صقر الصعيد للكاتبة نور زيزو
الفصــــل الســـادس عشــر ( 16 ) {{ الجـــزء الأول }} بعنــــوان ” قلــــوب حــائـــرة ” ••
بجدية قائلة :– آنا مموافجاش ياصجر ،، اللي ميجدرش ظروف البيت والناس اللي حواليه وكل اللي همه نفسه وبس يبجي هيفضل طول عمره ميهموش غير حاله بس ،، ده مجدرش ان مرتك بتموت وفي العمليات وأنت مجبوض عليك وجعد يعاكس فيا ويجولك عاوز اتجوزها ،، هو في اكدة ،، آنا معاوزش اتجوزوا ياصجر وياريت متجبرنيش ،، أنت عمرك ما أجبرتني علي حاجة جبل سابج…..أستدارت مرة أخري وعادت لغرفتها خارجة من مكتبه كما عادته بعد أن رفصت الزواج منه وهكذا أعجابه لها ،، يبث دائماً من عيناه حينما يقع نظره عليها ،، تتنهد بقوة من بين ضلوعه وخرج خلفها فوجدت “جالان” تجلس علي السفرة وتأكل بشراسة من الأطباق الموجودة أمامها ،، أقترب منها بهدوء وعقله مشغول بأخته وزواجها ،، وقف خلفها ثم قال بهدوء :– صباح الخير ،، صحيتي ميتي- صباح النور ياحبيبي ،، صحيت من ساعة كدةقالتها باسمة وهي ترفع رأسها للأعلي تحدثه ،، داعب وجهها بأنامله ثم قال بخفوت :– ايه كل ده أنتي عازمة حد علي الواكل وياكيضحكت بطفولية عليه وقالت :– لا ياحبيبي ده أنا وبنوتيأنحني قليلاً ثم وضع قبلة علي جبينتها وقال بهدوء :– ألف هنا علي قلوبكم أنتوا الاتنينتبسمت له بسعادة ،، تركها وخرج إلى الحديقة يرتشف كأس الشاي الأخضر فجاء إليه “نبيل” بحماس ليستمع إلى كلمة واحدة تنير حياته حينما يخبره بأن محبوبته موافقة علي دخول حياته وتنيرها ببسمة منها حينما يستيقظ صباحاً ويراها بجواره بين ذراعيه ،، جلس بجواره مُبتسماً وقال بحماس شديد :– ها قالت ايه؟؟ ،، طمني؟؟أشار لـ “عوض” بأن يسكب الشاي له وقال بهدوء :– أشرب بس الشاي الاول وبعدين نتحددأخذ كأس الشاي منه وعيناه منتظرة الأجابة ،، فقال “صقر” بأستياء من أخته :– الجواز جسمة ونصيب يانبيل ….أتسعت عيناه علي مصراعيه بصدمة غير متوقعة ،، أهي حقاً رفضته وأغلق جميع الأبواب بوجهه ،، ترك كأس الشاي من يده وهو يحدق بالفراغ بذهول بعد أن أنكسرت روحه وتلاشت بسمته من فوق شفتيه ثم وقف بهدوء شديد دون أن يتفوه بكلمة واحدة وأستدار يرحل ،، نظر نحوه بشفقة علي حاله يبدو علي نظراته آنه عاشق لها فماذا سيصيب قلبه برفضها ؟؟ …_________________________________
دلفت “جالان” إلى غرفة “قمر” فوجدتها جالسة علي المقعد شاردة بتفكيرها في عالم أخر لم تشعر بشئ حولها ولا حتي بدخول “جالان” للغرفة ،، أقتربت منها بخفوت شديد ماشية علي أطراف أصابعها وحين وصلت بجوارها نكزتها في كتفها بقوة وهي تقول :– قمرفزعت من وجودها وضربتها لها ثم قالت بأغتياظ :– خضتني ،، هو الحمل جننك- آنا طول عمري مجنونة بس أنتي اللي مش واخدة بالكقالتها وهي ترفع قدميها علي الأريكة ،، ثم أكملت حديثها بجدية :– مادام بتحبيه قولتي لا ليه- آنا ،، مين قال آني بحبه ،، مستحيلقالتها بهلع وتوتر شديد وهي تقف من مكانها ،، فأجابتها “جالان” بثقة وهي تقول :– بتحبيه ،، مادام بتفكري فيه يبقي بتحبيه ليه بقي تقولي لا وخصوصاً ان بناتك واخدين عليه وبيحبوه وكمان أبنه بيحبك .. يعني الولاد مش هيكونوا مشكلة خالص ما بينكم وعمرهم صغير،، بناتك محتاجين أب وبكرة لما يروحوا المدرسة هيقولوا فين بابا زي زمايلهم ،، ويوسف محتاج أم قدامه- متحاوليش تقنعيني لأنه قفلت الموضوع تماماً خلاصقالتها وهي تفتح الدولاب وتجمع أغراضها،، فسألتها “جالان” بذهول وهي تقف :– أنتي بتعملي أيه ؟؟أستدارت تنظر لها بأستياء ثم أردفت قائلة :– أيمن ونبيل ماشين هنمشي معاهم ،، شكل فريدة كمان رفضت الجواز من نبيل عشان مُصر يمشي النهاردة- كتكم البلاوي حد يلاقي عرسان زي الورد ويقول لاقالتها وهي تتجه للخارج ذاهبة للأخري كي تعلم لماذا رفضته هي الأخرى؟؟
من فوق سور السرايه وهو يرتدي عباية رجلي ويلف حول وجهه وشاح يخفي ملامحه ،، كان حذر بحركاته حتي لا يلاحظه أحد من رجال “صقر” ،، تخفي في ظل الشجرة ينظر للرجال بأنتبه فرأي “صقر” يقف هناك فأشتاط غضب وغيظ ثم أخرج من عبايه مسدساً وهو يجز علي أسنانه ثم مدد ذراعه أمامه فصوب مسدسه نحوه….كان يقفوا جميعاً يودعوهم قبل رحيلهم للقاهرة ،، قالت “قمر ” بعفوية :– خلي بالك من نفسك ومن النونو- حاضرقالتها “جالان” مُبتسمة فعانقتها بسعادة ،، وقف “صقر” مع “أيمن” و “نبيل” يُحدثهم ببعض أمور الشركة فهتف بجدية :– أعمل بس اكدة ،، وأنا يومين كدة هجي اشوف الصفجة دي- تمامقالها ” أيمن” وهو ينظر عليهم يستعجلهم ،، ركضوا الأطفال مع بعضهم يلهوا بسعادة طفولية حول بعضهم ،، أما “نبيل” كان يشيح نظره بعيد عنها غاضباً من فعلتها معه …وسط حديث الجميع ولهو الأطفال ذهلهم جميعاً صوت أطلاق رصاص ورصاصة أخترقت صدره فسقط أرضاً تحت أنظار الجميع ،، أتسعت عيناها بصدمة علي مصراعيها وهكذا طفله الصغير حين ركض نحوه مُناديه :– بابي…ركضوا رجال “صقر ” نحوه فقتل أحدهم وفر هارباً خارج السرايه ثم علي دراجة نارية وهرب ،، ركضت “قمر” نحوه وهي تبكي صارخة بأسمه بعد أن أنهمرت دموعها الحارة علي وجنتيها …..نصف ساعة وكانوا في المستشفي ومنها إلى غرفة العمليات وجلسوا جميعاً بأنتظاره ،، كانت تبكي بصمت وتحتضن طفله الصغير بين ذراعيه ،، خرج من غرفة العمليات إلى غرفته فبكت بخفوت شديد من أجل أطفالهم ،، نكزت “جالان” “صقر” في ذراعه فنظر لها..هتفت هامسة له بأذنيه قائلة :– يلا نمشي ،، قمر هتقعد معه- عيب نهمله جبل ما يفوج ونطمن عليهقالها وهو ينظر له بأغتياظ من طلبها ،، فأجابته مُستاءة :– عيب أيه ،، الدكتور قال انه كويس لو حصل حاجة هي هتتصل بينا ،، ده أنت هتأخد ثواب- هأخد ثواب مشان ههمله لحالهقالها بتهكم ساخراً من حديثها ،، زفرت بضيق صامتة…..
كانت تجلس في الأستقبال بالخارج ،، مُتحاشية النظر له وهو جالس أمامها عيناه مُتشبثة بها بغيظ وغضب شديد من رفضها لها ،، رفعت نظرها له ووجدته كما هو ينظر عليها دون توقف فنظرت لعيناه بقلق وتساؤلات كثير تدور بعقلها .. ماذا كان سيحدث إذا أصابته هو تلك الرصاصة ؟؟ هل كانت ستبكي كـ”قمر” وترتجف أم كانت له تبالِ له بشي ؟؟ ….كانت عيناه تقرأ عيناها وتساؤلاتها الواضحة ،، آما عيناه كانت تسأل سؤال واحد .. لماذا ؟؟ ،، أنهمرت منها دمعة حارة عليك وجنتها فمسحتها بسرعة شديدة خافضة رأسها للأسفل ،، ظلا صامتا فقط نظرات متبادلة فقط تفضح ما يخبأه كلا منهما إلى الآخر…..
أغلقت باب الدولاب وهي تربط رابطة روبها بعد أن غيرت ملابسها وأستدارت تنظر نحوه حينما كان جالساً على السرير مُمدد جسده ،، سألته وهي تقترب :– تفتكر مين اللي عملهاأجابها وهو يمسك يدها حين وصلت أمامه لكي تصعد لفراشها:– حسام ،، الرصاصة دي كانت جاية ليا أنا بس نصيبه هو اللي خدهافزعت بهلع وهي تجلس بجواره وقالت غاضبة :– ليك أنت ،، ألف بعد الشر عليك ياحبيبي يارب هو ،، بلغ البوليس عنه عشان يعينه حراسة ليك اكيد هيحاول تانيأمتلك وجهها ببن كفيه بحنان وقال ناظر لعينيها بدفء :– متجلجيش ياروحي ،، آنا مهستناش لما يعملها تاني ،، وخصوصاً ان دلوج اشول كل ما يجي يصيب هيصيب غيرينظرت لعيناه بخوف ثم قالت مُمسكة بيده بحنان :– صقر بلاش تتحداه ،، آنا مقدرش أعيش من غيرك أو حتى استني يحبوا يقولولي جوزك اضرب بالنار ،، فكر فيا آنا وأبنك وحياتي عندكجذبها لصدره وهو يطوقها ثم وضع قبلة علي جبينها برفق وقال مُغير مجرى الحديث :– أخبر النونو إيه ؟؟أبتعدت عنه بسعادة ورسمت بسمة مُشرقة علي شفتيها ثم قالت مُربتة علي بطنها بدلال :– كويس بيسلم عليكأقترب منها يحيط خصرها بيديه وهو يقول بأثارة :– وريني أكدة أطمن عليه بنفسيضحكت عليه وهو يقترب منها ويديه تتسلل لظهرها تستكشفه بدفء وعيناه تتشبث بشفتيها الوردية فأغمضت عيناها بأستسلام ومن ثم شعرت لأنفاسه أولاً ثم شفتيه الدافئة تداعب شفتيها…….يتـــــبـع …….