حائر بين اروقة الارض

الجزء الثاني

رغم الهروب كنا مفكرين انه هربانين للسعادة
للمحل اللي رح ننجو فيه من قسوة الحرب
فكرنا الهجرة رح تكون الجسر اللي بطلعنا من جهنم ورح يوصلنا للجنة….. موج البحر اللي كان يضرب القارب كان يخوفنا شوي
و وجوه الناس اللي حوالي وشرودهم كان اوقات يزيد بقلبي الخوف بس كنت بكل مرة اتزكر فيها سهى ارجع اتشجع شوي لإنه كل طلعتي كانت كرمالها

لوقت الموج قرب شوي علي وصرنا نحس بضربتو بشكل اكبر … شفت طفل صغير عم يبكي وامو عم تحاول تهديه ورجال قاعدة بالزاوية وماسك ورقة وعم يكتب وصيته..

شو صعب تشوف الخوف وما تتوتر … وشو صعب تحس اديه يلي قدامك خايف وما ينتشر هاد الخوف للكل
ضربت موجة كبيرة القارب وتزحزح من محلو والناس زاد خوفها ورعبتها… واللي صار وخلا الرعبة تزداد وقت بلش المطر

آخ… كإنو عم نتعاقب حتى من البحر لانو طلعنا برا البلد
زاد المطر وزاد الموج ضربه للقارب من كل مكان وما واحد فينا قادر يتحرك او يقرب لغيرو

هي حاضنة ابنها…هداك ماسك بايد بنتو…هاد رجال بيدعي وبيحكي يا رب
والربان عم يحاول يطمنا انه ما رح يصير شي لوقت ما ضرب البرق والقارب فجأة وبغمضة عين قلب صار بعيد عنا صرنا بالبحر وكل شخص بدور على شخص تاني

نفس الطفل اللي كان يبكي كان قريب مني حاولت اسبح لعندو وامسكو
– لا تخاف هلأ منلاقي الماما
– بدي امي
زاد خوفو وصرت حس انه عم يبلع مي اكتر
لقيت الربان عم يحاول يرجع القارب متل ما كان قربت منو والولد ماسكو بايدي وساعدو وبعد تعب قدرنا نرجعو متل ما كان بس للاسف طلع في فتحة بالقارب وعم بتسيل مي
حاولنا نفكر بأي شكل وأي طريقة بحل بس ما كان قدامنا الا الدعاء ربنا يكون معانا و يحمينا و خصوصي اني شايف الشاطئ قدامي …

شلت من رقبتي السلسلة يلي بأخرها قرأن صغير اخر ذكرى من سهى و قعدت أقرأ فيه
____________________________
عند سهى يلي وقعت منها صينية الطلبات بعد ما حست بضيق بصدرها و قلبها زادت دقاته و كل فكرها بس بعلي
قعدت تبكي و تدعي ربنا يحميه و ما يصيبه مكروه

أما عند علي

كان كل همي انقذ هالطفل واتطلع بحسرة على اخر وجبة للبحر امه للطفل

هالصوت شو مريح و بزرع الامل صوت خفر السواحل يلي بلش يقرب منا اتطمنت بوقتها لما اخذو الطفل مني

واخيرآ أوصلنا لبر الامان بس بعد شو بعد ما أخذنا الموت معانا من بلدنا وأخذ منا كثير ناس …

اول ما أوصلت على الشاطئ رميت حالي على الرمل بكل تعب
بعد ما سلمت الولد لخفر السواحل و عملو الاسعافات الاولية اله لانو كان شارب من مية البحر … اخ شو انقهرت عليه طفل لسى ما شاف شي من الدنيا الا الموت و الدم و العذاب و الخسران …. يا رب فرجك

البوم بلشت اول خطواتي لتحقيق حلمي يلي ما كان سهل كثير …..

___________________________________________
عند سهى
سمر : لا تعملي هيك بحالك
سهى : لك ما شفتي الاخبار عم يحكو القارب غرق
سمر : بلكي ما كان بهاد القارب
سهى : احساسي بحكي كان فيه
سمر : انسي احساسك وتوكلي على ربنا
سهى : والنعم بالله يا رب تحميلي اياه
سمر : لك سألني عنك هيثم اليوم
سهى : شو بدو هاد كمان
سمر : قال لانو الك اسبوع ما جيتي على الشغل
سهى : ما عاد بدي اشتغل
سمر : لك ما تعملي هيك الشغل ما دخله
سهى: ما بدي شي بدي علي خايفة عليه كثير يا ريت ما خليته يروح
سمر : لهالدرجة بتحبيه
سهى : لك هو حياتي كلها بكفي عمل كل هالشي و خاطر بحياته كرمالي
سمر : سهى لا تزعلي مني بس بلكي ما رجع و ..
سهى : لا تكملي علي رح يرجع بإذن الله رح يرجع

ثاني بيوم بالمطعم
هيثم : هي هيك حكتلك
سمر : اي و بلغتني اخبرك
هيثم : شو السبب
سمر : ما بعرف ما خبرتني
هيثم : اكيد كرمال علي
سمر : يمكن ما بعرف
هيثم : ما في خبر عنه
سمر : لأ ما في حتى لو ما رجع انت عارف انو سهى مستحيل ترتبط بحدا غيره
هيثم : ازا مو بكيفها غصب عنها
سمر: ما في شي بالغصب
هيثم : مثل ما دخلت على قلبي غصب عني و انا يلي كنت رافض وحدة تدخل حياتي اساسا انا بكره جنس حوا كله بس هي لازم تكون الي
سمر: انا ما بعرف كيف حبيتها و هي بعمرها ما حكت معك الا بحدود الشغل
هيثم : من قبل ما تشتغل لما كانت تيجي هي و علي من العيادة لهون وقت الغدا … من اول يوم عرفتيني فيه عليها عيونها اسرو قلبي
سمر: بس هي اجت مع حبيبها
هيثم : لا تحكي حبيبها
سمر: كرمال هيك خليتني اقنعها تشتغل عنا بالمطعم
هيثم : كان بدي اياها تكون قريبة مني طول الوقت
سمر: بس ما في امل علي راح يرجع
هيثم : لو اخر يوم بعمري سهى الي انا وبس و راح اتموت عندي
سمر: انا راجعة علي شغلي
هيثم : روحي بس خبري صاحبتك انو في شرط جزائي بالعقد ازا تركت قبل ٦ شهور و لا ناسية من بكرة ترجع على شغلها

تركته سمر و راحت و هو عصب بزيادة فرصته اجت ما صدق أنو علي طلع برا البلد سهى لازم تصير إله بس كيف لازم يحسبها صح
يتبع

error: