نوفيلا صاحبة القلادة

الحلقة الخامسه :-
سيارة تقود بسرعة عالية وبطريقة جنونية كأنما يقودها شخص ثمل حاولت أسنده لتجعله يبتعد عن الطريق حتي لا تسحقهم السيارة ولكنها لم تستطيع أن تتحرك به قيد نملة لمعت عيناها عندما سقط عليها ضوء الصادر من مصابيح السيارة الأمامية فصاحت قائلة :
– توقف توقف.
أصدرت السيارة صوت مزعج حينما ضغط السائق علي مكبح ليوقفها فأغمضت الأخري عيناها أرتجفت لثواني قبل أن يترجل السائق فظهر أخيها جون لحقه جاك أقتربوا منها بلهفة
قال أخيها جون :
-بريا.
أمسكت بريا بأخيها وهو يسندها لتعتدل واقفة قالت له :
– انه ينزف وقد فقد الوعي
أسنده جاك وجون ووركبوا مركبتهم جلس جون بجانبه في الكنبة الخلفية وقاد جاك السيارة بجواره بريا سئلها جاك بتضايق :
-ماذا حدث لكي ومن هذا وكيف أ صيب ؟
أخبرته بريا بأنها ستروي لهم جميع ما حدث ولكن عليه أن يسرع بالذهاب للمشفي حتي ينقذوا ذلك الشاب ولكن قاطعها جون بألا يذهب بهم للمشفي ويذهب بهم للبيت…
كان أبيهم ينتظرهم بالبيت أستغرب من حملهم لشاب يبدو في مثل عمرهم أنامه جاك علي سريره وجلس بجانبه جون ليخرج الرصاص من ذراعه.
أمسك جاك يدي بريا وخرجوا من الغرفة ليدلف بها غرفة المكتب حيث كان يجلس أبيهم عندها أردف جاك قائلاً :
– ماذا حدث لكِ ؟
سردت لهم جميع ما حدث تضايق والدها ولكنه حاول ألا يظهر ذلك ، فماذا سيفعل معها أن حياتها بخطر نظرت لأبيها فلم تستريح لنظرته لها يبدو عليه انه يفكر بفعل شئ ما قطع صمته قائلاً :
– اذهبي الان يا بريا
قالت له :
-ساذهب للمدرسة يا ابي فقد أقترب موعدها
قاطعة قائلاً بنبرة صارمة :
– لن تذهبي للمدرسة اليوم
قالت له :
– أبي أنني قد تغيبتُ كثيراً و فاتني الأكثر
كور قبضة يديه وهو يقول :
-اذهبي لغرفتك خذي قسطٍ من الراحة وانا سأذهب لمدرستك لا تقلقي سيكون كل شئ علي ما يرام.
تركته وذهبت لغرفتها ألقت بجسدها علي الفراش فتذكرت ذلك الشاب حينما أيقظها من نومها ومسك يديها ليجبرها علي التحرك معه شردت قليلاً وهي تقول لنفسها :
-أنا قلقة علي ذلك الشاب كيف له أن يعرض حياته للخطر لأجل فتاه لا يعرفها وماذا كان يخطط ابي لفعله ؟
نالت قدراً من الراحة وعندما أستيقظت خرجت من غرفتها فلم تري أحد من أخواتها هي تعلم أنهم لم يذهبوا لعملهم فأعتقدت أنهم بغرفتهم قالت لنفسها :
– ساذهب واسئل جون عن الشاب أستأذنت بالدخول قبل أن تدلف الغرفة لم تري أحد من أخوتها بل وجدت ذلك الشاب نائم عاري الصدر قد أضمد جون جرحه أقتربت منه لتجلس بجانبه نظرت لوجهه الهادئ لم تعلم لما شعرت بذلك الشعور الغريب، دقات قلبها متسارعة بشدة كأجراس الكنائس
سئل نفسها :
– ما خطبي لماذا قلبي ينبض بهذه السرعة.
كانت علي وشك أن تذهب لتتركه ولكنها شعرت بيديه تمسك بيديها لتستحثها علي التوقف نظرت له فوجدته قد أستيقظ بالفعل أردفت قائلة :
– حمدلله علي سلامتك هل انت بخير ؟
حاول الأعتدال فتأوه ألماً فمنعته من التحرك قائلة :
– لا تتحرك فجرح لم يطيب بعد سأذهب لأقول لأخي أنك أستيقظتُ.
كادت أن ترحل ولكنه أوقفها قائلاً :
– ابقي لبعض اللحظات بريا.
أتسعت حدقة عينيها حينما أستمعت له وهو يقول أسمها فألتفتت قائلة :
-كيف عرفت اسمي ؟
نظر لها وهو يتابع :
– كانوا يتحدثون عنك كثيراً
أردفت بتساؤل :
ـ لماذا ذهبت هناك وما علاقتك بإيثان ؟
أبتلع ريقه قبل أن يردف قائلاً :
-ذهبت لانني …
عندها سمعت صوت جاك يناديها فقالت مستأذنه :
– سأعود مرة أخرى ايها الشاب فلا تتحرك
خرجت من الغرفة وانزلت أسفل الدرج قالت :
– ماذا تريد يا جاك.
أخبرها جاك بأنه لم يكن يريدها ولكن كان أبيها فهو ينتظرها بغرفة المكتب، دلفت الغرفة بالفعل فرأته ساكناً علي كرسي المكتب واقف أمامه جون فعندها أخبرت أخيها بأن ذلك الشاب قد أستيقظ وعليه أن يذهب ليطمئن عليه وبالفعل تركهم فأمرها أبيها بالأقتراب فجلست أمامه وهي تقول :
-خيراً يا أبي ماذا كنت تريد ؟
ترك كوب الماء الذي كان يحتسيه قبل أن يردف بنبرة جامدة :
– بريا لقد اتخذت قرار بعدم ذهبك للمدرسة ثانيا
ضحكت فهي تعلم أنه يمزح معها فقالت :
-أبي كفاك مزاح.
وقف وقال لها بنبرة صارمة :
– لست أمزح أنها الحقيقة لن تذهبي ثانيةٍ للمدرسة وهذا قراري سوء رضيتِ ام لا
أمتلئ عينيها بالدموع عندما أحست أنه لا يمزح بكلامه فقالت :
– أبي كيف لك أن تجعلني أمية ماذا فعلتُ لتعاقبني هكذا
أجابها :
-هكذا احميكِ من إيثان
وقفت وصاحت به قائلة :
-تبا له هذا لا يهمني سأذهب للمدرسة
أوقفها وهو يتابع :
-لا يمكنك الذهاب لانني سحبت اوراقك من المدرسة اليوم
أقتربت منه وهي تحاول أن تستعطفه :
-أبي أرجوك لا تفعل بي هكذا لن أذهب لأية مكان سوي المدرسة ، أرجوك يا أبي
أكمل قائلاً ببرودٍ :
– هذا ما لدي أذهبي الأن لغرفتك
خرجت من غرفته وهي غاضبة وكأنها بركان ثائر علي وشك الأنفجار لم تتجه ناحية غرفتها بل أتجهت لباب البيت نسيت كل شئ كيف يسفعل أبيها أن علم أنها لم تعد بالمنزل وأخوتها ماذا سيفعلون أن رحلت وكيف سيجدونها وعن ذلك الشاب الذي لم تعرف حتي الأن أسمه وهل هو بخير أم لا هرولت ناحية الباب فلحقها جاك عندما أحس بها تخرج من البيت .
أمسك يديها ليجعلها تتوقف رغماً عنها فصاحت به بأن يتركها ولكنه لم يستمع لها وأجبرها علي ركوب سيارته لم يمر كثيراً حتي أوقف سيارته أمام أحدي الشواطئ فهو يعلم كم تعشق البحر ورائحته لعله يخرجها مما هي به جلسوا علي الرمال الذهبية الناعمة فقال لها :
-لما انتِ حزينة هكذا ماذا قال ابي ؟
لم تشعر بسخونة دموعها التي أنهمرت علي وجنتيها فقالت بصوت متلعثم :
– سيجعلني أمية لن أتعلم يا جاك لن أحقق حلمي سأكون مجرد فتاه أمية.
أردف قائلاً :
– هذا لن يحدث ستكملي دراستك ساقنعه بذلك .
أبتلعت ريقها وهي تقول :
– لقد سحب أوراقي من المدرسة لن اعود لهذا المنزل ثانية ياجاك سأبحث عن غرفة أعيش بها .
حاول تهدئتها وتبرير ما فعله والدهم :
-بريا ابي قلق عليكِ انه خائف إيثان لن يتركك تعيشين في سلام
بكت أكثر فأخذها بحضنه ورتب علي كتفها بحنو حتي هدئت من نوبتها فأردف قائلاً :
-ستعودين معي للبيت فلا تتحدثي مع ابي حتي يرضي أن يعيدك اليها.
أومأت بإيجاب فتابع :
– تبدين قبيحة عندما تبكين سأذهب سريعاً واتي اليك بشئ يفرحك اتفقنا
تركها وغادر الشاطئ فنظرت لمشهد الغروب وشردت وهي تتخيلها بأول يوم بالجامعة فرحة مع صديقاتها وأن جاك هو من يدرس لها بالقسم عندها انهمر دموعها مرة أخري فأجهشت في البكاء حتي جذب أنتباهها إمرأة عجوز ترتدي ملابس سوداء شعرها أبيض كالثلج لامعٍ عيناها تلمع كمثل عيون السمك جلست بجانبها فنظرت لها بريا وكأن شئ جذبها لتلك السيدة فأبتسمت لها
قالت لها :
-لما كل هذا الحزن؟
دمعت بريا وهي تردد :
-كل أحلامي تدمرت سأصبح فتاه عديمة الفائدة لن أحقق أحلامي سأكون لا شئ كالسراب .
نظرت لعينيها بشدة وهي تتابع :
-عيناكِ يقولون لي انك ستكونين ناجحة في حياتك وستكونين مشهورة ايضا فلا تحزني يا صغيرتي فالعالم لا يستحق كل هذا الحزن .
مسحت بريا دموعها وأبتسمت لها وهي تخبرها أنها شعرت لها بإرتياحٍ قالت لها :
-ساعطيكي شئ غالٍ علي
وضعت يديها المرتعشة في الحقيبة السوداء التي تحملها فأخرجت صندوق صغير قديماً وكأنه من العصور الوسطي ذو زخرفة المكعب
فقالت لها :
– خذي
سئلتها الأخري :
-ما هذا ؟
اردفت العجوز بصوتٍ هادئ:
– هذا سيحل جميع مشاكلك ولكن لا تفتحيه قبل مساء غد .
أمسكت به بريا بإستغراب فقالت :
-ولكن مشاكلي اكبر من أن يحلها هذا الصندوق الصغير
قالت بتضايق :
-لقد مررت بالكثير من الظروف القاسية عندما كنت بعمرك ولكن كل شئ أصبح بخير فلا تيأسي من الحياه فهناك خير وفرج ينتظرك
في لحظة حدقت العجوز ببريا بعيناها التي تشعُ لمعاناً لم تري مثله من قبل لقد كانت حقا مخيفة جداً تشع ضوءٍ أغمضت عيناها كرد فعل طبيعي عندما حدقت بنورٍ ، في لمح البصر كان قد اختفي كل شئ ألا ذلك الصندوق الصغير فوجدت أمامها جاك قد أحضر المثلجات المفضلة لها
تري من كانت تلك العجوز وماذا يوجد بهذا الصندوق حتي تمنعها من فتحه قبل مضي يومٍ ؟

error: