رواية أحببتُ خديجه

(((الفصل الثاني عشر)))

ضمها بقوة ليمنعها من السقوط ارضا وهو فزع عليها تري ماذا اصابها لكي تفقد وعيها بهذا الشكل .!!؟

زين بدقااات قلب فزعة: ديچة … ديچة مالك فيكي ايه. ردي عليا..

هرول اليه اخيه وهو الاخر فزع عليها ومد ذراعيه لينتزعها بقلق من بين ذراعين اخيه فهو احق بها هو زوجها… حملها برفق واتجه الي الاريكة الضخمة ووضعها عليها وهو يقتله القلق والخوف عليها.

ذهبت اليه والدته بلهفة وخوف….لتطمأن عليها..

فاطمة بقلق :بسم الله ….مالها ايه بس اللي جرالها. استر يارب دي كانت داخلة زي الفل.

مروان وقد شعر برعب يدب في اوصاله من شدة خوفه…نعم لقد احبهاا..وندم علي ما فعله معها….والان هي حبيبته وزوجته…وايضااا يشعر بالتأنيب ولوم النفس لسوء حالتها الصحية نتيجة تحملها اياااه الفترة الماضية….تحملت تعب اعصاب وخوف…ورعب…تحملت ضرب وسباب ومهااانة…

مروان وقد لمعت عينيه بدمعة خوف وندم ان يكون قد لصابها مكروه..: مش عارف . مش عارف..يا أمي…حبيبتي. حبيبتي ردي عليا……مالك بس حصلك ايه…

و حاول ان يفيقها ويضربها برفق ضربات متتالية…. علي وجنتيها لتستفيق….. ولكن لم تستجيب فأزاح نقابها عن وجهها لتتنفس بحرية اكثر….

كان هو يقف يطالعهم بقلق وغيرة وهو يري حقه ملك لغيره. فهي حقه هو …هي حبيبته هو. ولكن الواقع انها احبت اخيه وتزوجته هو ولم تشعر به…هذا ظنه…!!

. تألم لما يشعر به وما يثقل كاهله…..وعند رؤية اخيه يزيح نقابها ازاح وجهه للجهة الاخري فهذا ايضا ليس من حقه ليس من حقه اي شئ. هو غريب عنها هذا الواقع لا مفر منه….

فاطمة : مروان بقولك ايه طلعها اوضتها وحاول تشيلها الهدوم دي علشان تتنفس. وحاول كمان تفوقها شممها اي حاجة. وانا هتصل بالدكتورة وهخليها تيجي تشوفها…

مروان ضمها لصدره بحنان: يعني مش نوديها المستشفي احسن…لتكون فيها حاجة عايز اتطمن عليها….

فاطمة تطمئنه:لا لا ان شاء الله تكون حاجة بسيطة وماتحتجش المستشفي. والدكتورة تيجي تطمنا…

اومأ لها مروان بخفة وحمل زوجته ..برفق وحنان….وصعد بها لغرفتهم…

وقف ينظر لاخيه وهو يحملها بين يديه وهو لا يستطع تحمل نار قلبه التي صعدت لرأسه تفتك به.
تنفس بصعوبة لما يشعر به ويثقل صدره….

ولكنه افاق من شروده علي صوت والدته وهي تحدث الطبيبة صك علي اسنانه فهو منذ فترة يشعر بان والدته تخطط لشئ . فهو يفهمها جيدااا. ..ولا يخفي عليه من حيلهااا….التفت لها وسألها بإهتمام…

زين بترقب: دكتورة مين يا امي اللي انتي كلمتيها دي!!!؟

فاطمة ابتسمت: دي الدكتورة يارا …

زين بنفاذ صبر وقد ثبت ظنه: يارا .!!! اممممم . مش دي الدكتورة اللي شافت ديچة يوم فرحها وقابلنها من يومين لما تعبتي بالليل ورحنا المستشفي….وفضلته تتكلموا….ورجعتي ولا اكنك كنتي تعبااانة وصحتك اتحسنت…ما شوفتيها. !!!؟

فاطمة بتصنع البرأة: اه هي. اصلها لما قابلنها تاني ادتني رقمها علشان لو احتجناها في حاجة….

زين وقد فهم ما تخطط له وبنظرة ثاقبة: بس يا امي هو ده السبب في انك اخدتي رقمها!!!!؟

فاطمة بإرتباك: ااايوة . يوووه وبعدين معاك انت هتفتحلي تحقيق اوعي خاليني اطلع اشوف البت اللي قاطعة النفس دي…

وذهبت من امامه لانها متأكدة انها ان مكثت اكثر سوف يعرف كل شئ تخطط له…

امسك هو رأسه بغضب وجلس علي المقعد ودفن وجهه بين راحتيه لا يعلم متي يكتب له الراحة من عذاب حبه وعشقه…او بالاحري لعنة عشقه..!!!!!

وبعد مرور الوقت جاءت الطبيبة يارا ودخلت واستقبلها هو لوجود امه واخيه بالاعلي بجانب خديچة..

زين بلباقة: اهلا دكتورة يارا . اسفين لتعبك..

يارا بخجل وهي تحاول ان تداري اعجابها به: اهلا بحضرتك يا حضرة الظابط. وبعدين مافيش تعب ولا حاجة…طنط وخديچة انا حبيتهم اوي..

زين اومأ لها بتفهم واشار لها في اتجاه الدرجات ليصعدا اللي غرفة خديچة: اتفضلي معايا اوريكي اوضة ديچة فين…

اومأت له وسارت معه وهي تختلس النظر اليه فهي لم تعجب في حياتها بأحد مثله . اثرها برجولته ووقاره وثقته بنفسه وهيبته الطاغية . وملامحه الرجولية القوية والتي بنفس الوقت وسيمة للغاااية…. فهو يخطف العين حقا. اغمضت عينيها بإستمتاع لتنفسها رائحة عطره التي طغت علي المكان . فهي رائحة رجوليه قوية تناسبه بشدة…

كانت تسير خلفه هائمة في خيالتها . حتي وصلا امام غرفة اخيه توقف والتفت لها ليجدها تنظر له بهيام وتبتسم ابتسامة بلهاء. فحممم ليخرجها من افكارها التي كشفت له بوضوح. امامه…

زين بحرج: احمممم. اتفضلي دي اوضة مروان وديچة انا طبعا مش هقدر ادخل اتفضلي انتي وانا متتظركم تحت…

خجلت هي واحرجت من غبائها الذي احرجها امامه بهذا الشكل اومأت له بخفة والتفتت لتقابل باب الغرفة وقبل ان تطرق الباب

زين بهدوء: تحبي تشربي ايه!!!؟

يارا بخجل: لا ابدا متشكرة مش عايزة حاجة…

زين تنهد : طيب هخلي ام احمد تبعتلك عصير..

وهبط الدرجات بخفة ورشاقة للهبوط لاسفل. اما هي فقد تعلق نظرهااا به حتي غاب عن نظرها…..و اخذت شهيقا قويا واستجمعت شتاتها الذي تبعثر في وجوده…وحضوره المهلك. . ودقت دقات خفيفة علي باب الغرفة.
وماهي الا لحظات وفتحت لها فاطمة الباب وما ان رئتها الا وتهللت اساريرها وسعدت بشدة لرؤيتها ورحبت بها….

فاطمة بسعدة: اهلا وسهلا نورتي يا حبيبتي تعالي..

دخلت معها وابتسمت وحيت كلا من مروان وخديچة التي كانت قد افاقت ولكن يبدوا عليها الارهاق والاعياء ووجهها شاحب. وعينيها زابلة غائمة…

يارا: مساء الخير ازيك يا خديچة عاملة ايه.!!؟

خديچة بإرهاق. ابتسمت بوهن: الحمد لله ازي حضرتك اسفين تعبناكي…

يارا : لا ابدا . انا اصلا مبسوطة اني شوفتك تاني . بس المهم نطمن عليكي الاول.
ونظرت لمروان. ممكن تسمحلي اكشف عليها.!!!

مروان اومأ لها وافسح لها الطريق وقام من جوار خديچة . وقبل ان يخرج .حاول ان يتأسف لها عن ما بدا منه في لقائهم الاول….

مروان بحرچ واعتذار: دكتورة يارا . انا بتأسفلك علي طريقتي معاكي اول مرة اتقابلنا. انا كنت مخنوق ومش في وعي اسف….لو كنت ضايفتك…

يارا بإبتسامة: لا ابدا مافيش مشكلة انا مقدرة حالتك وقتها كانت ايه….

خرج مروان من الغرفة وهبط لاسفل وجلس مع اخيه

زين عقد حاچبيه بدهشة: ايه اللي نزلك. هي لحقت كشفت عليها.!!!!؟

مروان تنهد بثقل: لا لسة بس انا سبتها تاخد رحتها وكمان ماما معاها هتساعدها..

زين يحاول ان يطمن نفسه واخاه: اطمن ماتقلقش ان شاء الله خير. تلاقيها بس مرهقة من تعب السفر..وواضح انك كنت بتخرجها كتير وارهقتها معاك الفترة اللي فاتت.

مروان تنهد برچاء : يارب …يارب يازين…..انت ماتعرفش ديچة دي بالنسبة ليا ايه. دي روحي. انا مش هقدر اقولك هي عملت علشاني ايه ووقفت جنبي ازاي. انا خايف عليها. خايف ربنا يعقابني علي ذنوبي فيها. يارب..يارب تكون بخير…لو حصلها حاجة مش هسامح نفسي….انا تعبتها معايا اوي. اوي..

زين وهو لا يعي شئ مما يقول اخاه ولا يعرف ما يرمي اليه. ولكن من الواضح ان هذا ليس اخيه . !!!!

فقد بدا له انسان اخر هادئ. متزن عاقل وخوفه وقلقه علي صغيرته واضح جداااا. فهدأ كثييرااا لانه هكذا سوف يحافظ عليها ولن يزعجها مجداا….ومادام احبها بهذا الشكل سيكرمها ويتقي ربه فيها….

جلسا سويا وهما قلقان عليها. الي ان سمعا زغاريد والدتهم تتعالي . فدهش الاثنان ونظرا لبعضهما بتعجب. الي ان سمعا صياح والدتهم يعلو بإسم مروان…

مروان بدهشة : ده صوت ماما ولا انا بيتهيألي .!!!!

زين بحيرة: لا هي . بس بتزغرد ليه.!!!!

مروان: طيب تعالي نطلع نشوف فيه ايه.

صعد الاثنان وعند بلوغهم غرفة خديچة وجدوا والدتهم واقفة والسعادة تبدوا عليها والابتسامة تعلو وجهها. وعند رؤيتها لمروان جذبته لاحضانها وهي فرحة وتبارك له.

فاطمة: مبروك يا حبيبي الف مبروك. هتبقي اب. ديچة حامل.

مروان بسعادة وعدم تصديق : بجد . !!!!انتي بتتكلمي بجد يا امي ديچة حامل معقول. انا فرحان اوي….مش مصدق..!!!

فاطمة :طبعا بتكلم جد. ادخل معايا وانت تتأكد من الدكتورة بنفسك.

دخل الغرفة وهو لا يتمالك نفسه من الفرحة .

فاطمة نظرت لزين وهي تبتسم: عقبالك يا زين يا ابني لما افرح بيك وبأولادك .

ودخلت خلف اخيه الغرفة.

اما هو كان يقف كالصنم . مصدوم! مدهوش! يشعر بالغيرة! يحسد اخاه لفوزه بها في بادئ الامر والان بحملها منه!…ااااااااه يا چرح غائر مازال ينزف….كلما حاولت لملمتك وتطبيبك…طعنت من جديد…..كل مرة والطعنة اقوي واعنف….كل مرة والچرح يكبر ويعمق…..ااااااه ياقلبي….ااااه..

اهتز كيااانه وهو لايعرف ماذا اصابه!!!!هو مشلول التفكير. كل ما وضح اليه في هذه اللحظة . هو انه كتب عليه حرمانه منها للابد. كل يوم تبتعد عنه خطوة. بعد خطوة. كل يوم الحواجز والعوائق تزيد بينهم.
الان لابد ان افقد الامل لابد. فأنتي لن تكوني ليه . لن احظي بكي…يا صغيرة…لن تصلي لحضني يوم يا خديچة…..انتهي

ستظلين حلم بعيد . نجمة تتلالق في السماء البعيدة . لا اقوي علي لمسها ولا امتلاكها…..حرمتي علي اكثر واكثر…..

اغمض عينيه بألم وفرت دمعة خائنة حزينة من عينيه . اعتصر قبضته وضرب بها الحائط ..عدة مرااات غاضبة ثائرة…..وهو يتمني لو فقد ذاكرته في هذه اللحظة. لكان افضل له. علي الاقل سوف يرتاح من هذا الالم وهذا العذاب….

كلما تذكر كيف جاء هذا الجنين .
كيف كانت حبيبته بين احضان اخيه….كيف كانت سعيدة ومستجيبة…

خرچت ااااااه من صدره مريرة محملة بالوجع والجرح والغيرة .

هبط الدرجات بسرعة وجنون. واستقل سيارته وصار من غير هدي. لا يعرف الي اين يذهب. ولا الي من يشكو.
……………………..………………….

كان يحتضنها بقوة ويقبلها بجنون من وجنتيهااا…
وهو لا يصدق ما سمعه لتوه. احقا زوجته حامل يالله . كم انت كريم . كم انت رحيم.
ترزقني بزوجة مثل خديچة وتقف بجانبي وتعينني علي التعافي مما ابتليت. واتعافي بصحة من دون ان يفضح امري. والان ترزقني بطفل . ومن من!!!؟ من خديچة حبيبتي التي لو جوبت الارض لن احظي بمثلها…

يارا: ههههههههه. لا بالراحة عليها يا استاذ مروان. خديچة ضعيفة ومحتاجة الراحة والغذا.

مروان اخيرا تمالك اعصابه وابعدها عن احضانه وقبل جبينها برفق: حاضر .. حاضر..ماتقلقيش… انا بنفسي هخلي بالي منها . بببس هو حضرتك متأكدة . انها حامل مش بيتهيألك…!!؟

يارا: ههههههههههه. لا والله متأكدة هي حامل.فعلا..

مروان حك رأسه بإحراج وابتسم: اصل بصراحة دايما اشوف الحكاية دي في الافلام. الدكتور يكشف ويقول حامل نفسي اعرف كانوا بيعرفوا ازاي.!!؟

يارا وهي تحاول ان تكتم ضحكة قوية علي سؤاله: بصراحة انا معرفش هما كانوا بيعرفوا ازاي. انا هتكلم عن اللي انا متأكدة منه. طبعا انا سألتها شوية اسألة وضحتلي الموضوع والاعراض اللي بتشتكي منها وكمان عملتلها تحليل دايما بيكون معايا بحكم شغلي. ده كله غير اني سمعتها هي ووالدتك صوت نبضات الجنين…

مروان بدهشة: بجد ازاي… طططيب ممنكن اسمعه انا كمان..ارجوكي….!!؟

ابتسمت له واومأت بخفة واخرجت جهاز صغير من حقيبتها. ووضعته علي بطن خديچة وصدع صوت دقات الجنين ينبض بقوة
كانت علامات الدهشة والفرحة تكسوا وجهه. ودمعت عينيه…بفرح وقلب يحلق بين السحاااب…وهو يستمع لنبض ابنه بين احشاء زوجته . كم رائعة هذه اللحظة حقا….لحظة بالدنيا وما فيها…

يارا اطفأت الجهاز ووضعته في حقيبتها. والتفتت اليهم.

يارا: طبعا تمشي علي الدواء ده. والتعليمات كمان كويس . وبعد اسبوع تجيني المستشفي ونعمل 4D. ونعمل التحاليل المطلوبة….
ونطمن علي البيبي…

مروان بتأكيد : طبعا طبعا. ولو عايزاها من بكرة كمان اجبها لحضرتك. انا تحت امر ديچة حبيبتي المهم صحتها….

يارا: لا مالوش لزوم. انا اتطمنت عليها النهاردة الحمد لله. وبعد اسبوع اشوفها تاني….بس المهم تاكل كويس…

فاطمة بمكر امومي: طيب ما نجبهالك العيادة بتاعتك احسن…

يارا تبسمت: والله اللي يعجبكم انا تحت امركم تعالوا مكان ما تحبوا…

فاطمة: خلاص نجبها العيادة الاسبوع اللي جاي

يارا: تمام. عن اذنكم

فاطمة: استني لما انزل اوصلك.

وخرجت معها لتوصلها الي الاسفل. واثناء هبوطهم الدرجات

فاطمة: قوليلي يا يارا. ايه رئيك في زين ابني

خفق قبل يارا لسماعها اسمه فهو مقل حضرته يقلب كيانها ويربكها .

يارا بخجل وارتباك: احمممم. رئي ازاي يعني

فاطمة بمكر: يعني شكله اسلوبه كلامه كدة يعني.

يارا: والله حضرة الظابط انسان محترم وخلوق وانا بحترمه والكام مرة اللي شوفته فيهم بأعجب بشخصيته جداااا. ربنا يخليه لحضرتك هو واخوه

فاطمة بإرتياح: انتي كمان انا ربنا عالم حبيتك ازاي . اكنك بنتي زي ديچة تمام. وان شاء الله قريب تبقي زيها في كل حاجة.

خفق قلبها بسعادة وهي تستمع الي تلميحات فاطمة.

يارا: طيب استأذن انا بقي واشوف حضرتك الاسبوع اللي جاي بإذن الله

فاطمةغمزت لها : ان شاء الله نتقابل قبلها وعندكم في البيت بس قولي يارب

خجلت واحمر وجهها من هذا الموقف التي هي فيه. وهرولت من امامها بسرعة ووجهها يشع احمرار وسخونة.

ضحكت فاطمة ملئ قلبها علي خجل يارا. وتمنتها زوجة لابنها زين

فاطمة: يارب تكون من نصيبك يازين يا ابني يارب. وافرح بيك زي اخوك.
……………………..………………….
كانت شاردة الزهن مازالت لا تعرف حقيقة شعورها . اهي سعيدة. بخبر حملها ام حزينة. احقا سوف تصبح ام من غير حبيبها. احقا كتب عليها ان تظل زوجة له وتظل تعيش مع حبيبها في بيت واحد. احقا ستظل تتعذب وهي تراه امامها كل يوم وهو غريب عنها كيف! ؟
احقا ليس هناك اخر ولا نهاية لعذابها !…

احقا ستظل تتعذب وتظل اسيرة العشق المستحيل!
اااااااااه ياربي.
الي متي!!! ؟
الي متي!!!!؟
كانت شاردة لم تسمع حرف من ما قاله مروان وهو يتحدث بحماسة وسعادة كان يثرثر بالكثير من الكلام . الي ان انتبه هو لشرودها وعدم وعيها لحديثه فحثها علي الانتباه له بهزها بخفة..

مروان: ديچة . حبيبتي انتي كويسة مالك. سرحانة في ايه!!!؟

اخيرا انتبهت له وكأنه يأتي بها من بئر عميق معتم: هاه. بتقول حاجة يا مروان

مروان ابتسم: يااااه. بقول حاجة ده انا ريقي نشف يا شيخة وانا بكلمك. بس ولا يهمك. المهم مالك حاسك مش مبسوطة بالحمل!!؟

خديچة بإرتباك: لا طبعا ازاي تقول كدة.
اانا مبسوطة جدااا.

مروان بحيرة: اومال مالك مش بتتكلمي ولا حتي باين عليكي الفرحة.!!؟

خديچة اغمضت عينيها وهي تلعن نفسها انها اوصلت له هذا الشعور…

ااااه من غبائك يا ساذجة….كيف لم تنتبهي….لما تچرحيه هكذا….الم تري عينيك فرحته بك وبچنينك….ملعون عشقك المستحيل الذي غفلكي بهذا الشكل…

خديچة: لا ابدا. اصلي بصراحة خايفة مش عارفة افهم احساسي احنا اتجوزنا بسرعة . ودلوقتي حامل . ودراستي مش عارفة انا حاسة اني متلخبطة…

مروان ابتسم وربط علي يدها يطمئنها: حبيبتي لو علي الحمل.. احنا كلنا جنبك. انا وماما وكمان مامتك مش هنسيبك. والمذاكرة. انا هوصلك دايما زي ما كنت بعمل واليوم اللي ماتقدريش تروحي الجامعة. اقعدي في البيت وانا اجبلك المحاضرات لحد هنا. واخلي زين يشرحهالك ايه ريئك…

خفق قلبها لذكره. وخافت ان تجلس معه ايضا ويشرح لها لا لا لن تتحمل هي لابد لها ان تتجنبه قدر الامكان لابد ان تقاوم شعورها نحوه . لابد ان تدفن عشقها له فهي اصبحت زوجة وام في المستقبل القريب. لابد ان تتحكم في قلبها الملعون بأي شكل…

خديچة بشئ من الغضب: لا لا. شكرا انا مش عايزة حد يشرحلي حاجة انا ان شاء الله هبقي كويسة واقدر اروح الجامعة. ربنا يسهل…

مروان جذبها لاحضانه وهو يتنفس راحة.

مروان: ااااااه يا ديچة انا مش قادر اوصفلك فرحتي بحملك ازاي. انا بجد محظوظ بيكي. انتي نورتي حياتي غيرتيني بجد ….انتي حياة ودنيا جديدة…اجمل دنيا…. انا بحبك بحبك.

خديچة: زرفت دمعة ندم والم من عينيها وهي تستمع لحديثه. فهو اصبح يستحق حبها ووفائها له. ولكن لعنة الله علي القلب الخائن. الذي لا نستطيع التحكم به ليتنا تستطيع وهبه لمن يحبنا وليس لمن احببناه ولم يشعر بنا. اااااه منك يا قلب فأنت لك قانون خاص بك تفعل ما يحلو لك.
وصدق من قال القلب ليس له سلطان هو سلطان نفسه…هو سيد مملكته يتملك ويأمر والچوارح تطيع في صمت وزل….

شعر بدموعها وصمتها مد انامله ورفع وجهها ليقابل عسليتها الحزينة..

مروان بحب والم في آن واحد: انا عارف انك مش بتحبيني زي ما بحبك. ولحد النهاردة مش عارف السبب اللي خلاكي تتجوزيني وانتي مش بتحبيني. بس كل اللي عايزك تفهميه. اني يمكن ماحبتكيش في الاول كنت معجب بيكي وبس. بس والله العظيم حبيتك من كل قلبي. وعايزك تديني فرصة اخليكي تحبيني او علي الاقل تحبي عشرتي واكون ليكي الزوج والسند وعمري ما هطلب منك فوق طاقتك. ومش هطلب اسمع منك كلمة بحبك. عايزك يوم ماتقوليها تكوني حساها. ولو ماحستيهاش ماتقوليهاش. كفاية انك تبتسمي في وشي. واوعدك اكون اب تفتخري بيه لابنك اوبنتك اللي جاي. بس انتي كمان توعديني تحاولي تحبيني ممكن.وانا هساعدك.. بس حاااولي علشان خاطر ابننا اللي جاي…

كانت تسمعه وهي تتقطع الما عليه احقا بداخله كل هذه المشاعر والحنان. احقا هي عمياء لا تري كل هذا الحب. احقا هو يحبها لهذه الدرجة.
عذرا يا زوجي ولكن اعدك اني سوف اتغير واشعرك بالسعادة وسأعمل جاهدة لانتزع حبه من قلبي وازرع حبك انت. اعدك…

خديچة بدموع: اوعدك … اوعدك يا مروان. بس ارجوك خاليك جنبي. واوعي تتغير خاليك كدة حبني يا مروان بصدق وانا اوعدك ححاول والله ههحاول.

ابتسم وضمها بقوة وهو سعيد فأمله في طريق التحقيق. وقريب جداااا سوف يمتلك قلبها مثل ما امتلك جسدها…

مروان: انا جنبك وتحت رجلك بس انتي خاليكي جنبي…
……………………..………………….

عاد المنزل وهو حزين يحتل ملامحه العبوث والحزن .
جلس علي اقرب مقعد واراح رأسه عليه واغمض عينيه وهو يشعر انه مازال مشلول التفكير لا يستطيع اتخاذ قرار…

شاهدته والدته واقتربت منه ومسدت رأسه بدفئ وهي تخلل اصابعها في خصلاته السوداء الغزيرة.

فاطمة: مالك يا ابني فيك ايه حساك مش مبسوط ليه دايما ساكت ومهموم كدة. فضفضلي ده انا امك حبيبتك.!!؟

ابتسم وفتح عيناه ورمقها بألم واخرج تنهيدة مريرة

زين:ولا حاجة يا ست الكل انا بخير بس مشغول شوية…

فاطمة بخبث: بس انا عارفة مالك. انا فاهمة كل حاجة…

رمقها بدهشة : عارفة؟! عارفة ايه!!

فاطمة بإبتسامة: انت شكلك كدة غيران من اخوك. عايز تتجوز وتخلف زيه. مش كدة…

تنهد براحة وابتسم بسخرية : ومين بقي اللي قالك كدة. انا مش عايز اتجوز. كدة اريح…

فاطمة بعبوث: ليه كدة يا ابني ده انا هتجنن علي اليوم ده. نفسي افرح بيك زي اخوك كدة ليه عايز تحرمني من اليوم ده…

وبكت والدته بحزن فرق لها قلبه وقام من مقعده وجثي علي ركبتيه بجوارها ولثم كفيها بقبلة حنونة. ومد انامله ليزيل دمعها.

زين: ليه بس الدموع يا حبيبتي.
ثم تنهد بتعب. هو مش انت فرحانة بمروان وديچة والبيبي اللي جاي. انشغلي بيهم وسبيني بقي مع نفسي. انا مش بفكر في الجواز دلوقتي…

فاطمة وبكائها يزداد: انت بتقول ايه . فرحتي باخوك عمرها ماتنسيني فرحتي بيك. انتم الاتنين ولادي. وعايزة اتطمن عليك زي ما اتطمنت علي مروان.
واكملت بلين ورجاء.
وبعدين صدقني الجواز بيريح البال ويغير البني آدم. اهو تبقي فيه في حياتك واحدة تحبها وتحبك وتخاف عليك. تستناك بالليل وانت راجع من شغلك تعبان تفضفض معاها تتكلم تكون سكن ليك زي ربنا مابيقول.
طيب بذمتك انت مش ملاحظ التغير اللي حصل لمروان.
هو ده مروان. بتاع زمان . شوف بقي هادي وحنين ازاي.
وحياتي عندك وافق وخاليني افرح بيك…

اغمض عينيه وتنهد بقلة حيلة فماذا يفعل او يقول امام كل هذا الكم من الرجاء منها ..

زين بقلة ذات يد: حاضر يا امي حاضر . ادعيلي الاقي بنت الحلال اللي تكون من نصيبي…

ابتسمت وازالت دموعها بفرحة: ولا تقلق انا خلاص لاقيتها.

عقد حاجبيه بتعجب: لاقتيها؟! ازاي مش فاهم!!؟

فاطمة: يارا.

زين صك علي اسنانه هو كان يعلم منذ البداية: يارا مين؟!

فاطمة: الدكتورة يارا اللي جات كشفت علي خديچة.

تنهد بنفاذ صبر اذن كل هذا مدبر اااه منك يا فاطمة تخططين ولا تهنئي الا بتنفيذ خطتك…

زين بتعب: انا قلبي كان حاسس. انك مش هتجبيها لبر. كنت فاهم انك بنمري علي كدة…

فاطمة: والله بنت زي الفل.جمال و ادب واخلاق وتعليم عالي. وكمان واضح ان اهلها ناس طيبين…

زين بسخرية: والله كل ده. وايه كمان!!؟

فاطمة: بص انا بفكر نروح نتعرف عليها هي واهلها ونشوف. واللي في الخير ربنا يعمله..

.

زين مسح وجهه بكفيه ليهدأ من تسرع والدته : يا امي ليه الصربعة دي بس مش لما ابقي اوافق انا الاول..

فاطمة بحزن: كدة يبقي انت رجعت في كلامك ومش عايز تريح قلبي

انت ليه يا ابني مش عايز تفرح قلبي . هو انت من امتي قاسي كدة.

تنهد بإرهاق فمناقشة والدته في هذا الامر لن تجدي نفع. خصوصا انه لن يستطع البوح بالسبب الحقيقي لرفضه للزواج.

زين : حاضر يا امي حددي معاد مع اهلها ونروح نتقدم لها. واللي ربنا ريده هو اللي هيكون

تهللت اساريرها وفرحت بشدة لموافقته.

فاطمة بإبتسامة: روح يا زين يا ابن بطني ربنا يفرح قلبك ويسعدك ويريح بالك. ويجعلك في خطوة خير ورزق…

زين ابتسم بحزن فمن أين يأتي الخير و راحة البال والقلب. وانا لن احظي بحبيبتي. فهي قد ضاعت مني وللابد..

زين بوجه يكثوه الحزن: ان شاء الله يا امي. المهم انتي تفضلي تدعيلي وتكوني راضية عني.وبحزن
امي هو انتي عمرك غضبتي عليا او دعتيلي بقلة الراحة ووجع القلب قبل كدة.!!!؟

عبثت فاطمة وتلاشت ابتسامتها ومدت يديها واحاطت وجهه بين راحتيها ودمعت عيناها.

فاطمة: ليه يا حبيبي بتقول كدة. انا؟!
انا يا زين ادعي عليك ولا علي اخوك. ده انتم نور عيني اللي بشوف بيه. هو انا ليا غيركم.
وانت بالاخص طول عمرك حنين وطبعك هادي عمرك ما تعبتني ولا زعلتني. ليه يا ابني بتقول كدة. انت كأنك شايل هموم الدنيا علي راسك.

زين دمعت عيناه والقي بنفسه في حضن والدته. حضن الام الذي يزيل التعب والالم. وبكي و لم يستطع منع نفسه من البكاء. لم يعد قادر علي التماسك لقد طفح كيله من الاحتمال…لم يعد جبل صبره وتماسكه يتحمل لقد خااارت قواه…وامتلأت العين ببكاء بدمي القلب..

زين بصوت متحشرج بالدموع: ااااااه يا امي..اااااااااه انا تعبان .. تعبان … نار في قلبي يا امي نار .. بتاكل فيا….قلبي بيوجعني…انا مجروح… مجروووح يا أمي….حبيبتي راحت مني ضاعت. راحت لغيري . انا بتقطع … مش قادر اخبي تعبت .. تعبت والله تعبت. انا بندبح كل لحظة بسكينة باردة….ماحدش حاسس بيا…انا مش قادر..خلاااااص مش قااادر…

زهلت فاطمة من حديثه فهي لاول مرة تستمع لاعترافه بعشقه وحبه .ودموعه وانكساره ولكن لما خبي عني لما لم يصارحني…مذ متي وهو يحمل كل هذا بقلبه وحده…!!؟

فاطمة وهي تحتضنه بقوة وحنان وتمسد خصلاته الغزيرة: انت بتحب يا زين.!!!؟ طب ليه مالقولتليش.!!! ليه مااتجوزتهاش!!؟

زين وهو يغمض عيناه بحزن وغضب. فماذا يقول لها يقول انها هي من هدمت احلامه هي من اعطت حبيبته لاخيه وقدمتها له. وزينتها في عينيه..هي التي غرزت الخنجر في ظهره ولم تبااالي….. لم يستطع البوح. بل تنهد بثقل وخرج من احضانها ومسح دمعه…

زين بحزن : اااه..ايوة يا امي حبيت…حبيت وعشقت. بس لاسف اللي حبيتها حبت غيري واتجوزته…..ماحبتنيش….

فاطمة بقهر علي ولدها : يا قلب امك . ومين دي اللي ترفضك وتفضل عليك واحد تاني.
انساها. انساها يا حبيبي وانت الكسبان اللي يبيعك بيعه ولا تسأل فيه. وان شاء الله ربنا يرزقك باللي تريح قلبك وتسعدك وتنسيك اللي بعتك دي. ويا حبيبي لو مش عايز يارا خلاص اللي يريحك مش مهم اشوفلك واحدة تانية .

زين ابتسم وقبل كفها : لا يا امي. يمكن تكون هي دي اللي ربنا بعتهالي خصوصا في الوقت ده. اكيد ربنا ليه حكمة. وانا كمان هستخير واللي ربنا يختارهولي انا راضي بيه. انا طالع انام وانتي بكرة كلميها وحددي معاها معاد.
يلا تصبحي علي خير. استقام في وقفته ومال عليها وقبل رأسها والتفت ليصعد غرفته

فاطمة استوقفته: زين

زين التفت اليها : نعم يا امي

فاطمة: ماتنساش يا حبيبي بكرة بأمر الله. تبقي تبارك لاخوك وديچة. انت خرجت من غير ماتباركلهم.

زين اخذ شهيقا قويا واطلق زفيرا مريرا وهز رأسه : حاضر يا امي هباركلهم .

وصعد غرفته وظل طيلة ليلته حائر حزين لا يستطيع النوم.

مرت ايام قلائل وبالفعل حددت والدته ميعاد لخطبه يارا وحصل القبول بين العائلتين. وبالفعل تمت خطبت زين ويارا. وجهزا لزفافهم في وقت قليل لتوفر كل شئ بالمنزل. ووافقت يارا بالزواج بزين في منزلهم مع والدته واخيه وزوجته .. ولتأكيد زين لها انهم سيكون لهم خصوصياتهم ولن يوثر عليها حياتهم معهم . وان هذه رغبة والدته. فوافقت . وتم تحديد ميعاد زفاف زين ويارا. وجاء هذا اليوم الحزين..و تكرر يوم متعب وثقيل علي الحبيبان مرة اخري مثل سابقه يوم زفاف مروان وخديچة.

ولكن مع تبادل الادوار. فهي من وقفت اليوم تري حبيبها مع اخري يجلس في قاعة الزفاف بجوارها وهو في كامل زينته كان عريس يخطف الانفاس حسدها عليه قريناتها واصداقائها وجميع من رئاه . وهي تجلس بجواره بفستانها الابيض عروس جميلة تبدوا عليها السعادة والفرح.
فحق لها السعادة وهي التي ستتزوج بحبيبي رجلي..زيني انا…..زين الرجال والشباب.الرجل الذي تمنيته وحلمت به منذ نعومة اظافري. فازت به هي اليوم…..واختارها هي…ولم يختارني.

ذهبت تجلس بجوار مروان وعينيها عليهم وقلبها يحترق غيرة . وكان السؤال الذي يرن في اذنها في هذا الوقت .
لماذا هي يا زين؟!
لما اختارتها هي ولم تختارني انا؟!
لما لم اكن انا التي تجلس بجوارك الان؟!

افاقت من احلامها وشرودها علي .لمسة حانية علي يدها من مروان…

مروان وهو يبتسم بدفئ: مالك يا حبيبتي انتي تعبانة.!!؟

خديچة هزت رأسها نافية وهي تخبئ دمعة قهر ووجع: لا لا ابدا انا كويسة…

مروان بحزن : انتي اكيد بتفتكري ليلة فرحنا. واللي حصل فيها…
واد ايه انا كنت همجي ومتوحش معاكي. انا اسف يا حبيبتي بجد اسف…ضيعت فرحتك..

خديچة تبتسمت بلطف واحتضنت يديه الملامسة ليديها..

خديچة: اولا انا خلاص نسيت اللي حصل يومها . ثانيا انت مش محتاج تتأسف لان انت عوضتني بعدها كتير واعتذرت كتير وانا خلاص مش زعلانه . دي حاجة عدت ومش بفتكرها…

مروان ابتسم : يعني خلاص نسيتي مروان اللي تعبك واذاكي.

خديچة اومأت له بخفة: ايوة نسيته لان. مروان الجديد الحنين اللي بيحبني وبيحتويني ومش بيقدر علي زعلي نساني كل حاجة…

ابتسم بسعادة. ورفع كفيها وقبل باطن كفيها : وانا اوعدك اليلة هتكون دخلتنا احلي من دخلتهم وغمز لها بواقاحة..وماتقلقيش هخلي بالي من العفريت الصغير…

خديچة خجلت واشتعل وجهها من تلميحه فهو إن تغير فيه اي شئ. لن تتغير واقحته وجرأته
……………………..………………….
كان يجلس بجوار عروسه وقلبه وعقله معها هي يراقبها هي…ويتمني من قلبه انها هي التي لابد ان تشاركه هذا المقعد الا وهو كوشة العرس. فهي عروسه الوحيدة وحبيبته التي لم يتمني غيرها عروس وزوجة..

.

كان يعتصر قبضته بغيرة وهو يري قربها من اخيه بهذا الشكل وايضا حديثهم الذي استشفه من حركة شفاه اخاه. فهو ماهر في قرأة حركات الشفاه فهو ظابط كفؤ . واستشاط اكثر وهو يراه يقبل كفيها بهذه الطريقة المثيرة.ولم يخرچه من شروده هذا غير لمسة رقيقة من يارا علي كتفه..

يارا بإبتسامة: مالك يا حبيبي

زين التفت لها وابتسم : لا ابدا مافيش حاجة. انا بس مابحبش الدوشة وصدعت من المزيكا دي.

يارا : معلش بقي يا حبيبي دي ليلة العمر لازم ننبسط علي قد ما نقدر ولا ايه.

زين: عندك حق انبسطي زي ما يعجبك. الليلة ليلتك…

وانتهي هذا الزفاف وبدأ زين مع يارا حياة جديدة

error: