نوفيلا نبض القلب لـ فاطمه احمد

نوفيلا نبض القلب ?

الفصل الاخير ( الجزء الثاني )
_______________________
كنت ساخبرك
عندما التقينا ذات يوم
اننـا سنفتـرق
ولكنني قررت ان ابقى الى جوارك
ان اسرق أجمل اللحظات التي تجمعنا
على امل ان يطول اللقاء
و ينسى الفراق موعده معنا
او ياذن لي القدر بالموت
قبل ان تضيع على وجه الحياه ملامحنا
كنت ساخبرك عندما عشقتك ان القدر لن يسمح لنا بالبقاء مع بعضنا…..
سيفرقنا و يشتتنا…
لكن اردت الاستمتاع بلحظاتي معك قدر الامكان….
فهل كنت على خطأ عندما سمحت لك بالرحيل…؟
هل اقترفت ذنبا عندما ابتعدت بسبب جرحك لي…؟؟
لا اعلم….. لكن كل ما اعلمه ان لقلبينا نبض واحد ان توقف احدهما توقف الاخر…. ومات العاشقان !!…….
______________________
قبل ساعة.
عادت نازلي من جامعتها و دخلت للفيلا وهي تمشي بدون تركيز لتتفاجأ بوجود رجل لا تعرفه و جلال يكلمه بجدية و حذر ، انتبه لها المحامي فسألها :
– هل انت نازلي اوزغان ؟
هزت رأسها بإيجاب فاقترب منها و اعطاها اوراق الطلاق و اردف :
– لقد وقع السيد آركان على اوراق طلاقكما ولم يبقى سوى توقيعك و بعض الاجراءات و ستتطلقين منه رسميا سيدة نازلي.
انتفضت بصدمة و عادت للخلف هامسة :
– ااا….اوراق طلاق ؟
جلال بهدوء :
– هيا يا نازلي وقعي لتتخلصي من ذلك الشخص نهائيا.
نظرت له زمرد بعتاب ثم اقتربت من نازلي وهي تراها ساكنة و ملامحها جامدة وقبل ان تتكلم معها تحركت نازلي و ركضت لغرفتها وهي تمسك الاوراق بيدها….. تنهدت بحزن على ابنتها و نظرت للمحامي الذي قال :
– ارجوا ان توقع في اسرع وقت ممكن لان السيد آركان لا يريد تضييع المزيد من الوقت.
جلال بغضب :
– حتى نحن لا نريد ان يبقى مرتبطا بإبنتنا اكثر من ذلك ! اخبره بأنهما سيتطلقان في أسرع وقت.
غادر المحامي بينما قالت زمرد بحزن :
– ابنتي المسكينة بالتأكيد هي تبكي الان وتتألم بشدة.
جلال ببرود :
– لن يحدث لها شيء ستتعود على غيابه و تنساه و تحب رجلا اخر مجرد ايام و لن تتذكره مجددا.
……………………..………..
اما نازلي بمجرد دخولها للغرفة انهارت و سقطت على الارض وهي تبكي بشدة و قلبها يتلوى ألما تشعر بنبضاتها تتوقف حتى لم تعد تقدر على التنفس !!
نظرت للاوراق بيد مرتجفة طالعتها لثواني وهمست بصوت مبحوح :
– لقد تخليت عني….. تركتني يا آركان انت لم تعد تريدني في حياتك تود الانفصال في أسرع وقت ممكن هل لهذه الدرجة تكرهني ؟!!
تشجعت قليلا و اخذت هاتفها اتصلت به و رن عدة مرات ثم فصل الخط…… اغمضت عيناها تعتصرهما بألم ثم هتفت بحزم :
– اذا لن اعيش مع من احبه فلا داعي لحياتي من الأصل !
نهضت واقفة و اتجهت للتسريحة نظرت اليها لثواني ثم في لحظة مجنونة القت الفازة على المرآة وهي تصرخ بهستيريا !!! نظرت للقطع الزجاجية الملقاة على الأرض و اخذت قطعة منها بلعت ريقها وهي تتنفس بصوت عال ثم و بدون تردد سحبتها على معصمها بقوة وهي تصرخ بألم…..!!
سقطت على الارض وهي تشعر بدوار شديد يلفح رأسها و الدماء تنزف بغزارة….. اغمضت عينيها باستسلام و انفرجت شفتيها هامسة :
– لا تتركني آركان….
ثم لم تسمع بعدها سوى صرخات والدتها….
_____________________
عندما سماع كلامه شعر بأنفاسه تتوقف و مراد يتابع :
– وجدوها ملقاة في غرفتها و حولها بركة من الدماء….. انتحرت بعدما رأت اوراق الطلاق !!
هز رأسه بنفي وهو يردد بعدم تصديق :
– لا…. لم يحدث هذا…. نازلي بخير ا…
قاطعه مراد بعصبية :
– توقف عن قسوتك هذه نازلي حاولت قتل نفسها بسببك هاهي تدفع ثمن شيء لا دخل لها فيه و…
لم يستمع آركان لباقي كلامه بل اغلق الخط وهو يقنع نفسه بأن ما سمعه ليس سوى مسرحية منها فهي مثلت عليه الحب لن يصعب عليها تمثيل الانتحار !!
مسح على شعره ودلف للحمام استحم و ارتدى ملابسه و جلس على سريره يفكر فيها يشعر بالاختناق رغم دقات قلبه المتسارعة يشعر بأنه يفقد شيئا عزيزا عليه لم يكلف الامر الكثير من الذكاء حتى يدرك ان نازلي حقا بين الحياة و الموت الآن انتصب واقفا و غادر غرفته ركضا وهو يردد اسمها وكأنه اخر اسم سينطقه !
كان الجميع موجودا في الصالون و رأوا آركان وهو يركض للخارج ارتعبت شمس و نادته بصوت عال :
– آركــــااااان الى اين تذهب !!
لم يجبها و في لمح البصر كان قد اختفى فقال أمجد بحدة :
– أنس اذهب خلف شقيقك بسرعة الواضح انه منزعج و اخشى ان يتهور في القيام بتصرف ما !!
اومأ أنس و تحرك ليذهب فأمسكت آسيا بيده و هتفت بقلق :
– اريد الذهاب معك ارجوك لا تمانع !
نظر لوالده و لم يلمح اشارة انزعاج على وجهه فتنهد أنس بقلة حيلة :
– هيا تعالي بسرعة.
……………………..………..
في المستشفى.
دخل بسرعة و سأل على اسمها ثم اتجه لغرفة العمليات وجد الجميع هناك زمرد و جلال الذي يجلس على الكرسي بإرهاق و تعب و مراد و فتون…. اقترب من مراد و تمتم بلهفة خوف :
– نازلي بخير صحيح ؟
مراد بإنزعاج :
– ما شأنك لا تأتي و تدعي الاهتمام الآن !!
فقد آركان اعصابه فأمسكه من ياقة قميصه و هو يزمجر بغضب حد الجحيم :
– مرااااد لا تستفزني كيف حال نازلي الآن مالذي حدث لها ؟!!
أبعد مراد يده عنه و قال وهو يحاول تهدئته :
– لا تقلق ستكون بخير و….
لم يكمل كلامه لأن الطبيب خرج من غرفة العمليات تزامنا مع وصول أنس و زوجته تقدم منه الجميع و اولهم آركان :
– أخبرني نازلي تحسنت صحيح لقد تجاوزت مرحلة الخطر أليس كذلك ؟
زمرد ببكاء :
– قل لي ان ابنتي بخير ارجوك.
لم يستطع جلال الكلام فاكتفى بالنظر له نظرات رجاء ليتمتم الطبيب مواسيا :
– دكتور جلال دكتورة زمرد حالة المريضة ليست مطمئنة لقد قامت بقطع مراكز حساسة و خطيرة للغاية يبدو انها كانت تعلم ما تفعله جيدا….. لقد فقدت كمية دم كبيرة و محتاج لمتبرع في الحال.
سأله آركان عن زمرة دمها بسرعة و كانت نفس زمرته رشح نفسه للتبرع فسأله الطبيب عن هويته ليقول بتردد :
– انا…. انا ز.ز. زوجها.
الطبيب بجدية :
– اذا تعال بسرعة.
دخل معه بينما ذهبت آسيا لفتون تسألها بعدم تصديق :
– هل حاولت نازلي الانتحار ؟
اجابتها فتون ببكاء :
– نعم…. بعدما رأت اوراق الطلاق اصابتها حالة هستيرية بدأت تصرخ بقوة حتى سمعنا صوت تحطم زجاج صعدنا اليها لنجدها غارقة في دمائها.
وضعت يدها على فمها بدون تصديق فأمسك أنس يدها مواسيا اياها وهم يدعون ان تتحسن…….
اما عند آركان كان مستلقيا على السرير بجانب السرير الذي تنام عليه نازلي نظر لها بألم وهو يرى وجهها شاحبا و عدة اسلاك موصولة بها لا يعلم كيف يكون بهذه القسوة لقد انكر حقيقة وجودها في المستشفى و اعتقد انها تمثل لتستطيع استمالته إليها مجددا نازلي ملاكه الرقيق كانت تتعذب وهو لم يصدق…..
افاق من تفكيره على رؤية الدماء وهي تسري بسرعة في الانبوب لتصل اليها رفع رأسه للممرضة و غمغم بصلابة :
– خذي اكبر كمية ممكنة من الدماء.
الممرضة بتوتر :
– لكن هذا ليس جيدا لك و….
قاطعها بحدة مميتة :
– انا اعلم ماهو جيد لي وماهو سيء ايضا اسحبي قدر المستطاع لا يهمني سوى سلامتها !!
هزت رأسها بإيجاب و فعلت ما قاله و عندما انتهت نهض جالسا ثم اقترب منها و مرر يده على وجنتها بحنان…. شعر بالدوار يلفح رأسه و الضعف في سائر جسده تأوه بتعب فلاحظت الممرضة لذلك احضرت له كأس عصير وطلبت منه شربه…..
مرت دقائق حتى خرج للجميع و غمغم بحدة :
– لماذا فعلت نازلي هذا ؟ لماذا اقدمت على الانتحار ؟!!
لم يتكلم جلال بل اخفض رأسه بخزي و ندم من افعاله التي عرضت حياة ابنته للخطر و زمرد تبكي بصمت أعاد آركان سؤاله بحدة أكبر فأجابت فتون :
– لقد انهارت عندما رأت اوراق الطلاق و علمت انك تود الانفصال عنها لذلك ق…. قطعت شرايينها.
صاح آركان بصوته القاتم :
– أليست هي من أرادت ذلك ؟ لقد خدعتني و تبين ان حبها لي كان كذبة و الان عندما قررت الطلاق أرادت قتل نفسها ؟ مالذي يحدث انا لا افهم !!
مسح جلال دموعه و نهض نظر لآركان و همس :
– لا نازلي لم تكن تريد ذلك….. انا من أجبرتها على تركك بأي طريقة كانت.
استغربت آسيا و انس ومراد بينما تمتم آركان بترقب :
– ماذا تقصد ؟
تنهد بعمق و سرد له عندما رأى نازلي تستعد للزواج منه و اخبرها بحقيقة كرهه ل أمجد اتان اوغلو و استغل مرضه لصالحه لكي ترضخ لطلبه…. انهى كلامه و دموعه تتساقط :
– أخبرتها بأنها لو تزوجتك سأموت من قهري أجبرتها على الانفصال بطريقة غير مباشرة لذلك اخترعت حجة لجعلك تكرهها…. لكنني لم اكن أعلم مقدار عشقها لك طوال الشهرين الماضيين كانت تجلس بمفردها تبكي لا ترضى ان تتكلم مع احد حتى جامعتها كانت تذهب اليها على امل ان تجدك هناك تنتظرها و عندما رأت الاوراق انهارت….. تابع ببكاء وهو ينظر ليديه :
– لقد قضيت على ابنتي بيدي هاتين…. لم اتفهم حبها لك انهيت حياتها بسبب كرهي لعائلتك انتما الاثنان دفعتما ثمن خطأ لا دخل لكما فيه ، سامحني يا بني لكن ارجوك لا تترك ابنتي نازلي هي تحتاجك كثيرا في حياتها و بمجرد ان تستيقظ ستبحث عنك بالتأكيد…. ارجوك لا تتركها بسببي كل ما قالته و كل ما فعلته كان اجبارا عنها.

ساد الصمت لثواني حتى تمتم آركان بشرود :
– عندما أخبرت أبي بنيتي بالزواج من ابنتك عارضني و هددني بأنه سيتبرأ مني و يحرمني من الاملاك ، ومع ذلك صممت على قراري و لم اتخلى عن حبي بل حاولت جاهدا اقناعه اما نازلي فبمجرد تخييرها بيني و بينك اختارتك بدون تفكير.

زمرد بلهفة :
– لا يابني لا تظن بأنك لا تهمها ب….

قاطعها بحدة :
– لن اظن شيئا يا سيدة ، بسبب عقم تفكيركما و عدم الاهتمام برأي نازلي و حبها هي الآن هنا في المشفى و انا مجروح و قلبي محطم….. لو أخبرتني بما حدث لم اكن لأحزن بل كنت سأتركها بهدوء لكنها فضلت جرحي و اهانة كرامتي على ان تخبرني الحقيقة طوال الشهرين الماضيين كان الحقد و الكره يملأ قلبي اصبحت قاسيا حتى على اهلي …… صحيح ان نازلي لم تقصد ذلك لكن من سينسيني كلامها وكيف قتلت روحي يوم زفافنا ؟؟

كاد مراد يتكلم لكن خرج الطبيب من الغرفة الموجودة فيها نازلي و قال بابتسامة :
– العملية كانت ناجحة و انقذنا المريضة ، هي الان نائمة و ستستيقظ بعد فترة قصيرة حمد لله على سلامتها دكتور جلال.

هز رأسه بينما اغمض آركان عيناه و تنهد براحة وهو يشكر ربه بداخله ، تمالك نفسه و ابتعد خطوتين للخلف ثم استدار و غادر غير آبه بنداءاتهم جلس على كرسي في رواق فارغ بعض الشيء ووضع يديه على وجهه وهو يردد :
– لماذا يا نازلي لماذا لم تخبريني بالحقيقة من قبل لقد عذبت نفسك و عذبتني معك أذيت نفسك و تأذيت انا كذلك…. لا اعلم ما يجب علي فعله الان هل أسامحك و كأن شيئا لم يحدث ام اظل غاضبا منك على ما عانيته في الفترة السابقة.

شعر بيد توضع على كتفه فرفع رأسه بتعب واندهش عندما رأى والده كاد يقف لكن أمجد جلس بجانبه و اردف :
– أنس اخبرني بكل ما حدث و بت اعلم الان سبب تغيرك للاسوء هكذا…… آركان نحن نرتكب اخطاء كثيرة في حياتنا و هذه الاخطاء احيانا يدفع ثمنها اشخاص مقربين منا ، و الخطأ الذي ارتكبته من قبل ها انت تدفعه.

آركان بهدوء :
– ما يحدث معي ليس خطأك يا أبي لا الم نفسك.

هز رأسه بنفي و هتف بصوت نادم :
– لا ، يجب ان ألوم نفسي غروري و تكبري و قسوتي أذت أشخاص كثر و منهم جلال لديه الحق الكامل في ان يكرهني و يحاول الانتقام مني انا اععرف بأنني ارتكبت ذنبا كبيرا في حقه لكن لم اتوقع يوما بأن الانتقام سيكون عن طريق إبني ، آركان نازلي لم تخطئ اي شخص كان مكانها سيفعل الشيء ذاته بمعنى لو خيرتك بين حياتي و حبيبتك اي انك لو تزوجتها سأموت من الحزن من كنت لتختاره ؟؟

نظر له و همس :
– كنت سأختارك أنت ، لكن ااا….

قاطعه أمجد :
– الفرق الوحيد هو ان كنت ستخبرها بالحقيقة من غير كذب….. لكن نازلي طفلة صغيرة ستخاف على حياة والدها حتى لو على حساب حبها ستخاف من ان يموت والدها حقا . خاصة مع ضغطه عليها…. ارجوك يا بني انسى ما حدث لا داعي لان تضيعوا حياتكما بسببنا.

تنهد بعمق و هتف :
– أبي انا لا استطيع العيش بدون نازلي…. لا استطيع التنفس وهي بعيدة تنيخلا استطيع ان اضحك و افرح و ارتاح الا وهي معي انا لم اعش هذه الاحاسيس من قبل الا معها فكيف استطيع الابتعاد عنها ؟!

امجد بابتسامة :
– ممتاز هكذا اريدك ابناء عائلة اتان اوغلو لا يطلقون زوجاتهم انسوا ما مضى و عيشوا للحاضر و المستقبل.

هز آركان رأسه بإيجاب و احتضنه لأول مرة في حياته قائلا بصدق :
– شكرا يا أبي ، انت افضل أب في الدنيا.

ابتسم امجد بسعادة فهذه اول مرة يشعر بأنه قريب من ابنه هكذا لطالما اراد زرع الحب و الاحترام في قلب ولديه اتجاهه وهذا من خلاص صرامته لكن الان ادرك ان الحنان و التفهم و معاملة الاولاد كأصدقاء هو ما يجعلهم يحترمونه…..

نهض آركان و نظر لساعة يده و قال :
– من الممكن ان تكون نازلي قد استيقظت الان سأذهب إليها.

– حسنا.

غادر آركان بينما جلس الاخر على الكرسي مجددا جاءت اليه شمس و تشدقت ب :
– انا سعيدة لانه لم يعد هناك رفض لعلاقتهما من طرفك و سعيدة اكثر لانك تقربت من آركان كثيرا.

حاوطها أمجد من كتفها و اردف :
– استغرقت وقتا طويلا لأفهم ان الغرور و التكبر خطأ جسيم يقع فيه الشخص و يجعلانه يرتكب اخطاء كثيرة….. أرجوا ان يسامحني جلال على ما فعلت معه سابقا و تنتهي المشاكل.

شمس بخفوت :
– ان شاء الله.

_____________________
دلف آركان لغرفة نازلي بعدما طلب من الجميع ان يدخل بمفرده جلس على الكرسي بجانب السرير و أمسك يدها المجروحة قبلها ببطئ شديد و همس بصوت مختنق :
– كنت تودين الذهاب و تركي بمفردي صحيح ؟ الا تعلمين انك تعنين لي الحياة بأكملها لماذا لم تخبريني بالحقيقة يا نازلي كنت سأحاول اقناع والدك و ايضا حاولت الانتحار نسيت ان حياتك لم تعد ملكك لقد اصبحت ملكي منذ ان رأيتك اول مرة….. نازلي حبيبتي لقد تألمت كثيرا ببعدك اصبحت شخصا ثانيا اشبه بالآلة اختفت الضحكة التي كانت ترسم على وجهي بسببك تغيرت شخصيتي و اصبحت قاسيا مع الجميع حتى نفسي لدرجة انني لم اهتم بما قاله مراد عن وجودك في المشفى لقد ظننت انها كذبة.

نزلت دموعه و قبل يدها ثانية هامسا :
– الحمد لله انك بخير كنت سأموت لو حدث لك شيء.

– ا…. آركان….. آركان.

كان هذا صوت همهمة من نازلي وهي تحرك رأسها قليلا طالعها آركان بلهفة ففتكت عينيها و عندما رأته همست :
– آركان ؟

اومأ و على وجهه ضحكة فرحة :
– نعم حبيبتي…. لقد جئت اليك ولن اتركك مجددا لن ادع شيئا يفرقنا.

نزلت دموعها وكادت تتكلم لكنه وصع اصبعه على فمها و اردف :
– لا تقولي كلمة لقد علمت بالحقيقة و علمت لماذا قلت ذلك الكلام…. لكن هل جننت لكي تقدمي على الانتحار منذ متى وانت متهورة هكذا ؟

اخفضت نازلي رأسها و رددت ببكاء :
– عندما رأيت تلك الاوراق شعرت بقلبي يتوقف عن النبض ادركت ما يحدث فعلا لم اكن لأستطيع الانفصال عنك لذلك فقدت صوابي و حاولت قتل نفسي….. انا اسفة لم اكن اقصد قول ذلك الكلام اقسم انني لم احب احدا بقدر ما احببتك انت حبيبي و حياتي و دنياي وكل شيء جميل……Sen benim kalbimin nabzisin ( انت نبض قلبي ).

ابتسم آركان و قبل جبينها ثم وجنتها ثم نظر لشفتيها ثواني ليقترب منها ببطئ حتى لفحت انفاسه الساخنة بشرتها…… اقترب أكثر و امتلك شفتيها في قبلة عميقة و شغوفة اغمضت نازلي عينيها فانحنى عليها أكثر و قد نسي العالم وماحوله تعمق في قبلته أكثر و أكثر حتى دفعته نازلي لتلتقط الهواء الذي سحب منها لدقائق بسبب قبلته القوية….

أمسك آركان يدها و مسح باليد الاخرى على شعرها وهو يهمس بأنفاس متسارعة :
– لم اعد احتمل اكثر من ذلك….. يجب ان تصبحي زوجتي امام الجميع و آخذك لمنزلي لم اعد اطيق البعد عنك…. انا أحبك نازلي.

اجابته بخجل و قد اخفضت بصرها :
– و انا اعشقك.

_____________________

بعد مرور 3 اسابيع.

خرجت نازلي من المستشفى و عادت لمنزلها بعدما اعتذر منها والدها ووالدتها فعنادهم كاد يأخذ اعز الناس على قلبهما و نازلي اعتذرت ايضا لانها اقدمت على تصرف متهور مثل الانتحار…..

أمجد و جلال تصالحا بعد طلب السماح من بعضهما البعض و اتفقا على جعل نازلي زوجة آركان رسميا امام الناس أجمع و ليس بالسر…..
و فتون و مراد عقدت خطوبتهما و تحدد موعد الزفاف بعد فترة قصيرة و آسيا و أنس يعيشان حياة سعيدة خاصة بعد ظهور علامات الحمل عليها و قيامها بتصرفات غريبة……
و كثير من القصص بدأت من جديد و ختمت بأجمل اللحظات بعد حزن و مجهود كبيرين…..

______________________

في مساء يوم آخر.

فتح باب غرفة آركان بعدما دلف وهو يحمل نازلي بين يديه فاليوم اقيم حفل زفاف كبير لهما حضر فيه كل الاقارب و تزوجا من جديد و مرت لحظات عظيمة لا تنسى من ضحك و غناء و رقص و سعادة….

انزلها آركان وقال بجدية :
– انزعي فستانك و غيري ملابسك وعندما تنتهين ناديني.

اومأت ولم تعلق و دلفت لغرفة تغيير الملابس بينما جلس هو على السرير و بعد دقائق طويلة سمع صوت الباب فاستدار وهو يقول :
– أخيرا انهيت كنت انتظ…..

صمت عندما وجدها لا تزال بالفستان عقد حاجبيه بتعجب فهمست بتوتر :
– انا.. ل.ل. لم اا… استطع فتح سوستة الفستان يا آركان.

ابتسم و اقترب منها ببطئ وقف امامها ورفع رأسها وهو يهمس :
– دعي هذه المهمة الرائعة لي.

توترت أكثر خاصة عندما شعرت بيديه تتلمس ظهرها العاري شهقت عندما جذبها اليه ليلتصق وجهها في صدره اغمضت عينيها بقوة فهمس :
– seni seviyorum ( أحبك ). بدونك لا استطيع العيش ولا التنفس حتى دقات قلبي تنبض بإسمك واذا غبت تتوقف عن الخفقان….. انت نبض قلبي….. Kalp atisi ( نبض القلب ) !!

ابتسمت فنزع الفستان بأكمله و حملها وضعها على السرير و انحنى عليها يقبلها و هي تبادله القبلات و تقبض عليه بقوة من شدة الاحراج و الخجل….. ليسطر بالقلم الذهبي اجمل نهاية لعاشقين ارتبطت شرايين قلبهما ببعضها منذ اول دقة حب…..!!

النهاية. 

نوفيلا نبض القلب ?

 

error: