رواية بائع الورد بقلمى رهف سيد // كاملة

 رواية بائع الورد بقلمى رهف سيد // كاملة

المقدمه♥️♥️

  • أُحبك
    هي كلمه بسيطه تعني الكثير
    مهما اختلف الجميع على معانيها… الي انها توصل الي نفس الشئ …
    تفتح الكثير من القلوب…
    تداوي شتّى الجراح….
    قالها الكثير والعديد …
    ولكني انتظرها منك أنت!!…
    لن اقولها الا لسواك ….
    لن احب غيرك انت ….

أحبك هي كلمه من اربعة حروف من شدة بساطتها إلا انها تعني لي ولك…!
ليفرقنا الجميع…!
لتفرقنا الظروف…!
ليفرقنا جهلهم بحبنا…!
لن اكون إلا لك ..!
ولن تكون إلا لي…!
وكفى الله على حبنا شهيد..!

 

الفــصــل الأول

كانت تجلس في سيارتها بملل مطت شفتيها بضجر ولكن لن تيئس الي ان تراه
رفعت عينها من هاتفها بعد ان تفحصت ساعتها لتجده قد جاء تهللت اساريرها بفرح بعد ان راته نظرت الي مرأة السيارة وبدات تعدل شعرها المجعد وابتسمت لتظهر غمازتها الخفيفه و وجنتيها الممتلئتين
هبطت من السيارة بعد ان جمعت متعلقاتها وكتبها واتجهت اليه بحياء
نظرت اليه بينما كان منشغلاً هو بتجهيز الورود في احد المحالات بجانب جامعتها
– صباح الخير
(اردفت بها ” ورد” ذات الواحد وعشرون عاماً تتميز بعينيها البنيتين و برائتها التي تصل الي حد السذاجه في بعض الاحيان هي ابنة احد رجال الاعمال في القاهره ولكنها ولدت ذات طابع متواضع عكس عائلتها تدرس في جامعه “سياحه وفنادق” )
رفع عينه بلهفه مستجيب لصوتها الذي يحفظه عن ظهر قلب والذي تخلل بين اوعيته وشراينه ليردف
– صباح الورد على عيونك
رد بها بنبرة مبتسمه تحمل في طياتها السعادة والفرح وتكاد تتراقص من فرط سعادتها
( انه ادم الذي يبلغ من العمر خمس وعشرون عاماً والذي يعمل بائعاً في محل بيع الورود الموجود بجانب الجامعه يمتلك وسامه بسيطه بلحيته الخفيفه وعينيه السودتان توفي اهله في حادث ولم يتبقى له سوا اخته التي تبلغ عشرة أعوام وتدعى حبيبه )
ابتلعت ورد ريقها بتوتر محبب واردفت
– اومال فين عمو سليم
رفع حاجبيه بابتسامه انها تحاول ان تخرج من توترها بالسؤال عن رب عمله ليردف
-تعبان انهرده مش هينزل
مطت شفتيها للامام واردفت بحزن
-الف سلامه عليه يا رب مش يشوف حاجه وحشه
– يا رب
تحطمت الاف المرات من داخلها لعدم وجود سبب لتظل هنا لترفع ساعتها متحججه
-انا اتاخرت على الجامعه ولما يجي عمو سليم قولو اني عديت عليه
اتجه الي احد احواض الزرع ليخرج منها احد الورود واردف
– حاضر هقولو بس انتي نسيتي حاجه
قضبت حاجبيها باستغراب واردفت متسائله..
– حاجه ايه ؟
-انتي كل يوم بتيجي تاخدي وردة من عندنا وتسلمي على عمو سليم مش هتاخدي انهرده ولا عشان عمو سل… !؟
قاطعته متعجله وهي تردف متلهفه لاستكمال الحديث معه
– لا هاخد وردتي بتاعت كل يوم
ناولها اياها مبتسماً واردف
-احلى وردة في المحل
– شكراً
قالتها وهي تحاول ان تخفي حيائها ولكنها فشلت فهو يظهر في كل نبرة في طيات صوتها لتتنحنح مكمله وهي تخرج النقود من حقيبتها ومدت يدها تعطيه لهُ
-انا انا هروح دلوقتي الجامعه ودة تمن الوردة
– ممكن دية تبقى هديه مني
ابتسمت بعد ان رفرف قلبها مستمتع بكلماته واردفت
– طب ممكن الوردة لونها يبقى ابيض مش احمر
– بس كدة عيوني
قالها وهو يبدل الوردتين واردفت بخجل
-احسن هديه جاتلي انا بحب الهدايا البسيطه عن اذنك دلوقتي
قالتها وهي تخرج من المحل ف لو ظلت اكثر من ذلك هناك لاعترفت بكل ما تكنه في قلبها من مشاعر له
رفعت الوردة وهي تشم عبيرها وطبعت قبله بشفتيها الحمراوتين عليها وادخلتها حقيبتها كانها تحميها كانها كنز ثمين ولما لا يكون كذلك فهو من حبيبها …!

استند على باب المحل وهو ينظر إليها وهي تسير الي جامعتها حتى اختفت عن انظاره مط شفتيه وهو يحك على شعره من الخلف ودلف الي المحل

اتجهت الي صديقتها التي تقطن في الكافتيريا لتردف ضاحكه
– صباح الاناناس لاغلي الناس
نظرت لها دارين بطرف عينها بضجر وهي تردف
– اتاخرتي يا ورد ويارا كانت هنا وراحت المحاضرة وانا قولت هستناكي
– معلش يا دودو هناخدها من يارا
– طب اتاخرتي ليه!
وضعت يدها اسفل وجنتها الممتلئه قليلا واردفت بلمعه لم تكن في عينها فقط بل في صوتها
– كنت مستنياه يفتح عشان اخد وردة
تافافت بضجر من حديث صديقتها الدائم عن هذا الشاب الذي يكون مستواه ادنى منه بكثير
عذراً يا صاح ف الحب في تلك الايام لمن يملك النفوذ والسلطه والمال ….
– ورد انتي مينفعش تحبي الولد دة ؛ هو مش من مستوانا
– اوف يا دودو اوف بجد يعني محبوش عشان مش معاه فلوس
-no my sweety (لا يا حلوتي )
مطت ورد شفتيها وهي تحرك راسها نافيه على حديث صديقتها المتناقض لتردف متسائله
– اومال قصدك ايه!؟
– انتي تشوفيه عادي وتكلميه بس حب لا جواز لا يا بنتي انتي مصروفك وخروجتك بتبقى قد مرتبو

نهضت ورد متافافه وهي تسحب كتابيها واردفت بعنف ضد تلك العنصريه التي اصبحت تحيطها
– كلامك كلو غلط يا دوري في ناس كتير معاهم فلوس بس مش مبسوطين I became a hate of money because of you how stupid you are !!(اصبحت أكره المال بسببكم كم انتم حمقى!!)
اردفت بالجزء الاخير وغادرت تاركه المكان لها فارغاً لتناديها
– ورد ورد
اطلقت زفير طويلا وهي تنهض غاضبه
-Very stupid stupid(غبيه جدا غبيه)

اثناء سير ورد قابلتها يارا التي كانت قد خرجت للتو من المحاضرة لتردف
– ورد مالك يا روحي
تنهدت وهي تردف كل ما حدث مع صديقتها لترد يارا وهي مكمله سيرها
– يا ورد انتي عارفه دارين
-but i love him (ولكني احبه)
– يا ورد قلبك مش هتقدري تتحكمي فيه حبي يا روحي زي مانتي عايزة It is your life and your heart do what you like (انها حياتك وقلبك افعلي ما يعجبك)
– اوك انا هروح البيت
– تمام خديني معاكي عشان زهقت
– يلا وكمان عشان اوريكي الولد
اردفت بالجزء الاخير وهي تردف بحماس لتردف يارا باستغراب متسائله
– هو اسمو ايه !؟
وقفت ورد مستغربه من سؤالها ولكن استغرابها الاكبر منها كيف اصبحت تحبه وكل يوم يكون هو مكمن حلمها لتردف وهي تحدق ببلاهه
– معرفش!!
– بتهزي!؟
اجابت ورد وهي تحرك راسها في كلا الجهتين نافيه
– لا بجد معرفش اسمو لحد دلوقتي
-امممم طب ايه رايك نروح نسالو؟!
-لا لا انتي غبيه مستحيل اروح اقولو اسمك ايه عشان بحبك يارا اتهبلتي !؟
– انتي غبيه انا عزمت نفسي على الغدا عندكم ومش هروح بايدي فاضيه اكيد هجيب ورد من عندو واعمل نفسي عايزة اسالو عن حاجه واسال عن اسمو
أغمضت عينيها وهي تفكر ب خطتها لتردف يارا وهي تسحبها امامها بلا تفكير
– مش هنقعد نفكر يا ورد ! يلااا
-طب طب تعالي نحضر المحاضرة وبعدين نروح
اومات يارا موافقه لحديثها ليذهبو الي احد القاعات الموجودة في تلك الجامعه
ما ان خرجو حتى ركضت ورد بخفه ممزوج بحماس مزين بلهفه حب لتردف يارا وهي تهداها
– يا بنتي انا حاسه انك هتقعي على وشك من كتر الجري
– عايزة اعرف اسمو اكيد حلو زيو
– يا رب يطلع حلو بس
– لا انا عيزاه وحش عشان انا احبو بس
قالتها وهي تخرج لسانها لتردف يارا بتكبر
– اصلا يا حبي مش عيزاه
وقف الاثنان امام المحل لتعلن حرب قلبها عن بدئها وبدات بقرع الطبول خشت للغايه فهي تعلم ان تلك الحرب سوف تخرج منها مهزومه..!
ولكن لما لا تكون مهزومه امام من تحب ف يجب عليه المساندة لك هذا هو الحب يا صاح….
– لا لا يا يارا عشان خاطري نشتري الورد من محل تاني
– مستحيل هتتجني عشان نشتريه من هنا يعني من هنا
امسكت يدها حتى يدلفو لتجد الرعشه تسيطر على ورد وترتجف متوترة اردفت مهدأه
– ورد حبيبتي اعتبريه مش موجود في المحل اوك مح ورد عادي هندخل نجيب ورد ونخرج تمام مفيش حاجه خلاص!
اومات ورد بعد ان انصاع جسدها لعبارتها المهداه ولكن خافقها رفض حديثها وهو يطرق الطبول التي سوف تصيبها يوماً بازمه قلبيه!
-لو سمحت!
اردفت بها يارا ليرفع ادم نظره لتقابل عينيها التي فشلت في عدم استقبال نظراته لينهض متلهفا وهو يردف
– أأمروا
اجابت ورد مسرعه بنبرة خجله متوترة
– هو احنا عايزين بوكيه ورد ليارا
حركت يارا راسها معترضه على تسرع صديقتها وحديثها المسرع الذي يحتاج الي مترجم حتماً
– عايزين بوكيه ورد كويس لو سمحت
– حاضر عيزاه النوع ايه!؟
اردفت يارا بتفكير مصطنع
– امممم انت عندك ايه
اجاب وهو يشير الي الانواع المعروضه امامهم
– دة ورد بلدي وفي عباد الشمس ودة لوتس وفي الجروي وانواع كتير!
حركت راسها مجامله لفت وجهها الي صديقتها التي كانت تتابع أدق تفاصيله وحركته لتفيقها مردفه
– قوليلي انتي يا ورد اختار ايه
فاقت ورد من شرودها بملامحه واردفت باستحياء
– هه! بتقولي ايه!؟ معلش مش مركزة ؟
بينما هو كان بقمه سعادته ويرفرف قلبه طائراً داخل اضلاعه لمعرفه اسمها “ورد” انها حقا تشبه ما تشتريه كزهره نبتت في موعد معاكس لتصبح اجمل من اي ورده راتها عينه
ليسمعها صديقتها تعيد السؤال مكررة له اردفت بتلقائيه
– بصي هو انا بحب الورد البلدي حلو جدا بس تيته بتحب الياسمين والجوري
اردفت يارا ممازحه لها
– لا خلاص هاخد جوري وياسمين هعمل بيكي ايه انا عايزة تيته
اغمضت عينها بضيق متناسيه توترها
– ندله اوي
اخفضت بصرها بخجل بعد ان سمعت قهقهته البسيطه ليبدا في تجهيز تلك الباقة استلمتها يارا ممتنه واردفت شاكرة
– مرسي يا …
– ادم انا ادم
انفرجت شفتيها بعد ان علمت اسمه لتردف يارا مجامله
– اها شكراًً يا ادم
– العفو على ايه
قالها بابتسامه مجامله وعينه معلقه على وردته التي تنظر الي انواع الورود كي لا تقابل عينيه
مد يده ليسحب وردة من النوع المفضل لديها وأقدم
– اتفضلي يا انسه ورد
– بس بس دة كتير
اردفت بها بابتسامه خجله وهي تحاول ان لا تقبل هديته البسيطه المحببه لها …!
– لا مفيش حاجه اتفضليها متكسفيش ايدي
اخذت الوردة وهي تردف مسرعه
– لا لا مش هكسفها
لوت يارا شفتيها وهي ترا نظراتهم المتواصله لتضع الاموال على الطاولة مردفه
– شكراً مرة تانيه يا ادم عن اذنك
سحبت ورد من يدها وتركو المحل ومازالت نظراتهم متراسله وقفو مبتعدين قليلا عنه لتردف ورد بحنق
– ليه كدة يا يارا حرام عليكي!
– حرام ايه يا بنتي انتو فضلتو تبصو لبعض يجي ظ¦ ساعات
-كدابه هما مكملوش ظ¢ظ* ثانيه على بعض !
-طب يلا حاطه عربيتك فين
اشارت براسها الي سيارتها التي تقف امام المحل من الجهه الاخرى لتردف يارا بخبث
-الله دة انتي راكنه قدام المحل عدل
بدا هاتف ورد في الرنين لتردف متافافه
– يوووة دة مروان
-عايز ايه!
– معرفش يا يورا بس انا مش عايزة اكلمو
– لا لا ردي عليه يمكن في حاجه
– يا بنتي انتي عارفه ان هو عمال يقول لبابي انو عايز يتقدملي وانا رافضه وبابي ومامي مقتنعين بيه 100% وانا رافضه 100%
– قوليلو
– انا مش بقول غيرها خلاص روحي اركبي العربيه المفتاح اهو وانا هاجي وراكي
ناولتها مفتاح سيارتها لتمر يارا قبلها الي السيارة وركبت بها منتظرة قدوم صديقتها
– الو يا مروان
– ازيك يا ورد عامله ايه !؟
– انا تمام وانت عامل ايه!؟
-انا كويس طول مانتي تمام
تافافت بضجر من حديثه الذي لا ينتهي لتردف
– خير كنت عايز حاجه!؟
-لا كنت بطمن عليكي بس انا عايز اخرج معاكي بكرة عادي
– هو انا عندي الجامعه يا مروان
كان يراقب تعابير وجهها بدون ان تنتبه حتى لا تخجل من شكله بدات ورد بالسير لتعبر الطريق
ولكن لم تنتبه الي تلك السيارة القادمه نحوها
– ورد انا عايز اقرب منك ممكن تقبليني واعجبك على فكرة
– يا مروان انا قولتلك مليون مرة انت زي ابيه شريف
– وانا بقولك يا ورد انتي مش زي اختي انا بحبك ومش هخلي حد يقربلك!!
ازاحت الهاتف من على اذنها بعنف لتغلق الخط بوجهه بضجر لتتفاجئ من صوت زمور السيارة التي انطلقت
في ثواني كانت تسقط على الارض و ادم يحتويها بين ضلعيه نزلت يارا راكضه من السيارة وهي تردف
– وووررررررد!!
اعتدل ادم وهو يرفع جزئها العلوي ويهداها
-انتي كويسة حصلك حاجه!
هزت راسها بالايجاب وهي تنوح بالم ليردف بعد ان رآها ترفع كفها لتمسك يدها
-طب ايدك كويسه!
جائت يارا في تلك اللحظه واردفت متلهفه!
– ورد حبيبتي انتي كويسه قومي قومي معايا

 

error: