صقر الصعيد للكاتبة نور زيزو

 

رواية /صقر الصعيد الفصل الرابع••

الفصـــــل الـرابــــع ( 4 ) بعنــــوان ” جــريمــــة المـاضــي ” ••

نظر لها بهدوء وقال :-– أدخلي أرتاحي دلوجت وبكرة فريدة تحكيلك الحكايةأشارت إليه بنعم مُبتسمة ودلفت لغرفتها ،، أستدار ودلف لغرفته هو الأخر


أقترب ” صقر ” منها بغضب وهو يمسك من ذراعها بقسوة ويقول :-– وبعدهالك مهتبطليش عمايلك دينظرت له بخوف وهتفت بشجاعة وهي تحاول أن تدفعه بعيداً عنها وتهتف مُردفة :-– آنا معملتش حاجة أنت اللي أنسان متخلف ومختلفتش حاجة عنهم ولا عن حسام كلكم ……بتر حديثها بصفعة قوية علي وجهها ……فتحت ” جالان ” عيناها بخوف وفزع مع انتفاض جسدها ،، تلتقط أنفاسها بصعوبة من هذا الحلم المُخيف ولما جاءها ،، أهو راودها لتحذر من ” صقر ” وقد يهينها هو الأخر ويضربها كما كان يفعل “حسام” ،، أيجب أن تتركه وتتجنب حبه الذي بدا ينمو بداخلها ،، أشاحت الغطاء عنها وأخذت أسدالها لكي تنزل للأسفل ……


عاد من صلاة الفجر مع ” عوض ” ثم دلف ” عوض ” لغرفته المستقلة بجوار بوابة السرايا الرئيسية ،، كان يمضي قدماً للداخل ولمحها بطرف عيناه تمشي هناك مُرتدية أسدالها يبدو عليها الحيرة والخوف كانت كطفلة صغيرة خائفة من الذهاب للمدرسة ويضربها المدرس لكنها تريد الذهاب لتلهو مع أصدقائها ،، أقترب منها وهو يتفحصها من الخلف هادئة تماماً عكس قوتها التي تصطنعها أمام الجميع أعتقد بأنها خائفة بعد ما حدث لها …..كانت تمضي قدماً ناظرة للأرض بحيرة تفكر بحلمها المُخيف ،، لما راودها وجعل “صقر ” يضرب كانت تفكر بعمق أحقاً حميع الرجال هكذا ؟؟ أحقاً جميعهم يضربون ويستقوا علي المرأة ؟؟ لا ألف لا أخبرها عقلها بأنها لن تسمح بأن يهينها أحد آو يلمسها أحد حتي وأن كان رجل لن تسمح له بأهانتها ،، كانت تربت بيدها علي ذراعيها تشعر بالبرد والهواء البارد فإذا بها تجد شئ قوي يضع علي أكتافها وثقيل ،، أستدارت بهلع ووجده أمامها ووضع عباية أكتافه علي أكتافها يدفئها من البرد القارس ،، نظر لفزعها بهدوء يحاول فهمه ،، عادت خطوة للخلف تبتعد عنه بعد حلمها الذي زرع الخوف منه بداخلها فهي هش رغم قوتها ،، فسألها بهدوء :-– بتعملي إيه اهنا في الوجت دهمفيش أنا طالعة أنام ،، عن أذنكوفرت هاربة من أمامه حتي سقطت عبايته من فوق أكتافها ،، كان واقفاً ينظر عليها وهي تهرب منه خائفة ولا يعلم ماذا حدث لتخف هكذا أعتاد علي قوتها وشراستها معه ثم دلف للداخل هو الأخر……


دلف “حامد ” يركض في المنزل الكبير ويقول :-– يا حاج ياحاج ،، ياابو الدهب ياكبيرصرخ به ” مجدي ” يقول :-– أنا أهنا يابهيم ،، عامل خوتا علي الصبح ليهمصيبة ياحاج ،، بس زينة جوي جويقالها ” حامد ” وهو يجلس علي الأرض بسعادة بجوار قدمه ثم أكمل حديثه مُتمتماً :-صجر واد ولد أتجوز ياحاج ،، النجع كلته النهاردة مورهش سيرة غير الحديد ده وكيف أتجوز من غير عرس وزفةأتكي علي نبوته وقال بدهشة :-– أنت الحشيش اللي بتبلبعه لحس مخك ياحامد ،، صجر واد ولد هيتجوز أكدة من غير حتي ما يأخد رأي ولا يشورني مخصوملك يومين يابجرة أنتلا والنبي يااب الحاج ،، وبعدين هو كلامي ده النجع كلته بيجول الحديد ده وإن حصل مشكلة بينته وبين دار ابو زيد علي موضوع التار الجديمقالها وهو يقبل يده بخوف من الخصم ،، فجذب يده من قبضته ويقول :-طب جوم يابوظ الاخس أنت جهزي العربية وتعال غيريلي خلجاتي خليني إروح أشوف كيف يعمل أكدة ومن غير رأي… غورقالها وهو يتكيء علي نبوته ويقف لكي يدلف لغرفته بالطابق الأسفل …..

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤•

مجدي ناجي أبو الدهب :- جد صقر عمره 88 عام كبير النجع يعيش وحده بمنزله مريض بالقلب
•حامد :- مساعد مجدي يراعاه بأخلاص ويجلب له أخبار النجع يومياً


كان يجلس في البدرون منذ أمس يفكر كيف يعيدها له حتي فتح باب البدرون ودلف ” صقر ” مُرتدي بدلة رسمي وفي يده نبوته وشعره مرفوع للأعلي وخلفه ” عوض ” فقال بجدية :-– وبعدهالك ياحسام ،، هتفضل تتنط أكده كل شوية لحد ما أجتلك فيها ولو عملتها مهبجالش تار عند حدآنا عايز مراتي وهأخدها وأمشي وماليش دعوة بيكقالها ” حسام ” وهو يقترب منه بهدوء وخوف ،، فصاح به مُحذره قائلاً :-مراتك مين ،، جالان مرتي وفي جسيمة جواز تثبت ده وكمان أنت شاهد علي الجواز ده ولا نسيت ،، حذاري تجول مرتي دي تاني وإلا تمن الرصاصة اللي هجتلك بيها هتكون غالية جوي عليك ياواد عميأنقض عليه ” حسام ” يمسكه من جاكيت بدلته بقوة وهو يصرخ :-– آنا اللي هقتلك ياصقر لو مرجعتليش مراتيأبعده ” عوض ” وهو يصرخ به ويقول :-– وااا أنت جنيت ولا ايه ،، بعد يدك عن جناب البيه ،، بدر يابدردلف ” بدر ” ومسكوا الأثنين حتي خرج ” صقر ” وأغلقوا الباب عليه ،، فهتف وهو يصعد الدرج بحذر :-– عاوزكم تروجوا علي الأخر وبعدها ترموا فوسط النجع واللي له تار عنديه يأخده ،، حسام بلاويه كتير وكل اللي فنجع عاوزين يتشفوا فيه ،، وأنا رايح مصر هخلص شغل وأعاودوصل لباب السرايا ثم أستدار لهم ونظر للأعلي نحو الدرج أراد رؤيتها قبل أن يرحل وقال بتنبيه :-– مدخلوش السرايا واصل غير بأذن من حريمها خليهم علي رائحتهم واللي حصل معاوزوش يحصل تاني ياعوضفتح له باب السيارة وهو يقول :-– متقلقش جنابكوزع رجالتك بكل مكان في الجنينة معاوزش دبانة تفوت السرايا مفهومقالها وهو يركب في المقعد الخلفي ،، فأشار ” عوض” له بإيجاب وأغلق باب السيارة وقاد به السائق للمطار….


كانت جالسة أمام المرأة تصفف شعرها وهي شاردة لم تنام طوال الليل بسبب منامها ،، هتفت ” قمر ” وهي تُلبس أطفالها بهدوء :-– مالك ياجالان مش علي بعضك ليهمفيشقالتها بعد تنهيدة قوية ،، دق باب الغرفة ففتحت ووجدت ” فريدة ” تردف بأستياء :-الفطار جاهز تعالوا أفطرواأشارت إليها ” جالان ” بالموافقة وتمتم :-– حاضر هلبس وإحصلكمفيش داعي صجر سافر مهيعودش النهاردة وحذر عوض ميدخلش اهنا و السرايا مفهاش رجالة حتي جوزك سافر …قالتها ” فريدة ” وهي تأخذ الأطفال ،، أتسعت عيناها علي مصراعيها بذهول وقالت بتلعثم :-سافرنظرت ” فريدة” لها بدهشة من ذهولها وملامح الحزن التي سكنتها من خبر مغادرته وتسألت هل أحبت أخاها فعلاً ؟؟ ونزلوا معا للأسفل وهي حزينة بعد أن كانت خائفة ولم تلعب مع الأطفال ،، فسألت بفضول :-– إيه حكاية زهرة دي بقي ؟؟تتنهدت ” فريدة ” بحزن وبدأت تروي لها ما حدث منذ تسع سنوات قائلة :-– أقولك ياستي زهرة دي بنت فاتح ابو زيد وخيت كامل اللي خطفك دا وكمال الله يرحمه لأن ميجوزش عليه غير الرحمة ،، حسام زمان جبل ما يسيب النجع والصعيد كلتها كآن بيدرس في الجامعة مع صجر في كلية التجارة ،، كان شايف ان صجر عنده كل حاجة وجدي مهيبخلش عليه بحاجة بواصل حب يثبت أنه عنده حاجة كيف صجر تماما وكانت الحاجة دي اللي مموجداش فصجر ،، أنه يعرف بنات الجامعة وفي اللي يعرف يعاشرها في الحرام وفي اللي تتطلع جدعة متناولهوش اللي في باله واصل ،، وجتها جدي جال أنه مستهتر ومينفعش يمسك حسابات ولا فلوس في يده وحرمه هو وعمي من الميراث ،، بس كان كاتب حج عمي بعجود صورية ،، وجتها حسام جابل زهرة في الجامعة وفي أول محاولة معاها ضربته بالجلم الموضوع كبر في دماغه وخصوصاً ان الجامعة كلتها عرفت وشافته بينضرب من حرمة وده عندينا هنا حاجة كبيرة جوا ،، جعد شهر كامل يخطط ويراجب لحد ماسنحت له الفرصة وخدها من الطريج بعدها لاجيناها في أرض زراعية مقتولة ومُغتصبة ،، فاتح كان هيجن مين عمل في بنيته اكدة بس واحدة زميلتها جالته ان حسام خدها من الميكروباص فعرف انه هو اللي عملها ومن هنا بدا التار والدم ،، كمال حاول يجتل حسام بس صابت عمي ابو حسام فكيف يحصل اكدة راح ابويا يأخد تاره فجتل كمال وجه كامل ياخد التار جتل أبويا وكل ده وحسام مختفي ،، جدي أتحسر علي ولاده التنين وصابه القلب ،، أعيان النجع حاولوا يهدوا الموضوع لان وجتها أهل النجع كلتهم كانوا عايشين في رعب وخوف ،، كان الدور علي صجر ينجتل بعد ما أتجتل أخوه فاتح فجالوا يجدم كفنه ويتصالحوا ،، فعلا جدم كفنه جدام البلد كلتها مكسور بس معندوش حل تاني وأتصالحوا وجدي طرد حسام من النجع والصعيد كلته بعد ما خسر ولاده بسببه وحرمه من كل الميراث ،، بعدها معرفناش حاجة عن حسام غير لما أتصل بصجر وجاله انه عاوز يتجوزك وإمكانياته متسمحش ،، صجر فرح فكر حاله اتصلح مادام في واحدة جدرت تخليه يتجوزها بس طلع غلطان لما أتصل يجوله انه طلجك الثلاثة ومكنش مر علي جوازكم ثلاث شهوركانت تستمع لحديثها بصدمة اهذا من كانت تحبه او بالأحري توهم نفسها بحبه ،، كانت تعيش حقاً مع قاتل مُغتصب لعرض البنات ،، سألتها بهدوء مترددة :-– صقر عمره ضربكقهقهت ” فريدة ” من الضحك عليها بسخرية وقالت :-– كأنك بتجولي صجر عمره ساب فرض صلاة ،، صجر عمره ما يضرب حرمة وكمان بيخاف علي حريمه جوي جوي ،، آنا مهما أتخانج وأتعصب عليه وأغلط عمره ماضربني ده هو اللي بيرضيني كمانرسمت بسمة مُشرقة علي شفتيها بعد أن طمأنتها من منامها المُخيفة وبالتإكيد ناتج من عقلها الباطل وخوفه من المستقبل ،، فسألتها بسعادة :-– وانتي بقي عارفة كل المصايب دي وبتحبيه سي زفت دا ازاي ده ميتحبشتحولت ملامح ” فريدة ” من الهدوء الي الحزن المميت الذي ينبع من قلبها الصغير المحول الي رماد ثم هتفت بخفوت :-– الجلب مبيختارش حبيبه ،، أنتي فاكرة لو حسام جالي وجال نتجوز انا هوافجه مستحيل اوافج آنا بس معرفاش أبطل أحبه….متزعليش بكرة ربنا يعوضك براجل يحبك وتحبيه ويصونكقالتها ” جالان ” وهي تربت علي كتفها ثم أكملت بفضول :-عشان كدة بقي صقر قبل بالفلوس امبارحرفعت ” فريدة ” نظرها لها وقالت بخفوت :-– عشان يحميكي أنتي وأبنك لما ربنا يرزجكم بيه ،، صجر لو كان جتل كامل امبارح كان التار هيرجع وصجر معندوش غالي غير ولده لما يجي ،، كانوا هيستنوا سنين لحد ما يجي وتربي وتكبري وتصرفي ويجتلوا جدام عيناكي بعد ما تزرعي وترعي هم يحصدوه ،، كدة كان احسنهتفت ” جالان ” بسعادة من تصرفه قائلة :-– طب الحمد لله ،، هو هيرجع أمتيلم تجيبها فبتر حديثها دخول ” مجدي ” وقفت بذهول وهي تقول :-– جديصاح بها وهو ينظر لـ ” قمر ” وأطفالها :-– ده الكلام صوح بجي وصجر اتجوز وخلف كمان من غير راي ولا أذنيلالالا ياجدي خلف ايه دي جمر خيت جالان ،، دي مرات صجر ،، تعال أرتاحقالتها وهي تأخذ يده ،، نظر لها وهي تلف جحابها وتقف هناك هادئة لم تصدر اي صوت ،، جذب يده من قبضتها بعنف وهو يقول :-بعدي أكدة ،، هو فين اخوكي ده اللي ملهوش كبيرأبتسمت ” جالان ” بسعادة بعد أن علمت بأنه سيقف معاها ضد “حسام” وذهبت نحوه مُبتسمة ثم قالت :-– تعال ياجدو أقعد وأنا هتكلم معاك شوية ،، فريدة حكيتلي كتير عنكنظر لها بدهشة وذهب معاها وجلسوا في الجنينة وحدهم وحكيت الموضوع بأكمله فضرب نبوته بالأرض بغضب وهو يردف بجدية غاضباً :-– طول عمره مستهتر وبايظ ،، وصلت معاه آنه يضربك انتي تنضربني ده حمار ما بيشوف ،، طالع لأبوه الله يرحمه عمره ما فهم في الحريم كيفيضحكت معاه بسعادة وهو يغازلها بحديثه ،، وقالت بخفوت :-– يعني مش زعلان من صقرصجر ميتزعلش منيه واصل ،، ده تربيتي آنا ،، بس تعرفي لو كان اتجوزك كمان مكنتش هزعل منيه واصل ليه بجي مشان انا طول عمري بجول اتجوز وهاتلي عيل يكملوا سلسال ابو الدهب وهو اللي مبيسمعليش وكمان مشان أنتي كيف الجمر البدر وروحك زينة كمان تتحب ،، وشكلك بيجول ان الزفت حسام ده تعباك جوي جويقالها وهو مُتكي علي نبوته بذراعيه ،، فهتف بعفوية مُقلدة للهجته بسعادة :-جوي جوي ياجديفضحكا معاً


في سوق النجع ووسط ضجته ،، وقفت سيارة ” عوض ” وأخرجه الرجال من صندوق السيارة وألقوا علي الأرض وجسده ليس به جزء سليم من الضرب ،، فسأل أحد الفلاحين ” بدر ” :-– حصل ايهابن المحروج ده اتعدي علي مرت جناب البيه بحديد ماسخ ميتجالش واصل ،، يلا يابدرقالها ” عوض ” وهو جالس في مقعد السائق وعاد كما جاء ،، لم يشفق عليه أحد بعد أهانته لأمراة وليست بأي أمراة بل زوجة صقر الصعيد …..


في المساء ،، نزلت تركض بسرعة جنونية بعد أن علمت بأتصاله ،، كانت تركض بأشتاق له وشغف لرؤيته وصوته الجهوري القوى ،، أخذت الهاتف الأرضي من ” فريدة ” بالقوة وهتفت بسعادة :-– صقرسمع صوتها الرقيق تناديه وتنطق بأسمه بتلعثم من شدة ركضها ،، أشتاق لها فيوم واحد ،، فأجابها بهدوءه المعتاد :-– كيفكانا كويسة أنت عامل إيه ؟؟قالتها وهي تأخذ الهاتف وتذهب بعيداً ،، فضحكت “فريدة ” عليها وذهبت ،، جلست علي أقرب كرسي في زواية السرايا حتى لا يسمعها أحد وهتفت مُتمتمة :-هتتأخرأجابها وهو يعود بظهره للخلف مُتكي علي ظهر كرسيه أمام مكتبه :-– هخلص الشغل اللي أهنا وأعاود يومين بالكتيرصاحت فيه بتمرد وتذمر تقول :-– لا كتير يومين هو أنا مش خطيبتك وبكرة الفلانتين وأنا عايزة أتفلتن زي كل البنات ماليش دعوةضحك بخفة عليها وهى تطلب منه أن يحتفل معاها بعيد آلحب وهو لا يعرفها سوى من أيام فقط ،، وقال :-– فلانتينعضت شفتيها بخجل ثم أكملت حديثها ببراءة :-– آه وتجبلي هدية وورد كمان ماليش دعوة هم البنات كلهم احسن مني ولا ايه ولا أنا معنديش خطيب بقيضحك وهو يدير كرسيه ويعطي ظهره للمكتب بسعادة تغمره من طفولتها فقال مُردفاً :-– هحاول بس موعدكش لان الشغل أهنا كتير جويفصرخت به وهي تقف من مقعدها وتقول :-– خلاص مش عاوزة حاجة خلي شغلك ينفعكثم أغلقت الخط بوجهه بأنفعال ،، كاد أن يتحدث لكنها أوقفته بغلق الخط شعر بأهانتها له حين فعلت ذلك وكأنها صفعته على وجهه ،، فوضع السماعة من يده وهو يشتاط غضب منها…..


نظرت ” قمر ” و ” فريدة ” لها وهي تصرخ بالهاتف بأنفعال ومن ثم اغلقت الخط وصعدت لغرفتها باكية ،، فضحكت ” قمر ” عليها فهي كطفلة صغيرة مثل أطفالها حين تطلب يجب أن ينفذ وإلا ستبكي …


صباحاً ،، كانت تجلس علي الأريكة الأرجوحة تراجع أحد المقالات قبل أن ترسلها للجريدة ،، و” قمر ” تجلس معاها تراقب أطفالها الصغار وهم يلعبوا فرأت سيارته تدخل من بوابة السرايا فنظرت لها وهي غاضبة منه وملامحها تحمل شراسة ونار تكاد تلتهبه إذا رأته ،، فوقفت وأخذت الأطفال لتجعلهم يتحدثوا بحرية دون احراج من وجودها ،، رأها من نافذة السيارة تجلس هناك فأشار للسائق بأن يقف ثم ترجل من سيارته ،، سمعت صوت السيارة تتوقف فنظرت ورأته يترجل منها فأدارت رأسها ثم بدأت تجمع أغراضها لتدخل غاضبة منه وأستدارت فرأته يقف خلفها عاقداً حاجيبه بغضب ملحوظ من فعلتها وكيف أغلقت الخط بوجه رمقته بنظرة غضب باردة ثم حاولت المرور في طريقها ولكنه لم يعطيها اي فرصة وهو يعترض طريقها فصرخت به غاضبة :-– عديني يا ص…بتر حديثها حين………يتـــــبــــع ……….

error: