نوفيلا ما الحل
نوفيلا ما الحل
جميع الحقوق محفوظة للكاتبة بسمة عبد الغني
****************** الـمـقـدمــة *******************
**************************
مـا الـحـل ؟؟؟
أيـهـا الـمـتـشائـم الـمـجـهـول مـا الـحـل
أيـهـا الـبـائـس الـحـزيـن مـا الـحـل
الـهـم أهـلـك فــؤادي
وطرق الحزن أبـوابـي
فـهـل من مجيب لندائي ؟؟
أم أنكم مثل البقية تتجاهلون وجودي
وتغلقون في وجـهـي الأبواب
فقط لـبـوا لي ندائي وأخبروني
مـــا الــحــل
******** الفصل الاول ******
************************** ★ سارت بين الأروقة الضيقة لهذا المبنى الراقي ( كما يبدو للناظر من بعيد) قدماها تدك الأرضية الرخامة دكاً من شدة غضبها وعينيها تتلألأ بها دمعاتها الحبيسة ….. لم ترحم أضراسها التى تجز عليهم غيظاً ولا شفتيها التى تضغطهما ببعضهما البعض بقهر وضيق شديد …. .. توقفت امام أحد الابواب المغلقة و مدت كفيها وتشبثت بقوة بحزام حقيبتها القماشية الصغيرة المعلقة على كتفها بوضع معكوس وأغمضت عينيها في محاولة منها لحجم غضبها والسيطرة على اعصابها الا ان محاولتها لم تثمر عن شئ بل أزداد غليان الدم بعروقها
…. زفرت بضيق ومدت أصابعها لتدير قفل الباب واندفعت الى الداخل كإعصار هادر …
هدرت بصوت مرتفع فور دخولها بوجه ذاك الثمين المتقدم نسبياً في العمر والذي يقبع خلف مكتبه الأنيق :
_( ممكن أعرف إيه ده يا أستاذ توفيق ؟؟!!!! ) أتبعت قولها بإخراج مجموعة من الاوراق من حقيبتها وألقتها على المكتب بقوة …
رفع أحد حاجبيه مستنكراً طريقتها الهجومية وتسائل بعدم فهم :
_( ورق ايه ده ؟؟) أتبع قوله بمد كفه والتقاط الاوراق ليطالعها بينما أستأنفت بذات النبرة الهجومية :
_( دا ورق الاعداد لحلقات البرنامج الجديد يا أستاذ توفيق … احنا مش أتفقنا نناقش مشاكل الناس فيه ؟؟!)
ألقى الاوراق بلامبالاة على المكتب وهتف بنبرة ثلجية لا مباليه :
_( حصل … والورق اهو قدامك فيه مشاكل بيواجهها الناس وانتي كل الى عليكي انك تتكلمي عنها في البرنامج ايه المشكلة يا آنسة ريهام مش فاهم يعني !!)
جزت على أضراسها بغيظ والتقطت الاوراق واخذت تقرأهم بصوت ساخر مرتفع وكلما قرأت ورقة ألقتها على المكتب بعنف وكأنها بذلك تعرب عن غضبها وضيقها من هذه المشاكل التافهة من وجهة نظرها :
_( مشاكل !!!! بتسمي دي مشاكل !!! وبيواجهها الناس كمان !!! هي فين المشاكل دي ها ؟؟ فييييين !! دي واحدة بتقول انها بتحب واحد مش سائل فيها …. ودي واحدة جوزها خانها وعايزة تفضحه على البرنامج … ودا واحد بيشتكي أن أبوه مش بيحبه زي أخوه …. بتسمي دي مشاكل !!!!! وعايزني أذيعها على الهوا كمااااان !!! )
مط شفتيه بملل وتململ في مقعده بضيق قائلاً :
_( مش دا أقتراحك !!! مش فاهم أنتى عايزة ايه بالضبط ؟)
رفعت كفها ومررته على وجهها بإجهاد من فرط أنفعالها :
_( أقتراحي كان اننا نعمل برنامج نناقش فيه مشاكل بتواجه الناس بجد مش لعب العيال ده ) رافقت قولها برفع سبابتها والإشارة الى تلك الاوراق المتناثرة على المكتب بإستهجان …
تباً لقد مل من هذا النقاش العقيم … هب واقفاً عن مقعده بلا مبالاة وتحرك جهة باب المكتب وقال ببرود :
_( ميهمنيش رأيك يا أستاذه … هي دي المشاكل الى هتتناقش وانتى دورك تتكلمي عنها وتقولى الى مكتوب في الورق بس .. ) مد كفه وأدار مقبض الباب والتفت لها قائلاً قبل ان يتخطى باب المكتب الى الخارج (.. ومفيش مانع لو تصنعتي التأثر ومع أصحاب المشاكل مثلا وعملتيلك كام تمثيليه … حبة عياط على حبة دموع …. فأهماني طبعاً … ) أتبع أخر كلماته بغمزة من عينه اليسرى وتابع ببرود …
(انا هروح أتابع مع أستاذ ***** الخطة الجديدة للقناة السنة دي …. عن اذنك )
خرج وتركها تشتعل غضباً تشعر بدمائها تغلى على موقد من سعير …
ضربت بقبضتها على سطح المكتب هاتفة بغضب مكتوم :
_( مستحيل أناقش المشاكل التافهة دي الناس تقول عليا ايه ؟؟؟ مذيعة نص كم !!! ماشي يا أستاذ توفيق )
_( أستاذة ريهام انتي بتكلمي نفسك !!! )
كان هذا صوت الساعي الذي ولج الى المكتب الفارغ ليضع البريد ككل يوم قبل عودة صاحب القناة …
زفرت بضيق والتفتت إليه قائلة :
_( لا يا عم مسعود انا بس متضايقة شوية )
أومأ الساعي بتفهم قائلاً :
_( مفيش حاجة تستاهل تضايقي نفسك علشانها … ربنا ييسرلك أمورك يا بنتي ) … خطى نحو المكتب ليضع عليه البريد فألتقطت عينيها حركته تلك …… ضيقت عينيها بتفكير سرعان ما تحول لدهاء لتلمع عيناها بمكر وهمست بلسان حالها :
_( وأخيراً لقيتها ….. اسفة يا أستاذ توفيق انا مش هقدم لعب العيال الى انت جايبه ليه ده ) أطرقت برأسها قليلاً ثم عاودت رفعها وهمست بصوت مسموع ( انا عايزة أبقى مذيعة بجد … مش مذيعة نص كم ….. ) تنهدت بصوت مسموع وهمست ( هنفذ الى في دماغي مش الى في دماغك معلش مذيعة مش مطيعه لرئيسها هنعمل ايه بقى …. مفييييييش لجناني حل )
*************
★ بعد مرور أسبوع ….
★ خطت أقدامها _ بداخل مقر القناة التلفزيونية الشهيرة التى تعمل بها _ بحماس وأقدامها لا تكاد تلامس الأرضية الرخامية من فرط سعادتها ….. ألتقطت عينيها الساعي الذي يحمل البريد الى مكتب الأستاذ توفيق لتهرول ناحيته بخطوات سريعة … قطعت عليه طريق الدخول للمكتب قبل ان يهم بطرق باب المكتب … عقدت الساعي حاجبيه بتعجب وهتف بعدم فهم … :
_( مالك يا أستاذة ريهام في حاجة ؟؟ !! )
تمتمت بأنفاس منقطعه من فرط سرعة خطواتها :
_( ايوة يا عم مسعود … هو في بريد ليا النهاردة ؟ )
طالعها الساعي بغرابة وتمتم بعدم فهم :
_( ما أنا سيبتلك البريد بتاعك على المكتب يا ست الأستاذه ) رفع كفه مشيراً لها لتفسح له المجال للمرور :
_( عديني يا ست الأستاذة أدخل البريد للبيه أحسن لو أتأخرت هيزعقلي وانا مش ناقص … )
أصدرت ضحكة مفتعلة وتمتمت :
_( يا سيدي عادي ماهو علطول بيزعق على الفاضي والمليان )
تشكلت بسمة خفيفة على محيا الرجل رغماً عنه وقال :
_( الله يحظك يا بنتى ..، عديني بقى بدل ما أخد منابي منه النهاردة في الزعيق )
فركت كفيها ببعضهما بتوتر وتمتمت بنبرة خفيضة :
_( طاب ما أنا داخلاله جوة … هات أخدهم ليه معايا )
هتف الرجل بإستنكار :
_( ودي تيجي برضوا يا ست الاستاذة …. دا مش مقامك يا بنتى انا هدخلهم )
حركت رأسها نفيها وقالت بتعند :
_( شوفت … انت بتقول بنتي اهو … هات بقى يا راجل يا طيب )
أبتسم الرجل بحسن نية وأعطاها البريد و قال :
_( ربنا يكرمك يا بنتى ويجبر بخاطرك يا رب … خلاص خديهم أهم وانا هروح أكمل توزيع باقي البريد على الموظفين )
أنتظرت قليلاً حتى غاب الساعي عن أنظارها ثم أسرعت لإحدى الزوايا الغير مرئية في الرواق وأخذت تقلب بين أظرفة البريد حتى وجدت ضالتها لتلتقطها خفية وتدسها سريعاً بداخل حقيبتها القماشية ….. تلفتت حولها لتتأكد من عدم رؤية أحد لها ثم عدلت هندامها وتنهدت براحة وتقدمت لداخل مكتب المدير لتعطيبه بريده وتلوذ بالفرار من مكتبه ولسان حالها يهمس .. ( ما الحل )******************
**************************
…. زفرت بضيق ومدت أصابعها لتدير قفل الباب واندفعت الى الداخل كإعصار هادر …
هدرت بصوت مرتفع فور دخولها بوجه ذاك الثمين المتقدم نسبياً في العمر والذي يقبع خلف مكتبه الأنيق :
_( ممكن أعرف إيه ده يا أستاذ توفيق ؟؟!!!! ) أتبعت قولها بإخراج مجموعة من الاوراق من حقيبتها وألقتها على المكتب بقوة …
رفع أحد حاجبيه مستنكراً طريقتها الهجومية وتسائل بعدم فهم :
_( ورق ايه ده ؟؟) أتبع قوله بمد كفه والتقاط الاوراق ليطالعها بينما أستأنفت بذات النبرة الهجومية :
_( دا ورق الاعداد لحلقات البرنامج الجديد يا أستاذ توفيق … احنا مش أتفقنا نناقش مشاكل الناس فيه ؟؟!)
ألقى الاوراق بلامبالاة على المكتب وهتف بنبرة ثلجية لا مباليه :
_( حصل … والورق اهو قدامك فيه مشاكل بيواجهها الناس وانتي كل الى عليكي انك تتكلمي عنها في البرنامج ايه المشكلة يا آنسة ريهام مش فاهم يعني !!)
جزت على أضراسها بغيظ والتقطت الاوراق واخذت تقرأهم بصوت ساخر مرتفع وكلما قرأت ورقة ألقتها على المكتب بعنف وكأنها بذلك تعرب عن غضبها وضيقها من هذه المشاكل التافهة من وجهة نظرها :
_( مشاكل !!!! بتسمي دي مشاكل !!! وبيواجهها الناس كمان !!! هي فين المشاكل دي ها ؟؟ فييييين !! دي واحدة بتقول انها بتحب واحد مش سائل فيها …. ودي واحدة جوزها خانها وعايزة تفضحه على البرنامج … ودا واحد بيشتكي أن أبوه مش بيحبه زي أخوه …. بتسمي دي مشاكل !!!!! وعايزني أذيعها على الهوا كمااااان !!! )
مط شفتيه بملل وتململ في مقعده بضيق قائلاً :
_( مش دا أقتراحك !!! مش فاهم أنتى عايزة ايه بالضبط ؟)
رفعت كفها ومررته على وجهها بإجهاد من فرط أنفعالها :
_( أقتراحي كان اننا نعمل برنامج نناقش فيه مشاكل بتواجه الناس بجد مش لعب العيال ده ) رافقت قولها برفع سبابتها والإشارة الى تلك الاوراق المتناثرة على المكتب بإستهجان …
تباً لقد مل من هذا النقاش العقيم … هب واقفاً عن مقعده بلا مبالاة وتحرك جهة باب المكتب وقال ببرود :
_( ميهمنيش رأيك يا أستاذه … هي دي المشاكل الى هتتناقش وانتى دورك تتكلمي عنها وتقولى الى مكتوب في الورق بس .. ) مد كفه وأدار مقبض الباب والتفت لها قائلاً قبل ان يتخطى باب المكتب الى الخارج (.. ومفيش مانع لو تصنعتي التأثر ومع أصحاب المشاكل مثلا وعملتيلك كام تمثيليه … حبة عياط على حبة دموع …. فأهماني طبعاً … ) أتبع أخر كلماته بغمزة من عينه اليسرى وتابع ببرود …
(انا هروح أتابع مع أستاذ ***** الخطة الجديدة للقناة السنة دي …. عن اذنك )
خرج وتركها تشتعل غضباً تشعر بدمائها تغلى على موقد من سعير …
ضربت بقبضتها على سطح المكتب هاتفة بغضب مكتوم :
_( مستحيل أناقش المشاكل التافهة دي الناس تقول عليا ايه ؟؟؟ مذيعة نص كم !!! ماشي يا أستاذ توفيق )
_( أستاذة ريهام انتي بتكلمي نفسك !!! )
كان هذا صوت الساعي الذي ولج الى المكتب الفارغ ليضع البريد ككل يوم قبل عودة صاحب القناة …
زفرت بضيق والتفتت إليه قائلة :
_( لا يا عم مسعود انا بس متضايقة شوية )
أومأ الساعي بتفهم قائلاً :
_( مفيش حاجة تستاهل تضايقي نفسك علشانها … ربنا ييسرلك أمورك يا بنتي ) … خطى نحو المكتب ليضع عليه البريد فألتقطت عينيها حركته تلك …… ضيقت عينيها بتفكير سرعان ما تحول لدهاء لتلمع عيناها بمكر وهمست بلسان حالها :
_( وأخيراً لقيتها ….. اسفة يا أستاذ توفيق انا مش هقدم لعب العيال الى انت جايبه ليه ده ) أطرقت برأسها قليلاً ثم عاودت رفعها وهمست بصوت مسموع ( انا عايزة أبقى مذيعة بجد … مش مذيعة نص كم ….. ) تنهدت بصوت مسموع وهمست ( هنفذ الى في دماغي مش الى في دماغك معلش مذيعة مش مطيعه لرئيسها هنعمل ايه بقى …. مفييييييش لجناني حل )
*************
★ بعد مرور أسبوع ….
★ خطت أقدامها _ بداخل مقر القناة التلفزيونية الشهيرة التى تعمل بها _ بحماس وأقدامها لا تكاد تلامس الأرضية الرخامية من فرط سعادتها ….. ألتقطت عينيها الساعي الذي يحمل البريد الى مكتب الأستاذ توفيق لتهرول ناحيته بخطوات سريعة … قطعت عليه طريق الدخول للمكتب قبل ان يهم بطرق باب المكتب … عقدت الساعي حاجبيه بتعجب وهتف بعدم فهم … :
_( مالك يا أستاذة ريهام في حاجة ؟؟ !! )
تمتمت بأنفاس منقطعه من فرط سرعة خطواتها :
_( ايوة يا عم مسعود … هو في بريد ليا النهاردة ؟ )
طالعها الساعي بغرابة وتمتم بعدم فهم :
_( ما أنا سيبتلك البريد بتاعك على المكتب يا ست الأستاذه ) رفع كفه مشيراً لها لتفسح له المجال للمرور :
_( عديني يا ست الأستاذة أدخل البريد للبيه أحسن لو أتأخرت هيزعقلي وانا مش ناقص … )
أصدرت ضحكة مفتعلة وتمتمت :
_( يا سيدي عادي ماهو علطول بيزعق على الفاضي والمليان )
تشكلت بسمة خفيفة على محيا الرجل رغماً عنه وقال :
_( الله يحظك يا بنتى ..، عديني بقى بدل ما أخد منابي منه النهاردة في الزعيق )
فركت كفيها ببعضهما بتوتر وتمتمت بنبرة خفيضة :
_( طاب ما أنا داخلاله جوة … هات أخدهم ليه معايا )
هتف الرجل بإستنكار :
_( ودي تيجي برضوا يا ست الاستاذة …. دا مش مقامك يا بنتى انا هدخلهم )
حركت رأسها نفيها وقالت بتعند :
_( شوفت … انت بتقول بنتي اهو … هات بقى يا راجل يا طيب )
أبتسم الرجل بحسن نية وأعطاها البريد و قال :
_( ربنا يكرمك يا بنتى ويجبر بخاطرك يا رب … خلاص خديهم أهم وانا هروح أكمل توزيع باقي البريد على الموظفين )
أنتظرت قليلاً حتى غاب الساعي عن أنظارها ثم أسرعت لإحدى الزوايا الغير مرئية في الرواق وأخذت تقلب بين أظرفة البريد حتى وجدت ضالتها لتلتقطها خفية وتدسها سريعاً بداخل حقيبتها القماشية ….. تلفتت حولها لتتأكد من عدم رؤية أحد لها ثم عدلت هندامها وتنهدت براحة وتقدمت لداخل مكتب المدير لتعطيبه بريده وتلوذ بالفرار من مكتبه ولسان حالها يهمس .. ( ما الحل )******************