سلسلة اعرف ربك

من سلسلة

اعـــــــــــرف ربك

((( اللطيــــــــــف )))

1
فهل تعرف ما معنى اللطيف؟؟؟

قال تعالى :
اللَّـهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ
﴿الشورى: ١٩﴾

اللطيف له معنيان :
أحدهما بمعنى الخبير ( من أسماء الله الحسنى )
و هو أن علمه دق و لطُف حتى أدرك السرائر و الضمائروالخفيات

المعنى الثاني : الذي يوصل إلى عباده و أوليائه مصالحهم بلطفه و إحسانه من طرق لا يشعرون بها

قال ابن القيم – رحمه الله – :

وهــو اللطيف بــعبده ولــعبده *** والـلـطف في أوصـافه نـوعـانِ
إدراك أســرار الأمــور بخُـبره *** والـلـطف عند مواقع الإحـسـانِ فيــُريك عزته ويُـبدي لطـــفه *** والعبد في الغفلات عن ذا الشانِ

2
معاني حول الاسم

اقتران اسم الله اللطيف باسمه الخبير

فلم يقترن بغيره في القرآن

{لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [الأنعام : 103]
{أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [الملك : 14]
{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ} [الحج : 63]

{يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ}
[لقمان : 16]

تأمل سرّ اقتران اسمه ( اللطيف ) باسمه (الخبير ) إذ باقتران الاسمين نستدل على عظم رحمة الله وسعة فضله . .

فإنه ( خبير ) بعباده وباعمالهم و لا يخفى عليه شيء من أعمالهم – من خير أو شر – ومع ذلك فهو يلطف بهم حتى مع ما يكون من علمه جل وتعالى بدقائق أعمالهم

وفي هذا الاقتران . . بعث لروح التفاؤل وحسن الظن بالله . .

فإن العبد قد يحدّث نفسه : وكيف أدعو الله أو أستغفره وأنا كثير الذنوب والآثام . . فيأتي هذا الاقتران ليبعث في النفس : أن الله خبير بك وبعملك ولا يخفى عليه شيء من عملك
وأن هذا الاعتراف بالذنب ينبغي أن يتبعه أمل وحسن ظن بالله وسؤاله تعالى ابتغاء لطفه . .

و من لطف الله بعباده أنه يقدر عليهم أنواعا من المصائب و ضروبا من البلايا و المحن سوقا إلى كمالهم و كمال نعيمهم

و قد يكون البلاء في ظاهره بلاء و لا يحمل إلا كل خير

مثل قصة سيدنا يوسف عليه السلام فابتلاه الله بالسجن و لكن انتهى الأمر بأحمد العواقب

فلا تجعل البلاء يشغلك بل انشغل بمراد الله منك في الابتلاء

فمن لطفه-جل وعلا- بعبده أن يبتـليه ببعض المصائب فيوفـقه للقيام بوظيفة الصبر فيها ، فيُـنيله رفيع الدرجات وعالي الرتب .

3
كيف تعبد الله باسمه اللطيف

***كن رفيقا بعباد الله ولا تنسى أن تبسمك في وجه أخيك صدقة

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(من حرم الرفق حرم الخير ) صحيح مسلم
وقال ( إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله ) صحيح البخاري

*** إذا علمت أن الله يدرك خفايا أمرك فراقبه في السر والعلن

***أرضى بقضاء الله واحمد الله على لطفه

*** افتقر إلى الله وتضاعف ما أمكنك
فكما قالوا إن اللطف مع الضعف أكثر

4
استشعر بقلبك

قال تعالى فى سورة الكهف
{وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ } [الكهف : 18]

من لطف الله بهم كان يقلبهم لئلا تأكلهم الأرض، و لا تبلى ثيابهم، و لا تبطل قواهم البدنية بالركود و الخمود طول المكث.

هل شعرت عمرك بإن تقلبك ليلا من لطف الله بك ونعمه عليك ؟!

فاللطيف هو المحسن إلي خلقه في خفاء وستر من حيث لا يعلمون

فقلبك ينبض 100ألف مرة يوميا ، وتأخذ نفسك 23 ألف مرة يوميا
وكليتك تنقي 6500 لتر دم يوميا ، وألاف من العمليات الحيوية تحدث بداخلك وفي الكون من حولك وألاف من النعم يحسن الله بها عليك في خفاء وأنت لا تدري.

فسبحانه اللطيف..!

قال تعالى

{أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [الملك : 14]

فهو يعلم كل شىء وخبير بك وبحالك فيعلم ما يصلحك
ويقدم في ذلك كله رحمته ولطفه

فلما تجزع عند البلاء ؟

هو لطيف رحيم بك ،خبير بحالك وما منعك إلا ليعطيك

ولا تقلق على رزقك وتأمل قوله
{اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ}
[الشورى : 19]

فلا تقلق هو قوي عزيز لا يغالبه أحد ولا يعجزه شىء
والملك القوي هو من سيرزقك
وهو لطيف بك

فلما تحزن ؟

error: