نوفيلا نبض القلب لـ فاطمه احمد
الفصل الخامس : أصدقاء !!
_______________________
افاق من تفكيره على صوتها وهي تسأله بتعجب :
– آركااااان فيما أنت شارد ؟!!!
أمسك كتفيها فجأة و همس :
– نازلي انا احبـــــــك !!
شهقت بصوت مكتوم وفتحت عيناها بإتساع لتهمس :
– م….ماذا ؟!
لم يتكلم بل بقي يتطلع إليها فتابعت :
– مالذي تقوله آركان ؟
مط شفته بابتسامة ثم انفجر ضحكا وهو يبتعد عنها نظرت له بتعجب فهمهم من بين ضحكاته :
– ههههه انظري لنفسك كيف تبدين هههههه شكلك مضحك وانت مصدومة هكذا ههههه.
ضيقت نازلي عينيها و ضمت ذراعيها لصدرها لتقول :
– انت تمزح إذا…… بالمناسبة مزاحك ثقيل جدا.
توقف آركان عن الضحك و اقترب منها ليهمس بغمزة :
– كل كنت تريدين ان يكون كلامي حقيقيا ؟
– نعم.
هتفت بها وهي تنظر له بحب اختفت ابتسامة آركان وحدق بها في اندهاش لتضحك الأخرى قائلة :
– ههههه أرأيت كم هو سهل خداعك و انك لست الوحيد من تجيد المزاح هههههه.
حمحم آركان ثم عبث بشعره و تشدق ب :
– حسنا تعلمت هذا مني ف انت لا تجيدين المزاح أصلا ولا تعرفين طريقة العيش.
تفاجأت نازلي من كلامه و سألته باستغراب :
– طريقة العيش ؟ ماذا تقصد ؟؟
– ليس من الائق ان نقف عند بوابة الجامعة ونتحدث هيا لنذهب لمكان آخر.
قالها وهو يركب دراجته فتجهمت ملامحها و ترددت في القبول لكنه لم يدع لها الفرصة بل امسك يدها ضاحكا :
– نازلي لا تخافي أنا لن اخطفك ثم انا سآخذك الى مكان عام لا داعي للخوف.
نازلي بتوتر :
– لست خائفة لكن….. تنفست بعمق و استطردت :
– حسنا هيا.
ركبت خلفه و تركت بينهما مسافة ابتسم آركان و قال :
– بالمناسبة اذا أردت ان تموتي فأنصحك بالموت بعيدا عني.
نازلي بدهشة :
– ماذا ؟! ماقصدك ؟؟
أجابها وهو يضع الخوذة على رأسه و يعطيها خوذة أيضا :
– اقصد انك تجلسين على طرف المقعد و ستقعين هكذا….. ما رأيك ان تتمسكي بي هههههه.
وكزته في كتفه بغيظ ووضعت الخوذة على رأسها اقتربت منه قليلا ومدت يديها بتردد ، احاطت خصره من الخلف و هي تشعر بنار تشتعل في وجنتيها اتسعت ابتسامته اكثر خاصة بعد سماعه لصوت أنفاسها المتسارعة و تأكد من احراجها وهي مقتربة منه هكذا ، انطلق بالدراجة بسرعة فائقة وهي تتمسك مال للجانب قليلا فصرخت نازلي برعب :
– آركااااان سنقع لا تفعل هذا ارجوووك !!
قهقه آركان ثم نزع الخوذة لتبدأ خصلات شعره بالتطاير مع الهواء بقوة رفع يداه عاليا و صرخ :
– الحياة جميلة نازلي لا تعقيدها عزيزتي !!
صاحت بخوف وهي تردد :
– عااااا اللعنة عليك انظر أمامك أيها المجنون سنتعرض لحادث !!
ضحك و فتح عيناه و زاد في السرعة بعدما نزعت نازلي الخوذة أيضا و شعرها يتطاير بقوة بفعل الرياح رغم خوفها لكنها تشعر بشيء رائع لم تحس به من قبل وكأن قيود الحياة تفككت و أصبحت حرة طليقة تشعر وكأنها تعيش لأول مرة !!!
بعد مدة توقف فجأة فارتدت للأمام واصطدمت به شهقت و ابتعدت وهي تهتف بأنفاس لاهثة :
– يا الهي كاد قلبي يتوقف !!
آركان بغمزة :
– أراهن على أنك لم تركبي دراجة نارية من قبل صحيح ؟
ابتسمت وهي تهز رأسها بنعم مد آركان يده و تمتم :
– هيا ؟
نظرت ليده ثواني ثم أمسكت يده و بدآ يمشيان في الشارع و يمزحان حتى قال لها آركان وهو يشير الى مجموعة من الاطفال يقومون بحركات بهلوانية و حولهم جمهور غفير يصفقةن لهم :
– انظري مالذي هناك هيا لنذهب و نشاهدهم نازلي !!
أجابته بنفي و استنكار :
– بالطبع لا يا آركان ماذا لو رآني احدهم هنا سيقول ان ابنة الطبيب تقف و تلعب في الشوارع.
رفع احدى حاجبيه بتمعض واستنكار ولم يعلق تابعا سيرهما حتى قاطعه مجددا بسؤاله :
– هل تعلمين ماهي مشكلتك ؟
نظرت له نازلي ب اهتمام :
– ماذا تقصد أي مشكلة هذه ؟؟
توقف عن السير و قال لها :
– شخصيتك مملة و مصطنعة كثيرا انت تريدين اللعب و المرح لكنك تخافين على مظهرك ، أنا ايضا إبن أكبر رجل أعمال في البلاد لكن مع ذلك أفعل ما يحلو لي ولا أهتم بنظرات الناس.
نازلي بغيظ وهي تضع يديها حول خصرها :
– أنا لست مملة بالعكس أنا مرحة يا آركان !!
لم يعلق عليها و اكتفى بابتسامة سخرية فتابعت مؤكدة :
– كوني أهتم بمظهري هذا لا يعني انني مملة.
– أثبتي لي ذلك….. سأقوم ببعض التحديات و عليك ان تفوزي لتثبتي صحة كلامك !!
قالها بثقة لترد عليه بثقة مماثلة :
– موافقة.
_______________________
في إحدى المطاعم.
امسك يدها و تشدق بحماس :
– هيا لا ترفضي سنستمتع كثيرا يا فتون.
نظرت فتون ليده المحتضنة ليدها ثم سحبتها و قالت بخفوت و تردد :
– لكن أنا لست متعودة على اجواء السينما و ام اتعود على الخروج مساء بمفردي يا مراد.
مراد بعبوس :
– لكنك ستكونين معي وليس بمفردك ….. ألا تثقين بي ؟
أجابته باندفاع و سرعة :
– ليس هذا ما أقصده….. حسنا سآتي معك.
ابتسم بانشراح صدر و فجأة رن هاتفه وكان أنس فتح الخط بسرعة :
– نعم يا أنس.
– أهلا مراد هل انت مشغول الآن ؟
أجابه وهو ينظر لفتون :
– ليس تماما لكن لماذا تسأل ؟؟
أنس بضيق :
– تعال الى منزلنا بسرعة هناك اشياء متعلقة بالعمل.
زفر مراد و اجاب بمضض :
– سأكون عندك في غضون دقائق ، اغلق الخط و طالعها قائلا :
– أنا اعتذر علي الذهاب الآن.
فتون بقلق لم تحاول اخفاءه :
– هل هناك شيئ ؟
ابتسم مراد و غمغم وهو ينهض :
– لا شقيق آركان اتصل به و يحتاجني في بعض الأمور انا آسف لتركك لكنني مضطر ، سأذهب الان و آتي لأقلك من منزلك الساعة 8 مساء كوني جاهزة.
فتون بابتسامة :
– انا اتفهم الأمر و بالطبع سأكون جاهزة ، مع السلامة.
– مع السلامة.
هتف بها في استعجال وهو يخرج من المطعم ركب سيارته بضيق فهو من عزم فتون وليس من الائق ان يتركها بمفردها لكن الحمد لله انها لم تنزعج و تقبلت الوضع.
انطلق بسيارته و بعد دقائق وصل لفيلا أتان اوغلو ترجل من سيارته و دلف سمع صوت شجار يأتي من غرفة المكتب فقضب حاجباه باستغراب و طرق الباب ثم دخل ليجد أمجد يوبخ أنس و يقول :
– أين كنت أنت عندما ذهب ذلك الملعون ليرفع قضية ضدنا ؟!!!
أنس وعيناه في الأرض :
– أبي انا لم اتوقع انه سيقدم شكوى حقا كنت اظن ان…..
قاطعه أمجد بسخط جلي وهو يجلس على كرسيه :
– إخرس لا أريد سماع تفاهاتك.
حمحم مراد و قال :
– هل من الممكن ان اعلم مالذي يحدث هنا لماذا انت غاضب هكذا يا عمي ؟
أمجد بغضب :
– أحد المهندسين سقط من الطابق الاول اثناء بناء احدى العمارات و رفع شكوى ضدنا يتهمنا فيها بالاهمال و أيضا سوء الأدوات التي نعمل بها قدمنا له مبلغا من المال ليصمت لكنه رفض و قال بأنه لن يتخلى عن قراره.
اندهش مراد لكن تمالك نفسه وقال :
– هل لديه ما يثبت ذلك ؟
اجابه انس هذه المرة :
– نعم ذهب لإحدى المستشفيات و قدم له الطبيب تقريرا بحالته الصحية و لسوء الحظ كان العامل متضررا فعلا….. هذا التقرير سيقضي علينا لا محالة !!
أمجد بشرود و حقد :
– ذلك الدكتور جلال اوزغان هو من جهز التقرير باقي الأطباء رفضوا بطلب مني لكن لم أستطع شراء المدعو بجلال…. اللعنة عليه.
مط مراد شفته بضيق من تفكيره ألا يكفي ان عاملا سقط وتضرر وفوق كل هذا يمنعه حتى من أخذ حقه ….. تنحنح و تشدق بجدية :
– لا تقلق يا عمي لن يحدث شيئ سيئ سأعمل على تحسين الاوضاع اعدك.
هتف أمجد و كأنه تذكر شيئا :
– لحظة أليس الطبيب جلال اوزغان هو نفسه من التقينا به يوم حادث آركان ؟ اتذكر ان صديقة إبني هي نفسها ابنة الطبيب يمكننا الاستفادة من هذا !!
أنس و مراد بدهشة :
– كيف ؟
أمجد بتجاهل لسؤالهم :
– أين آركان الان انا اتصل به منذ ساعات لكنه لا يجيب متى سيتوقف عن التسكع في الشوارع هذا الطفل المتهور ؟!!
أخرج أنس هاتفه وهو يقول :
– سأحاول الاتصال به مجددا.
طلب رقمه لكنه كالعادة لا يجيب زفر بضيق و نظر لوالده :
– فصل الخط.
أمجد بعصبية غير مبررة :
– اذهب من وجهي يا أنس يا أنس لا أريد رؤيتك الان سحقا لك…. هيا إذهب !!
صرخ بآخر جملة فانتفض مراد بينما قبض انس على يده بقوة يحاول السيطرة على أعصابه ، تحرك و خرج من الغرفة وجد شمس و آسيا تقفان بقلق فصوت امجد كان يصل للجميع حدجهم أنس بنظرات غاضبة ثم صعد لغرفته في الأعلى وهو يلعن تحت انفاسه دخل ولم تمر ثواني حتى دخلت آسيا خلفه.
اقتربت منه متسائلة بقلق :
– أنس هل كل شيئ على ما يرام لماذا كان والدي يصرخ هكذا ؟!
اغمض عيناه و قال من بين اسنانه :
– لا شيئ…… اتركيني بمفردي لو سمحت.
آسيا بابتسامة حانية :
– هل سأترك زوجي في هذه الحالة و أذهب ؟ اقتربت منه ووضعت يدها على كتفه و تابعت :
– أخبرني يمكن ان أستطيع مساعدتك و ااا….
قاطعها بصوت عالي وهو يدفع يدها بفضاضة :
– كيف ستساعديني هااا أنت لا تعرفين شيئا سوى الطبخ و التنظيف و الكي و الترتيب لا تفقهين شيئا في الأعمال ثم ان مشاكلي لا تعنيكي لا تتدخلي فيما يخصني يا آسيا !!
انصدمت من كلامه و دمعت عيناها مما تسمعه تراجعت للخلف خطوة ثم استدارت و ركضت للخارج زفر أنس بغضب من نفسه لقد افرغ عصبيته و انفعاله في المسكينة التي كانت تريد مساعدته فقط.
_____________________
في مول كبير و تحديدا في محل خاص بالألعاب تقف نازلي مع آركان و هي تتأمل الألعاب بابتسامة و انبهار.
نظر لها آركان و قال :
– هل أعجبك المحل ؟
أجابته نازلي بسعادة :
– نعم كثيرا هناك ألعاب كثيرة هنا و كلها جميلة خاصة الدباديب…. لكن لماذا احضرتني إلى هنا ؟
– سأشرح لك لكن أولا إختاري ما أعجبك و خذيه.
اومأت وهي تلف عيناها حول المكان ثم ابتسمت و أخذت دبدوب كبير و تشدقت بطفولة و حماس :
– أعجبني هذا الدبدوب إنه رائع سأذهب و أدفع ثمنه.
كادت تذهب لكنه أمسك يدها بعبوس :
– بالمناسبة يستحيل أن أسمح لك بالدفع في وجودي أنا لست رجل كرسي….. المهم هذا لبس موضوعنا الآن.
وضعت يدها حول خصرها و ههمهمت بنبرة مضحكة :
– اذا ماهو موضوعنا سيد آركان ؟ و اكملت بمزاح :
– هل تخطط لأن نهرب من دون ان ندفع ههههه.
– تماما.
هتف بها في نبرة عابثة لتعتدل في وضعيتها و على وجهها علامات الدهشة :
– أنت تمزح صحيح ؟
نفى برأسه و اردف بابتسامة تحدي :
– أنت قلت بأنك شخصية مرحة و ليس العكس ووافقتي على تحدياتي و يجب عليك إثبات ذلك….. ببساطة سنأخذ الدبدوب و نهرب سيكون ممتعا جدا ان نجد الحراس يركضون خلفنا ههههه.
بلعت ريقها و كادت ترفض لكنها صمتت عندما قال آركان :
– أتحداك !!
اخذت نفسا عميقا ثم هزت رأسها و أجابت بتردد :
– حسنا موافقة هيا.
ابتسم و مد يده فأمسكتها و بيدها الأخرى تمسك الدبدوب تحركا بإتجاه المحاسب الذي كان بحانب الباب ، همس آركان بصوت لا يسمعه غيرها :
– عندما أعد لثلاثة اركضي بكل طاقتك مفهوم ؟
نازلي بهمس مماثل :
– حسنا.
حمحم و وقفا أمام المحاسب الذي قال ببرود :
– تفضلوا كيف أساعدكم.
لم تتكلم نازلي و نظرت له بابتسامة بلهاء فقال آركان :
– 1….2…..3 ، اركضي !!
شهقت و أمسكت يده ليبدآ بالركض خارج المول وبمجرد ان تجاوزوا الباب انكلقت أصوات الانذارات تعم المكان انتبه لهم المدير و الحراس الذين ركضوا خلفهم ايضا. صرخ الحارس وهو يركض :
– هيييي انتظروا اللعنة عليكم الى اين تذهبون توقفوا والإ سنبلغ الشرطة.
نظرت نازلي هلفها وجدت الجميع يلاحقهم ارتفعت ضحكاتها و زادت في سرعتها و آركان يضحك بقوة أيضا ليصبحا مجنونان يركضان في شوارع اسطنبول !!!
بعد دقائق طويلة توقفا في شارع منعزل بعض الشيئ انحنا للأمام يتنفسان بقوة و يقهقهان أيضا…… استندت نازلي على الحائط و هي تضع يدها على قلبها وتحتضن الدبدوب باليد الأخرى :
– هههههههه يا الهي ماهذا ههههه لا أصدق انني ركضت في الشارع و الاخرون يلحقون بي لم أجرب هذا الاحساس من قبل لكن صدقا كان رائعا للغاية !!!
ضحك آركان ثم اعتدل و نظر إليها ليغرق في بحر عينيها و يضيع في ضحكتها الساحرة ، اقترب منها ليقف أمامها مباشرة وهي لا تزال تضحك رفع يده بدون شعور و مسح على وجنتها فتوقفت عن الضحك و رفعت رأسها إليه….. انخفض آركان لمستواها وهو يهمس بصوت أجش :
– ذات العينين العشبيتين.
اغمضت عيناها بقوة غير متجاهلة لنبضات قلبها المتسارعة ليس بسبب الركض بل بسبب قربه و أنفاسهم الساخنة التي تلفح بشرتها شعرت بيده تلعب بخصلات شعرها ففتحت عينيها و همست بصوت متقطع :
– ا… آركان.
– هششش ، وضع يدها على فمها و لف ذراعه الفولاذية حول خصرها شهقت بصوت مكتوم و حاولت إبعاده لكنها لم تستطع احتدت عيناها و ضربت صدره بقبضتها الصغيرة لكنه دفعها للحائط اكثر و اكثر وهو يكتم صوتها و يحدق بعينيها.
مرت دقيقتان على هذه الحال حتى سمعت صوتا رجوليا رخيما يقول :
– ليسوا هنا لنذهب.
زفر آركان براحة و ابتعد عنها وقبل ان تتكلم تمتم وهو يلتف حوله :
– لقد ذهبوا لم يعد هناك خطر !!
عقدت نازلي حاجبيها بتعجب :
– عن من تتحدث ؟؟
آركان من بين اسنانه :
– على أبي…. بالطبع على اولئك الحراس لقد كانوا على وشك شعرة من رؤيتنا نختبأ هنا ثم ماهذا الذي كنت تفعلينه هل تعرفين انه لولا أنني كتمت صوتك و خبأتك كانوا سيجدونا و نتعرض لفضيحة كبيرة.
فتحت فمها بدهشة تحاول استيعاب الأمر اذا قربه منها لم يكن سوى محاولته للإختباء وهي من ظنت انه…. ماهذا الغباء.
ضربت جبينها بيدها وهي تلعن تفكيرها ايقضها من شرودها كلامه :
– نازلي لم يكن علي الاقتراب منك لهذا الحد لكن كان يجب أن افعل ذلك لكي لا يلاحظوا وجودنا اتمنى ان تتفهمي الموقف.
اخفضت رأسها وشعرت بتورد وجنتيها لتردف بخجل :
– احم لا بأس.
آركان بضحكة ليغير الموضوع :
– حسنا ما رأيك بالتجربة ؟
نازلي بحماس :
– ممتعة حقا كان هذا رااائعا !!!!
ابتسم ثم أخرج هاتفه و اجرى مكالمة ما وهو يغمغم بجدية :
– إذهب للمول التحاري في شارع ***** و ادفع ثمن لعبة أخذتها من هناك….. من دون اسئلة نفذ ماقلته حالا ! .
اغلق الخط وكاد يتكلم لكنه وجدها تطالعه بابتسامة استغراب لتتشدق ب :
– كم شخصية لديك يا إبن أتان اوغلو ؟
رد عليها آركان بغمزة :
– ستعرفين مع مرور الوقت…. أصدقاء ؟
قالها وهو يمد يده فابتسمت و صافحته قائلة بخفوت :
– أصدقاء.
شعر بالسعادة ثم سحبها خلفه وهو يلتف يمينا وشمالا فهمست له :
– لماذا كنا نركض بدلا من ركوب دراجتك ؟
– للركض متعة خاصة لا يعرفها الجميع عزيزتي.
نازلي بضحكة جميلة :
– نعم معك حق ، على ماذا تبحث ؟
رمقها بطرف عينه وهو يردد :
– عن سيارتي….. انها هناك هيا !!
تحركت معه نحو سيارته الرياضية التي كانت مركونة بجانب بعض الأشجار على طرف الطريق ركباها فسألته نازلي :
– متى تركت سيارتك هنا ؟
آركان بنصف ابتسامة :
– منذ يومين تقريبا….. انا لا أهوى قيادة السيارات بقدر حبي لقيادة الدراجات النارية لذلك لا أستعملها الا نادرا و اركنها في أي مكان يعجبني.
اشاحت نازلي وجهها وهي تحدث نفسها :
– هههه أقسم أنه مجنون تماما !! تنهدت و احتضنت الدبدوب بقوة فرمقها آركان بطرف عينه ثم ابتسم و شغل السيارة……
______________________
في المساء.
في منزل فتون.
كانت تقف أمام المرآة تجهز نفسها ارتدت بنطال جينز اسود و تيشرت أبيض و فوقها سترة باللون الأسود أيضا تركت شعرها الأحمر الناري منسدلا ووضعت بعض الكحل كانت متوترة للغاية فهذه اول مرة تخرج في هذا الوقت ومع شاب و بمفردهما أيضا خاصة مراد الذي تخجل منه لأنها تعلم بأنه يحبها وهي للآن لم تجب عليه سواء بالرفض او القبول.
رن هاتفها و كان مراد يخبرها بأنه امام باب منزلها أغلقت الخط و خرجت من غرفتها كانت والدتها تجهز العشاء و عندما رأتها سألتها باستغراب :
– فتون الى اين انت ذاهبة الآن ؟
فتون بارتباك وهي تشير للباب :
-ااااا امممم احم انا…. ها أنا ذاهبة مع صديقتي للسينما سنحضر فيلما جديدا.
سألتها بتعجب :
– مع من نازلي ؟
– أجل ماما.
ابتسمت أمها بحنان :
– لقد اشتقت لها كثيرا مر وقت طويل منذ ان رأيتها بلغيها سلامي و لا تتأخري.
ابتسمت فتون و قبلت وجنتها ثم هرعت للباب وهي تقول بصوت عال :
– حسنا ماما الودااااع لن أتأخر.
خرجت من الشقة لتجد سيارته مركونة بجانب الباب تماما ركبت و قالت بفزع :
– لماذا تقف هنا ماذا إن رآك أحد ؟
مراد باستغراب :
– مالذي سيحدث ؟؟
ضحكت فتون و قالت :
– مراد هذا الحي و سكانه ليسوا مثلكم اذا رأوك مع فتاة من حيهم لن يرحموك ههههه هيا لنذهب بسرعة.
ضحك و انطلق بسيارته و أخذا يتحدثان في مواضيع جانبية حتى وصلوا للسينما خرج مراد و فتح لها باب السيارة فابتسمت و امسكت يده ، دخلا و اشترا الفشار و العصائر و بمجرد ان التف وجد فتاة تحتضنه و تصرخ بسعادة :
– واااو مرااااد أنت هنا انا لا اصدق.
سعل مراد و نظر لفتون وجدها قد اشاحت نظرها فابتسم باصطناع و ابتعد عنها قائلا :
– هاندا لقد سررت برؤيتك مالذي تفعلينه هنا ؟
هاندا بدلال وهي تمسح على صدره :
– انا أيضا سعيدة برؤيتك لقد اشتقت إليك يا عزيزي مر وقت طويل منذ ان رأيتك انت و صديقك آركان أيضا.
عضت فتون على شفتها بحنق ثم ازاحت عينيها عنهم وهي تحاول تهدئة نفسها خاصة بعد اقتراب المدعوة ب هاندا من مراد حتى التصقت به سحقا ماهذه الجرأة !!
لاحظت هاندا وجود فتون فسألته وهي ترمقها باستخفاف :
– من هذه ؟ حبيبتك الجديدة ؟
امسك مراد يد فتون و هتف بهيام :
– لا…. انها فتون خطيبتي و زوجتي المستقبلية.
فتحت عيناها بصدمة و نظرت له في حين تشدقت هاندا بغيظ :
– اممم مبارك لكما…. عن اذنك انا ذاهبة الآن.
ذهبت وكادت فتون تتكلم لكن سبقها مراد بقوله :
– سيبدأ الفيلم بعد دقيقتين هيا.
لم تعلق بل اكتفت بهز رأسها ف أمسك يدها و مشى معها وهي تنظر له من حين لآخر و كلما تتذكر تلك الفتاة وكيف كانت تقترب منه تجتاحها مشاعر عديدة….. ومنها مشاعر الغيرة !!!
______________________
في فيلا أتان اوغلو.
دلف آركان وصعد لغرفته استحم و ارتدى ملابس بيتية و استلقى على سريره بعدما عقم الجروح التي اصيب بها عندما كان يتشاجر مع يوسف و اصدقائه….. دق الباب فجأة ثم دخلت آسيا وهي تقول بخفوت :
– آركان أمي تناديك للعشاء.
تثاءب بنعاس هاتفا :
– لست جائعا.
– حسنا.
استغرب آركان من ردها فهي من عادتها ان تغيظه و تجبره على النزول معها لكن هذه المرة لم تفعل هذا بل وتتكلم بجفاء أيضا…. رفع رأسه لها وجد وجهها شاحبا وحزينا فناداها قبل أن تخرج :
– آسيا انتظري !!
رمقته بعبوس و تمتمت :
– ماذا ؟؟
ابتسم آركان ونهض اقترب منها و سحبها لتجلس بجانبه ليسألها :
– مابك لماذا انت منزعجة ؟
حاولت اخفاء حزنها و غضبها فقالت بضحكة :
– مالذي تقوله أنا بخير !!
آركان :
– آسيا انا اعرفك جيدا لا تنسي انه قبل ان تكوني زوجة أخي أنت صديقة طفولتي و مثل أختي أيضا و اعلم متى تكونين بخير و عندما تكونين حزينة هيا أخبريني ماذا حدث هل تشاجرت مع أخي ؟
تنهدت باستسلام و أخبرته ماحدث باختصار عن مشاجرتها مع أنس و وصفها بأنها لا تصلح سوى للطبخ و التنظيف ولن تستطيع مساعدته في شيء يخص عمله و عندما انتهت همست بنبرة متحشرجة :
– قال لي بكل بساطة بأنني لا انفع لشيء و نسي أنني تحملت من اجله الكثير تحملت معاملة أباه و أيضا تدخله في خصوصياتنا و في سفرنا حتى حملي الذي تأخر وليس لي علاقة به يلومني عليه و….
صمتت عندما أدركت انها تتحدث عن والده بالسوء فقالت بسرعة :
– انا اسفة لم اقصد ان ااا…
قاطعها آركان بضحكة خفيفة :
– ههههه لا بأس فأنا اعلم مايحدث و ايضا تصرفات والدي…… المهم الان يجب انت تجعلي أخي يندم على كلامه فليس هناك مبرى لأي شخص بأن يلوم زوجته و يصب غضبه عليها خاصة انك عزيزة علي كثيرا يجب ان يدرك قيمتك فعلا.
آسيا بانتباه :
– و كيف هذا ؟؟
ابتسم آركان و نظر للفراغ بتفكير :
– ان تغيري دور الزوجة العاقلة التي تقوم بجميع مسؤولياتها الى فتاة لا يهمها سوى نفسها.