نوفيلا نبض القلب لـ فاطمه احمد

الفصل الثاني : حادث
_______________________

في فيلا جلال اوزغان.

عادت نازلي بعد يوم متعب قضته في الجامعة بعد نهاية السباق ولقاء ذلك – المجنون – حسب اعتقادها دلفت للمطبخ وجدت والدتها تعد طعام العشاء فقالت وهي تمرر يدها على معدتها :
– مــامــا انا اتضور جوعا متى تشفقين علي و ترحمي معدتي الفارغة ؟

ضحكت زمرد وهي تجيبها :
– اذهبي لغرفتك و غيري ملابسك سيكون والدك قد عاد و نأكل سويا.

اومأت بمضض و صعدت لغرفتها استحمت و ارتدت ملابس بيتية و خرجت وجدت والدها على طاولة الطعام فابتسمت و ذهبت تقبله من وجنته.

نازلي بابتسامة ناعمة :
– أبي اشتقت اليك لماذا عدت متأخرا كان من المفترض ان تعود مع امي ؟

اجابها جلال بابتسامة مماثلة :
– كانت لدي عملية جراحية يجب ان أجريها لذلك تأخرت يا طفلتي العاقلة.

زمرد بنبرة عادية :
– انت تتعب نفسك كثيرا لا تنسى انك صاحب المشفى و الجميع تحت خدمتك لا داعي لأن تجري كل العمليات.

رد عليها جلال بعتاب بعض الشيء :
– العمل لا يعرف تفرقة يا زمرد انا بصفتي طبيب يجب علي معالجة جميع المرضى و تقديم افضل ما يمكن من أجلهم لا فرق بيني و بين باقي الأطباء !!

– حبيبي أنا احمد الله دوما لأنه رزقني برجل نبيل مثلك و فتاة كنازلي ادامكما الله لي.

كانت نازلي تتابع مايحدث امامها بابتسامة فخر فوالدها رغم صرامته الا انه يمتلك قلبا طيبا ولم يفرق يوما بين الغني والفقير ووالدتها لا تقل حنانا و طيبة عنه ، دعت في قرارة نفسها ان تحضى برجل كوالدها فلاشيء افضل من ان تتزوج شخصا يملك صفاته…. افاقت من شرودها على رنين هاتفها بوصول رسالة على الفيسبوك فتحتها لتعقد حاجبيها بتعجب وهي تقرأ ” يا صاحبة العينان العشبيتان اقسم أنني لم أرى عيونا بجمالهما ” ، مطت شفتها بازدراء ولم تهتم اغلقت هاتفها وتابعت حديثها مع والدها ووالدتها….

________________________

في فيلا أتان اوغلو.

دلف آركان وهو يبتسم بانتصار فلقد حصل على رقم نازلي و اسم حسابها بعد مجهود طويل وبعث لها رسالة أيضا . لا يعلم مايحدث له تحديدا فلم يسبق له أن يفكر في فتاة لهذا الحد لكن ” نازلي ” مختلفة عن غيرها تلك اللمعة في عينيها و صوتها الناعم الرقيق تجذب كل شخص ينظر اليها بدون بذل اي مجهود حقا انها مميزة !!

هز رأسه وهو يبتسم بخفة كاد يصعد لغرفته لكن وجد آسيا تعترض طريقه قائلة بمكر :
– مابك أراك شاردا مالذي تفكر به ؟

ضحك وهو يدفع زوجة أخيه من كتفها :
– لا شأن لك إبتعدي عن طريقي.

شهقت بغيظ و كادت تتكلم لكنها لمحت اثر جرح على يده فهتفت بفزع :
– آركان هل تشاجرت مع أحدهم انظر ليدك !!

حمحم و غمغم وهو يتركها و يصعد :
– لا شيء مجرد حادثة بسيطة…. دخل الى غرفته و غير ملابسه ثم نزل للاسفل ليجد والده و أنس قد حضرا وهاهما على طاولة العشاء ألقى التحية و جلس فقال أمجد بجدية :
– آركان أين كنت طوال اليوم لما لم تأتي للشركة ؟؟

نظر لوالدته ثم لآسيا التي قالت مسرعة :
– عمي انا من طلبت منه ان يذهب معي للسوق لشراء بعض الحاجيات هذا ليس خطأه !!

رد عليها امجد برضا :
– جيد انك من أخذتها ، وتابع بنبرة ذات معنى :
– على الأقل فعلت شيئا مفيدا.

تنهد ولم يرد التجادل معه فالتزم الصمت أما شمس فنظرت ل آسيا بضيق فهي دائما تدافع عنه و تحفظ أسراره وهذا يجعله يتمادى في تصرفاته الطائشة…. بعد انتهاءهم نهض أنس لتنهض خلفه آسيا و تردد :
– أنس جهزت لك الحمام اذهب لتستحم وانا سأعد لك القهوة.

أنس وهو يقبل يدها :
– حاضر عزيزتي.

نظر لهما آركان وقال وهو يجذب خصلة من شعرها :
– إذهبي من هنا يامن تدعين المثالية.

آسيا بحنق :
– و ماشأنك ايها الأبله.

أنس بحزم مصطنع :
– لا تزعج زوجتي يا آركان.

مط شفته بتملل وهو يأخذ حبة تفاح ضحكت سمس من صراعهم الدائم ليقول أمجد بصرامة :
– آركان هيا الى المكتب لدينا عمل علينا انجازه.

اومأ بمضض لتخرج له آسيا لسانها قاصدة استفزازه و تحركت لتذهب لكنه قال في نفس الوقت الذي توقف فيه والده يستمع لما سيقوله :
– آسيا انتظري نسيت ان اخبرك سفرك انت و أنس الى روسيا سيكون الاسبوع القادم لا تنسي يا مجنونة.

استدارت له آسيا بسعادة :
– حقا !!

ضمها أنس و تشدق ب :
– هل انت سعيدة ؟

ابتسمت وكادت تجيبه لكن سمعت صوت أمجد الحاد :
– لا يوجد سفر انا و أنس سنسافر ل أنقرة من اجل بعض الاجراءات بعد أسبوع.

أنس :
– لكن ااا….

قاطعه بحدة أكبر :
– هيا آركان الى المكتب ، ثم ذهب.

نظر آركان لوجهها الحزين و عيناها الدامعتان فكم كانت تريد قضاء وقت مع زوجها بمفردهما لكن سرعان ما تبددت أحلامها كان سيتكلم لكنها سبقته وهي تردد بضحكة مزيفة :
– ليست هناك مشكلة انا اصلا لم أكن اريد الذهاب ثم ان هناك أعمال تخص الشركة من سيقوم بها…. انس ماما آركان سأءهب لأعد لكم القهوة.

ذهبت سريعا و آركان يطالعها بشفقة زفر أنس بضيق و غادر فالتفت آركان لوالدته و هتف بانزعاج :
– ألن يكف أبي عن القيام بهذه التصرفات التافهة ؟؟ يعلم جيدا أن آسيا كانت تخطط للسفر مع زوجها من اين جاءت حكاية سفره مع أنس الان !!!

شمس بخوف وصوت منخفض :
– اصمت سيسمعك والدك و تحدث مشكلة !!

زفر بغضب و انفعال و اتجه للمطبخ وجد آسيا تنظر للقهوة بشرود و سرعان ما انتفضت برعب عندما صرخ بمرح :
– أيتها المجنوووونة !!

آسيا بغضب :
– أحمق لقد افزعتني هل تريد قتلي ؟!!

ضحك ثم تنحنح و تمتم بهدوء :
– عزيزتي لا تحزني أعدك بأن احجز لكما تذكرة لأجمل بلد و…

قاطعته بخفوت وهي تستدير لتكمل عملها :
– لا داعي لن نذهب بأي حال أبي لن يسمح لنا….. ادمعت عيناها وتابعت بصوت مخنوق :
– لا أعلم لماذا يتعمد إحزاني و القضاء على اي شيء يسعدني.

اقترب منها آركان و مسح دموعها هامسا :
– اهدئي لا داعي للدموع لو رآك أخي سيحزن.

مسحت دموعها بسرعة فأكمل :
– تعلمين ان والدي يهتم بأمور الشركة كثيرا حتى لو كان على حساب نفسه وعائلته لا تفكري بأنه يستقصدك هل فهمت ؟

هزت رأسها فعاد لمزاحه المعتاد معها :
– يكفي أيتها البلهلء ضيعت وقتا كبيرا معك سأذهب لأبي الذي يناديني منذ ساعة لا تنسي القهوة الى اللقاء.

غادر مسرعا فضحكت وهي تهمس :
– مجنون.

_______________________

بعد مرور يومين دون أحداث تذكر.

في المساء.
استلقت نازلي على سريرها بعد قراءة احدى الروايات الفرنسية نزعت نظارتها الطبية التي ترتديها اثناء القراءة و اغمضت عيناها لكن فجأة رن هاتفها برقم غريب ففتحت الخط :
– ألو ؟

– مساء الخير يا صاحبة العيون الجميلة.

كان هذا صوت آركان الذي كان مستلقيا على سربره ايضا لكن نازلي لم تتعرف عليه فتمتمت باستنكار :
– من انت ايها الشاعر ؟

رد عليهة بضحكة خفيفة :
– كيف نسيتني بهذه السرعة أنا آركان الذي كلمته و شجعته اا…

قاطعته وقد تذكرته :
– لم أشجعك أنت انا لا اعرفك حتى كف عن مضايقتي و القيام بتصرفات صبيانية….. لحظة هل انت نفس الشخص الذي بعث لي تلك الرسالة ؟ من اين احضرت حسابي و رقم هاتفي ؟؟!!

آركان بضحكة خبيثة :
– ألم اخبرك انني اريد رقمك لم تعطني إياه اذا احضرته بنفسي ما رأيك ؟؟

زفرت وكادت تغلق الخط لكنه قال لها :
– أريد ان ألتقي بك غدا نازلي.

نازلي بحدة :
– هل جننت بالطبع لا !!

آركان بجدية :
– أريك تحديثك في أمر مهم و أقسم انني لن اضايقك مجددا.

نازلي باستغراب :
– أمر مهم ؟؟

– أجل…. لن اخذ من وقتك سوى 5 دقائق.

فكرت سريعا ثم تنهدت مجيبة :
– حسنا سنلتقي للمرة الأولى و الأخيرة آمل ان يكون هذا الموضوع مهما حقا.

ابتسم بانتصار و املى لها العنوان ثم أغلق الخط و همس :
– لكن في ماذا تود ان تكلمها ماهذا الشيء الذي تريد اخبارها به ؟؟ ههههه لا يهم المهم أن أراها.

في نفس الوقت.

نظرت نازلي للهاتف و حدثت نفسها :
– ليتني لم أوافق انا لم اكلم شاب من قبل كيف سأقابل شخصا لا أعرفه ؟! تنهدت بعمق و حاولت تهدئة نفسها :
– لا داعي للتوتر هذه مجرد دقائق قصيرة سأتكلم فيها معه و أغادر سريعا.

أغمضت نازلي عيناها مستسلمة لأحلامها بعد تفكير في ذلك الدراج الوسيم….

______________________

في صباح اليوم التالي.

كان مراد في سيارته ينظر للجامعة منتظرا قدومها حتى رآها تخرج من سيارته فخرج هو ايضا و ناداها :
– فـــتـــون !!

انتفضت فتون و نظرت له بتعجب :
– ألست انت من قابلته تلك المرة ؟

اجابها مراد بتوتر :
– ها… نعم… أنا هو مراد.

ابتسمت وقالت :
– مرحبا ، هل تنتظر احدهم اليوم ايضا ؟

مراد بنبرة مخدرة وهو ينظر لها :
– أجل…. كنت أنتظرك.

فتون :- تنتظرني أنا ؟ لماذا ؟؟

أخذ مراد نفسا عميقا و كاد يتكلم لكن رن هاتفها ففتحت الخط و قالت :
– نعم نازلي…. لن تأتي ؟…. حسنا أراك غدا…. الوداع.

اغلقت هاتفها و تحركت لتذهب لكن مراد أوقفها فجأة بكلامه :
– أنا أحــــبـــــك !!

……………………..………….

في نفس الوقت.

توقف آركان بسيارته الرياضية عندما لمحها تجلس على احدى المقاعد نزل وعلى وجهه ابتسامة زادته وسامة أما نازلي فنظرت اليه و بادلته الابتسامة دون ان تشعر…… لم يلحظ آركان ذلك الذي يقف بعيدا ينظر له بغل و حقد انطلق بدراجته النارية متجها بسرعة قصوى نحوه لاحظته نازلي فصرخت بقوة :
– آركاااااااااااان !!!!

error: