أحببت فريستي

_ وسقط القناع ! _
_ 30 _

ركل الكرة بقوة لتصيب الهدف او تحديداً حائط المنزل! ليصرخ الصغير بحماس :

– جوون يا بابي !

ابتسم ليقترب من الصغير ويعبث بخصلاته مبعثراً إياها قائلاً بعتاب رقيق :

– ايه يا يزن مش اتفقنا اسمها بابا ؟ بابي دي للعيال التوتو اما احنا ايه ؟

أجابه الصغير بنفس حماسه الطفولي :

– احنا رجالة !

تركه ليتجه الي صبيه الصغير ” مازن ” ليقول بمرح :

– ايه يا مازن باشا هو كل ما اجيب فيك جون تزعل ؟ فين يالا الروح الرياضية ؟
اجابه الصغير بعبوس :

– بس يا بابا انا مش بحب اخسر ! لان الخسارة للناس الضعفا وانا مش ضعيف !

اخفي دهشته من حديث الصغير الذي يفوق عمره ليردف بهدوء :

– لا يا مازن مش دايماً الخسارة للضعفا بالعكس لو مخسرناش عمرنا ما هنتعلم حاجة ! الخسارة مكسب علشان بنتعلم من غلطتنا !

وما كاد يكمل حديثه ليجد “سارة” تلج الي المنزل وهي تحمل صغيرته الذي يبدو انها غفت في الطريق لتشير له بعينيها ان يأتي ليترك الصبيان ويتجه خلفها ليجدها تدثر الصغيرة ثم التفتت له قائلة بشرود :

– الياس…في حاجة غريبة حصلت معايا النهاردة كنا بنشترى حاجات فجأة لقيت تقي مسكت فيا جامد وقعدت تقولي يلا نروح لدرجة انها عيطت ولما شلتها لقتيها بتترعش في حضني من الخوف ! وبتنادي علي اسمك !

جلس بجوارها ليمرر كفه علي خصلات صغيرته بحنان ثم اردف بهدوء يتخلله حزن عميق :

– تقي…بتتعالج نفسياً يا سارة ! عندها فقدان ذاكرة ومش فاكرة اي حاجة عن اهلها ولا عن حياتها قبل ما تتخطف !

شهقت بصدمة وهي تفكر في نفسها كيف لطفلة في سنها ان تصاب بمرض نفسي ! ليسترسل وهو يتجه بها الي غرفتهم :

– جاتلها حالة ضيق تنفس قبل كده وكانت هتروح مني…هتستغربي اني بحبها للدرجادي رغم انها مش بنتي بالدم…!

جلس علي الفراش وهو يدفن وجهه في كفيه هامساً بنبرة متألمة :
– أنا خايف عليها اوي…وصعبانة عليا انها بتتعالج في السن ده !

جلست بجواره لتحتضن كفه بكفها بارتباك هامسة بلطف :

– متقلقش…انشاء الله هتبقي كويسة وانا مش مستغربة انك بتحبها وبتعتبرها بنتك لان هي تتحب فعلاً وانا كمان اتعلقت بيها في فترة صغيرة…

ابتلع غصة بحلقة ليكمل :

– سارة انا مبخلفش ومفيش أمل ولو واحد في الميه اني أخلف ! تقي أول فرحتي…ومن اول لحظة شوفتها فيها وانا حسيت باحتياجها ليا…حركت جوايا مشاعر افتكرت اني عمري ما هحسها علي رأي طليقتي…انا تعبان علشانها !

صدمت به يميل برأسها عليها محتضناً اياها وتزيد صدمتها بالدموع المنسابة علي وجنته هو حقاً يتألم! ولأول مرة تشعر به كطفل تائه حزين متألم ، وكأن كلماتها هربت ولم تجد ما تقوله لتربت علي كتفه وتمرر كفها علي خصلاتها لتكتفي بلمساتها الحانية لعلها تهدئ من روعه…

*****
قطبت جبينها قائلة باستغراب :

– تشرفنا…بس يوسف مش هنا !

ابتسم بخبث ليدلف الي المنزل بوقاحه لتهتف بضيق :

– استني…لو سمحت ميصحش كده اتفضل ولما يوسف يجي تقدر تيجي تقابله !

التفت لها قائلاً بابتسامة :

– لا انتي غلطانة…انا مش جاي علشان يوسف ، انا جاي علشانك انتي !

انقبض قلبها بخوف فطري لتهتف بجمود :

– احنا مفيش بينا كلام ! انا مبحبش اكرر كلامي ميصحش وجودك دلوقتي…اتفضل امشي !

اقترب ببطء وهو يهمس بخبث :

– ايه المقابلة الناشفة دي ؟ دانا غرضي شريف…وفـاعـل خـيـر !

اتسعت عيناها بصدمة من نطقه للكلمة الأخيرة ببطء وكأنه يقصد بها شئ لتردف تحت بدهشة :

– انت الي بـعـت التسـجيلات ؟!

اومأ بإيجاب مبتسماً لتهتف بانفعال :
– امشي اطلع بره ! انت واحد حقير !

نفي بضيق قائلاً :

– كده يا ميرو يعني ده جزاتي اني خليتك تشوفي حواليكي بدل ما تعيشي مخدوعة فيه !

لم تتخطي الصدمة الأولي ليكرر صدمها بأن لف ذراعه حول خصرها وجذبها ليحتضنها بعنف ويدفن رأسها برقبتها ، تسمرت للحظات من صدمتها لتفيق وتحاول دفعه صارخة بعنف :

– ابعد عني…انت اتجننت !

بدا يوزع قبلاته المقززة حول رقبتها رغم نقورها وصراخها العالي ليهمس بأذنها بلطف مناقض لعنف قبلاته :

– اهدي…مفيش داعي للعصبية…الموضوع هينتهي بسرعة…متجبرنيش أاذيكي أنا بحبك !

ارتجف جسدها وأخذ يهتز بعنف وهي تتلوي بعنف صارخة :

– انت مجنون…يوسف هيقتلك لو قربت مني ! ابعد عني بقولك !
استجمعت قوتها لتهدا حركاتها فجأة ليظن انها استجابت للمساته ليصدم بها تدفعه فجأة بعنف وتركض للخارج وجدت سيارتها التي طلب “يوسف” من السائق احضارها حتي يعطي لها خيار البقاء او الرحيل صعدت مسرعة وهي تبحث عن المفتاح بهلع وايدي مرتجفة وأنفاسها تتسارع لتصرخ برعب حين وجدته أمام نافذتها ويكسرها بقبضته ثم استطاع فتح الباب وجذبها من خصلاتها بقسوة هادراً :

– بتهربي مني يا بنت *** وديني لأخد الي انا عايزه بردو !

دلف للداخل وهو يجرها خلفه ثم القي بها ارضاً بعنف لتحاول النهوض مسرعة وهي تلقي بأي شئ يقابلها في وجهه ثم التقطت سكين الفاكهة ولوحت به صارخة بشراسة :

– هقتلك ! هقتلك قبل ما تقربلي !

*****
ظلت صامتة طوال الطريق ولم تنبث بحرف ليقطع الصمت صوته الهادئ موضحاً :
– لا داعي لغضبك ليلي…انتي تعلمين انها صغيرة وتصرفت بغير هدي ولم تقصد ما فعلته !

رمقته بنظرات نارية وهي تصيح بغضب عارم :

– لا والله ؟ بقي البت الـ*** بتلف حواليك وتقولي صغيرة وزفت ! لو مكنتش قفلت علي اوضتها قبل ما تحكيلي…كنت جبتها من شعرها خطافة الرجالة !

انتقل غضبها له مردفاً بعصبية :

– اخبرتك الا تتحدثي بلغتك أمامي واللعنة ! وتوقفي عن الصراخ !

لتجيبه بلغته هادرة :

– اياكَ ان تأمرني بشئ ! لقد صمتُ عن أفعالك طيلة الفترة الماضية لكن يكفي هذا ! غداً سترحل تلك الفتاة !

ضرب المقود بعنف وهو يصيح بغضب :

– لا تختبري غضبي ليلي ! وتوقف عن الصراخ ! وانا لا أتلقي اوامر من أحدا ! انا دانيال ابراهام لا تنسي ذلك !

تفاقم الغضب بداخلها لتردف بعنف :
– وانا لن أعيش مع رجل خائن تلتف النساء حوله ولا يبدي رفضاً ! انتهي الامر ! سننفصل وهذه المرة بلا عودة !

وكأنها طعنته بحديثها! أبتلك السهولة تتحدث عن الانفصال! لينظر لها بنظرات غاضبة منصدمة بحديثها وكانه نسي انه يقود! لينتشله من فورة غضبه صراخها المرتعب :

– دانياااااال !

نظر أمامه ليصدم بتلك الشاحنة الضخمة التي تبعد بأمتار قليلة عن سيارتهم وكأنها محقة فيبدو ان انفصالهم سيتم وبلا عودة… !

*****
ادار سيارته وهو يستعد للرحيل من تلك المنطقة التي توقف بها لبعض الوقت ليرتب افكاره ويهدأ قليلاً من أفكاره التي تحثه علي العودة وضرب تلك المختلة لعلها تفيق! رفع هاتفه بضيق فلم تتصل به ولو لمرة واحدة! ألن ينتهي كبرياءها يوماً ليتنازل هو هذه المرة ويتصل بها فلا يدري لما يشعر بالقلق! …. مرة…اثنان…ثلاثة ولم تجيب علي اتصالاته ليضرب المقود قائلاً بيأس :

– للدرجادي مش قادرة حتي تردي علي تليفوني يا ميرا !

*****
سالت الدماء من جانب فمها من كثرة صفعاته في محاولة لإخماد قوتها فقد ركل السكين من يدها لينقض عليها كالذئب ويبدا بضربها لعلها تستسلم وتتوقف عن المقاومة! ليهمس باستمتاع :

– بعشق شراستك دي ! بس بردو مش هتقدر تمنعني !

صرخت بقهر وهي تستشعر نفاذ قوتها ودارت عقلها بمشاهد من طفولتها حين كان والدها يضرب والدتها وهي لم تستطع التدخل فأكثر ما تبغضه بحياتها هي قلة الحيلة وها هو القدر يعاود تذكيرها بذلك الشعور لتهمس بتوسل :

– ارجوك…هموت نفسي لو عملت فيا حاجة ! انت مش بتحبني ؟! ارجوك…كده هتدمرني !

ليهمس من بين قبلاته :

– والله ما هسيبك…اول ما يوسف يطلقك هتجوزك انا وهعوضك عن كل حاجة…يوسف ميستهلش واحدة زيك !

وكالعادة اختار عقلها الهروب عوضاً عن مواجهه الواقع لتشعر برأسها يدور وقوتها علي المقاومة تكاد تنتهي لتهمس بضعف :

– ارجـ..وك !

شعرت بحمله انزاح من فوقها والرؤية مازالت مشوشة أمامها ليبدو ان هناك شخصاً يضربه بعنف وملامحه لا تظهر لكنها أدركت هويته من صوته الذي أعاد لها قليلاً من الوعي :

– وديني لأقتلك واشرب من دمك يا واطي يا ***

لتبدأ بالزحف بعيداً بضعف وهي تسيطر علي وعيها بصعوبة بالغة وأنفاسها تتسارع وكأن الهواء قد نفذ من رئتيها !

لكمه بعنف وهو يهدر بصراخ غاضب يهز الأرجاء :

– عملتلك ايه علشان تخوني وتتهجم علي مراتي يا ***

رد الاخير لكمته صائحاً :

– عملت ايه ؟ خدت حاجة مش بتاعتك ! انا شوفت ميرا قبلك وحبيتها قبلك وكانت من حقي انا ! بس انت هتفضل طول عمرك حرامي اي واحدة ابصلها لازم تاخدها مني !

رغم صدمته هجم عليه ليلكم معدته هادراً فينحني الأخير صارخاً بألم :

– مكنتش اعرف اني مصاحب واطي ! ببيص لمرات صاحبه يا مريض يا *** !

دفعه للخلف صارخاً ثم علي حين غرة أخرج سلاحه ليمسح الدماء النازفة من فمه قائلاً بلهاث :

– مقدرتش اخدها منك في حياتك…يبقي هاخدها منك بموتك … !!!

*****
هب واقفاً حين استمع لتلك الضربات العنيفة علي الباب وقد استيقظ منذ بضع دقائق بعد ان غفي بين ذراعيها دون شعور ليفتح الباب فيصدم برجال الشرطة ورجل غريب ليهتف الضابط :

– احنا جالنا بلاغ عن خطفك لطفلة عندها 5 سنين !

ردد بصدمة :

– خطف ! ومين الي بلغ ؟!

ليتقدم الرجل الغريب بخصلاته المبعثرة وملابسة المهترئة قائلاً :
– انا الي بلغت ! انا ابقي جوز خالة مني ويعتبر عمها !

قطب جبينه قائلاً باستغراب :

– مني مين ؟

اجابه الرجل بغلظة :

– مني بنتنا الي انت خطفتها وانا شوفتها النهاردة مع مراتك ! واحنا الي فاكرينها ماتت !

ضربه الادراك بأن تلك أسرة صغيرة التي لم يعلم لها اهلاً ليبتلع غصة بحلقه قائلاً بقوة :

– محصلش ! انا متبني تقي قصدي البنت بأوراق رسمية ! ده غير اني مش مجرم انا المقدم إلياس سليمان !

*****
صدم من رفعه للسلاح بوجهه أهذا صديق عمره؟! أكان دائماً حاقداً عليه؟! ولم ينتبه! لقد كان معمياً عن ذلك كبقية حياته! لم يفكر كثيراً فحياتها معلقة بحياته ليهجم عليه بدون تفكير فتصيبه طلقة غادرة لتصطدم بصدره بعنف! في نفس اللحظة التي لكمه بها وأخذ المسدس ليفرغ ما به بغضب أعمي ليلقي المسدس وهو يكتم صرخته من الألم وينظر لجسد صديقه المسجى علي الأرض وغارق بدمائه رمقه بحسرة ليتجه بخطوات مترنحة بطيئة نحوها ليطمئن عليها جلس علي ركبتيه بتعب والألم ينهش صدره ليقول بلهاث :

– ميرا…انتي كويسة ؟ ميرا !

فتحت جفونها بضعف لتجده أمامها لتنهض وترتمي بين ذراعيه وهي تشق بصوت عال ليصدمها بصرخته المتألمة! ابتعدت بخوف لتجد الدماء تسيل من صدره وقميصه أصبح بلون الدماء! لتنظر له بصدمة :

– يوسف…! ايه الدم ده ؟

استند علي الحائط بجوارها ليهمس بتعب :

– انا كويس…كلمي الاسعاف…واتصلي برجالتي او اي حد يجي يطلعنا من هنا !

ازدردت ريقها بصعوبة وهي تقترب منه وتهمس بإقرار وهي تتلمس وجهه بكفها :

انت…انت هتموت وتسبني صح ؟

*****
اجابه الضابط بهدوء :

– اعذرنا يا سيادة المقدم مش قصدي…بس عموماً سلمنا البنت!
تحفزت خلاياه ليرد باستنكار :

– ليه ؟ ما قولتلك متبنيها بأوراق رسمية تحب أوريهالك ؟

لينفي قائلاً بنفس نبرته الهادئة :

– اوراق التبني تعتبر لاغية في حالة وجود أهلها ودلوقتي لو سمحت سلمنا البنت لأنها لازم ترجع لأهلها !

ليصيح بانفعال بعد ان فشل بالسيطرة علي أعصابه :

– يعني ايه الكلام ده ؟ وكانوا فين اهلها دول لما كانت مرمية في الشوارع ؟ كانوا فين لما اتخطفت من تجار الأعضاء ؟

أجابه الرجل بارتباك منفعل :

– مكناش نعرف انها عايشة ! فكرنها ماتت مع ابوها وامها لم البيت ولع بيهم !

صدمة اخرى لم يفق منها الا علي صوت “سارة” المتسائل :

– في ايه يا الياس ومين دول ؟
صاح بها بعصبية :

– ادخلي انتي جوا دلوقتي !

غضبت من صراخه بها واحرجه لها وما كادت تتحدث حتي اوقفها أمر الضابط :

– فتشوا البيت وهاتوا البنت !

لتقول بحده :

– في ايه ؟ بيت ايه الي يتفتش ؟ وبنت مين ؟

كاد الضباط ان يدخلوا الي المنزل ليقف أمامهم كالسد المنيع ويدفع “سارة” للداخل قائلاً بعنفوان :

– اقسم بربي الي هيقرب من بيتي او عيالي هدفنه مطرحه !

استشاط الضابط غضباً من تهديده ليردف بحده وتهديد :

– متخليناش نضطر نستعمل العنف يا سيادة المقدم ادينا البنت بكل هدوء !

ليصيح هادراً بصوت غاضب ارسل الرعب الي قلوبهم وعيناه أصبحت بلون الدماء :

– مش هدي بنتي لحد ! ولو حكمت هدخل فيكم السجن بس بنتي لأ !
*****
– يـوســف انـت هتـمـوت وتـسـيبني صـح ؟

نظر لها بألم والدماء تسيل من صدره بجرحه الغائر كسيل دموعه علي حالتهم ولا يدري بما يجيبها ليشهق بألم وخيط رفيع من الدماء ينساب ببطء بجانب فمه! ، رفع هاتفه بتعب ليتصل بالإسعاف ويرمي الهاتف جانباً ثم أردف بتعب :

– ميرا…انا كويس ومش هسيبك !

طالعته بنظرات غريبة فارغة والدموع تسيل ببطء علي وجنتيها وكأنها لا تشعر بها! لتهمس بشرود :

– هي كمان قالت مش هتسبني ومشيت !

جذب رأسها ليدفنه بكتفه وهو يهمس بضعف ويبذل مجهوداً عظيماً كي لا يفقد الوعي لأجلها :

– فوقي علشان خاطري ! انا محتاج لقوتك !

رفعت بصرها تطالعه بابتسامة ثم أردفت هامسة ببطء :

– متخافش…انا كمان همشي معاك ! علشان ميرا خلاص تعبت…وعايزة ترتاح ! غمض عينك ولما نصحي هتكون كل حاجة انتهت ! ومش هحس بوجع تاني !

#يتبع…
#أحببتُ_فريستي
#بسمة_مجدي

error: