حائر بين اروقة الارض

الجزء الخامس

حبيته كيف وليه ما بعرف ومتى انغرس هالحب بقلبي كمان ما بعرف
كنت عايشة بخيالات وحب كبير و بتمنى اقرب منو
وما اصدق متى كون جزء من يومه وحياته ولو للحظة
كنت حس بدفا بعيونه
وشوف كيف طريقة تعامله مع الاطفال واتمنى لو اني كنت طفلة متلهم
كنت حس بفرحة موشحة بسواد بعيونو وكان نفسي امحيها لوقت صار شي خلا كل شي بفكر فيه يتكسر

كنا متل العادة عم تابع شغلي وقت دخل ناس على العيادة اول مرة بشوفهم
كانو ماسكين اسلحة وعم يكسرو بكل شي حواليهم
رانيا: شو اللي عم بصير هون ؟؟ لو سمحتو انتو هون بعيادة كلها مرضى

قرب واحد من اللي كانو موجودين وضربها من قوة الضربة وقعت وشفتها صارت اتنزل دم مع دخلت علي والكلام يلي سمعو صدمو وقهرو بزيادة

-انتو جيتو خربتولنا حياتنا ما ضل شي ما دخلتو حالكم فيه…كنا مغتربين وبس وعين الله علينا وما احلانا …من وقت ما اجو هدول المهاجرين لهون والكل بيطلع علينا بحقد ولوم…. لهيك اي مكان بشغل لاجئ قررنا انه نحرقو وما نخلي في شي
بلشو يكسرو بالعيادة ويرمو الأجهزة وهي بتحاول توقفهم والعالم بس عم تتفرج عليهم…

كانت تحاول تمنعم لوقت شافت علي تدخل وضرب نفس الشخص اللي كان يحكي
علي: لك انتو مو بشر عم تحكي مع ابن دينك وبلدك بهي الطريقة
احنا مو عالة على حدا احنا بس حاولنا انعيش مو اكثر بعد الدمار يلي صار بالبلد
تعال يا ابن بلدي احكيلي هون كيف عاملوكم ما انتم عايشين حياة سعيدة على الأقل فيها امان …
بدل ما تكون معي قلبت عليّ
رانيا وكل دكتور هون بعمرهم ما قطعوا ايد انمدت الهم بتطلب معونة… وبعمرهم ما خلو حدا يحس انه غريب ومغترب وغير مرغوب فيه
بس انتو يلي الغربة نستكم اصلكم و دينكم و أهلكم ازا انتو اتغربتو قبل الأحداث و عايشين حياة الرفاهية بتفكرو حالكم صرتو أصحاب هالبلد و ابن بلدك الحقيقي بتعامله أنهم شي عار عليك دخيل على مكان مو مكانك من الاساس

ما لحق يكمل حكيو لانهم تكاترو عليه وضربو ورانيا بتحاول تبعدهم عنو بس ما قدرت…. دموعها كانت تسبقها وهي عم تشوف الوحشية وكيف بيضربو بغل وكأنو حكي علي فتح عليه بوابة تانية…
وقت حسو انه ما ضل فيه روح تركو وراحو من المكان وتحولت كل العيادة لقطع صغيرة مكسرة وما في مكان تمشي فيه

ركضت رانيا على علي : انت منيح
حاول يقوم بس انتبهت على سلسلة بدها توقع من رقبتو بعد الضرب
مسكتو وساعدتو يقوم من مكانو ووقعت السلسلة بإيدها وكانت بدها اتخبيها بس لما شافت ردة فعلو خافت انو يكرها
علي: كح كح السلسلة
رانيا: اي سلسلة … قصدك هي
مسكها حضنها وصار يبوسها وكأنها طفل اله..
استغربت من ردة فعلو بس للاسف …اوقات الحب من طرف واحد مو بس مؤلم هو بيكسر كل شي جوى الانسان وبخليه رماد….
انصدمت بس شافت دموعو وكيف بيحكي عنها وكأنها اكسير للحياة الخاص فيه
علي: هي … هي من حياتي … من كل شي الي… من روحي وجنتي وعالمي لو ضاعت انا بضيع معها…هي الشي يلي ضللي من الشام
كان معي حفنة من تراب بلادي وضاعت بالبحر.. بس هالسلسلة هي املي الوحيد للرجعة على ارض الوطن

كل ما يبكي تبكي معو وقلبها من جوا عم يوجعها لاول مرة بتحس انها خسرته وانو الامل تركها وهرب وما عاد في مجال ليكون علي الها

حبست دموعها وتحركت من العيادة وتركتو بين ذكرياته وحياته …وهي توجهت لبيتها واول ما فتحت الباب ارتمت بحضنها وبكيت وصوت الاه عم يطلع من قلبها
رانيا: ماما …. انا خسرت …. خسرتو .. وما فيني عيش من دونو وهو ما في يعيش بلاها …
اليوم مو بس العيادة يلي اتدمرت حياتي كمان اتدمرت و اتحولت لرماد
ام رانيا : فهميني شو قصدك
رانيا : السلسة هي السبب اكيد من حبيبته(خبرتها شو عمل علي كرمال السلسة)
ام رانيا : شو في آخرها
رانيا : قرآن صغير
ام رانيا : انتي بابا شو لبسك لما رحتي سافرتي وقت خطبتك و ربنا وقتها حماكي من الموت
رانيا : قصدك السلسة ممكن ما تكون من بنت ممكن حدا من عيلته
ام رانيا : ممكن شوفي يا ماما لا تتعلقي فيه كثير لانو انتي ما بتعرفي عنه شي انا بتمنالك السعادة بكل حياتك بس ما بدي تنجرحي مرة ثانية تصبحي على خير
_________________________________
قبل سنتين

مثل اي صبية بعمري اجى الوقت يلي ارتبط فيه صح ما كان حب بس كان في احترام و تفاهم بينا
مؤيد كان ابن الجيران يلي بابهم حد بيتنا اغلب أوقاتنا سوا يعني كنت متعودة على وجوده بحياتي
كان يهتم ب اصغر تفصيل بخصني
كنت حب اهله كثير كيف وانا ربيت بينهم
كنت اعرف انو بحبني بس انا ما كنت قادرة احدد مشاعري اتجاهه لاني متعودة على وجوده بحياتي
لما اهله طلبوني من دون وعي بسرعة وافقت
وفعلآ هاد يلي حيرني
مؤيد : واخيرآ بكرة راح تصيري على اسمي
رانيا : اي ساعة لازم نتطلع
مؤيد : لازم على بكير الطريق طويل
رانيا : أن شاء الله
مؤيد : يلا حبيبتي على النوم كرمال نصحى بكير
رانيا : لأ بدي احضر الفيلم خلينا بس يخلص بروح انام
مؤيد : لأ هيك بنتأخر و انتي عارفة كيف أمور كتب الكتاب هون و مليون واسطة لعملت يعني ازا بتأخر دقيقة راحت لشهر
رانيا : هئ ما بدي حباب خلينا نحضره
مؤيد : مو قد دلعك انا امري لله راح نحضره

وهيك ثاني يوم اتأخرو وقام مؤيد مثل المجنون كيف لبس و كيف اخذ رانيا كله بخمس دقائق
طول الطريق متوتر و معصب
رانيا : انا اسفة الحق علي
مؤيد : المهم نوصل هلأ مو مشكلة الباقي
رانيا : راح نوصل بس خفف السرعة انا بخاف
مؤيد : لا اتخافي وانتي معي لاني بحميكي لاخر عمري و انا روحي فداكي

وفعلآ أنقذ مؤيد رانيا من الموت بجسمه وقت طلعت سيارة عليهم من ناحية رانيا

شهور و سنين رانيا عايشة بعذاب ضمير وأنها السبب بموت مؤيد حتى أهله ما اتحملو موت ابنهم و تركو البيت

__________________________________________
عند سهى
سمر : وبعدين هيك راح يضل وضعك
سهى : شو اعمل احكيلي بعد اربع ايام راح صير لحدا غير علي … لأ و علي تلفونه مسكر و مو قادرة اوصله بدي اتطمن عليه
سمر : قررتي اتخبريه
سهى: مستحيل احكيله انا راح احطله حجة اني مسافرة على الضيعة كرمال هيك ما راح يكون في شبكة
سهر: بس هيك غلط و سبق و حكتلك بلكي رجع علي شو راح تعملي
سهى: سمر افهميني علي اتغرب كرمالي مستحيل وهو بالغربة أخبره هيك خبرية

عند علي يلي كان لساه مو قادر يتحرك من الضرب اجت لعنده رانيا كرمال تتطمن عليه
رانيا : كيف صرت اليوم
علي : الحمد لله احسن
رانيا : راح اعملك شوربة
علي: مو جاي على بالي
رانيا : مو على كيفك عندك دوا انا قايمة اعملها
علي. : رانيا
رانيا : نعم
علي : شكرآ الك عنجد انتي نعمة من ربنا
رانيا مع ابتسامة واجبي هاد

دخلت رانيا على المطبخ اتجهز الاكل وهي بقمة فرحها أنها شي حلو بحياة علي

يتبع

error: