نوفيلا عشقت حاكم للكاتبة ايمان عبد الحفيظ

 

الفصل الرابع


كانت تركض ذهابا و أيابا بين جدران الغرفه كالمجنونة لتجمع اغراضها
… لقد تأخرت عن موعد حصتها .. ال تريد أن تسمع حديث غير لطيف من
المدير .. لذلك يجب أن تسرع … ألقت ببعض الدفاتر .. بعض االقالم … ثم
ركضت الى باب المنزل .. لتقف امامه ترتدى حذاءها بسرعه كبيره …
فتحت الباب بسرعه … و اغلقته خلفها و هى تسرع فى خطواتها قدر
استطاعتها …
خرج والدها من المطبخ و هو يهتف بضحك
” على مهلك يا ايات … خلى بالك .. ”
لم يجدها لذلك ضحك بهدوء … يهز رأسه على جنون ابنته الوحيده …
التفت عائد للمطبخ ليكمل عمله … غسل االطباق المتسخه … لكنه رفع
حاجبه بتعجب و هو يستمع لطرقات على الباب… توقع انها ابنته كالعاده
نسيت شيء ما فعادت لتأخذه …
هتف بابتسامه حانيه و هو يفتح الباب
” مش قولتلك ميه مره … امشى بهدوء علشان تبطلى تنس.. .. ”
اختفت ابتسامته … قطع جملته و هو يرى أمامه خالد الزناتى … يعرف
جيدا مقدار خالد … هو شرير بطبعه .. ال يميل مطلقا الى الهدوء او اللين
… ال يعرف كيف له صله قرابه … بذلك الرجل فارس الزناتى …
هتف بنبره هادئة
” ايييه اللى جابك هنا يا ابن الزناتى .. ”
هتف خالد بنبره سخريه
” ازيك يا عم سعد .. ”
سعد بنبره حازمه
” رد على قد السؤال يا ابن الزناتى … ايه اللى جايبك هنا ؟.. ”
خالد بابتسامه خبيثه
” جاى اطلب ايد بنتك ايات .. ”
سعد بنبره هادئة بارده
” و انا معنديش بنات للجواز … شرفت .. ”
قالها و كان على وشك أن يغلق الباب بوجهه .. لكن خالد وضع قدمه قبل أن
يغلقه لذلك لم يستطع الرجل العجوز اغالق الباب …
هتف بعصبيه و غيظ
” امشى من هنا يا خالد … ”
خالد بنبره استفزاز و هو يدفع الباب بقوته
” ال يا سعد .. ”
بسبب تقدم السن الكبير .. ابتعد الرجل عن الباب عده خطوات بسبب قوه
الدفعه .. بينما ظل يراقب خطوات ذلك الوقح الذى اقتحم بيته … دخل خالد
غرفه الجلوس الخاصه بمنزلهم .. ليجلس بكل تعجرف على أحد االرائك
الموضوعه بالغرفه ..
هتف بنبره بارده
” اسمع يا سعد .. بنتك انا هاخدها يعنى هاخدها .. برضاك بقى غصبا عنك
.. هاخدها … بالش تتحدانى واال و هللا هتكون نهايتك انت و بنتك .. ”
هتف سعد بهدوء تام
” روح قول الكلمتين دول .. لحد تانى يخاف منك .. ”
خالد بابتسامه سخريه
” انا مش بهددك على فكره .. انا بس بديك فكره عن اللى هيحصل قريب ..

سعد بهدوء تام
” اتفضل اخرج بره يا ابن عيلة الزناتى .. ”
خالد بابتسامه بارده
” هستنى نظرتك ليا لما اخدها من حضنك و متقدرتش تعمل اى حاجه .. ”
قال جملته و خرج من المنزل … لم ينتظر سعد أى لحظه سوى أنه هرع
للباب حتى يغلقه خلفه … ليتنفس الصعداء انه استطاع التعامل مع ذلك
المتعجرف بكل برود .. غبى يظن انه يستطيع ان يأخذ كل ما يرغب به …
رفع سعد كلتا يده للسماء و هتف بحزن
” يا رب .. اشكو اليك همى … احمى بنتى منه .. خليها تالقى اللى يحبها ..
يا رب .. ”
انهى دعاءه و هو يفكر ما العمل ؟… هل يترك ابنته هكذا و هو لم يتبقى له
الكثير فى هذه الدنيا .. لقد أخبره االطباء بإن لديه فقط شهر أو ربما اقل ..
هو مريض بسرطان الدم … رفع أكمام عباءته ..لتظهر تلك الكدمات
واضحه .. و بعض البقع الحمراء على جلده … لن يتركها هكذا فى مهب
الريح وحيده .. يجب ان يحميها بأى طريقه ..


كانت يجلس بغرفته على الفراش … يحك ذقنه بأبهام يده اليمنى … عقله
غارق بالتفكير العميق … كيف يبعد فارس عن طريقه … يجب أن يصبح
ابنه هو حاكم هذه البلده بأى ثمن … ال يستطيع بعد ان عمل لسنوات طويلة
على إرضاء والده … فى النهاية يحصل على كل ذلك فارس الذى لم يأتى
الى البلده منذ قلة من السنوات ..
هتفت نجاح بتذمر و غيظ
” انت هتفضل قاعد كده يا اخويا .. ما تقوم تشوف حل فى ابن اخوك اللى
عمل من ابنك مسخره للناس كلها .. ”
عصام بضيق و هو يزفر بضيق
” بس يا نجاح .. سبينى فى حالى .. خلينى اعرف افكر .. ”
نجاح بتهديد و هى ترفع اصبعها بوجهه
” اسمع يا عصام .. لو ابنى ماخدش مكان ابن ساميه .. مش هقعدلك فيها ..

عصام بعصبيه و غضب
” انتى اتجننتى يا وليه وال اييييه ؟.. ايييه اللى بتقوليه ده .. ”
نجاح بغضب و هى تضرب على فخذها
” ده اخر كالم عندى يا ابو خالد .. عن اذنك .. ”
خرجت من الغرفة … و هى تمشى بخطوات غاضبه مسرعه … تكاد ال
ترى امامها … كانت تتأفأف بضيق … لكن اصطدم جسدها بجسد عنان ..
التى كانت تسير و هى تأكل بعض الحلويات ..
هتفت عنان بتعجب
” مالك يا طنط نجاح ؟.. ماشيه متعصبه كده ليه ؟.. ”
نجاح بغيظ و غضب
” مفيش يا حبيبتى .. مفيش . ”
عنان بابتسامه هادئة
” اهدى بس يا طنط مالك ؟… اهدى .. ”
نجاح بنبره غيظ
” مليش يا عنان .. عن اذنك .. ”

تركتها لتعود الى خطواتها الغاضبه .. تركت عنان تقف تحدق فيها و هى
تسير بهذا الشكل .. استندت بذراعيها على سور الدرج الذى يطل الى
القصر من االعلى .. لتضع ملعقه الشوكوالته فى فمها …
هتفت بنبره شك
” اراهن انك بتخططى لحاجه انتى و عيلتك يا بومه .. ”
ثم توجهت لغرفتها لتحادث بالل … لكن قلبها يحدثها بشأن حدوث شيء
غير مستحب لها او لعائلتها …


كان يقف يتحدث فى بعض االمور مع حراسه … بشأن بعض احتياطات
االمان .. و بعض المحاصيل الزراعية … بشأنى اى تغيرات تطرأت على
اهل البلده .. رأى عثمان يأتى مهروال تجاه .. حتى وقف امامه و هى يتنفس
بصعوبه ..
هتف فارس بقلق
” مالك يا عثمان ؟.. فى حاجه حصلت ؟.. بتجرى كده لييه ؟.. ”
عثمان بتعب
” يا فارس بيه .. فى موضوع ضرورى … الزم تيجى معايا علشانه .. ”
فارس بتعجب رافعا حاجبه
” فى ايييييه يا عثمان ؟.. ”
عثمان بهمس خافت
” يال معايا بس يا فارس بيه علشان خاطرى .. ”
سار معه فارس بضع خطوات حتى ابتعدوا عن جميع االشخاص .. بل
اصبحوا وحيدين تماما …
هتف فارس بتعجب
” فى اييييه يا عثمان.. ما تنطق فى ايييه ؟.. ”
عثمان بتوتر و قلق
” الحقيقة يا فارس بيه .. فى شخص أصر يكلمك على انفراد .. بعيد عن كل
الناس .. ”
فارس بتعجب
” مين هو ؟.. ”
جاء من خلفه صوت متعب
” انا يا فارس بيه . ”
التفت فارس بتعجب شديد و هو يرى امامه سعد والد المعلمه ايات ..
فارس بتعجب شديد
” عم سعد .. مالك ؟.. ”
سعد بحزن و ترجى
” اسمع يا ابنى … انا مش قد ابن عصام الزناتى .. و بنتى مش هتقدر عليه
” ..
فارس بزهول و استغراب
” خالد ؟.. هو خالد عملك حاجه ؟.. او عملها هى حاجه ؟.. ”
سعد بحزن و ضيق
” جيه هددنى النهارده انه هيتجوزها غصب عنى .. هياخدها منى بالرضا
او بالغصب … انت الزم تحميلى بنتى يا فارس بيه .. ”
فارس بغيظ و غضب
” و هللا لهعلمه االدب .. ازاى يتجرأ و يعمل كده .. ”
قالها و هو يهب بالمغادرة .. ليتوجه الى ابن عمه ليوقفه هذه المره ألخر
العمر … لكن امسكه ذلك الرجل العجوز من ذراعه …
هتف فارس بتعجب
” مالك يا عم سعد .. مسكتنى ليييه .. ”
سعد بتعب و ارهاق
” يا ابنى انت لو منعته دلوقتى عنها .. هيجى بعده و يتعرضلها و انا مش
ضامن مفيش فى العمر اكتر من اللى راح .. ”
فارس بقلق
” لييه بس بتقول كده .. ربنا يطول فى عمرك يا رب .. ”
سعد بابتسامه حزينه
” يا ابنى انا عندى سرطان الدم .. و مش فاضلى فى الدنيا غير شهر و
يمكن اقل .. ”
فارس بصدمه و زهول
” ايييه … ازاى بس ؟.. ”
سعد بابتسامه هادئة
” يا ابنى ده قدر ربنا … محدش ليا يد فى .. ”
فارس بحزن و ضيق
” و نعم باهلل يا عم سعد .. ”
ساد الصمت للحظات … لكن هتف فارس بجدية
” بص يا عم سعد .. انا معنديش غير حل واحد .. ”
سعد بتعجب
” حل ايييه ؟.. ”
فارس بابتسامه هادئة
” انا طالب ايد بنتك يا عم سعد .. ”
ساد الصمت .. حيث ألجمت الصدمه لسان الرجل العجوز .. الذى كان على
وشك ان يطلب هو ذلك … لكن فارس فجأه بانه هو من طلب أن يتزوج
ابنته …


بعد اسبوعين
جلست على مقعدها الخاص فى غرفه المعلمات … أمسكت أحدى زجاجات
المياة … لتشرب نصفها دفعه واحده … ثم نظرت الى ساعتها ذات اللون
االزرق … لترى موعد انصرافها قد حان.. فوقفت لتأخذ اشياءها و تتوجه
الى منزلها … لسوء حظها انها كانت فترة مسائية … لذلك كان الشارع
هادئ نوعا ما … فهذا وقت قيلوله الفالحين … لذلك تصبح الشوارع هادئة
نوعا ما …
خالد بنبره خبيثه
” ازيك يا مس .. ”
انتفضت بفزع و هى تلتفت له برعب … كيف يتواجد امامها االن و باى
حق … كيف يجرؤ … باالساس كيف تركه فارس …
ايات بخوف و قلق
” انت بتعمل ايييه هنا ؟.. عايز منى ايييه ؟.. ”
خالد بنبره خبيثه و هو يرفع كلتا يديه بجواره
” و ال حاجه … انا بس جاى احذرك … ”
ايات و هى تبتلع ريقها بخوف
” تحذرنى من اييييه ؟.. ”
خالد بنبره تهديد
” لو مقبلتيش على طلبى .. ابوكى مش هتشوفيه تانى … ”
ايات بخوف و قلق
” طلب اييييه ؟… ”
خالد بابتسامه صفراء
” انك تتجوزينى يا حلوه .. ”
ايات بشجاعه مزيفه
” ده بعدك … انا عندى اموت و ال انك تلمس منى شعره .. ”
خالد بضحك شديد
” ال ما هو مش انتى اللى هتموتى .. ده هو ابوكى عم سعد .. ”
ايات بخوف و نبره باكيه
” انت عايز منى ايييه ؟.. انا عمرى ما اذيتك .. بتعمل معايا كده ليه . ”
خالد بهدوء تام
” النك أملى الوحيد فى انى ابقى مكان فارس و احكم البلد دى .. ”
تركها و رحل … هى تقف مكانها لعده دقائق .. تفكر و الخوف يتملكها …
كيف ستخرج من هذا المأزق … ثم التفت عائده الى منزلها … لكن اصابتها
الدهشه و هى ترى باب المنزل مفتوحا .. و ترى عدد كبير من البشر
متجمعين حوله … و أولهم فارس يقف مع رجاله خارج المنزل .. أسرعت
فى خطواتها لتقف امام الباب المفتوح .. بجوار فارس ..
ايات بدهشه و قلق
” هو فى اييييه ؟.. مالكم واقفين لييه .. بابا فين .. يا بابا .. يا بابا .. ”
فارس بنبره حزينه
” والدك .. ”
لم يكمل جملتها .. النها صرخت بأعلى صوتها و هى تركض للداخل …
تلقى حقيبتها على االرض .. لتراه جسده ممد على الفراش .. مغطى بغطاء
ابيض من رأسه الى أخمد قدميه .. تسمرت قدميها لعده لحظات امام باب
غرفته … تضع كلتا يداها على فمها المفتوح .. الدموع تتألأل فى عيونه …
ظلت ترمش بعيونها للحظات .. دموعها تتساقط على وجنتيها بهدوء .. ال
تعرف ما الذى تفعله … والدها مات .. هل للتو الشخص الوحيد الذى تملكه
فى هذه الدنيا قد توفى .. هل ابتعد عنها ألبد الدهر .. هل لن تراه مره اخرى
.. لن تقوم بمعانقته مره ثانيه ابدا … لن تقوم بمداعبته مره اخرى ابدا … لن
ترى ابتسامته مره اخرى ابدا .. لن تسمعه يناديها مره اخرى … لن تركض
له فى كل مره تكن حزينه بها … ثم سارت ببطء تجاه الفراش … جلست
القرفصاء أمامه .. رفعت يدها ببطء لتالمس كف يده … رفعته الى فمها
لتقبله بحزن ..
هتفت بنبره حزينه
” سبتنى لوحدى … هنت عليك تسيبنى هنا … ليييه .. انت مش وعدتنى
هتفضل معايا تحمينى .. هتفضل معايا لوقت ما اتجوز … هتفضل معايا
علشان تشيل عيالى على ايدك .. مش وعدتنى هتفضل جمبى .. لييييييييه ..

قالت جملتها االخيرة بصراخ شديد .. كاد يصم اذان االشخاص الذين
بالخارج … لكن لم يجرؤ احد منهم على دخول الغرفه .. فجميعهم يعرفون
الحقيقة .. انها زوجة الحاكم … ال يستطيع أحد أن يراها ضعيفه اال هو …
ظل الجميع يستمع لصوت صرخاتها التى تكاد تمزق القلب .. و خصوصا
هو … يشعر بأن شخص ما يمسك خنجر و يطعن به صدره … طعنات
متتالية .. ال يعرف لما كم االلم هذا … هل النها زوجتة .. ام انها فقط شفقه
… ال أحد يشفق على من يحب … هو أحبها .. من أول ثانية وقعت عينه
عليها قد وقع فى حبها … أشار بأصبعه الى عثمان ليخرج كل االشخاص
من المنزل … و يغلق الباب خلفه … وقف عده لحظات بعد أن أيقن انه
وحيد فى المنزل معها .. أخذ نفس عميق … ثم توجه الى غرفه والدها …
ليجدها تجلس على االرض .. تضع رأسها على يده على الفراش و تبكى
بحرقه … تهمس كل تاره ” بابا … ليه .. ليه .. “.. كم أحس بالحزن و
الضيق … أحس بأنه عاجز عن فعل اى شيء … فقط عاجز عن معاونتها
… اقترب منها ببطء … ثم جلس القرفصاء بجوارها …
هتف بحزن شديد
” ادعيله بالرحمه يا ايات .. ”
لم يلقى منها اى رده فعل .. فقط ظلت كما هى … لم تتحرك حتى قيد أنمله
.. بل صدرت منها شهقات خافته .. جعلت دمعه تتساقط من عينه ..
هتف بحزن
” عارفه انه وصانى عليكى الصبح … قالى خلى بالك منها .. قالى دى امانه
عندى … ”
رفعت رأسها لتنظر له نظره منكسره حزينه
” ليه سابنى .. ”
هتف هو بحزن و هو يحدق بعيونها الفيروزيه
” غصب عنه .. ده أجله يا ايات .. ادعيله بالرحمه .. ”
لم ترى أى شيء تقوم به .. سوى معانقته بكل قوتها .. تبكى بشده على
صدره … و هى تتمسك بقميصه بحزن .. تصرخ كالطفل الرضيع الذى
يحتاج الى من يحمله ..
همست ببكاء و حزن
” مش هشوفه تانى … مش هيبقى موجود جنبى تانى … مش هرجع من
شغلى االقى موجود جمبى تانى … لييييه .. بابا .. ”
عادت دموعها تتساقط بكل قوه مره اخرى … و هى تعانقه … و هو كان
متجمد للحظات حتى قامت هى بمعانقته .. لكنها ليست فى وعيها ليلومها ..
لكن ال لوم بينهم النها زوجته … لكنها ال تعرف ذلك …
flash back
فارس بابتسامه هادئة
” انا طالب ايد بنتك يا عم سعد .. ”
سعد بابتسامه حزينه
” انا عارف انى حطيتك فى موقف مش حلو يا ابنى .. لكن دى بنتى .. ”
فارس بابتسامه واسعه
” بنتك دى انا كنت ناوى اطلب ايدها منك قريب من غير ما تقول كده ..ز
و خالد انا هعرف احميها منه ازاى حتى لو انت رفضت عرضى .. ”
سعد بابتسامه هادئة
” انا مش ضامن هعيش لبكره وال ال يا ابنى .. ايات الزم تبقى مراتك
النهارده قبل بكره … ”
فارس بابتسامه هادئة
” روح هات مأذون البلد يا عثمان .. و هات معاك شاهد .. ”
سعد بنبره هادئه
” خلى بالك من بنتى يا فارس .. دى امانه عندك .. ”
فارس بابتسامه هادئه
” دى فى قلبى يا عم سعد .. يمكن تستغرب .. لكن انا حبيت بنتك من اول ما
شوفتها … انا اوعدك طول عمرى احميها و احبها .. عمرى ما هخلى دمعه
واحده تنزل من عيونها بسببى .. ”
سعد بابتسامه سعيده
” اوعى تقولها لغير ما اموت .. بعد لما اموت قولها انها مراتك .. ”
فارس بابتسامه حزينه
” حاضر يا عم سعد .. ”
Back
فارس بحزن شديد
” هللا يرحمه … قولى الحمد هلل يا ايات .. ”
أبعدها عنه قليال … و هو يحاوط وجهها بكلتا يديه
همس امام وجهها بنبره جديه حازمه
” انتى هتقومى … تبقى قويه … ابوكى كان بيحبك .. عمل علشانك كتير ..
عمره ما هيبقى مبسوط و هو شايفك كده .. ادعيله بالرحمه .. ”
اومأت برأسها و هى تحدق بعيونها السوداء … تهز رأسها عده مرات ..
موافقه منها على كالمه .. الذى هو أصح ما سمعته .. لقد فعل والدها الكثير
ألجلها … لتقف االن بقوتها التى اعتادت عليها .. لتأخذ عزاه .. لتصبح قويه
حتى تعيش فى هذه البلده

error: