نوفيلا عشقت حاكم للكاتبة ايمان عبد الحفيظ

الفصل السادس


انتفض جسدها و هى تراه يقتحم الغرفة و مالمح القلق تظهر باديه على
وجهه الوسيم.. لقد رأت نظرة الخوف فى عيونه… فقد كان صدره يعلو و
ينخفض كدليل على سرعه نبضات قلبه.. لقد كان قلق عليها… ابتلعت ريقها
بخوف و هى تراه يضغط على قبضه يده بكل قوتة… انتفض قلبها فزعا..
كيف تتصرف معه؟..!
فارس بنبرة هادئة
“آيات… ممكن تمشي معايا على االوضة”..
آيات بقلق و تعجب
“لييييه”..
نظر لها بحنق و هو يرفع حاجبه بغيظ… جعلها تقف من مكانها فى اقل من
الثانيه و تتوجه معه إلى خارج غرفه عنان… تعود إلى غرفتهم معا… كانت
تسير بخطوات متعثرة ألنها تشعر بنظراته تخترق ظهرها… تشعر بها
تحرقها من الخلف.. لذلك شبكت أصابع يدها معا.. بدأت تحرك اصبعيها
اإلبهام معا فى حركه دائرية… األفكار تتضارب برأسها… و هى تفكر فيما
هى على وشك الحدوث ..
حينما اقترب كالهما من باب الغرفة… الحظت أن خطواته أصبحت أقرب
لها …اقتربت حتى شعرت بحرارة جسدها قربها… كادت أن تلتفت لتسأله
عن سبب اقترابه… لكنها وجدته بجوارها… وضع يده على كتفها.. يضمها
لصدره و هو يتحرك بها إلى غرفتهم… فنظرت هى له بقلق.. ال تعرف لما
فعل ذلك.. ال تعرفه كفايه لتتوقع أفعاله.. بمجرد أن دخلت الغرفه ..
هتفت بنبرة متوترة و خائفه
“انا اسفه.. انا عصبتك لما خرجت صح “..
كان على وشك أن ينفجر بها بسبب بركان الغضب و الخوف الذى ثار
بداخله.. لكن بمجرد رؤية لمحه الخوف بعيونها… و سماع نبره صوتها التى
تعتذر له بها ..نسى كل الغضب.. نسى ما الذى كان سيقوله ..!!
آيات بنبرة خائفة
“انا اسفه انى خرجت بره األوضه ” ..
ضغط على شفتيه السفلى بقوه… أفكاره تنحدر نحو أن يتجه لها..يجذبها
الحضانه.. لكن ال ال حتما هذا سوف يثير الخوف و الفزع بقلبها ..
آيات بترقب و نظرات بريئة
“انت متعصب لدرجه انك مش بترد عليا “..
فارس بنبرة هادئة
“بصى يا آيات… طبعا انتى عارفه الناس اللي هنا دول هيحاولوا يطردوكى
من هنا… ممكن يوصل لحاجات هللا اعلم بيها… عدى ايامك فى البيت ده
لغايه ما نطلع منه “…
آيات بخوف و فزع
“يعنى ممكن يعملوا اييييه؟” ..!
فارس بابتسامة هادئة
“مش هيعملوا حاجه و انتى معايا أو و انا جمبك ” ..
تركها ليتوجه إلى الفراش ليجلس عليه.. فاقتربت هى لتجلس بجواره.. كتم
ابتسامه كادت تفلت من شفتيها… ليس لدرجه االلتصاق به فى غرفه النوم …
كاد يضحك لوال انه سمع صوت طرقات على الباب.. توجه هو ليفتح الباب..
ليجد تلك التى تركها قبل دقائق
فارس بنبرة هادئة
“خير.. مش لسه كنا معاكى.. خير “..
عنان بابتسامة واسعه
“ال انا جايه اطمئن عليكم بس “..
فارس بابتسامة سمجه
“شاكرين أفضال الكونتسه عنان… يال من هنا”..
نظرت له بغيظ ثم هتفت بسخرية
“ال انا عايزه ابات مع آيات “..
فارس و هو يغلق الباب بوجهها
“يال يا ماما من هنا.. مش فاضينلك احنا.. مع السالمه “..
التفت لها ليجدها تبتسم بحنان لهم.. كم كانت جميلة ابتسامتها التى جعلت
وجهها يشرق كالشمس.. يضيء مثل القمر.. و عيونها الفيروزية الالمعة..
شعر بدموعها تتحرك بحدقتيها … عرف انها ربما تحن لوالدها و تشتاق
له …
ايات بحزن شديد و دمعه تتساقط من عيونها
” تعرف ان كان نفسى يكون عندى اخ .. بس ماتت و هى بتولدنى .. كلهم
سابونى لوحدى … مليش حد … ”
سار باتجاهها بخطوات هادئه و هى يتأملها بحزن … جلس بجوارها ..
جذب رأسها لصدره بحنان … ظل يربت عليها بحزن … و اليد االخرى
يضعها على كتفها … يحركها بانتظام على طول ذراعها ليجعلها تهدأ ..
لكنها بدال عن ذلك بدأت تهمهم بكلمات غير مفهومه .. بدات تقع فى هوس
النوم.. لكنه سمعها تهمهم بكلمه
” اوعى تسيبنى يا فارس .. ”
ثم سمع صوت انتظام انفاسها على صدره … انفاس كانت تحرقه …
تجبره ان يببقى هكذا حتى الصباح .. فحملها ليضعها على الفراش حتى
يغطا فى نوم عميق … هى بين احضانه تنعم بنوم هادئ … و هو يعانقها
كأمنية كانت فى ابعد احالمه قبل اسبوع ..


صباح اليوم التالى
استيقظ على حراره اشعه الشمس الدافئه الساقطه على وجهه … ظل
يرمش لعده دقائق … حاول أن يحرك جسده لكنه شعر بثقل عليه … وجد
ذراعها يحيط خصره … هو يمسك بيدها… فخرجت ابتسامه عاشقه من
شفتيه لها …كم هى جميلة و هى نائمه .. تضع يدها على خصره تعانقه ..
صوت انفاسها على رقبته من الخلف يدغدغه … يريد أن يعرف ما
المشكله اذا التفت لها و قبلها … لن يحدث شيء صحيح … شعر بها
تتحرك بخفه كأنها على وشك االستيقاظ … فتصنع النوم بهدوء و اخفى
ابتسامته …
تململت هى فى الفراش بضيق .. تحرك للخلف لكنها لم تستطع .. شيء
يقبض على كف يدها … نظرت بتعجب امامها و هى ترمش عده مرات ..
اتسعت حدقتى عيونها … و هى تدرك انها تنام بجوار فارس .. بل
وتحاوط خصره بذراعه .. و يده تمسك بيدها … استندت على ذراعها
االخر … لترتقع لمستوى جسده حتى تحدق به لترى اذا كان نائم ام ال؟..
رأته يغط فى نوم عميق و سمعت صوت انفاسه المنتظمه …فسحبت يدها
ببطء شديد … جلست على الفراش تضرب على وجهها بخفه ..
همست بصوت خجل و نبره متوتره
” يخربيت الكسفه .. حبكت تنامى هنا … ااااه يالهوووى .. هموت ..
اجرى منين طيب .. اقوم اجرى احسن .. يال .. ”
كان يستمع لكلماتها و هو يكاد ينفجر من الضحك .. لكنه سمع صوت
اقدامها المسرعه تجاه الباب ..
هتف بابتسامه هادئه
” تجرى من اييييه ؟… كان حد بيجرى وراكى فى الحلم وال حاجه ؟.. ”
وقفت مكانها و هى تمتم ببعض الدعاوى حتى تستطع ان تلتفت له ..
هتفت بابتسامه متوتره
” ال … هههه ال خالص .. انا بس كنت عايزه الحمام .. ”
فارس و هو يشير الى مكان الحمام بعكس باب الغرفه بابتسامه هادئه
” هنا .. مش هنا .. ”
أسرعت تركض للحمام حتى تهرب منه .. نظراته تجعلها خجوله ألبعد حد
.. لذلك هى تفضل الهروب .. استندت على باب الحمام و هى تضع يدها
على قلبها الذى ينبض بعنف … بأقل كلمه منه يسرع هذا القلب بنبضاته
داخل صدرها … ما الذى يحدث لها .. ال تنكر انه ظل يحتل تفكيرها من
بعد ما فعله بخالد … منذ اول مره التقته بها … كان وسيم جدا و أنيق
بحديثه … هل وقعت فى عشقه ؟…


ً
كانت تجوب الغرفة ذهابا … تفكر بقلق.. ما الذى يحدث معه.. لقد ً و إيابا
اتصلت به ما يفوق العشرون مره و لم يجب عليها.. هل حدث له مكروه؟..
أم أنه ال يزال غاضب لدرجه انه يتجنب الرد عليها… تنفست الصعداء و
هى تسمع لرنين هاتفها بنغمته الخاصه… أجابت بسرعه و لهفه كبيرة
“ايوووه يا بالل.. انت كويس؟!.. حصلك حاجه..”
بالل بنبره هادئة
” انا تحت فى مكتب فارس.. انزلى علشان نتكلم شوية..”
عنان بنبره تعجب و قلق
” ناااعم.. ده من امتى؟!..ما تطلع االوضة..”
بالل بنبره حازمة
” انزلى يا عنان..”
أغلق الهاتف بوجهها… أبعدت هى الهاتف عن أذنها و نظرت له بدهشه
كبيرة.. ما الذى يحدث مع بالل بالتحديد… توجهت بسرعه كبيرة لترتدى
إسدال الصاله.. لتهبط درجات السلم بسرعه كبيرة… فتحت باب المكتب..
حدقت به بغضب..
هتفت بنبره غضب و حزم
” انت اتجننت يا بالل.. بتقفل في وشى السكه..”
بالل بعصبيه و غيظ
” يعنى انتى عاجبك اللى بتعمليه..”
عنان بعصبيه و صراخ
” عملت اييييه؟!..”
بالل بغيظ و غضب
” يا سالم كام مره اقولك تعالى معايا بيتنا و انتى رافضة مش فاهم.. عايزه
فرح قولتلك هيبقى عندك احلى فرح انتى اللى مصممه تخلينى الف
وراكى.. محدش يقبل كده ابدا..”
عنان بحزن و نبره حرج
” يا بالل.. قدر موقفى.. انا كنت مضطره على كده.. ثم إن ده حقى..”
بالل بنبرة هادئة حازمة
” عنان دى حجج فارغه.. انت لو عايزه تكونى معايا من االول كنت هتبقى
فى بيتى من اول ما كتبنا الكتاب.. لكن انتى كل مره تطلعى بحجج فارغه…

عنان بنبره باكيه
” يا بالل… انا… ”
بحزم
ً
بالل مقاطعا
” بصى يا بنت الحالل… اللى عندى قولته.. و ده أخرى..”
ثم مد يده فى جيبه ليخرج نسخه مفتاح منزله من جيبه ليضعها أمامها على
الطاوله الصغيرة..
هتف بنبره هادئة
” عنان.. ده مفتاح بيتك اللى حاجتك موجوده فى من يوم كتب الكتاب..
البيت مفتوح ليكى يا زوجتى… و انا مش هاجى هنا تانى.. انا بقالى سنين
مدخلتش اوضه النوم النى حالف مش هدخلها من غيرك.. و هقولهالك
تانى.. بيتك مفتوح يا مدام بالل.. فى الوقت اللى تحبيه.. عن اذنك.. ”
كانت تستمع لكلماته التى تضربها بعمق و حزن فى قلبها و صدرها… كم
كان مؤلم أن تسمع انها لن تراه مره اخرى اال اذا ذهبت هى إليه… راقبت
خروجه من المكتب بحزن… ثم جلست على مقعدها مره اخرى… هى
تشعر بتعب و آلم لم يسبق لها أن شعرت بهم… لم تتخيل قط أن تستمع لهذه
الكلمات من بالل.. تتألم جدا النه تخلى عنها … لكنها يجب ان تجد حل
لتعيد االمور الى نصابها …قررت أن تتحرك الى غرفه اخيها .. لتلقى
بنفسها فى احضان ايات قليال … النها شعرت بارتياح كبير و هى تقص
عليها مشكلتها مع بالل … و االن تريد أخذ رأيها فى ما جد بينهما …
طرقت باب الغرفه ليفتح لها فارس و هو ينظر لها بتفحص .

فارس بنبرة هادئة
” ادخلى .. ”
دخلت الغرفه ثم القت بنفسها فى احضانه .. الشخص االول الذى يتفهم ما
هى به … فارس يعرف جيدا انها ال تريد االبتعاد عنهم … لكن بسبب التعلق
و العشق الذى بقلبها تريد الذهاب مع بالل … خرجت أيات من الحمام
الملحق بالغرفه … لتراهم فى هذا الوضع .. كانت ترتدى منامه قطنيه
باللون االحمر القانى تصل الى ركبتها .. عليها ورده بيضاء هادئه …
أطلقت العنان لشعرها ذو الخصالت البنيه الالمعه الذى يكاد يصل الى
خصرها … ألول مره ينبهر برؤية شعر امرأه … كان جميل و ناعم
انسيابى على ظهرها بطريقه انثويه لطيفه جدا … تجعله يرغب بشده
بمداعبه هذه الخصالت بين اصابع يده ..
هتفت بنبره فزع و قلق
” مالك يا عنان ؟.. بتعيطى لييه ؟. ”
ابتعدت عنان عن عناق فارس و ركضت لتعانق أيات و هى تشهق ببكاء ..
ضمتها أيات بحنان … و هى تربت بحنان بالغ على ظهرها ..
عنان بنبره باكية
” بالل عايز يسيبنى .. هيسيبنى يا ايات .. ”
أشارت أيات له بأن يخرج من الغرفه .. فأشار لها بالرفض .. نظرت له
بتعجب و استنكار لكنه أصر على البقاء بعيونه الخضراء تلك .. كم هو
وسيم … انتفضت من افكاره و هى تسمع صوت عنان تصرخ بعصبيه
طفوليه قرب اذنها ..
همست أيات بداخلها بحرج و خجل
” بتفكرى فى ايييه … الواد كل مخك خالص .. ”
أجلستها على الفراش و هى تحدق بها بحنان
” احكيلى اللى حصل بالظبط بقى .. اهدى شويه .. ”
قصت كل ما حدث باالسفل مع بالل أليات و فارس الذين يستمعون لها
بأنصات تام .. بمجرد أن انتهت من الحديث ..
هتف كالهما فى نفس واحد بال قصد
” انتى غلطانه يا عنان .. ”
صدمه هبطت على كالهما .. كيف نطقا بنفس الجمله معا .. تبادال النظرات
الصادمه .. لكنهما ابتسما بهدوء تام ..
هتفت ايات بنبره هادئه
” بصى يا عنان .. انتى غلطانه .. مش هتفضلى طول العمر هنا مع فارس
و ماما ساميه .. الزم فى يوم هتروحى مع بالل .. ثم انه قالك حتى لو
رحتى معاه بيته هيعملك احلى فرح ليه االعتراض بقى … و كمان ده حقه
يا عنان .. حياتنا بتتغير يا عنان .. الزم تكونى مرنه شويه مش كده ..”
نظرت لها بحنان بالغ و هتفت بابتسامه مرحه
” انا مثال عمرى ما تخيلت انى فى يوم و ليله هالقى نفسى هوووب
متجوزه واحد مز و حلو كده .. ”
اتسعت حدقتى عيون كالهما … خصوصا هو .. التفت لها بسرعه البرق
لينظر لها … يتاملها بعشق .. هل هى للتو مدحته ام هو يتوهم … هو يكاد
يجن من نطقها السمه فقط … و االن تمدح بجماله … الال … هذه الفتاة
سوف تثير جنونه …
عنان بابتسامه مرحه
” هللا هللا على الكالم … اييييييييييه الحالوه دى يا ست .. ”
ايات بخجل و نبره هامسه
” بس يا زفته .. مش كفايه زله اللسان دى .. ”
فارس بابتسامه واسعه
” حلوه مز دى .. عجبتنى .. ”
ايات بابتسامه خجله و وجنتيها ُصبغتا باللون االحمر
” ال بقى عن اذنكم .. انا هروح الحمام .. ”
فارس بضحك تام
” اهربى .. اهربى .. مسيرك يا ملوخيه تيجى تحت المخرطه .. ”
هرعت لتدخل الى الحمام مره اخرى لتسيطر على دقات قلبها التى تخفق
بسرعه و جنون .. ما الذى يحدث لهذا القلب … ينبض بقوه .. يرغب
بذلك الذى يجلس بالخارج .. داعبها بكلماته قبل قليل ..
عنان بابتسامه خبيثه
” اييييه النظام يا فارس ؟.. ”
فارس بابتسامه ضحك

” و انتى مالك ؟… يال من هنا يا ماما .. هنرش مياه … بررره ”
عنان بغيظ و عصبيه
” هو انت كل لما هتشوفنى … هتقولى بررره … انت اتغيرت من وقت
لما اتجوزت .. ”
فارس بضحك شديد
” ده على اساس انى متجوز من سنين .. ده انا متجوز من امبارح ..
اتنيلى .. ”
عنان و هى تقف لتتوجه الى غرفتها بغيظ منه
” انا ماشيه .. يال يا عم هللا يسهلك .. ”
فارس بابتسامه غيظ
” بطلى قر على اهلى .. برررره يا بت .. ”
قبل أن تخرج من الغرفه .. سمعت صوت رنين هاتف فارس .. كانت
بالقرب منه .. فأمسكته و القته له بنبره خبث
” البس بقى .. عثمان اهو .. ”
التقط الهاتف منها و هو يجز على اسنانه
” مش قولتلك فقر … ”
” ايوووه يا عثمان .. ”
عثمان بنبره هادئه
” فارس بيه .. فى حوالى عشرين اسره من القريه اللى جمبنا .. عاوزين
يقابلوك .. ”
فارس بتعجب و دهشه
” عايزين اييييه ؟.. انا مليش عالقه بالقريه اللى جمبنا .. ”
عثمان بنبره هادئه
” يا باشا .. دول عاوزين يدخلوا عندنا .. بمعنى
فارس بنبره هادئه
” و ده لييييه ؟.. خالص نازل يا عثمان .. ”
توجهه الى خزانته يخرج منها جلبابه االسود … الزى الرسمى الذى
يخرج به من المنزل … و خرج مسرعا من الغرفه … بمجرد أن اغلق
الباب خلفه .. حتى خرجت هى …
ايات بابتسامه هادئه
” كويس انه مشى .. ”
عنان بابتسامه ضحك
” ايوووه يا عم المز .. ”
ايات بخجل
” بس بقى .. و هللا مش عارفه طلعت منى ازاى .. ”
عنان بابتسامه ترقب
” انتى بتحبيه يا ايات ؟. ”
ايات بابتسامه عاشقه
” من زمان … حبيته من اول مره شفته فيها .. يمكن ده الحب اللى من
اول نظرة .. ”
عنان بابتسامه واسعه و صراخ
” ياااااااااااااس … نطقتى اخيرا ده انا شايفها فى عيونك من اول ما شفتك
” ..
ايات بصدمه و زهول
” بجد .. يعنى انا بحبه فعال يا عنان .. ”
عنان بابتسامه واسعه
” بجد انتوا االتنين مجانين .. بتحبوا بعض فى صمت .. ”
ايات بنبره هادئه
” يمكن الننا نعرف بعض من فتره قليله .. شايفين ان ده جنان .. اننا
نتعامل مع بعض كأى اتنين بيحبوا بعض .. ”
عنان بابتسامه خبيثه
” بس الزم تحاولى تقربى منه … نصيحه اهتمى باللى بيهتم بيه فارس
…حاولى تكونى الزوجه المثاليه فى نظره .. و من مجهودك مش هقولك
تعملى ايييه .. و اياكى تقربى من البومه نجاح .. ابعدى عنها خالص ..
بينك و بينها ازيك ازيك و خالص … ”
ايات بتعجب و دهشه
” ليييه ده كله .. فى االول فارس حذرنى من العيله كلها .. و دلوقتى انتى
بتحذرينى منها ليييه ؟.. مالهم و مالى ؟.. ”
عنان بنبره هادئه
” لما احنا جينا هنا .. فارس اخد مكان خالد اللى كان فاكر نفسه هيكون
هنا .. ده غير انه كان عايز يتجوزنى علشان يضمن مكان فارس .. لكن
انا طبعا كنت متجوزه بالل اصال … فخطتهم باظت .. و كانوا ناويين
يجوزا فارس لواحده بنت اخت نجاح .. و هو كان رافض .. و لما
اتجوزك انتى بعد الموقف بتاع خالد .. نار قادت فى قلب نجاح هانم .. و
زمانها عايزه تولع فيكى حيه .. ”
ايات بفزع و قلق
” اعوذ باهلل من الشيطان الرجيم .. ليييه الكره ده .. ربنا يهدى النفوس .”
عنان بابتسامه هادئه
” يا رب .. يال بقى اسيبك انا .. و ابقى اسألى فارس عثمان كان عاوزه
فى ايييه ؟.. ”
ايات بابتسامه هادئه
” حاضرهسأله .. و انتى اسمعى كالم بالل … الولد عنده حق صابر
عليكى من يوم ما جيتى هنا .. ”
عنان بابتسامه هادئه
” حاضر … يال سالم .. صحيح ماما هتطلعلك بالفطار علشان متنزليش ..
عاملى حماتك حلو يا بت .. ”
ايات بابتسامه ناعمه
” حاضر يا ماما عنان .. اتفضلى من هنا بقى .. ”
خرجت عنان لتتركها تجلس على الفراش تفكر كيف ستكون ايامها فى هذا
المنزل .. و االكثر تفكيرا كيف تتجنب تلك التى تدعى نجاح .. و ما
يشغلها كيف تخبر فارس بحبها له ..
سمعت صوت طرقات على باب الغرفه.. فأعتقدت أن عنان قد
عادت..فتوجهت بابتسامة هادئة.
“ايييه نسيتى حا”…
لتجد أمامها السيده ساميه والده فارس… سيده وقوره مالمحها على قدر كبير
من الصرامه و الحزم… إال أنها على قدر أكبر من الحنان و الحب…كانت
تقف خلفها إحدى خادمات المنزل.. تحمل صينيه تحتوى على طعام اإلفطار
الخاص بها و بفارس..
آيات بابتسامة واسعه
“اتفضلى يا ماما.. اتفضلى”..
دخلت ساميه و هى ترمقها بابتسامة حانيه.. كم تتمنى أن تراها فى عيون
والدتها… لكنها مع األسف لم ترى والدتها مطلقا.. لم تعرفها اال من الصور..
لكن والدها كان يعوضها كل حنان األم و األب.. كم افتقدته االن..
هتفت سامية بابتسامه ناعمه
“اقعدى يا حبيبتى.. عايزه اتكلم معاكى”..
أشارت بابتسامة هادئة للخادمة أن تخرج من الغرفة لتتركها وحيده مع
زوجه ابنها.. لتتحدث معها بابتسامة ناعمه
“ازيك يا بنتى.. مبسوطة هنا”..
آيات بابتسامة متوترة
“انا الحمد هلل.. مبسوطة”..
سامية بابتسامة بشوشة
“عاوزاكى تعتبرينى زى والدتك بالظبط.. اى حاجه تعوزيها فورا تقوليلي
عليها.. انتى بنتى زيك زى عنان.. لو فى يوم فارس زعلك بس قوليلى و انا
اخدلك حقك”..
آيات بابتسامة واسعه
“ربنا يخليكى يا ماما”..
ساميه بابتسامة ناعمه و هى تحرك يدها على وجنتى آيات الناعمه
“بسم هللا ما شاء هللا.. زى القمر يا حبيبتى.. سبحان اللى خلقك” ..
آيات بخجل
“شكرا يا ماما” ..
هتفت ساميه بترقب و ابتسامة حنان
“اخبارك ايييه؟!.. احكيلى أنا زى والدتك”..
صمتت آيات لعده ثوانى.. الخجل يحتل مالمحها.. هى تسألها عن وضعها
مع فارس.. تعرف جيدا هذا السؤال.. لقد سمعت عنه كثيرا فى األفالم و من
زميالتها فى العمل… لقد أخبرها فارس أن ال أحد يعرف ما بينهم حتى عنان
و بالل…
هتفت بابتسامة خجل
“الحمد هلل يا ماما.. بالش كسوف بقى”..
قالت جملتها األخيرة بابتسامة متوتره حتى ال تثير شكوكها..
آيات بابتسامة هادئة
“هو انا ممكن اطلب من حضرتك حاجه؟”..!
ساميه بابتسامة ناعمه
“اكيد حبيبتى.. اومرى”..
آيات بابتسامة واسعه
“ممكن انزل مع حضرتك المطبخ تحت.. نفسى احضر االكل بيحبه فارس..
و كمان عايزه من حضرتك تقوليلى كل حاجه بيحبها”..
ساميه بابتسامة ضحك
“اكييد يا حبيبتى.. من عيونى” ..


كان يحك ذقنه بتفكير… يقف يحدق ببعض أهالى القريه.. و بعض األسر من
القريه المجاورة.. معظمهم يشكون من نفس السبب.. هبوط المستوى
التعليمي بابناءهم.. بسبب عدم وجود معلم لغه عربيه جيد.. فى المدرسة
االبتدائية ال يوجد سوى معلمان أحدهما آيات زوجته… و اآلخر معلم عجوز
ال يستطيع الشرح بطريقه جيده.. و األطفال رسبوا فى ماده اللغه العربيه..
نظرا النقطاع آيات عن المدرسه.. هو لم يناقش أمر العمل معها.. فهو لن
يجعلها تعمل مطلقا.. و بالتأكيد هى تعرف ذلك..
هتف احد الفالحين بتذمر
“يا فارس بيه.. العيال بيسقطوا فى العربى.. مفيش مدرسين كويسين.. مش
هينفع كده”..
فارس بنبرة هادئة
“ايوووه ماشى.. لكن مش بأيدى اغير المدرس.. ده فى ايد الوزارة”..
احد الفالحين بضيق و عصبية
“لع يا فارس بيه.. المدرسة اللى اسمها آيات دى كانت كويسه.. كانت مع
العيال.. و مخليه بالها من الكل.. لكن دلوقتى سابت المدرسه.. و كده العيال
هيضيعوا”..
فارس بنبرة حازمه و غيظ
“المدرسه دى مراتى.. و مستحيل ترجع تانى للمدرسه.. بس على العموم
سبونى افكر”..
انفض التجمع ليتركوا له حريه التفكير.. فهم يعرفون انه اذا وضع هذه
المشكلة برأسه لن يتركها… بل سوف يعمل على حلها بكل الطرق.. وقف
هو مكانه عده دقائق يفكر فى صمت..
عثمان بنبرة هادئة
“فارس باشا.. هنلف على األراضي” ..
لم يرد عليه.. بل كان يغط فى التفكير.. كأنه غارق فى دهاليز عقله..
عثمان بصراخ
“يا فاااااارس بيه”..
انتفض جسده على صوت عثمان الذى اخترق أذنه
“ايييه يا عثمان… طبلة ودانى راحت”..
عثمان باستنكار و تعجب
“ما انت اللى مكنتش مركز معايا… هنروح نلف على األراضى”.
فارس بنبرة غيظ
“يال يا اخويا”…
قضى النهار كله مع عثمان.. يتحدث مع هذا و ذاك.. يتشارك معهم مشاكلهم
و أحاديثهم… لكنه كان جائع للغاية.. لم يضع اى طعام فى فمه من الصباح..
إذا عاد االن للمنزل سوف يجد الكل يغط فى نوم عميق.. ليعود و يقوم بتغير
مالبسه.. يصنع هو بعض الطعام له… توجه لمنزله… صعد إلى غرفته..
ليجدها تجلس على االريكة.. تضع ذراعيها أمامها على الطاوله.. رأسها
عليهم… يبدو أنها كانت تنتظره و غطت فى النوم… حرك بصره على
الطاوله ليجد عليها كل المأكوالت المفضلة لديه… هناك شمعه مضيئه
أوشكت على االنتهاء.. اقترب منها ليدرك انها ترتدى فستان باللون األحمر
الغامق… يلتف بشكل أنيق حول صدرها و ما أسفل الصدر يتسع بشده..
الفستان قصير يصل إلى ركبتها… كل شعرها على شكل ذيل حصان
أنيق…ابتسم ابتسامه عاشقه لها… كان الفستان بحمالت رفيعه.. وضع يده
على ذراعها العارى يحرك يده بخفه كى يوقظها…
فارس بنبرة هامسه
“أيات.. أيات.. اصحى.. آيات.. اصحى”..
أيات بنبره ناعسه
“جيت امتى؟”..!
همس بابتسامة عاشقه
“معلش انا اسف.. بس النهارده كان الزم الف على الفالحين.. فأتأخرت..
انا اسف يا حبيبتى”..
آيات بدهشه و تعجب
“يا اييييه؟”..!!
فارس و هو يجذبها من ذراعيه بخفه ليوقفها أمامه بابتسامة
“انا بحبك” ..
لم تقوى على الرد عليه.. فقط صمتت ألنها لن تستطيع الرد عليه.. ليست
لديها القدره على الرد.. لألسف فهم مقصدها خطأ.. فهم انها ال تحبه بل ال
تريده ..بل تفعل ذلك كواجب زوجه.. ترك يدها ليبتعد عنها.. كان على وشك
الخروج من الغرفه… لكنها أسرعت لتركض خلفه لتمسك بذراعه..
هتفت بنبره استفسار
“انت رايح فين”..
فارس بنبرة هادئة و غيظ
“ماشى.. رايح فى مكان اكون مرغوب فيه.. بدل مراتى مش عاوزانى”..
آيات بابتسامة هادئة
“يعنى عامله ده كله.. اتبهدل 3ساعات فى المطبخ علشان ده كله.. أقف
ساعه قدام المرايه علشان كده.. و فى االخر تقولى مش مرغوب”…
جذبته من ذراعه ليتوجها معا إلى الطاوله و هى تسحبه خلفها.. هو يحدق بها
بتعجب.. ما الذى تفعله؟!…صباحا كانت تخجل منه.. على حسب توقعه هى
ال تزال.. لكن لتسرع خلفه و تخبره انها فعلت كل ذلك ألجله يخبره انها
تحبه ..تهتم به كل هذا ألجله..
جلست بجواره تضع الطعام بطبقه و هى تهتف بابتسامة ناعمه جعلت قلبه
يخفق بقوة
“عثمان كان عايزك فى ايييه الصبح كده”..
فارس بنبره مرهقه متعبه
“مشاكل فى البلد”..
أمسكت ملعقه الطعام لتمألها و تضعها بفمه بابتسامة ناعمه
“لو مش هيضايقك احكيلى”…
كان ينظر لها مبهورا بها.. كم هى جميلة.. زوجته.. تحاول أن تساير
الموقف و تمارس دور الزوجه.. كم يحب ذلك ليكن صادقا.. كان يأكل من
يدها باستمتاع شديد.. كان يحدق بها بنظرات شغوفه جعلت عيونها تصبح
داكنه قليال… كم هى جميلة و هى هكذا.. هل يمكن أن يكون حلم و سينتهي…
كررت سؤالها بابتسامة ناعمه
“قولى ايييه اللى مضايقك؟”..!
هتف بنبرة هادئة باسمه قليال
“بالش تشغلى دماغك بالمشاكل دى”..
آيات بابتسامة ناعمه
“بس انا بقى بشغل دماغى باللى شاغل دماغ جوزى.. مش مشاكل ناس
تانى “..
فارس بنبرة متعجبه
“مالك يا آيات؟!.. انتى كويسة؟ “..!
آيات بابتسامة واسعه
“كويسة الحمد هلل.. بس يعنى لما ابقى عايز ادردش معاك.. و اعرف ايه
اللى مضايقك ابقى مش كويسه.. على فكرة انا مراتك ” ..
فارس بابتسامة واسعه
“مش محتاجه تفكرينى.. بس على فكره انا قولتلك حاجه من شويه و انتى
تجاهلتى كالمى ” ..
آيات بنبره هادئة و هى تدس ملعقه كبيره ممتلئه بالطعام بفمه
“اوال انا معنديش القدره ارد على كالمك.. ألن انا بنت على األقل بحاول
اخد على الوضع ده.. بحاول اعاملك كجوزى لكن فى حدود.. لكن ده مش
معناه ان حضرتك مش مرغوب فيك ” ..
فارس بغيظ و عصبيه
“انتى عايزه اييييه بالظبط.؟ “..!
آيات بابتسامة عاشقة
“فارس.. انا معجبه بيك من زمان.. من وقت لما دخلت البلد دى.. عجبنى
الشخص الملتزم الصارم.. اللى محدش يقدر يكسرله كلمه.. و فى نفس
الوقت عحبتنى حنيته و احترامه لكل الناس.. يمكن اإلعجاب ده اتطور يوم
لما جيت البيت.. و قلب بحب.. لكن انا ما زلت محتاجه شوية وقت “..
أصابته الدهشة و الزهول.. كأن أحدهم سكب عليه دلو ماء مثلج.. هل هى
للتو تخبره انها واقعه فى حبه و معجبه به منذ زمن.. أم أنها أوهام.. أو أن
كل هذا حلم و سيفيق منه ..
فارس بدهشه و زهول
“لحظة واحده هو انتى بتقولى حاليا انك بتحبينى و ال انا بتخيل ” ..
آيات بابتسامة متوترة
“ال انت مش بتتخيل “..
قالت جملتها و هى تمد يدها لتمسك بالملعقه بأصابع مرتجفه من حديثها
معه ..لكن ما ان التفت تجاه… شعرت بشيء دافئ يالمس شفتيها.. شعرت
بها شفتيها ..تلقائيا اغمضت عيونها.. و هى تشعر بسعادة غارمه.. و
صدرها يعلو و يهبط بطريقه تخبرها أن قلبها سيتوقف.. بدأ جسدها
باالرتجاف لدرجه يدها أوقعت الملعقه بالطبق.. فرفعت كف يدها لتحاوط به
رأسه تلقائيا.. تجذب خصالت شعره بطريقه أثارته جعلته متطلبا للمزيد
منها ..
كان هو فى عالم الالوعي حين سمع منها أنه ال يتخيل ما قالته.. لم يكن يفكر
ابدا.. بل اقترب منها ..ليطبع شفتيها على شفتيها.. قبله هادئة جامحه..
يخبرها انه يعشقها بطريقه.. و حين بدأت دقات قلبها ترتفع.. بل شعر بها..
أثارت جنونه حين رفعت يدها خلف عنقه.. تجذب خصالت شعره… ال ال
لن يفعل ذلك ليس اآلن… ما حذره أكثر ارتجاف جسدها بين ذراعيه.. رغم
أنها كانت تتجاوب معه بقبلته.. بل و شعر بسعادته لكنها ربما قد تحزن فى
الصباح على ذلك.. و هو ال يريد حزنها ..ابتعد عنها قليال.. ليسند جبهته
على خاصتها بحنان.. و هو يفتح عيونه ليحدق بمالمحها المالئكيه…
وجنتيها المتوردتين بفعل خجلها اللذيذ ..
هتف بابتسامة عاشقه و عيونه الخضراء تلمع بشده
“افتحى عيونك “..
كأنها طفله صغيره بعمر الخمس أعوام.. نفذت طلبها بمنتهى الهدوء.. و اااه
من تلك النظره في عيونها… نظره مهلكه لفتاة بريئه يرغب بالتهامها ..
هتف بابتسامة ناعمه جعلت دقات قلبها تزداد مره اخرى
“انتى لسه محتاجه وقت صح.. بالش دلوقتى “..
ال تنكر انه تسلل شعور خفيف بالحزن إلى قلبها.. النه سيبتعد عنها.. لكنها
شعرت بالسعادة.. و هى تدرك كم زوجها حنون و متفهم ألقصى درجه..
تعرف جيدا انه ال يريدها ان تندم على ذلك فيما بعد ..
هتفت بابتسامه ناعمه
” عثمان كان عايزك فى ايييه ؟.. ”
فارس بضحك شديد
” حلو اووى عثمان فى اللحظه دى .. ماشى .. ”
ابتعد عنها ليجذب الملعقه الملقاه بالطبق … ليمألها بالطعام و يضعها
بفمها … هتف بابتسامه هادئه
” االهالى بيشتكوا … ”
ايات بنبره مترقبه
” من ؟.. ”
فارس بنبره هادئه
” العيال سقطوا الترم ده .. بسبب انقطاع مدرسه العربى عن المدرسه و
المدرس اللى مكانها رجل عجوز مش قادر على الشرح .. العيال سقطت
.. و بيطالبوا برجوع المدرسه .. ”
هتفت ايات بابتسامه ترقب
” و المدرسه دى اللى هى انا ؟.. ”
فارس بابتسامه هادئه
” ال امى .. ايوووه هو فى غيرك … ”
ايات بنبره هادئه
” امممم .. و اعتقد بما ان المدرسه دى حاليا بقت زوجه حاكم البلد .. مش
هينفع تشتغل .. و كده االهالى هتشتكى اكتر … و انت مش هتقدر تغير
المدرس التانى النه تبع الوزاره حاجه مش بأيدك يعنى .. ”
فارس بابتسامه هادئه
” بالظبط .. ”
ال يعرف لما هو مبتسم اثناء التحدث لها … هل النه يقص ما يدور بيومه
عليها … يقص ما يضايقه عليها .. ام النها هى من تجلس بجواره تستمع
له… ام سعيد بما حدث قبل لحظات … ام سعيد النه وجد شخص يفهمه
دون الحاجه للحديث … كأنها تسللت الى قلبه لتعرف ما الذى بداخله قبل
ان يتكلم لسانه …
ايات بنبره ترقب و ابتسامه ناعمه
” هو مفيش اى امل لرجوع المدرسه صح .. ”
فارس بابتسامه واسعه و هو يهز رأسه بهدوء
” ايوووه .. مفيش اى امل خالص .. ”
ساد الصمت لدقائق .. ليغط كل منهم فى تفكير عميق .. محاوله أليجاد
حل … يجب إيجاد حل وسط.. تتوسط بين الحلول الغير موجوده… لن يقبل
بعودتها للعمل.. لن يستطيع تغير المدرس…
هتفت هى بابتسامة ناعمه و صرخه طفولية
” لقيتها..”
فارس بتعجب و دهشه
” ايييه هى؟!..”
أردفت هى بنبره باسمه
” ايه رأيك.. لو كل العيال الصغيرة.. اجمعهم هنا فى الجنينه اللى ورا.. و
اديهم درس خصوص بس ببالش..”
فارس بنبرة هادئة
” انتى عايزه تدى دروس هنا فى القصر… و تطلعى بره االوضة..”
قالت بنبره هادئة
” بت يا فارس يا حبيبي.. انا مش هفضل قاعده طول العمر فى االوضة..
هيجى يوم و اتعامل فيه.. مش هتعرف تحبسنى يا فارس.. لو سمحت خلينى
اساعد األطفال دول.. ”
صمت لعده ثوانى يفكر ماليا فى حديثها … ربما هى محقه .. و اولئك
االطفال يحتاجون مساعدتها بحق… لكن بمجرد خروجها من الغرفه ستحدذ
مشاكل كثيره .. لكن يمكنه توخى الحذر منها .. ربما بذلك يتقرب منها …
فارس بابتسامه هادئه
” ماشى .. ”
ايات بصراخ فرح و هى تقفز كاالطفال
” بجد … وافقت .. هيييييه .. ”
ثم مالت بجسدها عليه لتعانقه بقوه … و هى تدفن وجهها فى تجويف رقبته
الدافئ … و هى تبتسم بسعاده غارمه .. النه يعطيها الفرصه لتفعل ما تحب
.. بصرف النظر عن خوفه و قلقه عليها .. لكن للحق هى تحب ذلك …


مر شهرين على ذلك اليوم … االيام تسير على وتيره هادئه … دون
حدوث اى تقدم ايجابى بينهم .. سوى انهما تقربا من بعضهم .. كل يوم
تعد له العشاء … يتسامرون ليال حتى يغرقا فى النوم فى عناق بعضهم …
و يتكرر هذا الروتين .. كانت هى تفكر بغضب فى ذلك .. لقد كانت تعتقد
ان اسبوع ربما يكفى … و االسبوع تضاعف السبوعين .. و االسبوعين
الى شهر .. و الشهر الى شهرين .. و ربما يستمر بهما الحال حتى نصل
الى عام كامل .. يجب أن تفعل شيء ..
هتفت فتاة صغيره بضفائر
” مس ايات .. ممكن تساعدينى فى دى .. ”
آيات بابتسامة هادئة
“حاضر يا حبيبتى.. تعالى”..
بدأت عملها الذى تستمتع بشده.. تساعد الصغار على التعلم.. تعاونهم على
استيعاب المناهج المقرره عليهم.. و ما أسعد قلبها حين ترى ابتسامتهم حين
يقوم أحدهم بحل سؤال صحيح.. أو إذا أجاب اجابه صحيحه على سؤال.. و
بمجرد أن انتهت الفتاة ..ابتسمت لها ابتسامه واسعه مشرقه.. قبلتها على
وجنتها ببراءه..
هتفت الفتاة بفرحه
“شكرا يا احلى مس”..
ابتسمت آيات لها بحنان امومى.. لكن اختفت ابتسامتها.. حين رأت..ظل يقف
خلفها.. التفت بتعجب لتجده فارس يمشي تجاه بغضب.. يظهر على وجهه
عالمات الغضب.. بل يوشك على أن يخرج دخان من أذنيه.. وجهه لونه
احمر من الغضب ..عيونه أصبحت باللون األخضر الغامق.. جذبها من
ذراعها بعنف.. بقسوة ربما ..يتوجه بها إلى غرفتهم.. الحظت نظرات نجاح
الفرحه بها.. ابتلعت ريقها بخوف و هى تنظر له… بمجرد أن فتح باب
الغرفه.. أجلسها على الفراش بغيظ..
توجه إلى خزانه مالبسها… ليفتحها بغيظ و هو يخرج شيء من وسط
مالبسها..
هتفت بتوتر و قلق
“هو فى اييييه يا فارس؟”..!
فارس بنبرة غيظ
“تعرفى تقوليلي ده.. دخل اوضتك ليييه؟!.. انتى مش عايزه تخلفى منى
هاااااااا”…
قال جملته األخيرة بصراخ عالى كاد يصم أذنها..
آيات بفزع و خوف
“ال ال ال ال… و هللا ال يا فارس.. انت فاهم غلط.. انا معرفش حاجه عن
الدوا ده… و ال اعرف جييييه منين”..
مد يده ليجذبها من خصالت شعرها بقوة لتصرخ بقوة من شده األلم.. شعرت
به على وشك أن يقتلع شعرها من جذوره..
هتفت ببكاء و توسل
“فارس.. احلفلك باهلل مش بتاعى” ..
فارس بصراخ و غضب و هو يصفعها على وجهها عده مرات
“أخرسى يا كداابه.. انا تعملى معايا كده بعد ما حبيتك.. انا هموتك “..
آيات ببكاء و حزن
“و هللا يا فارس محصلش.. بالش تظلمنى “..
فارس بغضب أعمى و صراخ
“ال الظلم لسه قدام… هتشوفى ” ..
قالها و هو يفك حزام بنطاله.. و يهبط به على جسدها.. و هى صوت
صراخها يسمعه الجميع بالخارج.. عنان تطرق الباب بعنف ليفتح لها حتى
تعرف ما الذى يحدث؟!.. و والدتها تصرخ به بغضب حتى يخرجها… و
نجاح تسمع ألصواتها و تبتسم بخبث… و هى فى غاية السعاده .

error: