صقر الصعيد للكاتبة نور زيزو

الفصــــل الســابــع عشــر (17) بعنـــوان ” صمــــود ” ••

 

رن هاتفه الخاص بأسمه أخته فأجابها بهدوء من صدمته التي ألجمته بها الطبيبة الأن :– نعم يا فريدة- أنت عاودت البيت ياصجر ،، كنت عاوزة أطمن علي جالانقالتها بهدوء وهي تصعد لسريرها تستعد لنومها ،، سألها بأستفسار عن سبب حضورها للقاهرة :– اه وصلت ،، هي جت ليه من غير أذني ولا حتي تسألنيتوترت من سؤاله وقد حذرتها “جالان” من الحديث معه لكن خوفها من أخيها أكبر من تحذيرها فقالت بتلعثم شديد :– مشان تتطمن عليك بعد ما أيمن جالنا علي المصيبة اللي حصلت وتكون جارك ،، كانت جلجانة عليك جوي ياصجر ،، أنا عارفة أنكم متخانجين بس صدجتي ياصجر هي بتحبك جوي وأنت أهم حاجة فحياتها متجساش عليها يااخويا ،، خيتي حبت تشيل معاك الهم وتساندككان يستمع لحديثها عن محبوبته وهو يدخل لغرفتها ويراها نائمة علي سريرها ،، تأملها وعلي أذنه الهاتف ويسمع لأخته كما تعشقه هذه الزوجة المتمردة وعشقها له جعلها تأتي ركضاً له وتفقد طفلها الذي ستبكي عليه بشدة حين تستعيد وعيها ،، أغلق الهاتف بوجه أخته ثم جذب مقعد وجلس بجوارها ،، تناول يدها بين كفيه ومن ثم وضع قبلة في قلب كفها بحنان …فقد قسي عليه القدر فحين تستيقظ سيظل بجانبها يدعمها ويؤاسيها أما سيذهب لشركته ليحل الكارثة التي حلت بها ويجد مخرج لها أما سيذهب للبحث عن من تسلل لشقته وأقتحمها ومن ثم قتل طفله وأذي زوجته .. من أين يجب أن يبدأ ….••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••نزلت “فريدة” الدرج صباحاً ووجدت “قمر” تجهز أطفالها للعودة إلى القاهرة فسألتها بحزن :– أنتي كمان هتمشى ياجمرأبتسمت لها بإحراج شديد وقالت :– اه غصب عني في شغل كتير في الشركة بسبب اللي حصلأشارت إليها بنعم وهى تهز رأسها وخرجت تنهيدة قوية منها ثم قالت مُردفة :– ماشينكزتها “فريدة” في ذراعها تشاكسها وقالت غامزة لها بعينها :– مش كنتي وافقتي علي نبيل كنتي هتيجي معانا بدل مانتى قاعدة لوحدك- أمشى ياجمر أنا غلطانة أصلاًقالتها وهي تدفعها برفق من ذراعها ،، فضحكت “قمر” عليها وذهبت بأطفالها ومع “أيمن” وطفله …..••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••- عشان غبي ومتخلفقالها “ضياء ” في الهاتف بغضب شديد لأحد رجاله ،، فأجابه الرجل بأغتياظ :– أنت قولت أنه فى الشركة هعرف منين أن مراته كانت هناك وأنت قايل أنها في الصعيد هشم علي ضهر أيديصرخ “ضياء” به بضجر شديد وهو يقول :– عشان متخلف ،، لاقيتها مسبتهاش ومشيت ليه لازم تضربها وياعالم عملت أيه