رواية أحببتُ خديجه

(((الفصل الثالث)))

فزع كل من في المنزل وذهب عمار الي غرفة اخته ليتفقدها. ودخل بلهفة وقلق. واقترب منها واحتضنها

عمار بإنزعاج: ديچة حبيبتي مالك في ايه. ايه اللي بيوجعك.!!

خديچة بألم شديد وهي تخرج الكلمات بصعوبة

خديچة: ااااه تتعبانة اوي مغص هيموتني يا عمار مش قادرة. الحقني

جاءت مريم تركض هي وزوجها

مريم: مالك يا حبيبتي فيكي ايه

عثمان بقلق : مالها اختك يا عمار بتصرخ ليه

عمار: بطنها بتوجعها عندها مغص.
ماما لبسيها بسرعة وانا هلبس واخدها المستشفي.

عثمان بخوف عليها : يالا يا مريم بسرعة انا كمان هلبس البنت لونها مخطوف.

مريم بخوف وتوتر: حاضر حاضر.

وبالفعل ألبست مريم خديچة ملابسها و ارتدت هي الاخري ملابسها وذهبوا جميعا الي المشفي. وبعد الكشف علي خديچة خرجت الطبيبة لتطمأنهم.

الطبيبة: لاسف يا جماعة. خديچة بتشتكي من تضخم في الزيدة ولازم تعملها حالا. وإلا الزايدة هتنفجر.

مريم تبكي خوفا وقلقا: حبيبتي يا بنتي

عثمان بحزن: تمام يا دكتورة توكلي علي الله

عمار بلهفة وقلق: انا عايز ادخلها اشوفها قبل ما تدخل العمليات

الطبيبة: اتفضل ادخلها.

دخل عمار لاخته. وهو حزين فهي بالنسبة له ليست اخت صغيرة فقط. بل يشعر انها ابنته. فهو ايضا رباها مع والديه. ويشعر بعاطفة الابوة تجاهها. اقترب من فراشها وهي تأن من الالم.
وجلس بجوارها وامسك بيدها وقبلها

عمار وقد ادمعت عيناه: سلامتك يا ديچة يا حبيبتي يارب كنت انا. انا فداكي.

خديچة هامدة تتألم: سلامتك يا عمور. ربنا يعافيك. الحمد لله لعل الله بيكفر بالتعب ده ذنوبي. ربنا يعفو عني ويغفرلي.

عمار برجاء: حبيبتي ربنا يشفيكي شفأ لا يغادر سقما. وان شاء الله هتخرجي واطمن عليكي.

خديچة بخوف: هو انا هدخل العمليات امتي.

عمار: الدكتورة بتحضر العمليات وهيدخلوكي.

خديچة: انا لولا المسكن اللي ادهولي. كنت موت. الالم فظيع يا عمار.

عمار: قبل رأسها. معلش حبيبتي ان شاء الله تعدي علي خير. ادعي انتي بس. واحنا كلنا جنبك وبندعيلك.

خديچة: ياارب

وبعد مرور الوقت دخلت خديچة العمليات وتم اجراء الجراحة لها وخرجت وهي مازالت تحت تأثير المخدر.
……………………..…………………

وعند طلوع النهار. اتصل زين بعمار لتحديد موعد كانا اتفقا عليه لشراء باقي احتياجات عمار للعرس.
وتفاجأ زين بأن عمار يخبره انهم بالمشفي وان خديچة اجرت جراحة الزائدة. ففزع وانخلع قلبه من قلقه علي حبيبته. وانطلق علي عجالة مثل الريح . الي المشفي

فاطمة بتعجب : يوه. ماله زين خرج كدة من غير لاسلام ولا حتي كلام. ولا حتي فطر.

ام احمد : تلاقيه يا ست فاطمة مستعجل. الله يعينه. ده شغله صعب اوي ما انتي عارفة.

فاطمة تنهدت: عندك حق. والله انا كل لما يخرج قلبي يوجعني وابقي خايفة عليه. وافضل ادعيله . ربنا يسترها معاك يا زين يا ابني و ينجيك من كل اذي.

ام احمد: اللهم امين. طيب هتفطري ولا هتستني الاستاذ مروان.

فاطمة بقلة حيلة: هستني طبعا. مش احسن ما أكل لوحدي. مش كفاية طول النهار والليل قاعدة لوحدي. امتي بقي اجوزهم الاتنين ومرتاتهم وولادهم يملوا عليا البيت.

ام احمد: ان شاء الله انا قلبي حاسس ان الفرح هيدخل البيت قريب. ادعيلهم انتي بس

فاطمة: ياارب. انت اللي عالم بحالي
……………………..………………….

في المشفي

وصل زين في لمح البصر وهو يركض ويلتقط انفاسه بصعوبة. ووجد عمار يقف مع احدي الممرضات . فإتجه نحو بسرعة ولهفة

زين بقلب مخلوع عليها: عمار قولي ديچة عاملة ايه طمني بسرعة

تعجب عمار من مجئ زين بهذه السرعة. وايضا هو توقع زيارته لخديچة. لكن ليس بهذه السرعة.

عمار: ازيك يا زين. انت جيت ليه دلوقتي مش عندك شغل.

زين بتأفف: يووه شغل ايه وزفت ايه دلوقتي. بقولك

خديچة عاملة ايه دلوقتي طمني.

عمار بحيرة من حال صديقه: كويسة الحمد لله. احسن كتير

زين يهدأ ويلطقت انفاسه: هي فاقت من البينج

عمار: ايوة فاقت من شوية الحمد لله

زين بتردد وحرچ : احمم. هو انا ممكن ادخل اطمن عليها ولا لا

عمار: اه طبعا يا زين هو انت غريب. انت زي اخوها.

صك زين علي اسنانه بغضب من حديث عمار. ولكن هذا ليس الوقت المناسب للغضب. الاهم الان ان يطمأن علي حبيبته.

زين بوجه متچهم: متشكر اوي. اتفضل بقي اديهم خبر

دخل عمار واخبر والديه وخديچة برغبة زين في الدخول لها والاطمأنان عليها. وبالفعل جهزت مريم ابنتها والبستها حجابها واذن عمار لزين.

دخل زين وهو يكاد ينخلع قلبه من مسكنه فزعا وحزنا علي صغيرته. فهو يعلم انها ضعيفة ورقيقة ولا تتحمل ما هي فيه. اقترب من فراشها. وهو يرمقها بحنين وشوق.

زين بحنو قلب: الف سلامة عليكي يا ديچة ايه اللي حصل بس تعبك كدة فجأة. انا امبارح سايبك كويسة.

خديچة كانت تتألم ولكن ذهب الالم وسكن الوجع في حضور حبيبها ورجلها الذي لا تري رجلا غيره. وابتسمت بوهن.

خديچة تبسمت بوهن: الحمد لله علي كل حال انا نفسي مش عارفة ايه اللي حصل . انا فجأة كدة تعبت

مريم: من الاكل الحامي اللي بتاكليه يا ما حذرتك. انتي اللي عنيدة.

عمار: ههههههههه. لا لا انا عارف ديچة تعبت من ايه. من شيكولاتة زين.

غضب زين ورمقه بدهشة: تصدق انك غتيت

مريم: ههههههه. اخس عليك يا عمار كدة. ده حتي جايبلها نوع غالي ويجنن.

خديچة بغضب طفولي: تعرف انك رخم. وبعدين انت زعلان ليه. علي الاقل هو. افتكرني لوحده مش زيك. لازم افكرك.

ابتسم زين بجانب فمه. علي صغيرته التي تدافع عنه ببرائة

خديچة في نفسها: اااه يا زين. بلاش ابتسمتك دي بتجنني زيادة. يعني لو كنت مراتك دلوقتي مش كنت اخدتني في حضنك. ونسيت كل تعبي وألمي

عمار: الله بقي كلكم عليا ولا ايه. هو مفيش غير زين اللي بتدافعوا عنه ولا ايه. لا انا ابنكم بردوا.

عثمان: اصلك يا عمار بصراحة بتقع مع زين وفي الاخر بتاكل علقة تظبطك

ضحك زين. ومريم وخديچة. من مزحة عثمان ولكن هي حقيقة فعلا. فكل مرة يتشاجر الاثنان بسبب مزاح عمار. تكون الغلبة في النهاية لزين.

عمار: كدة ماشي خليكم كدة دائما تدافعه عنه. انا ماليش غير مراتي حبيبتي هي اللي عارفة قيمتي.

وفي ذالك الوقت دق الباب ودخلت منار خطيبة عمار ففرح بشدة من حضورها.

منار: السلام عليكم.

الجميع : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

مريم: اهلا منورة حبيبتي تعبتي نفسك ليه بس

منار: ازاي بس حضرتك بتقولي ايه دي ديچة اختي

ودخلت منار واقتربت من خديچة وقبلتها بحرارة.

منار: حبيبتي يا ديچة الف سلامة عليكي ربنا يعفو عنك.

خديچة: الحمد لله حبيبتي قضاء ربنا بقي هنعمل ايه.

اقترب عمار من منار وهمس لها مش تسلمي علي جوزك حبيبك ولا ايه

منار بخجل : احمم. ازيك يا عمار عامل ايه.

وبدأ الحبيبان يتهامسان. وكانت مريم تتكلم مع عثمان. واستغل زين انشغال الجميع.
واقترب من خديچة .

زين : سلامتك يا ديچة الف سلامة

خديجة ابتسمت بحب: الله يسلمك.

زين بنظرة عاشق: علي فكرة انا كنت ناوي اشوفك واتكلم معاكي في الموضوع اللي قولتلك عليه.
بس تعبك ده جه فجأة. بس اوعدك اول ما تخرجي بالسلامة واطمن عليكي. هاجي انا وامي لعمي وطنط. وافاتحهم في موضوع مهم جداااااا.

دق قلب خديچة وكأنه يريد ان يقفز من مكانه من السعادة. وظهرت عليها. ونظرت له بحب وسعادة.

اقتربت مريم من زين

مريم: زين يا حبيبي انت تعبت نفسك وعطلت شغلك ربنا يخليك لينا يا حبيبي.

زين بحرچ وتوتر: لا ابدا ازاي بقي دي ديچة غالية علينا كلنا. احمم. انا همشي بقي وان شاء الله هاجي بكرة اطمن علي خديچة واعرف اخبارها ايه.

خديچة بإندافع: ليه بس خاليك شوية . انت حتي ما شربتش حاجة.

تبسم زين فهي تريده ان يبقي بقربها . وااااه من قربها هذا فهو يفعل به الافاعيل. ولكن ان بقي اكثر من ذالك فلم يستطع ان يضمن نفسه فهو من الممكن ان يقترب اليها ويضمها اليه فكم يتمني هذا الحضن وهذا القرب . وما اصعب الانتظار.

تنهد زين بشوق: معلش علشان عندي شغل. وبعدين هو انا غريب. وان شاء الله لما تخرجي بالسلامة ابقي اشرب كل حاجة من ايدك بقي بس في البيت ماشي.

خديچة ابتسمت بخجل: ماشي مع السلامة .

مريم : نورت يا زين تسلم حبيبي.

عثمان: والله انت تعبت نفسك يا ابني. بس زي ما انت قولت انت مش غريب. انت واحد مننا.

زين: طبعا يا عمي احنا عيلة. وانا تحت امركم في اي حاجة تحتاجوها. يالا سلام عليكم.

عمار: استني جاي معاك اوصلك.

زين غمز له: لا معلش خاليك انت في ناس عايزاك سلام.

وخرج زين وذهب لعمله وهو يفكر بخديچة طوال الوقت

وانقضت فترة علاج خديچة وذهبت للمنزل. واضطر زين تأجيل تقدمه لخطبة خديچة الي ان ينتهي زفاف عمار والذي قد اقترب موعده. وبالفعل جاء موعد عرس عمار وذهب زين مع والدته الي العرس.
……………………..………………….

والعرس كان في قاعتين منفصلتين قاعة للرجال والقاعة المجاورة لها للنساء.

وكانت خديچة في هذا اليوم مثل العروس كانت جميلة بحق ترتدي فستان من اللون الاحمر يبرز جمالها ومفاتنها وانوثتها بشدة. وشعرها الحريري ينسدل وكانت تزينه ببعض اللألئ الرقيقة التي زاتها رقة ونعومة.

في العرس بقاعة النساء

ودخلت فاطمة والدة زين وهي تنظر للفتيات اللاتي يتواجدن بالعرس فكان حقا مجمع للجميلات. ووقعت عينها علي جميلة منهن اعجبت بها وتعلقت بها عينيها.
واقتربت منها مريم والدة خديچة لتستقباها

مريم بإستقبال حار : اهلا اهلا يا حاجة فاطمة منورة والله

فاطمة: اهلا بيكي يا حبيبتي. الفرح منور بأصحابه. ماشاء الله ايه الجمال ده. انتي ام العريس ولا اخته.

مريم: هههههههه. تسلمي يا حاجة احنا خلاص بقي راحت علينا. البركة في الولاد.ربنا يحفظهم ويسعدهم.

فاطمة: اللهم امين قوليلي فين العروسة عايزة اسلم عليها. واديها هديتها.

مريم: اتفضلي اهي قاعدة هناك. بس ليه تعبتي نفسك بس احنا مش أغراب.

فاطمة : ازاي بقي ما تقوليش كدة. ده عمار زي ولادي. ربنا يتممله بخير.

واخذت مريم لمنار لتبارك لها علي الزفاف. وباركت لها بالفعل واعتطها هديتها. وهي مازالت عينيها علي الجميلة التي رأتها منذ دخولها. فقررت ان تسأل عنها مريم.

فاطمة : الا قوليلي يا مريم. انتي بقي تعرفي كل اللي في الفرح.

مريم: اه تقريبا معظمهم قرايبنا. وفي قرايب منار. ليه في حاجة

فاطمة: اصل في بنوتة زي القمر عجبني اوي. وكنت عايزة اسأل عليها

مريم: طيب شاوري عليها.

فاطمة: اهي اللي واقفة هناك دي ولابسة فستان احمر

مريم: هههههههه. دي ديچة بنتي

فرحت فاطمة واندهشت في ذات الوقت: انتي بتتكلمي جد. ده انا اخر مرة شوفتها كانت صغيرة كدة وبضفاير

مريم: هههههه. ده كان زمان. اهي قدامك بقت عروسة زي القمر. ثواني هندهلها تسلم عليكي.

ذهبت مريم وجاءت بخديچة.

مريم: اهي يا سيتي خديچة بنتي. سلمي يا ديچة. دي الحاجة فاطمة والدة زين.

رقص قلب خديچة فرحا فهو جاء بأمه لتراها. اذا فهو حقا سيتقدم لها. اااه ياربي اني اشعر اني سوف افقد وعي.

فاطمة جذبت خديچة لحضنها وهي سعيدة بها وكانت تتأكد من شعرها ومفاتنها انها حقيقة وليست استعارة.

فاطمة: اهلا اهلا ايه الجمال ده بس ماشاء الله ولا قوة الا بالله. ازيك يا حلوة.

خديچة ابتسمت وهي خجلة ووجهها يشع إحمرار: الحمد لله ازي حضرتك. وازي صحتك

فاطمة : بخير حبيبتي تعالي اقعدي معايا شوية.

ذهبت خديچة وجلست مع فاطمة وظلت تسألها عن كل شئ. وتأكدت انها ليست جميلة شكلا فقط
ايضا فهي تتميز بالادب والاخلاق والزوق. وبجانب ذالك فهي سيدة منزل ماهرة وتتقن فنون المطبخ والخ. وبعد فترة قامت خديچة للترحيب ببعض الضيوف. فأخرجت فاطمة هاتفها وقامت بتصوير خديچة من دون ان تشعر الاخري.

في قاعة الرجال.

زين كان يقف مع عمار يتحدثون ويضحكون. وكان حقا وسيم جذاب. بشموخه ووقاره. كان يتمني ان يستطيع ان يري خديچة ويمتع نظره منها.

عمار: عقبالك يا حضرة الظابط

زين: هههههه. ان شاء الله قريب ححصلك ماتقلقش

عمار: مش ممكن. اه يا ندل
يعني في حاجة ومخبي عليا. انطق هي مين

زين: باااااس علي مهلك في ايه. كل الحكاية ان في بنت. هي بنت ناس ومحترمة واهلها ناس افاضل وانا اعرفهم. وان شاء الله قريب هتقدملها واخطبها. بس كنت مستني اخلص من فرحك.

عمار: بجد فرحتلك يا زين. والله يابختها اللي هتتجوزك. انت تستاهل كل خير

زين: احمم. انت شايف كدة. يعني مش ممكن اترفض

عمار: انت مجنون. مين دول اللي يرفضوك. انت لؤطة يا ابني.

زين: احممم. بجد. يعني حتي لو كنت اكبر منها بكذة سنة

عمار: عادي علي فكرة. انا اكبر من منار ب5 سنين

زين: اه بس احنا الفرق بينا اكتر من كدة

عمار: ولا يهمك. ادخل بتقلك وانا معاك وهاجي اخطبهالك كمان. انت حبيبي يا زين

احتضن زين عمار وهو في غاية السعادة من حديث صديقه.

وانتهي العرس وعاد زين وامه للمنزل
……………………..………………….

في منزل زين

بعد عودة زين ووالدته صعد زين لغرفته وهو سعيد جداااا فهو رأي خديچة في نهاية الزفاف. وضحكت له. هو نعم لم يري من ضحكتها غير ضحكت عينيها الا انها تأثره بهاذين العينين فااااه من عينيك يا خديچة . فهي سهام تخترق قلبي وتأثرني بنظراتها. متي؟ متي؟ اللقاء متي؟

كانت فاطمة تنتظر عودة مروان من الخارج.
وبالفعل جاء مروان.

فاطمة: مروان تعالي يا مروان انا عايزاك في موضوع مهم اوي تعالي

مروان: معلش يا امي خاليها الصبح انا تعبان وعايز انام

فاطمة: لا مش هينفع. ده موضوع مهم اوي وما يتأجلش. تعالي بس

تري فاطمة ماذا تريد من مروان. سنعرف.

انتهي الفصل حبايبي واشوفكم الفصل القادم رئيكم وتوقعكم

error: