أحببت فريستي
_ إعتراف _
_ 10 _
غادر من مكتبها بغضب وهو يتوعد لها وصل الي جراج السيارات ليخرج هاتفه وهو سيب ويلعن في سره ليهتف بالطرف الأخر بحده :
– اسمعني كويس البت الي اسمها ميرا السويفي دي تبعتلها 3 من رجالتك يستنوها في شقتها ويخلصوا عليها ولا من شاف ولا من دري مفهوم…!
أغلق هاتفه ليصعد الي سيارته وينطلق بها بسرعه وهو يشتعل غضباً غافلاً عن تلك الأعين التي اتسعت دهشه بعد استماعه لحديثه ليهرع الي الشركة وصل الي الدور المنشود ليقابله زميله وهو يهتف :
– اي يا عم سمير ما براحه شوية…
ليزيحه من طريقه وهو يهرول لدور الإدارة ، وصل الي مكتب المدير ليهتف بالسكرتيرة بتقطع :
– الأستاذة ميرا فين عايز أقابلها ضروري ؟!.
– للأسف الأستاذة ميرا مشيت من شوية
زفر بحنق وهو يفكر في حل لتلك المعضلة كيف سيساعدها فهي فتاة جيدة ولا تستحق الموت بتلك الطريقة ولكن مهلاً اذا اخبرها بالفعل قد يقف بمسألة قانونية من أين علم وقد يطاله أذي من ذلك المدعو “حازم الشرقاوي” حسم أمره بإخبارها دون الإفصاح عن هويته ليتجه الي شئون العاملين للحصول علي رقم هاتفها لعله ينقذها من مصيرها المجهول……
***************
– الو..! ايوة انا ميرا السويفي مين حضرتك ؟!
هتفت بها ” ميرا” وهي تدلف الي شقتها وتضع مفاتيحها وترتمي علي الاريكة بإنهاك
ليجيب الطرف الاخر بخفوت :
– مش مهم انا مين المهم ان حياتك في خطر بلاش تروحي بيتك دلوقتي عشان في حد باعتلك رجاله يقتلوكي وهما دلوقتي مستخبين في شقتك !
ابتلعت ميرا غصة في حلقها ودقات قلبها تعلو ونظرت في انحاء شقتها لتصدم برؤية شخص مختبئ خلف الستار وسلاح ابيض يظهر من خلف احدي الارائك وخيال شخص يظهر بالمطبخ حاولت التفكير في حل سريع ولكن عقلها لم يسعفها سوي بالفرار وعندما اسرعت تقترب من الباب من حسن حظها انقطعت الكهرباء , بعد دقائق معدودة عادت الاضاءة وخرج الرجال واختفت “ميرا” فهتف ذلك الرجل السمين بصوته الغليظ وهو يخرج سلاحه الابيض:
– هي راحت فين ؟!.
اجابه أحد رجاله طويل القامه ذو الحاجب المقطوع :
– ملحقتش تخرج من الباب وإلا كنا سمعنا صوتها يا ريس…
فاردف بغلظه :
– بقولوكوا ايه دي لسه في الشقة اقلبوا المكان وهاتوها خلونا نخلص !
خلف خزانة ملابسها الضخمة تقف هي وتضع يدها علي قلبها لعله يهدأ من دقاته وتحاول الاتصال ب “يوسف” ولكنه لا يجيب فهتفت في نفسها وهي توشك علي البكاء :
– يوسف انت فين…؟!
*******
ارتشف ما بقي من كأسه ليتناول كأس أخر وهو يفكر بها لما يشعر بالضيق من نفسه حين يتذكر ما فعله او ما يقرر فعله لا ينكر انه سعيد برفقتها بل هي تناسبه تماماً وشعر تجاهها بمشاعر ليس بقادر علي تفسيرها قطع شروده صوت “سامر” المرح وهو يربت علي كتفه :
– ايه يا چووو شايفك واخد جمب كده ومش عادتك انك تقعد لوحدك ؟!.
نظر له بضيق ليتجرع كأس أخر , سأله “سامر” بجدية:
– مالك يا چو انت من ساعة ما اتجوزت وانت اتغيرت خالص لا بقيت بتسهر ولا بقيت تخرج زي الاول عقلت ولا ايه ؟!.
ضحك بسخرية ليردف :
-لا مش للدرجادي يعني بس زي ما تقول عريس جديد
التقط “سامر” كأس من امامه ليردف بخبث :
-قولي بقي يا عم يوسف المزة طلعت جامدة فعلاً ولا بلاستيك ؟!.
انكمشت ملامحه للضيق ليقول :
-ملكش دعوة يا سامر دي بقت مراتي خلاص !
رفع حاجبه بدهشه فمنذ متي يرفع الحديث عن امرأة الم يصف له مفاتنها من قبل فماذا تغير ليقول ساخراً :
-انت هتصيع عليا يا يوسف داحنا دافنينوا سوا انت متجوزها كام شهر تنبسط وبعدين ترميها زيها زي غيرها !
شعر بالضيق والندم يغزوه وقلبه يؤكد انها ليست كسابقاتها أبداً ليل بضيق :
-اللعبة دي طولت اوي يا سامر خلاص انا هطلق ميرا قريب !
سأله بحيره :
-هو في حاجة حصلت ؟!. انا قولت انك مش هتزهق قبل سنة مثلاً ؟!.
-ميرا انسانة كويسة وانا مش هأذيها اكتر من كده انا هقولها اننا مش مرتاحين سوا وكل واحد يروح لحاله وهكتبلها الشقة باسمها وهحطلها مبلغ كويس في البنك كتعويض مناسب…
-متقولش ان ضميرك وجعك ؟!.
نظر له ليقول بحزن :
-انا مش وحش للدرجادي يا سامر !
اشفق عليه فيبدو ان صديقه عاشق ليربت علي كتفه قائلاً بابتسامة :
-لا مش وحش يا يوسف ارجع لمراتك ومتسبهاش شكلك وقعت يا صاحبي !
توتر ليقول بارتباك :
-وقعت ايه يا بني هي بس صعبانة عليا مش اكتر…
ضحك بخفوت ليجيبه بابتسامة:
-عارف !
استقام ليهتف وهو يصافحه :
– طيب يا چو هروح انا اشوف المزة بقي لتطفش دانا سايبها لوحدها بقالي شوية !
– يلا وانا كمان تعبت وهقوم اروح
ارتشف ما بقي في كأسه دفعة واحدة ودلف خارج الملهي الليلي ,
استقل “يوسف ” سيارته في طريقه لمنزله وفتح هاتفه ليفاجئ من المكالمات الفائتة من ميرا التي تتعدي ال30 مكالمه فماذا حدث اعاد الاتصال بها ليري ما الامر ………..
*********
– اختفت فين دي ؟!
هتف بها ذلك السمين بغلظه وغضب
– ايه دا يا ريس ده في باب وراني ينزل من العمارة تلاقيها نزلت منه
– اكيد ملحقتش تبعد يلا ورايا
لم يكد هؤلاء الرجال يبتعدوا قليلا عن باب الطوارئ الا وصدع رنين هاتف في ارجاء المنزل ووصل الي سمعهم مما جعلهم يتأكدوا بوجودها في الشقة ويلتفتوا عائدين الي الشقة
***********************
انتفض الهاتف من يدها بسبب رنينه المفاجئ فأجابت مسرعة وهي ترتعش بشده :
– يوسف.! يوسف.! الحقني في مجرمين في الشقة وعايزين يقتلو….
*******************
(في سيارة يوسف )
انطلق بأقصى سرعته وبداخله قلق عظيم وانفاسه متسارعة ليصرخ حين انقطع الخط :
– الو الو ميرا ايه الي بيحصل عندك ميراااااااااااااااا
انتفض قلبه فزعاً وخياله ينسج له الالاف السيناريوهات عما يحدث بها الان……………….
#بقلم/بيبو
#أحببت_فريستي
اندفع راكضا نحو شقتهم ,وصل الي الطابق الخاص بهم ,دق ناقوس الخطر لديه حين رأي الباب مفتوح… , دلف بعنف وهو يهتف بقلق عظيم :
-ميراااااااااااااااا
ظل يبحث عنها بجميع الغرف الا ان وصل الي غرفه نومهم وقلبه يكاد يخرج من محله من الخوف والقلق دلف بترقب وهو يهتف باسمها , صدمة شلت حركته , ميرا ملقاه علي الارض غارقة في دمائها انتفض جسده بقوه واسرع إليها قائلاً بجزع :
-ميرا حبيبتي انتي كويسة ردي عليا انا يوسف…انا جيت أهو..
اطمئن قلبه قليلا حين وجدها تتنفس اذا مازالت حيه , حملها بين يديه بسرعه وأسرع بها لأقرب مشفي وهو يدعو الله ان يحفظها له
**************
يقف امام غرفه العمليات يتحرك بقلق فهي بداخل لأكثر من ثلاث ساعات ولم يطمئنه احد , خرج الطبيب وهو يزفر بتعب وهتف :
– هي عدت مرحله الخطر الحمد لله ان الطعنه مصابتش مناطق حيوية بس مضطرين نستنا 24ساعة عشان نطمن علي حالتها… بعد اذنك
غادر الطبيب وهو ظل واقف شاردا في الفراغ وهو في تلك اللحظة تحديدا ادرك انه لم يحبها بل يعشقها بجنون…..!
, تذكر ما حل بها فاخرج هاتفه اتصل بأحد رجاله وهتف بتهديد وانفعال :
– في خلال 48 ساعة الي عملوا فيها كده لو متجابوش هقتلكم بدالهم….
*********
اعطي الممرضة حفنه من النقود ليدلف الي غرفه العمليات ليري جميلته انقبض قلبه ألما لرؤيتها راقدة لاحول لها ولا قوة جلس علي مقعد بجوارها ليمسك كفها ويهمس بضحكة ساخرة :
-شوفي الحظ انا كمان اتحطيت في نفس الموقف الي حطيتك في اجباري قبل كده بس المرادي اصعب بكتير !
صمت ليقول بنبرة مختنقة :
– انا كنت وحيد اهلي لحد ما فيوم ابويا رجع ومعاه بنتين صغيرين واحدة اكبر مني بكام سنة والتانية صغيرة وقالي ان دول اخواتي مكنتش فاهم حاجة بس لما كبرت عرفت ان ابويا كان متجوز واحدة تانية ولما ماتت جاب البنتين يعيشوا معانا وقتها امي قلبت الدنيا بس مع ذلك مطلبتش الطلاق لأنها بتخاف جداً من كلام الناس ووافقت تربيهم !
تنهد وأكمل :
-بس طبعاً كانت بتعاملهم اسوء معاملة وانا وكل طلباتي مجابة وحتي لو غلطت اخواتي الي يشيلوا المسؤولية ويتعاقبوا لغاية ما اخواتي البنات كرهوني كبروا واتجوزوا وسافروا وفضلوا السنين دي كلها معرفش عن حاجة وكل لما احاول اتواصل معاهم فريدة هانم تمنعني وتقولي انهم بخير وانا كنت بصدق او بعمل نفسي مصدق عشان اريح دماغي !
صمت قليلا وأكمل :
– اتعودت اي حاجة بعوزها باخدها اي بنت بشاورلها كانت بتجيلي راكعه لحد ما قابلتك دخلتي دماغي بشخصيتك القوية المختلفة والرقيقة في نفس الوقت ولما رفضتي دخلتي دماغي اكتر وصمت اخد الي عايزه وارميكي !
وتنهد مره اخري بألم :
– بس لما شوفتك غرقانة في دمك اكتشفت اني مقدرش اعيش من غيرك واكتشفت انك احلي حاجة حصلتلي في حياتي انا خلاص قررت ان جوازنا هيستمر وهعوضك عن كل لحظة خدعتك فيها او زيفت حبي ليكي…ميرا انا بحبك !
ثم قبل جبينها برقة وهدوء وغادر الغرفة لتظلم عيناه وهو يتوعد لمن حاولوا سلبه حببيبته , قطع افكاره رنين هاتفه فأجاب ليهتف الطرف الاخر :
– كل الي طلبته اتنفذ يا باشا
ليبتسم ابتسامه جانبيه لا تنبأ بخير وهو يهتف :
– حلو اوي انت عارف هتوديهم فين وانا جايلكم ومحدش يلمسهم دول بتوعي انا خلاص..!
دس هاتفه بجيب سترته وهو يلقي نظره اخيره علي تلك الراقدة لاحول لها ولا قوه ويهتف لنفسه بغضب وتصميم :
– وحياه كل لحظه خوفتي او اتوجعتي فيها لخليهم يندموا ويتمنوا الموت من الي هعمله فيهم !
وغادر بهدوء ومن خلفه رجاله وهيبته تفرض نفسها بقوة…….
*************
دخل الي ذلك المخزن المتهالك وانفاسه المشتعلة تسبقه وما ان وصل حتي القي سترته علي احد رجاله وخلع ساعته الغالية وهو يشمر عن ساعديه وهو يهدر بقوة :
-قدامك عشر ثواني وقولوا مين الي باعتكم والا متلومونيش علي الي هيحصل !
ارتجفوا من نبرته القوية التي لا تبشر بخير ليقول أحدهم بارتباك :
-محدش بعتنا يا باشا احنا كنا عايزين نسرق الشقة مش اكتر!
اقترب ليبتسم بشر قائلاً من بين أسنانه :
-ويتري ما سرقتوش ليه ؟!.
ابتلع غصة في حلقة ليردف :
-عشان البنت الي هناك صرخت وكانت هتفضحنا فاضطرينا نأذيها وهربنا !
ربت علي كتفه ليقول ببطء :
-وانا مصدقك !
التفت لرجاله وهو يردف بأمر وحده:
– انا مش عايز اشوف فيهم حته سليمة..!
انصاع رجاله لأوامره واندفعوا بعصيانهم الحديدة واخذوا يضربوا الثلاث رجال بعنف وصوت صراخهم يصم الاذان ولكنه كان كالموسيقي في اذن “يوسف” فقد اذوا حبيبته وكاد يفقدها بسببهم , ظلوا علي هذا الحال لبضع دقائق حتي فقد الثلاث رجال وعيهم من شده الضرب , اشار لرجاله بالتوقف وهتف بجديه :
– تجيبولهم دكتور ولما يتعالجوا ترجعوا تكسروهم تاني لغايه ما اعرف مين الي وراهم مفهوم ؟!
رد أحد رجاله :
– مفهوم سعادتك !
وانطلق في طريقه للمشفى ليطمئن علي معذبته….
***********
دلفت الي منزلها بهدوء ، لتتسع حدقتيها من أصوات الصراخ لتلقي بحقيبتها المدرسية وتهرع للداخل لتجد ذلك المشهد المعتاد أن تراه والدها القاسي يضرب والدتها في محاوله لاستعراض رجولته المفقودة..! لتندفع بحده وتبعده عنها وتدخلها الي غرفتها وتقف بقوة كالسد أمام الباب ، ليهدر بغضب :
– وسعي يا بنت **** خليني ادخلها انا مش هسيبها إنهارده !
لتردف بقوة وجمود لا يليق بطفله لم تبلغ الخامسة عشر من عمرها :
– لو عايز تضربها عدي عليا جثة الأول….!
اشتعلت عيناه بقوة من جراءتها ليصفعها بقوة ، لم تتحرك الأخيرة قيد أناملها وكأنه لم يصفعها للتو..! لتهتف بنبره قوية وشرارات التحدي تطل من عينيها :
– ده أخرك….. ؟!
لم يتوانى عن صفعها لعده مرات لعلها تبكي او تخاف كالماضي لكن لم تتحرك ساكنه صامدة كالجبال مما أثار دهشته وغضبه معاً ليهتف بانفعال :
– غوروا في ستين داهيه !
ليغادر بانفعال لهزيمته أمام غريمته الجديدة التي تتحداه بصلابه “ابنته” ..!
وعلي الجانب الأخر التفتت لوالدتها لتأخذها بأحضانها وهي تهمس بكلمات مهدئه كانت تدعمها وتهدئها وهي تهدئ نفسها معها وكأنها هي الام وليست الابنة لتخرج الأم من أحضانها وهي تهتف بحزن :
– انتي كويسة يا ميرا ؟! ضربك جامد ؟!
لتغتصب ابتسامة حزينة علي محياها وهي تهتف بهدوء :
– متقلقيش عليا أنا كويسة المهم انتي ؟!.
لتجيبها بقهر :
– هقول ايه ربنا ينتقم منه !
لتجيبها “ميرا” بأمل :
– متقلقيش بكره ربنا يجبلنا حقنا وانا وعدتك اني هشتغل وهصرف علي البيت بس لما أخلص ثانوي ومش هنحتاجله تاني وهنعيش مبسوطين أنا وانتي وبس !
لتبتسم الأم بحزن فابنتها التي تطمح بأحلام عالية ودائماً ما تنتظر الغد ولا تدري ما قد يخبئها لها لتهتف بحزن :
– ده لو مكانش جاب أجلي وموتني بحسرتي !
لتهتف بانفعال :
– هو انا مش قولتلك متجبيش سيره الموضوع ده تاني إنشاء الله هو الي هيموت ويريحنا…!
لتومأ لها الام بهدوء لتهتف ميرا بنبره مهزوزة :
– انا هدخل اوضتي استريح شوية ماشي…
لتدلف الي غرفتها وتغلق الباب جيداً وتنخفض لتجلس علي أحد الجوانب ضامة ركبتيها الي صدرها لتسمح لدموعها بالتحرر أخيراً وتضع يدها علي فمها حتي لا تستمع لها والدتها لتشرع في بكاء وارتجاف عنيف وبداخلها ترغب في صراخ قوي حتي يدمي صوتها وينقطع كما ترغب ان تنقطع أنفاسها اللعينة لتتخلص من هذا الجحيم…
لتشهق ببكاء وهي تفتح عينيها لتقطب جبينها في استغراب لتجد نفسها في غرفة بيضاء وبيدها إبر طبية لتستعيد ذاكرتها ما حدث مؤخراً من اقتحام بعض المجرمين شقتها ومحاولة قتلها….. لتدرك سبب وجودها بالمشفى لتتنهد بألم فيبدو ان القدر لن يقبض روحها بسهوله بل ستتعذب حتي الخلاص الذي تتمناه استلقت بتعب ليدلف “يوسف” ومعه شقيقته “سارة ” ليقترب منها وهو يجلس بجوارها ويهتف بارتياح بائن في نظراته :
– حمدلله علي سلامتك يا ميرا متعرفيش انا فرحت إزاي لما الممرضة قالتلي إنك فوقتي !
#يتبع…
#أحببتُ_فريستي
#بسمة_مجدي