عشق وجزاء

الفصل الحادي عشر
عشق وجزاء
لا يستطيع أي إنسان مهما حاول الهروب من قدره، دائما ما ستجد خيوطه تحيط بك من كل إتجاه لتعيدك لقدرك المحتوم.

تفاجأ جاسم وعدي من دخول رنا المفاجئ فتحولت ملامحهم الي الصدمة الشديدة ، ولكن لم تدم كثيرا حين تحدث والده بثقة
“اهلا بيكي في مجموعة العمري يا مدام رنا ” ثم قام لمصافحتها
حاولت رنا أن تخفي ارتباكها وتحدثت بثقة
” أهلا بيك أحمد بيه، شرف كبير أني أشتغل مع مجموعة العمري مرة تانية ”
أحمد بإبتسامة….. بس المرة دي إنتي مش موظفة هنا دلوقتي بقيتي سيدة أعمال ناجحة.
رنا…. ميرسي جدا يا فندم دي شهادة أعتز بها
أحمد….. بجد إنتي حققتي نجاح مبهر في فترة صغيرة جدا وعملتي إسم في عالم الإقتصاد….
رنا… متشكرة جدا يا أحمد بيه
كان جاسم في عالم آخر لا يصدق أن رنا أمامه الآن ، فيبدو أن القدر أعطاه فرصة أخري ، لإعادة محبوبته إليه فعليه أن يستغلها جيدا.
أفاق من شروده عندما إستمع لصوت والده ينادي عليه
أحمد باستغراب….. مالك يا جاسم بنادي عليك من الصبح.
جاسم…. آسف يابابا سرحت شوية ، حضرتك عايز مني حاجة.
أحمد بخبث…. لا دا أنا هعرفك علي رنا ، ثم وجه حديثه لرنا قائلا….
أكيد يا رنا فاكرة جاسم وعدي.
نظرت إليه فوجدت عيناه المتعلقة بها فتحدثت ببراءة مصطنعة…. بصراحة مش فاكرة!!!
كان عدي يحاول جيدا ألا يضحك ولكن عندما إستمع لحديث رنا الآخر حتي انفجر ضحكا فكتم ضحكته عندما رأى نظرات جاسم الغاضبة ، حاول أحمد ألا يضحك هو الآخر حتي لا يفسد خطته فسأل عدي باستغراب مصطنع….. مالك يا عدي أي إللي بيضحك كدا
عدي…. لا عمي مفيش بس بصراحة افتكرت حاجة كدا ، …. طبعا يا مدام رنا حضرتك مش فاكراني فمد يده قائلا…. عدي الشامي صاحب جاسم
رنا….. أهلا يا أستاذ عدي
عدي….. أستاذ أي بقي أنا عدي وخلاص.

أحمد….. تمام يارنا شغلك الفترة الجاية هيكون مع جاسم ، أتمني ميكنش عندك اعتراض.
رنا ….. أكيد لا طبعا
أحمد….. أوك ، ثم وجه حديثه لجاسم
جاسم وري رنا مكتبها
جاسم بغيظ… حاضر يا بابا
اتفضلي يا آنسة رنا
رنا ببرود ….. مدام لو سمحت

جاسم بغيظ…. اتفضلي يا مدام

رحلت رنا برفقة جاسم وعلي وجهها إبتسامة خفيفة، انتظر عدي خروج جاسم فتحدث قائلا
” هي رنا بجد هتشتغل هنا ”
أحمد ابتسامة ” انت شايف أي
عدي…. لا أنا شايف حاجة تانية.
ثم تحدث بهمس واضح إن الأيام الجاية هتبقي عسل ”
بتقول حاجة يا عدي
عدي….. لا يا عمي بعد إذنك هروح اشوف شغلي
أحمد…. اتفضل
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
توجهت رنا برفقة جاسم لمكتبها فكان مكتبها بجوار مكتب جاسم، دلفت الي الداخل فوجدت سيدة في نهاية العشرينات من عمرها

جاسم …. دي مدام ريهام هتبقي مديرة مكتبك من النهاردة
ثم وجه حديثه لريهام قائلا….
ودي مدام رنا المسئول عن المشروع المشترك بيني وبين الشركة الفرنسية .
ريهام….. تشرفت بمعرفتك يا فندم
رنا…… ميرسي جدا

أشار جاسم بيده لباب مغلق في نهاية الغرفة المكتب من هنا ، دلفت رنا ببرود برفقة جاسم الي الداخل سرعان ما تحول إلى إعجاب عندما وجدت مكتبها من الداخل مصمم بطريقة رائعة وفخمة
تحدث جاسم بهدوء…. اتمني المكتب يكون عجبك.
رنا…. حلو اوووي ، ميرسي جدا تعبتك معايا.
جاسم بسخرية….. تعب أي دا ولا حاجة ، بس أنا شايف إنك الحادثة مش خطيرة علشان تفقدي الذاكرة وتنسي اسمي بس.
رنا….. نعم!!!!
جاسم…. مالك مستغربة كدا ليه ؟! مش إنتي مش فاكراني ، بس بصراحة أول مرة أعرف إن ذاكرتك ضعيفة علشان تنسني في أسبوع.
رنا…. أظن إني قولتلك إنك مش موجود في حياتي ، وبعدين أنا حرة، وياريت تتفضل علشان أشوف شغلي.

جاسم بغيظ…. أوك هخرج بس متنسيش إن في عشا عمل لتوقيع العقود .
خرج جاسم ترك رنا تبتسم علي غيظه فانتفضت حينما أغلق الباب خلفه بقوة فتحدثت رنا…. انت لسه شوفت حاجة اصبر عليا بس.

************************
توجه جاسم لمكتبه فوجد عدي ينتظره هناك

جاسم بغضب … في حاجة يا عدي.
عدي…. لا أهدي كدا أنا عايزك هادي خلاص ، واتعامل معاها ببرود تام مهما حاولت تستفزك
بص عايزك لوح تلج ، بلاش تسرع علشان الفرصة مضعش منك.
جاسم بغيظ …. لوح تلج مع المخلوقة دي!!! ، أقول أي مش فاكراني ، الهانم مش فاكرة جوزها.
عدي بضحك….. بصراحة الله يكون في عونك دي مش ناوي على خير أبدا.
جاسم بغيظ …. بتضحك!!! ليك حق اضحك يا خويا ، سرعان ما ضحك جاسم هو الآخر…. هههههه والله طول عمرى بقول عليها مجنونة ، بس علي مين إن كانت هي مجنونة فأنا اجن منها هتشوفى يارنا.
عدي…. طيب استأذن أنا وانتوا بقي ولعوا في بعض بس بعيد عني ، سلام يا صاحبي.
جاسم…. سلام.
بدأ جاسم العمل على المشروع المشترك بينه وبين رنا.

في مكان آخر مظلم في الشركة ، نجد شخص مجهول يتحدث في الهاتف مع …
مجهول١…. ايو يا هانم ، متأكدة انها هي ؟
مجهول ٢…. ممكن تكون واحدة بنفس الاسم مش شرط تكون هي…. لحظة أنا هبعتلك صورة للبنت اللي أنا اقصدها…. ها وصلت!!
م١…….. لحظة يا هانم ألقت نظرة على الصورة ثم تحدثت
ايو يا هانم نفس البنت اللي في الصورة
م٢….. تمام خدي بالك منهم كويس اووي ، وعايزة كل حاجة بتحصل معاهم ، فاهمة؟!
م١…. أكيد يا هانم، مضطرة أقفل دلوقتي ولو في جديد هتصل بيكي على طول.
م٢…. تمام
اغلق الهاتف وتأكدت من عدم رؤيتها ، وتوجهت لعملها
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

انقضي اليوم الأول لوجود رنا في الشركة وغادرت للإستعداد للعشاء ، حاولت رنا قدر الإمكان تجاهل جاسم حتي تستطيع إتخاذ القرار المناسب بشأن حياتها القادمة.
••••••••••••••••••••••••••

عاد أحمد إلي المنزل فوجد فريدة بانتظاره فأسرعت إليه قائلة بلهفة…
ها قولي أي اللي حصل النهاردة ؟!
أحمد…. محصلش حاجة الإتنين ابرد من بعض.
فريدة… طيب رنا هتشتغل مع جاسم ؟!
أحمد…. ايوا
فريدة….. اوووف ، طيب هنعمل ايه دلوقتي.
أحمد… متشغليش بالك إنتي أنا اللي هتصرف معاهم من هنا وجاي.
فريدة باستغراب … انت خارج تاني !!
أحمد…. ايوا عندنا عشا عمل لتوقيع العقود وطبعا لازم أكون موجود.
فريدة…. بس جاسم لسه مرجعش!!
أحمد…. جاسم هيغير في الشركة
فريدة أوك ….. آه صحيح بكرة هشوف أدهم في النادي ، أي رأيك تيجي معايا ؟!
أحمد بابتسامة….. أكيد طبعا
♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧

تألق جاسم بحلي سوداء من افخم ما يكون ، فكان عنوانا للوسامة.
اصطحب عدي ندي برفقته ولم يخبرها عن السبب ، فحاولت الاعتراض من أجل رنا الصغيرة فرفض عدي ذلك فرضخت للامر وذهبت برفقته
فتألقت بفستان من اللون الأزرق فكانت رائعة بينما تألق عدي بحلي زرقاء اللون فكانوا رائعين جدا بطالتهم المتماثلة.

وصل عدي برفقة ندي أولا تبعه جاسم ،استغراب جاسم من وجود ندي ولكن سرعان ما أدرك الأمر

جاسم بابتسامة…. منورة يا مدام ندي
ندي…. ميرسي يا جاسم
جاسم…. مش كنتي جبتي رنا الصغيرة معاكي.
تحدث عدي هذه المرة وهو يغمز له…. كفاية عليك رنا الكبيرة.
ندي باستغراب…. انتوا بتكلموا على مين!!
جاسم … دلوقتي ت……
لم يستطع جاسم إكمال حديثه عندما وجد رنا قادمة إليهم..
عدي .. مالك يا جاسم .
لم يستطع جاسم الحديث من الصدمة فنظر عدي باتجاه المدخل فوجد رنا قادمة إليهم . ترتدي فستان سهرة طويل من الستان الأسود
في موديل راقي بتصميم من الدانتيل الأسود يأخذ شكل قلب بمنطقة الصدر ، أما عن الجزء السفلي فهو قصير من الأمام مع كرانيش منهدلة من وسط الخصر .
وصففت شعرها وتركته منسدلا فكانت غاية في الروعة والجمال فلم يستطع جاسم إبعاد عينه من عليها…

أفاق جاسم علي صوت رنا
رنا برقة…. مساء الخير ، آسفة علي التأخير
انتبهت ندي لصوت جيدا فلم تصدق ما تسمع فالتفت تجاه مصدر الصوت فتحولت نظراتها لصدمة وتحدثت بدون وعي رنا
وتلاقت عيناهم…… لتفتح لها رنا ذراعيها غير مصدقة…..
ان رنا أمامها وبكت ندي وهي تضمها بقوة
تعرفي علي قد زعلي منك بس إنتي وحشتيني اوووي
رنا ببكاء …. وإنتي كمان وحشتيني اوووي
جلست ندي بجانب رنا قائلة…. عايزة أعرف أي اللي حصل معاكي من يوم ما سافرتي لغاية النهاردة.
ابتسمت رنا قائلة…. أكيد طبعا لينا قاعدة لازم أعرف حاجات كتير اوووي ونظرت تجاه عدي
ندي… أوك
فتحدث عدي قائلا…. رنا بحالها اهي يا ستي مش رقم تلفونها بس..
ندي بامتنان … بجد شكرا يا عدي

تحدثت رنا مع ندي وعلمت أن رنا ستظل هنا لمدة أربعة شهور.
اما عدي فحاول تهدئة جاسم فيبدو أن رنا قد بدأت الحرب مبكرا فاستخدمت سلاح الغيرة ،
فجاسم سَيُجن من الغيرة فكانت جميلة بطريقة لا توصف.
عدي ….. أهدى يا جاسم مش كدا
جاسم بغضب…. انت مش شايف الهانم لابسة أي
عدي….. معلش اهدي كدا وعدي السهرة علي خير ، مع إن مش بيان خلاص انها هتعدي
قطع حديثهم قدوم أحمد العمري يسير بهدوء ووقار فوقع نظره على جاسم فرأي نظراته الغضب تجاه رنا فعلم أنه حبه لرنا كان حقيقي
فعزم على تنفيذ ما يجول في خاطره ولكن يجب التأكد من مشاعر رنا هي الآخري.

انقضت السهرة سريعا فبعد توقيع العقود انضمت رنا لندي وظلوا يتحدثون عما حدث في السنوات الأخيرة ، فعلمت رنا بأن ندي لديها فتاة لم تتجاوز الثانية من عمرها إسمها رنا فهكذا سماها جاسم ، كما أخبرتها رنا عما حدث معها فاخبرتها ما حدث معها ولم تذكر شئ عن أدهم ، أما جاسم فلم يغفل ثانية واحدة عن رنا فكان يري نظرات الإعجاب من كل ما يراها من حولها فتمني أن تنقضي الليلة سريعا دون أن يتسبب في قتل أحدهم.
استأذن عدي وندي للمغادرة من أجل الصغيرة فقرر الجميع الرحيل، فعرضت ندي علي رنا إيصالها فرفضت حتي لا تتأخر علي الصغيرة أكثر من ذلك
فطلب أحمد من جاسم إيصال رنا إلي منزلها فحاولت رنا الرفض ولكن لم تنجح فاضطرت إلي الذهاب برفقته ،

***************************
انقضت رحلة العودة إلي منزلها في سكوت تام فلم يتفوه أحد منهم ولو بكلمة واحدة غير سؤال جاسم عن العنوان فكان بطريقه للمنزل
بعد قليل وصل جاسم الي منزل رنا فشكرته رنا ثم توجهت إلي المنزل ، تبعها بعينه حتي تأكد أنها أصبحت بداخل المنزل ثم غادر الي منزله

دلفت رنا الي الداخل فوجدت أدهم لا يزال مستيقظا برفقة سلمي فالقت تحية المساء …

رنا باستغراب….. أدهم!! حبيبي لسه صاحي لحد دلوقتي ؟!
أدهم…. مامي أنا حبت هنا اوووي وتيته سلمي حكتلي عن حاجات كتير اوووي هنا أنا عايز أشوفها.
رنا بإبتسامة لحماس ابنها ….. اممم حاجات زي أي!!!
أدهم بطفولية .. كتير يا مامي ،و إنتي عارفاهم
ضحكت رنا بخفة…. حاضر يا حبيبي، بس دلوقتي علي النوم بسرعة
أدهم….احكلي حدوتة الأول.
رنا….. أوك يلا
فوجهت حديثه لسلمي…. اومال ملك فين ؟!
سلمي …. في اوضتها بتقرأ كتاب
رنا…. تمام هطلع أشوفها الأول وبعدين أشوف أدهم.
سلمي…. ماشي يا حبيبتي ، أنا هطلع انام عايزة مني حاجة
رنا….. تسلمي يا طنط
سلمي…. يلا يا حبيبتي تصبحي على خير
رنا….. تلاقي الخير
توجهت رنا لغرفة ملك فوجدتها تقرأ كتاب فهذه الصغيرة أحيانا تشعر كأنها أكبر من عمرها فهي تحب القراءة كثيرا وتقرأ كتب غير مناسبة لعمرها فهي لم تتجاوز الثامنة من عمرها ومع ذلك تقرأ كتب كثيرة سواء معلومات عامة او غيرها .
رنا…. حبيبتي لسه صاحية لحد دلوقتي ليه ؟!
ملك…. انتي رجعتي امتي من بره ؟!
رنا…. لسه دلوقتي ، ها عجبك الجو هنا ولا باريس أحلي ؟
ملك… أكيد باريس أنا عارفها كويس بس هنا لا معرفش حاجة بس أنا حبت هنا اوووي أكتر من باريس في حاجة هنا موجودة مش موجودة في مكان تاني عارفة هنا في محبة بين الكل ، الكل بيساعد بعضه ، من غير مقابل…. عارفة وإحنا في الطريق في واحد وقع الناس كلها راحت تشوفه والكل عايز يساعده ، وكمان الجو جميل جدا.
رنا بإبتسامة …. طبعا يا حبيبتي دي مصر، مبسوطة يا قلبي إنك ارتاحتي هنا .
ملك….. تعرفي يارنا كان نفس اجي هنا اوووي من زمان ثم اكملت بتوجس رنا!!
رنا…. نعم يا حبيبتي
ملك بحزن ….. ممكن نبقي نروح بيت بابا عايزه أروح هناك لو سمحتي.
لمعت الدموع بعين رنا…. أكيد يا حبيبتي نظبط أمورنا ونروح سوا ها موافقة ؟!
ملك…. طبعا…… وعايزة انام في حضنك زي زمان.
حضنتها رنا بقوة…. بس كدا حبيبة قلبي تؤمر وأنا أنفذ يلا نروح لأدهم ونام سوا
ملك بتذمر…. بس أنا إللي هنام في حضنك
رنا…….. حبيبة قلبى بتغير من أدهم معقول!!!!
ملك….. مش بغير بس هو بينام في حضنك كل ليلة وأنا لا
رنا….. اممم مش إنتي اللي عملتي نفسك كبيرة عايزة تنامي لوحدك ، أدهم بقي ذنبه أي
ملك بغيظ …. ماشي بس أنا عايزة انام في حضنك كمان.
رنا بجدية فهي استشعرت غيرة ملك من أدهم …. حبيبة قلبي إنتي وأدهم عندي واحد ، صحيح هو إبني بس إنتي كمان بنتي قبل ما تكوني أختي ، وأنا عمري ما فرقت بين أي حد فيكوا.
ملك…. عارفة يا روني ، إنتي احلي أخت وام في الدنيا كلها.
رنا…. طيب يلا زمان أدهم مستني الحدوتة
ملك بتذمر…. كمان!! لسه في في حدوتة.
رنا? كبرتي علي الحدوتة ولا أي ؟!
ملك…. طبعا كبرت
ذهبت رنا برفقة ملك غرفتها فوجدت أدهم بانتظارها
أدهم بتذمر….. مامي اتأخرتي ليه ؟!!!
رنا…. أنا جاية أهو يا حبيب قلبي ، هغير بس وننام كلنا سوا
أدهم بغيرة….. هي ملك هتنام معانا!!!
رنا…. ياربي ، ايو يا حبيبي
أدهم…. أنا إللي هنام في حضنك مش هي
ملك…. لا أنا إللي هنام في حضنك.

رنا…. لا!! أنا لوفضلت ثانية كمان هتجنن ، انتوا الاتنين هتناموا في حضني ارتاحوا بقي.
ذهبت رنا لابدال ملابسها فاستمعت لصوت شجار أدهم وملك علي من سينام بحضنها
فملك تغير من أدهم وأدهم يغير من ملك ، عليها إيجاد حل لهذه المشكلة.
خرجت رنا وابدلت ملابسها ونامت في المنتصف وبجانبها ملك وأدهم كل منهم من جهة.
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤

في الصباح
استيقظت رنا علي رنين هاتفها فوجدت المتصل زياد فأجابت
رنا…. ايوا يا زياد في حاجة ؟
زياد بعصبية…. رنا إنتي فين ؟
رنا باستغراب لعصبيته الزائدة…… أنا في القاهرة عندي شغل.
زياد بجنون…. سافرتي علشان الشغل ولا علشان ترجعي لحبيبك!!
استغربت رنا من حديثه فخرجت للحديث معه بالخارج حتي لا يستيقظ أدهم او ملك
رنا بعصبية… زياد انت اتجنيت ، ثم انت مين ادك الحق تكلمني بالطريقة دي ؟!
زياد بغضب….. مش قصدي بس اتنرفزت لما عرفت إنك سافرتي من غير ما تقوليلي.
رنا بعصبية… وإنت مين علشان أقولك ؟! اسمع يا زياد لحد هنا واستوب مش هسمحلك تكلمني بالطريقة دي مرة تانية فاهم ولا لا؟!
زياد… رنا انتي عارفة إني بحبك علشان كدا اتعصبت لما عرفت إنك سافرتي.
رنا…. أظن إننا اتكلمنا في الموضوع دا قبل كدا وإنت عرفت رأيى فيه فلغاية هنا وخلص الكلام من هنا ورايح كلامك معايا يبقي بحدود فقاطعها قائلا ……رنا
رنا بحزم…. مدام رنا يا استاذ زياد أظن رسالتي وصلت سلام
أغلقت رنا الهاتف بغضب فوجدت يد توضع على كتفها فالتفتت وجدتها سلمي
سلمي بقلق… مالك يا حبيبتي في أي
رنا بضيق…. مفيش يا طنط ، بس زياد اتخطي حدوده وبقي يتدخل في كل حاجة ، أنا فكرت إنه محتاج وقت يستوعب رفضي الجواز منه بس لا واضح إن الموضوع زاد عن حده ولازم ينتهي لغاية هنا
سلمي بضيق…. أنا أصلا مش برتاح للبني ادم دا وحذرتك منه ، المهم احذري منه وخلاص.
رنا… أكيد يا طنط
سلمي بتذكر….صحيح هنقابل فريدة النهاردة في النادي عايزة تشوف أدهم.
رنا…. مفيش مشكلة يا طنط خدي ملك معاكي وحاولي تتكلمى معاها لأنها بتغير من أدهم ، وادهم بيغير منها.
سلمي…..معلش يا حبيبتي ، المهم أخبار شغلك أي
رنا بضحك….. كويس ياطنط.
سلمي…. ومالك بتضحكي ليه
رنا….. أصل افتكرت نظرات جاسم ليا إمبارح كان فاضل شوية و يقتلني .
سلمي….. وناوية علي أي.
رنا…. ولا حاجة خلي كل حاجة بظروفها.
سلمي… إنتي حرة ،هروح احضر الفطار .
اتجهت رنا لغرفتها للاستعداد للذهاب الي العمل فوجدت ملك استقيظت وأدهم لا يزال نائما.
رنا وهي تقبل ملك من وجنتها…. صباح الخير يا لوكا
ملك بنعاس…. صباح النور ، هتروحي الشغل دلوقتي
رنا…. آه يا حبيبتي ، عايزة حاجة ؟!
ملك… لا يا حبيبتي ، هروح اوضتي سلام
رنا….. سلام
انهت رنا ارتدي ملابسها واستعدت للذهاب إلي
العمل فوجدت أدهم لا يزال نائما فقبلت وجنته ودثرته جيدا بالغطاء واتجهت إلي عملها.

عند زياد أغلق الهاتف بعصبية شديدة فدمر كل شئ من حوله فتحدث قائلا بنبرة مليئة بالحقد
زياد…. انا صبرت عليكى كتير اووي إن يجي يوم وتحسى بيا بس لا مش هسمح إنك تهدي كل خططي برجوعك مصر
ثم رفع هاتفه وهاتف شخص ما…
زياد….. عايزك تراقب رنا كويس اوووي كل تحركاتها تكون معروفة واعرفلي مين كان جوزها…. لغاية ما أوصل لعندك.

زياد…. لا يارنا لو مش هتكوني ليا مستحيل تكوني لغيري مهما حصل حتي لو اضطريت اقتلك!!!

*****************
عند جاسم
استقيظ من نومه وفعل روتينه اليومي واستعد لمواجهة أخري مع محبوبته العنيدة
نزل إلي الأسفل فوجد والديه يتناولون طعام الافطار…
جاسم… صباح الخير يابابا ، صباح الخير يا ماما .
أحمد… صباح النور
فريدة …. صباح النور يا حبيبي تعال افطر يلا
جاسم…. هفطر في الشركة ياماما ،حضرتك مش جي الشغل يابابا ؟!
أحمد…لا عندي شغل مهم برة الشركة
جاسم…. تمام… امشي أنا بقي سلام
أحمد وفريدة… سلام
انتظرت فريدة خروج جاسم فتحدثت قائلة
مش هنقول لجاسم على أدهم.
أحمد…. الأفضل رنا هي تقوله
فريدة…. رنا عنيدة وأكيد مش هتقوله دلوقتي.
احمد……سيبيهم يتصرفوا مع بعض ولو الأمور خرجت عن السيطرة هدخل ساعتها
انهي أحمد وفريدة تناول الافطار وتوجهوا سويا النادي لمقابلة حفيدهما الغالي.
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
وصلت سلمي برفقة ملك وأدهم إلي النادي فاتجهت سلمي إلي أحد الطاولات وجلست تقرأ أحد الكتب ، بينما توجه أدهم برفقة ملك إلي قسم الأطفال ليمرحوا قليلا.

بعد قليل أتت فريدة برفقة أحمد فذهبت باتجاه سلمي…
فريدة وهي تحتضنها …. سلمي وحشتيني اوي
سلمي……. وإنتي كمان وحشتيني اوي .

فريدة…. دا أحمد العمري جوزي
سلمي… تشرفنا يا أحمد بيه
فريدة…. ودي بقي يا أحمد سلمي صاحبتي من زمان.
أحمد… أهلا وسهلا…. فنظر حوله فلم يجد أحد برفقتها ، لاحظت سلمي نظراته فتحدثت بهدوء…. بيلعب في قسم الأطفال
فريدة…. وحشني اووي القمر دا ، صدقني يا أحمد لو شوفته عمرك ما هتكون عايز تسيبه.
جلس أحمد وفريدة برفقة سلمي وبعد قليل اتي أدهم برفقة ملك ، فتفاجأ أدهم من وجود فريدة فجري باتجاها
أدهم… تيته فريدة ، إنتي جيتي
حضنته فريدة…. وحشتني اوووي يا أدهم
أدهم…. وإنتي كمان يا تيته.
فريدة…..شوف يا أدهم مين عايز يشوفك ؟!
دا جدو أحمد.
أدهم…. جدو أحمد
اتجه أحمد الي الصغير ينحني أمامه ويقبل يده : حبيب جدو أدهم
انتهبت فريدة لملك الواقفة تتابع ما يحدث أمامها وقد لمعت الدموع بعينها فذهبت إليها فريدة وتحدثت معها بحنان…. أكيد إنتي ملك مش كدا ؟!
ملك…. ايو
فريدة… المرتين اللي فاتوا معرفتش نتكلم كويس أي رأيك نتكلم شوية مع بعض
ملك…. نتكلم في أي ؟! توجهت فريدة للجلوس برفقة ملك بعيدا عن أدهم
فريدة…. إنتي أي رأيك نتكلم في أي ؟!… آه تعرفي إني كنت أعرف مامتك، كانت صاحبتي
اووي ، كنا تقريبا أكتر من الاخوات مامتك كانت حلوة اوى .
ملك بدموع…. عارفة أحيانا رنا بتحكي عنها كتير وطنط سلمي بتقول إن رنا زي ماما في حنانها علي الكل ، رنا دي احلي اخت في الدنيا
فريدة بحنان …. عارفة يا حبيبتي بس تعرفي أنا كان نفسي يكون عندي بنت اوووي
أي رأيك تسيبك من رنا وتخلينا أصحاب مع بعض كدا وتعتبرينى زي مامتك بالظبط
اتفقنا؟!
ملك بتردد…. بس رنا
فريدة….. سيبك من رنا وقوليلي موافقة ؟
اومت ملك برأسها فحضنتها فريدة ومسحت دموعها يلا نروح لأدهم ؟!
ملك…. يلا .
كانت سلمي متجهة لرؤية ملك فوجدت فريدة معها فاستمعت لحديثها فأطمئن قلبها فكما حصل أدهم علي عائلة وجدت ملك عائلة هي الاخري.
قضي أدهم اليوم برفقة جده يلعبون ويمزحون سويا حتي حل المساء وغادروا علي وعد باللقاء في نفس الموعد من كل أسبوع

********************
مضي أسبوعين علي عمل رنا برفقة جاسم لم يحدث فيهم شئ جديد ، فكانت رنا التجاهل سيد الموقف بينهم فكان كل التعاملات تتم عن طريق مدام ريهام حتي اتي اليوم وقرر جاسم إنهاء الأمر فذهب لرنا ليتحدث معها
كانت رنا تعمل علي بعض الملفات حين دلف جاسم للمكتب قائلا بغضب
“لحد امتي هنفضل كدا ”
رنا ببرود …. كدا إزاي يعني!!!!
جاسم….. اقصدي التجاهل والبرود اللي بنتعامل بيه مع بعض.
رنا….. والمفروض أعمل إيه يعني!!!
جاسم…. أنا عندي إقتراح
رنا….. أي هو ؟!
جاسم…. خلينا ننسي اللي فات ونبدأ صفحة جديدة مع بعض.
رنا….. مش فاهمة قصدك
جاسم…. قصدي أننا نتعامل مع بعض كأن دا أول تعامل بينا ونشوف الدنيا هتروح بينا فين.
رنا…. لا طبعا مش موافقة.
اقترب جاسم منها قليلا حتي أصبح أمامها مباشرة فتحدث بهمس…. ليه خايفة تقعى في حبي من تاني ولا اي ؟!
توترت رنا من قربه منها بهذا الشكل فتحدثت بارتباك…. لا طبعا مش كدا
جاسم…. اومال أي إلا لو مكنتيش خايفة.
رنا بعصبية فقربه منها بهذا الشكل يوترها كثيرا… لا مش خايفة ،وابعد شوية
جاسم بخبث …. اثبتيلي إنك مش خايفة
رنا بعصبية …. تمام موافقة
جاسم بانتصار…. تمام ثم مد يده قائلا جاسم العمري ,28سنة زي ما إنتي شايفة وسيم والبنات هتموت علشان نظرةمني.
فرفعت رنا أحد حاجبيها قائلة لا والله ودي مكتوبة في البطاقة ولا أي.
جاسم…. لا طبعا بس أعمل إيه المعجبين كتير اووي
رنا ببرود…. أوك لو معندكش حاجة تقولها اتفضل على مكتبك
عبرت من جانبه متجهة لمكتبها عندما جذبها جاسم من يدها بقوة فسقطت بين احضانه فتحدث قائلا..
بس قلبي وعقلي مع بنت واحدة وبس ، أنا مش بحبها بس أنا بعشقها ،ونفسي تديني فرصة تانية علشان أقولها إني بعشقها نفسي أعيش إللي فاضل معاها وبس
تاهت رنا برومادية عيناه التي تنبض بالعشق الجارف لها فرأت صدق حديثه فتحدثت بدون وعي
رنا بحب…. جاسم!!
انت جرحتني اووي ياجاسم وظالمتني كتير.
جاسم بعشق….. ياهااااه يارنا أخيرا قولتيها تعرفي أنا مستني أسمع إسمي منك من يوم ما شوفتك ، صدقيني يا عمري كان غصب عني أنا من يوم ما سافرتي وأنا بتعذب بس كفاية لغاية كدا خلينا نرجع لبعض واوعدك إني هعوضك عن كل دمعة نزلت بسببي ، بس إديني فرصة تانية
رنا بهيام…. فرصة واحدة ، واحدة وبس يا جاسم لو خذلتني مفيش مرة تانية
جاسم بلهفة…. أوعدك ياقلبي أنا مش هخذلك أبدا
فضمها إليه بقوة لتسمع دقات قلبه النابض بالعشق من أجلها فقط. فهي ملكته التي احتلت عرش قلبه لسنوات عديدة فمعها تعلم أبجديات العشق والغرام فكان للحب سلطان وكانت هي ملكته فأصبح حبهم عبارة عن عشق وجزاء .
تاهت رنا بين احضانه فكأن العالم توقف من حوالها اما جاسم فشعر بأنه أُعيد للحياة مرة أخرى بعودة محبوبته إليه ظل هكذا فترة من الزمن حتي أستمع لصوت طرقات على الباب فانتفضت رنا بين ذراعيه ودفدعته بقوة بعيدة عنها وقد بدأ وجهها بالتحول للون الأحمر من شدة الخجل ، أستغرب جاسم كثيرا من تصرفها فاقترب منها مرة أخرى ولكن منعه دخول عدي فزفرت رنا بارتياح أما جاسم فتحدث بعصبية…. عايز أي يا عدي
أستغرب عدي من عصبية جاسم الزائدة …. مالك يا جاسم في أي ؟!
جاسم…. اخلص يا عدي ؟!
أما عدي فبنظرة واحدة الي تلك التي تموت من الخجل ففهم الأمر فتحدث بخبث… مفيش بس واضح إنكوا مشغولين اووي علشان كدا نسيتوا الإجتماع.
جاسم…. اوبس، نسيت خالص حكاية الإجتماع فنظر إلي ساعته وقال طيب روح انت وانا هحصلك
عدي بخبث …. لا يا عم أبوك هيموتني لو رجعت من غيرك يرضيك اموت يعني ورنا الصغيرة تتحرم من أبوها
جاسم… عدي!! روح وأنا جاي وراك
عدي…… أوك
توجه عدي للخروج فانتظر جاسم خروجه
كاد أن يتحدث ولكن قاطعته رنا
رنا….جاسم
جاسم بحب….. عيونه
رنا ببرود….. بره
جاسم بصدمة…. نعم!!!!!

حاولت رنا الا تضحك وتحدثت بجدية مصطنعة… بقولك بره !!!
ضرب جاسم كفا بكف الله يخربيتك ياعدي ضيعت سحر اللحظة أهي رجعت للبرود من تاني.
فأشارت رنا بيدها ناحية الباب فخرج جاسم يكتم غيظه منه ويتوعد لعدي.
انفجرت رنا ضاحكة …. دي بس البداية يا جاسم ، لسه هتشوف كتير.

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤

تحسنت علاقة جاسم برنا تدريجيا فأصبح التعامل مباشر بينهم بالعكس فكان جاسم يستغل كل فرصة لرؤيتها ، كانوا يقضون معظم أوقاتهم معا سوا في العمل أو تناول الغداء حتي جاسم أصبح يوصلها إلي منزلها يوميا. فكان لا يفوت فرصة لتعويضها عما سببه لها ، فشعرت رنا بصدق مشاعره وحبه الواضح للجميع ، حاولت رنا كثيرا إخبار جاسم بأمر أدهم ولكن بكل مرة كان يحدث شئ ولا تخبره ،بالبداية خافت كثيرا من رد فعله وربما عدم تقبله للصغير ولكن حنان جاسم وحبه بالتعامل مع رنا الصغيرة جعلها تدرك أنها حرمت أبنها من حنان والده وحبه الشديد .
أصبح علاقة أدهم بجده قوية للغاية خاصة وأن الصغير يمتلك صفات كثيرة مشتركة بينه وبين جده.
تفاجأ أحمد من طلب الصغير ذات مرة أنه يريد تعلم الخيل لأن والدته ترفض ذلك وتخبره أنه مازال صغير ، فعلم أن الصغير ورث حب الفروسية منه ومن والده فقرر تدريبه بشرط عدم إخباره رنا بالأمر.

سعد الجميع بالتطور الواضح في علاقة جاسم برنا كثيرا ولكن بقي عدم معرفة جاسم بشأن أدهم فكان الجميع يخاف من رد فعله إذا علم بالأمر مصادفة فالجميع أصبحوا يعلمون بحفيد العمري حتي عدي وندي.

قرر جاسم إخبار رنا بأنه يريدها زوجته مرة أخرى ولكن هذه المرة أمام الجميع ولكن هناك من يخطط لهدم هذه السعادة فأصدر القرار لتنفيذ الخطوة الأولى من خطة الانتقام

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
بدأ جاسم بتجهيز مفاجأة لرنا فأصبح يتجنبها
لا يفسد خطته .
في صباح يوم جديد قررت رنا إخبار جاسم بأمر أدهم مهما حصل فبعد حديثها الأخير مع أحمد العمري الذي أخبرها بضرورة معرفة جاسم بالأمر لأنه بدأ يشك في الأمر .

لذا توجهت لمكتبه فلم تجد السكرتيرة بالخارج فتوجهت للداخل فانصدمت مما رأت فصدمتها اعادتها لنقطة البداية مرة أخرى في علاقته مع جاسم فلم تكن تتخيل أن هذا ممكن يحدث أبدا

error: