عشق وجزاء

عشق وجزاء
الفصل التاسع
صباح مشرق وشمس ساطعة ذهبية منيرة ألقت بشعاعها علي نافذة زجاجية لتملأ الغرفة بنورها ، صعد طفل صغير لا يتعدي الرابعة من عمره الي سريرها ينام بجانبها يقبلها ببراءة ويضع اصبعه الصغير علي عيناها النائمة
…. يا أميرتي النائمة اصحي بقي

فتململت تلك النائمة وفتحت عينها بتثاقل وما ان وجدته أمامها حتي ابتسمت له بحنان جارف وهي تضمه اليها
…. حبيب مامي صباح الخير يا قلبي صحيت بدري ليه…..
فقاطعها صوت السيدة سلمي قائلة….. مش بدري ولا حاجة إنتي اللي صحيتي متأخر،
رنا….. صباح الخير يا طنط
سلمي…. صباح النور يا حبيبتي….. اصحي يلا علشان نشوف ورانا اي، عندنا تحضيرات كتير اوووي علشان حفلة حبيب قلبي أدهم.
رنا…. تمام أنا هروح الشركة أخلص شوية ورق واجي علي طول علشان نظبط الحفلة…. مش مصدقة أن أدهم بقي عنده أربع سنين ، الوقت بيعدي بسرعة اووي ، لسه فاكرة أول مرة شوفته فيها وحضنته شعور جميل اوووي عمري ما كنت أتخيله بالجمال دا ، أول ما عيوني جت عليه نسيت كل وجعي وحزني ومفكرتش غير إن الملاك دا بقي ابني
سلمي …. ربنا يخلهولك يا حبيبتي… تعرفي أول ما عرفت إنك حامل كنت خايفة اوووي تنزليه ، بس إنتي احتفظتي بيه وخاطرتي بحياتك علشانه ، واتحملتي مسئوليته ومسئولية ملك كمان ومحرمتيش حد منهم من أي حاجة.

رنا…. صحيح في البداية مكنتش عايزاه بس لما فكرت فيها لاقيت أن مالوش ذنب في أي حاجة ، بدأت أفكر بس إن كمان كام شهر هكون أم ، إحساس الأمومة سيطر عليا بشكل كبير وبقي شاغل كل تفكيري ، حتي لما الدكتورة قالت إن في خطر علي حياتي لو الحمل كمل وطلبت مني انزله ساعتها حسيت إن حياتي رجعت ضلمة تاني كأن ربنا بعتهولي علشان أكمل حياتي وانسي كل اللي حصلي ،
رفضت وقولت مهما حصل مش هنزله ، تعبت اوووي بس إحساس أن بيكبر جوايا كان جميل اوووي ولما سمعت دقة قلبه حسيت إن الدنيا كلها مش سيعاني من الفرحة ، كل تعبي راح لما حضنته أول مرة بجد مش عارفة من غير أدهم حياتي كانت هتبقي عاملة إزاي.

سلمي محاولة تغير الموضوع حتي لا تتذكر تلك المرحلة الصعبة قائلة بحزم مصطنع…. مش وقت ذكريات دلوقتي ، قومي يلا علشان تخلصي الشغل بسرعة علشان نشوف مكان البارتي والتجهيزات…. يلا قالت ذلك ثم خرجت فنادتها رنا قائلة بحب وامتنان

” طنط فالتفت لها سلمي فاكملت قائلة بجد مش عارفة أشكرك إزاي ، وقفتك جانبي واهتمامك بملك وأدهم ، حتي لما بدأت حياتي هنا في باريس جيتي معايا وسبتي آسر هناك ، بجد من غيرك انتي وآسر مكنتش حققت أي حاجة ولا وصلت للمكانة دي ”

حضنتها سلمي بقوة قائلة بحزن مصطنع…. عارفة لو سمعتك بتقولي كدا تاني هعمل فيكي أي إنتي زي بنتي بالظبط ، وبعدين تعالي
هنا محدش ساعدك في حاجة انتي اللي ساعدتي نفسك واشتغلتي ليل نهار لغاية ما وصلتي للمكانة دي وآسر يدوب شريك بس إنتي اللي حولتي الشركة دي لشركة ناجحة بعد ما انهارت ، ثم اكلمت بحزم مش عايزة اسمع كدا تاني ، ويلا على شغلك…..
فحضنتها قائله …. حاضر
********************************
في القاهرة
شركة العمري
دلف عدي الي مكتب صديقه فوجده غاضبا كعادته في الآونة الأخيرة ولكن اليوم وصل الغضب منه ذروته فحاول معرفة ما حدث لإصاله لهذه المرحلة..
عدي…. صباح النكد أي اللي حصل تاني ؟!!
جاسم بغضب… مفيش اتخانقت مع أُمي .

عدي …… بردو نفس الموضوع
جاسم… ايو كأن مفيش في الدنيا غيره
عدي… طيب وانت هتفضل لحد امتي كدا ؟!!
جاسم…كدا إزاي يعني!!!!
عدي بحدة قليلة … انت فاهم أنا أقصد أي….
جاسم ببرود… لا معرفش وضح كلامك.
عدي بغضب…. لحد امتي هتفضل عايش في الوهم ، لحد امتي هتفضل مستني إنك تلاقيها
بقالك ازيد من أربع سنين وانت بتدور عليها وبردو معرفتش مكانها ، انت مش شايف نفسك بقيت عامل إزاي من يوم ماعرفت إنها في لندن وانت بتدور عليها زي المجنون حتي بعد ما عرفت إنها سابت لندن رجعت واحد تاني بقيت مشغول طول الوقت في الشغل
علي طول مضايق وسرحان فاهم إن محدش ملاحظ، بس انت لحد النهاردة بتفكر فيها ومش عايز تنساها ، بتعاقب نفسك علي أي ؟!
انت حتي مش مدي نفسك فرصة تنساها .
قاطعه جاسم بغضب…. ايوا بعاقب نفسي علشان انا اللي عملت فيها كدا وضيعتها من ايدي ، عايزيني أعمل أي؟! مفكر إني محاولتش
أنساها ؟! غلطان حاولت كتير بس مش قادر أنساها ، بشوفها في كل مكان ، بسمع صوتها كأنها موجودة معايا …… عندي أمل إني هلاقيها قريب اوووي.
عدي…. تمام لما تلاقيها هتعمل ايه لو كانت عاشت حياتها واتجوزت واحد تاني.
جاسم……. اتجوزت!!!! مستحيل ،رنا تكون اتجوزت إحنا لبعض مهما حصل.

عدي…..مستحيل ليه، انت عارفة إن الاحتمال دا جايز جدا يكون حصل بس انت اللي مش عايز تصدق .
جاسم بغضب….. لا مش ممكن يكون حصل عارف ليه ؟!! علشان اللي بينا مكنش حب لا اللي بينا حاجة أكبر منه بكتير وزي مانا واثق في حبي ليها واثق أكتر إنها مستحيل تكون اتجوزت.
عدي… براحتك يا صاحبي بس لما تفوق من الوهم دا علي الحقيقة المرة متزعلش.
توجه عدي للخروج ولكن توقف فجأة ليخبره بما جاء من أجله.
عدي….. آه الشركة الفرنسية بعتت إيميل ولازم نكون في باريس خلال يومين بالكتير.
جاسم….. تمام احجز التذاكر وبلغني بالميعاد.
عدي بذهول…. انت هتسافر معايا!!!
جاسم…. آه مالك مستغرب كدا ليه ؟!
عدي…. مش مستغرب بس بقالك كتير بترفض تسافر اشمعني المرة دي!!
جاسم ….. مش عارف، عندي إحساس إن الرحلة دي هتغير حياتي.

عدي….. اوك لما نشوف آخرتها معاك اي
خرج عدي لحجز التذاكر، بينما بقي جاسم يفكر فيما قاله عدي ماذا لو وجد رنا و كانت ملك لآخر؟ ولما لا فماذا فعل لها لكي تبقي بانتظاره ، كاد أن يجن من الفكرة نفسها فاجهد نفسه في العمل حتي لا يفكر فى الأمر
************************************

دلفت رنا الي مكتبها خلفها سكرتيرتها الخاصة سحر
( صديقتها المقربة فتاة عربية تعرفت عليها عندما اتت لباريس ، جمالها هادي بعيونها البنية الواسعة وبشرتها البيضاء وشعرها الأسود الطويل )
رنا…. صباح الخير يا سحر
سحر…. صباح النور اتأخرتي النهاردة ليه ؟!
رنا…. بكرة عيد ميلاد أدهم وعندي تجهيزات كتير ، وأكيد مش محتاجة دعوة …..ها حد سأل عليا ؟!
سحر…. زياد السيوفي
رنا بضجر…. ماله ؟
سحر …. سأل عليكي وكان عايز يقابلك.
رنا…. اووف هو مش بيزهق.
سحر…. هتعملي أي معاه ؟!
رنا… هعمل أي يعني دا بني آدم مش طبيعي حاولت أفهمه إن مش ممكن اتجوزه بس هو مش عايز يقتنع ، قوليلي أعمل أي ؟
سحر…. بصراحة هو بني آدم لا يطاق ، عالعموم أنا قولتله إنك مش موجودة.
رنا….. تمام اووي لو سأل عليا تاني قوليله مش موجود سافرت أي حاجة، عندنا مواعيد أي النهاردة ؟
سحر….. النهاردة لا مفيش بس في أوراق عايز توقيعك عليها ونظبط أمور الصفقة الجديدة
وصحيح الاجتماع بعد بكرة أنا بعتلهم إيميل للشركة المصرية علشان الميعاد .
رنا….. تمام هاتي الورق اللي عايز يتمضي وملف الصفقة وتعالي ، صحيح إسم الشركة دي أي ؟
كادت سحر ان تجيبها حينما قطعها رنين هاتفها
رنا… خلاص يا سحر هاتي الورق وتعالي
أجابت رنا علي الهاتف فوجدت أختها ملك فأجابت بلهفة

رنا…. الو ايوا يا ملك في حاجة ؟
ملك….. اهدي مفيش حاجة ، بس كنت عايزاكي تيجي معايا علشان نشتري هدية لأدهم .
تنهدت رنا واجابت… حاضر يا حبيبتي بكرة هنروح سوا ، أي رأيك؟!!
ملك ….. تمام باي
رنا….. باي
دلفت سحر مرة أخرى بملف الصفقة والاورق
وبقيا يعملون سويا
***************************

قام عدي بحجز التذاكر بتاريخ اليوم التالي الساعة الرابعة صباحا فقرر إبلاغ جاسم بالأمر حتي يستطيع الاستعداد للسفر فلم يبقي أمامهم وقت كثير… فتوجه اليه
جاسم… حجزت ؟ دون النظر إليه
عدي بضيق…. ايوا طيارة بكرة الساعة أربعة الصبح
جاسم….. ومالك زعلان كدا ليه ؟!
عدي…. مفيش
جاسم…. برضو مفيش ، انت حر.
سار عدي قليلا ثم عاد مرة أخرى….
لا في .
جاسم…. عايز اي يا عدي ؟
عدي …. طنط فريدة كلمتني.
جاسم…. ليه ؟!!
عدي…. الشغل مش هيطير ممكن تسيب اللي في إيدك وتبصلي ؟
تنهد جاسم وأغلق الحاسوب
نعم بصتلك اهوو عايز اي ؟!
عدي…. جاسم والدتك قلقانه عليك مفكرة إن في حد في حياتك علشان كدا مش راضي تتجوز ، سألتني لو أعرف هيا مين.
جاسم… قولتلها اي ؟!
عدي بضيق…. ياخي بطل برودك دا عايزني أقولها أي يعني ، بص يا جاسم انا مش هكدب مرة تانية ، لازم تلاقي حل مع والدتك وإلا أقولها علي موضوع رنا وانت حر ؟
جاسم بعصبية…. خلاص يا عدي أنا هتصرف.
عدي…. تمام أنا ماشي عايز حاجة ؟
جاسم…. لا بس بوسلي رنا لحد ما أشوفها.
عدي…. طيب يا خويا مانت بتحبها لأنها علي اسم حبيبة القلب.
ابتسم جاسم بخفوت ولم يرد عليه
تنهد عدي وخرج تركا جاسم يتذكر تلك الصغيرة فهو أحبها كثيرا ليس فقط لأنها علي إسم حبيبته بل لأنه تشبهها كثيرا فتلك الصغيرة تجعله ينسي همومه واحزانه ، فكلما اشتاق لرنا ذهب لرنا الصغيرة .

**********************
أنهت رنا عملها مبكرا وعادت للمنزل للإستعداد لحفلة الغد ، فوجدت أدهم يجلس مع ملك في حديقة المنزل يلعبان سويا ،فظلت تنظر إليهم بحب فهما يشكلان حياتها بالكامل، ثم ذهبت لتساعد السيدة سلمي في تحضيرات الحفلة.

*********************

عاد جاسم الي منزله فوجد والدته
تجلس في الصالون تتصفح المجلة ، فجلس بجوراها فنظرت إليه ثم عادت لتصفح المجلة مرة أخرى ، فقبل يدها قائلا.
جاسم… ماما فلم ترد عليه فنادها مرة أخرى ،
ماما علشان خاطري متزعليش مني.
تنهدت فريدة وتحدثت بحنان قائلة
” يا حبيبي انا عايزة مصلحتك اللي أصغر منك اتجوز وخلف وانت مش راضي تتجوز ، طيب لو في واحدة معينة في بالك قولي “.
جاسم…. مفيش حد في بالي بس علشان خاطري سيبك من الموضوع دا دلوقتي
فريدة بعصبية…. لحد امتي يا جاسم ؟
جاسم…. صدقيني أول ما الاقي البنت المناسبة هقولك ، ها خلاص مش زعلانة مش حابب أسافر وإنتي زعلانة مني.
فريدة ….ليه انت مسافر!!!!
جاسم… ايو مسافر بكرة باريس علشان الشغل، خلاص بقي يا رورو متزعليش.

فريدة بإبتسامة… ماشي يا حبيبي مش زعلانة
قام جاسم بتقبيل جبينها ، وغادر إلي
غرفته لإعداد حقيبته والاستعداد للسفر

***********************
وصل جاسم وعدي الي باريس ( مدينة العشاق) فتوجهوا مباشرة إلي الفندق ليرتاحوا قليلا .
اما رنا فقامت بتجهيز الحديقة بشكل جميل ورائعه بديكورات الأطفال لإستقبال عيد ميلاد ابنها أدهم وقامت بدعوة أصدقاء أدهم من الحضانة وبعض من الجيران وصديقتها المقربة سحر ، قامت بإعداد جميع أكلات أدهم المفضلة فهي تحرص دائماعلي ان تكون حفلته مميزة جدا . أوشكت التحضيرات علي الإنتهاء ولم يتبقي سوي القليل فتركتها لسحر وسلمي وتوجهت برفقة ملك لشراء بعض الأشياء الضرورية.
__________________________
بعد مرور 5 ساعات
استيقظ جاسم علي رنين هاتف متصل فوجد المتصل صديقه عدي فأجاب عليه
جاسم…. عايز اي ياعدي اخلص !
عدي…. أخلص!! ماشي بس ياريت ترد علي موبايلك وتطمن امك علشان رنت عليك ومش بترد.
جاسم… اوبس نسيت خالص تمام هكلمها دلوقتي.
عدي…. اوك….. أي رأيك نتغدي سوا وننزل نعمل شوبنج
جاسم…. تمام، اديني ربع ساعة هاخد شاور وألبس .
عدي… تمام.

أغلق جاسم مع عدي واتصل على والدته وطمأنها و قام بتجهيز نفسه ونزل للاسفل لمقابلة عدي في ساحة الفندق .

……………………..
نزل عدي للأسفل فلم يجد جاسم فانتظره قليلا حتي آتي وهو يرتدي تيشرت من اللون الابيض ضيق يبرز عضلات جسده وبنطلون من الأسود فكان ملكا للوسامة ، اما عدي فكان يرتدي بنطلون من اللون الأسود وتيشرت من من نفس اللون فكان وسيما هو الآخر توجهوا معا الي الكافيه عائلي مشهور لتناول طعام الغداء ، فكان هناك بعض من الفتيات الفرنسيات اعجبوا بجاسم كثيرا وعدي فحاولوا التحدث إليهم فلم يرد جاسم ولكن رد عدي عليهم بكلمات مقتضبة فرحلوا
فتحدث جاسم قائلا…. شايفك مبسوط اوووي
عدي يغمز له…. الفرصة جت لحد عندي أقول لا
جاسم بخبث …. ويا تري ندي لو عِرفت هتعمل ايه ؟!
عدي بخوف مصطنع …. اي يا عم أنا اتكلمت دلوقتي .
انفجر جاسم ضحكا…. اخص على الرجاله .
عدي…. لا يا عم عند ندي واستوب دي طَلعت عيني علشان اصالحها وذلتني سنتين خطوبة علشان اتعلم الأدب علي الكلام اللي قولته
قضوا فترة الغداء في المزاح والضحك بينهم

وبدأوا رحلة التسوق
اشتروا كثيرا من الهدايا التذكاريةوقضوا وقت رائع وتوجهوا الي وجهتهم الاخيرة

********************
اشترت رنا كل ما يلزمها للحفلة ثم توجهت لأحد المولات الشهيرة لشراء باقي الأغراض

فتوجهت ملك لشراء هدية لادهم وذهبت رنا لإحضار باقي الأغراض…
اما جاسم فكان يسير حينما رأي فستان سهرة من اللون الأبيض في غاية الروعة والجمال فنظر إليه قليلا ثم قرر شرائه ، اما عدي فتوجه لمحلات الاطفال لإيجاد شئ من أجل طفلته رنا وبينما كان في رحلة بحثه صادف رنا في طريقه فلم يصدق ما تراه عينه كاد أن يذهب للتحدث معها ولكن سرعان ما اختفت فَخُِيلَ إليه أنه يتوهم….

اشتري جاسم الفستان وقرر العودة لصديقه عدي فاصطدم بأحد ما
جاسم….pardon آسف
رفعت ملك رأسها واجابته
ملك….” il n’y a pas de mal” لا بأس
شعر جاسم أنه يعرفها جيدا حاول معرفة أين فلم يستطع فاعتذر مرة أخرى ورحل

إنتهت رنا من شراء ما تحتاجه وهاتفت ملك لمعرفة إذا إنتهت هي الآخري ام لا ؟ أخبرتها ملك أنها انتهت وسوف تنتظرها في الكافيه
فذهبت رنا لملك فوجدتها تتحدث مع شخص لم تستطع التعرف عليه فتوجهت إليها بسرعة
ولكن ماان تحركت رنا حتي غادر جاسم فنادتها بخوف فذهبت إليها و سألتها رنا عما حدث فاخبرتها وتوجهوا للخروج.

اما جاسم ما إن خطي بضع خطوات حتي إستمع لصوتها حتي توقف مكانه من الصدمة فكأن عقارب الساعة توقفت لتعود لسنوات مضت لا يدري هل ما يسمعه حقيقة أم وهم مثل كل مرة فالتفت ناحية الصوت بسرعة فلم يجد شئ ، فشعر بخيبةامل فمرة أخري كان يتوهم ، ولكن لا في هذه المرة لم يكن يتوهم.
فهذه الأثناء عاد عدي الي صديقه فوجده في حالة من التوهان فسأله بقلق
عدي…. مالك يا جاسم
جاسم…. مفيش حاجة يا عدي يلا نرجع الفندق.
عدي… يلا

وصل جاسم وعدي الي الفندق فتوجه كل منهم إلي غرفته يفكر فيما راه وسمعه
شغلت رنا تفكير جاسم وعدي منهم من هو متأكد مما رأي وآخر كان بين الحقيقة والسراب لايدري هل سمع صوتها حقا ام لا ؟!!

***********************************
علت صوت الألعاب النارية في السماء تعلن عن بداية حفلة عيد ميلاد أدهم العمري…
فكانت حفلة في قمة الروعة والتميز ، حفلة تليق بحفيد العمري
تنوعت فقرات الحفلة وفرح الأطفال كثيرا فكانت حفلة مميزة بكل تفاصليها ، تلقي أدهم الكثير من الهدايا ، ولكن بالنسبة له كانت هدية ينتظرها كثيرا حتي حصل عليها فقدمت له رنا اللعبة التي ارادها ففرح بيها كثيرا ، قدمت ملك هديتها لأدهم والسيدة سلمي أيضا ففرح بهم كثيرا.
إنتهت الحفلة بسعادة على الجميع
سعدت رنا كثيرا لفرحة ابنها فهي دائما ما تحرص علي سعادته هو وملك….
بعد انتهاء الحفلة…..

جلست رنا بتعب على الكرسي…. أخيرا الحمد لله الحفلة خلصت من غير مشاكل.
السيدة سلمي….. الحمد لله بس الحفلة كانت جميلة وأدهم فرح اووي.
رنا….. أكيد ولعب أكتر علشان كدا نام من التعب بقي شقي اوووي..
السيدة سلمي … صحيح بقي شقي جدا وعايز يلعب طول الوقت.
رنا…. أكيد حضرتك تعبتي روحي ارتاحي وأنا هخلص كام حاجة وانام
السيدة سلمي…. ماشي يا حبيبتي تصبحي على خير
رنا…. تلاقي الخير
قامت رنا وراجعت أوراق الصفقة ونامت
*********************************** في صباح اليوم التالي
استقيظ جاسم وهو يشعر بصداع رهيب يقضي عليه فهو لم ينام طوال الليل فها هي ليلة أخري يقضيها في التفكير في رنا وحاول كثيرا النوم فلم يستطع فكأن النوم جافاه ليتعذب بنار الشوق والفراق.
فقرر الاستعداد للذهاب للعمل الذي جاء من أجله
لم يختلف عدي كثيرا عن صديقه فقضي معظم الليل يفكر فيما رأه هو متأكد لم يكن يتوهم فقرر عدم اخبار جاسم بالأمر حتي يتأكد أولا
فاستعد ونزل للاسفل لتناول الإفطار ثم توجه برفقة جاسم إلى الشركة الفرنسية
*******************************
حان موعد الإجتماع في شركة A&M فذهب كل من جاسم وعدي إلي هناك بالرغم من تعبهم الظاهر إلا أنهم كانوا قمة الوسامة توجهت سحر للترحيب بهم وانتظرت حتي اتت رنا ، بعد قليل اتت رنا وهي تتحدث في هاتفها مع آسر يهنئها بعيد ميلاد أدهم ويعتذر عن عدم حضوره الحفلة ، أغلقت رنا مع آسر ثم دلفت لقاعة الإجتماعات بطلتها الانقية فكانت ترتدي جيب قصيرة من اللون الأسود وبلوزة من اللون الذهبي وشعرها المصفف بطريقة رائعة جعلها تبدو أكثر جمالا وتحدثت معتذرة آسفة علي التأخير يا حضرات
في هذه اللحظة انصدم عدي عندما ظهرت أمامهم فجأة فتحدث بدون وعي…… رنا
اما جاسم فنهض من مكانه وكان يحدق بها بغير تصديق كما فعلت هي المثل فتحدثت بدون وعي… جاسم !

error: