رواية أحببتُ خديجه
الجزء الاول
مرت الايام وكانا العاشقان يتقربان من بعضهما اكثر واكثر . كلا من هما يستمتع من لعبة القط والفأر التي تدور بينهم . فهو يعشق مزاحها وشقوتها فهي الان عادت ديچة الصغيرة الماكرة الشقية التي تأثر قلبه بحيلها فنسي كل شئ الا وجودها معه . حتي الليالي التي كان يقضيها مع يارا بحكم انها زوجته ايضا ولها عليه حقوق. كان يقضي الليل كله يتقلب في فراشه لا يستطيع النوم.
يدخل شرفة غرفته ويجلس ينظر الي السماء. ويتذكرها هي كيف امضي ليلته السابقة معها هي . كيف كانت بين احضانه كان يغمض عينيه بإستمتاع. يتذكر رائحتها الذكية وشعرها الذي يغطي وسادتها بجوارها . كم يعشقها ويعشق كل انش بها.
اما يارا فكل يوم تشعر بإبتعاد زين عنها اكثر واكثر . تشعر انه يحب خديچة تيقنها من ظنونها اصبح يقينا واضح امامها. ولكن هي تحبه ولا تعرف ماذا تفعل ما الذي يتوجب عليها لإسترجاع زين لها وحدها…
رنين هاتفها يصدع بإلحاح وتصميم دون توقف كان يمر هو من جانب غرفتها ووصل الرنين لأذنيه تردد في الدخول…ولكن دائما ما يغلبه الخوف والقلق عليها ان تكون بحاجة له تري اين هي لتترك هاتفها يرن بلا توقف!!!
هي ليست بالاسفل.. اتكون مريضة!!! ام تكون نائمة!!!
اذن لادخل في كل الاحوال ليطمئن قلبي…ان كانت بحاجة الي..او نائمة اغلقه لكي لا يزعجها مرة اخرى…وهم بالدخول..
……..………………….
كانت بالمرحاض تغتسل وسمعت هاتفها يرن بهذا الشكل خرچت مسرعة لان هذا الرنين الخاص بهاتف والدتها.. فقلقت ان يكون اصاب احدهم مكروه….التفت بمنشفة علي عچلة بإهمال وخرجت تبحبث عن الهاتف ليرن بغرفة الملابس اسرعت والتقطته واجابت علي والدتها…
خديچة بلهفة وقلق: السلام عليكم…خير يا ماما في ايه!!!؟
دخل هو بروية واخد يچوب الغرفة بعينيه لم يجدها ولم يجد الهاتف..الي ان سمع صوتها الرنان يطل من غرفة الملابس…تقدم بهدوء وحذر الي ان رآها وما أن وقعت عينيه عليها الا وقت تچمد بأرضه ياااااااا الله ما هذا…لا لا يا مچنونة ماذا ستفعلين بي اكثر من ذالك!!! فهيأتك هذه لا تليق الا بحورية بحر فاتنة خرجت لتوها من مملكة البحور….ما هذا الچسد البض الذي يلمع ببريق الماء الندي…!!! وما هذا الشعر الغجري الذي تتساقط منه حبات الماء كحبات لؤلؤ!!!!
ااااه يا خديچة واااه من چنوني بك…قتلتي قلبي عشقاا وشوقااا.
لم تشعر به هي ولم تلتفت بل وقفت تعبث ببعض الملابس وهي منهمكة في الحديث مع والدتها..
خديچة براحة: ربنا يهديكي يا مريوم وقعتي قلبي…خرجت اجري من الحمام قولت فيه مصيبة..
مريم بحنان: حبيبتي ربنا يبعد عنك وعننا المصائب…انا بس انشغلت عليكي بكلمك من بدري وانتي مش بتردي….وجربت تاني دلوقتي طولتي عليا عارفة كنت حالا هطلب زين يطمني عنك..
تبسمت هي بحنين: زين!!!! واشمعن زين…هو يعني في البيت ليل ونهار…ده بيفضل برا البيت كتيير اوي..
مريم بتساؤل: قوليلي يا ديچة عاملة ايه مع زين!!! طمنيني مرتاحة!!؟
تنهدت بحالمية وجنون: اااااه يا ماما مرتاااحة…مرتاااحة اوي اوي اوي…يعني هتجوز راجل زي زين وهبقي تعباانة…مستحيل…زين ده مافيش راجل يشبه ابداااا.راجل منفرد في كل شئ..
تبسم هو واستند بجزعه علي جانب الحائط بسعادة وهو يستمع لمديحها فيه وصوتها الندي الجذاب…
مريم بإطمئنان: طمنتي قلبي يا ديچة….بصراحة كنت خايفة يعني تكوني مش عارفة تتأقلمي معاه بعد مروان…اكمن زين يعني كان زي اخوكي مش زي مروان وكدة…
عقدت هي حاچبيها بغضب طفولي بحت: يوووووه يا ماما مابلاش اخوكي دي بقي تعبت منها حرااام…الله ثم ده كااان..كااان يا امي زي اخويا كااان…دلوقتي هو زوجي..مستوعبة يا ماما ولا لا!!!؟
كتم هو ضحكة ملحة علي تزمرها وغضبها لذكر علاقتهما السابقة كأخ وأخت…وقلبه يرفرف بالسعادة لتقبلها الواقع انها اصبحت زوجته…ولا يدري انها ما شعرت به كأخ ولو للحظة واحدة…بل كان الحبيب والعشيق منذ البداااية…
مريم ضحكت هي الاخري علي عبثها: ههههههههههه.خلااااااص يا ستي حقك عليا…المهم انك مبسوطة وسعيدة…ربنا يسعد ايامكم ويباركلك في زين الصغير وزين الكبير…
تنهدت هي بقلق وخوف: اااااه يا أمي بالله عليكي ادعيله…انا بخاف عليه من شغله ده اوي…كل مرة يسافر فيها او يروح مأمورية..قلبي يقع في رجلي وما ببطلش دعاء ورجاء…بخاف يحصله حاجة…يا خبر يا ماما لو جراله حاجة او نصاب او انجرح…ده اموووت عليه…
تصلب هو بدهشة :!!!!!!! احقاااا تكني لي كل هذا!!!!..منذ متي يا صغيرة!!!! احقاااا احببتني ام كنتي تحبينني!!!؟
مريم بمزااح:ههههههههههه.. لا لا ده انتي حالتك صعبة اوي…وشكلنا كدة وقعنا ولا حدش سما علينا….
خجلت هي وتبسمت بخفوت: يوووووه..الواحد ما يفضفضش معاكي من غير ماتترأي ابداااا…خلاص مش هتكلم ياللا روحي شوفي حبيب القلب وسيبيني اكمل حمامي…
مريم بسعادة: ههههههههههه.حبيب القلب بيسلم عليكي…ياللا روحي كملي حمامك وابقي كلميني لما تخرجي عايزة اسمع صوت زين حبيب تيتا ماشي..
خديچة : حاضر هكلمك لما اخلص وانزله تحت..انتي عارفة هو مش بيسيب حضن تيتا فاطمة ابداااا
مريم : ربنا يخليهاله ويخليه ليها ياللا حبيبتي مع السلامة..
خديچة : سلام حبيبتي..
ما ان اغلقت الهاتف الا وقد وجدت قبضتان قويتان تسحقها لحضن ملتهب بقوة…فقد فقد السيطرة علي حاله ولم يعد يحتمل الانتظار….وقف بخلفها وضمها ضمة شرسة…وهو يتنفس عبير خصلاتها المبللة…
زين بهمس اچش منهك بإشتياق: من امتي وانتي بتخافي عليا كدة وانا مسافر!!!! عمرك ما قولتي..!!؟
تچمدت هي بدهشة من وجوده من الاساس فضلاااا عن قربه هكذا ولمسته الساحقة لها وايضااا سماعه لها وهي تتغزل به وتشكوا فراقه ووحشة اللهفة عليه عند الغياب…
جاهدت بقوة لتتماسك وتجد اي نبرة تنطق بها : ززززين..اانت هنا من امتي!!
ابتسم وادارها اليه لتقابله ويراي عينيها….
زين بحب: انا هنا من زمااااان اوي اوي…بس انتي اللي ماكنتيش واخدة بالك…
تراجعت هي خطوات لتجد ارفف الملابس خلفها تصتدم بها فتأوهت بخفوت…فأسرع اليها خطوة وجذبها اليه بعتاب..وهو يتفحصها ماذا المها!!!!
زين : مش تخلي بالك انتي بتبعدي ليه بس..!!!
خديچة بخجل من وضعهما وحالتها التي هي عليها : ااااانا…اااصل…اااانا هدخل الحمام ااااصل انا كنت باخد حمام وخرجت ارد علي الفون…ععن اذنك..
ابتسم بمكر العاشقين لهروبها من امامه ولكن لم يمهلها قبل ان تمر من بين يديه جذبها من ذراعها وارجعها بين احضانه…
زين وهو يتأمل قطرات الماء المتساقطة من خصلاتها علي كتفها بحياء…تنهد بإشتياق…
زين: انسي انك تهربي مني….وبعدين ليه عايزة تحرميني من المنظر الجميل ده!!! مش حراام عليكي..!!!؟
كانت تائهة في السعي بين عينيه والشوق الناطق بها وبين شفتيه وندائها..كادت تستجيب ولكن تذكرت انها اقسمت تعذبه مثل ما تعذبت في غيابه….ان تجعله يعشقها ويتمناها حد الجنون ولم تدري هذه الغبية انه. يحفر ملامحها وحروفها علي جدران قلبه….دفعته بقبضتيها برفق في صدره بدلال..
خديچة تبسمت: وايه المنظر ده بقي اللي انت بتتأمله كدة!!!!؟
تبسم وهو ينظر ليديها الدافعة لصدره واكمل وهو يضم يديها بين قبضته الحانية ويقبلها بحنو..
زين : اظن انتي مهما استقويتي مش هتقدري تبعديني بالايدين الصغيرين دول ولا ايه…!!!! ثم انا لو اتشقلبتي مش هسيبك الليلة….
قلبها يدق بطبول تنذرها بإقتراب كل شئ….تري اتستجيب ويكفيها ابتعاد ام تكمل..ولكن السؤال الاهم هل تستطيع هي من الاصل الابتعاد او الصمود امام رجل طاغي الرجولة والحنان مثل عشيقها هذا!!!!؟؟؟؟
رآها تائهة لم تنطق ولكن تنظر لعينيه فقط اقترب منها وقبل قطرات الماء علي كتفيها بإثارة جعلت الجنون يدب من رأسها الي اخمص قدميها…
زين قبل كتفها ويديه تعتصر خصلاتها المتناثرة علي كتفها وظهرها…واخرج تنهيدة حارة من شوقها لها…
زين بهمس : اااااه يا ديچة من جمالك..!!! انا كأني شايف لوحة بتنطق قصاد عيوني….ومن شدة اتقانها مش قادر. افرق اذا كانت حقيقة ولا مرسومة….كل تفاصيلك بتجنني…عارفة انا حاسس بإيه دلوقتي!!!؟
اغمضت عينيها بإشتياق للمزيد من القرب والاعتراف…اكمل. اكمل يا من عذبت قلبي ليالي طوال.. اغرق سمعي وكياني بكلماتك. اكمل واشفي صدري الذي امتلاء ملام وعتاب لك…
خديچة بهمس مستجيبة وهي تنظر في عينيه: حاسس بإيه!!!؟
لمع وميض الحيلة والمكر في عينيه لرؤيته لها بهذه الحالة…واستسلامها شعر وتيقن انها حانت اللحظة…سحبها بقوة من خصرها واحتضنها وقرب رأسها له ليقبلها بجنون ولكن ليست كأي قبلة كانت كلمات تخرج لتطنق بحبه…كانت صرخات عشقه الحبيسة سنوات وايام….لفت يديها علي كتفيه لتشاركه الجنون.. شعر بها تستجيب وتستسلم تشجع وتقدم وغاص في بحر عشقها اكثر واكثر..حملها بين يديه وخرج بها للغرفة حتي وضعها في فراشهما الذي ما زال يضم عاشقان كل منهم يأبي ان يعترف بعشقه حتي ينطق الاخر..ولكن عجبااا لعاشقين مثلهما.. يعاند اللسان ولكن لا يقوي الجسد ولا تقوي والجوارح علي العناد بل تستجيب وتنهار وتغرق في لحظات ليست من الدنيا….
زين وهو يضمها بشدة مما جعلها تتألم…
خديچة تجاهد لتبعد شفتيها من بين اسره لهما وبأنفاس متقطعة : كفااية يا زين لو سمحت….اااحنا اتفقنا علي ايه!!!..
لم يستمع لها بحرف ولم يتوقف عن ما بدأ ولا ما ينوي…بل اكمل…واكمل بجنون…
زين بصوت اچش مدمر من عشق هذه الماكرة الصغيرة : شششششش..كفاااية ايه!!!! انتي تجننيني وتقوليلي كفاااية!!! تؤ..انسي انا مش هبعد…
خديچة تختبره ايختار رضاها ام رغبته هو!!؟
خديجة بخبث حواء: يعني لو قولتلك مش مستعدة دلوقتي هتكمل بردوا….عموما ده حقك..وانا منعته عنك وانت لازم تاخده..
ما ان انتهت من جملتها حتي رفع رأسه عن نحرها الذي كان يهيم به عشقااا..ورمقها بعتاب..
زين : وتفتكري ان زين ممكن ياخدك غصب…!!!
قام عنها واستند بجزعه علي فراشه واطلق تنهيدة صبر واحتمال….ااااااه يا غبية اتتخيلين اني اريد ما هو حق لي فقط!!!! انا تظنين اني اريدك شهوة ورغبة!!!!!!؟؟ ما اجهلك بعشقي وقلبي…ما اجهلك بزين يا خديچة..!!!!!
شعرت هي بتيقن ظنها…نعم هذا هو زين…لم يكن ليإخذ الا ماهو بالرضي والقبول….ماكان منتهك ولا متجاهل….ضمت منشفتها التي بالكاد تغطي جسدها وبعثرها هو. بجنون…واقتربت منه بحذر ووضعت رأسها علي صدره واغمضت عينيها بعشق…
كان هائم وسارح وانتبه بقربها وتوسطها لصدره ابتسم علي غباء النساء وتنهد بحبها الذي مهما كانت تتصرف بحماقة لن يتغير فهو يعشقها هي لم يعشق جسدها وانوثتها فقط..احتوا جسدها بذراعه وضمها له بشدة حانية محببة لها وقبل خصلاتها النادية…
شعرت هي بحنان لم تعده قط…حتي مروان حينما تغير وتحول لانسان جديد لم يكن بهذا الهدوء والحنان….لا لا زين مختلف…زين كأنه رچل تشع من بين انامله الرجولة والاحتواء. نعم هو رجل بصفات وطباع الملوك الواثقة.. لم يهتز ولم يستفز بأي احتياج يبقي ملك لا يأخد ولا يرضيه الا ما جأه طوعاااا ورضاااا…تنأي روحه عن المأخوذ عنوة وغصب..
الطلقت تنهيدة حااارة : زين…انت متأكد انك راجل زي كل الرجالة اللي في العالم ده!!!؟
عقد حاجبيه هو بعدم استيعاب للسؤال ماذا تقصد هذه الحمقاء!!!؟
زين : يعني ايه مش فاهم!!! راجل زيهم ازاي يا هانم!!!؟
خديچة وقد لاح في فكرها ظنه من السؤال وكتمت ضحكة ساخرة وابتعدت عن صدره..
خديچة :ههههههههههه.لا لا مش قصدي اللي جه في بالك….ااانا قصدي انك مختلف..
ابتسم هو علي سحر ضحكتها وايضااا علي التوضيح: هههههه.ماشي هعديها اصلك لو كنتي تقصدي كدة كنت قتلتك…بس تقصدي ايه بإني مختلف!!!
نكثت رأسها خجلااا : قصدي يعني…ااان…ااان اي واحد مكانك ما كنش صبر عليا كل الفترة دي من غير يعني…احممم..اانك تاخد حقك كزوج وكدة…فهمت!!!
ابتسم واغمض عينيه واطلق زفير حاااار منهك….اااااه يا صغيرة اوحقي منك هذا فقط!!! اوحقي فيك فراش وعلاقة.!!!؟ اذااا فأنتي لم تعرفي الحقوق عدل…
نظر لها ورمقها بعشق يجبر الحجر ان ينطق ولكن هذه الحمقاء تأبي التصديق انه يحبها….استقام في جلسته واقترب منها ومد انامله تداعب خصلاتها برفق..
زين : انتي ليه فاهمة ومتخيلة اني اتجوزتك علشان اسباب ووعود!!!! ايوة مروان وصاني اتجوزك…وايوة زي اي راجل بتمني اخلف…و ايوة كمان زي اي عاقل وانسان عنده احساس بيشوف انثي زيك تهلك وتجنن اي متزن بجمالها وسحرهاااا بتمني اقرب منك وتكوني معايا زي اي زوجين….بس كل ده مش السبب اللي خلاني اتجوزك…ولا بيخليني اقرب منك والمسك….ولا بيجبرني اضمك لحضني…لا يا ديچة انا اللي جوايا ليكي اكبر من كدة….انتي عندي في حتة تانية خالص.. ثم مش زين اللي بيرضي نفسه وشهوته يا ديچة….اوعي في يوم تتخيلي اني ممكن اجبرك تكوني هنا في السرير ده غصب عنك او لاني عايز ده….يوم ما تكوني معايا هيكون ده علشان انتي عايزة ومستعدة وراضية والاهم حابة….فاهمة يا ديچة!!!؟؟
كانت تسمعه وقلبها يعنفها ويذكرها بمن عشقت حتي النخاع..حق له ان يعشقه فمن لا يعشق مثيله…….ارأيتي يا حمقاء…عرفتي الان لما اعشقه واهيم به!!!!! ..هذا الذي لم ولن تحبي ولا تعشقي غيره…كنتي تلومينني علي تعلقي به….تذكري كيف كانت حياتك من قبل….تذكري. كيف كنتي تتمنين نظرة منه…كلمة حانية….ضمة متشوقة والان هو يعترف لك بكل هذااااا..انسابت دمعة علي وجنتيها احزنته وتعجب منها وقرب شفتيه منها يقبل وجنتيها الندية بدمعة لم يعرف سببها..
زين برفق: مالك بس بتبكي ليه!!!
خديچة بندم: انا اسفة اني جرحتك بالشكل ده….ما كنتش اقصد ازعلك….بس بصراحة انا كل يوم بعرفك اكتر واتمسك بيك اكتر….علاقتنا دلوقتي مختلفة عن الاول…
تبسم بحنان وسحبها برفق وضمها واستلقي علي الفراش وهو تتوسد صدره كوسادة حانية…
زين : ديچة احنا اتفقنا نقرب واحدة واحدة….اتفقنا نفهم بعض كويس لان زي ما انتي لسة قايلة احنا دلوقتي غير الاول….احنا دلوقتي زوجين….ديچة عايزك توعديني بحاجة ممكن!!!؟
خديچة شددت من التفاف ذراعيها له بقوة وتنهدت: موافقة اوعدك بإيه!!!.
تبسم هو من احتضانها له وايضااا من موافقتها المسبقة..
زين : ههههههههههه..موافقة كدة علي طول!!! مش تعرفي الاول الوعد!!!؟؟
خديچة تبسمت براحة: ليا كان الوعد موافقة…
زين رفع وجهها ليقابل عسليتها ويحدثها : عايزك ماتعمليش اي حاجة لمجرد انك مراتي وان ده حقي وانك مجبرة…اوعي تديني اي حاجة واجب او الزاام….يوم ماتقربي يا ديچة قربي علشان انتي عايزة ده….
ووضع رايحه يده علي قلبها وبحنان….قربي علشان ده بيحس وبدأ يدق..
ولو قربت منك في يوم وانتي مش عايزة اوعي تخليني اقرب….قوليلي لا..فاهمة قولي لا يا ديچة…
لم تعرف بما تجيب تصرخ بكل صوتها وتعترف بعشقها تقول بجنون احبك…احبك يا زين ام تنتظر ما يخبأ لها القدر….ام تستمتع بمشاكسة اللعب معه…ولكن كل ما يملئ فكرها الان هو انه تتمني لو اكمل ما بدأ منذ قليل…اقتربت منه بإندفاع وقبلته هي بلهفة تفاجأ منها ولكن رقص قلبه بإستمتاع وسعادة…فهي جاوبته لحظياااااا وبالفعل لا بالحديث…ضمها وشاركها الاجابة والاقرار وغاباااا سويا في عناق وقبلات لم يجربها عاشق قبلهم من شدة سحرها ومزاق الراحة بعد العناء…
زين بحالة جنون: عايزاني يا ديچة….!!!
اومأت له بخفة وخجل ازاح منشفتها التي تحجبها عنه والقي بكل شئ يفصله عنها وكادت تحين اللحظة الا ورنين هاتفهه هو يرن ويشغلهم…هو لم يهتم ولم يريد ان يسمع…ولكن هي التي حسته علي الاجابة..
خديچة برفق تبعده وتفيقه : زين رد طيب…
هو غائب لاهي لا يريد شئ ولا مخلوق غيرها : تؤ مش هرد…اللي عايزني يستني هو ده وقته..!!!؟
خديچة تبسمت بسعادة تمسكه بها واسكتت كل كلمة…وعادت معه مرة اخرى…الي ان دقات الباب دقت ودقت ودقت حتي تأففف هو بحنق وغضب.
زين: يوووووه هو فيه ايه الكوكب هيتهد دلوقتي فون وباب..
كتمت هي ضحكاتها من حنقه وتنهد هو ورمقها بعتاب: بتضحكي ماشي..اشحال ما انتي شايفة بنفسك الحالة الزفت دي…حسابك بعدين…
سمع صوت ودقات الباب مرة اخرى…بعصبية سخط: نننننعم مين!!؟
ام احمد : اااانا يا زين بيه معلش كنت عايزة الست خديچة..اااصل الحاجة قالتلي اندهلها علشان زين الصغير وقع وبيعيط جامد….
انتفضت هي من تحته بقلق : زين!!! هو كويس يا ام احمد…اانا جاية اهو ثواني…
ام احمد : هو اتعور حاجة بسيطة بس بيعيط ومش بيسكت…
قام هو الاخر فزع علي الصغير وهي انطلقت لترتدي ملابسها ورأها فزعة بشدة ضمها بحنان..
زين: اهدي هو اكيد كويس ماتقلقيش…تعالي ياللا نشوفه…
اومأت له بخفة وخرجت معه وهو مطبق علي يديها بقوة وهبطا سويا لرؤية الصغير…ولكن حين خروجهم من الغرفة كانت يارا تخرج من غرفتها ورأته يخرج معها من غرفتها وهو يمسك بيدها….احترق قلبها وشبت نيران الغيرة من جديد…هي لم تهدأ ولم تنطفئ ولكن تخمد قليلا حينما تبتعد خديچة عن زوجها وتعود تتأچچ من جديد حينما تكون بجانه امامها..
……………………..
كانت في غرفة والدته تحمل صغيرها بحنان وتقبله بلهفة : حبيبي الف سلامة عليك…انا اسفة سيبتك لوحدك…
فاطمة بعتاب : كدة بردوا يا ديچة هو لما يبقي معايا يبقي لوحده.!!!! والله يا بنتي ده سيبته دقيقة بس دخلت المطبخ لأم احمد اخليها تجبله كوباية لبن سمعته بيصرخ ..
خديچة بنفي: لا لا يا ماما والله ما اقصد كدة…انا عارفة حضرتك بتحبيه ازاي واكيد بتخافي عليه يمكن اكتر مني…اااانا بس قصدي اني اتإخرت فوق وسيبتهولك كتير وانتي اصلا تعبانة…بس والله ماكنت هتأخر كدة..
ونظرت له بخجل مما كان يحدث بالاعلي…فتبسم هو بمكر واقترب منها والتقط الصغير وقبله بحب..
زين : معلش حصل خير ثم انتي بتلومي نفسك ليه..!!! ده قدر كنتي هتبقي قصاده ويقع ويتعور بردوا ده قضاء ربنا.. وهمس لها بمشاكسة….والله ابنك ده انقذك كان زمانك دلوقتي بتستغيثي……
نظرت له بدهشة…غمز لها بطرف عينيه بتأكيد…اهاه كنت في حالة ما يعلم بيها غير ربنا…وانتي اللي كنتي هتدفعي الثمن..وهمس اكثر..اصلحك حلوة اوي يا ديچة…
خجلت هي وكتمت ضحكتها وهي تتحاشي النظر لولدته لتفضح همسهم وسبب ضحكتها…
رفع هو الصغير لأعلي وبجدية مصتنعة: ثم انت يا بيه مش تجمد كدة وتخليك راجل في راجل يعيط من خبطة زي دي!!! عيب عليك…ده انا لازم انشفك شوية كدة هتطلع مايص..
ضحك الصغير من ارتفاعه ومشاكسته له….وهو وايضااا ضحك لضحكته التي تثلچ الصدر..: يخربيت ضحكتك دي…ليك حق ماهي النحلة هتجيب ايه غير عسسسل يعني..!!!!
فاطمة بسعادة: ههههههههههه.ابسطي يا ست ديچة بقيتي نحلة….
ديچة رفعت احدي حاجبيها وبعناد: امممم.نحلة.!!! طب خالي بالك بقي علشان قرصة النخلة بتوجع وممكن تموت…
احاط خصرها بقوة وضمها وهمي: انا عندي مناعة ماتقلقيش اقرصي انتي وموتيني ومش هشتكي..
خديچة بدلال: متإكد..مش هتزهق من زن المحلة..!!!؟
هز رأسه نافيا: تؤتؤ…مش هزهق زني زي مايعجبك….بس ما تزعليش بقي لو الاسد افترسك…انتي بتقرصي بس هو بيلتهم!!.
خديچة ضحكت بملئ فيها واضحكته معها : هههههههههههههههه.
كانت فاطمة تري السعادة تطل من اعينهما وايضااا هي لم تري خديچة تضحك بهذا الشكل من قبل…لم تراها تتمازح مع مروان بهذه العفوية…لم تري ابنها يدلل يارا بهذا الشكل ولم تراه يإكلها بعينيه ولا يحتويها بذراعيه هكذااا…تيقنت من ظنونها وان الاثنان كانا يكتما شيئاااا وبالاخص ابنها…وتذكرت حديثه عن حبيبته التي هجرته وتزوجت…ونظرت في عينيه وهي تلمع بالعشق وتبسمت وهي تراهما مازالا يتشاكسان ويضحكان ويهمسان بخفوت…
فاطمة : الا قوليلي يا ست نحلة ..مش ناوية تجيبلنا اخ ولا اخت لزين!!!!
تبسمت هي ولم تنطق اما هو فقربها اليه اكتر وقبل خصلاتها وتبسم: اولا يا امي بقي دي غزااال مش نحلة…ثانيا بقي هنجيب اخوااات لزين مش اخ واحد ماتقلقيش بس سيبيني وانا هبهرك…
تعالت ضحكاتهم ثلاثتهم حتي دخلت يارا وهي تستشيط غضبااا وزاد الغضب والغيرة وهي تراهم في هذا العناق هو يحمل الصغير بذراع ويضمها هي بذراعه الاخر ومقربها له وعينيه في عينيها وضحكته تچلچل بالمكان…
فاطمة وقد رأتها اما الاثنان لم يشعرا بها ومازالا يتهامسان…
فاطمة : تعالي يا يارا حبيبتي شوفتي زين اتعور حبيب تيته…
فزعت هي من رؤية يارا وازاحت ذراعه وابتعدت عنه كا من لدغت…
اما هو عقد حاجبيه بدهشة لفعلتها ولكن نظر للواقفة عاقدة ساعديها بترقب ويبدوا عليها الحنق….
يارا بسخرية : وانتي كنتي فين يا ديچة وابنك بيقع!!!؟
خديچة بإرتباك وتوتر : اااانا…ااانا كنت فوق وماسمعتوش
اقترت منها يارا بغيرة وامسكت بطرف خصلاتها وجذبتها بشئ من القوة : بس شعرك مبلول!! كنتي بتاخدي حمام!!!!؟
خديچة بتآلم من جذبها لخصلاتها..: ااااه..كنت باخد حمام..
يارا بغيرة ووقاحة: ويا تري بقي كنتي بتاخدي حمام لوحدك ولا معاكي حد بيساعدك ونظرت له تقصده بتلمحيها بإشارة وتحدي…
زين كان يسمعها من البداية ولم يروق له فعلتها بجذبها من خصلاتها وتلمحيها الفچ لهما…قبض علي معصمها بغضب وقربها منه وهو يصك اسنانه بغضب..
زين : بطلي تلميحاتك دي لو سمحتي وتاني مرة ما تلمسيهاش..مفهوم..
يارا بغيرة وجنون: والله!!! ايوة ليك حق ما هي الهانم كانت واخداك اوضتها وواضح انها خسلتلك مخك كمان معاها مش البيه كان معاها بردوا في الدش ده ولا انا غلطانة..!!!؟
زين يتمالك نفسه بجنون من وقاحتها ولكن عذرها الكبير غيرتها التي يقدرها جيدااا ولكن يكفي هذا القدر من الوقاحة والتجاوز…وضع الصغير بين يدي والدته وارتد خطوات امامها وبلهجة أمرة غاضبة لابعد حد..
زين : خلال ثانية واحدة تكوني فوق مستنياني يا يارا وكلمة تاني في حق ديچة او حقي مش هتعجبني ما تلوميش غير نفسك…لان صدقيني انا متماسك لأقصي حد حقيقي وتصرفي لو فقدت صبري هيوجعك اوي..
يارا بحنق وعصبية شديدة: انت كمان بتهددني لا يا زين بيه انا مراتك زيها تمام والاولي كمان هي اللي اخدتك مني واحدة غيرها ترفض تتجوز مش ما تصدق تمسك فيك وجوزها لسة ميت من شهور وتخرب بيتي كمان..
لم تحتمل هي اهدار لكرامتها اكثر من ذالك وفرت هاربة من امامهم وصعدت غرفتها باكية….
زين تقدم منها واطبق علي وجنتيها يسحق فمها بغضب چم: اقسم بالله تجرحيها تاني ولا تضايقها يا يارا هتشوفي زين تاني غير اللي تعرفيه….ولسانك ده هقطعهولك فاهمة…
جاهدت بقوة لتخلص وجهها من بين قبضة يده الساحقة وهي تتألم من فكها بشدة..: كدة يا زين!!! بتوجعني علشانها؟!
زين جذبها من ذراعها بغلظة وغضب: هو انا لسة وجعتك..انتي اللي كلامك رصاص حي وعمالة تضربي فيها ولا علي بالك ده غير طولة ايدك ولا فاكرة ما اخدتش بالي وانتي بتشدي شعرها بغباء ده غير كلامك اللي زي السم في حقها…يارا اقسم بالله انا مراعي ربنا فيكي لأقصي درجة وبعاملك بمنتهي الرجولة مش عايز اجرحك بإي تصرف…بقول ست وغيرانة وحقها وبتجاز في حقي كتييير….بس لما يبقي في حق ديچة مش هرحمك…ابعدي عنها بقي هي بتتجنبك وتبعد عنك ولا بتحاول تحتك بيكي ولا تضايقك…وانتي بتتعمدي وتنتهزي الفرص وتجرحيها..اااايه بقي هو انتي هتفتكري سكوتها ده ضعف لا فوقي انتي مش كاسرة عنيها ولا هي عملت غلطة وبتداريها..دي مراتي زيك تمام فاهمة ولا لا….كلامي ده مش هعيده تاني وقصاد امي اهو لو اتكررت وجرحتيها قسما بربي لوريكي الوجع والوقاحة شكلها ايه…
غادر من امامها وصعد لها يطيب خاطرها بعد ما اهينت منذ قليل…اما يارا فقد جلست بچوار فاطمة تبكي بحزن…
يارا : شوفتي زين يا طنط…زين بقي مختلف…عمره ما كان كدة…هي بتقومه عليا انا متأكدة…هي عايزاه يطلقني…
فاطمة جذبتها بحنان وقربتها اليها : بصي يا بنتي انا ربنا يعلم بحبك وبحب ديچة وعمري ما اتمنيت لواحدة منكم الاذي…بس الحق يتقال هي عمرها ما زعلتك ولا جلبت سيرتك الا بكل خير ومش ديچة ابداااا اللي تقوم زين ولا تتمني خراب بيتك…وزين عمل الصح واحد غيره بعد اللي قولتيه وعملتيه كان مد ايده عليكي بس هو ماسك نفسه ومش عايز الامور بينكم توصل لكدة…ولعلمك لو هي اللي كانت مكانك وقالت في حقك اللي قولتيه في حقها كان هيعمل كدة بردوا….الخلاصة يا بنتي اهدي وعيشي وبلاش تخسري زين بعمايلك دي…هو بيحبك وباقي عليكي بلاش انتي تكرهيه فيكي..
يارا بحيرة من امرها: ححاول صدقيني…بس غصب عني بشوفها معاه بموووت…وبعدين ديچة جميلة يا طنط واكيد بتستغل ده..
فاطمة ضحكت لسذاجتها: ههههههههههه.يا سلام وهو انتي وحشة!!! انتي كمان زي القمر بس مش هو ده اللي بيشد زين ليها…الست يا بنتي مش جمال وشكل وبس…لا لا السن لسان حلو..ضحكة ناعمة….حضن حنين…قلب كبير يهون المتاعب والمشاكل….زين عمر ما كان بيفكر في الشكل ابداااا…اهدي وليني وانتي تكسبيه…فهمتي!!؟
يارا تنهدت بتعب: فهمت..
……………………..
منذ ذالك اليوم وخديچة تتجنب زين ودائما تتحجج بأي عذر لكي لا يجتمعان..حتي ليلتها تخلد للنوم كاذبة لكي تتهرب منه وينام بچوارها حزين لبعدها…كانت مجروحة ومهانة تحاول ان تثأر لنفسها منه فهو السبب فيما تمر به وتسمعه…وايضااا طيلة هذه المدة كان هو متغير وثائر. من يارا ولا يحدثها الا قليل…وكانت هذه حيلة من حيل حواء….
هي لم تثأر من يارا بنفسها ولم تواجهها ولكن تغيرها وتجاهلها له هو يجعله يغضب اكثر من يارا ويحملها الذنب…فتكون قد ثأرت من الاثنين سويااا..ولكن بدأت تحن له وتهدأ فبعدها عنه ارهقها وعذبهااا تشتاق لعناقه بشدة….تشتاق لكي يتزوق العسل من شفتيها كالسابق عهده….
وفي يوم كان زين يجلس مع والدته والصغير امام شاشة التلفاز . وكان هو منهمك باللعب مع الصغير. ثم نظر لوالدته .
زين : اومال فين ديچة راحت فين.
فاطمة وهي تتابع المسلسل الذي تشاهده: والله ما عارفة اتأخرت ليه. دي طلعت فوق وقالت هتجيب حاجة وجاية.
زين وهو يضع الصغير في حجر والدته: طيب انا هطلع اشوفها انأخرت ليه.
غمزته والدته : شد حيلك بقي عايزين نخاوي زين ونجبله اخت تونسه.
ضحك ملئ فيه وقبل جبينها: من عنيا . احنا تحت امرك. اوعدك بدستة بس انتي لاحقي علي تربيتهم.
فاطمة: هههههههههه. اتجدعن انت ومالكش دعوة. انتم هاتوا وانا هربي ولا تحمل هم.
ابتسم وتمناها من قلبه ان ينجب من صغيرته فتاة تشبهها وتكون نسخة منها لتكتمل فرحته.
زين: ان شاء الله يا امي . يالا هجيبها وجاي.
فاطمة بكر : براحتك مش مستعجلة خد واقتك.
ضحك علي والدته وتلميحاتها فهي حقا لا يفوتها فائت.
صعد الدرجات بخفة ورشاقة وفتح باب غرفتها بهدوء. وجدها تقف علي مقعد الزينة خاصتها امام خزانة الملابس وتقف علي اطراف اصابعها لتطول يديها شئ لا تستطيع الوصول اليه. كتم ضحكة خفيفة علي هيأتها فهي قصيرة القامة وهيأتها مضحكة وهي تعافر للوصول لهذا الشئ. اغلق الباب خلفه بروية وتسحب بخفة ليقف خلفها ويفاجأها بوجوده.
زين: لما انتي قصيرة كدة اندهي لحد طويل يجبلك اللي عايزاه احسن .
فزعت من وجوده وصوته لانها لم تشعر بدخوله اصلا. فشهقت بفزع وتراجعت للخلف ليختل توازنها وتقع من علي المقعد ولكنه كان الاسرع واحاطها بيديه ليقع هو مستلقي علي ظهره وهي تقع بين احضانه مصتدمة بصدره القوي.
تألم هو بخفوت خفيف اثر الارتطام بالارض الصلبة. خافت عليه ان يكون قد تأذي فسألته بلهفة وقلق.
خديچة : انت كويس . ايه اللي بيوجعك.
زين وهو يرفع خصلاتها المتساقطة علي عينيها خلف اذنها وينظر في عينيها بشوق .
زين : انا كويس ماتقلقيش. المهم انتي في حاجة بتوجعك.
نظرت في عينيه بإعجاب. وذابت في ملمس انامله. علي وجنتها.
خديچة: لا انا كويسة . اسفة وقعت ووقعتك.
واكملت بتذمر طفولي. بس انت اللي غلطان دخلت براحة وفزعتني تستاهل.انت مزاج عندك تفزعني كدة احسن…
قهقه هو من تذمرها : يا سلام مبسوطة اني وقعت..اخس عليكي…
خديچة ابتسمت بمكر: ايوة مبسوطة..وفرحانة فيك..بس هاه…
مد يده وقرب وجهها من وجهه للغاية ويده الاخري مازالت تعتصر خصرها وهي مستلقة بجسدها علي جسده
وهمس امام شفتيها بلوع..
زين: بس انا كمان مبسوط انك وقعتي في حضني دي احلي واقعة وقعتها في حياتي يا مجنونة…
وخطف شفتيها يقبلها بشوق جارف لم يستطع ان يبتعد عنها اكثر من ذالك. تجاوبت معه في هذا الاعصار من القبلات الحارة ضمها بقوة يعتصر جسدها بين يديه يداه تتجول علي مفاتنها بجراة شديدة.. ثم القاها هي لتكون اسفله وهو يعتليها يقبلها بنهم كأنها عسل سينتهي حلو سيأكلها للنهاية…يشتاقها بشدة منذ فترة وهي تبتعد عنه ولم تأتي اليه…
كانت هي الاخري ذائبة معه في بحر الحرمان هذا تنهل من قربه قدر المستطاع…فقد ارهقها البعد والعقاب… شعرت انها فقدت السيطرة علي حالها اريده وبقوة كانت اناملها تتخلل خصلاته السوداء الغزيرة ووتبادله قبلاته بحب تدعوه للتقدم فيما يفعل.
مد اصابعه الي ازرار منامتها لتحلها واحدا يلو الاخر الي ان انتهي وازاحها عنها بنعومة شديدة..
كانت تشعر بكل حركة من يداه ولم تمنعه او تبتعد . اسكتت كل الاصوات التي تعلوا داخلها تذكرها بلعبتها التي بدأتها.
ولكنها تعبت وارهقت من اشتياقها اليه ارادت ان تصبح زوجته فعليا يكفي لعبا لا يهم اي شئ…لا يهم فا ليحدث ما يحدث….لابد ان تدخل دنياه بحق… مدت اناملها هي الاخري لازرار قميصه تفككها وساعدها هو في خلعه. كانت تتلمس كتفه وعضلات صدره بنعومة ورقة اشعلت الرغبة بداخله بقوة كم تمني هذه اللحظة منذ زمن طويل.
كانا في دوامة شديدة قوية لم يستطيعا الابتعاد عن بعضهما . وكادت ان تأتي اللحظة الحاسمة زيتهي كل شئ وتصبح زوجته بحق.
الا ان باب الغرفة. فتح بقوة ودخلت يارا والشرر يتطاير من عينيها حتي رأتهم علي تلك الحالة فرغت فاها كأن علي راسها الطير.
تفاجأ هما من اقتحامها الغرفة بهذا الشكل السئ.
دفعته هي ليبتعد عنها وهي خجلة من هذه الواقفة امامهم تأكلهم بعينيها. وسحبت ملابسها الملقاه بجوارها لتداري بها جسدها العاري من اعين هذه المتطفلة.
اما هو فقد غضب بقوة واصبحت عيناه كجمرا من نار غيظا وغضبا من هذه الغبية التي لم تراعي حرمة الابواب المغلقة…ها هي تعيد الغلطة من جديد..ولكن هذه المرة هي تجاوزت كل الحدود..
استقام وهجم عليها يقبض علي ذراعها بقوة وغضب وهدر بها بصوت عالي غاضب.
زين: انتي اتجننتي انتي ازاي تدخلي كدة من غير ما تخبطي. انتي ايه غبية . ماحدش علمك ازاي تستأذني.
نفضت يداه بقوة وغضب : اسفة قطعت عليكم وصلة العشق اللي كنتم فيها . بس يا استاذ انت والهانم خطافة الرجالة. ناسين ان الليلة دي ليلتي انا ومش من حقها تاخدك مني .
لم يحتمل ان تهينها امامه بهذا الشكل. فليكفي اهانة وجرح لها..هو تحملها وصبر عليها قبل ذالك مرارا…ولكن هي تتمادي وتزيد من جنونها ووقاحتها…
ورفع يداه وهبط علي خدها بصفعة قوية غاضبة ثم قبض علي ذراعها بشدة.
زين: القلم ده علشان يفوقك لانك واضح انك سوقتي فيها وافتكرتي اني بعملك حساب. وعلشان كمان ماتغلطيش فيها تاني . هي مش خطافة رجالة وانا مش لعبة في ايدك علشان حد يخطفني منك.
وحتي لو دي ليلتك ده مايدكيش الحق ابدااا انك تتهجمي
علينا بالشكل ده. وبعدين مين قالك اصلا اني ناسي. بس مش معني انها ليلتك اني ممنوع اشوفها ولا ادخل اوضتها فاهمة ولا لا واياك تتكررتاني
صدمت يارا من هذه الصفعة التي تناولتها منه الان. فهي لم تنخيل ابدا انه من الممكن في يوم ان يمد يده عليها ويضربها بهذا الشكل . وضعت يدها علي وجنتها محل الصفعة وهي تبكي.
يارا: كدة يا زين بتضربني انا علشانها. ايوة طبعا ليك حق تحاميلها ماهي اللي هتجيبلك الولد لازم تبقي ست البيت
زين بعصبية: انتي غبية وعايزة تفهميها كدة انتي حرة براحتك . بس انا عمري ما اذيتك من يوم ما اتجوزتك ولا حتي لما اتجوزت خديچة عمري ما جيت عليكي ولا علي حق من حقوقك. وبعاملك بمنتهي الزوق ومش بحب ازعلك. بس لو ده هيتفهم ضعف مني يبقي لا فوقي مش انا ودلوقتي اتفضلي علي اوضتك واياك تكرريها تاني وتدخلي كدة من غير استاذان. اتفضلي.
خرجت بغضب تضرب الارض بقدميها بقوة .
واغلق الباب خلفها والتفت الي هذه الجالسة ارضا تنكس راسها وتبكي في صمت اتجه اليها وجثي بجوارها ورفع وجهها ليقابل عسليتها الحزينة الدامعة.
زين بحنان: مالك يا ديچة بتعيطي ليه . انا بتأسفلك بالنيابة عنها ماتزعليش .
دفنت وجهها بين راحتيها تخبأه وتبكي بحرقة فهي دائما تشعر بالذل والاهانة بسببه ولاجله.
لما الوحيد الذي احبته تهاب بسببه دايما هكذا لما..
رق قلبه وتفهم ما تشعر به وما اثر كلمات يارا عليها وانها ازعجتها بشدة. اطبق علي يديها ليبعدها عن وجهها وجذبها اليه واحتضنها بقوة ضمها بحنان بطمأنها ويعتذر لها.
زين: اسف يا ديچة . حقك عليا بقي ماتزعليش.
واراد ان يمازحها ليزيل حالة العبوث والحزن هذه عنها. فتذمر بتافف .
زين: منك لله يارا . دخلتي في وقت غلط. ده الدنيا كانت بدأت تحلو ربنا يهدك.
ابتسمت رغما عنها ومسحت دموعها برقة فهي ليس بيدها حيلة مهما تالمت منه وتعذبت لاجله. فلا تستطيع ان تكرهه ابدا.
خديچة بإبتسام: انت قليل الادب علي فكرة اصلا ايه اللي انت كنت بتعمله ده.
رفع حاجبه بدهشة واكنل بسخرية : لا والله. ده علي اساس اني كنت لوحدي مش كدة.
وكزته في صدره العاري بقوة وهي غاضبة : بايخ علي فكرة يالا امشي روح لمراتك الليلة ليلتها يا جوز الاتنين.
اقترب منها بمراوغة وهو يداعب ارنبة انفها : بس ما تقوليش جوز اتنين انا اتجوزت واحدة. والتانية مع ايقاف التفيذ.
وغمز لها بواقاحة وتابع . الا لو كملنا اللي بدأناه وقتها ابقي جوزكم انتم الاتنين. ايه رئيك تيجي .
ابتسمت بخجل فهو اصبح وقح للغاية لم تتخيله هكذا ابدا. دائما ما يبدوا عليه الوقار والهيبة والقوة . هي تري منه جانبا اخر لم تعرفه عنه من قبل.
استغل شوردها بملامحه وصمتها وقبلها بجانب ثغرها قبلة رقية وهمس . شكلك بتفكري صح .
انتبهت له وابتسمت بهدوء واكملت بتعقل : روح يا زين ليارا هي اكيد محتجالك هي كمان. روح صالحها
تأفف بحنق واعتدل في جلسته واسند ظهره للحائط ورد بغضب: بس هي تستاهل هي غلطت ولازم تتعاقب. ولعلمك حتي لو ليلتها انا مش هبات معاها هبات هنا.
اقتربت منه ورتبت علي كفه برقة : بس لازم تتكلم معاها بهدوء انت ضربتها بالقلم وقصادي اكيد زعلانة . وحتي لو حابب تعاقبها دي شئ خاص بيكم انا ماليش دخل بيه . ومش معني كدة انك تنام هنا لا نام في مكان تاني.
رفع حاجبه بدهشة: ايه ده بتطرديني !
ابتسمت : ايوة بطردك عندك مانع يالا بقي هوينا .
ابتسم علي ردها فهي تؤثر قلبه ولبه بشقاوتها وبرائتها التي يعشقها. اقترب منها وامسك بطرف ملابسها التي تغطي به جسدها ليبعده عنها ويحتضنها بنعومة وقبلها قبلة رقيقة هادئة. وهو يهمس لها .
بس انا مش عايز ابعد عنك عايز افضل معاكي مش قادر بصراحة اني مش حاسة بالنار اللي فيا .
كادت ان تفقد صوابها من لمساته وانفاسه الملتهبة التي تثيرها بشدة . ولكنها قاومت ودفعته في صدره برقة وهمست بنعومة.
بس النهاردة ماينفعش خاليها وقت تاني . روح ليارا وبعدين نبقي نتكلم.
تنهد بحرارة : طيب علي راحتك. بس كنت عايز اقولك حاجة . انا مسافر الصبح عندي مأمورية .
خفق قلبها بشدة من خوفها وقلقها عليه . وسالته بلهفة: مأمورية! فين وهتغيب قد ايه؟
ابتسم بفرحة لللهفة التي تبدوا عليها وقلقها الظاهر عليها : هغيب 4 ايام
خديچة ادمعت بخوف: ترجع بالسلامة بس ارجوك خالي بالك من نفسك علشان خاطري.
حن لها ورق قلبه لفزع صغيرته عليه بهذا الشكل احتضن وجهها بين راحتيه وقبل بشفتيه دموعا التي تنساب علي جنتيها برقة : ششششش ماتخفيش ان شاء الله هرجع بخير دي عملية بسيطة . انتي بس ادعيلي
لفت ذراعيها حول عنقه تضمه بقوة تريد ان تخبأه بصدرها تخاف ان تفقده في اي وقت بسبب عمله : خالي بالك من نفسك وتكلمني تطمني عليك.
ابتسم وضمها بقوة وهو مستمتع بالشوق الظاهر عليها نحوه. فهي اصبحت تميل اليه . ولا يعرف هو انها تعشقه تموت به حبا لا تميل اليه فقط.
زين: حاضر حخالي بالي من نفسي وهكلمك بطلي عياط بقي احسن والله اشيلك دلوقتي واحطك في السرير واللي يحصل يحصل انا اصلا بتلكك.
ابتعدت عنه وهي تبتسم فهو يمازحها ليجعلها تتوقف عن البكاء: خلاص امشي انت اصلا مابتصدق.
قبل ان يرد عليها دق باب الغرفة بقوة وصدح صوت يارا من خلفه تصيح بغضب.
يارا: ممكن بقي تيجي تشوف البهيمة اللي انت ضربتها دي وقاعد مع الهانم جوا. انا خلاص جبت اخري
صك علي اسنانه وتنهد بحنق وغضب : الله يهدك . ده انتي مجنونة
ربطت علي كتفه بهدوء: ارجوك اهدي وبلاش تتعصب. انت طول عمرك هادي وعاقل وعمرك ما كنت كدة .
دلك وجهه بتافف: انا اصلا متضايق اني ضربتها مش طبعي اني امد ايدي علي ست . بس هي حقيقي خرجتني عن شعوري.
خديچة: معلش طول بالك. علشان خاطري.
قرب كفها لفمه ليلثمه بقبلة هادئة: حاضر ههدي علشان خاطر عيونك.
قام اوخذ قميصة وارتداه وخرج ليذهب للاخري الثائرة هناك
……………………..
يقف امامها عقدا ساعديه امام صدره. يرمقها بغضب وعتاب.
اما هي تقف واضعة يداها تتوسط خصرها وتصك علي اسنانها والشرر يتطاير من عينيها.
يارا بغيظ من صمته الطويل
ارخي ساعديه وتنهد بملل وجلس علي المقعد : اولا صوتك مايعلاش تاني وده اخر تحزير ليكي . ثانيا انا ضربتك علشان اعتديتي علي خصوصيات غيرك وغلطي في مراتي واتهمتيها انها خطافة رجالة.
ثالثا انا ماكنتش احب لضربك بس انتي غلطي وخرجتيني عن شعوري . ولعلمك لسة عقابك جاي وانا اصلا مش هبات معاكي الليلة انا بس جيت اتكلم معاكي .
رابعا. بقي لو هتفضلي تتشالي وتتهبدي كدة هسيبك تاكلي في نفسك ومش هعبرك. هاه تختاري ايه هتتكلمي بهدوء ولا اسيبك تتفلقي.
تقدمت منه وجثت علي ركبتيها امامه تبكي وتستعطفه: كدة يا زين واهون عليك. كمان عايز تكمل قهرتي وتروح تبات معاها
زين: مين قالك اني هبات معاها انا هنام في الاوضة الفاضية لا معاكي ولا معاها.
يارا: زين انت بتحبها . ارجوك جاوبني وماتكدبش عليا.
تنهد بتعب ومرار: بحبها بس دي حته مني روحي اللي ساكنة بين ضلوعي.
صدمت من رده ولم تتخيله ابدا: معقول لحقت تحبها بالشكل ده من كام يوم جواز.
زين: يارا انا مش عارف صح ولا غلط اني اقولك الكلام اللي هقولهولك ده بس يظهر ان جه وقته. علشان تفهمي شعوري تجاه خديچة وماتظلميهاش.
اومأت له بخزن وهي تترقب ما سينطق به.
زين اخذ شهيقا قويا واطلقه بروية : انا بحب ديچة من وهي لسة صغيرة عشقتها وهي بنوتة بضفاير اتمنتها مراتي وليا بدل المرة الف مرة. كبرت قصادي وهي بتعتبرني اخ ليها زي عمار. وانا عمري ما اظهرت ليها ولا لاي حد عكس كدة. كنت خايف من فرق السن اللي بينا انها ترفضني او ماتتقبلنيش كزوج . لحد ما جه يوم وحصل فيه حاجات عمري في اسوأ احلامي ماتخيلت انها تحصل.
وقص عليه كل ماحدث منذ ما نوي ان يتقدم لها وافسد عليه اخاه امنيته مرورا بكل ما مر به حتي زواجه من يارا نفسها. الي اليوم الذي يجلس فيه يحدثها الان.
انتهي من حديثه وهي لا تصدق ان هناك من يحب ويعشق مثل زوجها ولكن ليست هي من يكن لها كل هذا العشق والغرام. بل اخر
يارا بحزن: عني مروان كان عارف انك بتحبها ومع ذالك اتجوزها
زين اغمض عينيه بألم : الله يرحمه . انا مسامحه صدقيني. بس ارجوكي يا يارا. ما تكرريش اللي عمله مروان معايا. انتي ممكن تكوني زعلانة دلوقتي وحقك. بس انا بجد تعبت مش قادر ابعد عنها. كفاية اللي ضاع مني قبل كدة.
يارا انا اه بحب ديچة وكنت اسعد انسان لما اتجوزتها. بس ده عمره ماهيخليني اظلمك او اجي علي حق من حقوقك.
انتي مراتي وهي كمان مراتي.
يارا بإنكسار: انا اه مراتك. بس هي مراتك وحبيبتك.
زين: بس عمري ما هظلمك. كل حقوقك هتاخديها بس لو سمحتي مالكيش دعوة بديچة ولا تأذيها بأي كلمة والكلام اللي قولتهولك ده اياك تعرف عنه حاجة.
يارا بدهشة: هي ما تعرفش انك بتحبها!
حرك راسه نافيا: لا ماتعرفش. هي فاكرة اني اتجوزتها علشان وصية مروان واخلف منها وبس .
يارا بإندهاش اكبر: طيب ليه؟!
زين : ماحبتش احس اني بفرض عليها حبي. عايزها تحس بيه لوحدها. عايزها تحب عشرتي معاها تحس بحبي بجد من خلال معاملتي مش يبقي مجرد اعتراف اتفرض عليها وهي لازم تتقبله. وانا حاسس انها خلاص بدأت تحس بحبي ليها .
يارا: زين انا بحبك ويمكن المفروض دلوقتي اصرخ واثور بعد اللي قولته. بس انا فاهماك ومقدرة احساسك . لاني حبيتك وعارفة يعني ايه حب. لو تحب ابعد عن حياتكم واسيبك ليها انا مستعدة.
زين ابتسم : يارا احنا يمكن اللي جمعنا مش الحب المتبادل . بس في بينا عشرة واحترام ومودة. وانا صدقيني بعزك جدااا وعمري ما فكرت اطلقك. زي ماقولتلك مش هظلمك. خالينا نعيش في هدوء من غير مشاكل انتي محتجاني معاكي وانا كمان محتاجلك .
القت بنفسها في احضانه وهي مشتتة لا تعرف اي قرار تتخذ. البقاء معه والاكتفاء بوجوده معها جسدا فقط وليس روحا وحبا. ام الهروب والبعد عنه وحرمانها منه وللابد.
……………………..
بعد اذان الفجر يخرج من غرفته حاملا حقيبته ليذهب لعمله . ووقف امام غرفتها مترددا ايدخل لها ليودعها ام يذهب لكي لا يوقظها . وفي النهاية فضل ان يذهب دون ان يزعجها . هبط الدرجات بخفة الي ان انتهي واصبح في الطابق السفلي ولكنه دهش بشدة والقي حقيبته واتجه الي هذه الجالسة علي الاريكة تضم ساقيها بيديها وتبكي مثل الاطفال. جلس بجوارها وسألها بقلق ولهفة.
زين: ديچة مالك قاعدة كدة ليه! وليه بتعيطي ؟!
نظرت له بحنين وحب فهي لم تتزوق طعم النوم من قلقها عليه وخوفها ان يصاب بمكروه. والقت بنفسها بين ذراعيه تبكي وترجوه ان يحافظ علي سلامته.
خديچة: انا خايفة عليك اوي. بالله عليك خالي بالك من نفسك .
ضمها بقوة يطمأنها: ان شاء الله هرجع بخير. بس انتي ليه صاحية بدري كدة. ده انا خوفت ادخل اودعك لقلقك قولت اكيد صلت الفجر وكملت نوم.
رفعت راسها من احضانه ترمقه بشوق: انا اصلا ماجنيش نوم. من خوفي عليك.
زين ابتسم بسعادة: يظهر كدة ان القمر هيحن عليا قريب.
خرجت والدته من غرفتها بعد ان انتهت من صلاتها. ورأتهم في هذا الوضع الحميم ابتسمت ولكن رأت حقيبته فعلمت انه مسافر.
فاطمة: صباح الخير يا ولاد انت مسافر يا زين.
خديچة: صباح النور يا ماما
زين اقترب منها وقبل جبينها: صباح الخير يا ست الكل. اه انا مسافر وكنت نازل اودعك كالعادة.
ابتسمت وربتت علي كتفه بحنان: روح يا ابني ربنا يسترها معاك وينصرك علي كل ظالم. ويرجعك لينا سالم غانم اللهم امين.
ابتسم زين واحتضنها : تتسلميلي يا امي . ربنا ما يحرمني من دعواتك الحلوة دي.
اقترب من صغيرته الواقفة تبكي في صمت ومسح دموعها وقبل جبينها برقة واحتضنها : بطلي عياط بقي وخالي بالك من نفسك ومن امي ومن زين الصغير .
اومأت له بخفة: حاضر بس ابقي طمنا عليك .
لم يتحمل حنينه لها ولم يهتم بوجود والدته خلفهم. وقبلها من شفتيها بقوة ونهم كأنه يريد ان يأخذ هاتين الشفتين معه حيثما ذهب . فهو اصبح لا يقوي علي فراقهما فهما تأثراه وبشدة.
ابتعد عنها وهو يلتقط انفاسه ويلهث. وهي الاخري لا تختلف عنه كثيرا.
اشوف وشكم بخير . ابقوا بوسولي زين . سلام.
خرج وتركما الاثنتان حزينتان علي فراقه فهو رجلهم الوحيد اللتان لا تطمأنتان الا بوجوده .
اقتربت منها فاطمة وربتت علي كتفها بحنان.
فاطمة: بتحبيه ؟!
نظرت لها وخجلت من سؤالها لا تعرف بما تجيبها .
سحبتها من يداها واجلستها بجوارها وجلست .
فاطمة: بصي انا حاسة انك بتحبيه . وهو في كل الاحوا?