رواية بائع الورد بقلمى رهف سيد // كاملة
الفصل الرابع…
دقات قلبه المتزايده أعلنت عن لهيب عشقه اتجه الي الطاوله امسك القلم ليخطو على الورقه ببضع كلمات ثم وضع الورقه جانبا جاء ليخرج ولكن تفاجا بجدتها وهي تدلف مع ورد الذي اكفهر وجهها من الاحمرار لتردف جدتها بحزن
– ايه ده انت ماشي!
– ايوة يا فندم عشان مش متعود اسيب اختي لوحدها في البيت
– خلاص بكرة جبها معاك
– ان شاء الله يا فندم
لم يسمع صوت لها منذ ان خرجت من الغرفه وقف عند الباب ليلتف نصف استداره مردفا
– ورد
رفعت رأسها بتلقائيه ليردف بابتسامه
– انا صححت كلامك عشان لو عندك اخطاء روحي شوفيها
اومات بابتسامه متقطعه واتجهت لتمسك الاوراق انفرج فمها وهي تقرا المكتوب تقلصت تعابير وجهها من الصدمه للذهول ثم للفرح أصبحت تقفز في كل مكان ثم صعدت الي غرفتها وهي تصرخ من الفرحه نظرت جدتها لها باستغراب ثم دعت الله ان يهديها في سرها
بعد قليل حضرت يارا و دارين بعد ان هاتفتهم ورد مطالبه لحضورهم السريع
– ازي حضرتك غريبه انتي ايه اللي نزلك من فوق
قالتها يارا باستغراب لوجود جدتها اردفت هاجر بابتسامه
– اهو من باب التغيير
– ايوة كده فكي و فرفشي يا انطي
ضحكت هاجر لمداعبات يارا المستمرة لتردف دارين بتساؤل
– هي ورد فين
– في اوضتها يلا اطلعولها
اومأت الفتاتان ليصعدو الي صديقتهم ما ان طرقو باب الغرفه وفتحوه حتى انفجرت ورد في احضان وقبلات متتاليه لهم القتها يارا على الفراش وقفزت عليها كي تثبتها مردفه
– اهدي يا بنتي تور هايج من عنبر سبعه
– خلاص خلاص ههدى بس قومي
نهضت ورد لتجذب الأوراق و وضعتها في وجههم امسكت يارا الورق بحاجب مرفوع وهي تجد تعبير صديقتها الاخرق على عشقها لكن ما ذهلها رده
“وانا بعشقك وعايز اتجوزك”
فتحت يارا عينها وهي تقراها مرار وتكرار حتى اعطتها لدارين لتقراها هي الآخره
بعد وقت..
كان الثلاثه يجلسون على الفراش وهم يتسائلون كيفيه التصرف اردفت يارا وهي تمدد جسدها على الفراش
– يا بنتي طالما احنا عايزين نتاكد ولو اني متاكده انو بيحبك يبقى نستخدم اهم عامل
– اللي هو…
– الغيره لازم نخليه يغار عليكي
– وده ازاي
قالتها ورد بتساؤل عضت يارا شفتيها السفله واردفت
– ازاي يا يارا ازاي
نهضت يارا مسرعه وهي تردف
– وريني هتلبسي ايه بكرة
…………….
في صباح اليوم التالي كانت ورد تجلس في سيارتها بجانب دارين و يارا بخوف وهي تردف
– لا يا بنات انا خايفه انزل وبعدين يا يارا ملقتيش اقصر من كده
قالتها وهي تشير الي التنورة القصيره و والبلوزة ذات الحملات الرفيعه لتردف يارا مزمجره
– يا بنتي انتي جننتيني عشان تلبسيهم يلا انزلي وبعدين انتي واخده طقم تاني احسن ف الشنطه امشي بقى
هبطت ورد من السياره وبدات تسير بكعبها العالي حتى وصلت الي المحل القت نظرة لتجد ادم يقف وحده تنحنحت وهي تدلف بتوتر
– ص صباح الخير
– صباح النو… ايه الزفت ده!!!!!
قالها وهو يرفع وجهه نهض بجسده بسرعه ليغلق باب المحل خلفها انفزعت من سرعته بينما شهقن الفتيات لتردف دارين
– الحقي ده قفل الباب
– منا شايفه يا غبيه هنعمل ايه
– مش عارفه
– تتوقعي هيلعب معاها
قالتها يارا وهي ترفع احد حاجبيها ليتشاركو الضحكه معا
اما في الداخل عض ادم شفتيه وهو ينظر لها ليشير الي ملابسها بحده
– ايه ده
– ده ده لبس
– لبس ولا بدله رقص
قالها بصوت مرتفع ارتعدت اوصالها خوف منه امسك عضدها وهو يهزها بعنف
– انتي عايزة اللي يسوى واللي ميسواش يبصلك اقسم بالله ادفنك هنا قبل ما تخرجي لما تشوفيني سوسن ابقي البسي كده
ترك عضدها ورفع اصبعه معنفا
– شوفي اياكش بس المحك لابسه كده تاني ساعتها هخطفك ومش هوريكي الشارع تاني
رفعت بصرها الزائغ من الدموع لتردف بانبحاح
– بحبك!
اغمض عينيه بقوة وبدا بفتحهم بالتدريج وهو يردف
– سبتيني بجد شابوة
اطلقت ضحكه خفيفه ليعض على شفتيه مردفا
– طب اعمل فيكي ايه.
– انا هروح الجامعه عشان اشوف القاعه الاختبارات خلاص بعد يومين
– لا انسي مفيش طلوع من هنا يا حلوة وانتي بالمنظر ده
– طب سبني اروح الجامعه وهغير هدومي ف الحمام
– تكون مصر كلها شافتك انسي يا قلبي
– انا معايا هدوم في الشنطه
– طب استني
اتجه الي جهاز الحاسب الموضوع على الطاوله وبدأ يعبث به قليلا ثم اتجه الي احد مكابس الكهرباء وسحبها الي الاسفل مردفا
– انا هطلع برا وقفلت الكاميرات لما تخلصي تطلعي ولو اللبس معجبنيش هعلقك على باب المحل جنب الورد
– لا متقلقش
تقدم قليلا ليميل بجزعه مقبلا ناصية راسها بحنان ليخرج من المحل محكم إغلاقه خلفه
بعد قليل خرجت ورد بعد ان بدلت ثيابها بأخرى اردف آدم بابتسامه وهو ينظر لها
– طب ما ده حلو ما كان من الاول يلا اتفضلي قدامي
تقدمت وهي تكبت ضحكتها سرعان ما ركضو اليها صديقتها ليشاركوها ف الطريق متسألين عن ما حدث
ابتعد آدم قليلا تارك لهم المساحه حتى يتناقشو في امورهم
بدأت ايام الاختبارات تأتي بالترتيب اعتادت ورد يومياً الذهاب الي محله ويتجهون معاً الي الجامعه وعندما تخرج تجده يقف بالقرب من قاعه امتحانها حتى تخرج
انتهت ايام امتحانها بإنجاز كبير من ورد فكانت تستذكر دروسها ليس لأجلها بل لأجله حتي يسعد منها حتى جاء اخر ايام الامتحانات
خرجت ورد كالعاده بابتسامه مشرقه وهي تركض اليه بسعاده
-خلصت امتحانات اخيراا
-مبروك يا قلبي عقبال ما اشوف النتيجه
-متقلقش بس ثق فيا انا كنت بذاكر وبجتهد
-اهم حاجه يا قلبي تعرفي ان ده عشانك
-تيته مستنياك انهرده متتاخرش
-بس آآآ
-في ايه!
اردفت بها متسائله عندما وجدت الحيره تسيطر على ملامحه ليردف بحزن
-اصل انهرده اختي كانت عايزة تخرح
-تيته قالتلك المرة اللي فاتت جيبها معاك
-خلاص هشوف
-متتاخرش
-لا متخافيش هاجي بدري اومال صحابك فين!
-قالوا يبقى عندهم دم ويسيبونا نتمشى لوحدهم
-ضحك ادم وهو يضم كفيها الي كفها بحب بينما استقبلت هي ذلك بترحاب شديد وهي تقترب منه اكثر دون ان يلتفتو الي ذلك الذي يستشيط غضباً من رؤيتهم هكذا اخرج الهاتف من جيبه وهو يردف به بغيظ بعد ان رد الجانب الاخر
-الحقني يا عمي!!
………………………………………….. …
دلفت ورد الي الع¤له بعد ان عادت من طلعتها لتقابل اباها بوجهه الغاضب اردفت بهدؤ مبتسمه
-بابا انا حليت كويس ف الامتحانات وان شاء الله هجيب نتيجه حلو
-طيب يا حبيبتي اطلعي غيري هدومك يلا
اومات ورد وهي تركض الي الأعلى ما ان انتهت حتى ظلت قابعه عند النافذة منتظرة إياه حتى دلف وهو يمسك بيد طفله بالعاشره من عمرها ركضت الي المرأه وهي تعدل ثيابها ثم هبطت لتستقبلهم بحرارة
– ازيك يا حبيبه
-اردفت بها ورد بابتسامه وهي تطبع قبله على جبينها لتردف حبيبه باستغراب
-انتي عارفه اسمي
طبعا يا حبيبتي انا كمان عندي اخ اسمو عمر
اردفت بها بابتسامه وذهبت بهم الي غرفه “البيانو” دقائق وحضرت جدتها لتردف هاجر بحب
-يلا يا آدم سمعني حاجه حلوة بقى زي عوايدك
-اوما ادم بإبتسامه وبدأ بالعزف دقائق وانضمت اليه ورد برقصها المنوع على اغنيته وفجأه توقف عن العزف وهو ينظر الي ورد بالغضب استغربت ورد من نظراته ولكن ما ان التفت الي الباب حتى وجدت مروان يقف بإبتسامه خبيثه وهو ينظر الي جسدها بتلقائيه تخبئات خلف آدم الذي انتفض واقفاً وهو يراقب نظراته ليردف بحده مزمجراً
-ايه يا عم ما تلم عينك ونزلها
-وانت مالك بنت عمي وانا حر فيها
قالها باستفزاز وهو ينظر الي ورد وضع يده في جيبه وهو يردف مكملاً
– ومراتي بكره كمان!!!
– انت بتقول ايييييه!!
قالتها ورد صارخه لتردف هاجر مهدآه
-اهدي يا ورد فهمنا يا مروان مرات مين
– والله الكلام ده تقوليه لعمي انا سالتو وهو وافق وكمان اساليه عن الست هانم اللي خارجه مع الواد ده ومقرطسانا كلنا
-اخرس ايه اللي انت بتقولو ده!!!
قالتها ورد بعصبيه ليردف والدها بغضب وهو يدلف الي الغرفه
-حصل ولا محصلش انك خرجتي معاه
-يا بابا والله ما حصل هو بس كان بيوصلني الجامعه وبيراجعلي الدروس
– بعد اذنك يا مراد بيه انا بتقدم اطلب انسه ورد!
قالها آدم بجديه وهو يحاول التفاهم معه ليردف والدها بزمجره مردفاً
-انا ممكن اجوز بنتي اي حد غيرك انت بالذات وكمان انا نسيت اقولكم ان فرح مروان و ورد بكرة
-فرح مين اللي بكره!!!
قالتها ورد ودموعها تتسابق على وجنتها ليردف مروان بلؤم
-اوه انا نسيت اقولك اني شوفتك انهرده الصبح وانتي ماشيه وماسكه ايدو وقولت لعمي واتفقت معاه ان فرحنا بكره مش انتي خلصتي امتحانات
-بس انا مش بحبك ولو مش هكون لآدم مش هكون لحد غيرو
قالتها وهي تمسك كف آدم باطمئنان ليردف والدها وهو يشير الي الباب
-اتفضل اطلع برا ومش اشوف وشك جنب بنتي تاني
-ويا ريت تحضر فرحنا بكرة هفرح اوي لو جيت
قالها مروان وهو بنظر له من الاسفل الي الاعلى بتكبر ليسحب شقيقته من ذراعها وغادر دون أدنى كلمه
– آدم آدم استني
قالتها ورد وهي تركض خلفه ليمسكها مروان مشبثاً اياها
– خلاص يا ورد انتي هتبقي مراتي وانا مش بحب مراتي تجيب سيره راجل تاني
تململت من ذراعيه وهي تركض الي ولدها ببكاء
– بابا عشان خاطري انا مش عايزة اتجوز مروان
– خلاص يا ورد الكلام ده غير قابل للنقاش فستان فرحك جاي بعد شوية
قالها وهو يخرج من الغرفه ولحق به مروان بينما انهارت هي على الارض باكيه
حركت جدتها الكرسي قليلاً حتى تقترب منها لتردف بحزن
– اهدي يا ورد انا هحاول اقنعو
– خلاص يا تيته بابا مش عايزني عايز يرميني ومش لأي حد ده مروان!!
انهارت اكثر حتى غفت من كثرة البكاء على ارض المكتب
…………………………..
في احد المناطق الشعبيه تحديداً في المنطقه التي يقطن بها “آدم” كان يقف شارداً بحزن على عشقه الذي سوف يضيع حتماً
خرجت اخته حبيبه من الداخل وهي تردف
– مالك يا ادم
– مفيش يا حبيبتي انتي ايه اللي مصحيكي
– انت زعلان عشان عمو مش راضي يجوزك ورد!
قالتها ببراءة وهي تنظر له اردف باستهزاء
– مهو اللي زينا ملوش حتى حق انو يحب
– طب اقولك على حاجه انا حاسه ان ورد هتكون مراتك متقلقش
ابتسم بسخريه وهو ينظر الي القمر كأنه يشكي له حزنه الكامن