رواية بائع الورد بقلمى رهف سيد // كاملة

الفصل الثالث….

وقفت تستقبل التهاني من عائلتها واصدقائها وتقسم ان صدرها يكاد ينشق من سرعه نبضات قلبها الفرحه اردف مروان بابتسامه
-مكنتش اعرف انك شاطرة كده
وضع والدها يده على كتفها بفخر وهو يردف
– بنت مراد لازم تبقى شاطرة ف اي حاجه
– صورت كل حاجه يا عمر
قالتها ورد بتساؤل لتريه الي جدتها
– ايوة متقلقيش
ابتسمت لتزيد ابتسامتها وهي تراه يتقدم بجانب سليم ابتعدت عن أحضان والدها واخترقت شريف و مروان لتسلم عليهم اردف سليم
– ايه الجمال والحلاوة ديه يا ورد
– بجد العرض كان حلو
– كلمه حلو قليله عليه ده كان رائع
قالها ادم بابتسامه وهو يناولها باقه الورد الذي تحبه احتضنت الباقه بصدر رحب وهي تردف
– مكنش في داعي تتعب نفسك حضورك كفايه
– لا ازاي انتي تستاهلي بستان ورد وتبقي انتي اميرتو
تقدم اهلها عقب ان لاحظو كلامها المتزايد مع هذان الغريبان لتردف
– بابا ده عمو سليم اللي بجيب منو الورد وده ادم بيشتغل معاه وكمان هو اللي بيشرحلي الماده اللي قولتلك عليها
مد مراد يده ليلتقطها آدم بترحاب بينما اكملت هي
– وده ابيه شريف اخويا الكبير ومامي وده عمر واخيرا مروان ابن عمي
– وخطيبها!
قالها مروان وهو ينظر اليها ويوزع نظراته بينها وبين ادم الذي سقط قلبه منكسر من هول الصدمه ترقرقت العبارات في عينه الذي حجبها بقوة كادت ان تردف موضحه ولكن قاطعها والدها وهو يردف
– بصي يا حبيبة بابا جبتلك ايه
اخرج من جيبه علبه مخمليه واعطاها اياه عجزت ان تحمل الباقه والعلبه معا ليردف مروان بخبث
– هاتي اشيلو لحد ما تخلصي
اومات ورد وهي تناوله باقه الورود لتفتح العلبه بينما نظر هو الي الورد وادم الذي يراقبه وبدا يقلب الباقه باستحقار والقاها على احد الكراسي باهمال
فتحت ورد العلبه لتجدها سلسال يتزين باسمها من الالماس باللون الفيروزي شهقت بفرح وهي تردف
– الله تسلم يا بابا بجد لبسهاني يلا
حمل مراد العقد ليزين حلقها مما زادها جمالا لتردف
– شكلو حلو؟!
– وانتي حلتيه زياده يا بنتي
قالها سليم بابتسامة ود لتردف الي آدم
– هنكمل الدرس بكرة
– اه ف الكافيه هستناكي
صمتت قليلا وهي تضيق عينيها لتردف بحماس
– لا بلاش الكافيه تعالا البيت عشان اركز اكتر ماشي بعد اذنك يا بابا
– خلاص منتظرينك بكرة
– ان شاء الله هاجي
قالها ادم بابتسامه محطمه وهو يرمق باقته الملقيه تقدمو قليلا ليخرجو من القاعه لكن أردفت ورد بصدمه
– بوكيه الورد فين
سالتها الي مروان بتلهف ليردف باهمال
– رميتها هناك على الكرسي
ضيقت عينها بحده لتردف بعصبيه
– هو الواحد ميعرفش يعتمد عليك ف حاجه ابدا حتى بوكيه الورد معرفش استأمنو معاك
قالتها امام ادم مما جعله يبتسم تلقائيا ركضت الي المقعد لتحمل باقه الورد وبدأت تعدلها اعادتها الي حضنها وتوجهت اليهم مرة أخرى نظرت الي مروان الذي يكاد ينفجر من تطاولها عليه أمام ذلك الغريب
– شفت خربتها ازاي
– بكرة اجبلك بدل الواحد اتنين خلاص متزوديهاش
– يابني انت قليل ذوق ديه هديه عارف يعني ايه
– خلاص يا ورد.
قالها شريف وهو يرمقها بحده لتردف
– حاضر يا ابيه
اكمل الجميع سيرهم الي الخارج لتردف ورد الي سليم وادم اللذان يقفان على الطريق لتردف
– استنو نوصلكو مفيش تاكسي دلوقتي
– خلاص يا بابا اتفضل انت وانا و ورد هنوصلهم
قالها شريف وهو يشير الي سيارتهم ليومئ له بينما اردف شريف بابتسامه
– اتفضلو
فتحت ورد باب السيارة الأمامي لتردف
– اتفضل يا عمو سليم
-لا لا يا بنتي اركبي انتي قدام
قبل ان ترد ركب ف الخلف بجانب آدم تنهدت وهي تركب بجانب اخاها كانت تنظر الي الخلف في كل حين وهي تراه شاردا في النافذة يبدو على مقاسمه الحزن
كل ما جال في بالها حزنه بسبب تعامل مروان الفظ ولحديثه الكاذب انه خطيبها
اوصلهم شريف الي مسكنهم ظلت ورد تنظر الي منطقه ادم بسعاده لقد كانت كالمناطق العشوائيه لا تختلف كثيرا
اعجبت بها بشده فهي اولى مراتها التي ترا منطقه كتلك
في اليوم التالي توجهت ورد الي المحل الاول تبسمت وهي تلقي التحيه لتقابل وجه ادم الجم
– صباح الخير
– صباح النور
استغربت من رده الجاف ونظرت الي الارض بحزن واردفت
– انا جايه اقولك اني بعد ما اخلص الجامعه هعدي عليك عشان اخدك ونروح البيت
– لا شكرا تقدري تسيبي العنوان وانا الساعه خمسه هبقى عندكم
اغمضت عينها كابحه دموعها وهي تراه يعاملها هكذا جلس على الكرسي الذي كان امام سليم وهو ينظر الي احد الكتب بينما اخرجت هي ورقه مدون عليها العنوان والقتها على الطاوله وغادرت دون ان تلقي التحيه حتى لا يظهر في نبرة صوتها البكاء ما ان خرجت حتى انفجرت شهقاتها متعاليه من حديثه الذي استولى عليه البرود بينما وبخه سليم
– ايه اللي انت عملتو ده!
– هي مخطوبه خلاص
– انت شفت في ايدها دبله لا يبقى اي كلام
-تتوقع زعلت!
قالها ادم بتساؤل ليردف بسخريه
– زعلت!! ديه تلاقيها مموته نفسها من العياط
كأن حديثه اصاب حقا لقد كانت تبكي بشده في كافتيرا الجامعه لتردف دارين
– خلاص يا ورد الناس هتتلم علينا
-متزعليش يا ورد
قالتها يارا بحنان وهي تضمها الي صدرها لتردف بشهقات متعاليه
– و والله كك كنت ه هقولو ا اني مش مش مخطوبه
– يا حبيبتي اهدي
ضمتها يارا أكثر وهي تمسح عبارتها لتردف دارين
– متزعليش نفسك عشان واحد ميستهلش يا قلبي خلاص يغور
مسحت ورد عبارتها وهي تردف
– انا هروح البيت
– طب والمحاضرات خلاص يا ورد الامتحانات قربت معلش
قالتها يارا وهي تحاول اقناعها لتردف بتعب
– لا لا مش قادره والله روحو انتي
– خلاص يا يارا احنا نحضر ونديلها المحاضرات
– خلاص لما توصلي اتصلي طمنينا عليكي
اومات ورد لتندفع الي سيارتها متجهه الي المنزل راقب سيارتها التي ساقتها مسرعه بحزن حمل الورقه المدون بها عنوان المنزل و اوقف احد سيارات الاجره وذهب هو الاخر خلفها
صفت السياره في موقفها الخاص واتجهت الي مدخل الفله لفت وجهها عندما سمعت صوت بوق السيارة تفاجات عندما وجدته يهبط من السياره ويتبعها نظرت له ورد باستغراب واردفت
– أنت جيت ورايا!
-ايوة عشان نذاكر
نظرت الي ساعتها واردفت
– لسه الساعه خمسه
– مهو انتي شكلك محضرتيش محاضرات انهرده ف هنقعد نذاكر محاضرات انهرده ونراجع اللي خدناه ونذاكر جديد و وانا اسف على معامله الصبح
-طب اتفضل
دلفت وتبعها وهو ينظر حولها بانبهار اردفت وهي تشير للغرفه
-اتفضل عقبال ما اخليهم يعملو حاجه نشربها
اوما لها بابتسامه ليتجه الي تلك الغرفه التي اشارت لها بينما ركضت هي الي المطبخ لتبلغهم
– داده اماني داده اسمعي
– ايه يا حبيبتي في ايه
– بصي معايا ضيف اغلى من اي ضيف جالنا عيزاكي تقدمي الحلو والحادق والسخن والساقع وكلوو
– طيب خلاص يا بنتي اهو هنطلعلو متقلقيش
– انا هروح البس وجهزو غدا حلو
– خلاص يا ورد والله متقلقيش
اومات ورد لتركض الي غرفه جدتها مبلغه ما حدث
– تيته تيته ادم تحت ادم تحت
انتفضت هاجر باستغراب مردفه
– اعوذو بالله في ايه يابنتي ادم مين
القت الحقيبه على الارض وهي تردف
– الولد اللي قولتلك عليه
– بيعمل ايه تحت
– انا عزمتو! بصي هروح البس وبعد ما يشرحلي هجيبو اعرفو عليكي سلام دلوقتي
ركضت الي غرفتها لتبدل ملابسها باخرى منزليه مريحه وايضا جماليه هبطت لتجد اماني تخرج من الغرفه اردفت متسائله
– حطيتيلو اللي قولتلك عليه
– متقلقيش
اتجهت ورد الي باب الغرفه ولكن قبل ان تدلف سمعت صوت آله البيانو تصدع ف الغرفه وقفت على اعتاب الغرفه وهي تسمع عزفه على تلك الاله
فتحت باب الغرفه بهدؤ لتجده يجلس على المقعد امام البيانو ويده تتحرك بعذوبيه على اصابع البيانو
تقدم عمر متسائل لتضع ورد يدها على فمها وهي تدحجه بنظرات ناريه حتى يصمت وبالفعل صمت وهو يستمع الي العزف الرائع وصل العزف الي غرفه جدتهم التي رقت دموعها لتشغيل تلك الاله الخاصه بزوجها فلا احد يعرف العزف ولكن هذا العزف لامس قلبها يشبه عزف زوجها للغايه نادت الخادمه لتنقلها الي الاسفل
– بس يا ست هانم انتي بقالك كتير منزلتيش تحت
– اسمعي الكلام يلا
اردفت اماني وهي تساعدها
– خدي الكرسي وانا هساعد هاجر هانم
لم تعرف ورد السيطره على جسدها لتتحرك وهي تفتعل بعض حركات الباليه ابتسم وهو يراها تتحرك على أنغامه مما زاد في تجميل الحانه كانت تدور حول نفسها وهي ترفع احد قدميها وتحرك كيفها لتتفاجا بجدتها تقف عند اعتاب الباب تستند بكفها على كتف عمر وتنظر لها بابتسامه توقفت ورد بسعاده
– تيته انتي نزلتي!!
قالتها وهي تركض إليها لتساندها بينما نهض آدم من على الكرسي باحترام
اجلستها ورد على الكرسي لتردف هاجر وهي تنظر له
– انت اللي كنت بتعزف!
اوما ادم باحترام لتردف
– طب ممكن تعزف تاني
-ايه يا تيته ده طب استني يشرحلي الاول
قالتها ورد بمزاح ليردف عمر بمزاح
– بس انتي فاشله اصلا هتسقطي
مطت ورد شفتيها بحزن لتردف بعناد كاسح
– والله لانجح بالعند فيك
– حاضر حضرتك بس اخلص مع ورد واعزفلك من هنا لاي وقت انتي عيزاه
قالها ادم بابتسامه لتردف هاجر وهي تشير للخارج
– انا هطلع الجنينه شوية تعالا معايا يا عمر عشان متزعجهمش
– حاضر يا تيته اهو
بعد ان غادرو اغلقت ورد باب الغرفه لتردف
– ديه جدتي وعمر اخويا معلش اصل جدو الله يرحمو كان بيعزف بيانو ومحدش من البيت بيعرف يعزف بيانو
– لا محصلش حاجه يلا عشان نبدا
بدا ادم في شرح الدروس التي فهمتها ورد من أول مرة
ما ان انتهت حتى اردفت بتساؤل
– خلصنا
– ايوة كفايه عليكي لحد كده عشان متتعبيش
– طب ممكن اسالك سؤال
-اتفضلي
– انت ليه عاملتني كده الصبح!
– بصي انا معرفش اللف والدوران بصي انا اتدايقت من مروان
– معلش انا عارفه اسلوب مروان اللي زي الزفت وكمان هو كدب ف حكايه خطيبي ديه هو مش خطيبي هو عايز يتجوزني وانا مش موافقه
قالتها بكل تلقائيه معبره عن ما حدث لنقاوتها
– خلاص حصل خير انا دلوقتي اسعد انسان ف العالم
– ليه يعني!
– بصي انا مش عايز اقولك دلوقتي بس ف الوقت المناسب شوفي دول شوية حاجات تحليهم زي واجب كده وبكرة تدهوملي
– تمام استني احل دلوقتي
– يلا مستنيكي اهو
بدات ورد في الاجابه عن اسالته توقفت عندما انتهت لتتنهد بقوة وهي تخطو بتوتر اخر عبارتها
ناولته الورق وركضت الي الخارج مردفه بتوتر
– انا انا هروح انادي تيته و عمر
اوما وهو يستغرب من طريقتها ولكن ما ان نظر الي الورق حتى استفهم ما بها لينفرج قلبه محلقا كالسجين الذي حكم عليه بالمؤبد وقد اطلق سراحه وهو يرا في نهايه الورقه كلمتها
( انا بحبك)

error: