نوفيلا ما عاد قلبى ينبض لك

ملخص النوفيلا / قصة حب جمعتهما لخمسة أعوام كانت له فيها نعم الصديقة والحبيبة رافقت دربه الطويلة بكل مشقاته ومغرياته , وكان لها كذلك وأكثر  , حلما بحياة وردية , خططا لمستقبل مشرق , اجتازا معا تحديات عديدة, ولكن الأقدار لا تهبنا الأحلام دائما .. بل يكون لها رأي أخر تماما . حيث تأتي رياحها بما لا تشتهيه سفننا. فرقتهما الظروف القاهرة , وجمعتهم الظروف المصادفة . بعد سنوات عجاف مريرة مليئة بالألم والتغير والنضج هل ستعاود الحياة كتابة قصتهما من جديد أم ستكمل في سرد أحداثها دون أي تغيير ….؟

 

الفصل الأول

صباح يوم هادئ في إحدى أحياء مدينة الإسكندرية الهادئة حيث تقيم شذى في شقة تطل على البحر مباشرة وفي الشقة المقابلة تعيش عائلتها.

فقد اعتادت على العيش وحدها  منذ أن كانت تدرس في جامعة القاهرة .. وبعد أن أنهت دراستها ووجدت الوظيفة التي تناسبها حاولت أن تساهم مع والدها لدفع أيجار المنزل ولكنه رفض ذلك ، وكم كانت والدتها تتطلع دوما لمنزل أكبر لتخصص لأبنائها غرفا خاصة بهم، ولتوفر مكانا لضيوفهم الكثر أثناء الزيارات العائلية فأبناء عمومتها كثيرا” ما كانوا يزورونهم  لقضاء أسبوع صيف ممتع معهم ، وكان والدها يرفض تماما أن يقيموا في فندق ،وكان هذا يسبب إزعاجا لام شذى لان الشقة حجمها لا يتسع كل هؤلاء الأفراد .

وبالصدفة سمعت جارتهم التي تسكن بالطابق السفلي تتحدث مع والدتها عن نية صاحب البناية لبيع الشقة المقابلة لهم ،وكانت هذه فرصة لا تعوض لشذى التي حاولت إقناع والدها أن يتفق مع صاحب البناية على أن تدفع له جزء من ثمن الشقة والباقي تسدده على أقساط ، الحقوق محفوظة للكاتبة غادة الكاميليا. وبالفعل وافق صاحب الملك لبيعها الشقة وتحديد الأقساط حسب ما يتحمله راتبها كانت سعادة أم شذى كبيرة، تصرف شذى هذا كان حلا  لمشكلتهم وبنفس الوقت أصبح  هذه الشقة أمان لابنتيها بعد عمر طويل.

موقع الشقة كان ذو إطلالة رائعة ،ما أن تدخل حتى تشعر بنسيم البحر الهادئ المنعش ، فكانت تستيقظ شذى في الخامسة صباحا تعد إفطارا خفيفا وتفتح شرفتها القابعة في الدور الخامس رغم إنها تخشي المرتفعات منذ أن كانت صغيرة ولكن ما باليد حيلة كانت هذه الشقة الوحيدة التي تشعرها بالأمان لقربها من عائلتها ، والمناسبة لراتبها الذي تتقاضه من عملها في إحدى شركات التجارة وتصنيع الالكترونيات الهامة .

من طقوسها اليومية إنها كانت تجلس على كرسيها الهزاز تتناول إفطارها وهي تستمع إلى صوت فيروز وهي تشدو بأغنيتها ” يسعد صباحك يا حلو وعدك إلنا ما تبدله”  تستمتع بنسمات الهواء الباردة المصطدمة, بشعرها الأسود متوسط الطول , الحقوق محفوظة للكاتبة غادة الكاميليا. ترشف من فنجان قهوتها وهي مغمضة العينين غارقة في عذوبة صوت فيروز ورائحة قهوتها وصوت اصطدام المياه بالصخور خاصة في شهر ديسمبر حيث يكون صوت ارتطام المياه مرتفعا جدا بسبب تأثير الجو على مياه البحر تستمتع بهذا الجو الساحر الخلاب إلى أن ينتهي فنجان قهوتها ..

تطالع الصحيفة اليومية بسرعة وتتفقد هاتفها ورسائلها الالكترونية كعادتها لكنها  توقفت عند رسالة جعلتها تشعر برجفة في قلبها لا تعلم هل هي رجفة سعادة أم ضيق ولكن على كل حال جعلتها الرسالة تبتسم ابتسامة عذبة وخاطبت الهاتف قائلة : وصباحك أيضا أيها الوسيم ..

وضعت هاتفها بجانبها وهبت للاستعداد للذهاب إلى العمل .. كانت تشعر اليوم تحديدا بضيق في صدرها لا تعلم سببه. كلما حاولت أن تستعيذ من الشيطان يختفي الإحساس بالضيق ويظهر مرة أخرى. إلى أن انتهى بها الأمر , إنها ستأخذ إجازة من العمل اليوم. فهي تشعر أن شيئا ما سيحدث سيعكر صفو يومها وبالفعل أمسكت هاتفها وبدأت بالتحدث مع  السكرتير الخاص بالمدير, ولكنها تذكرت أن اليوم هو موعد عقد صفقة جديدة للشركة, الحقوق محفوظة للكاتبة غادة الكاميليا. وأنها المسئولة عن التحضير لعقود الشراكة وجلسة العمل الأولى والختامية أيضا. فمسحت على وجهها وأخذت نفس عميق أخرجته بهدوء ونفضت عنها كسلها, وأخذت تتمتم بعض من الآيات القرآنية إلى أن ذهب الحزن عنها.

فهي تعيش حياة متزنة هادئة تقوم بكل فروضها اتجاه ربها وأيضا تستمتع بحياتها في إطار المسموح به .. فتحت خزانتها ووقفت في حيرة من أمرها ماذا ترتدي اليوم!!

أخذت عباءة سوداء منقوش عليها ورود صغيرة منتشرة على طرف الطرحة ونهاية العباءة والأكمام , وارتدت بنطال بنفس لون الورود وساعة وردية اللون , وحذاء وشنطة يد بنفس اللون الوردي، نظرت للمرآة  وتأكدت أن ملابسها مهندمة بشكل كاف أخذت هاتفها ووضعت القليل من عطر الياسمين المفضل لديها، الحقوق محفوظة للكاتبة غادة الكاميليا. وخرجت متجهة إلى عملها ، مرت منزل العائلة  وطلبت من والدتها الدعاء لأنها تشعر بضيق في صدرها .. قبلتها أمها ودعت لها بتيسير الحال ..

مازال شعور قوي يسيطر عليها بأن اليوم لن يمر بسلام …. يا تري ماذا سيجرى معك اليوم يا شذى؟.

الحقوق محفوظة للكاتبة غادة الكاميليا.

 

error: