حائر بين اروقة الارض

الجزء الثامن و الاخير
قاعدة عم تتفرج على التلفزيون وقت شافته حاضن طفلة و عم يبكي بحرقة لثواني وهي لسى عم بتفكر حالها غلطانة و انو مو علي لوقت ما حكى مع المذيعما عرفت شو لازم تعمل و كيف لازم تتصرف كل يلي بتعرفه انو لازم تكون قريبة منه و جنبه
____________________________________
الجرحى بكل مكان الاطباء ما عم يقدرو يعالجو الكل
اغلب عدتهم راحت بالقذيفة …
حالة ذعر بالمكان الكل بس بدو يطلع من المكان وكل واحد فيهم حامل ابن اله أو اخ أو زوجة فارقو الحياة
فيهم يلي قاعد جنب جثة امه عم يطلب منها السماح و أنه ما راح يغلبها بعد اليوم وراح يروح على مدرسته ..

قبل ثلاث ساعات ***
وصل علي و هو فريق الأطباء لمنطقة قريبة من الحدود التركية كانوا اهلها عم يعانو من قصف مبارح و الجرحى مو ملاقية مين يداويها
بلش يعمل الاسعافات الاولية لبعض منهم ……

ماشين بالسيارة وقت بلشت علامة الولادة عند سهى
هيثم : سهى شو في
سهى: هيثم مو قادرة شكلي عم اولد
هيثم : قربنا على الحدود ما فيكي تصبري لحد ما نوصل
سهى : ما عاد فيني طقت مية الراس
هيثم : يا ربي شو بدي اعمل استنى أسأل حدا
يا اخي لو سمحت
_ تفضل
هيثم : مرتي عم تولد وين في مستشفى
_ هون ما فيه بس لقدم في أطباء موجودين روح لعندهم

وبالفعل مشي هيثم بالسيارة و ما في دقائق الا و وصل
صرخ بأعلى صوت على شي دكتور…
ساعد هيثم الدكتور بإنهم ينقلو سهى على احدى الغرفة بين دعوات هيثم و صرخات سهى
كان مارق بالممر و انتبه على هيثم واقف عند باب الغرفة
دكتور احمد شو قصته هاد الشب يلي واقف
احمد : مرته عم تولد

كان صوت الصراخ واصل لبرة والتعب على علي مبين والتوتر قرب اكتر وقت سمع صوت رفيع
ما عرف يبتسم او يبكي كان يتخيل حاله جمبها ومعها وانه هاي الطفلة طفلته
كان نفسه يلمسها بس وقت شاف ابوها كيف بيطلع فيها حس بغصة كبيرة قرر انه يطلع بس وقت شاف الدبابة رجع
وهي رغم تعبها كانت تبتسم لبنتها اللي شافت النور من شوي
سمعت صوت حست انها رح تفقد الدنيا هالصوت تعودو عليه بس لما تكون تكون هالبنت بحياتها ما كان فيها الا تحاول تحميها
– سهى
على صوت الصراخ ابتسمت بزيادة ورفعت ايدها لتضمو وتعتبرها اخر ضمة اله

تراب وغبرة واشلاء مقطعة
حاول يقوم من مكانه وهو بيطلع هون وهناك بس ما بيسمع اي صوت
تذكر سهى وصار يطلع عالاسرة المرمية عالارض والعدة

– يا رب لا لا لا تإذيني فيها خد روحي انا بس ما يكون صارلها شي سهى

شاف ايد على الارض وصوت بكاء ضعيف شال الاغراض عنها وحاول ينعشها كحت وكانها عارفة انها اخر مرة رح تشوفو
مسك ايدها وكان ببوسها وهو عم يبكي حبيبتي انا معك… لا تروحي… كوني لغيري بس عالاقل عم تتنفسي حبيبتي
سهى: شو اشتقت اسمعها منك…. شو.. كان نفسي ضمك وقلك اديه… اش… تقتلك
كانت تطلع ع بنتها وهي بتحاول تبتسم ورجعت تطلع على عيونو بنتي…. امانة برقبتك… وام.. انة تانية عيش حياتك…. حب واعشق من قلبك
لفظت نفسها الاخير بين ايديه وهو مصدوم حاول يصحيها اكتر من مرة حاول يقومها يعمل اي شي بس ما في صوت غير صوت بكاه ودموعو

قرب منو شخص وكان بيطلع عليه بغل وكره واطلع على البنت وحكى: ولا كانها بنتي عاشت وهي بتحبك وماتت وهي بتحبك هالبنت كانت سبب دماري وما بتلزمني
علي: ولك انت شو!!!! بنتك من لحم ودمك بتتخلى عنها بالسهولة
هيثم:هاي مو بنتي
تركو مصدوم وطلع ولا اهتم يطلع للحظة لورا
ضل يطلع على جسمها المرمي عالارض وبنتها جنبها

__________________________________
بعد اربع سنين
قاعد علي عم يلاعب سهى الصغيرة و عم ينادي على رانيا كرمال تاخذ حسن ترضعه

(رانيا ما قدرت تترك علي لحاله هي بيوم خسرت يلي حبها … وما بدها تخسر يلي بتحبه )

(علي لساته مع الأطباء كل فترة بمحافظة عم يساعدو العالم….)

كل فترة لازم يروح يزور قبر سهى و بقرأ الها الفاتحة
اليوم كتبتلك هالرسالة
الى حبيبتي التى تحت التراب….. ما فيني بلش رسالتي الا لما أخبرك اني اشتقتلك….. اشتقتلك
اشتقت لضحكتك… لكلامك…. لقلبك الطيب يلي كان يخفف عني اوجاعي…. انا اسف اني قسيت عليكي بس ما كان فيني أقرب منك وانتي صار الك حياة جديدة و كمان جايكي بنت….
بس لحتى لاخر لحظة كان لازم تتركيلي شي تذكرك فيه
سهى الصغيرة احلى شي تركتيه إلى…. هاي صورتها شوفي اديه بتشبهك مو كمان بالشكل بالطباع بتغار من حسن ومن رانيا ازا قربو علي…
رانيا نعمة ربنا علي وقفت جنبي و ما تركتني بعرف إنها مجروحة مني وإنها بتعرف اني بحبك انتي بس بكفيها اني كون بحياتها…
انا وانتي قصة راح تضل طول العمر قصة حب عانت وجع الحرب و وجع الغربة بلادنا رفضتنا و رفضت حياتنا… رفضت الحب و السلام و زرعت فينا الخوف و الكسرة… والهرب للموت و الذل…
ارقدي بسلام يا زهر الياسمين

ترك القبر و راح و مثل العادة عم يجي بعد ما يروح علي كرمال ياخذ صورة بنته ل يحتفظ فيها جنب كل الصور و ذكريات امها
حب ينفذ وصية سهى انو علي ياخذ النت و تكون أمانة برقبته
اساسا ما عاد بدو شي من الدنيا بعد موت سهى

………. انتهت……..
هاي هي كانت قصتنا قصة حب بالحرب هالحرب يلي اخذتنا منا كثير أخذت وطن بحاله

error: