عشق وجزاء

عشق وجزاء
الفصل الرابع

يقولون أن الصبر يكون عند الصدمة الأولي، ولكن ماذا إذا أصبحت حياتك عبارة عن مجموعة من الصدمات المتتالية ، فكيف يتحملها الإنسان ؟ هل يصمد ام ينهار ، ولكن بالنسبة لرنا تعرضت لصدمات اضعفتها وجعلتها هشة كالريشة في مواجهة الريح ،
*******************************
انهت رنا الإتصال وملامحها لا يمكن تفسيرها أبدأ، لا تصدق أبد ما يحدث معها. سألت ندي بقلق… مالك يا رنا في اي ؟ ومن اللي اتصل بيكىِ ؟ ردت رنا بحسرة…. مش عارفة. ندي…طيب قالك اي ؟ رنا… قال دي قرصة ودن صغيرة علشان متخديش حاجة مش ليكي تاني وبصيتى لفوق المرة الجاية بصى علي قدك. بكت رنا بحسرة… يارب انا عملت ايه علشان يحصل كل دا ، بكت رنا بهستيريا انا معملتش حاجة وحشة علشان يحصل معايا كل دا ،ليه أنا بس اللي بيحصل معايا كدا ؟ يارب. انهارت رنا كثيرا فاحتضنتها ندي بشدة
وقالت ببكاء…. حرام عليكي يارنا هنعترض علي امر ربنا ، أستغفري يا حبيبتي ….. بس يارنا بقي كفاية يا حبيبتي بقي..
رنا بصراخ ….. كفاية!!!! كفاية اي محدش حاسس بيا ،ولا بالنار اللي جوايا. محدش يقولي كفاية
ندي ببكاءعلي ما وصلت إليها صديقتها … خلاص يا رنا كفاية يا حبيبتي بقي….. قومي يلا تعال ارتاحي شوية والصبح ان شاء الله هنلاقي حل للموضوع دا … قومي معايا يلا..
ساعدت ندي رنا علي الوصول الي غرفتها وجلست على السرير خليكي هنا وانا هعملك ليمون تهدي أعصابك… بس امسحى دموعك يا حبيبتي بقي وكفاية كدا آها؟ اومئت رنا بضعف فتركتها ندي وتوجهت الي الخارج.
اما رنا فحست بحاجتها الي حضن امها وتمنت لو انها علي قيد الحياة فترتمي بأحضانها وتشكي لها همومها فقامت وتوجهت لغرفة والدايها ربما ترتاح قليلا..
في الخارج اتصلت رنا بوالدتها واخبرتها انها سوف تظل مع رنا اليوم بسبب تعبها.. وافقت الام علي ذلك.. اغلقت مع والدتها وتوجهت الي المطبخ وصنعت عصير ليمون واخذته وتوجهت به الي غرفة رنا فلم تجدها هناك. قلقت عليها كثيرا وخرجت للبحث عنها حتي وجدتها في غرفة والديها..
ندي…. رنا يا حبيبتي اي جابك هنا ؟ رنا ببكاء ماما وحشتني اوووي وعايزة أفضل هنا
ندي بتأثر…. طيب يا حبيبتي خدي يلا اشرب العصير ونام ومتخافيش على ملك انا هبقي معاها. شربت رنا العصير ولكن سرعان ما سقطت في نوم عميق … سامحيني يا رنا بس مكنش في غير الطريقة دي علشان تنامي ( فالعصير كان مخلوط بحبة منوم )فغطتها ندي وأطفئت النور وخرجت وذهبت لغرفة رنا ونامت بجوار ملك وهي تحاول إيجاد سبب وراء ما حدث مع رنا
ايعقل أنها كانت فقط مجرد رهان ؟!! ام ان هناك سبب آخر… وماذا عنها هي أيضا ؟! وعند هذه الفكرة اعتدلت في جلستها بفزع..ايعقل أن عدي كان يعلم بالأمر ؟ وأنها خُدعت هي الاخري…بقيت تائهة في أفكارها حتي سقطت في نوم عميق..
*************************************
في قصر العمري خرج جاسم من الحمام وهو يجفف شعره ويرتدي بنطال رياضي وتيشرت من نفس النوع… رمي المنشفة على الكنبة وتمدد علي السرير محاولا النوم ولكن كلما اغمض عينه يأتي ببالها صورتها وهي تترجاها ان يتركها….فتح عينها بقوة وتنهد بغضب وتذكر ما حدث معه منذ ثلاثة أشهر
فلاش باك
كان جاسم يعمل حتي وقت متأخر عندما اعلن هاتفه عن اتصال مجهول المصدر فزفر بغضب ثم تجاهله في منذ عدة أيام وهو يتلقي اتصالات مجهولة يخبره صاحبها ان رنا علي علاقة بآخرين وأنها تخدعه ولا تحبه بل هي تحب شخص آخر. تجهل الاتصال وعاد مرة أخري لعمله ولكن لم يتوقف هاتفه عن الرن فضغط على الزر الايجاب بعصبية ثم تحدث بضيق
جاسم ….. هات اللي عندك علشان مش فاضي.
مجهول…. اهدي بس يا باشا حبيبة القلب معاها واحد دلوقتي في البيت بقاله أكتر من ساعة…. بعد ما رجعوا من الفندق ،سلام ياباشاا
أغلق هاتفه وهو لايصدق ما يسمعه فاخذ هاتفه ومفاتيح سيارته وخرج مسرعا من الشركة ركب سيارته وقادها بسرعة كبيرة حتي وصل الي منزل رنا بوقت قياسي، فتح باب السيارة و كاد أن ينزل ولكن توقف عندما رأي رنا قادمة مع شخص وهو يحتضنها بقي صامت في مكانه لا يقدر على قول شئ بقي يراقبها قليلا وهي تتحدث معه حتي احتضنها وقبلها ثم ودعها وغادر….
لم يستطع جاسم تحمل ذلك فاخذ سيارته وانطلق بسرعة كبيرة حتي توقف في طريق مقطوع فاخذ يصرخ باعلي صوته ليه يارنا ليه كدا ليه بقيتى زيهم ؟ ليه ؟! افاق من شروده علي دمعة دافئة سقطت من عينه فمسحها وأغلق عينه محاولا النوم
**********************
في الصباح تسللت أشعة الشمس من النافذة الي داخل الغرفة، لتيقظ تلك النائمة فتململت قليلا ثم فتحت عينها واستغربت اين هي ولكن سرعان ما تذكرت أنها في غرفة والديها ، التقت صورة والديها ولمعت الدموع بعينها لا تعلم لما تبكي. احتضنت الصورة بقوة ونزلت دموعها بصمت” وحشني حضنك اوووي يا ماما ، وانت يابابا وحشتني اوووي ، كان نفسي أكون البنت اللي تفتخر بيها القوية والعنيدة بس انا بقيت ضعيفة اووووي ومش قادر اتحمل كل دا لوحدي انا تعبت اووي والدنيا جاية عليا اوووي وكل حاجة ضدي ” خلال هذه الدقائق. استيقظت ندي من نومها على ضربات خفيفة علي وجها ،ففتحت عينها ببطء لتجد ملك أمامها فتحدثت ببراءة ” انت تعملي اي يا ندي هنا
” فضحكت ندي بخفة صباح الخير يا ست ملك ردت ملك
” صباح النور رنا فين ”
” رنا نايمة في الاوضة التانية يلا نغسل وشنا ونروح نصحيها سوا ” ردت ملك بحماس يلا
قامت ندي وساعدت ملك في تغير ملابسها وذهبت لتُيقظ رنا فوجهت لغرفتها .
ومسحت دموعها ووضعت الصورة في مكانها وتوجهت الي الخارج.
كانت ندي علي وشك فتح باب الغرفة عندما سبقتها رنا وفتحته
رنا بإرهاق واضح علي وجهها صباح الخير يا ندي .ردت ندي بابتسامة خفيفة صباح النور يا حبيبتي.. ها عاملة ايه دلوقتي ؟ هكون عاملة ايه يعني. تنهدت ندي ثم أخبرتها…. طيب هتعملي اي دلوقتي ؟
“هعمل اي يعني مش قادرة افكر في حاجة، ووضعت يديها علي يد ندي وقالت… شكرا علي كل حاجة ياندي ”
مفيش داعي للشكر ياهبلة انت اختي عارفة يعني اي اختي ومفيش شكرا بين الاخوات ولا اي؟ ابتسمت رنا بخفة طبعا… مفيش داعي تفضلي معايا روحي علي شغلك.
تنهدت ندي بضيق ” لا انا هفضل معاكىِ طول النهار ” معلش يا حبيبتي عايزة ابقي لوحدي ثم مدت يديها بورقة مطوية ، عايزكى توصلى دي لأحمد بيه ”
ندي باستغراب ” ورقة اي دي ؟”دي استقالتي وصليها لأحمد بيه…. خلاص مش هينفع اشتغل تان هناك ثم أكملت بسخرية دا لو مكانش جاسم بيه طبعا طردني ” ندي بضيق.. تمام يارنا اسيبك بقي علشان الحق أجهز ، سلام ”
سلام … خرجت ندي وأغلقت الباب خلفها …. فقامت رنا بالتوجه لغرفتها ووجدت اختها ملك تلعب بالألوان.
رنا صباح الخير يا لوكا….. رفعت ملك رأسها ثم عادت اللعب مرة أخرى ولم تجب..
رنا باستغراب وقد جلست بجوارها ، اممم لوكا
زعلانة مني ؟ ردت ملك ولم تنظر لها ايو زعلانة منك ومش عايزة اكلمك تانى. رنا بحزن مصطنع.. كدا يا لوكا اومال مين اللي هيعمل معايا كيكة الشوكولاته ، خلاص بقي مرة تانية .. وقامت لكي تغادر.. ولكن وجدت من يسمك بها من ثيابها…” لا خلاص لوكا مش زعلانة من رنا” فضحكت رنا بقوة واحتضنتها.. ملك ببراءة… رنا هتعمل لوكا الكيكة (همها على بطنها صحيح )
ماشي يا ست لوكا يلا نروح نعمل كيكة.
…………… ……………………..

في قصر العمري.. ارتدي جاسم ملابسه وأمسك هاتفه وطلب رقم ما… فسرعان ما اته الرد فتكلم ببرود ” نفذ اللي اتفاقنا عليه النهاردة أول ما توصل الشركة قرار الفصل يتمضي.. كلامي واضح ثم اغلق هاتفه واخذ مفاتيح سيارته وغادر متجها الي الشركة.
……………. ……………. ……
اغلق مدير شئون العاملين هاتفه مع مديره وتذكر إتصاله منذ يومين.
فلاش باك
الساعة لا تزال الخامسة صباحا حينما اصدر هاتفه رنين متواصل فامسك هاتفه ولكن سرعان ما استقام في جلسته حينها رأي رقم مديره ففتح الخط واجاب بسرعة فأخبره باصدار قرار فصل رنا من الشركة فاستغرب ذلك كثيرا ولكن وافق. فاغلق الهاتف باستغراب فرنا معروفة باجتهادها وشغلها الجيد فلماذ يريد فصلها..
باك. ولكن ماذا بيده ان يفعله فهو لايقدر على الاعتراض وعليه تنفيذ الأمر.
…………. …………. …………
وصلت ندي الي الشركة وتوجهت الي مكتب أحمد بيه
ندي للسكرتيرة…. أحمد بيه موجود
السكرتيرة… موجود ثانية اديه خبر
رفعت السكرتيرة الهاتف بلغت مديرها بطلب ندي لقائه. فوافق على الفور فهو يعتبرها كإبنته هي ورنا.
طرقت ندى الباب ودلفت الي الداخل.
أحمد بيه… خير يا ندي، في حاجة حصلت ؟
ندي.. لا يا فندم بس اتفضل ومدت يديها بورقة الاستقالة
أحمد….. بإستغراب اي دي ياندي
“ورقة استقالة رنا ” أحمد بصدمة.. ليه اي اللي حصل علشان تقدم استقالتها،حد ضايقها ؟!”
لا يافندم بس هي اضطرت تسافر لعند قرايبها هي وأختها و مش هينفع تشتغل تانى ”

أحمد بتفهم… تمام يا ندي قوليها لو احتاجت حاجة انا موجود ومكانها هيبقي محفوظ لو حبت ترجع تانى في اي وقت هي عايزاه.
ندي باحترام… شكرا يا فندم ، بعد إذن حضرتك.
” اتفضلي ” خرجت ندي من عنده متوجه الي مكتبها فاوقفها مدير شئون العاملين. آنسة ندي لو سمحتي دقيقة من فضلك.
اتفضل يااستاذ محمد
“شكرا يا بنتي ، بس كنت عايز اسألك عن آنسة رنا هي مجتش ؟! ”
ندي… لا يا عم محمد رنا قدمت استقالتها ومشيت ….. بعد إذنك عندى شغل
” اتفضلي يا بنتي ”
توجهت رنا الي مكتب عدي بعصبية شديدة
فطرقت الباب ثم دخلت
عدي… صباح الخير يا حبيبتي
ندي بعصبية شديدة….. هو سؤال واحد وتجاوب عليها بكل صراحة …. انت كنت عارف إن رنا كانت رهان بين جاسم واصحابه.
ظهرت الصدمة علي وجه عدي وابتلع ريقه بخوف. انت عارفة الكلام دا منين
ندي بصراخ… جاوب علي سؤالي بكل صراحة
الكلام ده حقيقي ولا لا ؟!
اطرق عدي راسه بصمت فعلمت الإجابة
ندي ببكاء …. يعني صح ويا تري أنا كمان كنت رهان ولا اي ؟
“اهدي يا ندي الموضوع مش زي مانت فاهمة” لا فاهمني انت اي هو اللي مش مفهوم أمسك بيديها فنفضتها. طيب اهدي ” صدقني الموضوع في سوء تفاهم ، رنا فعلا كانت رهان عند جاسم بس بعد كدا حبها جدا وكان هيطلبها للجواز بس مش عارف اي اللي حصل ؟ في حاجة حصلت معاهم في الرحلة جاسم متغير من ساعة ما رجع. ” ندي بسخرية يطلبها للجواز لا بجد.. بيحبها مش كدا ؟ ويا تري لما هو بيحبها ليه عمل فيها كدا ولا هي دي طريقتكم في الحب مش كدا.
“عمل اي جاسم؟” تسأل عدي بستغراب
ندي بسخرية… لا والله محسيسني إنك متعرفش حاجة صح مش بيعد تكون متفق معاه مش بعيدة عليكوا مانتوا عندكوا بنات الناس لعبة مش كدا وما شاء الله تاريخكوا مشرف بجد لا حاجة تفرح.
عدي وقد فقد أعصابه فتحدث وقد بدأ صوته يعلو … ممكن تهدي وتقوليلي اللي حصل لكل دا وبلاش كلام مالوش أي لازمة انتى عارفة اننا كنا كدا زمان بس اتغيرنا وانتى أكتر واحدة عارفة كدا كويس. ممكن تهدي وتقوليلي اللي حصل ؟
“روح لصاحبك خليه يقولك ” قالتها واتجهت مغادرة .فتنهد عدي وتوجه الي مكتب جاسم.

***********************************

error: