رواية مجرمة بريئة

الجزء الرابع

هبة : بابا هي اللعبة لمين ؟

سامي وهو عم يطلع تيابو : انو لعبة بابا ؟

مسكت المسدس .. وحطت ايدها على الزناد .. والتفت سامي بنفس اللحظة عليها .. وفاتت عزيزة من باب الغرفة

سامي بس شاف المسدس بايد بنتو ارتعب كتير وصرخ بصوت عالي : هبة اتركيه من ايدك

وهبة خافت وبدون وعي .. داست على الزناد .. وطلعت رصاصة من المسدس .. وكان صوتها عالي كتيررر
غمضت هبة عيونها وحطت ايديها على ادانها وصار تبكي .. وفجأة سمعت صوت امها عم تصرخ بصوت عالي كتير

عزيزة : سااااااااااااااااميييييييييييييييييي … سااااااااامييييييييييييييييييييييييييي

اجت غزل وعلي عالصوت .. وصارو يصرخو ويبكو بس شافو ابوهن مقتول وعم ينزف .. فتحت هبة عيونها وهي عم تبكي .. وشافت ابوها واقع بالأرض
وغرقان بالدم .. وامها حاطيتو بحضنها وعم تصرخ والعالم كلها التمت عليهن عالأصوات وعلى صوت الرصاص
وكسرو الباب وفاتو ..

صارو الجارات يصرخو .. ركضت وحده منهن اخدت هبة وغزل وعلي وطلعتهم من الغرفة وهي عم تبكي ..
والعالم كلها التمت .. وصوت عزيزة ما عم ينقطع وهي عم تنادي على سامي ..

( بعد مرور 20 سنة على الحادث )

حاولو الناس قدر طاقتهم انو هبة ما تعرف هي الحادثة بس تكبر… و ضلت سر… سر مكشوف للكل الا لهبة و اخوانها..

ام سامي : يا بنتي لا تبكي يا البي يا عمري

هبة : مشان الله يا ستي .. مشان الله انا هالشب ما بدي ياه ما بدي ياه
معاذ خطبني مية مرة وما وافقت امي عليه ليش طيب ليييييييييييش

ام سامي : يا حبيبتي الحب بيجي بعد العشرة طولي بالك
وامك بتعرف مصلحتك اكيد لو معاذ مناسب كانت وافقت عليه ..

هبة : لك مشان الله .. انا شو عملتلها لامي لتكرهني هيك .. انا شو عملتلها حتى دايماً تحسسني انو انا مو بنتها
ستي .. هلأ انا عنجد بنتها ؟ عنجد هي امي ؟

ضمتها ام سامي لصدرها : ايه يا حبيبتي بنتها .. انتي بنتها ..

كانت عزيزة بالمطبخ وفاتت وراها غزل ..

غزل : ماما .. حرام عليكي تجوزي هبة غصب عنها هي ما بدها ياه للشب

عزيزة : ليكي وليه انتي التانيه روحي من وشي ها .. لسه بدي اخود رأي هبة خانوم ازا بدها وازا ما بدها

غزل : لك امي انتي ليش هيك بتعاملي هبة غير عنا ؟

عزيزة : مين قال ؟

غزل : لك شو مين قال .. من لما وعيت عالدنيا وانتي عطول بتضربيها وبتبكيها .. وما خليتها تكمل دراسة من صف خامس
حرمتيها من المدرسة ، وعطول شغل وخدمة .. لك لليوم ما بتخليني اشتغل شي وبتتركي الشغل كلو عليها

التفتت عزيزة على غزل وعيونها كلهن وجع وقهر : اطلعي من هون .. اطلعي

غزل : امي

عزيزة : لك اطلعيييييييييييي .. اطلعييييييييييييييييي

غزل : طيب طيب طالعه

طلعت غزل و ركضت عزيزة سكرت باب المطبخ وقعدت بالأرض

عزيزة : لك انا اشتقتلو .. انا اشتقتلو كتييييييييييير .. قتلتو قدام عيوني .. مات بين ايدي .. كيف بدي سامحها
كيف بدي سامحها وهي الي حرمتني من ضحكتو و دفا صوتو .. هي الي قتلتو .. هي الي اخدتو مني
هو مات الف موتة مشان هي تجي عالحياة .. وهي بلحظة ..بلحظة وحده .. اخدتو مني ..

حطت ايديها على وشها وصارت تبكي بحرقة ووجع ..

بعد يومين حاولو الكل يتدخلو ويقنعو عزيزة انو بلا هالجوازة .. بس عزيزة ما عادت عزيزة
كانت مرا قوية كتير وما بتسمح لحدا يتدخل بقراراتها .. والي بيعلق بلسانها بيندم .. والأغلب يحاول يتجنبها
ويقولو الله يعينها مصيبتها مو قليلة .. والوحيدة الي تحملت كل الوجع .. وكل المسؤولية .. هي هبة
هبة الي ما كانت عندا اي فكرة ليش امها بتعاملها بهل طريقة .. ما كان عندا فكرة ليش كانت تمرض وما تلاقي حدا جنبا
وليش تيابا عطول مبهدلين .. وشعرها كان عطول مو مرتب
ما كان عندا فكرة شو هي جريمتها الي عم تتحاسب عليها !! ..

صارت حفلة كتب الكتاب وحددت عزيزة العرس بعد كم اسبوع ..
وطول فترة الخطبة كانت هبة تتهرب من خطيبها صالح .. وما قدرت تتقبلو بأي شكل وكانت تنفر منو وتكرهو
وهو يحاول يتقرب منا وكل فكرو انو تصرفاتها عبارة عن خجل .. لوقت ما تجوزو .. واكتشف انها فعلاً بتكرهو
وما بدها ياه ..

انفجرت فيه بليلة زواجهم .. ( انا بكرررررررهك بكرهك وما بدي ياك .. بكره المكان الي انت فيه وبكره ريحتك وبكره نظراتك
كل شي فيك بكرهوو انتو جبرتوني على هي الجوازة وانا ما بدي ياك ما بدي ياك )

طلع من البيت وتركها .. وهي ضلت تبكي بفستان العرس .. وقلبها عم يصرخ من القهر

صالح كمان نفر من هبة بسبب رد فعلها الي ما لقالو اي مبرر لان كان بقمة اللطف معها وكان يخاف على مشاعرها
بس هي ما حطت اي اعتبار لمشاعرو .. كانو التنين يعاملو بعض ببرود والجو بينهم متوتر كتير … شهرين مرقو كل واحد بعيد عن التاني…

هبة حكت لستها كل شي .. وخبرتها انو بعد الي صار صالح ما حاول يتقرب منها ابداً

ام سامي : وانتي هيك مبسوطة ؟

هبة : ما بعرف .. انا كنت موجوعه كتير .. بس وقت عشت مع صالح حسيتو انسان منيح
بس ما في حب بقلبي تجاهو ابداً

ام سامي : طيب كيف بدك تحبيه وانتي ما عم تحاولي .. هاد جوزك يابنتي .. لازم تحاولي تتقربي منو وتصلحي غلطك
وبعدا تحكمي ازا بتقدري تحبيه او لأ !!

هبة : اااخ يا ستي اخ .. حاسة قلبي انطفى وما عاد ينفع لا للحب ولا لغيرو

ام سامي : لك ليش هالحكي .. بعدك بنت صغيرة و بأول عمرك بكير على هالكلام هاد

هبة : طيب … انا رح حاول صلح علاقتي مع جوزي .. لأن ما عندي مكان تاني روح عليه
بتعرفي .. من لما تجوزت ما شفت امي غير مرة اجت عالصبحية .. وشافت حالتي
و ضحكت وراحت .. و عم تمنع اختي تزورني كمان

ام سامي : قومي الله يرضى عليكي ارجع لعند جوزك .. وحاولي تجبري بخاطرو وتراضيه

هبة : ادعيلي ستي .. ادعيلي ..

رجعت هبة عالبيت وما لقت صالح جوا .. فاتت على غرفتها ولبست فستان جديد .. و عملت تسريحه ناعمة لشعرها
وفاتت عالمطبخ حضرت قالب كيك ..
ونطرتو ليرجع .. وقت سمعت صوتو جاي .. رجف قليها وما عادت عرفت شو تعمل

صالح : هبة وينك ؟

طلعت هبة لعندو وهي خجلانة : ايه صالح رجعت ؟

تطلع فيها من فوق لتحت وهو مستغرب : ايه .. خدي هي جبت بطاطا وبندورة متل ما وصيتيني

هبة : يعطيك العافية .. رح اخدهن للمطبخ

صالح : انا طالع من البيت

هبة : وين رايح ؟

صالح : خلص بدي اطلع

حطت هبة الاغراض من ايدها ومسكتو

هبة : لا تروح

لف وشو للجهة التانيه عنها : ليش ؟ مو انتي بتكرهيني ؟

هبة : ما بكرهك .. انا كرهت الظروف الي صارت بيناتنا .. انا ما كنت بدي اتزوج وهن غصبوني عليك
و فترة خطبتنا كانت كتير قصيرة ما قدرت استوعب الوضع فيا

صالح : يا الله شو كان الموضوع اسهل لو قلتيلي هالكلمتين هدول ..

هبة : انت ما بتعرف انا شو تعزبت بحياتي .. ما بتتخيل شو الي مرقت فيه ..

صالح : هبة خليني اطلع

هبة : لا .. ما رح خليك

صالح : ليش ؟

هبة : لانو تعبت .. تعبت وبدي بلش حياة طبيعية .. بيت .. و زوج ..و

صالح : و شو ؟

هبة : و اولاد

التفت عليها صالح وحط ايدو على خدها : يعني انتي ما بتكرهيني ؟

هبة: لا انا بس بكره الظروف الي عشتها.. بس انت كتير منيح و ما عملتلي شي لاكرهك…

صالح:طيب بتحبيني؟

هبة: انا… مابعرف صالح مابعرف..

صالح: طيب طيب…مو مشكلة… انا بنطرك…بس احكيلي… في حدا بقلبك غيري انا؟

و قبل ما تجاوبو… دق باب البيت بقوة كبيرة….

هبة: لك شو في

صالح: لطفك يا رب… رح شوف…

جااااااي جاااااي…. لك خلص جاي رح تكسرو الباب

error: