روايه قيسي الصامت

البارت الاول.
قيسي الصامت

لكل ليلي في الحياة قيس احبها ووقع في هواها مغروم
وكتب في قصص الغرام بها مجنون….اجتاز بعشقه ابعد
الحدود فمن اجل ليليته صنع ابيات من الشعر تملئ البحور
ورفع بالعشق ليلي الي عناء السماء وجعلها القمر يتوسط النجوم
جعلها كملكة متوجة علي عرش قلبه المتيم بها…كانت له الضياء
الذي يستمد نوره منها ،ولم يتواني ابدا في بث عشقة ولهفته عليها….زرع لها اجمل البساتين ليجني لها اروع ألزهور ورواها حبا وعشقا لها حتي تثمر بابهي الورود والرياحين وتنتج لها اجمل العطور…
اين انت الأن يا قيس لماذا اصبحت صامتا ؟ …. انسيت لغة الحوار؟….امعجمك مسح منه الكلام ؟….اه قيس كم اعاني بعدك عني وكم اود ان تعود لي قيسي المتحدث الذي كان يرويني باعزب الكلمات من نهر عزب المذاق … قيس الذي تحدي من اجلي جميع الصعاب ودفع لي اغلي المهور حتي يفوز بي ….قيس الذي كان يلفق الاسباب حتي يلقاني ويتحدث معي انا ليلي …اه قيس كم اشتاق الي الحديث معك وتنهدت في حزن شديد وحيرة اشد مما كانت تفكر فيه .وتذكرت هنا الحوار الذي دار بينها وبين صديقتيها المقربتين التي قالت فيه احداهما لها . ابحثي ليلي عن امراة غيرك في حياة زوجك فالرجال غدارون ماكرون يتملكون من ليلاهم ثم يبحثون عن اخري ويهوسون بها فنصيحة مني لا تثقي في قيسك المزعوم اجابتها الصديقة الآخري نافيه لا حبيبتي فزوجك ليس من ذلك النوع من الرجال فجميعنا شاهدنا واقع حبه لكي فهوني عن نفسك حبيبتي.. واخذت تهدئ من روع نفسها وتنهدت منهكة من النفكير وجلست شريدة حائرة في حالها واصبحت عليه الأن.
هكذا كان حال ليلي وهي تنتظر زوجها قيس بعد معاناة? طيلة النهار فهي كحال اليالي الاخريات تهتم ببيتها وتعتني باولادها وتقوم بمهام منزلها من اعداد وتنظيم وترتيب وتقوم بمهامها اليومية في تفنين اعداد انواع الطعام الي ان ياتي قيسها من الدوام اكملت شرودها ….ثم حدثت نفسها قائلة .لماذا الصمت معي يا قيس ؟ اتكون قد تعرفت علي ليلي اخري غيري ..ويحي منك ياقيس فوالله لو فعلتها ساذيقك مر العقاب … تلوعت ليلي مما ظنت واخذت تدعو ربها الايكون ثم اكملت مستغفرة من ربها قائلة .استغفرك ربي واتوب اليك واكملت مسترسلة في الدعاء اللهم ارح قلبي والهمني الصواب فأنا تائهة في ذلك القيس الذي اصبح غامضا بالنسبة لي ولا استطيع حل لغزه الصامت فكم كان لي دوما كلكتاب المفتوح واصبح الان لغة للغموض فرسيني ربي علي حال معه ارجوك اللهم تقبل دعائي واهدني الي خير الصواب
اخذ يحدثها قلبها بان حبيبها لا يستطيع الفراق وقلبها اصدق واحتد الصراع الذي دار بين العقل والقلب والنفس الامارة بالسوء التي لم تجعل ليلي يهداء لها بال وجعلها فريسة سهلة المنال …وبعد المعاناة الشديدة والصراع الداخلي غفت ليلي وهي متكئة علي احدي الارائك في غرغة المعيشة وحل الليل عليها وهي غافيةومع دقات الساعة الثانية عشر ليلا كان قيس قد اتي من الدوام وهو لا يعلم ماذا ينتظره من ليلاه ؟ فل ستقابله بالاشواق ام ستعكر عليه صفو الحياة وهل لديك يا قيس مبررات لحالك مع ليلاك ؟ وها قد جاء قيس وحضر من الدوام دلف الي منزله باحثا بعينيه عن معشوقته فهي ليست بعادتها ان تنام قبل ان ياتي اليها كانت دائما في انتظاره مما اقلق قيس عليها فاخذ يبحث عنا في اتجاهات منزلهم وفي غرفة الطعام الي ان وجدها غافية علي احدي الأرائك مما اثار اشفاقه عليها وتنهد مبتسما علي حالها فهي لا تريح نفسها ولم تتواني في اثبات جدارتها كزوجه وكام لاولاده مما جعله ممتنا وعاجز عن شكرها واحسسه بالتقصير من جانبه في حقها فياتري ماهو سبب صمت قيس من تجاه ليلاة؟

error: