نوفيلا ما عاد قلبى ينبض لك

 

الفصل الثالث

اللقاء الثاني

استيقظت شذى متثاقلة تشعر بألم كبير في كافه أنحاء جسدها نتيجة ما تتعرض له من ضغط نفسي كبير . ذهبت إلي الحمام, أخذت دش بارد نوعا ما كي تستفيق بشكل كامل , جهزت عقود الشراكة وأوراق مناقشة الدمج وكيف سيتم بين شركة أستاذ على مديرها وبين شركة زين , تناولت مذكراتها العزيزة وفتحتها في وسط السطر كتبت :

( بداية النهاية ) وفى سطر جديد اعلم انه كان ينظر لي خلسة أثناء الاجتماع ، واعلم انه رآني مع سراج ، واعلم أيضا أنني لم اعد أحبه ، وانه صفحة وطويت بالنسبة لي ، واني مستعدة تمام الاستعداد للمضي قدما . الآن هو لقائنا الثاني , أتمنى أن لا يحدث بيننا أي حديث لأنني لم اعد أريد ذلك ..

أغلقت مذكراتها وارتدت ملابسها وجمعت أوراقها ونزلت قاصدة الشركة . لم تجد وسيلة مواصلات بعد انتظرت بعض الوقت إلي أن ظهرت سيارة أجرة ركبت, وأخبرت السائق أن ينطلق بأقصى ما لديه فهي متأخرة على عملها قليلا. وبالفعل انطلق السائق بأقصى سرعة وساعده في هذا أن الشارع كان خالي تقريبا إلا من بضعت عربات , ما إن وصلت وجدت الموظفين في حالة هرج ومرج استنكرت الموقف وبشدة.

وسألت احد الموظفين : أستاذ فارس يا أستاذ فارس لحظة من فضلك ، حينما رآها فارس ركض نحوها آنسة شذى وأخيرا جميع أعضاء مجلس الإدارة بانتظارك هيا بنا إلي غرفة الاجتماعات .. دلفا سويا وخاطبة الحاضرين , قائلة : عذرا على التأخير نصف ساعة ولكن سبب خارج عن إرادتي والآن اسمحولي بالبدء لكي لا نضيع وقت أكثر من ما تم هدره , ونظرت للأستاذ على الذي قابلها بابتسامه و أعطاها إيماءه الموافقة بالبدء ، كانت ستبدأ بتوضيح كافة نقاط العقد لكي يكون جميع أطراف الشراكة على اتفاق ولكن حبيب ماضيها لم يتركها أصر أن يزعجها ..

زين : حسنا إذا كما يبدو أن الآنسة لم تراعي ميعاد عملها فقط ولكن أيضا تتحكم في سير الاجتماع, فبدلا من أن تعرض علينا التصميمات الخاصة بالفرع الجديد , تبدأ في بنود العقد من الواضح أن أستاذ على قد وعدها بمكافأة، إذا استطاعت إقناعنا بضرورة الدمج وان هذا له فوائد أيضا, ولكن كيف هذا وأنا حتى لم اطلع على التصميمات . جميع الحقوق محفوظة للكاتبة غادة الكاميليا . وهنا حاول صديقه التدخل ولكنه أوقفه بنظرة حادة.

شذى بهدوء شديد تختفي خلفه عاصفة : من الواضح أن أستاذ زين لا يعلم أي شيء عن شركته أو موظفيه , منذ ثلاثة أيام أرسلت لكم بنفسي ملف كامل وشامل على بريد الشركة . جميع الحقوق محفوظة للكاتبة غادة الكاميليا . وتواصلت مع سكرتيرة مكتبك الآنسة ذات الضحكة الرقيعة وأخبرتها بضرورة عرض الملف عليك لاحتوائه على التصميمات للقسم الجديد المشترك بيننا وبينكم , ولكن كما هو واضح أن الآنسة لها اهتمامات أخري جعلتها تفقد الذاكرة مؤقتا .. إذا فالمشكلة والإهمال نابع من شركتك .. أما مسألة المكافأة فهو شيء أساسي وضروري أنا أتقاضي اجر من رئيسي في العمل مقابل ما أقدمه للشركة .. هل لديك أي تهكمات أخري ، فكما أخبرتك سابقا مرت نصف ساعة والآن بسببك ضيعنا ربع ساعة أخري ..

نظرت له نظرة ذات معنى منتظرة إجابة منه !! ولكن كما توقعت . لن يرد عليها فصدمته من السكرتيرة الخاصة بهِ أقوى من أي شيء ..

بدأت بالشرح للتصميم الداخلي للمبنى وعدد المكاتب الخ من تفاصيل ، وأوضحت أن الهدف الأساسي للدمج بين الشركتين : هو لخلق روح جديدة والاستفادة وإفادة الناس . فشركة زين تهتم بالبرمجيات والتسويق للألعاب، وأيضا لديه مصممين محترفين للمواقع . جميع الحقوق محفوظة للكاتبة غادة الكاميليا . وشركة على التي تعمل بها شذى شركة تصنيع الكترونيات و لها صلة بوزارة التربية والتعليم حيث يقومون بتصنيع أجهزة حاسب آلي، ويزودوا المدارس المختلفة بها لتفعيل التعليم النشط . والدمج عندما يكتمل سيفتح مجال جديد أمام تطوير المناهج والألعاب المفيدة للطلاب. وحتى من يقومون بشراء أجهزة الكمبيوتر وبالتبعية الفائدة تعود على الطرفين ..

انتهت شذى من الشرح ، فعلى تصفيق الجميع لها ولكنها لم تكن تهتم بكل هؤلاء فعلى الرغم من سعادتها بما حققته إلا أنها كانت تشعر بغصة تعتصر قلبها عصرا . لقد قست عليه كثيرا بكلامها ، ولكنها قصدت هذا الشيء طالما تحملت حماقاته وسخافات تصرفاته . ولكن الآن لم يعد يجمعهم شيء فلما كل هذا الغيظ منها ولما تعمد إحراجها أمام الجميع.

تأكدت من شكوكها حينما رأته ينصرف بوجوم وصمت شديد، لدرجة انه لم ينتبه لكلام احمد صديقه المقرب وساعده الأيمن .. فقط نظر له نظره صامتة واستقل عربته ورحل بأقصى سرعة . أحست بدوار شديد وكادت أن تقع مغشيا عليها، ولكن تمالكت إلي أن وصلت مكتبها. ولم تستطع الصمود أكثر من هذا. خبأت وجهها بيدها وبكت ولكن كعادتها صلبة قوية، مجرد عبرات أهدرتها وعادت لرشدها مرة أخري ،

معاتبة نفسها :لما أحسست هذا ! هل مازال حبه بداخلي ! أم أن مرارة ما حدث ساقتها للانتقام منه فعلا وهي لا تشعر وكانت بداية هذا الانتقام اليوم !! …

في غرفة الاجتماعات. كان احمد يجلس مع على وفارس وسراج صاحب الشركة واهم الموظفين لديه ليكمل باقي التعاقد ويعتذر عن موقف صاحبه وبالفعل تقبلوا الموضوع .

يتبع فى انتظار ارائكم تابعونى على الواتباد

( الكاتبة غادة الكاميليا )

جميع الحقوق محفوظة للكاتبة غادة الكاميليا .

error: