رواية احتلال قلب للكاتبة رحمة سيد
الفصل الثانـي عشــر :
” وإن سألـوك عن الروح.. قُل هي أسيـرة.. هي مُحتلة.. هي وطن أحتله قلبهـا المُتيـم “
” الغيـرة مرض في العشق الفناء… داء لا يرضى الشفـاء.. ودواء يُنعشك بلا اكتفاء ” !!!
لا يدري كيف وصل لها في لحظات لا تُعد ليقبض على ذراعهـا بعنف غيظًا من ذلك الكائن الذي فر راكضًا قبل أن يصله له…
وكأن جحيم العشق أنتهز الفرصة فأشعل حقولًا كغنيمـة لحرقته… !!
فتأوهت هي متألمة وهي تهمس له :
-سيب دراعي يا صقر
سألها مباشرةً بحـدة عدائية واضحة :
-مين ده ؟؟!
زفـرت بقوة وهي تخبره بصوت حانق :
-وانا أيش عرفني ؟ أنا اللي مفروض اسألك، وبعدين مش المفروض المطعم مفيهوش غيرنا !!؟
تنهـد عدة مـرات بعمق…
دائمًا ما تدور وتدور لتخرج هي المنتصرة وينحسر هو بين دوائر التوهـان… !!
اومأ موافقًا وهو يجذبها معه برفق :
-طب تعالي هجعدك واروح اشوف مين اللي دخل ابن الـ*** ده
وبالطبـع لم تعترض.. سارت معه موافقة على مضض حتى أجلسها على منضدة لجوار النيـل.. ليُقبل جبينها بعمق متمتمًا بصوت هامس :
-مش هتأخر عليكِ
اومأت موافقة بصمت تتخيـل جمال المنظـر بجوارهـا…
ولكن بالطبع كعادتها طيلة الايام السابقة الألم يتغلب على أي شعور اخر داخلها كوحش كاسـر…
كمُشتـاق رأى جمـال الحـور.. فلم يعد يطيق إنسحابهم من امامه مرة اخرى !!!!
……………………..
بينما على الطرف الاخر كان صقـر يصرخ بــ مدير المكان مزمجرًا بنبرة تُطابق زئير الاسد المفترس :
-ازاي يعني يدخل عادي كدة ؟؟ هو انا مش حاجز المكان كله !!!
نكس الرجل رأسه ارضًا ومن ثم حاول النطق معتذرًا :
-انا عارف إن حضرتك معاك حج يا صقر بيه، وصدجني كل شخص غلط بشغله هيتحاسب و….
ولكن صقر قاطعًه بحدة قاسية :
-افرض كنت اتأخرت ؟؟ كان الحيوان ده لجى واحدة ادامه قال يلا اخدها وخلاص !!! ساعتها اقسم بالله ما كنت هرحمكوا وهجفلكوا المطعم ده…
لم يرد الرجل سوى بــ :
-حجك علينا يا صقر بيه
نظـر له بحنق ثم استدار ليغادر وهو يخبره بجدية :
-جهز اللعبة اللي جولتلك عليها خلال نص ساعة بالكتير بعد الرجصة
اومأ الرجـل موافقًا بطاعة :
-تحت أمرك
وما إن غادر صقر حتى تنهد بقوة مغمغمًا بغيظ :
-اوووف كان يوم اسود يوم ما جيت، بس يلا هعمل اية.. انا حيالله عبد المعبود !
……………………..
على الطرف الاخر كان صقر يسحب ترنيم برقة لساحة الرقـص.. بينما هي تهز رأسها نافية والضيق اختلط بملامحها المُبهجة بفطرتها :
-لأ يا صقر سيبني لو سمحت.. أنا مش عايزة أرقص
طـوق خصرها بيـداه كخيط رقيق ينساب حولهـا.. ظلت تحاول الابتعاد ولكنه على العكس كان يقربها منه بشـدة وأنفاسه تخترق مسامها… وهمسه يُلحن صمت القلوب :
-هششش،، الليلة إنتِ بتاعتي… هنعمل اللي انا محدده وبس، انسي اي حاجة عملتها !!!
تنهدت بالقوة ورغمًا عنها بدأت تسترخي بين أحضانـه…
ظلا يتراقصـا قليلاً إلى أن رفـع وجهها الذي نكسته ارضًا وقال بحرارة :
-بحبك.. بحبك ومفيش غيرك احتل قلبي يا ترنيمة قلبي
ابتسامـة ضعيفة شقت عبوس لا يليق بملامح خُلقت للابتسام… فصبغها هو بالحمرة عندما اقترب منها ببطئ ليلتقط شفتاها في قبلة سريعة متهورة ومشتاقـة… فكادت تبتعد هي مرددة بحرج :
-قليل الادب، افرض حد شافنا ؟
وفجأة شعرت بها يحملها بين ذراعيه وهو يضحك بمكر صارخًا بصوت عالي وهو يدور بها :
-وفيها أية ؟؟ ده انا هخلي كل الموجودين يشوفوا….
ومن ثم بصراخ مجنون اكمل :
-بحبببببببببببببببك !!!
تعالت ضحكاتهـا رغمًا عنها وهي تتعلق بعنقه… يُعجبها تهوره..
فهي كأي انثى وكل انثى تلك الافعال تُرضي غرورها وتُشبـع غزيرتها المتلهفة للأهتمـام…. !!
أنزلها ارضًا بعد دقائق.. ليحيط خصرها بتملك هامسًا :
-يلا امشي معايا
وبالفعل إنصاعت له ليسيرا ببطء وهي لا تدري وجهتهـا…
ولكنه كان يحل محل عينـاها.. يُنيـر القلب.. ويقتل الظلام ايضًا !!
وصل بها إلى -استاندا- كبيرة مُلونة زجاجية.. فوقف عليها وترنيم معه.. وقف امامها ليهتف بابتسامة متسلية :
-بصي يا ترنيمتي، دي لعبه.. الاستاندا دي منورة.. انا دلوجتي هشيلك والمفروض أني اربط عيني وامشي على الامكان المنوره بس.. ولو دوست على جزء مطفي بالغلط الاستاندا هتتجلب وهنجع في حمام السباحة ده
جهـر قلبهـا بقلق من فكرة الرمي داخل الميـاه… فظلت تهز رأسها نافية :
-لالالالا، انا اصلا بخاف من المايه وانا شايفه اللي حواليا.. ما بالك وأنا مش شايفه ؟؟ لا لا مش هينفع خالص
اقترب منها بهدوء يُداعب أنفها بأنفه مرددًا برومانسية:
-امال انا بعمل أية يا ترنيمة قلبي ؟ متخافيش أنا معاكِ
قالها ولم يعطها الفرصة فحملها فجأة بعدما ربط عينـاه.. لتسمـع هي صوت بدأ اللعبة.. فتعلقت بعنقه مسرعة تردد بنبرة طفولية اضحكته :
-يارب مانقعش يارب خليه يعرف كويس يارب.. انا عارفه اني مش طيقاه بس هدعيله المرة دي بس يارب يارب
بدأ يسير بالفعل…
دقيقة.. اثنان.. ثالثة كان الحظ يحالفه والرابعـة عاداه منسحبًا فأخطأ صقر ليضغط بقدمه على جزء غير مضاء وبالفعل بدأ الزجاج الذي يقفوا عليه يميل رويدًا رويدًا وترنيم تصرخ… ليسقطا سويًا في المياه….
تعالت ضحكات صقر في المياه وهو يراها تحاول العوم وهي تتابـع بصوت عالي ونبرة مضحكة :
-اني اغررررق تحت الماء… الحقني الله يحرقك يا صقر يابن ام صقر
اقترب منها كثيرًا حتى رفعها وهي تُلاصق صدره العاري بعد أن خلع عنه القميص.. لتحيط عنقه بتلقائيـة…
فاقترب هو منها ببطئ هامسًا بصوت ماكر :
-ياااه بحب المايه دي جوي.. الواحد بياخد راحته فيها كدة وبيعمل اللي نفسه فيه !!
عضـت على شفتـها السفلية بخجـل وهي تتخيل نظراته لها الان…
مؤكد عيناه امتلأت بشغف واضح يُعانق لمعان عاطفته الان..
وعند تذكر أنها لن تستطيع رؤيتها شعرت بمرارة العجز تلفح داخلها بقوة…. !!
ثانية وقبل أن تُكشر مرة اخرى كانت تشعر بشفتاه تلتهم شفتاها بنهـم بطيئ افقدها توازنهـا.. كان ظهرها مستند عند طرف الحوض وهو امامها يكتسحهـا بلمساته الغير بريئة ابدًا…. !!!!!
بدأت ” فجر ” تستعيد وعيها مرة اخـرى.. لتجد ظلام دامس كقلوب من اختطفها يصفع عينـاها… !!
حاولت التململ او الحركة ولكنها كانت مقيـدة.. فظلت تهمس بخوف :
-ياارب يارب حد يلحقني… ليث !!!
مرت دقائق وهي تمنع دموعها بصعوبة من الهطـول.. وفجأة وجدت من يفتح الباب ويدلف ببرود
تجمـدت وعيناها تلتقط من لن تخطئ ابدًا في رؤيته !!!!
لقد كان ” عمرو ” ……
حبيب الروح المُلغاه وسط اقتحام عاشق كـ “ليث”
وربما لم يكن حبيب يومًا ولكن الاهتمام يصنع المعجزات !!!
ظلت تعود للخلف متساءلة وهي تراه يقترب منها ببطئ :
-أنت عايز أية يا عمرو وجايبني هنا لية ؟؟
ابتسامة شيطانية خبيثة حلقت على ثغـره وهو يهمس لها امام وجهها مباشرةً :
-وحشتيني.. أية مش من حقي اشوف خطيبتي وحبيبتي ولا أية ؟!!!
هـزت رأسها نافية بخوف حاولت زج الشجاعة به :
-لأ،، أنا واحدة متجوزة، ومن يوم ما حاولت تعتدي عليا وانا خرجتك من حياتي نهائي
فجأة وجدته يهتاج كمريض نفسي يجذبها من خصلاتها بعنف صارخًا :
-متجوزة اه.. عشان كدة سبتيه يلمسك !!؟
إتسعت حدقتـاها بفـزع…
من أين له أن يدري بمعلومة لا يعلمها سواها وليث ووالدته و……. والدها !!!!
مؤكد هو من اخبره لينتقم.. !!!!!!
أفاقت من شرودها على يداه التي أمسكت كفها بعنف يضعه على وجهه الشبه مشوه ويردد :
-عشان كدة لما حاولت اقربلك..تاني يوم بعتيلي حبيب القلب يضربني بالعنف ده ويشوهني ؟؟؟! عشان منستش ضربه ابدا صح ؟ وانا فعلا مانستش
ثم بدأ يلتصق بها اكثر مكملاً :
-ومش هخليكِ أنت كمان تنسي الليلة دي
ضربت إنذارات العقل داخلها كطبول تعلن بدء الحرب…
فانكمشت بخوف وهي تهمس له راجية :
-لا،، اوعى يا عمرو هكرهك بجد
مط شفتاه بلامبالاة مجيبًا :
-ما تكرهيني..
وعاصفـة شيطانية أقتحمت عيناه السوداء وهو يتابـع صارخًا :
-خلتيه يلمسك لية ؟؟ اخد حاجة مش من حقه
ثم فجأة هجم عليهـا يحتضنها بالقوة وشفتاه تبحث عن مرمى شفتاها التي تُجاهد لابعادها عنه… وصرخاته الغاضبة تتعالى موازية صرخاتها :
-ازاااي سمحتيله يلمسك وأنا حتى مكنتيش بتخليني امسك ايدك ؟؟ بس لأ، الليلة كلك هتبقي ليا.. جسمك وعقلك، ومش بمزاجك غصب عنك !!!!
اصبحت تصرخ بهيستريـة ليبتعد عنها :
-لااااا ابعد عني لاااااا
بينمـا هو يحاول إزاحـة ملابسها عنها وهو يستطرد بجنون :
-لأ مش هبعد.. حرام عليا وحلال عليه ؟؟ هادوق اللي هو داقه قبلي !!!
منذ وصول “نـور” منزل شقيقتهـا وهي حبيسة غرفتهـا منهارة في بكاء حار احتضنهـا مرحبًا بذلك الانهيـار….
كانت تضم ركبتاها الى صدرها تشهق بعنف حتى باتت الشهقات تكاد تسحب روحها معها… ثم ظلت تتذكـر ما حدث..
فلاش باك###
ما إن تلقت الصفعة حتى اهتاج جسار يقترب منه صارخًا بحدة مُفزعة :
-أنت بتعمل أية انت مجنون ؟!!! ازاي تمد ايدك عليها وقدام الكل !!
نظـر له بغيظ حقيقي لو كان انسـان لصارعه في التو..
ثم قال بصوت أجش :
-لما الاقي اختي الصغيرة بتعمل حاجة غلط لازم اضربها عشان تفوق
ثم نظر لنور مكملاً زمجرته :
-لما تخلي اللي يسوى واللي مايسواش يقولي إنها مقضياها مع اخو جوزها بعد ما جوزها مات يبقى لازم اضربها
رآن الصمت بينهم….
كلماته كانت ثقيلة على القلوب.. خاصةً تلك المسكينة التي ظلت تهز رأسها نافية وهي تبكي :
-لا والله مش صح، انا عمري ما هعمل كدة.. انا بقضي عدتي في بيت جوزي مش اكتر!!!
اومأ هو بسخرية مريرة :
-منا عارف، وعشان كدة سبتك لحد ما عدتك تخلص.. لاكن كله الا الكرامة يا نور، دي مش هسمحلك تمسيها ابدا
عندها صرخ فيها جسار بعصبية متمتمًا :
-مين اللي قالك الكلام الفارغ ده ؟؟
رفـع حاجبه الايسر مستنكرًا :
-والمفروض اني اقولك ؟!!! اللي قالي قالي يا استاذ جسار، نور هتقضي باقي عدتها في بيت اخوها.. وبعدها عريسها عندي
أحتـراق… او لهب…
شعور داخلي قاسي مـزق ما تبقى من تماسكه فكاد يهجم عليه ولكنه توقف عند تدخل نور الجاد :
-بس !! مصطفى انا راضية باللي تقوله.. دقيقة هجهز شنطتي وجايه حالا
وبالفعل انسحبت لتعد حوائجهـا… بينما قالت والدة جسار بهدوء :
-بس الامور مابتتاخدش كدة يابني، نور بنتي برضه
تنهد وهو يتشدق بجدية بــ :
-اسف يا ام حسام، بس انا مش هاقدر اغامر بشيء زي ده واستنى اشوف هل فعلا في حاجة ولا لا ؟؟ انا شوفتهم خارجين من الاوضة مع بعض فاعذريني !!
وبالطبـع لم تستطـع الرد فصمتت… ليتأكل الغيظ داخل جسار تجاه ذلك الشخص اكثر !!!
بــاك###
وهكذا وصل بها الحال الى تلك الغرفة المظلمـة تأن بداخلها بصوت مكتوم.. وفجأة سمعت صوت يأتي من البلكون فنهضت بخوف لترى.. ومن ثم همست متساءلة بقلق :
-مين ؟؟ في أية !!!!
فجأة وجدت جسار يفتح البلكون ويدلف.. فشهقت بعنف مشدوهه من تواجده :
-جسار !
أخرج بعض الاوراق من جيبه وهو يهمس لها بخشونة :
-امضي هنا
سألته متوجسة ؛
-اية ده ؟؟
-ده ورق جواز رسمي لسه جايبه من عند المأذون.. واعملي حسابك لو مامضيتيش حالا يا نور قسما بالله لاعملك فيضحة وساعتها هتجوزك عشان استر عليكِ
ظلت تهز رأسها نافية بحدة :
-أنت مجنون ؟؟ عايزني اتجوز من وره اهلي،، لا ابدا
تأفف وهو يزجرها بغيظ :
-لا مش كدة، هيبقى كتب كتاب بس لحد ما العدة الوهمية تخلص، بس هضمن ان جوز اختك المجنون ده مش حيقدر يجوزك
ابتلعت ريقها بقلق.. هي تعلم حد اليقين أن جسار متهور.. ولربما يفعل ما يقوله !!!؟
نظرت له لتجده بدأ يقترب منها بالفعل راميًا بنظراته الخوف في قبضتا قلبها الصغير.. لتهتف مسرعة :
-خلاص ابعد همضي
امسكت بالقلم بأصابع مرتعشة لتخط اسمها سريعًا.. عندها اشرقت شمس السعادة على وجه ذاك العاشق.. فهمس وهو يقترب منها بخبث :
-كدة بقيتي على اسمي…. ناقص بس نجيب العيال ونبقي اسعد اسرة !!
اتسعت حدقتاها غير مصدقة… فأردفت بغضب خجول :
-احترم نفسك وامشي من هنا
ظل يهز رأسه نافيًا وهو يقترب منها ببطء شديد دب القلق الحقيقي في قلبها و……….
كانت “والدة صقر” في حديقة منزلها منتظرة شخصا ما تنظر هنا وهناك بقلق…
دقيقة ووجدته يدلف فاقتربت منه مسرعة تسأله :
-هااا ؟؟ عرفت حاجة يا واد !؟
اومأ مؤكدًا ثم بدأ يخبرها بأنفاس لاهثة :
-ايوة، عرفت
سألته بغضب صارخة :
-انطج جالولك أية ؟؟
اجابها بجدية :
-جالولي أنهم عنديهم عرض مميز، غيروا مخططهم وطالبين منك حاچة في مجابل حياة ولدك
سألته بعدم فهم مرة اخرى :
-حاچة أية دي ؟؟
نظف حنجرته بقلق ثم رد بصوت أجش :
-عاوزينك تتصرفي وتخلي صقر بيه يطرد مرته الجديدة بأي طريقه، والباجي ملكيش دعوة بيه..
صمت برهه ثم اكمل مفكرًا :
-اعتجد عايزينها عشان يخلوا صقر بيه يبعد عنهم من خلالها
اومأت مسرعة بلهفة :
-وجالولك اية تاني ؟؟
-جالوا لو مانفذتيش يبجى تجهزي جبر لولدك في اقرب وقت وإنتِ عارفه انهم ما بيهزروش !!!
أحمرت عينـاه بغضب جم يوازي لون احتراق جهنم.. ليسارع هو متابعًا :
-وجالوا انهم ماكنوش هيدخلوكِ في الموضوع ده بس لاجوا صقر بيه مشدد الحراسة على مرته جوي
اومأت موافقة ثم اشارت له بأصبعها ان يغادر فامتثل لاوامرها….
تنهدت وهي تحدق بالفراغ :
-اسفة يا ترنيم.. مضطرين نضحي بيكِ مجابل حياة ولدي !!!
بعد مرور أسبوعـان……
كانت ترنيم تنتظر دورها في -عيادة طبيب نساء- بعدما شكت في تلك الايـام كونها حامل !!!!!
وبالطبع اصطحبت معها “زوبيدة” وحراس “صقر” ينتظروهم في الاسفل…
لا تدري ما هي ردة فعلها اذا اكتشفت انها حامل !!!!
ولكن صقر لم يقربها سوى تلك المرة منذ الحادثة المشؤومة !…
أ من الممكن أن يعاندها القدر لهذه الدرجة ؟!!!!
للحظة شيطانية لامت نفسها لانها لم تتخذ احتياطهـا..
فجأة انتبهت عندما وجدت هاتفهـا يرن فإلتقطه ببطء ترد :
-الووو
اتاها صوته الغاضب :
-إنتِ فين ؟؟
ولم تدري لم اختارت الطريق المظلم من الكذب فردت :
-بزور ماما وجسار
ولم تسمع رده فأغلق الهاتف.. حدقت بالهاتف متعجبة !!!
ثم انتبهت للتو انه من المؤكد أن رجاله اخبروه اين تكون… !!!؟
ضربت جبينها وهي تلعن ذاك الغباء… فسمعت السكرتارية تنادي :
-مدام ترنيم
-ايوة انا جايه اهو
نهضت وزوبيدة تعاونها برفق.. دلفت الى غرفة الطبيب وبدأ الكشف عليها….
بعد حوالي ربـع ساعة كان قد انتهى فجلس على مكتبه بهدوء.. ومن ثم ابتسم بجدية مرددًا :
-مبروووك يا مدام حضرتك حامل
صمتت دقيقة تقريبًا وخواطر شتى تموج داخلها…
واهمها وسوسة الشيطان وهو يردد داخلها بجبروت اسود حالك
” إنها لا تثق به بعدما فعل، فكيف ستنجب منه لتعيد نفس الخطأ ” ؟!!!!!
إنتهى تفكيرها القليل بردها الجامد :
-أنا مش عايزاه، عايزة انزله يا دكتور
أخطأت تصويب وقت كلماتها المتهورة.. فـ في تلك اللحظة تحديدًا كان صقر على وشك فتح الباب فاخترقت جملتها القاسية اذنيه و………… !!