أحببت فريستي

_ غربة _
_ 16 _

قادت سيارتها بسرعة قوية لتتجاهل رنين هاتفها وتزيد من سرعة سيارتها وهي تتمتم في نفسها :

– مش هسمحلك تهدد حياتي تاني انا معدتش البنت الضعيفة الي بتخاف منك… !

وصلت الي المكان المنشود لتترجل وتصفع الباب بعنف وهي تضع نظاراتها الشمسية وتعدل من ياقة بذلتها النسائية التي تعطيها مظهراً جذاباً…جميلاً… وقوياً وهيبتها تفرض ذاتها بقوة…

*****
ترك هاتفه بضيق من عدم ردها عليه تلك العنيدة يقسم انه سيحطم رأسها اليابس فكم مرة أخبرها الا تترك هاتفها ملقياً بعيداً حتي يستطيع الاطمئنان عليها من حين لآخر ، زفر بضيق ليرفع بصره للباب الذي انفتح ودلف “سامر” بابتسامته قائلاً :

– ايه يا عم چو غطسان فين بقالك مدة ؟!.

تنهد ليجيبه بهدوء :

– عادي يعني بقي عندي مسؤوليات كتير ومشاغل والمصايب نازلة علي دماغي ترف…

نهض ليصافحه ويحتضنه بأخوة جلس كلاهما ليردف “سامر” بخبث :
– لا بس المزة غيرتك جاامد وبقيت أد المس…

قاطع حديثه لكمة مفاجئة من “يوسف” ثم جذبه من مقدمه قميصه و صاح بغضب وتهديد :

– سااامر…متنساش نفسك دي مراتي… !

مسح الدماء التي نزلت من جانب فمه من أثر اللكمة ليردف بضيق :
– مش قصدي يا يوسف أكيد بس انا لسه مش متعود علي تغيرك ده !

ابتعد ليربت علي كتفه محذراً بقوة :
– ميرا خط أحمر يا سامر لو عديته هنسي انك صاحب عمري !

اومأ بضيق ليردف بكبرياء :

– لا وعلي ايه انسي من دلوقتي انك كان ليك صاحب عن إذنك يا يوسف بيه…

كاد أن يغادر لكن اوقفه ليمسح علي وجهه بضيق ويقول بصوت هادئ :

– أنا أسف يا سامر بس انا مضغوط الأيام دي شوية وعندي شوية مشاكل مأثرة عليا…

تنفس بعمق ليقول بنبرة أكثر رفقاً :

– ولا يهمك انا مقدر عموماً انا ورايا شغل كتير انا كنت جاي أطمن عليك بس…

ابتسم له بامتنان ليغادر ويتركه يعاود الاتصال بزوجته العنيدة…

*****
غيرت ثيابها لتغادر المنزل بعد ان هاتفها اصدقائها يبلغونها بضرورة الحضور الي الجامعة لتلقي ما فاتها من محاضرات هامة وضعت مساحيق التجميل الصارخة لتتطلع الي هيئتها بالمرأة لتعود بذاكرتها لما حدث قبل 3 سنوات…

Flash back.

استيقظت مساءً لتشعر بالعطش هبطت بحذر كي لا توقظ أحداً الي المطبخ أخذت إبريق المياه وفي طريقها للعودة استمعت الي نقاش حاد يدور بين والدها وزوجته التي كانت تقول بنبرتها المسيطرة :

– بنتك كبرت يا حامد ومسيرها الجواز زي أي بنت !

ليرد عليها ” حامد ” بغضب :

– بنتي لسه صغيرة مكملتش ال18 وانا مستحيل أجوزها لواحد عنده 50 سنة !

لتجيبه ببرود :

– الراجل ميعيبوش الا جيبه والراجل مقتدر وعنده مصانع كتير ده غير حساباته في البنوك الي ملهاش حساب !

نظر لها مذهولاً :

– انت ازاي عايزاني أجوز بنتي لواحد زي ده ! انتي أكيد اتجننتي !

جلست لتضع قدماً فوق الأخرى قائلة ببرود :

– ده بيتي وانا حرة فيه وانا استقبلت بناتك بما فيه الكفاية قدامك إسبوع تكون شفت عريس تاني لبنتك ولو ملقتش يبقي فرحها الاسبوع الجاي علي الحج رضوان واعتبر الفرح هدية مني !

استمعت لحديثها من الخارج لتبكي بقوة وهي تكتم شهقاتها لتصعد الي غرفتها وهي تتلفت حولها بخوف من القادم ماذا ستفعل ولمن ستلجأ شقيقتها تزوجت وسافرت ولم تكن علاقتهما قوية لهذا الحد ماذا عن شقيقها “يوسف” بالطبع لن يساعدها فهو لا يبالي بأحد ولا تذكر أخر مرة حدثها كأخ او احتضنها لتدرك في لحظة أنها وحيدة بين عائلتها…

استعانت بأحد أصدقاء جامعتها ليمثل انه تقدم لخطبتها وتم الزواج ليسافرا الي لندن وما أن حطت طائرتهم ووصلوا الي الأراضي الإنجليزية حتي قال ببرود :

– لحد كده مهمتي خلصت وطلقتك عند المأذون قبل ما نسافر…

ابتسمت بحرج لتخرج حفنة من النقود وتمد يدها قائلة بامتنان :

– شكراً يا مؤيد علي الي عملته معايا وده المبلغ الي اتفقنا عليه بس متنساش ان مفيش حد من أهلي يعرف باتفاقنا !

– متقلقيش انا وعدتك…أتمنالك حظ سعيد…

غادر ليتركها وحدها لا تدري أين تذهب ولا تملك سوي مبلغ صغير من المال لم تفكر قبل ان تنفذ تلك الخطة المجنونة فقط أرادت الهروب ، دمعت عيناها بخوف فهي طفلة وحيدة في ارض غريبة…وحيدة… خائفة…ضعيفة ، تجولت بالشوارع ولم تجد مسكناً يأويها بذلك المبلغ الضئيل عم المساء ليزداد قلبها رعباً حين سمعت خطوات تقترب منها احتضنت حقيبتها لعلها تبثها الأمان وهوي قلبها أرضاً حين رأت مجموعة من الرجال يحاوطونها ويطالعونها بنظرات خبيثة لا تنذر بخير بكت بخوف لتقول بارتعاش :

– مش معايا حاجة ابعدوا عني !

لم يعيروها اهتماماً ليقترب إحداهم وهو يمرر لسانه علي شفتيه بخبث لتصيح باللغة الإنجليزية :

– توقف ! أرجوك أنا ليس لدي ما أعطيكم إياه…

رد عليها أحدهم بابتسامة شيطانية وهو يبدو زعيمهم :

– علي العكس تماماً يا صغيرة إنتِ لديك ما نريده وبالتأكيد ليس نقوداً…
اتسعت عيناها برعب حين أدركت مقصده وفي لحظة خاطفه ألقت حقيبتها في وجهه لتطلق لقدميها العنان وتفر هاربة…زأر بغضب ليأمرهم بعنف :

– الحقوا بتلك العاهرة سأقتلكم إن لم تكن الليلة بفراشي… !

ركضت بخوف وهي تبكي وتنظر للخلف من حين لأخر لتفزع حين لمحتهم يركضون ورائها ولم تنتبه لاصطدامها بجسد صلب رفعت بصرها لتجده يلتف لها ولم يظهر وجهه بسبب غطاء رأسه لتهتف بتقطع وأنفاس متسارعة :

– أرجوك ساعدني…هم…يلحقوني…أرجوك…

وصل الرجال ليقفوا أمامه ، مد يده ليسحبها خلف ظهره رفع غطاء وجهه لتظهر عيناه الزرقاء القاسية الحادة وابتسامته الجانبية المخيفة وخصلاته السوداء الناعمة ليهتف بصوت عالٍ :

– حسناً يا رفاق هذه الفتاة تخصني ! لذا من الأفضل ان تعودوا لمنازلكم !

ضحك أحدهم ليردف بتهكم :

– استمع يا فتي اترك لنا الفتاة ونتركك حياً هيا قرر قبل أن الغي عرضي…

نظر له بعبوس ليلتفت للفتاة المرتعبة ويهتف بأسف :

– أعتذر يا صغيرة انا مضطراً ان أتركك لهم…

فزعت لتتوسل له بخوف استعد ليغادر ومان أن مد أحدهم يده ليمسكها لم تكد تصل اليها حتي شعر بأيدي حديدة تمسكه بقوة وتلوي ذراعه حتي انكسر في أقل من ثواني ! فتحت عيناها بعد ان استلمت لمصيرها وظنته رحل ، اقترب الرجال ليوقفهم بيده قائلاً ببراءة :
– مهلاً..مهلاً…أنا لم أفعل شئ !

ليكمل بنبرة قوية :

– لم أفعل شئ بعد إيها الأوغاد !

انقضوا عليه ليبدأ في ضربهم بعنف وقسوة وسرعة جعلتها تندهش وفي أقل من دقائق كان جميعهم ممددين أرضاً يأنوا من الألم ! التفت ليواجها بنظراته الحادة ارتعبت قليلاً فلما تثق به ربما يكون مثلهم يرغب بها لم يدع لها مجالاً للتفكير وهو يسحبها من يدها خلفه لتردف بارتعاش وبكاء :

– أرجوك سيدي لا تفعل مثلهم…اتركني أنا لا أود الذهاب معك…سيدي من فضلك…

فتح سيارته ليدخلها قسراً ، ركب جوارها وقاد بأقصى سرعته وهي تبكي وتشهق بخوف رمقها بحده ليردف بأمر :

– أصمتي !

كلمة واحدة كانت كفيلة بإخراسها خوفاً من غضبه فكرت في القفز من السيارة لكنها وجدت بابها مقفل عزمت أمرها ان تقتل نفسها قبل ان يفعل بها سيئاً فلا سبيل سوي ذلك الحل أوقف السيارة ليهبط ويفتح بابها ويخرجها وما لبث أن حملها علي كتفه فأصبح رأسها يتدلى علي ظهره لتصيح بخوف :

– أرجوك لا تفعل ذلك… أرجوك سيدي اتركني أرحل !!!

دخل بها الي قصر ضخم وهي مازالت تصرخ وتبكي وتنتفض وهو يمسكها بقوة صعد الي الأعلى ليدلف الي أحد الغرف القاها علي الفراش لتصرخ وهي تحاول النهوض ليمنعها وهو يثبتها علي الفراش هامساً بنبرة مسيطرة :

– لو كنت أرغب بجسد امرأة فلدي ما يكفي من العاهرات حتي لا التفت لطفلة !

علي الرغم من كلامته الجارحة لأنوثتها الا انها أسعدتها ولأول مرة تفتخر بجسدها وهيئتها التي توحي بطفلة ليكمل بنفس نبرته الحادة :

– أحضرتكِ الي منزلي لأن الوقت تأخر إخلدى الي النوم ويمكنك الرحيل في الصباح الباكر !

أومأت بخوف ليبتلع ريقه من جمالها الطفولي البريء مضي الكثير منذ أن رأي فتاة تشبه الأطفال في براءتهم عيناها بلون البندق التي تلتمع بالدموع وتغطيها أهدابها الكثيفة وأنفها الأحمر الصغير وأخيراً حجابها الذي جعله يدرك ديانتها ليعنف نفسه وينهض ليغادر الغرفة قبل ان يفعل ما لا يحمد عليه

استيقظت صباحاً لتجد الخادمة تدلف لتقول وهي باحترام وهي تنظر أرضاً :
– سيد دانيال ينتظرك بالأسفل سيدتي ! ويأمرك بارتداء هذه الثياب…
التقطت الثياب واندهشت حين وجدت حجاباً رقيق باللون الزهري يتناسب مع الثياب لم تهتم لترتدي ثيابها مسرعة وتهبط للأسفل وجدته يجلس يتناول الطعام بصمت وهيبته ترعبها أخفضت بصرها لتقترب وتقف أمامه وهي تفرك يديها بتوتر قطعه قائلاً بأمر :

– إجلسي وتناولي فطورك !

جلست مسرعة لتتناول الطعام بنهم شديد فهي من شدة خوفها والاحداث السابقة لم تأكل لأكثر من ثلاث أيام سوي بضع لقيمات راقبها بحنان جديد علي طبعه الي ان انتهت لتجد الخادمة تضع كوباً من اللبن الساخن أمامها وتنصرف ، ذمت شفتيها بغضب أحقاً يظنها طفلة لتلك الدرجة التفتت له لتقول بغضب طفولي :

– أنا لا ارغب بشرب الحليب انا لست صغيرة !

ابتسم ابتسامة مخيفة جعلتها تنكمش في مقعدها ليقترب ويهمس بفحيح أفعي :

– أمامك خياران إما ان تتجرعي كوبك بصمت او أجلسك علي قدمي وأجعلك تشربينه رغماً عنك !

شهقت بخوف لتمسك الكوب وتشربه كاملاً دفعة واحدة ابتسم برضا ليقول بأمر :

– إتبعيني !

نهضت خلفة ليدلف الي غرفة مكتبه جلس علي الأريكة ليشعل سيجارته ، رفع حاجبه حين وجدها لازلت تقف ليشير لها بعينيه بالجلوس ، جلس فوراً ليهتف بصوته الرخيم :

– الأن أود أن اعرف ما الذي تفعله طفلة مثلك وحدها في لندن ومن مظهرك لا تبدين انكِ بريطانية اليس كذلك ؟!.

تنحنحت لقول بتوتر من نظراته الحادة الثاقبة :

– أنا أدعي ليلي سيدي ونعم أنا لست بريطانية أنا مصرية الأصل ووصلت الي هنا أمس…

قاطعها قائلاً :

– وما الذي أتي بكِ الي هنا ؟!.

تنفست بعمق لتبدأ بسرد حكايتها فهي مدينة له بإنقاذها ليلة أمس حكت له كل ما حدث ليطالعها بشفقة للحظات وسرعاً ما عادات نظراته الباردة ليردف بأمر ونبرة لا تقبل النقاش :

– حسناً…لقد غيرتُ رأيي انتِ ستبقين هنا تحت رعايتي الي ان تجدي مسكناً وانا سأبدأ بإجراءات نقلك الي الجامعة البريطانية…

قاطعته باندهاش :

– لكن كيف ؟!.انت ستمنحني كل هذا بلا مقابل ؟!.

صمت ليفكر قليلاً ليتشدق ببرود :

– ومن قال انه بلا مقابل ؟!. بعد ان تستقر أموركِ وتجدين عملاً مناسباً يمكنك سداد ما سأدفعه لكي …

ابتسمت بفرح فالأول مرة يقف بجانبها القدر حين منحها ذلك الرجل الحنون ستعمل وتسدد له وتبدأ حياة جديدة بلا عوائق هذا ما فكرت به وهو يراقبها باستمتاع تلك الغبية تظن حقاً انه قد يأخذ منها فلساً واحداً هو فقط قال ذلك حتي لا تقلق اما بالنسبة له ما المقابل حقاً لا يدري..

End flash back.

فاقت من شرودها علي توقف السائق أمام جامعتها فقد احضر لها سائقاً قسراً كعادته واضطرت للانصياع له دلفت الي الداخل وما كادت تخطو حتي سمعت أحد المتنمرين الذين تكرههم يقول بتهكم :

– مهلاً أيتها الشرقية…الا يفترض بكِ ان تلقي التحية علي أسيادك أولاً قبل الدخول !

التفتت بابتسامة واسعة لتقترب من يده الممتدة لها كي تقبلها أمسكت كفه وانحت قليلاً لتوهمهم انها ستقبل كفه لكنها صدمتهم حين سحبته للخلف واسقطته أراضاً ! لتقول بنفس ابتسامتها :

– هذا مكانك الحقيقي سيدي…أسفل قدمي !

نهض اصدقاءه ليلتفوا حولها مقررين ان يلقنوها درساً تلك الشرقية كما يلقبونها!

*****
صدع رنين هاتفه وما ان أجاب حتي صدر صوت الطرف الأخر باحترام :

– سيدي هناك بعض الشباب يضايقون سيدتي هل نتدخل ؟!.

ابتسم بخبث ليردف بصرامة :

– إياك ان تتدخل اتركها فقط تدخل حين يصبح الوضع سيئاً للغاية مفهوم ؟!.

– أجل سيدي !

نهض ليلتقط ساعة يده ويغادر متمتماً بخبث :

– حان وقت المرح صغيرتي الشقية !

******
ضحكت بسعادة وهي تجلس داخل عربة التسوق التي يقودها “إلياس” وهو يتبضع الاغراض المنزلية ليقول بحب :

– فرحانة يا قلب بابي ؟!.

ردت بفرحة طفولية :

– أوي يا بابي…استني استني انا عايزة من البسكوت ده بحبه أوي !

ابتسم لها ليبعثر خصلاتها فتعبس وتنهره ، ضحك ليحضر ما طلبته ويكمل سيره…

وعلي الجهة الأخرى تنقلت ” سارة ” مع صغيرها لتبتاع له ما يريده لتقول بتساؤل :

– هو خالك كان قالي عايز ايه يا يزن ؟!.

أجابها بحماس :

– خالو كان عايز برفان يا مامي !

ابتسمت له بحنو وهي تبحث عما ما يريده شقيقها انتبهت لصغيرها الذي صاح :

– مامي… مامي…الراجل الي هناك ده انا شوفته لما الناس الوحشين خدوني معاهم !

سريعاً نقلت بصرها لتجده ضخم البنية ويبتسم لفتاة صغيرة اشتعلت عيناها بحقد وتذكرت ما حدث لطفلها اذن هو أحد افراد العصابة التي خطفت طفلها وافقدته جزء من جسده وبالتأكيد يريد اختطاف تلك الطفلة ! لتقول بابتسامة متوترة :

– يزن يا حبيبي متتحركش من هنا انا رجعالك تاني !

اومأ لها لتمسك هاتفها وتردف :

– لو سمحت عايزة ابلغ عن مجرم هربان موجود في مول ***

اغلقت الهاتف لتجده ينوي المغادرة حسناً إذن استجمعت قوتها لتقرر منعه والثأر لصغيرها فمن قال أن غضب الرجال كالجحيم لم يري غضب أم مكلومة علي صغيرها بعد …
اقتربت منه لتسد طريقه قائلة بصوت مكتوم :

-اديني البنت !

رفع بصره ليقطب جبينه من طلبها ليردف باستنكار :

-أفندم ؟!.

رغم ارتجافها من كونها تقف أمام مجرم خطير هتفت بنبرة قوية :

-البوليس زمانه علي وصل سيب البنت لحسن أصرخ والم عليك الناس كلها !

رفع حاجبه بدهشة من تلك المختلة ليضم ” تقي ” اليه وهو يقول بلهجة غاضبة :

-بوليس ايه انتي مجنونة ؟!. وسعي من وشي خليني أمشي !

ازاحها وما كاد يمر من جانبها حتي أمسكت ذراعه بقوة وهي تصرخ بصوت عالٍ جذب الجميع من حوله :
-حد يلحقنا… الراجل ده حرامي وخاطف البنت دي !

*******
دلفت الي المنزل مسرعة برهبه أغلقت الباب لتستند عليه وتتنفس بصوت مسموع وشهقاتها تعلو ودموعها تنهمر بغزاره نزلت ببصرها علي يديها الملطخة بالدماء برعب..! تحركت بصعوبة نحو المرحاض وهي تشعر بقدميها كالهلام..! وتهدد بالسقوط ، غيرت ثيابها الملطخة بالدماء ! وقفت أمام المرأة تتطلع الي صورتها وهي تتذكر ما حدث نفت برأسها لعلها توقف ذاكراتها غسلت وجهها وهي تتنفس بصعوبة لتهتف في نفسها في محاولة للتماسك :

– خلاص الي حصل حصل انا لازم أهدي !

خرجت من المرحاض لتتجه الي فراشها الوثير رفعت الغطاء حتي وجهها وهي ترتعش بقوة.! وجسدها يهتز بصورة غير طبيعية…مرت علي ذاكرتها بعض المشاهد لتصرخ ببكاء وهي تضع يديها علي اذنيها :

– كفاية ! كفاية ! انا مش عايزة أفتكر حاجة !

التفت حولها بجنون وبعثرت كل المحتويات الي تقع بجانبها حتي عثرت عليه مهدئها الذي تخلت عنه منذ مدة ابتلعت ثلاث حبات بصعوبة وكفها يرتعش بقوة حتي أسقطت العديد من الحبات من فرط توترها ، ظلت ترتجف بخوف حتي ذهبت في نوم عميق لعلها تهرب من عالمها المظلم…

************
عاد الي المنزل متهدل الكتفين لا يدري كيف يخبرها هو يعلم مدي عدائها معه ولكن كيف ستكون ردة فعلها؟! استغرب قليلا من الهدوء السائد ، دلف الي الغرفة ليجدها نائمة ابتسم بحزن ولاحظ ارتعاش جسدها علي الرغم من عدم برودة الجو.! اقترب بهدوء ليدثرها جيداً وما ان لامس ذراعها بلا قصد انتفضت بفزع ودفعته بقوة حتي كاد يسقط من الصدمة ليسارع بالقول :

– اهدي اهدي ! ده انا يوسف..

تنفست الصعداء لتهتف بصوت متقطع من سرعة تنفسها :

– أنا أسفة يا يوسف معلش حلمت بكابوس بس…

جلس بجوارها ليحتضن كفها بين يديه ويهتف بهدوء حذر :

– ميرا طبعاً انتي عارفة ان الأعمار بيد الله…

تنبهت حواسها مع قوله لتحثه علي الاكمال بنظراتها صمت لبعض الوقت ليردف ببطء حذِر :

– ميرا ابوكي مات النهاردة الصبح..إتقتل !

#يتبع…
#أحببتُ_فريستي
#بسمة_مجدي

error: