نوفيلا نبض القلب لـ فاطمه احمد
الفصل التاسع ( الجزء الاول و الثاني ) : زفاف بالسر !
_______________________
تنهد جلال بعمق ليردف ويقول كلاما جعل الجميع في صدمة :
– سأوافق على زواجك من ابنتي بشرط ان تتخلى عن عائلتك وتنسى وجودها وتأتي للعيش معنا بعد الزواج….!!
انتفض الجميع و انتصب آركان واقفا ينظر له بصدمة و ذهول بينما نظرت نازلي لوالدها وهي تردد بعدم تصديق :
– أبي ماهذا الكلام ؟
جلال بثبات :
– هذا هو شرطي اذا اردت ابنتي فعليك ان تبتعد عن عائلتك ف انا لا اثق بهم ولن اضمن سلامة نازلي اذا عاشت معهم.
قبض آركان على يده بعنف ليقول أمجد بغضب :
– اذا هذا هو سبب قبولك لزيارتنا لك تريد اهانتنا في منزلك ؟ آركان لماذا انت صامت ؟
شمس بخوف من ان يوافق آركان على شرطه :
– بني انا لا استطيع العيش بدونك…. اا…ارجوك لماذا انت صامت ؟!
نظر له أمجد وجده مغمض عيناه و على وجهه ملامح باردة لا يستطيع احد تفسيرها ابتسم بألم فالواضح ان ابنه سيختار حبيبته بدلا من عائلته.
جلال بهدوء :
– ليكن في معلومك انك لو رفضت ستخسر نازلي للابد… لقد قلت انك تحبها لدرجة ان تفعل كل شيء من اجلها اثبت لي الآن.
اقتربت منه زمرد وكادت تتكلم لكنه اوقفها اما نازلي فصاحت بدموع :
– لماذا تفعل هذا يا ابي انا….
قاطعها بحدة :
– لا تتدخلي نازلي !! انا افعل كل هذا من اجلك والقرار الآن للشخص الذي تقولين بأنه يحبك.
اخيرا تحدث آركان وغمغم بصوت قاتم :
– انا لا احبها بل أعشقها….. ومستعد لأن افعل المستحيل من اجلها.
نظر له أنس و امجد ووالدته بصدمة فتابع و قد رفع رأسه ببرود :
– لكنني أحب عائلتي أكثر و يستحيل ان افكر بالتخلي عنهم عذرا لكن مهما بلغ حبي ل ابنتك لن يفوق حبي لأهلي.
نازلي بهمس وقد نزلت دموعها :
– آركان !
طالعها بألم ثم اخفاه وتحدث بصرامة :
– و انا الان من ارفض الزواج و نادم لانني فكرت بأن آتي و اتقدم لطلب يد ابنتك…..مبارك سيد جلال لن تضطر بأن ترسل ابنتك للعيش معنا.
سقطت نازلي جالسة على الاريكة و انهمرت في البكاء و قلب آركان يتقطع عليها يا الله كم ان هذا الشعور مؤلم حد الجحيم شعور الانفصال عن من تعشقه و عن من نبض قلبك لها !! ابعد وجهه عنها و تمتم موجها كلامه لأخيه :
– هيا.
انس بإشفاق عليه :
– آركان لا تتسرع دعنا نترجاه لكي ااا…
قاطعه بجدية لا تحتمل النقاش :
– عائلة أتان اوغلو لا تترجى أحدا يا أخي ، هيا لنذهب.
تنهد و اومأ فتحرك والده بغضب و شمس و أنس و آركان خلفهم يمشي بخطوات بطيئة ومع كل خطوة تشعر نازلي بروحها تنسحب فقامت و صرخت ببكاء حارق :
– آركــــااااان….آركــــان
تحركت باتجاهه لكن زمرد أمسكتها وهي تتألم لبكاء ابنتها انهارت نازلي جالسة على الأرض و تنادي بإسمه فالتف آركان قبل ان يخرج و من دون شعور منه سقطت دمعة حارقة من عينيه ثم تمالك نفسه و غادر….. !!
_____________________
مستلقية على فراشها وهي تبكي بصمت و دموعها تبلل الوسادة شعور بالنار تحرق قلبها بل سكين يطعنه بقوة و دون رحمة كيف يفعل والدها هذا كيف يدمر حياة ابنته بحجة ان يحميها يا الله هل هذه هي النهاية حبيبها تخلى عنها وهو من كان يستعد للزواج منها و اخذها الى عالمه تركها بسبب والدها بسبب من كانت تراه سندا وكل هذا بسبب اعتقادات وهمية لا اساس لها من الصحة.
نهضت جالسة و اخذت هاتفها طلبت رقمه ولم يجب طلبته ثانية و عدة مرات لكنه لم يجب حتى اغلق الخط في وجهها ، زفرت بضيق ثم فجأة مسحت دموعها و خرجت من غرفتها اتجهت لغرفة والدها ودخلت بدون استئذان و قالت بحدة :
– لماذا فعلت هذا ؟
كان والدها يقرأ كتابا عن الطب و عندما دلفت بهذه الطريقة و القت كلامها اغلق الكتاب و نظر لها بصمت ، صاحت نازلي ببكاء حارق و غضب :
– لماااذاا مالذي استفدت منه لماذا ابعدتني عن من احبه !!
جلال بشيء من الحدة
– نازلي لا تنسي انك تكلمين والدك ! ثم لماذا انت حزينة انا كنت اريد التأكد من حبه لك و اعطيته اختبار وفشل فيه اذا انا لست الملام ؟
مسحت دموعها و اردفت بسخرية حادة :
– لست الملام ؟ ابي انت تعلم جيدا ان شرطا مثل هذا يستحيل ان يوافق عليه احد كيف ل آركان ان يقبل بأن يتخلى عن اهله من أجلي ؟
دخلت زمرد للغرفة عندما سمعت صوت الشجار و عندما رأت نازلي في حالة يرثى لها اقتربت منها و همست ب :
– اهدئي عزيزتي…. كل شيء سيحل و لن تبتعدي عن آركان.
تشدق جلال بصرامة :
– لا لم يعد هنالك وجود ل آركان في حياتك انا اشترطت عليه وهو لم ينفذ الشرط اذا فلينساكي ، ثم رفع اصبعه و تابع بتحذير :
– و اياك ان تقومي بفعل يعاكس كلامي والا ستندمين !!
صدمت من كلامه وهي لا تزال منذهلة من تصرفات والدها الذي لطالما كانت تراه الاب المثالي الذي لا يستطيع احزان ابنته كانت تراه سندها و الان هو من خدعها و اوهمها بأنه موافق على زواجها ثم اهان عائلة حبيبها !! تنهدت و استدارت لتذهب لكن فجأة توقفت و همست بصوت مبحوح :
– برغم ماحدث ستظل والدي ولن استطيع عصيانك لكن ليكن في معلومك انني ان لم اتزوج آركان فلن أتزوج غيره ، و بالمناسبة رفضه للشرط لا يعني بأنه لا يحبني بالعكس لو وافق لم اكن لأكمل الزواج لانني لن اثق بمن ترك أهله و عندما رفض زاد احترامي وحبي له أكثر.
غادرت فالتفت زمرد له و صرخت بعصبية :
– منذ متى وانت هكذا كيف تفعل هذا بابنتك الوحيدة ؟!!
صاح الاخر بغضب ايضا :
– لم افعل شيئا خطأ انا احاول حماية ابنتي من تلك العائلة الا تعلمين طبيعتهم خاثة أمجد سينتقم مني بواسطة نازلي سيعاملها بقسوة مثلما يعامل كنته الاولى و آركان لن يستطيع الاعتراض على تصرفات والده ووالدته !!
زمرد بتريث :
– انا اعلم انك تعتقد بأن ماتفعله هو الصواب لكن صدقني آركان يحب نازلي حقا و لن يدعها تحزم مادامت معه…. انت كنت تعلم بأن آركان سيرفض شرطك وهكذا ستتخلص منه لكن هكذا ابنتنا ستتدمر….ارجوك يا جلال اعدل عن قرارك قبل فوات الأوان و قبل ان يتخلى عنها بالفعل.
لم يتكلم فتنهدت بيأس و خرجت….
_____________________
في فيلا أتان اوغلو.
كان في غرفته يمارس تمارين الضغط كعادته عندما يكون غاضبا و يجد الرياضة الطؤيقة الوحيدة لاخراج غضبه ، كانت فانلته السوداء الرياضية التي يرتديها مبللة بالعرق و كل جزء من جسده يتعرق بشدة و حتى عضلات ذراعيه كان يشعر بها تتمزق لكن لم يكتفي بل يسرع اكثر وكأنه يعاقب نفسه لرؤية دموع نازلي و صوتها وهي تناديه اما هو فتركها و ذهب ، عند هذا الحد وتوقف استلقى بظهره على الارض وهو يلهث بعنف و يسحب الهواء بقوة اغمض عيناه و تذكر اخر موقف حصل فزمجر بعصبية و صرخ :
– ســــحــقــا لماااذااا حدث هذاا لمااااذااا !!!
مسح على وجهه ليسمع رنين هاتفه للمرة العشرين فتجاهل و لم يرد رن مجددا و اضيء اسم نازلي على الشاشة فأغلق الخط بغضب والقى الهاتف.
في نفس الوقت كانت آسيا قد دخلت لغرفته و قالت :
– لا تعاقبها على شيء لا ذنب لها فيه لا تقسوا عليها هكذا يا آركان هي ايضا مجروحة بسبب ابيها !
رفع رأسه و عندما رآها نهض و جلس على السرير بتعب جلست بجانبه و ربتت على كتفه فهمس بصوت اجش و مرهق :
– لم اتوقع ان يحدث ماحدث ، منذ ساعات كنت سعيدا لانني سأحصل على من اتمناها لكن انفصلت عنها بل و تسببت في اهانة عائلتي ايضا.
آسيا بحزن :
– لا يا آركان انت لم تنفصل عنها لم ينتهي شيء بعد….. نازلي تحبك صحيح اذا هي ايضا لن ترضى بأن تبتعد عنك كلمها و تناقشا مؤكد ستجدان حل !
صمت ولم يجب عليها فأكملت :
– فكر ولا تتسرع لكي لا تندم.
نظر لها آركان بابتسامة باهتة :
– حسنا ، ثم استدرك شيئا و سألها باهتمام :
– لقد كنت مريضة هذا الصباح هل انت بخير الآن ؟
حمحمت آسيا ثم اردفت بارتباك :
– ها….ل.ل. لا ل داعي هذا مجرد تعب بسيط.
آركان باستغراب :
– هل انت متأكدة ؟
ضحكت الاخرى و اجابت :
– ههههه نعم متأكدة انت تعلم انني طبيبة و استطيع معرفة مابي ، حسنا انا سأذهب الآن لا تنسى ان تكلم نازلي.
همهم ولم يعلق فنهضت واقفة في نفس الوقت الذي دخل فيه أنس للغرفة وهو يردد بابتسامة :
– كلما تضيع زوجتي سآتي لغرفتك و اجدها ، ترى مالذي تخططون له ايتها العصابة ؟
آسيا بضحكة :
– هذا سر أليس كذلك ؟
ابتسم آركان بخفوت فتنهد أنس بحزن على حالته ثم نظر ل آسيا ولاحظ ملامحها الشاحبة و ايضا تترنح في وقفتها…. تقدم منها و تمتم بقلق :
– آسيا مالذي يحدث معك هل انت بخير ؟
هزت رأسها بتعب فنهض آركان وحدجها بقلق ايضا و تشدق ب :
– سأتصل بالطبيبة لتحضر وتفحصك.
آسيا بنبرة مرهقة :
– لا… انا….
لم تكمل لأنها اغمضت عيناها و استسلمت للتعب لتقع و قبل ان يلمس جسدها الارض أمسكها أنس وهو ينتفض بخوف عليها اخذها لغرفته بسرعة و احضر الطبيبة وقف الجميع خارج الغرفة بتوتر و بعد دقائق خرجت الطبيبة ، اقترب أنس منها بلهفة :
– كيف حال آسيا هل هي بخير لماذا اغمى عليها ؟
ابتسمت الطبيبة مهدئة اياه :
– لا تقلق على المدام آسيا هذا أمر شائع حدوثه في حالتها خاصة انه كان عليها ان ترتاح جسديا ونفسيا على العموم كتبت لها على فيتامينات يجب أخذها في فترة الحمل لكي لا….
قاطعها أنس بصدمة :
– م.م.ماذا ؟ فترة حمل !!
اندهش امجد و شمس و آركان بينما قالت الدكتورة بتعجب :
– ألم تكن تعلم ؟ آسيا ذهبت الى عيادتي منذ يومين و فحصتها و ظهر انها حامل في شهرين.
سعد أنس للغاية و احتضن آركان بقوة وهو يردد :
– آسيا حامل… انا سأصبح أبا !!
آركان بسعادة هو الاخر :
– مبارك لك انا سعيد جدا من أجلك.
أمجد بفرحة :
– مبارك لك يا بني انا سعيد من اجلك.
احتضنته شمس ايصا و هنأته ثم دخل أنس للغرفة وجدها مستلقية على السرير و عندما رأته ابتسمت له ، تقدم انس منها و قبل يدها هامسا :
– مبارك لك حبيبتي.
آسيا بحب :
– مبارك لك ايضا أخيرا ستصبح أب.
تنهد بفرحة و قبل جبينها ليتشدق بعتاب خفيف :
– لماذا لم تخبريني بأنك حامل وكلما اطلب منك الذهاب للطبيب تتحججين بأنك جيدة الم تريدي اسعادي…. ثم تابع بتوجس :
– آسيا الا تريدين هذا الطفل ؟ ام انه بسبب معاملة اهلي لك ااا…
قاطعته آسيا بسرعة :
– لا ابدا اقسم لك انت لا تعلم كم انتظرت هذه اللحظة انتظرت سماع خبر الحمل انتظرت ان احمل طفلك في احشائي و عندما تحقق حلمي كدت اطير من السعادة وفكرت ان اخفي الموضوع لحين تحسن اوضاع المنزل و أجعلها مفاجأة لك….. لكن للاسف كشف السر و افسدت خطتي.
ابتسم أنس وهو يرى تذمرها ثم قبل بطنها و قال :
– ليت الاوضاع تتحسن فعلا لكن بعد ماحدث اليوم مع آركان لا اتوقع……
حزنت آسيا و قبل ان تتكلم فتح الباب ودلف آركان و البقية تقدم منها و هتف بمرح :
– اتفهم انك اخفيت حملك عن اهلي لكن انا كيف لم تخبريني انا مثل صديقك حتى.
ضحكت آسيا و اجابته باندفاع :
– و انت ايضا لم تخبرني عن حبيبتك اليس كذلك.
ساد الصمت في الغرفة و تضايق امجد و الجميع بينما صمت آركان قليلا ثم هتف بضحكة حزينة :
– لم يكن هناك داعي في كل الاحوال انتهت القصة.
آسيا بندم :
– انا اسفة لم اقصد اا…
قاطعها بهدوء مشجع وهو ينهض :
– لا بأس عزيزتي ، عن اذنكم.
غادر بسرعة فقال امجد مغيرا للحوار :
– مبارك لك بنيتي.
شمس بابتسامة :
– انا سعيدة من اجلك.
آسيا :
– شكرا لكما ، ثم تابعت بحزن :
– و مبارك ايضا لانك ستحصل على الوريث الذي كنت تريده يا عمي.
نظر اليها انس بعبوس فحمحم امجد بحرج قائلا :
– انا اعلم انني كنت اوجه لك كلاما قاسيا احيانا لكن اتمنى ان ننسى ما مضى و تسامحيني فلقد ادركت خطئي يا ابنتي.
تمتمت بصفاء وهي تجيبه :
– انا لطالما اعتبرتك ابي و لم اكن احمل بغضا اتجاهك لكي اسامحك….. لقد نسيت كل ما فات.
ابتسم بامتنان ثم احتضنتها شمس و مر الوقت وهم يتحدثون حتى قالت شمس بحزن :
– ليت هذه السعادة تكتمل…. بسبب ذلك الطبيب تحطم قلب ابني.
امجد :
– انا لم اكن اتوقع ان جلال سيفعل هذا اقصد لطالما كان حكيما عاقلا لا اعلم ماجرى له بالضبط ليشترط مثل هذا الشرط وهو يعلم تماما ان آركان سيرفض التخلي عنا.
_____________________
في غرفة آركان.
دخل ببطئ و استلقى على سريره بهدوء تام لا يعلم هل يفرح لأخيه وزوجته ام يحزن لأجل نفسه هل يعقل ان نبض قلبه سيتركه الآن هل يعقل ان من احبها لن تكون معه….
قاطع شروده رنين هاتفه وكانت نازلي ظل ينظر لاسمها وهو يضيء الشاشة ثم فتح الخط و غمغم بصلابة :
– ألو.
عند سماع صوته تهللت اسارير نازلي وهتفت بدموع ارتياح :
– أجبت اخيرا…. لماذا لم ترد على اتصالاتي يا آركان انا اعلم انك مستاء جدا لكن ماذنبي بالذي حدث انا لم اكن اعلم ان ابي سيقول ذلك الكلام اعتذر بالنيابة عنه انا….
قاطعها بهدوء :
– لا تعتذري فعلا لا ذنب لك فيما حدث….. الظروف هي من تحكم على الشخص حتى أهلي اصبحوا معارضين تماما لفكرة الزواج بعد الذي حدث اليوم.
نازلي ببكاء :
– آركان ماذا سنفعل الآن أبي غير موافق ابدا ولن يوافق انا اعرفه جيدا يستحيل ان يتراجع عن قرار أخذه… و كذلك والدك.
ابتسم وهو يهمس بعمق :
– لا تبكي انا لا احتمل رؤيتك هكذا كل شيء سيتصلح وان لم يرضى والدك…. فسنتزوج بالاجبار.
انتبهت لما قاله فعقدت حاجبيها بتعجب :
– بالاجبار ؟ هل تقصد….. ان نتزوج بدون موافقة أهلنا ؟
تشدق بصوت قاتم وجدية تامة :
– نازلي ، انا مستعد لافعل اي شيء مهما كانت نتائجه سيئة فقط لأحصل عليك ، مستحيل ان ادعك لرجل غيري انت ملكي فقط يا نازلي و ستكونين لي اجبارا عن الجميع حتى لو لم توافقي سأخطفك و اتزوجك ايضا.
ضحكت بدون ان تشعر فقال بمزاح :
– صاحبة العينين العشبيتين امسحي دموعك بسرعة فعينيكي لا يجب ان تسكب مياه ملحية.
اجابته بابتسامة وهي تمسح دموعها :
– حسنا انا موافقة ، مستعدة لأتزوجك حتى لو رفض الجميع لا يهمني سوى ان اكون معك.
تنهد براحة فأكملت بأمل :
– بالطبع مع مرور الوقت ابي سينسى غضبه مني و سيرضى بزواجنا أليس كذلك ؟
– نعم.
تنهدت بعمق و همست ب :
– احبك.
ابتسم و قال بهمس مماثل :
– وانا أعشقك….. حبيبتي سأغلق الخط الان و ساتصل بك بعد دقائق لنتفق على ما سنفعله.
اومأت نازلي واردفت :
– حسنا الى اللقاء.
اغلقت الخط ثم اغمضت عيناها وهي تدعوا بأن تتحسن الاوضاع.
______________________
بعد مرور اسبوع.
حاولت نازلي اقناع والدها كثيرا لكي يتراجع عن كلامه لكنه لم يوافق بل و عرض عليها الزواج من ابن صديقه و اخبرها بأنه سيأتي ويتقدم لها لطلب الزواج ! و بعدما أخبرت آركان غضب و انفعل جدا ثم قرر بأن يتزوجا سريعا بالسر ثم الاعلان بعد الزواج لكي لا يستطيع احد ايقافهما…..
أنس و آسيا يعيشان حياة سعيدة و اضاف الطفل الموجود داخلها السعادة و الاطمئنان الا من بعض المشاكل التي تحصل احيانا بين آركان و امجد بسبب نازلي تجعلهما يقلقان من القادم ف امجد بعددا تعرض لتلك الاهانة اصبح يرفض و يغضب من سيرة عائلة اوزغان و اصر على آركان بالزواج من فتاة اخرى لينسى حبيبته.
مراد و فتون قلقان ايضا من المشاكل التي تواجه اصدقاءهما فهما يعلمان جيدا كم ان نازلي و اركان يحبان بعضهما البعض و يعلمان ايضا ان ذلك الثنائي لا يستطيع الافتراق و رغم المشاكل لا يزال آركان متمسكا بعشقه…… فهل سيبقى هكذا ام ان للقدر رأي آخر ؟!!
_____________________
صباح يوم جديد.
استيقظت نازلي على صوت رنين هاتفها فتحت الخط بسرعة و رددت بسعادة :
– Günaydin ( صباح الخير ) آركان !
رد عليها بضحكة خفيفة :
– أجمل صباح على اجمل عروس ! كيف تشعرين واليوم هو زفافك ؟
ابتسمت وهي تتذكر ان اليوم زفافها هي و آركان سيعقدان العقد وتصبح زوجته رسميا و بعدها يعلنان الزواج وهكذا لن يستطيع احد الرفض و سيوضعون تحت الامر الواقع ….. تنهدت و اجابته :
– بقدر توتري لكنني متشوقة للحظة التي سأصبح فيها زوجتك آركان اهلك و اهلي سيوافقون صحيح ؟
آركان بهدوء مشجع :
– بالطبع ثقي بي يا نازلي و اعدك ان لا اخذلك ابدا…… ثم تابع بمكر :
– بالمناسبة انا ايضا متشوق لليلة الزفاف لا تعلمين كم انتظرت لحظة ان اتجاوز حدود الادب معك و….
قاطعته وهي تشهق بغيظ و خجل :
– انت منحط و قليل الادب ايضا انا اتكلم ان لحظة الزواج و ليس الليلة.
– هههههه أليس نفس الشيء ؟؟
هتف بها في خبث أكبر فضحكت و اغلقت الخط بسرعة وهي تتنهد بحالمية :
– احبك.
– و انا ايضا.
قالتها فتون النائمة بجانبها فلقد قضت الليلة الماضية معها بحجة انهما ستدرسان معا ، انتفضت نازلي بخفة و تشدقت ب :
– فتون منذ متى وانت مستيقظة ؟!
فتون بغمزة :
– منذ ان تكلمتما عن ليلة الزفاف و ماسيحدث فيها هااا.
وكزتها في كتفها بقوة وهي تتمتم من بين اسنانها :
– من العيب ان نتسمع على كلام الناس.
بضحكة بسيطة اجابتها :
– لكنك لست اي احد….. انت صديقتي و اختي ايضا.
ابتسمت نازلي و احتضنتها بحرارة وهي تهمس :
– انا احمد الله لانه رزقني بصديقة مثلك تسندني وتقف بجانبي في كل المواقف الصعبة و لا تتخلى عني مهما حدث….. شكرا لانك موجودة في حياتي.
ابتسمت فتون و قالت :
– تأكدي بأنني سأكون معك دائما ولن اتخلى عنك مهما بلغت قراراتك مستويات الجنون لكن سأساندك في كل مرة.
ابتعدت عنها و تابعت :
– هيا الان يجب ان نخرج لنذهب للقاعة و توقعا على عقد الزواج وتصبحين زوجة آركان أتان اوغلو رسميا !!
شهقت نازلي بصوت مكتوم ووضعت يدها على فم الاخرى وهي تهمس بتحذير :
– هششش لا ترفعي صوتك اخاف ان يسمعك أبي و يكشف ما نخطط له.
اومأت فتون ثم نهضت وارتدت ملابسها و وضعت اللوازم في حقيبتها خرجت مع نازلي ليتناولا طعام الافطار وكأن شيئا لن يحدث فهما لا تريدان اثارة الشكوك حولهما.
جلال :
– نازلي أليس من المفترض ان لا تدرسي اليوم كالعادة فهو يوم عطلة ؟؟
توترت نازلي فتشدقت بتلعثم :
– اا… لدينا م.م. محاضرات اضافية اليوم ومهمة للامتحانات لذا علي الذهاب.
زمرد بحنان :
– وفقكم الله يا ابنتي فلتكن ايامك سعيدة.
تنهدت بعمق وكم ارتاحت لهذه الدعوة غمزت لفتون فقالت الاخرى :
– هيا يا نازلي لقد تأخرنا لنذهب.
هزت رأسها موافقة و نهضت معها خرجتا من الفيلا و قبل ان تركب السيارة شهقت و قالت وهي تضرب رأسها :
– اووف فتون لقد نسيت بطاقتي ، سأذهب لاحضرها.
– حسنا.
دلفت للفيلا مجددا و قالت لوالدتها بأنها نست كتبها صعدت لغرفتها و بحثت عن البطاقة لكنها لم تجدها زفرت بضيق و اتصلت بفتون :
– فتون لم اجد بطاقتي سآخذ وقتا لكي اجدها لا تنتظريني و اذهبي للقاعة و تأكدي من ان فستان الزفاف جاهز …… لا لن اتأخر كثيرا…. حسنا الى اللقاء.
اغلقت الخط وبدأت بالبحث مجددا حتى وجدتها ابتسمت براحة ووضعتها في حقيبة يدها ثم فتحت باب غرفتها لتصدم بوالدها يقف أمامها !!!
______________________
بعد مرور ساعة ونصف.
زفرت بضيق و نظرت ل آسيا وهي تقول :
– لقد تأخرت نازلي كثيرا ولا ترد على اتصالاتي ايضا ترى مالذي حدث ؟
آسيا بطمأنة رغم قلقها :
– يمكن ان تكون قد تأخرت بسبب عرقلة السير او انشغلت مع والدتها لا تقلقي.
بمجرد انهاء كلامها لمحتا سيارة نازلي تأتي من بعيد توقفت وخرجت لتقترب منهم فقالت فتون بغضب :
– أين كنت ولماذا تتجاهلين اتصالاتي ؟
ابتسمت بخفوت واجابتها :
– اسفة اضطررت للذهاب مع امي للمستشفى ولم استطع ان ارد على اتصالاتك لكي لا تشك بي.
آسيا بابتسامة سعادة :
– لا مشكلة هيا ادخلي لتتجهزي.
هزت رأسها بإيجاب و دخلت جلست على الكرسي وبدأت المصففة بتجهيزها وبعد مدة كانت نازلي تقف امام المرآة تنظر لنفسها ترتدي فستان زفاف ابيض ناصع بدون حمالات ضيق لغاية الخصر ثم يتسع بعدها باتساع جميل ومزين بحبات اللؤلؤ الامع زادت الفستان جمالا اما شعرها فكان يرتفع لأعلى في تسريحة جميلة و عصرية و تركت بعض الخصلات البنية تنسدل على وجهها ووضعت عليه تاج رقيق من الالماس و ميك اب خفيف فكان مظهرها ينطبق على اسمها نازلي ” الملاك الرقيق و الناعم ” ، ابتسمت بفرحة بينما نظرتا لها فتون و آسيا بانبهار تام لتقولا في نفس الوقت :
– تبارك الله !!
فتون بسعادة :
– اقسم انني لم ارى عروسا بجمالك في حياتي يا الهي ماكل هذه الرقة ؟!
آسيا :
– ماشاء الله تبدين كالملاك آركان محظوظ بك حقا….. ليت الجميع كان حاضرا كنا سنسعد أكثر.
قالتها بتذمر فابتسمت نازلي و اردفت :
– كل شيء يعتمد على القدر لا نستطيع تغييره للاسف.
طرق الباب فجأة و جاء صوت آركان وهو يردد :
– كم سنة تحتاجون لتنهوا ما تفعلونه ؟
ضحكت آسيا و فتحت الباب و هي تقول :
– اصبر قليلا عزيزي بعد قليل ستصبح زوجتك للابد !!
غمز لها بحالمية :
– لم اعد اطيق الصبر متى ستمر هذه الدقائق….. أين نازلي انا لا ار…..
توقف عن الكلام عندما رآها تقترب منه وعلى وجهها ابتسامة ساحرة فتح عيناه بدهسة وهو يطالعها من الاعلى للاسفل و لا يشعر بأحد من حوله فقط يراها هي تقترب منه يا الهي ماكل هذا الجمال ؟!!
ايضا نازلي نظرت له بهيام كان يرتدي بنطال اسود جينز و قميص ابيض و بليزر أسود و حذاء رياضي باللون الابيض صفف شعره الاسود الغزير بطريقة جميلة بلحيته الخفيفة و ابتسامته الرائعة فكان جذابا ايضا ، تقدم منها بخطوات بطيئة و امسك يدها ليقبلها ببطئ ورقة وهو يهمس :
– ملاكي الجميل.
اخفضت عينيها و لم تعلق فوضع يده حول خصرها و نزلا للاسفل كان انس و مراد و بعض الاصدقاء يقفون بانتظار العريسين و بمجرد رؤيتهما بدأ التصفيق و اشتعلت القاعة بالحماس….. سحب آركان الكرسي و اجلسها عليه ثم جلس و تقدم انس ومراد كشاهدين ، جلس القاضي و بدأ بانشاء العقد و بعد دقائق ارتفع صوت التصفيق مجددا فلقد تزوج بها و اصبحت زوجته رسميا !!
نهض آركان و احتضنها بسعادة و همس :
– مبارك لك مدام نازلي آركان اتان اوغلو.
ابتسمت بخجل و ردت عليه :
– شكرا.
تقدم منهما اصدقاؤهما و بدؤوا بالمباركة و الاحتفال حتى المساء…..
صاح آركان بصوت عال فجأة :
– هيا يا اصدقاء الى اللقاء اراكم غدا الان سآخذ حبيبتي و نذهب.
ضحك مراد و انس و الفتيات و خجلت نازلي فحملها آركان بين يديه و صعد للغرفة في الاعلى….. ادخلها ووضعها على السرير ومال عليها وهي ترتجف من الخوف و تغمض عينيها بقوة و قلبها نبض بسرعة شديدة شعر بها آركان فطبع قبلة على وجنتها و همس :
– لا تخافي…. اهدئي قليلا.
– اا…انا…ل.ل….لست خائفة.
ضحك بخفوت و اجابها :
– هذا واضح جدا ، طبع قبلة على شفتيها هذه المرة ثم نهض وقال بهدوء :
– هيا انزعي الفستان و ارتدي ملابسك لكي آخذك لمنزلك.
فتحت عيناها و حدجته بدهشة فتشدق بنبرة جادة :
– نازلي انا لن اقترب منك الان انا اريد ان تكوني معي بإرادتك ورضا اهلك….. وعدتك بأن احافظ عليك وسأفي بوعدي.
وقفت نازلي و اقتربت منه حتى اصبحت امامه وضعت يدها على وجهه و تمتمت بصدق :
– آركان مادمت معك لا يهمني شيء اخر…. انا اثق بك تماما و اعلم بأنك لن تخذلني او تفعل شيئا يؤذيني.
ابتسم بحب و احتضنها بشوق جارف وهو يمرر يده على ظهرها وكتفيها العاريان اما هي فاستطاعت بصعوبة احتجاز دموعها وهي تفكر فيما سيحدث مستقبلا….. همس بالقرب من اذنها وهو يقبلها :
– هل انت متأكدة ؟
هزت رأسها بإيجاب فحملها بسرعة ووضعها على السرير مال عليها وهو يقبلها بلهفة وحب فلفت يديها حول عنقه وهي تغمض عينيها بخجل….. شعرت به يفتح سوستة الفستان فتصلب جسدها شعر بها آركان فتمتم بصوت اجش من فرط رغبته :
– انا احبك !!
نازلي بانفاس متسارعة :
– و انا اعشقك.
استسلمت له لتكون هذه الليلة الاولى التي تجمعهما سويا…… و ربما اخر ليلة !!