطراق:
– خلي بالك من نفسك
ابتسمت له ثم تبدلت ملامحها للجمود حين استدارت لمالك، خاطبتها ببرود:
– يلا
تضايق مالك من تغييرها معه، استقلوا الحافلة وسط نظرات زين المودعة لها، اغتاظ مالك في نفسه وهي تلوّح له لتودعه بحرارةٍ جمة فابتسم زين لكنه لاحظ ضيق مالك، تحركت الحافلة للمغادرة فتنهد زين بشرود ليعاود الولوج للفيلا مستعدًا لملاقاة صديقه حسام……!!
_________________________________

مرت فترة لا بأس بها ونور أمامه تسحره بعفويتها، بحركاتها وتصرفاتها المضحكة، لم يتخيل زين أن یتعلق بها لهذه الدرجة، كان لنتيجة هذا الإقتراب أثرًا في داخله لينطبع بعدة أحاسيس استفاضت على هيئته معربة عن مشاعر ما، لكن لم يعجبه إقتراب مالك منها ليشعر بالغِيرة لأول مرة، وعن نور رددن لها بنات عمها بعض الكلمات والتنبيهات لكن نور لم تكترث لحديثهن، رغم ذلك تحفظت مريم على عدم قبولها وجود اقتراب بينهما وقد تحدثت بشأن ذلك مع والدها الذي في نفسه لم يمانع وجود شيء بينهما، لكنه لصِغر عُمر نور احترم حديث ابنتيه…
في يوم من الأيام تهيأت نور للذهاب للمدرسة كعادتها، ارتدت فستانًا مزخرفًا لوجود حفلة موسيقية بالمدرسة، لم تستطع غلق سحاب فستانها فتوجهت لزين الذي افاق للتو من نومه، جلست على طرف الفراش ثم أولته ظهرها قائلة:
– زين إقفلي السوستة مش عارفة
ثم أقصت شعرها للجانب لتضعه على كتفها ليظهر ظهرها إلى حدٍ ما، ارتبك زين قليلاً ثم اعتدل وهو يتطلع عليها بنظرات مُغايرة عن السابق، توتر وهو يمد يده ليمسك بالسحاب ليغلقه ببط، عن نور لم تخجل وذلك لاعتيادها عليه بشكلٍ كبير في تلك الفترة، رفعه للأعلى وأطراف اصابعه تلامس ظهرها، دون إرادةٍ منه احنى رأسه نحو شعرها ليتنشق رائحته وقد اغمض عينيه، أحاسيس متنافرة مع واقعه سقط فيها ولم يحدد ماهيتها، تلقائيًا كانت يده ملتفة حول خصرها وهو يُنهي غلق السحاب، ابتسمت نور لانتهاءه وبحركةٍ مباغتة ادارت رأسها نحوه فتقابل وجهيهما بدرجةٍ كبيرة جعلت قلبه ينتفض فجأة، وجه بصره لشفتيها دون انتباه راغبًا في تقبيلها بدفعة من إشباع تمني ما انغرس بداخله، لكنها لم تدرك كل ذلك، قالت باستنكار:
– شكلها تعبتك قوي، كانت صعبة؟
وعي زين لنفسه وارتبك مستفهمًا:
– هي أيه اللي صعبة؟
ردت بمفهوم:
– السوستة!
حرك رأسه بنفي ثم رد متحكمًا فيما يمر به:
– لا مش صعبة
ثم زيّف ابتسامة ضعيفة، نهضت نور قائلة بشغف:
– طيب همشي أنا زمان الباص هيوصل دلوقتي
لم يرتاح زين لذهابها مع هذا مالك يوميًا ولا لنظراته وحديثه معها، نهض من التخت متجهًا نحوها، قال باقتراح:
– أيه رأيك يا نور كل يوم أنا اللي هوصلك للمدرسة بتاعتك
شهقت نور بفرحة لتهتف بعدم تصديقٍ:
– بجد هتوصلني كل يوم بروح فيه المدرسة؟
انشرح زين لقبولها مرددًا بتأكيدٍ:
– هوصلك كل يوم، وبلاش الباص ده!
هتفت مرحبة بشدة:
– أنا مبسوطة قوي علشان هتوصلني، شكرًا يا زين
ثم احتضنته فطوّقها بذراعيه مبتهجًا من عدم اختلاطها لمالك، لكنه وعي لوجودهما في مدرسةٍ واحدة ليبق فقط أن يبعدهما، تنهد وقد أخذ الموضوع بجدية، ردد في نفسه بحسمٍ:
– مش هرتاح غير لما تتنقلي، وقريب…….!!
________________________________

لاحقًا، اتفق مع صديقه للذهاب معا لمكانٍ ما، بداخل سيارة زين جلس حسام بجواره وزين يقودها بشرود، نظر له حسام متسائلاً:
– أخبارك أيه يا زين مع نور؟
انتبه له زين فأجاب بتنهيدةٍ عميقة:
– كويسين، بس كنت عاوز أنقلها مدرسة تانية!
سأل حسام باقتضاب:
– ليه؟
رد بتلجلجٍ دون الرجوع للسبب الأساسي:
– محبتش المدرسة دي، أصلي بقيت بوصّلها للمدرسة وبعيدة عن الشركة، يعني باخد وقت على ما أوصل
مط حسام شفتيه مفكرًا، تذكر أخته فهتف بتلهف:
– سارة أختي على فكرة قدها في تالتة إعدادي، أيه رأيك لما تقدملها في مدرستها وبالمرة يبقوا أصحاب
هتف زين بموافقةٍ فورية:
– كده كويس قوي، من بكرة نروح المدرسة دي نتقلها فيها
اغتبط زين كثيرًا حین انتهی من هذا الموضوع ثم أوقف سيارته أمام الشاطئ، ليس ذلك فقط بل كان أمام عوامة حديثة وشكلها الخارجي ملفت ورائع، قال زين بأمرٍ:
– يلا إنزل
عقد حسام بين حاجبيه ثم استفهم وهو يترجل:
– جايبنا هنا ليه، هنزور حد تعرفه عايش هنا؟
وجه زين أنظاره للعوامة قائلاً بابتسامة ذات مغزى:
– دي عوامة، بتاعتي!
شهق حسام بتفاجؤ مرددًا باستنكار:
– بتاعتك من إمتي، وكمان معرفش بيها!
نظر له زين قائلاً بشرح:
– لأ دي عملتها وأنا برة، كنت بدي مواصفاتها للمهندس وهو يعملهالي، بس أيه رأيك فيها؟
سأله زين بغمزةٍ من عینیه، رد حسام باعجابٍ وهو يتأملها:
– حلوة قوي يا زين وزي بتاعة الأجانب، بس هتعمل بيها أيه؟
سأله حسام بحيرة، رد زين بمعنى:
– هقعد فيها، أوقات باحب أغيّر جو، أحسن من السفر، وجودي فيها هيريحني وأبطل أسافر
اقتنع حسام بحديثه ثم تابع زين وهو يصعد عليها:
– تعالى نتفرج عليها، دي تجنن من جوة…..!!
_________________________________

مرت فترة تقدمت فیها نور لمدرستها الجديدة تصادقت مع سارة، تعرّفت بعدها على أصدقاء أخريات واعتادت سريعًا عليهن، بعكس مدرستها القديمة كانت تشعر بالوحدة فيها، انزعج مالك من نقلها المفاجئ وابتعادها عنه، طلب من والده أن يرافقها لكنه رفض حتى الآن دون وجودٍ سبب مقنع، اغتم لعدم انصاتهم له ثم ربط على قلبه، ليلعن زين بداخله فهو السبب في ذلك……

لنوم نور المُبكر جعل زين يضجر من الجلوس بمفرده كونه يحب السفر والترحال والسهر!، ناهيك عن عدم مبادلتها الحديث العاقل معه، دنا من الفراش ليجلس بجوارها وهو يتأمل وجهها المقابل له، باندفاع مد يده ليمرره على كتفها العاري بحركةٍ متمنية، تجرأ أكثر لينحني طابعًا قبلاتٍ خاطفة على وجهها، عاوده الشعور ذاك في رغبته بأن يجتمع بها، لكن هناك من يلومه ويؤنبه، اعتدل زين ليبتعد عنها وهو يسيطر على عدم تهوره معها، اعتزم تركها في تلك اللحظة كي لا يغلبه تصرف ما غير مستحبٍ، هي صغيرة وما زالت لا تعي ما يريده، توجه لإرتداء ملابسه ثم استعد للسهر في إحدى الأماكن….
توجه لملهى ليلي انتقاه لرُقيّه، ولج للداخل وعينيه تجوب المكان بنظراتٍ خاطفة لما حوله ثم تعمّق للداخل، قابلته فتاة ما وقعت عيناها عليه نظرًا لوسامته، فهي فتاة ماجنة تعمل بالمكان، بخطواتٍ زموعة تحركت نحوه مرحبة بدلال:
– منور المكان يا باشا
مرر زين أنظاره عليها ليبدو عدم الإهتمام من ناحيته حين ادرك ماهية عملها، رد باحتراس:
– أنا جاي بس أسهر شوية
ردت بميوعة وهي تدنو منه:
– وفيها أيه، أنا معاك في اللي تحبه
ثم خبطت كتفها بكتفه فابتسم بتهكم ناظرًا إليها بشيءٍ من الإزدراء، توجه لبار المشروبات وهي من خلفه معتادة على تلك النظرات فلم تعطيها أهمية، خاصةً في حضرة شاب في مثل هيئته، جلس الإثنان يتناولان المشروب وكان فكره مشغولاً بها هي، غير مكترث لثرثرة تلك المرأة، ثمل قليلاً فحاولت الفتاة استغلاله قائلة بمحايلة تجيدها:
– يلا نقوم نروح مكان تاني
نظر لها زين بقتامة مفطنًا نيتها، كان واعيًا لها ولكنه لم يتخلى عن مبدأه، سألها بهيئة غامضة:
– إنتي اسمك أيه؟
ردت بابتسمة متسعة:
– اسمي زيزي يا سعادة البيه
نهض زين قائلاً بفتور:
– أنا همشي بقى
نهضت قائلة بعتاب:
– لسه بدري، يعني مش عاوز تكمل سهرتك معايا، لو مش عاجبك المكان نروح عندك
ثم تمايلت عليه بنوعٍ من التحفيز ليتابع السهرة برفقتها، نظر لها زين وقد تأثر، حرّضته شهوة طارفة كأي رجلٍ في موضعه، تلقائيًا جاءت على ذهنه لا يعرف كيف له أن يتخيلها هي من معه، نفض فكره فيها منتبهًا لهذه الفتاة وهي تتحايل عليه، نظرت له بقبول فقال هو بتمهلٍ:
– بعدين، مش دلوقت!! ……………………..……………..
_________________________
__________________
___________

error: