رواية عشق الليث

الفصل العشرين والاخير

في المساء اجتمع ليث بعائلته علي طاوله الطعام…
ليث بسلاسة وكأنه يخبرهم عن حاله الطقس ..
-اعملوا حسابكم تفضوا بعد بكرة..
-احمد بتساؤل : ليه يا ابيه ؟؟
-مفيش فرحي انا وكارمن ..
شرقت كارمن وسعلت بشده ونظرت له بعد تصديق …
فوزيه بفرحه : مبروك يا حبايبي ..انا كنت عارفه انك مش هتزعلني..
ليث : انا كنت عايز الفرح يتأجل عشان ماجد اللي رجع وقلب تفكيري مش اكتر.. وانتي عارفه يا امي اني كنت موافق ..انا عايز الناس كلها تعرف اننا اتجوزنا ..
امسكت صفاء يد كارمن تضغط عليها بفرحه : مبروك يا كوكو..
كارمن بسعاده : الله يبارك فيكي..
فوزيه : كل حاجه متظبطه من المرة اللي فاتت مش ناقص غير اننا نستلم فستان فرح كارمن اللي اختارته …
صفاء : انا هكلم البيوتي سنتر احجز بعد بكرة ..
ذهبت بسرعه لتجري اتصالاتها وتدعو اصدقائهم…
-سعدييييه تعالي طلعيني فوق بسرعه ورانا حاجات ..ايوة صحيح الاوضه الجديدة هخليهم يجبوها بكرة ..انا عارفه انك رفضت تعيش برا او انك تجدد العفش بس علي الاقل نغير اوضتك السم دي عشان تليق بكارمن …
-هههههههه اوضتي بقت سم دلوقتي ..علي العموم شوفي اللي يريحك انتي وكارمن..انا هطلع ارتاح شويه..
بعد ساعات طويله من المتالتجهيزات صفاء وكارمن وفوزيه…صعدت الي غرفتهم فوجدت ليث نائم…اقتربت منه وقبلت خده ..
وقالت يصوت خافت : ربنا مايحرمني منك…
فتح عيناه وامسك ليث بوجهها يطبع قبله علي شفتيها الرائعه …
-ومايحرمنيش منك … تعالي نامي انتي اتأخرتي كده ليه..
كارمن بخجل : احم لا ماهو اصل ماما قالتي هنام في اوضتي لحد بعد بكرة..
ليث بغضب : و ماما مالها ؟؟
-عشان الفرح و كده..
-بقولك ايه متستفزنيش ونامي وانتي ساكته..
كارمن وهي تعلم انه لن يستسلم لرغبتها :طيب بس علي الاقل ننام بس ..ارجوك ..انا مش بحب ازعلها مني..
ليث بضيق : حاجه بيني وبين مراتي هتعرفها منين اصلا ؟؟
-عشان خاطري ياليث.
نفخ بضيق : طيب اتفضلي عايز اتخمد ..انا اللي جبته لنفسي..
-ههههههه ربنا يخليك يا عسل انت..
……………….
مر الوقت سريعا وجاء يوم الفرح ….
احمد بنرفزه : لا بجد حرام عليك هنتأخر مش وقت شغل..
نظر له ليث ببرود و الذي كاان يرتدي بدله سوداء رائعه وبكامل اناقته …
-بس يا أحمد .. متخلنيش اندم انك معايا دلوقتي..
-اصل ياابيه مش معقول كده صفاء كلمتني من نص ساعه بتقول خلصوا…
ليث بضيق : وانت بتصدق عادي كده تراهن اننا هنروح كمان نص ساعه وهما هيكونوا لسه بردوا ..
احمد بثقه : ايوة اراهن صفاء مأكدالي..
قفل ليث الملف بيده بثقه اكبر… وارتدا ازرار بدلته ..
-يلا بينا …انت بقيت ذنان جداا…
احمد بضيق : يلا بس قبل مانتأخر وكارمن تموتني دي بعتاني مخصوص..
ابتسم ليث : قدامي ياخويا…
وصل الاثنان الي القاعه المزينه بالورود الحمراء والبيضاء الرائعه من الخارج والداخل ..
احمد بانبهار : ايه ده دي امي طلعت معديه جداا…عملت ده كل في يوم..
ليث : كيدهن عظيم يا أحمد متستبعدش حاجه..اتفضل اطلع قولهم اننا جينا..
صعد احمد وجد الكوافيرة تضع اللمسات الاخيرة علي طرحه كارمن..فمنعته صفاء من رؤيتها حتي تنزل بالاسفل…
احمد بضيق : انتو بتهزروا اكيد ..انتي مش كلمتيني من ساعه وقولتي يلاا.. بتكدبي ليه..
صفاء وهي تضع مسكرا : خلصنا بس اللمسات الاخيرة..
-ايوة عليكم ..شكلي هيبقي زباله قدام اخوكي السوسه ده…
نزل احمد بإحراج نحو ليث الذي دخل مكتب المدير وطلب قهوة في انتظار عروسته..عندما رأه ليث وضع ساق علي الاخري وقال …
-اسبوع هغيب في شرم الشيخ كل يوم الساعه 7 بالدقيقه تكون في الشركه..عشان تحرم تراهن علي حاجه متعرفهاش…
احمد بصوت ضعيف : انت تقضي شهر عسل وانا اتنفخ..
ليث بحده : بتقول حاجه ؟!!
-لا يا ابيه تروحوا وتيجوا بالسلامه هههههه…
بعد ربع ساعه انتظار بدأت الموسيقي وانطلقت أغنيه طلي بالابيض طلي يا زهرة نيسااان مع نزول كارمن والذي وقف ليث بانتظارها اسفل السلالم ..
انبهر بجمالها الخلاب و فستان الابيض المطرز بالالمازالملائم لجسدها ويجعلها كاسندريلا تنزل لاميرها والسعاده تشع من عيناها الزرقاء المرسومه بالاسود والفضي والابتسامه مرسومه علي شفتاها المطليه باللون الاحمر الكرزي …..
ما ان وصلت امامه حتي نظرت له بحب وسعاده فامسك يدها يقبلها امام الجميع وصار بها الي مكان الرقص ليعيشا معا رقصتهما الاولي…

وقفت صفاء بجانب عادل تشاهدهم بسعادة بالغه …وتدعي لهم بالحياة السعيدة في سرها..مالي
عليها عادل ..
-ايه الجمال ده كله ؟؟! انا كده هغير …
ابتسمت بسعاده : بجد عجبك الفستان الروز ده…
-لا عاجبني اللي جوا الفستان الصراحه …
-عادل اتلم ماما واقفه جنبنا…
-مش عارف انا اخوكي اتجوز واجلنا اسبوع ليه ماكنت جيت وخطبتك بقا ..
-طيب ما احنا في حكم المخطوبين مش هو وافق يبقي تمام..
-لا مش تمام واعملي حسابك شهر شهرين بالكتير وهنتجوز انا الشقه جاهزة ..مش عايزك تتأخري زي البنات احنا ننزل نجيب كله في شهر ونجهز في شهر..
صفاء بذهول : ايه حيلك حيلك انت مستعجل ليه كده … وبعدين الخطوبه هتبقي 6 شهور عشان اتعود عليك..
عادل بضيق: نعم يااختي امال اللي بينا ده كان ايه..مالك كده؟؟!!
صفاء بمرح : مش عارفه الفستان ده غيرني شويه واندمجت..
-عارفه لولا ان امك واقفه كان هيبقي ليه تصرف تاني معاكي ياام فستان..
-هههههههههه هو اللون الروز بيعمل فيه كده اعمل ايه انا بس!!!
-انا هروح اقعد مع اهلي قبل مااتشل..
صفاء بسرعه : لالا ونبي خلاص انا بهزر يا دوله …وبعدين متهربش عشان هرقص سلو يعني هرقص سلو..
-اتلهي علي عينك بلا سلو بلا نيله قلت لاخوكي الحقودي ارقص معاكي سلو قالي اذا كان انا مرقصتش مع مراتي لحد دلوقتي هترقص انت !!
ضحكت صفاء وحاولت كبت ضحكاتها عن الجميع : خلاص يبقي هرقص مع توتو..
عادل بقرف : ايه توتو ده الكلب ؟!!!
صفاء بغضب مصطنع : كلب في عينك ..انا اقصد احمد اخويا…
ضحك عادل: الراجل ده مظلوم معاكي..
-طيب اسكت بقا خليني اتفرج علي العرسان..
مال عليها وقال في اذنها : واضح جدا انهم بيحبوا في بعض…تعالي نعمل زيهم..
-ابقي اعمل زيهم في فرحك يا خويا..
-اخويا !!!
قاطعهم احمد : ايه ياعصافير بترغوا في ايه بقالكم ساعه..
عادل : لا والله حاجه اختك كانت فرحانه بالعرسان بس..
احمد بغيظ : طيب عن اذنك بقا ارقص مع اختي شويه..
سحب صفاء وبدأ يرقصان سلو بجانب العرسان..
هز عادل رأسه : انا وقعت في عيله هبله اصلا…
اقتربت صفاء وهي تراقص احمد من كارمن وليث التائهان في اعين بعضهم البعض…
-احم احم نحن هنا..
نظر لها ليث بحده : نعم ؟!!
صفاء بيراءه : ايه يا ابيه انت مش هتشيل العروسه..
-لا…
قلبت كارمن وجهها علي رفضه وقالت بصوت رقيق ..
-دبش…
-سمعت علي فكرة ؛ بس انا مش هشيل مراتي قدام الناس اللي بتاكلك بعيونها ..انا بدأت اندم اني عملت فرح ..كان المفروض اخبيكي من الناس دي كلها..
ابتسمت كارمن ووضعت رأسها علي صدره تسمع دقات قلبه وتنتشي بها وكأنه اروع الحان الموسيقي…
قالت بخفوت : بحبك اوي ياليث..
قبل رأسها ووضع ذقنه عليها : وانا بحبك وبعشقك ومش لاقي كلام اقوله عن حبي ليكي…
ثم عاد ليقول بمكر : بس معانا اسبوع هحاول اعمل كام حاجه كده اعبر لك بيهم عن مشاعري..
كارمن بفرحه : ايه ده انت هتاخد اجازة اسبوع…
ليث بابتسامه : وهنسافر فيهم كمان…
كادت ان تقفز بين يديه من الفرحه : الله بجد !!! هنروح فين ..
ضحك ليث بينما نظر له المعازيم يتعجبوا من ضحكاته التي لم يروها من قبل ….
-لو اعرف انك هتفرحي كده كنت سفرتك من زمان…هنروح شرم الشيخ بما انك كنتي هتموتي وتروحيها بس اوعدك كل فترة هنسافر مكان جديد..
احتضنته كارمن ونسيت الناس حولهم وقالت : انا فرحانه اوي ربنا يخليك ليا يا حبيبي…
ليث بابتسامه : ويخليكي يا سندريلااا…
-هههههههههههه ايه سندريلا دي …انا بيلااا..
ليث باستغراب : هما عملوا اميرة تانيه وانا معرفش…
-يييوة كتيررررر بس احنا ملناش دعوة بسندريلا احنا قصه مختلفه..
-قصه ايه بقا ان شاء الله…
كارمن بحب ولعب وابتسامه : الجميله والوحش…
قهقه ليث بشده ونظر لها بحب : ماشي يا كارمن لما يتقفل علينا باب بس…
نظرت حولها بابتسامه وجدت فوزيه تشير لها بسعاده …
-تعالي نروح لماما عايزة ابوسها..
اخذها ليث من يدها واتجها الي فوزيه فقبل كلاهما يدها ورأسها…
كارمن بسعاده : المكان روعه يا ماما ..ربنا يخليكي متوقعتش الجمال ده كله ..
ليث بثقه : بس انا كنت عارف ان ماما هتعملك احسن حاجه عشان بتحبك جدا..
فوزيه بحب : هههههههه ربنا يسعدكم انا عندي مين اغلي منكم عشان افكرله …بس عايزاكم تتجدعنوا كده وتجبولي حفيد بسرعه انا كبرت خلاص وعايزة اتهني بباقي عمري معاهم..
ليث بابتسامه : ربنا يديكي طوله العمر ياامي …

انتهي الزفاف واتجه العروسان بعد تغير ملابسهم الي المطار للاتجاه الي شرم الشيخ مقر شهر عسلهم …
عاش ليث وكارمن اسعد لحظات حياتهم سويا خلال هذا الاسبوع…واعتاد ليث علي الاستيقاظ دائما وهي في احضانه واعتادت هي علي تقبيله كلما كانوا لوحدهم…وكما وعد ليث فقد استطاع ان يعبر لها عن حبه دون الحاجه الي الكلمات الكثيرة…(هيييييييح فهمني طبعا?)
………………..
بعد مرور سنه علي زواجهم ….
كارمن بألم : اااااااااه همووووت ياكفررررررة …
حاول الطبيب تهدئتها : ياهانم اهدي ابوس ايدك جوز حضرتك هيرتكب جنايا براا …احنا مسكينه بالعافيه…
-اااااااه طيب ولدني وخلصني انا بموت…
-حضرتك سيبي دراعي واديني فرصه اعمل اي حاجه …انا كان مالي ومال التوليد …انا اصلا كان نفسي ادخل طب اسنان …
– يلااا معاااياا واحد اتنين تلاتتتته قولي ااااه جامد..
-ااااااااااااااه امممممممممم
سمع الطبيب تكسير في الخارج فحاول الاسراع وهو يتذكر تهديد ليث له..
فلاش باك منذ نصف ساعه..
امسك ليث بياقه الطبيب وقال بغضب هز جدران المشفي…
-انا هطربق المستشفي دي علي دماغكم كلكم لو مراتي وابني حصلهم اي حاجه والورقتين اللي انت جاي تمضيني عليهم عشان سلامه مراتي هتبقي بمثابه شهادة وفاتك لو حصلهم حاجه …انت فااااهم..
الطبيب بخوف : فاهم والله يا فندم انت متوتر ليه انا بولد كل يوم ناس كتير..
-بس مش كل يوم هتولد مرات ليث السوهاجي اللي في ايده يمحيكم كلكم من علي وش الدنياا…
-حاضر سيبني طيب عشان ادخل للمريضه…
تركه ليث وظل يمشي ذهابا وايابا وهو يكاد يجن عندما يسمع صرخاتها التي تؤلم قلبه بشده…
وقفت فوزيه بجانب صفاء يدعون لها بالسلامه هي وحفيد عائله السوهاجي..نكزت كارمن احمد …
-روح هديه شويه الناس خايفه تدخل عندهااا..
لحمد بفزع : انتي اتجنيتي روحي هدي انتي انا مش مستغني عن عمري..ولا اقولك خلي جوزك يروح يهدي انا هبقي مبسوط..
نظرت له شزرا واتجهت الي عادل الذي يحمل قهوة وعصير في يده ..
عادل بتوتر : مفيش اخبار ؟؟!
-لسه ادينا مستنيين…بقولك ايه ماتروح تهدي ليث شويه شكله اتجن…
-ماشي خدي اشربي العصير ده واهدي انتي عشان اللي في بطنك متعذبوش معاكي، وانا هكلمه..
تركها عادل وما ان وصل الي ليث حتي سمع الجميع صرخه مدويه وصوت صراخ طفل …
ركض ليث الي الباب يحاول الدخول …ولكن الممرضه سبقته عندما خرجت بابنه الصغير الباكي ملفوف في قطعه من الملابس كقطعه اللحم الصغيرة..
الممرضه بسعاده ان كل شئ تم علي خير وانه لن يقتلهم..
-ابنك يافندم اهووه الف مبروووك ..
وقبل انا يسأل علي كارمن بغضبه المرير…سبقته الممرضه تطمئنه..
-المدام زي الفل عشر دقايق وهتكون في اوضتها وتقدروا تدخلولها…
اعطته الطفل وعادت الي كارمن مرة اخري ..التف الجميع ليري صغيرهم المنتظر ( ادم )…
فوزيه بحب : بسم الله ماشاء الله كله انت بس واخد عين امه الشقيه…
ابتسم ليث ولم يبعد نظره عن ابنه حتي فتح الباب وخرجت كارمن …اعطا الطفل لامه وذهب نحوها يمسك بيدها وهي ذاهبه نحو غرفتها.. ساعد الممرضين في وضعها علي سريرها وغطاها ثم مال عليها يقبل رأسها..
ليث بحب : حمدالله علي سلامتك ياحبيبتي..
ابتسمت كارمن بارهاق : الله يسلمك ياحبيبي …شفت ادم..
-شفت واخد عنين امه..
-ههههههه وواخد شقاوة ابوه ده فضل يرفص في الدكتور مش عاجبه اننا ازعجناه واضح…
ليث بضحك : متأكده انها شقاوة ابوة مش امه اصلك كنت متعوده ترفصي وانتي صغيرة..
امسكت يده تقبلها فقبل يدها هو الاخر وقالت بحنان …
-ربنا أنعم عليه بكل ما اتمناه الاول اجمل ام واخت واخ وبعدين اتمنيتك انت من وانا عندي 15سنه وجبنا عيال …واضح ان ربنا بيحبني انا انه كرمني بيكم كلكم..
-ربنا يخليكي لياا..
دخل الطبيب بتوتر وقلق : حمدلله علي السلامه ياهانم ….
ضحكت كارمن عندما تذكرت حديث الدكتور فنظر لها ليث باستغراب…
-انا متشكرة اوي يادكتور انك استحملتني انا والبهدله اللي حصلت …احم ليث مش عايز تقول حاجه للدكتور…
ليث بجمود : لا..
ضغطت علي يده : متأكد….
-ايوة ..
-اااه انا شكلي هتعب…
نفخ ليث ونظر بضيق للطبيب: شكرا..
نظر الي زوجته : مبسوطه كده…
ابتسمت ابتسامه كبيرة : جدااااا جدااا…….
عاش ليث وكارمن في سعاده و حياه لاتخلو من مواقفهم السعيدة وغيرة ليث القاتله التي لن تتغير ابدا وعناد قطته الصغيرة وشقاوة ابنهم وثمرة حبهم ادم ليث السوهاجي…..

النهاية………

error: