سلسلة اعرف ربك

من سلسلة

اعـــــــــــــــــــــــــــــرف ربك

((( الـــــــــودود )))

1
فهل تعرف ما معنى الودود ؟؟

الودود :أي الذي يحب أنبياءه و رسله و أتباعهم و يحبونه فهو أحب إليهم من كل شيء قد امتلأت قلوبهم محبة له
فهو أحبهم و جعل في قلوبهم المحبة فلما أحبوه أحبهم حبا آخر جزاءا لهم على حبهم

ورد اسم الودود في القرآن مرتين

في قوله تعالى : وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ ﴿هود: ٩٠﴾

و

وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ ﴿البروج: ١٤﴾

فهو الودود يحبهم ويحبه أحباؤه والفضل للمنانِ
وهو الذي جعل المحبة في قلوبهم فجازهم بحب ثاني
هذا هو الإحسان محضا لا معاوضا ولا توقع الشكرانِ
لكن يحب شكورهم ، لا لإحتياج منه للشكرانِ

2
معاني حول الاسم

يقال إن المودة هى شدة الحب ، ويقال الحب ما استقر في القلب والود ما ظهر في الأفعال

و من جمال وده سبحانه و تعالى

*** إنه جعل الحب منه إبتداء فقال

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [المائدة : 54]

*** أنه يتودد إلينا بنعمه و آلائه

*** و من تودده ان يشرد العبد عنه فيعصيه و يقصر في الواجبات فيستره الله و يحلم عنه و يمده في النعم و لا يقطع عنه منها شيئا ثم يدبر له أسباب التوبة ، فيتوب العبد إليه ، فيقبل التواب الغفور التوبة و يعفو عنه و يبدل سيئاته حسنات و يستره في الآخرة

و لعل هذا و الله أعلم سر اقتران المغفرة و الود في الآيتين

و من جميل تودده فرحته بعبده التائب !

نعم الله يفرح بتوبتك بل و يجعلك من عباده الصالحين و يصطفيك !

سبحانه ودود رحيم

مازلت أغرق في الإساءة دائبا وتنالني بالعفو والغفران ..!

لم تنتقصني إذ أسات وزدتني حتى كأن إساءتي إحسان…!

تجزي الجميل عن القبيح كأنما يرضيك مني الزور والبهتان…!

ألا تحبه !!

3
كيف تعبد الله باسمه الودود

*** سارع في التوبة
{ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِين} [البقرة : 222]

ويقول أهل العلم
الود يعود بعد التوبة النصوح أكثر مما كان، فمحال أن يفرح بتوبة عبده وهو لا يحبه !

*** تودد إليه بطاعته وأفضل ما تتقرب به إليه الفرائض
فمن تقرب إليه شبرا تقرب إليه ذراعا

*** تأمل نعمه عليك لتحبه

*** ارضي بقضاؤه ( فأحبه إليه ..أحبه إليك )

*** اترك شيئا تحبه لأجله لتنال حبه

فليتك تحلوا والحياة مريرة *** وليتك ترضى والأنام غضاب
وليت الذي بيني وبينك عامر *** وبيني وبين العالمين خراب
إذا صح منك الود فالكل هين *** وكل الذي فوق التراب تراب

نسأل الله أن يجعلنا و إياكم من عباده الذين يحبهم و يحبونه

4
استشعر بقلبك

يحكى أن بعض الأغنياء كثير الشكر فطال عليه الأمد وعصي ربه ، فمازالت نعمته ولا تغيرت حالته ، فقال : يا رب تبدلت طاعتي وما تغيرت نعمتك ،فنام فهتف به هاتف فى المنام

يا هذا ..لأيام الوداد عندنا حرمة حفظناها وضيعتها !!

(يقول الله تعالى : أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معه إذا ذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم ، وإن تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا ، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا ، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة )

صحيح البخاري

* كان أحد الصالحين يقول ليس العجب في حبي لك فأنا عبد ذليل ولكن العجب في حبك لي فأنت ملك جليل !

سبحان الله !

ليس العجب في عبد يتودد إلى مولاه
ولكن
العجب كل العجب في ملك يتودد إلي عبيده !

كانت جارية تدعو في سجودها وتقول
اللهم إني أسألك بحبك لي أن تغفر لي
فأنكروا عليها ذلك فقالت لولا حبه لي ما أيقظني في جوف الليل !

هذا حبه لك
ربنا بيحبك..مش مصدق؟؟

فأين حبك له ؟؟؟؟

أبعد كل ذلك تسيء الظن به ؟!
وتظن إنه لا يحبك ولا يريدك ولن يقبلك !
ويبتليك كي يعذبك !!!!

فما أقسى قلوبنا !

error: