رواية احتلال قلب للكاتبة رحمة سيد
رواية احتلال قلب للكاتبة رحمة سيد
الفصل الاول :
كان يجلس في حديقة المنزل.. مُرهق جسمانيًا قبل نفسيًا.. نعم نعم… لم يهتم يومًا بأرهاقه النفسي !!!
على عكس الجميع.. ولم لا فهو الظاهرة المُعاكسة.. القاعدة الشاذة التي لا تخضع للفطرة !!!!
هو تركيبة غريبة مزجت ما بين القسوة والصرامة و…. الحنية !
هو ” صقر الحلاوي ” اسمًا على مسمى إيجازًا ووصفًا…
قاطعت تفكيره والدته وهي تناديه بهدوء بلهجة بلدتهم “الصعيدية” :
-صقر..
اقتربت منه بهدوء حتى جلست لجواره فربتت على كتفه بحنان امومي متساءلة :
-كيفك يابنيّ.. مستعد تشوف عروستك ؟ ولو على زعل مراتك متقلقش هي مش اخر ولا اول واحدة في الصعيد يحصل معاها كدة
تنهد وهو يجيبها مختصرًا شرح يعجز عنه :
-أنتِ عارفة يا أمي إن الطفل ده مهم بنسبة ليا اكتر من الزعل والهبل ده..
نظرت نحو زوجته التي هبطت لتوها من الاعلى بخطى هادئة ترتدي جلبابها الصغير الذي يلف جسدها الممتلئ قليلاً.. ثم أكملت وقد لغمت حروفها بمعان مبطنة :
-طب اطلع شوفها هي في اوضة الضيوف فوق
تنهدت قبل أن تكمل بنبرة هادئة :
-البنت اللي اخترناها ضعيفة.. يعني بلاش كلامك الدبش معاها
استقام ناهضًا وهو يفكر بها رغم ارتياحه لموافقنها… اي فتاة تلك جلبوها حتى منزله !!!؟
الا تملك ذرة من الحياء… !!
ظل يهز رأسه غير مصدقًا وهو يهمس لها :
-طب هي ملهاش اهل ؟
ردت والدته بجدية تامة خلت من المشاعر :
-أنت قولت مش هتفرق معاك اي واحدة، المهم انها هتقدر تجيب لك الواد اللي نفسك فيه واهلها الفلوس عندهم اهم
أغمضت نيرمين عيناها بألم وهي تتحسس بطنها الفارغة.. تشعر أن ذلك الفراغ في روحها.. بين ثنايا قلبها وليس مجرد فراغ رحم.. لا تذكر كم عدد المرات التي حملت فيها طفلهم ولكنه في كل مرة يموت قبل ولادته !!
وصل “صقر” امام غرفة الضيوف.. اخذ نفسًا عميقًا ثم اخرجه على مهل…
أستعاد هيئته الصرامة.. المخشبة.. القاسية.. المعببة بجمود رهيب لملاقاة تلك الدخيلة !
رفعت هي وجهها شاهقة عندما فتح الباب هكذا فجأة.. ظل يقترب منها ببطئ وهي كالفريسة مُقيدة بسلاسل خفية تسلبها الحرية…
قلبها يضخ بعنف.. رافض.. جاهر بالقلق.. منذر بالسواد الذي لطخ الرؤية من الان!!
ولكنها تماسكت…
جلس لجوارها على الفراش وهي تنظر ارضًا.. وفجأة رفع وجهها بأصبعه بقوة حتى تأوهت بصوت عال..
ليسألها بخشونة :
-أسمك أية ؟
تهيأ له أن صوتها لامس القمر في اختفاءه السريــع :
-ترنيم…
مصمص شفتاه ببرود مكملًا :
-أنتِ طبعًا عارفة أنتِ هنا لية ؟!
اومأت موافقة بصمت.. لتجده يزمجر فيها بحدة :
-ارفعي راسك وبصيلي وأنتِ بتكلميني، أنتِ مش خرسه
رفعت رأسها له بالفعل فتفاجئ بلهيب عيناها البنيـة.. لمعة غريبة لم يلمحها قبلًا !!!
مهلاً.. ما الذي يفكر به !
هي هنا لمهمة ما…
نظر لها مرة اخرى وهو يردد بجمود :
-وعارفة إن مفيش فرح.. مفيش حد هيعرف اصلا الا الناس القريبين مننا يعني العيلة
اومأت موافقة بصمت..لتجده فجأة يمد يده لها بورقة قائلاً :
-يبقى امضي هنا
رفعت عيناها له متساءلة بحشرجة مكتومة :
-أية دي !!
نهض واضعًا يداه في جيب بنطاله يقول بنبرة صلبة قاسية :
-دي ورقة بتثبت إن ملكيش أي حقوق وإن مجرد ما هتخلفي هتسيبي الطفل وتمشي من هنا !!!
كانت أصابعها مرتعشة وهي تمسك بتلك الورقة..
تفكر ما الذي يجبرها على ذلك اصلًا ؟!!!
أي اهل هؤلاء يلقون بأبنتهم للتهلكة مُهللين بأموال دنيئة… !
ابتلعت تلك الغصة المريرة في حلقها وهي تحاول مجادلته :
-بس ده آآ…
ولكنه قاطعها بعصبية :
-أنتِ وافقتي يبقى تمضي على الورقة من سُكات وأكيد هما يومين وهيطلبوكي لما يجيبوا المأذون..
كادت دموعها تنهمر فوقفت ببطئ تحاول الاتـزان.. خطوة واحدة وتعثرت في السجادة من أسفلها فصرخت بفزع وهي تكاد تسقط ارضًا :
-آآآه…
ولكنه أمسك بها قبل أن تصل للأرض.. يداه أحاطت خصرها بتلقائية.. ولكن قبل أن تلقي بكلمة شكر وجدته ينفضها عنه وكأنها وباء…
ثم قال ببرود مستطردًا :
-5 ايام بلياليهم والسادس تكوني في سريري
نظر لها بازدراء من الاعلى للاسفل.. متفحصًا البنطال الواسع الذي ترتديه من اعلاه تيشرت ذو اكمام واسعة وطرحة صغيرة تخفي اسفلها خصلاتها السوداء… ليكمل بسخرية جارحة :
-بس ياريت تحاولي تكوني مُغرية لاني مش شايف أي معالم للانوثة
وقبل أن تفتح فاهها بكلمة أردف بصرامة :
-بره!!
كتمت شهقة كادت تنفلت منها بصعوبة وهي تجر أقدامها بخيبة مغادرة تلك الغرفة اللعينة…
وما إن خرجت حتى وجد زوجته تدلف مسرعة هاتفة بنبرة متقطعة ذرفت بها أطنان من الدموع :
-صقر.. أنت عارف اني مُجبرة على الموافقة، فـ ما تحاولش توجعني
لم يرد عليها وهو يستدير ناظرًا للشرفة المطلة على الحديقة.. فاسرعت تحتضنه من الخلف وهي تهمس بألم:
-أنت عارف اني بحبك ووافقت بالعافية عشان تجيبلك الولد اللي نفسك فيه
سمعت صوته الخشن يرد بجدية ؛
-أنا عارف كل ده.. أنتِ مش محتاجة تفكريني بيه، عارف انك مُضحية!!
قال كلمته الاخيرة بسخرية ثم ابعد يداها عنه بهدوء تام ليتركها مغادرًا تلك الغرفة…
لم تحزن الان ؟! فهي تعرف جيدًا أنه لم ولن يعترف بما يسمى العشق يومًا… تزوجها بعقله.. وسيتزوج مرة اخرى بعقله ايضًا.. حتى اشعار اخر !!!!
في الاسكندرية عروس البحر المتوسط….
كانت “فجر” في غرفتها كالعادة ترسم لوحاتها الفنية التي تعشقها حد الهوس.. دقيقة وسمعت خالتها تنادي بصوت هادئ مرددة ؛
-فجر.. قومي صحي أخوكِ بسرعة عشان الاكل ما يبردش
اومأت موافقة برقة :
-حاضر يا خالتو
نهضت بالفعل تلملم خصلات شعرها المفرودة بتوكة صغيرة.. ثم أسرعت نحو غرفته.. طرقت الباب عدة مرات ولكن لم تجد مجيب.. تنهدت وهي تفتح الباب برفق وتدلف لتجده يغط في نوم عميق بقميصه المفتوحة اولى ازراره…
اتسعت ابتسامتها المشاكسة وهي تنظر له فاقتربت حتى جلست لجواره.. اقتربت منه ببطئ مقربة خصلة من شعرها على وجنته تمسها ببطئ مزعج.. فبدأ يتململ في نومته متأفف بانزعاج !!
اعادت فعلتها عدة مرات ولكن عندما يأست اطلقت زافرة قوية وبقيت تتأمله بصمت..
ملامحه الخشنة.. عيناه السوداء الواسعة التي تشعرك وكأنها ستبتلعك !!!
غموضه الغريب واحيانًا قسوته معها…
ما إن كادت تتحدث وهي تهزه حتى وجدته ينهض فجأة لتسقط هي مكانه وتصبح أسفله…
ابتلعت ريقها بتوتر شديد ثم بدأت تغمغم بصوت يكاد يسمع :
-لــ ليث !!
وهمسها لأسمه الان كان اكبر خطأ… خاصة بتلك الطريقة الناعمة التي لا تلاحظ تأثيرها عليه..
كان يحدق في عيناها الزيتونية فيرى سجنه المؤلم له حد الجنون… ومن دون شعور ظل يقترب ببطئ.. ببطئ.. حتى لامست شفتاه خدها الأيمن فاطبع قبلة رقيقة ناعمة كالفراشة عليه….
انتفضت هي كالملسوعة تبعده عنها مستندة على صدره….
مهلًا ماذا !!!!
مستندة على صدره شبه العاري !
ابعدت يدها على الفور فبدا وكأنه عاد لوعيه.. ليجدها تنهض مسرعة مرددة بنبرة حاولت زج المرح فيها :
-لولا أنك اخويا كنت شكيت فيك
وفجأة هب كالأعصار في وجهها يمسكها من ذراعها بقوة ضاغطًا عليه وهو يصرخ :
-قولتلك مليون مرة انا مش اخوكِ، انا مش زفت.. أنا ابن خالتك بس !!!
ارتعشت شفتاها بخوف.. فمن الذي لا يهابه ؟!!
ثم حاولت النطق بصوت مختنق :
-أنا اسفة يا ابيه، فكرتك… خلاص انا اسفة انا عارفة اني مش اختك ولا عمري هكون مش محتاج تكرر تاني
وقفت امامه مباشرةً تسأله بصوت على وشك البكاء يشبه الاطفال :
-بس هو أنت لية بتعاملني كدة ؟! أنا عملتلك أية ؟ أنت مكنتش معايا كدة وانا صغيرة
ضغط على أسنانه بقوة.. وارتجف قلبًا ألمًا لكلماته قبل أن يكون ألمًا لها وهو يخبرها بحدة :
-عشان دلوقتي أنتِ مابقتيش الطفلة وانا ابن خالتك اللي مربيكِ.. دلوقتي في حدود لازم تعرفيها كويس وتفهمي لانك مابقتيش صغيرة!!
سمع بداية شهقتها التي كادت تمزق قلبه لنصفين.. ذلك القلب اللعين الذي يدق بأسمها حتى وإن عشقت غيره !!!!
عشقت رجل اخر.. !
غصة مريرة استقرت في حنجرته كحجر ثقيل ليأمرها بكتمان :
-اطلعي بره يا فجر
كادت تعترض بنبرة طفولية :
-أنت لية بتكرهني و….
ولكنه قاطعها صارخًا بوجهها بعصبية مفرطة :
-قولت اطلعي بره يا فجر برررره اوضتي اياكِ تدخليها تاني
بالفعل استدارت لتخرج ببطئ فاخترقت جملته اذنيها وهو يتحدث بعدما امسك بهاتفه :
-ايوة يا سوزي أنتِ فين ؟
-في مكاني المعتاد يا بيبي
-انا جايلك حالًا
-مستنياك يا ليث باشا
اغلق الهاتف دون كلمة فركضت ” فجر ” قبل أن يراها…
اغمض عيناه بألم حقيقي.. لم كُتب عليه الموت عشقا لها ؟!
لم تعجز كل النساء عن شغل عقله.. تلك الطفلة التي يكبرها بخمسة عشر عامًا تستولي على عرش قلبه ؟!!!!
بدأت يدب على الحائط بقوة بيداه غير مباليًا بألمه الجسدي وهو يأن بصوت مكتوم :
-بس يا ليث بس.. مينفعش… في الف سبب يمنع الجنان ده، هي مش عمرها ما هتكون ليك…. !!!
وعند تلك الجملة تحديدًا ازداد صراخه وهو يتخيلها بين يدا ذلك الحقير يحتضنها ويُقبلها و….
تعالى صراخه رغمًا عنه كليث ذبيح.. فأمسك بمقص صغير موضوع على الطاولة…
الالم هو الحل الوحيد ليخرجه من تلك الحالة الهيسترية بعشقها !!
وبالفعل جرح يداه فترك المقص ليمسك قطعة قماش ملقاة ويلفها حول يده بأهمال ويبدأ تبديل ملابسه استعدادا لمقابلة تلك الساقطة….. !!
دلفت ” ترنيم ” إلى منزل أهلها تجر ازدال الخيبة خلفها…
لم تكن تتصور أن القادم سيكون بهذا الشكل المؤسف !!
بمجرد أن رأت والدتها ركعت عند قدماه ترجوه بصوت مبحوح :
-ارجوك يا بابا بلاش تخليني اتجوزه، ارجووك عشان خاطر ربنا !
لم يتردد وهو ينهرها بقسوة :
-احنا اتفقنا مع الناس خلاص، عايزة راسي تبقى في الارض ولا أية ؟! أنتِ هتتجوزيه والموضوع ده منتهي خلاص
ومع اخر كلمة له كان يزجها بعنف بعيدا عنه فسقطت على الارضية تبكي وتندب حظها المتعثر دوما….
جاءت والدتها تحتضنها بحنان مزيف وهي تحاول ان تُلين ثليج رفضها :
-أنتِ عارفة إنك اخر امل لينا يا ترنيم، اخواتك هيقعدوا من المدرسة وصاحب البيت هياخد الشقة.. الفلوس اللي هتديهالنا الست هانم هي المنقذ الوحيد يا حبيبتي.. يرضيكِ اهلك يشحتوا يا ترنيم ؟!
هزت رأسها نافية.. ولكن هناك صوت عميق بقدر ما هو بعيد يأمرها بالرفض !!!
نظرت لها متمتمة بهدوء خال من الاتزان مشعث بضياع :
-انا حتى الذاكرة لسة مارجعتليش، انا تعبت يا امي
ظلت تربت على ظهرها بهدوء مكملة :
-مسيرها ترجعلك، المهم دلوقتي تجهزي نفسك عشان تروحي بيت جوزك في اقرب وقت
اومأت موافقة وقد بدأت دموعها تهبط بقهـر معلنة رفضها لتلك الزيجة اللعينة…. !!
دلف “جسار” إلى المنزل الذي يكون هادئًا معظم الاحيان.. صغير يضمه هو ووالدته فقط بعد زواج اخيه… !
ولكن سمع ضجة من الداخل، تنحنح وهو يفتح الباب ببطئ ويقول بهدوء ؛
-مساء الخير
وبمجرد أن رفع رأسه رآهـا.. تجلس لجوار اخيه متأبطة ذراعه.. في موضعها الطبيعي.. مكانها… مسكنها الذي لا يتقبله حتى الان !!!!
اشارت له والدته باللكنة الصعيدية أن يقترب :
-تعالى يا ولدي، تعالى بارك لاخوك ومرته
ضيق ما بين حاجبيه يسألها بعدم فهم :
-ابارك لهم على أية يا امي ؟
اجابت بنبرة مهللة لم يخل منها بريق السعادة اللاسع لقلبه الذي ينزف :
-اصل نور مرات اخوك حامل…
“حامل… حامل… حامل ” !!!!
ظلت الكلمة تتردد بعقله الاف المرات.. معشوقته تحمل في احشاؤوه طفل ليس منه !
سيصبح اخر ابًا لاطفال كان يتمنى حد الموت ان يصبح هو اباهم… !!
نظر لها بأعين مجروحة أخفتها الابتسامة السخيفة وهو يقول :
-مبروك يا نور.. مبروك يا حسام
اجابا الاثنان في وقت واحد مبادلينه الابتسامة :
-الله يبارك فيك يا جسار عقبالك
تهكم داخله بقوة.. وهل كُتب له حياة هنيئة منذ ان اصبحت لرجل غيره ؟!
وليس اي رجل…
بل اخاه !!!!
ربااااه ما ذلك الالم الذي يخترق صدره كسهام مسممة كلما تردد صدى تلك الكلمة في اذنيه…
شعور كالموت يسلب منك ما تبقى من لذات الحياة هو عندما تتيقن أن معشوقتك اصبحت ملكا لغيرك للابد بل وتحمل طفله !!!!!
دلف الى غرفته على الفور تاركهم يتعجبوا من رحيله هكذا…
بينما هو يندب رحيل روحه عنه.. هو يتألم منذ تزوجت اخاه.. ولكن ذلك الالم تضاخم بجنون !!
دقيقة ووجد الباب يدق وهي تدلف…
وكأنها تزيد الطين بلًا.. نظرت له بهدوء مرددة :
-ماما عملت الرز بلبن ده يا جسار بمناسبة الحمل وطلبت مني اديهولك
اخيرا خرج صوته بحشرجة خشنة :
-شكرا
مدت يدها له بالطبق فلمس أصبعه رغمًا عنه كف يدها الناعم.. شعر كأن كهرباء اصابته فأبعد يده على الفور كالملسوع ليسقط الطبق ارضا متهشما…
شهقت هي بخفوت :
-انا اسفة، حالا هجيبلك واحد غيره
نفى مسرعا :
-لا.. اخرجي سبيني لوحدي يا نور
اقتربت منه بهدوء تام تسأله كقطة وديعة :
-مالك يا جسار مش بطبيعتك ؟!
كز على اسنانه غيظًا وحزنًا.. أتسأله ايضا عما به ؟!!!
أيخبرها هو بعشقه المكتوم منذ سنوات وسنوات…!!!
هز رأسه نافيا بصوت اجش :
-مفيش حاجة انا كويس
شهقت هي عندما رأت الدماء تسيل من يده.. فأسرعت تمسك بيده بحركة مباغتة وهي تهمس :
-يا نهار ابيض.. ايدك اتجرحت !
لم يكن ينظر ليده.. كان ينظر لوجهها هي.. عيناها السوداء بلمعة بنية تعطيها مظهرا جذاب.. نزولا بالنمش الرقيق على وجنتاها.. حتى…. شفتاها الصغيرة المنفرجة وكأنها تدعوك للتقبيل !!!!!
لم يشعر بنفسه وهو يقترب من شفتاها ببطئ… وكأنه سيموت في التو إن لم يفعلها !!
حقا سيُقتل في الصميم إن لم يتذوق شفتاها في قبلة صغيرة يلتهم فيها شفتاها كما يحلم كل ليلة تقريبا حتى باتت لياليه مؤرقة متعبة ثم……..