روايه فجر..بقلم اسراء فضل
الفصل الثالت والثلاثون
**************************
خيم الحزن على الجميع منذ ما حدث فقد انقضى اسبوع كامل على خبر وفاة مالك ولم تتحسن حالة فجر ابدا فهي كل ما تزداد من السيء لاسوء فهي مازالت حبيسة المستشفى فهي كلما استفاقت وتذكرت ما حدث لمالك حتى تنهار مرة اخرى
ظل شهاب بجوارها طوال هذا الاسبوع فهو لا يتذكر انه غادر المشفى
وكان يجلس بجانبها في الغرفه حين تمللت هي في الفراش
اخذات تتمتم باسم مالك وهي تستفيق انتبه لها شهاب فقام من على الكرسي وجلس بجانبها على. الفراش وهو يمسك يديها قامت فجر وهي تمسك راسها قائلة ..انا فين
رد عليها شهاب وهو يملس على يديها قائلا ..انا جنبك يافجر قومي
نظرت له وسرعان ما اكتشفت اين هي نظرت الى شهاب ودموعها تتساقط من عينيها قائلة ..كان حلم صح اكيد كنت بحلم قلي انو كان حلم
ربت شهاب على يديها وهو لايعلم بماذا يجيبها ولكن يجب ان تتقبل الصدمة فرد قائلا ..فجر انتي بتثقي فربنا صح
نظرت له قائلة ..ونعمة بالله
فرد هو وهو ياخذها بين احضانه قائلا ..يبقا خليكي عارفة ان ربنا جايبلك الاحسن وربنا عمرو ماهيسيبك زعلانة
بكت فجر فياحضان اخيها وهي تحاوط خصره بيديها
بقي شهاب يربت على ظهرها بحنان الى ان غفت مرة اخرى عدلها شهاب ثم خرج من اجل رؤية الطبيب
********
مازال عمار في باريس وكل يوم يذهب مع جاسمين الى احد الاماكن وجاسمين تشتري كل ماتراه امامها الى ان كادت تشتري باريس نفسها فان استطاعت لن تتاخر
كان عمار يجلس امام التلفاز الى ان جائت جاسمين وهي ترتدي روب من الستان باللون الابيض وتبتسم وما ان جلست امامه حتى ردت قائلة ..حبيبي هيوديني فين النهاردة
ابتسم عمار وهو يجلسها على قدمه قائلا ..وحبيبي بقا لسه فاضل مكان مرحلوش
حركت جاسمين انفها على انفه قائلة ..طول ما انا معاك يبقا لسه في اماكن كتير مرحتلهاش
ابتسم وهو يقبل ثغرها برقة قائلا ..وطول ما انتي بتدلعي كدا يبقا مفيش خروج
ضحكت بدلع وهي تنظر له قائلة ..مش بدلع على حبيبي
رفع عمار يديه يلمس شفتيها قائلا ..انتي تدلعي براحتك انا عاوزك تفضلي تدلعي كتير كدا
قطع حديثهم هذا ذلك الخبر على التلفاز
وقفت جاسمين وهي تضع يديها على وجهها ودموعها تسقط من عينيها بينما اخذ عمار جهاز التحكم من اجل رفع الصوت وهو يغلغل يديه في شعره بقلق ينهش قلبه
تحدثت تلك المذيعة علي قناة الاخبار قائلة ..ولم يتم العثور على 85 شخص من ركاب الطائرة وارتفع عدد الوفايات الى نسبة 70% من ركاب الطائرة نسال الله الصبر والسلوان لاهالي الضحايا
ركض عمار يبحث عن هاتفه فهو قام باغلاقه منذ ان حضر من اجل ان لا يزعجه احد
وحينما وجده وقام بفتحه حاول الوصول الى مالك ولكن ما من امال فهاتف مالك مغلق دق لجاسر على الفور وما ان اجاب جاسر حتى رد عمار قائلا ..جاسر فين مالك اوعى تقولي انو طلع الطيارة اللي انفجرت
رد جاسر قائلا ..للاسف كان موجود عليها
جلس عمار على الاريكة فاقربت منه جاسمين قائلة ..عمار مالك ايه اللي حصلو
نظر لها عمار قائلا ..مالك كان على الطيارة اللي انفجرت
شهقت جاسمين وهي تنظر الى عمار
اخذها عمار بين احضانه فهو ملجاءه الوحيد في هذه الحياة
اخذت جاسمين تبكي الى ان تحدث عمار قائلا ..حضري نفسك هنرجع مصر حالا
اومات جاسمين براسها وهي مازالت تبكي ثم رحلت من اجل
ضب الاغراض لرجوع الى ارض الوطن
******
خرج شهاب من المشفى بعدما اخبره الطبيب من ضرورة متابعة فجر مع طبيب نفسي
فحالتها صعبة ويجب عليها مراجعة طبيب نفسي من اجل تخطي تلك المرحلة
اصطدم شهاب بشحص ما وهو شارد في حالة فجر وماذا سيحدث معها وبعد ان رفع نظره وجدها تقف امامه وعلى وجهها ابتسامة جميلة فهو لم يراها منذ زواج عمار
بادلها الابتسامة قائلا ..انا اسف يا انسة شيماء بس مختش بالي
نظرت له هي فوجدت نظرة الحزن في عينيها واستغربت من هذه النظرة فسالته قائلة ..عادي ولا يهمك بس فينك ياحضرة العقيد مش بتبان
رد عليها قائلا ..انا واخد اجازة وبفكر اسيب الشغل اصلا
شهقت شيماء قائلة ..ليه كدا
نظر لها قائلا ..انتي كنتي رايحة فين كدا
ردت قائلة ..كنت جاية لوحدة صحبتي هنتغدى سوا
نظر لها قائلا ..طب كلميها وقوليلها انك مش جاية وتعالي هنتغدى سوا وهقولك كل حاجة
نظرت له وجدة انه بحاجة اليها فهو يبدو حزين وهذا افضل وقت لتتقرب منه
هزت راسها بالموافقة وهي تخرج هاتفها من اجل محادثة صديقتهاوبعد ان خلصت ركبت السيارة بجوار شهاب وهي متوثرة من هذا القرب
******
كان يجلس اكرم ينتظر ليل فهو حدثها من اجل رؤيتها فهو لم يراها منذ اسبوع وار ان يلتقيها قبل الرجوع الى لبنان فاخبرته ليل انها اتية الى مقابلته
كان يرتشف من فنجان قهوته حينما رءاها تدخل المطعم ببنطال اسود وقميص من نفس اللون ورافعة شعرها فكعكو وترتدي نظارة سوداء
نظر لها قائلا ..شوبها هي ليش هيك لابسة
جلست ليل امامه بعدما صافحته قائلة ..عامل ايه يا اكرم
ثم خلعت نظراتها
قلق هو عندما وجده عيونها الزرقاء قد غلب عليهم الحزن فاصبحت باللون الازرق الداكن فتحدث قائلا ..شوبكي ليل انتي حزينة كدا ليه
ردت ليل وهي تكاد تبكي قائلة ..مفيش حاجة
رد قائلا ..لا في شي شو في ليش ماعم تحكي
فرت دمعو من اعين ليل قائلة ..الطيارة اللي انفجرت مالك كان عليها
فتحدث اكرم بخبث قائلا ..شو صارلو شي
ردت قائلة ..مش عارفين عنو حاجة لانو من ضمن المفقودين
ابتسم اكرم بخبث فبتاكيد فجر تمر بصدمة وتريد احد بجوارها وهو هذا الشخص بتاكيد
تحدثت ليل قائلة ..اكرم انت معاية
نظر لها قائلا ..اي معك بس فجر كيف صارت
ردت ليل بحزن على حال شقيقتها قائلة ..منهارة خالص كل ماتفوق وتفتكر اللي حصل يجيلها انهيار وتفقد الوعي تاني
لم يعرف لما احس بحزن يخنق قلبه لكن من حالة ليل وليس فجر ولكنه لم يبالي بهذا فهو فسره شعوره بانه لطالما رءاها تضحك هنا وهناك
******
خرج عمار من المطار وجد رائيس الحرس بانتظاره
يخرج من المطار حيث ركب السيارة هو وجاسمين وانطلق الى الفيلا الخاصة به
وما ان وصل حتى وجد والدته ووالدة جاسمين في انتظاره
سلم عليهم ثم دخل الى مكتبه وهو غاضب
بينما جلست جاسمين معهم هي
تحدثت والدة عمار قائلة ..انتو عرفتو ازاي
ردت سمعنا الخبر في التلفزيون وعمار كلم جاسر يسالو عرف انو كان علي الطيارة
احتضنتها والدتها قائلة ..الله يرحمو
ردت جاسمين قائلة ..هو فعلا مات
نظرت لها ولدتها قائلة ..لسه مش عارفين
تحدثت والدة عمار قائلة ..ربنا يجيب العواقب سليمة
*****
وقف شهاب وهو يزيح الكرسي لشيماء من اجل الجلوس
جلست شيماء وجلس هو مقابلها وهو ينظر لها فبالرغم ما يمر به هناك جز من قلبه سعيد من اجل هذا القاء
تحدثت شيماء قائلة ..ممكن بقا تقولي في ايه
نظر لها شهاب ثم وجه نظره الى الجهة الاخرى قائلا ..عاوزة تسمعي ايه
نظرت له قائلة ..انت غامض ومش سهل حد يعرف عنك حاجة بس انت فيك حاجة ومحتاج تتكلم معاية
تحدث وهو مازال ينظر الى الجهةذ الاخرى قائلا ..مفيش بس الدنيا متلغبطة شوية اليومين دول
ردت شيماء قائلة ..ومن امتى ياحضرة الظابط بنسيب الشغل عشان شوية مشاكل او لغبطة
وجه نظره لها وهو يقص عليها ماحدث مع مالك وفجر وان فجر اكثر شخص بحاجة اليه في هذا الوقت
نظرت له بحزن على ماحدث لتلك المسكينة فيبدو انه ليس لها حظ مع السعادة
ظل شهاب وشيماء يتحدثان الى بعض الوقت الى ان رن هاتف شيماء معلنا عن مكالمة من والدها فاستاذنت شهاب من اجل المغادرة حيث رحل الاثنين من ذلك المطعم معا
****
قامت فجر ولم تجد احد فجلست على الفراش وهي تنظر الى ذلك الخاتم في يديها ودموعها تنزل متذكرة اول يوم رات به مالك فتذكرت يوم ان راى شعرها وهي تعمل في الشركة
نزلت دمعة من عينيها وهي تضع يديها على قلبها قائلة ..شكلك مش هترتاح ولا هتفرح ابدا
خلعت ذلك الخاتم ثم نظرت له وقبلته وهي تمسكه في يديها بقوة الى ان جرح يديها لتسقط قطرات الدم من يديها ثم قربت ذلك الخاتم من قلبها قائلة ..انا قلبي حاسس انك لسه عايش ياارب رجعهولي بخير
ثم ارتدت الخاتم مرة اخرى وهو ملوث بالدماء
وظلت تتذكر ايامهم معا الى ان مرت امام عينيها كل لحظة رات فيها مالك وما اوجع قلبها انها لم تنطق بحبها الا فاليوم الذي افترقا فيه
في تلك اللحظة طرق الباب ثم دخلت ليل اولا قائلة ..الجميل عامل ايه دلوقتي
ردت فجر قائلة ..الحمد لله
اخذت ليل الحجاب قائلة ..فجر البسيه استاذ اكرم عاوز يطمن عليكي
نظرت لها فجر قائلة ..عشان خطري ياليل اطلعي قوليلو لقتها نايمه عشان مش عاوزة اشوف حد
اومات ليل براسها ثم غادرت قائلة ..حاضر هطلع اقلو حاضر
خرجت ليل وجدت اكرم ينتظرها في الخارج ابتسمت قائله ..معلش يا اكرم هي نايمه مره تانيه بقا
خفق قلبه لا بتسامتها ولكنه لم يشعر بهذا ابتسم لها قائلا ..خلاص ببقا بجي بوقت تاني انا رح روح
ودعها ثم انصرف وهو لا يفهم شعوره فهوه يريد ان يمتلك فجر لكن لم اختنق عندم وجد ليل حزينه هكذا لعنه ذلك الشعور وهو يصعد الي سيارتها ثم انطلق
بينما دخلت ليل الي فجر وهي تبتسم بحب قائله ..حبيبي العثل عامل ايه النهارده
ردت فجر قائله ..انا تمام ثم وجهت نظره الي شباك الغرفه
جلست ليل بقرب منها قائله ..فجر
نظرت لها فجر قائله ..نعم
نظرت له ليل وهي ترتب علي يديها قائله ..انا اكتر حد حاسس بيكي دلوقتي وعارفه انك اكيد مش كويسه
رتبت فجر علي يديها قائله ..لا انا كويسه بس مش عارفه ليه حظي كدا
ابتسمت ليل قائله ..انا اللي مش عارفه انا ليه عيني زرقه وانتي وماما وشهاب عينيكو عثلي لا كدا ظلم هو انا مش بنتكم
ابتسمت فجر ابتسامه لم تصل الي عينيه قائله ..انا كنت بستغرب انا ليه شكلي كدا ولا شبه بابا ولا ماما كريمه بس لم شفتكو عرفت اني شبهكم
نظرت لها ليل قائله ..فجر انتي ليه مردتيش تقبلي استاذ اكرم
زفرت فجر بضيق قائله ..لان اكرم كان عاوز يجوزني وانا رفت
نظرت لها ليل بعيون تغزو عينيها
فنظرت لها فجر قائله ..مالك يا ليل ليه بتعيطي
نظرت لها ودموعها تسيل من عينيه قائله ..اكرم كان بيتقرب مني عشان يوصلك انا ازاي مافهمتش ده افتكرتو معجب بيه
اخذتها فجر بينا احضنها فيبدو انا اقدرهم مرتبطه ببعضه اذا حزنت واحده يجب ان تحزن الاخره ايضا
*****
كان اياد يجلس امام التلفاز شارد
جاءت اليه ولدته ترتب علي اكتافه قائله ..سرحان في ايه
نظر له ثم ابتسم قائلا ..ماما انتي ايه رايك في ندي
نظرت له قائله ..بسم الله ماشاء الله عليه زي العسل
ابتسم قائلا ..يعني لو قولتلك عاوز اكمل نص ديني هتقولي ايه
ابتسمت قائله..هقول لوووووووووولي
ضحك اياد قائلا ..وانا اللي كنت خايف منك اقترب منه ثم قبل يديها فرتبت هي علي ظهره قائله ..انا خلاص يابني معتش ف العمر قد اللي ضاع وانا عاوزه سعتك قبل اي حاجه واللي تقول عليه هجي معاك واطلبهالك
نظر له قائلا ..خلاص انا بكرا هكلمه واعرف منها كل حاجه عنها واعرف اذا كنت موفقه ولا ايه
رتبت علي يديه قائله ..ربنا يسعدك يابني
*******
ذهب عمار وجاسمين من اجل الاطمنان علي فجر
طرق عمار الباب ثم انتظر الرد فتحت ليل الباب قائله ..استاذ عمار اتفضل
ما ان دخله حتي وجدا ان فجر تحضر نفسها من اجل المغادرة المشفي
ركضت جاسمين الي فجر فور دخلها الغرفه اخذته بين احضانه قائله ..حمدل علي سلمك يافجر
ابتسمت فجر قائله ..الله يسلمك انتو جيتو امتي
ردت جاسمين قائله ..النهارده الصبح ولم عرفنا انك تعبانه جينه نشوفك
كان شهاب ينظر الي ليل بستغراب فهي هداء علي غير العاده وهذا ما اقلقه بزياده
تحدث قائلا ..ليل انتي جهزتي حاجات فجر كله
لم ترد عليه فقترب منها قائلا ..ليل انتي كويسه
ابتسمت قائله ..اه ياحبيبي كويسه
نظر له بعدم تصديق قائلا ..طب فين الحاجه اللي هنزله العربيه
اعطاته تلك الاشي فغدره ولحق بها عمار من اجل معرفت ماذا حدث مع مالك فهو يريد الاطمئنان علي رفيقه وقف عمار وشهاب امام السياره ف الخارج يتحدث الي ان خرجت فجر وهي تستند علي جاسمين وليل تحمل حاقيبه صغيره وتمشي تتعسر في المره اختنق شهاب علي حال شقيقته قائلا بهمس ..ياتره انتي كمان حكايتك ايه
ووصل اليهم اخذ يد فجر وسعده علي الي الصعود الي السياره وصعدت ليل بجوره ودعا هو عمار ثم صعدا الي السياره اخذ عمار يد جاسمين وصعد الي سيارته ثم رحل هو الاخر
بعد وقت وصل شهاب الي الفيلا الخاصه بهم وجدا ولدتها ودعاء وسميحه فنتظر قدوم فجر
دخلت فجر وهي تتذكر اول مره دخلت الي ذلك المكان مع مالك وهي تتشبث بيديه تنهدت وهي تهمس قائله ..يارب انا رضيه بقضائق وقدرك
ثم جلست معهم بعض الوقت وخرجت الي الجنينه من اجل المكوث واحده ظلت واحده بعض الوقت الي احست فقامت من الجل الدخول وما ان اغلق الباب بعدم دلفت وجدات الباب يطرق وما ان فتحت الباب وجداته يقف امامه بكل هيبته الطغيه سقطت علي الارض فقده للوعي