فيهانظر “شاكر” نحوه بذهول ،، رد عليه الرجل بغرور شديد :– هكون عملت فيها أيه يعني ،، واحدة ظهرت قدامي وأنا بكلمك عايزني أعمل أيه ضربتها وجريتسأله “ضياء” بشك من حديثه ولهجة غروره :– متأكد أنك معملتش حاجة تانية- ياعم قولت معملتش حاجة أغنيهالكقالها بحزم ثم أغلق الخط ،، أستدار “ضياء” لـ “شاكر” ثم قال بخفوت :– الواد الغبي اذي مرات صقر ،، وهي دلوقتي في المستشفي فقدت طفلهاكان ينظر فى اللاب بحزم فضحك ساخراً ثم قال :– أحسن صقر يستاهلصمت “ضياء” واضعاً يده أمامه وبدخول رهبة شديدة من “صقر” حين يعلم ما حدث وأنهم سبب ما حدث لزوجته وطفله. …….•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••أستيقظت بتعب وهي تتذكر ما حدث فرأته بجوارها نائم علي حافة السرير ويديهم متشابكة معاً ،، هتفت بصوت مبحوح تقظه من نومه :– صقر .. صقرفتح عيناه بذعر حينما سمع صوتها ثم وقف من مكانه وهو يقترب أكثر منها يردف بقلق :– حمد الله علي سلامتك ،، كيفك دلوجسألته بحزن ممزوج بنبرة خائفة وهي تجلس بصعوبة فساندها :– أبني حصله حاجة صح ؟؟ مفيش نونو ياصقر صح ؟؟ أنا حسيت به بيسبنيضم رأسها لصدره برفق وبدأ يربت علي ظهرها بلطف ثم قال :– ربنا هيعوضنا بغيره ياحبيبتي ،، وهجبلك حجه من اللي عملهاأجهشت في البكاء وجسدها ينتفض من الخوف وشدة بكاءها فتشبثت به بكلتا يديها فقال لها بحزن شديد :– كفايك بكاء بجي ،، هتتعبي أكتر- صقر أنا ليه كل حياتي كدة ومفيش فرحة ليا بتكملقالتها وهي تتشبث بقميصه وتلف ذراعيها حول خصره بقوة ،، اكتفي بوضع قبلة علي رأسها بحنان ……..••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••أتصل بــ “عوض” ليرسل أخته للبقاء معاها أثناء غيابه فهناك كوارث تحل بشركته وقد يخسرها بالمقابل ،، جاءت “فريدة” ووجدت “نبيل” بأنتظارها ،، وقفت تنظر عليه من بُعد بأرتباك ثم جمعت شجاعتها فحسمت أمرها وتقدمت منه بثقة ،، نادته مرة وأخري ولم يجيب عليها فأربتت علي ظهره بأناملها ،، أستدار لها وهو يتحدث في الهاتف ..توقف عن الحديث وظل يحدق بها أعتقد اأنه يستطيع تجاهلها وتجاهل شوقه لها لكنه مُغرم بها وعاشق لا محال له ستفضحه عيناه وتبوح له عن ما لا يستطيع لسانه البوح به ،، ظل يحدق بها بدون توقف أو ترمش عيناه ،، خجلت من نظرته فأخفضت رأسها أرضاً خاجلة من نظراته ما تبوح به ،، سألته بصوت عاذب :– صجر كيفه دلوج ؟؟أردف بأغتياظ من سؤالها :– مش الأول تقولي أزيك ولا عامل أيه ؟؟ أتفضليأتجه إلى الأمام قبل أن تتحدث أو تتذمر فذهبت خلفه بغيظ من تجاهلها هكذا ،، فتح باب السيارة لها ولم ينتظر أن تركب بل تركه مفتوح وذهب ليركب هو الأخر ،، توقفت أمام سيارته وهي تشتعل من الغيظ فأغلقت الباب وركبت في الخلف فقال لها :– أنا مش سواق خصوصي لجنابكأردفت بأستياء وهي تعقد ذراعيها أمام صدرها وتنظر من النافذة قائلة :– لا سواق خصوصي أن كان عجبك ،، مش عجبك أنزل واللهشغل محرك سيارته حينما كان يزفر بضيق منها فقالت بكبرياء :– صجر كيفه ؟؟ مجاوبتنيش ؟؟لم يجيب عليها ،، نكزته في ظهره بغضب شديد وهي تكمل حديثها :– مش بتحدد وياكنظر لها وهو يقود ثم قال بغرور :– والله أنا كسواق خصوصي مش مسموحلي أتكلم مع جنابكرن هاتفه بأسم “أيمن” فأجابه بهدوء :– ايوة … اه الملف معايا هوصل أنسة فريدة وبعدها هوصله … ياسيدي متقلقش أنا ليا حبايب هناك كتير وهيقبلوا …. اه متقلقش ده لعبتي مش هدي لشاكر فرصة يفوز علينا ويضحك الشاطر اللي يضحك في الأخر … ماهو صقر بيلعب علي نصيب أنسة فريدة وده هيصدم شاكر .. ان شاء الله مش هتأخر ساعة بالكتير وأطمنك … تمام مع السلامةأغلق الخط فسمعها تضحك عليه ثم قالت بسعادة وهي مُتكية علي ظهر مقعده :– أيه دا شكلك زين جوي وأنت واثج من حالكنظر لها نظرة سريعة فصرخت بوجهه بهلع :– حااااااسبنظر أمامه بهلع فوجد سيارة ظهرت من العدم أمامه وتعترض طريقه ،، قال لها بتحذير :– أياكي تخرجي من العربية فاهمةنزل من السيارة فأقترب رجلين ملثمين نحوه ثم جذبه بفوة وبدأ العراك بينهم وهو يقاومهم ويسدد لهم لكمات قوية ،، ذهب رجل ثالث لسيارته رأته وهي تختبي فالأسفل يبحث عن الملف فنظرت ليديها وهي تحتضن الملف بين قبضتها فأخفته أسفل المقعد ثم صرخت بقوة حين رأها الرجل ،، سمع صوت صرختها فأستدار لها ورأي الرجل يخرجها من السيارة كاد أن يسرع لها فمسكه رجل الأخر مع صديقه وقال :– إحنا مش عاوزين أذي لحد أدينا الملف وإحنا نديلك القطة وعليها بوسة من غير خدش واحد أنما هتماطل يبقي تترحم عليها …نظر لها فرأها بدأت تبكي بخوف وهو يضع سكين علي رقبتها وأنهمرت دموعها ،، فأشار إليه بنعم وذهب نحو صندوق سيارته وأخرج لهم ملف مزور أبتعدوا الرجال إلى سيارتهم بها وحينما ركوبوا جميعاً دفعها الرجل بقوة له ،، فركض نحوها وركضت هي نحوه بخوف حتي أرتطم جسدها به ولفت ذراعيها حول خصره طوقها بذراعيه بخوف شديد عليها ثم يربت علي رأسها بحنان ويقول :– متخافيش خلاصأبتعدت عنه بذعر وهي تتفحصه بقلق ثم قالت :– أنت زين ؟؟ دا شلفطتك علي الأخرنظر لعيناها بسعادة تغمره ثم قال بتهكم :– قلقانة علياضربته في ذراعه بغيظ ثم قالت :– أنت رخم ،، وديني لصجرتركته وعادت إلى السيارة فتبسم عليها ثم ذهب خلفها ……

••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

علم الجميع بفقدها لطفلها لسبب مجهول لم تخبرهم عنه ،، عاد “صقر” للشركة يحاول أن يحل هذه المشكلة وتعويض الخسارة ،، دلف “نبيل” للمكتب ومعه “حسين” أحد مؤظفين الشركة وقال بسعادة :– لاقينا حل ……..

••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

عاد من عمله في نهاية اليوم مُنهك من التعب والأرق ،، دلف لغرفته فوجدها نائمة في فراشها وتحدق بعيناها فى السقف أصبحت كوردة ذبلت وعلي وشك الموت بعد أن فقدت طفلها ،، نزع جاكيت بدلته وأقترب منها يمسح علي رأسها بحنان فنظرت له بوجع وجذبت نفسه نحوه واضعة رأسها علي فخده بتعب ثم قالت :– صقر أنا تعبانة ،، مخنوقة أوى حاسة أني حد تاني غير نفسيأنحني نحوه قليلاً ثم وضع قبلة علي جبينها بلطف وقال بخفوت :– ألف بعد الشر عليكي ياروح جلبيرفعت رأسها له بضعف ثم يدها إلى لحيته البسيطة تتحسسها بحنان ثم قالت بخفوت :– أنا بحبك ياصقر أوي ،، بس أنا من يوم ما دخلت حياتك وهي بايظة وكل يوم مصيبة ومشاكل نازلة علي دماغك زي الرز ،، لو أنا السبب نسيب بعض ،، أنا حاسة أني خربت حياتك كلها ……..تسلل إلى شرفة شقته ملثم بوشاح يخفي ملامح وجهه ونظر للداخل من الباب فوجده يجلس بجوار محبوبته “جالان” التى سرقها منه فأخرج سكين من جيبه ثم أدخلها من الباب يحاول فتحه وهو يشتاط غضب وأنفعال من قربه منها هكذا ……….يتـــــبـــــع ………….••الفصـــل الثــامــن عشــر (18) بعنــــوان ” بــدايـة أنتقـــام ” ••وضع يده اليمني بجوار عنقها بدفء فنظرت لعينيه مباشرة تفحصتهم وهم يحملون بداخلهم جبل من الهموم كبير وهو مازال صامداً ،، رفعت يدها ببطئ شديد ووضعتها علي وجنته اليسري بحنان ثم قالت بنبرة دافئة ناعمة :– أنا بحبك ياصقر أوووي و مش قادرة أشوفك كدة ،، قولي أعمل أيه عشان أساعدك وخفف عنك شويةوضع يديه علي يدها بحنان ثم أردف بعذوبة قائلاً :– عاوزة تساعديني بجد ؟؟أشارت إليه بنعم فأجابها بحنان قائلاً :– خليكي جاري علي طول ،، حبني ،، خديني في حضنك ،، نامي في حضني وأسمع دجات جلبك وأنفاسك ،، أضحكي لما تشوفني خليني أشوف ضحكتك علي طول … دى الحاجة الوحيدة اللي عاوزك تساعديني بيهاأبتسمت له ثم جذبته لها تعانقه بدفء عناق مليئة بمشاعرها المقدسة النابعة من قلبها العاشق فطوقها هو الأخر بكلتا يديه لكن لم تدوم لحظتهم كثير حيث قطعهم دخول “حسام” لغرفتهما من الشرفة ،، أبتعد عنها بعد أن فزعت من الخوف تشبث بيدها وهو ينظر له بغضب شديد وكيف جاءته الجرأة بأقتحام غرفته هكذا ثم وقف وهي تمسك بيه بخوف …- المرة دي محدش هيوحشك عني ،، لا رجالتك اللي بتتحامي فيهم ولا حتي البوليسقالها “حسام” وهو يمد يده نحوهم بالسكين ،، فهتفت “جالان” بخوف وهي تمسك ذراعيه وتقف خلفه :– أنت أتجننت ياحسام ،، هتقتل ابن عمكضحك ساخراً من حديثها ثم قال بتهكم وهو ينظر لها :– ابن عمي ،، تصدقي ضحكتني ،، ابن عمي اللي سرق مراتي وقطع ايدي ودمر حياتيأجابه “صقر” بجدية وهو يضع يديه في جيب بنطلونه بثقة :– أنا مسرجتش مرتك ،، أنت اللي جبتها لحد عندي وجولتلي أتجوزها وهي معوزكش ودلوج دي مرتي واللي عنديك اعملهأشتاط غضب منه فمسك السكين بغضب وقوة وأقترب منه بسرعة ينقض عليه فدفعها “صقر ” بعيداً عنه حتي لا تتأذى ومسك يده ثم لكمه علي وجهه فركله “حسام” بقدمه فى بطنه ،، وضعت يدها علي فمها بخوف حين ركله ،، أعتدل “صقر” فى وقفته ثم أقترب منه وثني ذراعه بقوة حتي سقط السكين منه أرضاً ولكمه بقوة مرة تلو الأخري حتي سقط أرضاً ثم جلس فوقه يلكمه بغضب ،، حاول “حسام” التخلص من قبضته لكن لم يستطع ،، نظر بجواره ورأي السكين فمد يده بقوة يحاول الوصول له وأذا به يلتقطها بعد معاناة ،، جرح ذراعه الايسر بها فإذا بها تصرخ …أبتسم “صقر” له بسخرية وهو يكبت ألمه بداخله ولكمه بدون توقف في وجهه حتي تعب من اللكمة وفقد وعيه ،، ركضت نحوه بخوف شديد تتفحص وهي تردف بخوف :– انت كويس ؟؟- اه أجعدي علي السريرقالها وهو يبتعد عن “حسام” ثم أتصل بالشرطة وقيد يديه و سحبه خارج غرفتها وأنتظر وصول الشرطة حتي جاءت له وأخذته بتهمة جديدة أضافت الى ملفه …..دخل لغرفتها بعد رحيل الشرطة وجدتها تجلس علي الكرسي تنتظره وبمجرد دخوله وقفت بهلع تركض نحوه بهلع ثم مسكت ذراعه المجروح وقالت :– يلا نروح المستشفي- ممستاهلش ياجلبي دا خدش أصغيرقالها وهو يمسح علي رأسها بحنان ،، رفعت كم قميصه بقلق فشهقت بقوة حين رأت جرحه وقالت بألم كأنها هي المُصابة :– كل ده مش مستاهلحدق بها بجدية ثم قال :– خلاص يا جالان وبعدينأخذته من يده بأغتياظ وجعلته يجلس علي الأريكة وأحضرت صندوق الأسعاف الأولية ثم جلست بجواره ونزعت له قميصه تطهر له جرحه وباتت دموعها تنهمر من عيناها ،، كان يتأملها بصمت شديد وهو ناظراً لملامحها بهيام ،، رفعت نظرها له علي سهو ووجدته شارداً بها وبعيناها فتوقفت يدها عن الحركة وما تفعله ،، أحتضنت عيناها عيناه بحب ممزوج بألم لجرحه وخوف لم يتلاشي من داخلها من ما حدث فكانت عيناه تنقل لها رسالة عاذبة تنبع من قلبه وتتحدث عيناه بها من خلال نظراته ،، رسالة واحدة فقط تكفيها عن العالم بأكمله [ بالنسبة لي الوطن ما بينتهي عند بقعة جغرافية علي الخريطة ،، فوطني داخل عيناكِ وإينما تكونيً معشوقتي .. أي وطني هو أنتِ وفي بعدك آنا غريب .. عابر .. لاجئ لا وطن له ] شعرت بأنفاسه تداعب عيناها مع أنفها بسبب قربه الهادئ نحوها ،، يقترب بخفوت شديد وبدأت يده تتحرك تتشبث بذراعيها أما عن عيناه كانت غارقة في بحور عيناها فشعرت بقبلة عاذبة تقبل عيناها الباكية من خوفها عليه تساعدها في هدوء روعتها لكي يتلاشى خوفها المُستحوذ عليها فأبقت ساكنة بين ذراعيه مُستسلمة لحنانه الناعم ،، أخفت جسدها بين ذراعيه مصاحباً بسقوط دموعها اللؤلؤية ،، يعلم بأنها بتلك اللحظة لم تكن بحاجة سوي لهذا العناق الصغير الدفء يحتويها بلحظة خوفها ……

••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

في اليوم التالي بمنتصف يومها الروتين والعمل ،، ولجت لغرفة مكتبه بعد أن أستأذنت بالدخول وقالت بعفوية :– أستاذ أيمن كنت عاوزة أستأذن ساعة ممكنرفع رأسه لها بعد أن سمع صوتها وعلم بوجودها فوجد وجهها عابث رغم عفويتها فوقف من مكانه وألتف حول مكتبه متجه نحوها لكي يعلم سبب عبث حبيبته الواضح بملامحها …سألها بهدوء مع أقترابه نحوها بخفوت وقلق بسيط :– مالك ؟؟ ،، حصل حاجة ؟؟ ،، حد زعلك ؟؟- لا ،، بس مديري في القسم مش راضي يديني ساعة أذن لازم أروح أجيب يوسف من المدرسة وهو متعصب ومش طايقلي كلمةقالتها بعبوثية شديد من غضبها بسبب طريق حديث مديرها ،، مسك يدها اليمني بين كفيه يربت عليهم بحنان ثم قال مُردفاً :– طب متزعليش .. أنا هكلمه دلوقت أقوله بس متكشريش كدة ،، في قمر يكشر برضوأشاحت نظرها عنه بدلال ثم جذبت يدها منه ثم قالت بجدية مصطنعة :– أوعي كدة أحنا قولنا لما نتجوز أمسك براحتك ،، هي وكالة من غير بوابرفع حجابيه لها بذهول مُبتسماً على تذمرها ثم أقترب خطوة أخرى نحوها حتي أصبح لا يفصل بينهم شئ سوى سنتيمترات قليلة وقال بنبرة دافئة ولهجة عاشق وصل لأقصى درجة من العشق وعذوبته :– قريب ياقمرى تبقي بتاعي لوحدي ومالكش بواب غيريومن ثم غمز لعيناها بغزل فضحكت رغماً عنها ضحكة أنارت حياته ويومه فقال لها بهيام هامساً بأذنيها :– طب أجري من قدامي بقي .. عشان لو فضلتي قدامي دقيقة كمان مش هستني بعد الجواز ،، عشان القمر بيحلوقهقهت ضاحكة عليه ثم فرت هاربة من أمامه حين خطي خطوته الأخيرة الفاصلة بينهم خوفاً من جملته وأن يفعل شئ بها قبل زواجهما ،، تبسم عليها رغم بلوغها سن الرشد ورغم كونها أم لطفلتان ألا أنها مازالت بحيويتها وحياءها .. تخجل وتبتسم .. تدلل وتهرب كطفلة عاشقة وكأنه عشقها الأول ولم تعشق من قبل ولم تتزوج ،، عاد لمكتبه مجدداً يكمل عمله …

•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

 

نزلت “فريدة” من العمارة تحضر لهم بعض الأغراض من السوبر ماركت فأتصلت “جالان ” علي هاتفها فقالت :– فريدة هاتي معاكي فاكهة وبيبسي عشان صقر جايب معاه ضيوف بليلتوقف عن المشي وسألتها بحماس وأشتياق لهذا الرجل الرجولي وهي تتذكر كيف كان يضرب ويعارك الرجال من أجلها وحين عانقت ودفء حضنه :– ضيوف مين- نبيل وأيمن وقمر جاية في الطريق بالأطفال ،، اه صح بالمرة هاتي حاجات حلوة للولاد عشان يتسلوا على ما نطبخقالتها بلا مبالاة وهي تعد لها مشروب ساخن ،، فتبسمت “فريدة” فور ذكر أسمه وقالت بسعادة قصوي :– حاضر وعاوزة حاجة تاني فكري اي حاجةأتسعت عين “جالان” علي مصراعيها بذهول ثم قالت بتساؤل :– ايه الحماس ده كله يابت اشحال أنا منزلكي بعد خناق كان ناقص الجيران تحوش بينانظرت أرضاً بخجل ثم أكملت مشيها وقالت :– خلاص بجي جلبك أبيض يا جميل- ماشي ،، متتأخريش بقي عشان مقلقش عليكي وعشان أطبخ قبل ما العيال يجوا جعانينقالتها تنهي حديثها معاها بتحذير ثم أغلقت الخط وعادت لما تفعل ،، تبسمت “فريدة” بسعادة عامرة مصاحبة بتنهيدة بأرتياح من قلبها فهي ستراه اليوم وستكفي عيناه برؤيته وتخمد نار شوقها المُشتعلة بداخل قلبها …….

•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

أحنا كدة خ

لصنا والمناقصة بقيت بتاعتنا رغم الخسارة بس أن شاء الله تتعوض في غيرهاقالها “أيمن” وهو يجلس معه علي طاولة الأجتماعات بعد أن قدم له ملف بالميزانية والخسائر التي وقعت عليهم ولكنه نجح في تجاوزها بأقل قدر ممكن من الخسائر ،، دلف “نبيل” عليهم وهو يقول :– مش هنمشي ولا ايه أنا جوعت .. مش كفاية أسبوع كامل مفيش راحةوقف “صقر” من كرسيه وهو يتجه نحو مكتبه يلتقط جاكيته من فوق كرسيه مُردفاً بهدوء :– هنمشي أهوأرتدي جاكيته ثم ألتقط هاتفه ومفاتيحه وخرج معاهم ….

•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

في شقته ،، كان الأطفال يركضون هنا وهناك خلف بعضهم وثلاثتهم يشاهدون مسلسل أمام التلفاز ويأكلون الفاكهة أما “فريدة” كانت تأكل الفشار وتضحك بقوة مثلهم …فتح باب الشقة بالمفتاح ودلف وهو معاهم فتوقفوا مكانهم وهم يشاهدونهم يتأملوا ضحكهم علي المسلسل ،، تنحنح “صقر” بحدة فوقفت من مكانها وتبسمت له ثم أقتربت نحوه ترحب بزوجها فأعتذر منهم ليغير ملابسه فدلفت خلفهم ،، ركضوا الأطفال نحو “أيمن” ويضحكون له ،، وقف “نبيل” يتأملها وهي تضحك وتأكل منتبه لها وهي تختلس النظر له بطرف عيناها تخشي النظر نحوه مباش

 

رة فوضع يده في جيبه بدلال مُبتسماً لها فخ

جلت منه ولم تستطع فعل شئ سوى الهروب من نظراته المثبتة عليها فوقفت من مكانها ثم وضعت بولة الفشار علي الطاولة وذهبت هاربة منه ناظرة أرضاً فأعترض طريقها حينما وقف أمامها حاولت العبور منه لكنه منعها مراراً وتكراراً …تذمرت عليه بضيق رافعة نظرها للأعلي بداخل عيناه فتبسم لها صرخت به بأغتياظ تخفي به خجلها منه قائلة :– عديني بجي- مليش مزاج واحشتني وعاوز أشوفك وأشبع منكقالها بغزل وهو يغمز لها بعيناه فنكزته في ذراعه بخجل بعد أن توردت وجنتيها وزاد من حمرتها .. تردف قائلة :– أستحي ياأستاذي ،، وأتحشم في حديدك المساخ ده- دا حديد زي السكر … دا مساخ داقالها بغزل أكبر فدفعته بعيداً عنها بأغتياظ منه وهو يزيد من خجلها فضحك عليها وقال مُحدثاً نفسه :– هتجوزك تطلعي تنزلي هتجوزي برضو …..خرج “صقر” لهم وهي خلفه وجهزت العشاء مع النساء وجلسوا معاً وهي تهرب من نظراته بلعبها من الأطفال ….

••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

أستيقظ “شاكر” صباحاً علي صوت هاتفه بأسم “ضياء” فأجابه :– خير يا ضياء علي الصبح- صقر بينتقم يافندم ……..

••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

كان الحريق بكل مكان والنيران تأكل كل ما يقابل مُشتعلة بداخل المكان دون توقف في تزايد مستمر وصرخاتها بكل مكان والنار تحيطها من جميع الأتجاهات فلم يكن بوسعها شئ سوي السقوط أرضاً تصرخ بأقوي ما لديها تطلب النجدة وأن يساعدها أحد وينجدها من هذا الحريق ،، بدأ الدخان يقبض علي صدرها فتنقطع أنفاسها ببطي مصاحبة بدوران شديد أصاب رأسها ورؤية مشوشة تعتم عيناها فنادته بعجز مُستنجدة به بضعف:– صــ قـــ ــر ….يتــــــبـــع …………* دا حلــم ولا واقــع ؟؟* ميــن الضحـيــة ؟؟••

error: