نوفيلا عشقت حاكم للكاتبة ايمان عبد الحفيظ
الفصل االخير
**
“يال.. هتمشى من هنا على طول.. هتالقى فى وشك باب صغير حديد..
هتالقيه مفتوح تخرجى من هنا.. و تمشى من البلد كلها”..
آيات بنبره هامسه و قلق
“بس فى حاجات فى بيت ابويا.. الزم اجيبها”..
نجاح بتأفف و غيظ
“ماشى.. روحى.. يال”..
أسرعت آيات لتنفذ ما طلبته منها تلك السيده العقربة.. و اخيرا وصلت إلى
منزل والدها.. دخلته مبتسمه بفرحه عارمه.. شعرت بيدين تحاوط خصرها
بنعومه ..أنفاس تلفح بشرتها الناعمه عند رقبتها من الخلف..
ابتسمت بنعومه و عشق
“ما صدقت خلصت من القرف ده.. وحشتنى” ..
هتف الشخص بابتسامة عاشقه
“و انتى كمان.. وحشاني اوووى”..
آيات بابتسامة غيظ
“أمسك التسجيل اهو.. عارف لو رفعت ايدك عليا تانى هعمل ايييه.. هطلع
عيونك فى أيدى “..
فارس بضحك شديد
“احنا هنكدب.. ده مكنش قلم و كان خفيف اصال.. و بعدين شعرك لما شديته
شدته بالراحه.. و بالنسبة الحزام.. السرير المسكين هو اللى خد كل
الضرب”…
آيات بغيظ
“انا مليش دعوه.. انا عايز حق القلم ده” ..
اقترب منها و هى يرقص حاجبيه بخبث شديد و هى تعود للخلف بقلق..حتى
تعثرت قدمها و كادت تسقط على األرض.. لوال انه امسكها من خصرها..
يقربها له بشده.. حتى أصبح جسدها مالصق لجسده بطريقه جعلت نار
الخجل تشتعل بوجنتها..
هتفت آيات بقلق و توتر
“ايييه.. عايز اييه..”
فارس بابتسامه خبيثه
” عايز ارجعلك حق القلم .. ”
ثم اقترب بوجهها منه .. ليطبع عده قبالت متتاليه متفرقه على وجنتها
اليمنى … لم يترك أنش واحد لم يقبله .. انفرجت شفتيها لتستطيع أن تأخذ
انفاسها التى اصبحت الهثه .. بينما هو ابتعد عنها قليال ليسند جبهته
” عادى بستهبل عليك..”
فارس بابتسامة خبيثه
” طيب و هللا لوريكى..”
قالها و هو يجذبها إليه… لينقض عليها يتالعب بأطراف أصابعه على
معدتها ليجعل ضحكتها تخرج مجلجله للمنزل.. كضحكات طفلة عرفت
معنى الحياة.. بل طفله تشعر بالسعاده و الحرية.. توقف للحظه يحدق بها..
بجمالها و عيونها الفيروزية الالمعه.. ضحكتها التى تجعل قلبه يقرع
كحفالت الطبول..
آيات بابتسامة متعجبه
” اييييه؟؟.. مالك؟!..”
فارس بنبرة عاشقه هائمه بها
” انتى ازاى كده.. ازاى ممكن تكونى حلوه بالشكل ده.. ليا حق احبك من
اول مره اشوفك فيها.. و احلم بيكى كمان..”
آيات بابتسامة فرحه
” حلمت بيا!!.. امتى؟!..”
فارس بابتسامة ضاحكه
” مش هقولك .. انا اصال هقوم علشان باقى التمثيلية … اروح ازعق فيهم
انك هربتى .. ”
ايات بضحك شديد
” ال يا شيخ .. ماشى .. ”
ليجذبها مقبالّ قالها ثم هم بأن يقم من الفراش .. لكنه عاد مره اخرى …
اياها مره اخرى .. كأن شفتيها مغناطيس بمجرد رؤيته يجذبه اليه بكل
سهوله .. لكنه يعشق هذا االنجذاب .. و أكثر ما يسلب عقله .. يداها التى
تتسلل على صدره لتعبث بخصالت شعره الناعمه .. سوف تفقده صوابه
هذه الفيروزيه …
جففت خصالت شعرها المبتله بالمنشفه بهدوء … هى تبتسمب بنعومه و
عشق كلما تلوح بذاكرتها اى شيء عن ليله البارحه .. لقد كانت تشعر
بأنها تحلق فوق السحاب .. بل اكثر من ذلك سعاده ال متناهيه تغمرها …
سمعت صوت طرقات على الباب … فأرتدت اسدال الصاله الخاص بها
على عجله .. لتفتح الباب و هى فى حاله تعجب … ال يوجد من يعرف
انها هنا سوى فارس ؟.. من ذلك الذى يطرق الباب. .. لكم تتمنى ان يكن
لديها عين سحريه فى الباب لتعرف من الطارق ..
هتفت بترقب و قلق
” مين ؟.. ”
لم يأتيها اى رد .. فأسرعت لتمسك بهاتفها .. لتضعه فى قبضه يدها
لتضغط بقوه على زر اتصال الطوارئ .. لكن فتح باب المنزل بقوه .. بل
كسره احدهم .. اتسعت حدقتى عيونها و هى ترى ذلك المختل الذى يدعى
خالد يقتحم منزلها و عيونه ال تنبأ بخير ..
خالد بنبره سخرية
” ازيك يا آيات.. وحشاني..”
آيات بشجاعة مزيفه و عصبيه
” وحش لما يأكلك.. انت جاى هنا لييه.. عايز ايييه؟!..”
خالد بنبرة خبيثه
” انا جاى اخد حقى.. منك و من فارس..”
آيات بقلق و خوف
” روح لفارس انا مالى.. انا مليش دعوه بيه.. انا هطلق منه..”
خالد بضحكه ساخره
” آيات.. انتى مفكرانى عبيط.. ده انتى نايمه فى حضنه طول الليل.. ”
آيات بقلق و توتر
” ال ده كذب.. ”
خالد و هو يقترب منها بخطوات بطيئة جعلت قلبها ينتفض ذعرا
” طول الليل و انتوا هنا.. بالش كدب.. يا مدام آيات.. ”
آيات بخوف و فزع
” اخرج برررره و اال هصرخ و هلم عليك خلق ربنا كلهم..”
خالد بابتسامه سخرية و هو يقترب منها
” و ال يهمني.. صرخى زى ما انتى عايزه..”
آيات بقلق بالغ و خوف
” ابعد عنى.. لحسن و هللا هموتك.. ابعد عنى.. ”
التفت لتركض إلى غرفتها حتى تحتمى بها منه.. لكنه جذبها من خصالت
شعرها بقوة.. ليلقى بها على االريكة من خلفها… و ينقض عليها.. صفعها
عده صفعات متتالية و هى تصرخ بقوة..
آيات بصراخ و نبره عالية
” فاااااااااارس.. فااااااااااااااااااااااااارس.. ”
بعدها لم تشعر بشيىء سوى ابتعاده عنها.. حيث فتحت عيونها ببطء.. لتجد
فارس ينقض عليها.. يعطيه نصيبه من اللكمات القاسية التى دمرت وجهها..
ثم ألقاه على األرض ليضربه بقسوة بقدمه.. كانت هى تنظر له بتعب و
إرهاق..
همست بصوت خافض وصل إلى قلبه قبل أن يصل الى اذنه
” فارس.. كفاية..”
تركه ثم بصق بقوة عليه.. و هرع إليها.. يجذب رأسها لصدره.. يملس برقه
على وجنتها التى تظهر عليها آثار أصابعه.. وعد سيعلمه التربية على حق..
يجعله يندم على يوم والدته..
آيات بتعب و إرهاق
” انا عايزه اروح بيتك.. عايزه انام فى سريرك لو سمحت..”
هز رأسه بحنان بالغ لها.. ثم هبط بجسده ليحملها بخفه.. لتلف هى ذراعيه
حوله.. تدفن وجهها فى تجويف رقبته تحتمى به.. تحتمى به مما كان على
وشك الحدوث..
هتف فارس بغضب مكتوم
” تأخده.. و تعمل معاه الصح.. لوقت لما ارجع.. و تجهزلى ورق السفر
مفهوم يا عثمان.. ”
ظلت طوال الطريق تتالعب األفكار برأسها عما حدث.. ظل جسدها ينبض
بعنف بين يديه.. و هو يزيد من ضغط يده على جسده حتى تدرك أنه
معها… بجوارها يطمئنها… بل بدأ يهمس فى اذنها بكلمات بعتث بجسدها
الهدوء و الراحه.. بمجرد دخولهم المنزل…
هتفت عنان بفزع و خوف
” آيات.. اياااات.. مالها.. اييييه اللى عمل فيها كده..”
لم يرد أحدهم بل صعد بها إلى غرفتهم.. ليضعها على الفراش بهدوء… ثم
نزع عنها حجابها و اسدالها.. و طبع قبلة رقيقه على جبهتها بحنان.. ثم
جذب الغطاء على جسدها بحب.. ثم ترك الغرفة و خرج… ليجد الجميع
متجمعين فى بهو القصر.. فى انتظاره…
فارس بنبرة صراخ و حنق
” تاخد مراتك يا عمى و بررررره البيت.. كلكم بررر ه.. بررره بيتى..”
عصام بصراخ و غضب
” انت اتجننت.. بتطردنى..”
فارس بغضب و عصبيه
“اه بطردك.. لو كنت فاكر ان ليك حاجه هنا تبقى غلطان.. ده بيتى.. جدى
كتبلى البيت ده بأسمى من اول يوم دخلته.. و انا كل ده محترم نفسى و
شايلكم فوق راسى.. لكن توصل أن مراتك تحط دوا منع الحمل فى حاجات
مراتى.. و كمان ابنك يروح يحاول يعتدى عليها.. ال ابنك ده انت مش
هتشوف وشه تانى.. اطلعوا بره من غير مطرود… ”
التفت عصام إلى نجاح التى تقف خلفه كالكتكوت المبتل.. امسكها بغيظ و
حنق..
هتف بزهول و غضب
” انتى فعال عملتى كده؟؟.. ”
نجاح بتوتر و كذب
” ال.. البنت دى ضحكت عليه.. ده كذب.. ”
فارس بعصبيه و حنق
” هقطع لسان اى حد يقول عليها نص كلمه.. و بعدين ده اللى يثبت أنك
انتى اللى كذابة..”
اخرج من جيبه التسجيل الخاص بالمحادثه التى تمت بين آيات و نجاح… و
اتضح األمر االن انها مسرحيه من تأليف آيات و فارس… و نجحت و
مرت على الجميع..
التفت عصام ليصفعها على وجهها بقسوة و هتف بغيظ و غضب عارم
” انتى طاااااالق.. ”
ثم تركها و توجه إلى غرفته.. و نجاح وقعت على األرض بفعل الصفعه..
و ظلت تضرب على وجهها بعنف و ال تستوعب صدمه أن زوجها رمى
عليها الطالق بعد زواج دام ثالثون عاما… تركهم فارس و تحرك إلى
غرفته إلى حبيبته التى ترقد فى الغرفه بتعب و ألم…
فتح باب الغرغة ليجدها تجلس فى حاله تعب و إرهاق.. دموعها تتساقط
ببطء على وجنتها.. جسدها يرتعش كأنها تحارب ذكرياتها… دس نفسه
أسفل الغطاء بجوارها.. يجذبها لعناقه و هو يطبع عده قبالت متتالية على
جبهتها بحنان بالغ…
آيات بنبره حزن و بكاء
” الحمد هلل انك كنت قريب منى.. و إال كنت هضيع يا فارس.. انا كنت
هموت لو كان حصلى حاجه على ايده..”
فارس مقاطعا بحزم
” هششششش.. انسى.. انسى كل ده.. انت هنا معايا فى اوضتنا.. خالص..”
حاوطت خصره بقوة و هى تضع رأسها على صدره ليتسلل ال اذنها لحن
األمان المميز.. دقات قلبه التى تنبض بعنف أسفل اذنها..
آيات بنبره حزينه
” اوعدنى انك تفضل معايا.. ”
فارس بابتسامه حانية
” هفضل معاكى ألخر نفس فيا.. هفضل احبك آلخر دقيقة فى عمرى.. ”
ثم عانقها بقوة… لتغط فى نوم عميق بين منبع األمن و العشق بالنسبه لها..
غرقت فى عالم ليس به إال هو.. هو فقط..
صعد درجه السلم األخيرة.. ليصل إلى شقته.. و هو يتنهد بتعب و إرهاق..
اخرج مفتاح المنزل من جيبه.. ليفتح الباب.. ملقيا سلسله مفاتيحه على
الطاوله بجوار الباب.. و حقيبه أوراقه بجوارها… ثم ألقى بجسده على
االريكة بتعب.. و هو يحك ما بين أذنيه… لكنه سمع صوت حركه بغرفه
النوم.. رفع حاجبه باستغراب و تعجب.. بل سمع صوت فتح باب الغرفة..
لتخرج هى منها.. هل هذا حلم؟!.. كانت ترتدى فستان باللون األحمر
النارى الضيق الذى يلتصق بجسدها.. بحمالت رفيعه.. و فتحه صدر
واسعه.. كان يبرز كل تفاصيل الجسد ببذخ..
بالل بدهشه و زهول
” انتى هنا بجد و ال ده حلم من أحالم الوحده..”
ضحكت باستمتاع و حب و هى تقترب منه لتجلس على قدميه.. و هى
تتالعب بأزرار قميصه..
هتفت بابتسامه لعوب
” وحشتنى يا بالل..”
بالل بلوم و عتاب مزيف يزيل به توتره من افعالها
” لسه فاكره أن ليكى زوج مرمى هنا لوحده..”
عنان بابتسامه مهلكه ناعمه للغاية
” بحبك.. ”
بالل بتعجب و دهشه
” عنان..”
عنان بابتسامه ناعمه عاشقه
” بعشقك..”
بالل و هو يقترب لينقض على شفتيها كأنه ظمأ يرتوى من بحر ماء عذب
” ال تغور كل حاجه.. و بعدين نشوف حوار اللوم و العتاب ده.. ”
ابتسمت هى بنعومه و هى تعبث بخصالت شعره لتزيد من فوره جنونه…
ليحملها بنعومه بين ذراعيه..
هتفت بابتسامه شقيه
” رايح فين.. ”
بالل بابتسامه خبيثه
” عايز اجرب السرير اللى محدش لمس أمه من سنين.. ده انتى طلعتى
عين أمى.. ”
ثم ركض بها للغرفة .. و ضحكاتها تمأل المكان.. هى من أعادت له الحياة
برجوعها إليه.. الوحيده التى امتلكت قلبه.. و تزيل حزنه بكلمه واحده
منها.. حقا لقد كان غاضبا.. لكن حين فجأته بمجئها.. نسى كل الخالف..
لكن ال يمنع انه ينتظر تبرير لكل تلك المده…
بعد قليل
كانت تتالعب بأصابعها على صدره العارى.. و هى تبتسم بهدوء.. بينما هو
يطبع عده قبالت على خصالت شعرها..
قال بابتسامه هادئة
” افهم بقى.. ايييييه الرضا ده كله..”
عنان بابتسامه ناعمه
” وحشتنى ايييه المشكلة فيها..”
بالل بغيظ و ابتسامه بارده
” يا سالم.. حضرتك قعدى شهرين تفكرى.. و شهر تالت بعد حادثه آيات
علشان تدركى انى وحشتك..”
عنان و هى تقترب منه بخبث
” بالل يا حبيبي.. مكنش ينفع اسيب آيات فى الوقت ده.. و بعدين بالش
نفكر فى اللى فات بقى انسى و خليك معايا دلوقتى.. استنى انا عامله حته
دين مفاجأه تجنن.. ”
تركته و أسرعت إلى الحمام الملحق بالغرفه و هو ينظر بتعجب فى ظلها..
هذه المجنونه عادت بكل جموحها لتثير حياته.. معها حق كل الذى مضى ال
يهم.. مضى أكثر من نصف ساعه و ال تزال فى الحمام..
هتف بصوت عالى
” عنااان.. انتى بتعمل ايه جوا.. بتخترعى الذرة.. ”
عنان بابتسامه هادئة
” اصبر.. اتقل تاخد حاجه احلى..”
بالل بغيظ و سخرية
” اييييه هو اللى اتقل تاخد حاجه حلوه.. احنا هنشترى جاموسة.. خلصى..”
عنان بضحك
” يا بالل استنى.. خلينى اركز..”
بالل بغيظ
” تركز فى اييييه؟؟.. انتى بتعملى اييييه بالظبط.. ”
عنان بهدوء و ابتسامة
” خالص خلصت.. روح اقعد بقى على السرير.. و افتح الموبايل بتاعى
على األغنية الموجودة.. ”
بالل بتعجب و استغراب
” طيب.. لما نشوف..”
نفذ ما قالته له بالحرف الواحد.. ثم جلس على الفراش و هو ينظر إلى باب
الحمام بترقب… دقق النظر حين وجدها تخرج من الحمام… ترتدى فستان
باللون األسود الالمع.. نصفه العلوى يلتصق بجسدها بحمالت عريضة.. و
النصف السفلى من بعد خصرها يتسع بقماش الستان الالمع… كانت تضع
شعر مستعار ” بروكه” باللون األصفر قصير .. تضع احمر شفاه باللون
األحمر.. تحدد عيونها البنية بالكحل األسود.. كانت تشبه المغنية مارلين
مونرو.. كانت تتمايل بخفه على نغمات الموسيقى التى كانت على هاتفها ..
جعلت جسده يشتعل رغبه بها .. بل وقف يرقص بجوارها .. و هو يضع
اصبعه السبابه امام جبهته و يتمايل كرقص اهل الصعيد بالعصا … و هى
تضحك بخفه … حتى حاوط خصرها بتملك و ابتسامه عاشقه
هتف بابتسامه عاشقه
” انتى مجنونه يا عنان .. حد يعمل كده .. ”
عنان بابتسامه المعه
” ايييييه .. مارلين مونرو .. مش حلوه .. دى مزه كل العصور حتى .. ”
بالل بابتسامه هادئه
” انت احلى يا حلو انت .. ”
عنان بابتسامه خبيثه
” يعنى انا احلى منها ؟.. ”
بالل بابتسامه عاشقه
” ده انتى االغراء عن ابوه .. ”
انتشرت فى أرجاء الغرفة ضحكتها المجلجلة… و هى تعانقة بابتسامه
عاشقه …ابتسامة امل ترغب بأن تستمر الحياة على هذه الوتيرة.. ثم بعد
ذلك غط االثنان فى عالم األحالم الحالل.. عالم حلقت به قلوبهم فى السماء
الصافية..
كان يجلس على الحاسوب يعمل ببعض األوراق.. يرتدى نظارة طبيه ذات
إطار اسود اللون رفيعه.. و هى تتمشى خلفه بضيق.. تسير يمينا و يسارا
بتوتر و تضغط على أظافرها بحنق.. إنها يتجاهلها ربما ليس به عقله حتى
يأخذ بال لما هى تفعله.. وقفت مكانها تزفر بضيق ثم توجهت إلى الحمام و
هى تبتسم بخبث شديد.. و بعد نصف ساعه.. خرجت و هى ترتدى جلباب
باللون الفيروزى ذو فتحتين من الجانبين تصل إلى ما فوق الركبه.. و فتحه
صدر واسعه مثلثه.. و بكل فتحه توجد بها حلقات دائرية تصنع صوت
الخلخال ..كانت تسير و ذلك اللحن يتسلل إلى أذنه جعله يبتسم بهدوء.. لكن
تعمد تجاهلها هذه المره…
اقتربت هى منه و هى تتمايل بخطواتها.. تكاد تغوى القديسين.. مالت
بجسدها من خلفه لتقترب منه بشده.. حيث وضعت فمها عند أذنه.. تطبع
عده قبالت بطيئة متتالية.. جعلت يده الممسكه بالقلم ترتعش و يسقط القلم
أرضا.. و هى تبتسم ابتسامه مغرية ناعمه.. رفعت رأسها لتجعل مستوى
بصرها أمام شعره.. لتتالعب به بأطراف اصابعها بنعومه.. لتجعله يجذبها
لتجلس على قدمه و هو يرمقها بنظرات حانية…
هتف بابتسامه خبيثه
“فى حد هنا بيشاكس.. و بيعاكس”..
آيات بابتسامة ناعمه
“ما هو الحد ده زهق من الملل.. و انت وحشته اووى”..
فارس بابتسامه خبيثه
“وحشت مين؟”..!
آيات بابتسامة خبيثه
“الحد”..
فارس بضحك شديد
“و هللا”..
آيات بابتسامة ضاحكة
“اه و هللا.. وحشته بطريقه مش طبيعيه”..
فارس بنبره خبيثه و ابتسامه هادئة و هو يزيح خصالت شعرها البنيه خلف
اذنها
“امممم.. علشان كده الحد ده.. عايش فى دور حبيبي قرب بتاعه نانسى
عجرم”..
آيات بابتسامة ناعمه
“ااااه.. بالمناسبة عندى خبر كده”..
فارس و هو يقترب منها كالمغناطيس ليطبع عده قبالت متتالية متفرقه على
طول رقبتها البيضاء
“اممم”..
آيات بابتسامة ناعمه
“فى حد عايز يجى يزورنا” ..
فارس بتعجب و استغراب
“حد مين.؟”..!
آيات بنبره عاشقه
“حد هيجى يزورنا و هيفضل قاعد على قلبك طول العمر” ..
فارس بغيظ و تعجب
“انتى عندك قرايب و انا معرفش.. ضيف مين ده”..
آيات بابتسامة ضاحكه
“طاهر فارس طاهر الزناتى.. أو خديجة فارس طاهر الزناتى..،”
فارس بزهول و دهشه
“لحظه.. لحظة.. لحظه.. انتى حامل؟”.!!
اومأت برأسها بابتسامه عاشقه.. فاتسعت ابتسامته هو.. عانقها بقوة.. و هو
يهمس فى اذنها بكلمات عاشقه.. يخبرها كم يحبها يعشقها.. يذوب بها
كقطعه السكر فى كوب الشاى.. يذوب بها و بلمستها.. هى من اعطته الحياة
و العشق ..هى نعمه..
زوجتك نعمه و هديه من هللا لك.. بل هى اختبار لرحمتك و حبك ..هى
كالزجاج.. رفقا بالقوارير.. فحواء خلقت من ضلع آدم.. زوجتك خلقت من
جزء منك.. فال تحطمها.. عاملها كورده جميلة ناعمه ترويها بحبك و
باحترامك.
تمت بحمد الله
ايمان عبد الحفيظ