رواية ستعشقني رغم أنفك بقلم منه القاضي

الفصل الاخير
في طريق العودة الى القاهرة .. مسخراً جل تركيزه في مهمته .. فا هي بالنسبة له .. مسألة حياة أو موت .. الايقاع بالرجل الذي دمر مستقبله .. مستقبله الذي انقذته العناية الالهية .. و لكنه يخشى .. ما هو مصير مي و ميرا إذا ما اصابه مكروه .. أو هل سيتحمل أبوه و أمه ضربة أخرى .. حرك رأسه يميناً و يساراً بعنف .. لمحاولة نفض هذه الأفكار من رأسه .. سيتوكل على الله السميع العليم و يأخذ بالاسباب
وصل الى القاهرة بعد حوالي ساعة و نصف … توجه نحو الإدارة .. ليلتحق بالاجتماع الطارئ الذي عقد من أجل وضع اللمسات الاخيرة على عملية القبض على رأس الأفعى اسماعيل حلمي و اعوانه … كانت الخطة على النحو التالي
مروان متحدثا ً عن الخطة : (( احنا يا فندم هنقسم نفسنا قوتين .. قوة هتروح الصحرواي بقيادة رؤوف بيه ” احد زملائه ” قبل الكارتة بتاعة اسكندرية بحوال عشرين كيلو .. و حلال عليه الحرز و الحيازة .. و دي غالباً هتبقى تمويه .. و الرجالة اللي فيه هينكره .. بس بشهادة مها هيلبسها اسماعيل ))
اللواء حمدي : و اسماعيل و اللي معا
مروان : دي عليا مها مرساياني على كل حاجة .. هروح انا على الساعه 11 .. يعني بعد خمس ساعات تقريباً .. و القوة هتستنى مني اشارة .. بعد ساعة تقريباً .. يهجموا
حمدي : طيب بالنسبة لمها
مروان : أنا وعدتها أني اخليها شاهد ملك .. مها مفيش منها خطر .. انا عايز اسماعيل و الموردين .. و الكمية الاكبر
حمدي : مروان متخليش نار الانتقام تخليك متهور و تضحي بنفسك
مروان : يا فندم عمر الشقي باقي .. و بعدين صدقني هتصرف بعقل بجد متقلقش .. على الاقل عشان مراتي و بنتي
حمدي : اوك يا بطل .. كده احنا خلاص يا رجالة بالتوفيق
خرج الجميع من الاجتماع و في مقدتهم مروان الذي ذهب الى مكتبه ليستعد .. اغتسل .. ثم ارتدى ملابسه .. التي احضرها له السائق .. و جهز سلاحه و جلس خلف مكتبه ينتظر الموعد ..
كانت الدقائق تمر عليه و كأنها سنوات .. لا يطيق الانتظار .. سيقتله القلق و الملل
و في الناحية الاخرى و على بعد مئات الكيلو مترات .. كانت بطلتنا الجسناء تحمل ابنتها و هي قلقة غير مطمئنة القلب .. ستموت قلقاً على عشيقها الذي قد يضيع نتيجة غدر أو تهور .. تحاول أمها و جارتها أمنية تهدئة روعها .. تبكي الصغيرة و كأنها تستشعر قلق أمها .. مما أركب مي أكثر . . و قامت بهزها اكتر في محاولة لاسكاتها و لكن دون جدوى … و ,,,
مي منفعلة إثر توترها : ميرا بس بقى كفاية .. انا اعصابي مبقتش مستحملة
سالي موبخة مي : و كأنها فهماكي يا مي .. مبالراحة على البنت
مي : يا ماما غصب عني هموت من القلق حسوا بيا
أمنية : يا مي ربنا هيحميه ان شاء الله
مي و قد زاد قلقها : قلبي موجوع عليه مش عارفة عليه
سالي : متفوليش عليه .. ربنا معاه و يحميه يا مي
مي متضرعة لله : يارب .. ربنا يحميه و يرجعهولي بالسلامة .. يارب دا طيب و معملش حاجة وحشة في حد
ثم تابعت : ماما بليز خدي ميرا شوية أنا مش قادرة هدخل جوه اقعد لوحدي شوية
سالي ملتقطة الصغيرة من مي : هاتيها .. بسم الله الرحمن الرحيم
توجهت مي الى حيث حجرتها .. و دخلت الى دورة المياة الملحقة بها ..توضأت و ارتدت ثوب الصلاة .. و شرعت بااداء صلاة الفجر .. و ما أن أنتهت حتى رفعت يدها بالدعاء له .. أن يحفظه الله و يرعاه و يوفقه
مر الوقت على مروان و كأنه دهر قام من مكانه .. رتب هندامه .. و سحب سلاحه .. خرج من مكتبه و كأنه محارب مغوار .. يشرع الدخول الى ساحة المعركة .. بعين كأعين الصقر .. قلباً ميتاً .. شجاعة .. ركب سيارته و كأنها جواده .. قادها .. متوجهاً الى فيلا مها .. حيث اعدائه .. على درجة عالية من التركيز و الترقب
اخيراً وصل بعد حوالي نصف الساعة .. تأكد من خزية سلاحه . ارتدى نظارته الشمسية .. و قبل أن يترك سيارته .. التقط هاتفه محدثاُ زوجته .و ,,,
مروان بنبرة حانية : حياتي
مي متلهفة : حبيبي أنت فين
مروان : أنا داخل أهو
اعتصر قلبها قلقاً عليه و أدمعت عينها : مروان بليز خلي بالك من نفسك .. بلاش تدخلهم لوحدك
مروان في محاولة لتهدئتها : حبيبتي هو أنا عبيط عشان ادخلهم لوحدي معايا قوة مسافة ما يحصل التلبس هيهجموا
مي باكية : ربنا يحميك و يخليك ليا يارب
مروان متأثراً : مي أنا عايز أطلب منك طلب
مي : حياتي كلها ليك
مروان بنفس النبرة : عايزك تسامحيني على كل حاجة وحشة عملتها فيكي
مي و قد زاد بكائها : حبيبي ليه الطلب دا دلوقتي يعني
مروان : بلاش اتأكد أنك مسامحاني و قلبك صافي من ناحيتي عشان ربنا يوفقني
مي بمنتهى العشق : حبيبي أنت احلى حاجة حصلتلي في الدنيا .. و انا اصلا مكنتش زعلانة .. انت روحي .. في حد يزعل من روحه
مروان بحب : و انتي حياتي و روحي و قلبي و حبيبتي و أمي و اختي و مراتي و أم بنتي .. بحبك
مي و قد اغمضت عينها : و أنا بموت فيك .. و ميرا كمان قلقانة عليك
مروان : حبيبة بابي دي .. بوسيهالي .. وحشتني من ساعة ما سيبتها
مي : خلي بالك من نفسك
مروان : ان شاء دعواتك .. و خدي بالك من نفسك و من ميرا .. انا هقفل دلوقتي عشان الوقت ازف
مي : ربنا يحيمك و يوفقك و ترجعلي أنا و ميرا بالف سلامة
مروان : ان شاء الله .. لا اله الا الله
مي : سيدنا محمد رسول الله
اغلق الخط .. و فك حزام الامان .. فتح الباب و خرج من سيارته .. و تسلل من الباب الخلفي .. كانت مها باانتظاره .. ترتدي ملابس الحفل .. فتحت له الباب .. دخل . و ,,,
مها : في ضيوف وصلوا بس اسماعيل لسه مجاش
مروان : كويس
مها : التسليم هيكون في ملحق الفيلا أنا هدخلك فيه دلوقتي و تستنى في التويليت لحد أما نيجي و اول اما يبتدوا اتفاق تدي اشارة
مروان و قد نظر لها متوعداً : عارفة يا مها لو كنتي بتلعبي عليا هخليهم يقتلوكي قبل أما يقتلوني
مها : مروان أنا اتعلمت الدرس و صدقني أنا بحبك و خايفة عليك اكتر من نفسي بليز بلاش الظن دا
مروان بنفس اللهجة : أنا بقولكك بس .. عليا و على اعدائي
مها : يلا بقى قبل أما يجوا
خرجت مها و خلفها مروان متوجهين الى الملحق خبئته ثم خرجت لترحب بضيوفها في الحفل الاحمق المزيف للتستر على تسليم أكبر شحنة سلاح
و بعد حوالي الخمسة عشر دقيقة وصل اسماعيل و تبعه الوفد الكرواتي
قادتهم مها الى الملحق جلسوا في غرفة المكتب . .. و قد اعلن مروان حالة التأهب و قام بضغط زر تشغيل أجهزة المراقبة و التصنت و جهز سلاحه و الصق نفسه بالباب للسماع . و ,,,,
اسماعيل : برافو عليكي بجد يا مها .. تلميذتي بجد
مها : دي اقل حاجة اقدر اقدمها ليك يا باشا
اسماعيل : طيب يلا بقى نعاين ..
مها : اوامرك يا باشا
تقدمت مها نحو أحد افراد الوفد .. طلبت منهم اعطاء الاوامر لرجالهم بوضع صناديق السلاح في بهو القصر .. و بالفعل اعطى الرجل الاوامر بالتسليم و بهد زمن ليس بالقليل أخذت مها الاشارة من رجالها بالتسليم .. في هذا الوقت اعطى مروان اشارته بالتحرك .. و اخرجت مها الاسلحة .. قدر مروان زمن وصو القوات خطأ و فتح الباب و خرج لهم كالاسد الثائر .. فزع كل من في الغرفة ما عدا مي و اسماعيل و كأنه كان يتوقع مجيئه بالكاد لم يتوقع و لكن كبره صور له أنه سيفلت .و ,,,
مروان و هو مشهراً سلاحه بنبرة متهكمة : يا حبيبي متجمعين عند النبي ان شاء الله
ثم استطرد : ضموا على بعض يلا ضموا على بعض
اسماعيل : سيادة الرائد أزيك ليك وحشة والله
مروان : شوفت الايام بقى .. اديك وقعت في ايدي زي الكلب
اسماعيل و قد اشاره له بعينه : توء يا باشا مش بالسهولة دي .. اينعم انت جامد و ذكي .. و سحرك غلاب على الخونة .. بس مش اسماعيل حلمي اللي ينتهي بالسرعة دي .. انت جاي لوحد و لا ايه يا باشا .. و لا صحابك اتأخرو عليك
مروان : بيحرزوا و جايين متقلقش
اسماعيل بعد أن اشار لرجاله بالتحرك و جذب شعر مها : بس ياريت يجوا يلاقوك عايش .. وضبوه
سحب مها و انهال رجاله ضرباً على مروان قاوم كثيراً و لكن الكثرة تغلب الشجاعة باغته و شرع بالخروج .. و مها تحاول الافلات و لكن دون جدوى .. حاول أيضاً الكرواتين الهرب و لكن اسماعيل اغلق الباب عليهم هم و مروان و رجاله بالمفتاح و انسحب مشهراً سلاحه ..
ليفاجئ بقوات المباحث أمامه .. القوا القبض عليه .. كسروا الباب .. كلاً توقف عن الحركة .. ماعدا مروان الذي سقط على الارض من هول ما تلقى .. قبض العساكر على جميع من في الغرفة .. و عدداً اخر منهم اقاموا مروان من على الارض و اخرجوه من الغرفة .. ماأن رى اسماعيل مروان الا و قد دفع الضابط و العسكري ممسكين به و أشهر سلاحه باتجاهه و صوب رصاصة استقرت في قلب ؟!
سقطت على الأرض غارقة في دمائها وسط ذهول من الجميع .. سيطرت قوة اخرى على اسماعيل و قادوه الى الخارج
أما هو فركض نحو مها … اقامها من على الأرض .. ينظر لها بصدمة .. و هي تنظر له مبتسمة . و ,,,
مروان و هو يصرخ بها : ليه يا مجنونة أنا لابس واقي ليه
مها و الصوت يخرجها منها بوهن : و أنا اعرف منين .. أنا كده كده ميته من غيرك .. حياتي متسواش بعديك
مروان يصرخ : اسعاف .. اسعاف .. مها متتكلميش
مها مبتسمة : ربنا استجاب دعوتي أني أموت في حضنك
مروان : مها بليز بلاش كده
مها :: سامحني
مروان : مسامحك والله بس هتعيشي
و لكن لفظت مها انفاسها الاخيرة .. بعد محاولات كثيرة من مروان و رجال الاسعاف في انعاشها .. ماتت مها
بعد عدة ساعات كان جالساً فوق سريره بالمشفى لا يستوعب كل ما جرى بالرغم من نجاحه بالمهمة و بالرغم من الانتقام و بالرغم من الترقية لابد من وجود ضحية
و كانت مها الضحية ضحية نفسها أولا و اخراً كان كل ما يحزن مروان هو انها كان تحاول تطهير نفسها و لكنها دفعت ذنب اخطائها رغم محاولة التوبة شعوره بالذنب يقتله
فتح باب الغرفة و دخل اليها ملاكه يحمل النسخة المصغرة منه نظر لها بحب و الم كانت مي حزينة على مها و تشعر شعور مروان ايضاً و بدون اي كلمة وضعت الصغيرة على الفراش المقابل و توجهت اليه ضامتها بقوة الى احضانها يبكي و تبكي و كان الصمت سيد الموقف
غفي في احضانها لبعض الوقت ثم افاق نظرت له بحب و طبعت شفتيه قبلة .. كانت له بمثابة الدواء .. .و ,,,
مروان متألما ً : كنتي خايف عليا أموت
مي :بعد الشر عليك يا حبيبي ان شا الله اللي يكرهوك
مروان : ما اللي كنت مفكرهم بيكرهوني ماتوا
مي و قد أدمعت عينها : ربنا يرحمها و يسامحها
مروان : في حياتها معذباني و بعد اما ماتت معذباني
مي و هي تمسح على خده : حبيبي دا قدرها .. متشيلش نفسك فوق طاقتها
مروان : ماانا مؤمن أن لازم يبقى فيه ضحية .. عارفة أنا شوف فيها صورة ميرنا و هي بتموت .. هما الاتنين كانوا ضحايا غبائهم .. و أما استنجدوا بيا معرفتش أحميهم
مي : حبيبي مفيش في ايديك الا انك تدعليهم بالرحمة
مروان :ربنا يرحمهم و يسامحني على تقصيري
في هذا الوقت صرخت الصغيرة و كأنها تعلمهم بوجودها فتوجهت مي نحوها حاملة اياها تضحك لها . و ,,,
مي : زي بابي بالظبط يا ميرو ازعاج اما حد ينشغل عنك
مروان :حبيبتي دي بجد روحي .. تعالي يا ميرو لبابي و سيبك من البت دي ملناش الا بعض
حملها مروان بين يده فتبسمت له و داعبها و بعد حوالي الساعة وصل والد مروان ووالدته للاطمئنان عليه
خرج مروان من المشفى في اليوم التالي و بعدها ببضعة أيام حصل على الترقية في عمله و اجازة راحة لمدة خمسة عسر يوماً
أما بالنسبة لمي فقد عادت الى القاهرة مرة اخرى بعد وعود طويلة منها لأمنية أنها ستأتي لزيارتها مرة دائماً تحسنت علاقتها بحماتها تدرجياً كرست وقتها لميرا تابعت العمل من المنزل و احيانا قليلة كانت تذهب لتباشره بنفسها ثم تعود بسرعة
قرر بطلانا أخذ ابنتهم و الذهاب الى رحلة استجمام الى احد الدول الاوربية و قضيا أوقات ممتعمة و في اخر يوم كانا جالسين معاً و ميرا مع مربيتها فنظرت مي له طويلاً تذكرت كل شيء
أول مقابلة
اجبارها بشكل لطيف على الزواج
ليلة الزفاف البائسة
مافعله أول فترة زواج
خصامهم الطويل و موت ابيها
مكوثهم في منزل حسن
تغيرات جذرية
بداية ظهور نبتة الحب
خلافاتهم و مغازلاته لها
انهيار مروان امام انوثتها
سفر الغردقة و بداية العسل
ليلة عشقهما
ماحدث قبل حملها
أزمة ميرنا
رجعوها له بعد أزمة ميرنا
ولادة ميرا
تذكرت كل شيء حتى تلك اللحظة .. ضحكت و هي تتأمله ..
احبته من أول وهلة .. عاندها .. و قهرها .. قاومها .. تعاملت بذكاء .. اقسمت أن يشقها .. انارت محاولته في مقاومتها .. لفت جميع خيوطها حول ليعشقها رغم انفه
تمت بحمد الله

error: