صقر الصعيد للكاتبة نور زيزو

الفصـــــل الــرابــــع والعشــــرون (24) بعـنـــوان “عـــودة للـحيــــاة ” •••• الآخيـــــر ••

فتح باب الغرفة وصدم حين رأي ثلاثتهم على سرير واحد متشبثين ببعضهم البعض نائمون فأعاد غلق الباب ثم ذهب لها وجدها بالمطبخ تطهى الطعام لهم فقال بحيرة :– قمر الولاد نايمين أصحيهم وأعاقبهم- تعاقبهم أيه أنا باعتك تجيبهم يأكلوا دول مأكلوش حاجة من الصبح ،، روح صحيهم يا أيمنقالتها وهى تحمل الصنية بيديها فقال لها بأستجابة :– حاضر هصحيهمأخذ منها الطعام وذهب إلى غرفتهم معاها ثم وضعه على السرير الآخر وحاول أيقظهم برفق فزعوا ثلاثتهم وعندما رأوا والدهم فتذكروا غضب أمهم منهم ،، فأردف “يوسف” بتوتر قائلاً :– بابي أنا مقصدتش أزعل مامى بس هو اللى ….بتر حديثه “قمر” بحنان أم قائلة :– تعالوا كلوا الأول- ميتكررش تانى اللى مامي قالتلى عليه دا ،، لو سمعت أن عملتوا مشاكل فى المدرسة تانى هنقلكم منها وكل واحد فى مدرسة لوحدهقالها “أيمن” بحزم فأجابوا ثلاثتهم بخوف أن ينفذ حديثه :– أول وأخر مرة يابابى مش هتتكرر تانى واللهتبسم لهم بخفة ثم قال وهو يقف من مكانه :– تعالوا كلوا وبعدين ناموا .. أنا رايح أغير هدومىتركهم وخرج فأقترب من “قمر” معتذرين أولاً ثم تناولوا طعامهم ….

••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

وصلت للمستشفي مع “مجدي” بعد العديد من المحاولات فى أقناعه بالموافقة ،، كانت تمسك يده مُساندة له وهو يتحدث معاها بتذمر على موافقتها ..رأت الطبيب يخرج من غرفتها فأسرعت له تسأله عن حالتها :– يا دكتور لو سمحت ..أستدار لها وتبسم بأمل ثم قال :– حضرتك تباع فريدة ،، هى فاقت الحمد لله كنا لسه هنكلم أستاذ صقر- فاقت الحمد لله ،، يعنى هى كويسة دلوقتى صحقالتها بسعادة وهى تسأله ،، فأجابها مُبتسماً :– أحنا نحمد ربنا أنها فاقت وتجاوزت مرحلة الخطر ،، أن شاء الله تتحسن قريب ومادام فاقت يبقي الأمل كبير ،، عن أذنك تقدري تدخلي ليها بس بلاش تعب وكلام عشان صحتهاأشارت إليه بنعم ثم دخلت مع جدها لها فرأتها كما هى على سريرها والأجهزة متصلة بجسدها الضعيف وعيناها مفتوحتان فأسرعت نحوها تعانقها برفق شديد ثم جلست بجوارها وأتصلت بـ “صقر” تخبره بهذا الخبر الذي سيعيده للحياة مُجدداً فترك كل شيء بيده وذهب لها …..كانت نائمة على سريرها صامتة تماماً وتفكر بتلك الجملة التى سمعتها من الممرضة فور أفاقتها وحوارهما القصير حين قالت :– أنتى فوقت ،، الحمد لله دا خطيبك هيفرح جداً لما يعرف ..- خطيبي …سألتها بأستغراب وتعب فأجابتها مُبتسمة :– اه ربنا يخليكم لبعض مسابكيش لحظة واحدة من ساعة ما دخلتى المستشفي ودايما دمعته على خده وعلى طول بيوصينى نخلي بالنا منك …كانت تفكر به أحقاً كان هنا بجوارها ؟؟ أحقاً كان يبكي من أجلها ؟؟ …ظلت تفكر وتفكر به رغم تعب جسدها ،، شعرت بشيء على يدها أستوقف شرودها نظرت بصعوبة بجوارها فوجدت “صقر” يقبل يدها ومن ثم يربت على رأسها بحنان ويردف قائلاً :– ألف حمدالله على سلامتك يا فريدة ،، ياريت كنت أنا وأنتى لا ياخيتى- بعد الشر عنيك ياصجرقالتها بتلثعم شديد مُحاولة رسم بسمة على شفتيها …فتح باب الغرفة ومن ثم ولج “نبيل” بسعادة يتلقط أنفاسه بصعوبة شديد من كثرة الركض الذي ركضه حتى يصل لها بأقصي سرعة وعيناه متشبثة بها وحدها دون خجل من أخاها وجدها ،، فعادت روحه له من جديد بعد معاناة شديدة وأنتظار طال وصله ….وقفت “جالان” بأحراج ثم أخذت زوجها وجده للخارج تاركة خلفهم هذان العاشقان وحدهما على أمل أن يعودوا كما كانوا قبل أن يأتى له

م الوجع بألمه …

•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

دلفت لغرفتها بعد أن أطعمت أطفالها وجعلتهم يخلدوا للنوم من جديد ثم أغلقت باب الغرفة فشعرت بيديه تحيط خصرها النحيل مُحتضنها من الخلف فضحكت عليه برقة ثم قالت بدلال :– أستن بس يا أيمن أنا عاوزك فى موضوع- بعدين بقي كفاية مواضيع النهاردةقالها وهو يديرها له واضعاً قبلة على وجنتها فصاحت به بينما تفلت نفسها منه :– يا أيمن أستن أنا عاوزة أقولك على خبر كدةهربت منه بعيدًا بنهاية الغرفة فسألها بتذمر :– عاوزة تقولى أيه قولى بسرعةجلست على السرير ثم قالت بعفوية :– تعال أقعد جنبي الأولأقترب منها مُتذمراً ثم هتف بأستياء :– أدينى قعدت أهو نعمأشارت بيدها على بطنها بحنان بينما تقول له بدلالية :– أسمع هنا كدةأشار على بطنها بيده ثم قال بأستغراب :– هنا- اهقالتها مُبتسمة له فأنحنى

 

لبطنها مُستمعاً ثم أبتعد وقال :– مش سامع حاجة ،، أيه جعانة- أنت سمعك وفهمك قليلين على فكرةقالتها حينما وقفت غاضبة منه ،، فمسكها من ذراعها ثم جعلها تجلس على قدمه وقال :– أستنى بس ،، هسمع تانىوضع رأسه على بطنها ولم يسمع شيء لكن عقله أخبره بالمقصود من هذا فزوجته وحبيبته حامل بطفل لهم ،، أبتعد عنها مُندهش ثم نظر لها وقال :– أنتى حامل ؟؟أشارت إليه بنعم مُبتسمة بسعادة فتبسم هو الأخر بينما قال :– حامل بجد ،، يعنى أنا هبقي باباقهقهت ضاحكة عليه ثم قالت بعفوية :– أنت بابا لـثلاث عفاريت هى أول مرة تكون بابا- بس منك حاجة تانية ،، بصي مفيش حركة خالص وأنا هتصل بالمربية بتاعت يوسف تيجى تأخد بالها من الولاد ومنكقالها وهو يقف ويحملها على ذراعيه ثم ينزلها على السرير برفق ،، فضحكت عليه وقالت :– وأيه كمان- متتحركيش من السرير خالص خليكى مرتاحةقالها بسعادة تغمره فضحكت عليه ثم جذبته لينام بجوارها ووضعت رأسها على صدره بحنان ومن ثم يطوقها بذراعيه بحب ….

 

•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••-

ألف حمدالله على سلامتك يافريدةقالها بخفوت شديد وهو يربت على يدها فجذبت يدها من قبضته بغضب وأدارت رأسها للجهة الآخرى ،، فهتف بحزن :– أنا عارف أنك زعلانة منى بس وحياتك عندى كل كلمة البنت دى قالتهالك كدب وأسالى صقر أخوكى البنت دى أعترفتله بكل حاجة وأنها متعرفنيش ولا أنا أعرفها ،، أنا همشي بس المهم أنتى متتعبيش تانىوقف “نبيل” بحزن شديد لكى يرحل فشعر بيدها الصغيرة تلمس أنامله فنظر نحوها ووجد دموعها تنهمر على الجانبين ،، أقترب مُسرعًا نحوها ومسح لها دموعها بأسف ثم هتف بحنان :– بس متعيطيش يافريدة أنا مقدرش أشوف دموعك كفاية أنى مستحمل شوفتك فى الحالة دى ياريتنى كنت ركبت معاكى الأسانسير كنت حميتك بين درعاتى ولا يحصل فيكى كدة ياحبيبتى- أنا أسفةقالتها بصوت مبحوح يكاد يخرج من بين شفتيها ،، فأربت على يدها بحنان مُ

 

بتسماً لها ….

 

•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

“صقر” فجراً من نومه على صوت “جالان” وهى تقظه فهتف بصوت مبحوح نائماً :– نامى بجي جالان- صقر أنا جعانةقالتها بحزن شديد بينما هو يطوقها بين ذراعيه ،، فتح عيناه لها ثم نظر لها وقال بخفوت :– جعانة دلوجأشارت إليه بنعم ،، تتنهد بأغتياظ منها ثم قام من فراشه مُتجهًا للخارج …جهز لها بعض السندوتشات والسلطة ،، دلفت “فريدة” إلى المطبخ وهى تحدث “نبيل” على الهاتف فشهقت بفزع حين وجدته ،، أخذ الصينية ثم أستدار ليخرج وقال بلا مبالاة :– جوليله يروح ينام وراءه شغل كتير جوى بكرة ومعاوزش تأخير واصلضحكت عليه ثم قالت بعفوية :– سمعت مديرك جال ايه روح نام بجى- تصبحي على خير ياقلبيقالها “نبيل” بحنان فأجابته بدلال :– وأنت من أهله ،، متنساش بكرة العشاء عندينا مشان تتفج مع صجر على الفرحأردف بحزم وجدية قائلاً :– أنسي أيه مستحيل ،، أنا مستني بكرة بطلوع الروح عشان أحدد الفرح وأتجوز ونخلصقهقهت ضاحكة عليه ثم أغلقت الخط معه ….

•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

إلى غرفته فلم يجدها وضعها الطعام على الطاولة وخرج يبحث عنها فى أرجاء الشقة ولم يجدها عاد إلى غرفته فرأها تخرج من الدولاب مُرتدية قميص نوم أحمر طويل وعلى رأسها طاقية بابا نويل وشعرها مسدول على ظهرها ومُبتسمة له أقترب منها بذهول ثم قال بأستغراب من تلك الزوجة المجنونة :– أيه اللى عاملة فى نفسك دا ياجالانهتفت بلهجة مرحة ودلالية بينما وضعت يديها على صدره قائلة :– happy new year ياقلبيضحك عليها وهو يتفحصها بنظره من القدم للرأس فسألته بصوت دافيء :– شكلى حلو يا حبيبي- كيف الجمر فسماءهقالها بحنان وهو يطوقها بذراعيه فوضعت قبلة على وجنته بحنان ثم هتفت برجاء ونعومة :– ممكن تنسي ضغط الشغل ومشاكله النهاردة- ممكن ياحبيبتى ،، أنتى مش جعانة صوحقالها ثم حملها على ذراعيه فقالت بعفوية :– لا خلاص شبعت ههههه- أنا بجى لسه مشبعتش ومهشبعش غير لما أكل التورتة بتاعتى دىهتف بذلك بينما ينزلها على السري

ر ويداعب خصلات شعرها بأصابعه ….

 

 

••••••••••

••••••••••••••••••••••••••••••••

دلف “أيمن” إلى مكتبه بسعادة وهو يقول :– مبروك علينا ياصقر المناقصة وإفلاس شاكر ،، البنوك حجزت على كل أملاكه بعد ما فلس وخدنا منه الخمس صفقات دول- الله يبارك فيك بس الفرحة الحجيجية ياأيمن أنى خدت حجى منه وبالجانون ،، حج ولدى اللى جتله فى بطن أمه ومحاولة جتل فريدة ودمارى وكله بالجانونقالها “صقر” بينما يجلس على مقعده خلف المكتب بسعادة- ومبروك كمان جواز فريدة ربنا يتمملها على خيرقالها وهو يجلس على الكرسي المقابل للمكتب ،، فأجابه “صقر” :– الله يبارك فيك ياأيمن عقبال ما تفرح بولادك- الله يخليك ،، بس اللى محيرنى أنت ليه سبت الزفتة اللى أسمها ألاء دى مع أنك سجنت شاكر والراجل بتاعهسأله “أيمن ” بفضول ،، فأجابه بتهكم :– آلاء دى أخرها تأخد مبلغ وتروح تقول كلمتين توجع بيهم الناس فى بعض ،، لكن متأذيش ولا توصل لجتل حد وهتعيش حياتها أكدة ومهتتغيرش- اممم قولتلى بقيقالها “أيمن ” بفهم ثم تركه وخرج من المكتب ….

•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

قاعة كبيرة بالقاهرة كان الجميع منتظر ظهور العروسين وكان “صقر” يقف مع “أيمن” يستقبل الجميع حتى فتح باب القاعة الآخر ودلف العروسين فكانت “فريدة” تشبه الحورية فريدة من نوعها فى كل شيء وفاتنة بفستانها الأبيض واضعة يدها فى يده مُبتسمة بسعادة تغمرها وكأنها تعيش بعالم آخر ،، وقفت “جالان” بجوار زوجها ناظرة عليها بفرحة تسكنها وتلك الفتاة العنيدة رغم تمردها تزوجته بالآخر فوضع “صقر” يده حول كتفها فتشبثت بذراعه الآخر بحب …….

••••• النهـــــــــــــــايــــة ••••••

 

 

 

 

error: