رواية بائع الورد بقلمى رهف سيد // كاملة

الفصل الثاني …

نهضت ورد ودموعها تتسابق على وجنتيها لتتفاجئ به يمد كفه وهو يتفحص ذراعها اردف بتوتر خائف
– انتي انتي اتعورتي تعالي استريحي
حاول سحبها خلفه الي المحل كي يضمد جرحها ولكن تفاجا بصراخها بألم اكثر لف جسده ليدف متسائلاً
– ايه ايدك بتوجعك
-لا لا رجلي وجعاني اوي مش قادرة احركها
قالتها وهي تتابع البكاء لتردف يارا مسرعه
– طب طب تعالي اوديكي المستشفى عشان ميكونش حصلك حاجه
ما ان انتهت من حديثها تفاجات ب أدم الذي مال بجزعه ليحمل ورد بين ذراعيه وهم بمنتصف الشارع واتجه الي المحل تبعته يارا بعد ان جمعت متعلقات ورد التي سقطت
كانت سوف تكون الان بين عداد الموتى ليس لاصطدامها بسيارة لا بل لانها بين ذراعيه الآن رفعت بصرها بخفوت لتقابل وجهه الجامد ولكن عينيه المتلهفتان عليها
وضعها على الكرسي وسارع الي الثلاجه الصغيره الموجودة اسفل المكتب ليخرج القليل من المياه المثلجه و علبه الاسعافات الاوليه اتجه اليها وهو يردف
– متخافيش ان شاء الله مش هتوجعك
دخلت يارا وهي تردف بخوف
– طب طب اكلم شريف
-لا لا هيقلق عليا انا الحمد لله كويسه اهو مش عيزاه يقلق
قالتها ورد بخوف على شقيقها الاكبر ولكن لم تعي للذي يجلس أمامها واصبح كالبحر الذي يواجه عاصفه
قرب الطاولة الصغيره اليها ليرفع رجلها عليها تحت نظرت يارا التي استكشفت امر حبهم بسهوله و ورد الخجوله و وضع علبه المياه المثلجه عليها
ثم اتجه الي ذراعها ليبدأ يضمدها بهدؤ وضع المطهر لتمسك ورد بوجع كفه تضغط عليه
لا يعرف كيف قبض على كفها بين راحتيه ولكن اكمل عمله بيد واحده والاخرى كما هي تحتضن كفها
انتهى ليضع اللاصق على القطن والشاش اللذان زينا عضدها ومرفقها
اردفت يارا شاكرة بابتسامه
-شكرا يا ادم بجد تعبناك معانا
– لا مفيش تعب ولا حاجه اهم حاجه الانسه تكون بخير
اسندتها يارا ليتجهو الي السيارة وضعتها يارا ف الكرسي بجانب المقعد وركبت هي بالجانب الاخر
انطلقت يارا لتردف بضحك
– اتشالتي يا لوزة شالك
– بس بقا انا مكسوفة خالص
– ياختي حلوة والله الواد ده بيحبك
– ممكن!
-بس مز وزي العسل
– بس بنت عيب
ما إن وصلو الي الع¤له حتى هبطت ورد وهي ممسكه بيد يارا
دلفو الي الع¤له معا لتقابل والدتها “فريده” امامها سالتها بلهفه
– مالك يا قلبي ايه اللي حصلك!
– مفيش يا مامي الحمد لله
– في ايه!!
قالها الاخ الاكبر لورد وهو يهبط من على الدرج تقدم وهو يتفحصها بخوف
-ايه اللي حصلك؟
– في ايه يا ابيه متقلقش انا كويسه
– ايه اللي حصلها يا يارا
– مفيش بس عربيه كانت هتخبطها والحمد لله حصل خير
-عاجبك كده خدي بالك
ركض عمر اصغر اشقاء ورد يبلغ من العمر 10 سنوات إليها وهو يردف
-انتي كويسه يا ورد
-طب يا جماعه انا تعبت من الوقفه
قالتها ورد بتذمر ساندها شريف ليصعد بها الي الطابق العلوي اراحها على الفراش ثوان و وجدت والدها يدلف الي غرفتها بصحبة “مروان”
والدها :.
-انتي كويسه يا ورد
-والله يا جماعه انا كويسه حصل خير بس عايزة أنام
-حمد لله على سلامتك يا ورد ان شاء الله اللي يكرهك
– الله يسلمك يا مروان
– طب استأذن انا بقى
– استني ابيه ممكن تاخد يارا معاك توصلها
– يلا يا يارا
قالها شريف وهو يتجه الي الخارج بينما رمقت يارا ورد بعنف وتبعته
بعد ان خرج الجميع نهضت ورد من الفراش بألم ولكن تحاملت على نفسها لتتجه الي حقيبتها اخرجت منها الوردتين واتجهت الي الع¤از بقرب النافذه لقد تعمدت ان يصبح هذا الع¤از من ورد هذا المحل وضعت به الوردتين
تميزت الورده البيضاء على رفيقاتها الحمر كوجنه ورد تماما تنهدت ورد واتجهت الي الفراش وهي تعرج لتريح جسدها
…………………………………………..
استيقظت ف المساء عقب ان دلفت المربيه التي اعتنت بها برفقه أخيها عمر
– ورد تيته قالبه عليكي الدنيا وعايزة تجيلك
تمغطت على الفراش لتردف بنوم
– حاضر هروحلها اهو
اعتدلت على الفراش لترفع رجلها وتبدا بفك الضماد لاحظت التورم الخفيف لتردف بحنق
-والعرض بتاع اخر الاسبوع انا منحوسه
قالتها وهي تتذكر عرض الباليه الخاص بها فهي تهواه منذ نعومه أظافرها
اتجهت الي المرحاض لتجدد نشاطها بالمياة البارده
ثم اتجهت الي جدتها المقعده ف الغرفه التي بجانبها لا تخرج منهل مطلقا
– تيته الجميله الحلوة اللي قالبه الدنيا عليا
رفعت جدتها “هاجر” راسها لتنظر الي حفيدتها المفضله لتردف
– كنت قلقاني عليكي يا بنتي تعالي
– يا تيته ديه زي القطط بسبع أرواح
اردف بها عمر ضاحكا لتردف جدتها
– ولد عيب حد يقول كده على اختو!
تقدمت ورد لتجلس عند قدمي جدتها مردفه
– بس يا تيته انا زعلانه
-ليه يا قلب تيته
قالتها وهي تملس على خصلاتها بهدؤ لتردف بحنق
– العرض اتاجل 3 تيام تانيين
-معلش يا حبيبي الحمد لله عشان رجلك
– وكمان هيفوتني التدريبات
– عندك اوضة البيانو تحت انزلي اتدربي فيها
– يلا الحمد لله يا تيته
دلفت المربيه “اماني” وهي تردف
-يلا يا ورد يلا يا عمر الاكل اتحط
– اتغديتي يا تيته
– من بدري
-بالهنا عليكي يا قلبي هروح واجيلك تاني
هبط الاثنان ليشاركو اهلهم ف تناول الغداء فهم لا يلتقون الا على طاوله الطعام نادر ما تحدث جلسه عائليه ان حدثت بالاصل
ابتلع مراد معلقه الحساء ليردف بهدؤ
– فكرتي يا ورد
– في ايه يا بابا
– في موضوع جوازك من مروان
– تاني يا بابا انا قولتلك مش بحبو مش هتجوزو
– ورد! الجواز مش حب الحب بيجي بالعشرة
– يا بابا انت عايز تجوزهولي عشان الشغل!
-ورد اتكلمي مع باباكي حلو
قالتها فريده وهي تنهرها على اسلوبها الفظ
– يا ماما انا متكلمتش غلط انا مش عايزة اتجوز
نهض مراد من على الطاولة وهو يردف
– بصي يا ورد مش هتتجوزي غير مروان عشان تحطيها ف بالك
عقب ان القى حديثه ركضت ورد الي الاعلى ودموعها تتسابق ليردف شريف
-يا بابا ورد مش صغيره
– بس ده هيفيد الكل وبعدين مروان بيحبها انا خلاص قررت ورد هتتجوز مروان
دلفت الي غرفه جدتها لتحتضنها باكيه
– مالك يا ورد ايه اللي حصل
– بابا عايز يجوزني مروان يا تيته
– متقلقيش انا هكلمو
– بابا خلاص خد القرار يا تيته
– انتي بتحبي حد!
تعجبت ورد من جملة جدتها التي جائت على سهوه لتردف بخجل
– ايوة يا تيته
-وهو بيحبك
– لا لا يا تيته الموضوع مش زي مانتي فاكرة انا هحكيلك
اومات هاجر لتستمع الي أحاديث صغيرتها اردفت ف النهايه
– بس يا تيته هو شكلو جدع جدا
– والله يا ورد ممكن يكون زي ما يارا قالت بس لو جه اتقدم مستحيل اهلك يوافقو
– ايوة مهو ده اللي مدايقني
– معلش يا حبيبي كلو هيتحل
“بعد يومين”
غابت ورد عن الجامعه ليس لها طاقه لتذهب الي هناك او تقابل احد ف كل ما يشغل بالها زيجتها التي اتت فجاءة حتى هاتفتها يارا متحمسه
– انتي عارفه مين سال عليكي
– مين
قالتها بتملل لتردف يارا محمسه
– ادم
نهضت من على الفراش بصدمه وهي تردف
– سأل عليا قالك ايه هو فاكرني بتكلمي جد
– اهدي يا بنتي انا كنت جايه ادخل ندهني وقالي هي انسه ورد كويسه طب عامله ايه رجلها كويسه وكان باين انو قلقان
– انا هاجي الجامعه بكرة اقفلي عشان احضر لبس كويس
أغلقت ورد وبدات تقفز على الفراش بسعاده اتجهت الي خزانتها لتخرج العديد من الملابس وهي تختار اجملهم حتى انتهت وخلدت الي النوم
استيقظت ف السابعه صباحا لتركض الي جدتها فهي تصبح مستيقظه في هذا الوقت
– تيته تيته عايزة احكيلك
تفاجئت هاجر من هجوم حفيدتها ف الغرفه لتردف
– الناس تقول صباح الخير يا ورد
– صباح النور المهم اسمعي
– ايه اللي حصل
قصت ما حدث في المكالمه مع صديقتها لتردف جدتها
– والله شكلو بيحبك بس خدي بالم ليطلع بيحب فلوسك
– لا يا تيته متقلقيش ده راجل
– ربنا يسعدك يا حبيبتي
– انا هقوم الحق البس عشان اروح
اومات لها بالموافقه ركضت ورد الي الغرفه حتى انها غادرت دون فطورها
صفت سيارتها كالعاده امام المحل هبطت ارتاح قلبها عندما وجدت “سليم” ف الداخل دلفت وهي تردف
– عمو سليم
– اهلا اهلا ب ست البنات ازيك يا ورد عامله ايه
كان ادم يجلس أمامه ولكنه انتصب في جلسته وهو ينظر لها بحب
– انا الحمد لله
نقلت نظرها للذي لم تهبط عينيه عنها لتردف
– ازيك يا ادم
– انا تمام طول مانتي كويسه رجلك عامله ايه
– الحمدلله دلوقتي شكرا انك كنت بتسال عليا
اوما بابتسامه لتمد يدها في حقيبتها مردفه
– ديه دعوة للعرض بتاعي يا عمو سليم اوعي متجيش
تناول من بين يديها دعوة حضور الي حفل الباليه ليردف
– ايه ده بجد خلاص هتطلعي
– ايوة اخيرا
مدت دعوة ثانيه الي ادم وهي تردف بخجل
– اتفضل انت كمان لازم تيجي مع عمو سليم
التقطها بسعاده وهو يردف
– ان شاء الله
– عن اذنكم بقى عشان أتأخرت
– الورد بتاعك
– هاخدو قبل ما امشي
اوما لها بابتسامه بينما نكزة رب عمله بخبث ليضحك هو الاخر
انتهى اليوم الدراسي لتذهب ورد الي المحل كي تاخذ باقتها أردف سليم عقب ان راى العبوس على وجهها
– في ايه يا ورد زعلانه ليه!
– اصل في ماده ف الجامعه مش فهماها والامتحانات خلاص وانا اخر سنه والدكتور بتاعها غلس
– ماده ايه ديه
قالها ادم بسؤال املته ورد اسم الماده ليردف
– ديه سهله جدا
– وانت تعرف منين!
– اصل انا سبحان الله خريج نفس الجامعه اللي انتي فيها
– ايه ده بجد خريج سياحه وفنادق
اوما لها بالإيجاب لتردف
– ومشتغلتش ف فندق ليه!
– النصيب
– خلاص لو كده تدرسها الماده ديه يا ادم
قالها سليم بخبث مخفي في نظرات البراءة ليردف
– انا عادي المهم الانسه ورد
– لا قولي ورد انا مش بحب الالقاب وبعدين تمام انا موافقه
– خلاص شوفي امتى تحبي نبدا
– من بكره عشان هخليك تشرحلي الماده من اول ورقه في الكتاب
– تمام خلاص فين
– في الكافيه اللي على اول الشارع
– خلاص اتفقنا
– شكرا واسفه لو هتعبك معايا
– لا فداكي
عادت ورد الي المنزل لتقص كل ما حدث على جدتها واتجهت لتكمل دراستها في اليوم التالي انتظرت الي الساعه الخامسه حتى اتجهوا الي الكافيه معا ما ان جلسو حتى تقدم العامل متسائلا
-تحبو تشربو ايه
– قهوه وانتي يا ورد
– نسكافيه
اوما العامل بعد ان كتب الطلبات وغادر اخرجت ورد الكتاب وبدأ في الشرح
كانت المعلومات تثبت بغراء في رأسها لكونها تخرج منه
– كفايه انا تعبت
– خلاص نكمل بكرة
– لا بكرة العرض اوعى تكون نسيت هزعل لو مجيتش
قالتها بلهفه ليردف نافيا
– هحاول والله اجي
– هستناك
– ان شاء الله
في اليوم التالي تغيبت ورد عن الجامعه واتجهت الي المسرح حتى تستعد
كانت تدور في غرفه الملابس الخاصه بها ذهابا وايابا منتظرة رد صديقاتها حتى دلف الاثنان لتردف
دارين
– جميله يا رورو
– مرسي يا دوري
– مجاش يا ورد
أردفت بها يارا بحزن لتعبس ملامح وجهها مرة اخرى لتكمل يارا
– اهلك برة والكل برة مش باقي غيرو حتى عمو سليم بره
دلف المدرب في تلك اللحظه مردفا
– يلا يا ورد العرض هيبدا
تنهدت ورد واخذت الشرائط واتجهت الي المسرح
كانت تشعر بسعادة ناقصه لعدم حضوره بالاضافة الي توترها فهي اول مرة تقدم عرضا وتصبح بطلته
ارتفعت الستائر ليرتفع تصفيق المدعوين رفعت بصرها لتجده يدلف الي القاعه
ابتسمت بسعاده لتلوح بالشرائط ف الهواء بداية عن عرضها كانت تتراقص على خشبه المسرح بانسجام حتى انتهت لتميل جزعها العلوي تحيه للجمهور الذي اعجب بأدائها بشده

error: