نوفيلا نبض القلب لـ فاطمه احمد
الفصل الرابع : مشاعر متداخلة !!
______________________
بمجرد رؤية يوسف ل آركان وهو يقف بغروره المعتاد لكن وجهه هذه المرة تكسوه ملامح الانفعال و العصبية برغم نبرة صوته الهادئة تراجع خطوة للخلف وهو يسأله بترقب :
– مالذي تقصده بكلامك ؟ ولماذا انت هنا ؟
ابتسم آركان بسخرية حادة و تشدق ب :
– بالنسبة لكلامي فأنا اقصد ان حياتك ستنتهي اليوم…. اما بالنسبة لوجودي هنا بالطبع انا جئت لألقنك درسا لن تنساه و لنرى ان كنت ستنجوا مني ام أنك لا تعرف سوى التخفي و الطعن في الظهر ؟؟
ضحك يوسف و قال وهو يقترب منه :
– اممم هذا يعني انك علمت انني الدراج المقنع الذي قام بدهسك جيد يا ابن أتان اوغلو لم تخيب ظني…. على كل هذا كان درس صغير لك لتتجنب التلاعب معي والان اذهب لا تحاول ان تكون شجاعا ايتها الصغير المدلل و لا تلعب بمسدس الأطفال ههههههه.
ارتفعت ضحكات اصدقائه و فجأة ساد الصمت عندما ترنح يوسف و سقط على الارض أثر اللكمة العنيفة التي تلقاها من قبضة آركان وضع المسدس جانبا و مرر اصبعه على ذقنه مبتسما بشر و توعد :
– حذرتك من التذاكي علي و التعرض لي من قبل لكنك لم تستمع لكلامي فلتجرب عقاب المدلل اذا…. انهى كلامه وهو يركله بعنف في بطنه صرخ يوسف بتألم في نفس الوقت الذي هرع الشباب ليضربوا آركان تقدم الاول منه و رفع يده ليلكمه لكن آركان امسك ذراعه بأكملها ولواها دفعه على الحائط بقوة فأطلق الاخر صيحة متوجعة وهو يمسك رأسه المصاب…. تقدم منه الاخر رافعا السكين توقف آركان عن الضرب فقال الشاب بانتصار :
– توقف وإلا ستندم.
ضحك بخفة وفي مجرد ثواني كان السكين في يده مرر على ذراع الشاب بسرعة ليصرخ الأخير وهو يرى الدماء على ذراعه !!!
بقي شابان فقط ركضوا نحوه ليمسكوه لكن بدلا من ذلك امسك آركان بهم و صدم رأس الأول في رأس الثاني ثم دفعهم على الارض و انهال على الجميع باللكمات و الركلات و يوسف ينظر له بفزع….. ابتعد عنهم وهو يتنفس بقوة ليزمجر بشراسة :
– من يريد العيش فليخرج من هنا و إياكم أن أرى أحدا مجددا !!!
نهض أصدقاء يوسف بصعوبة وركضوا للخارج بدون نقاش تاركين اياه مع آركان بمفرده ابتسم بطلنا بخبث و في رمشة عين كان يقبض عليه من ياقة قميصه و يسحبه لينهض دفعه على الحائط و لكمه صارخا بنبرة مميتة :
– لقد حذرتك أكثر من مرة نصحتك بعدم العبث معي لكنك لم تسمع !!
يوسف وهو يلكمه أيضا :
– و انا حذرتك من التلاعب معي لست نادما على جعلك تبكي كالنساء !
جز على اسنانه بغل و انهال عليه بالضرب وهو يصيح بحدة :
– انت ايها ***** من تهاجم من الخلف و تعود لتبكي كالنساء أيها الجبان لن أتركك حيا أيها الحقير.
سقط يوسف على الارض بعدما خارت قواه نظر بطرف عينه لمسدس آركان الذي وضعه جانبا قبل ان يبدأ الشجار… ابتسم بمكر ثم رفع رأسه ل آركان بخوف مصطنع :
– أنا اعتذر أرجوك سامحني لن اكررها ثانية اقسم لك !!
ضيق الاخر عيناه الحمراء بشكل مخيف و عبث بشعره ثم تراجع للخلف وهو يغمغم :
– لن أصفح عنك اذا حاولت اغتيالي ثانية !!
إستدار و أولاه ظهره في نفس اللحظة التي مد فيها يوسف يده الى المسدس ليقف سريعا و يضرب رأس آركان من الخلف صاح بصوت مكتوم و إستدار اليه وعيناه تشعان شررا ، رمقه بحدة وهمس بنبرة مخيفة :
– لن تتغير…..ستظل تهاجم من الخلف طيلة حياتك !!
يوسف وهو يشير للمسدس في يده :
– مالذي اعتقدته ؟ أنني سأخاف و ألوذ بالفرار ؟ او أنني سأسمح لك بإيذاءي لا تنسى مع من تتعامل يا آركان أخبرتك ان تذهب و أنك مجرد صغير مدلل لن يستطيع القتال لكنك صممت على لعب دور البطل الشجاع ههههه والآن استعد لتموت بسلاحك يا صغيري.
بقي ينظر إليه بثبات وعيناه لم ترمشا قط ضغط يوسف على الزناد وهو يبتسم بحقارة لكن فجأة تلاشت إبتسامته فلماذا لم تطلق الرصاصة ؟!!!
لم يدع له آركان فرصة للاندهاش رفع قدمه ليد يوسف وضربها بقوة فطار المسدس بعيدا عنهما لكمه ثم ركل بطنه وهو يضحك و يردد :
– مبارك عليك المقلب يا صغيري هذا المسدس مثلما قلت لعبة اطفال !!
نظر له يوسف بفزع حقيقي هذه المرة و بلع ريقه وهو يتوسله :
– س….سامحني…. أرجوك اعدك انني لن افعل شيئا كهذا مجددا بل لن تراني نهائيا أعدك لكن اصفح عني ارجوك !!
طالعه ببرود للحظات ثم مط شفته باشمئزاز وهو يبتعد :
– حسنا سأكون أفضل منك بالرغم من أنني لا أسامح عادة لكن سأصفح عنك هذه المرة لا أريد تلطيخ يدي بدمك….. ؤفع اصبعه في وجهه محذرا :
– لكن أقسم لو رأيتك مجددا سيكون هذا آخر يوم في حياتك و بالنسبة لهذا المستودع اعتقد انه مستودع والدك صحيح و اذا احترق بما فيه ستصبحون متسولين و بالطبع انت لا تريد هذا أليس كذلك ؟!!
اومأ بسرعة فابتسم آركان وهو بنظر لحالته المزرية أخذ المسدس المزيف و هتف :
– الى الوداع اتمتى ان لا أرى وجهك مجددا.
يوسف بسرعة :
– لن تراني أقسم لك.
هز رأسه برضى ثم تحرك و غادر المستودع ركب دراجته النارية ووضع الخوذة عاى رأسه و انطلق بها بأقصى سرعة…..
______________________
في كلية الطب.
خرجت نازلي مع فتون بعد انتهاء المحاضرة وكانتا تتحدثان.
نازلي بضحكة استغراب :
– يعني ذلك الشاب يحبك منذ سنة كاملة و ظل يراقبك بصمت طيلة هذه المدة ؟! ههههه أشعر وكأنني اقرأ احدى الروايات.
وكزتها فتون في كتفها ضاحكة :
– ههههه دعك من الروايات عزيزتي و عيشي واقعك الحياة الواقعية ليست كالخيال.
مطت شفتها بعدم رضا من كلامها لكنها قالت :
– معك حق لكن ااا….
قاطع كلامها صوت احتكاك عجلات في الارض بعنف انتفضت بخضة و استدارت لتجد احدهم على دراجة نارية سوداء يرتدي كل شيء أسود البنطال و السترة الحلدية و الحذاء حتى الخوذة…. لم تأخذ وقتا للتعرف على هويته بل ابتسمت بعدم تصديق و قالت :
– آركان هذا أنت ؟!
نزع الخوذة لتظهر ابتسامته الساحرة عبث بشعره و تمتم :
– نازلي !!
ابتسمت أكثر ولم تجب بينما طالعتهما فتون باستغراب :
– من هذا يا نازلي ؟؟
اجابتها بعدما استعادت نفسها :
– هذا آركان…. احم الشاب الذي أخبرتك عنه.
شهقت فجأة عندما قفز آركان من الدراجة وهو يقول :
– حدثتها عني ؟؟ هذا يعني أنك وقعت في حبي !!
نظرت له باستغراب و استنكار :
– أخبرتها عن الشاب الذي تعرض لحادث و انا أسعفته و تأخرت عن المحاضرة ذلك اليوم و الدكتور أحرجني !!
كتم ضحكته ثم نظر لفتون و قال وهو يدقق في ملامحها :
– أعتقد أنني رأيتك من قبل …… لكن أين ؟
رفعت فتون حاجبيها بتعجب و قبل ان تتكلم سمعت صوتا رجوليا من الخلف يقول :
– آركان مالذي تفعله هنا ؟؟
استدار له ليجده مراد ابتسم و قد تذكر من تلك الفتاة :
– أهلا مراد لماذا أنت هنا.
فتون بدهشة :
– هل تعرفان بعضكما ؟؟
أجابها آركان بضحكة :
– نعم نحن اصدقاء طفولة.
مراد بابتسامة وهو يهمس بصوت لا يسمعه :
– مالذي فعلته بيوسف و اصدقاءه ؟
رد عليه ببرود :
– لم افعل شيئا سوى نصحهم و إرشاده تعلم أنني لا أحب العنف !!
ضحك بخفوت و نظر للفتاتان اللتان تنظران لهما باستغراب تحركت نازلي لتذهب لكن آركان اعترض طريقها :
– الى أين انت ذاهبة ؟
نازلي بتحذير وهي تلتفت يمينا وشمالا خوفا من انتباه احدهم لها :
– و ماشأنك ؟؟ هيا ابتعد عن طريقي وكف عن هذه التصرفات الطفولية.
هز مراد رأسه و أشار لفتون ب الذهاب معه ابتسمت الأخرى و تشدقت ب :
– نازلي عزيزتي انا ذاهبة الان الى الوداع أراك غدا.
هزت نازلي رأسها نفيا وكادت تمنعها لكن آركان سد عليها الطريق بجسده الطويل الضخم زمت شفتها بحنق و همست :
– مالذي تريده ؟!!
– لماذا لم تسألي عني طوال هذه الأسابيع ألا أعني لك شيئا ؟
اغمضت عيناها تتنفس بقوة ثم فتحتهما و أجابت بنبرة هادئة :
– اعتقد انك كنت بصحة جيدة ثم انا سأسأل عنك بصفتي من ؟
بابتسامة بسيطة رد عليها آركان :
– صديقتي ؟
ابتسمت رغما عنها و سألته :
– ومن قال أنني صديقتك ؟
– أنا !!
هتف بها في تلاعب لترفع احدى حاجبيها بدهاء :
– انت تتذاكى علي أليس كذلك ؟
همس بنبرة مضحكة بعض الشيء :
– نعم…. ما رأيك ؟
و لثاني مرة تضحك من تصرفاته حسنا هي سعيدة لأنها تراه واقفا على قدميه و بصحة جيدة لا تعلم ما هذا الاحساس الذي غمرها بمجرد رؤيته لكن فسرت ذلك بأنه تعود….. مع انها لم تتعامل معه سوى مؤة واحدة او مرتان و من ذلك الوقت لن تراه لحد الآن !
افاقت من شرودها على طرقعة اصابع آركان امام وجهها نظرت إليه فقال بابتسامة :
– مابك…. هل تفكرين بي ؟
نازلي :
– ولما سأفكر بك ؟
ضحك و غمغم وهو يطالع عيناها المشابهة للون العشب :
– ربما لأنك ااا….
قاطعته نازلي وهي تحرك يدها في الهواء :
– حسنا لا أريد تفسيرا غريبا اخترعته هيا قل لي لماذا أتيت الى هنا هل هناك شخص تود مقابلته ؟
– نعم فتاة التقيت بها البارحة و أصرت علي لأراها هنا فهي طالبة في هذه الجامعة ايضا.
ضيقت عيناها و عضت على شفتها بحنق انتقل نظر آركان لموضعهما و بلع ريقه بصعوبة خاصة عندما بدأت تحركهما وهي تتكلم بخنق :
– و بما أنك على موعد بإحداهن لماذا تقف معي الآن ؟ هيا اغرب عن وجهي.
تحركت و تجاوزته لكنه جذبها من ذراعها وهو يضحك بعلو صوته و يردد :
– هههههههه تعالي الى هنا أنا امزح لماذا كل هذا الغضب صغيرتي ؟
– لست صغيرة !!
قالتها بغضب ليتشدق آركان باستفزاز :
– ألم تلاحظي فرق العمر بيننا و ايضا فرق اجسادنا أيتها الصغيرة انا استطيع سحقك بإصبعي الصغير.
لم تتكلم بل حركت عيناها لتتأمله فهو حقا أطول منها بكثير و ايضا جسده ممشوق و ضخم باعتباره رياضي يمارس جميع انواع الرياضات و أجمل مايميزه هي تلك العروق النافرة من عنقه و ذراعيه مع انه هادئ فكيف ستصبح تلك العروق ان غضب….. لا من المستحيل ان تكون شخصية مرحة كهذه تغضب هي لا تستطيع تخيله عصبيا او ماشابه ربما لأنها كلما تراه تراه يبتسم و يضحك……ارتفعت بعينيها لوجهه ذقنه الخفيفة و انفه الحاد الملائم لوجهه و بشرته الخمرية و ابتسامته التي تزيده وسامة و عيناه الحاد و حاجباه الأكثر حدة بالاضافة لكثافة شعره ونعومته.
أيضا آركان كان يتأملها ابتداء من عينيها باللون الاخضر الداكن و شعرها البني الحريري الطويل و بشرتها البيضاء كالحليب و انفها الصغير المدبب و شفتاها الورديتان لون يجذبك لإلتهامها…. نزل بعينيه لجسدها ليس ممشوقا للغاية و ايضا ليس ممتلئا وهذا يعود لقصر قامتها لكن شكلها رائع و مثالي و اجمل مافيها هي ضحكتها التي تسحره و روحها الجميلة سحقا لقد بدأت مشاعره تسلك طريقا لطالما حاول الابتعاد عنه.
افاق من تفكيره على صوتها وهي تسأله بتعجب :
– آركااااان فيما أنت شارد ؟!!!
أمسك كتفيها فجأة و همس :
– نازلي انا احبـــــــك !!